الكل يعرف من هو المتقاعد، سواء أكان عسكريا أم مدنيا. فمَن كان مِن هؤلاء مِن الطبقة الوسطى فهو الذي بدأ وظيفته أو واجبه براتب لايتجاوز الخمسين دينارا في السبعينيّات مثلا، ومن هذه الخمسين وما تلاها من زيادات سلحفائية كافح مستميتا لبناء ما يُعْرَفُ بالغرفتين و(جُوفِيِّة) أي غرفتين وبرندة، أضيف إليهما بيت خلاء تخفق الأرياح ببابه (الخيشيّ) صيفا وشتاء، صبحا ومساء.
هو المواطن الضليع في التمييز بين أصناف كلّ من- البالة والرّابش والشَّماشير- على الترتيب حسب الجودة وارتفاع السعر؛ فإذا كان سعر القطعة في البالة بدينار مثلا فهي في الشماشير بشِلِن أو يزيد قليلا، وما بينهما الرّابش حيث يباع الصنف نفسه على أساس كل ثلاث قطع بدينار، مع الأخذ بالحسبان الدور الذي تقوم به مهارات التفاوض والمساومة المكتسبة، إضافة إلى الحرص الغريزي المتوارث.
هذا المتقاعد نفسه كان على الدوام حامدا شاكرا المولى تعالى الذي لا يُحمد على مكروه سواه. متفانيا في عمله، صبورا على المنغصات المعيشية، بدأ بشرف خدمة بلده فتيّا يافعا، وأنهى شرف خدمته بعد أن تساقطت أسنانه أو بعضها، وشاب ما تبقّى من خصيلات شعر، وحنت الضلوع بعد انتصابها، وتهدلت الجفون، واستنسلت الهدب والرموش، وتباعدت الصفحات المقروءة عن العيون، فتطاول النظر، وقصرت الخطى وتعثرت.
واستسلم المتقاعد لصروف الدهر بعد أن كبر الأبناء ودخلوا الجامعات والكليات ومعاهد العلم، فانتقل عندئذ إلى مرحلة جديدة اضطر فيها إلى الاستدانة من ذوي القربى والجيران الجنب وغير الجنب ، مرحلة أخذ يبحث فيها في الذاكرة العتيقة والدفاتر (القُدُم) علّه يعثر على صديق قديم وفيّ يعينه على ما هو عليه من ضيق العيش وفسحة الأمل الذي يرى بريقه في عيون أبنائه.
كما وأصبح هذا المتقاعد هو الطبيب المداوي؛ فيصف الميرمية للمغص، وسكب الماء البارد للحرارة المرتفعة إذا ما ألمّ بأحد أبنائه علّة متحاشيا الوقوع في خطورة الذهاب إلى الطبيب خوفا من تبعات هذه المغامرة غير مأمونة العواقب على ما في جيبه من مصروف. كما وأصبح على دراية تفصيلية بوحدات الطاقة الكهربائية والحرارية؛ الواط وغيره. لذا، تجده حريصا أشدّ الحرص على ألا تكون لمبة أو نيون مضاء لا حاجة لإضاءته، ولا يقل هذا عن حرصه ومتابعته لزوجته وبناته عند جلي الصحون والطناجر، فيمطرهنّ بتعليمات ترشيد الاستهلاك، وقيمة فاتورة الماء والكهرباء وغيرهما من فواتير يراها عدوا لدودا له ولذريته من بعده.
هذا المتقاعد هو من صنف الحرّاثين الذين تمارس الأرض بجاذبيتها عليه حنوّها وقدرتها في آن معا؛ فالجاذبية الأرضية تشدّه إلى الشجر والزرع والغرس طائعا مجيبا محبا لوطنه وعاشقا لاسمه. هذا الصنف ما زال يتلو آيات الذكر الحكيم، ويحفظ النشيد الوطني والسلام الملكي الذي اعتاد سماعه وتسميعه إلى الطلبة عند مشرق كل صباح دراسيّ، على الرغم من سيول جارفة من أنغام وموسيقى صاخبة مستوردة تؤذي الأذن وتشتت الذهن وتعيق السمع. لذا، فهم ينجذبون إلى كلّ ما هو نقي وطاهر، لم يدنّس ولم ينجّس.
المتقاعد هو الذي يُحَدَّدُ راتبه التقاعدي بعد تقاعده.
ولكن أنْ يُحَدَّدَ الراتب التقاعدي لموظف عام وهو على رأس عمله وبالآلاف!!!!!
تلك إذن قسمة ضيزى!!!!!!!
الكل يعرف من هو المتقاعد، سواء أكان عسكريا أم مدنيا. فمَن كان مِن هؤلاء مِن الطبقة الوسطى فهو الذي بدأ وظيفته أو واجبه براتب لايتجاوز الخمسين دينارا في السبعينيّات مثلا، ومن هذه الخمسين وما تلاها من زيادات سلحفائية كافح مستميتا لبناء ما يُعْرَفُ بالغرفتين و(جُوفِيِّة) أي غرفتين وبرندة، أضيف إليهما بيت خلاء تخفق الأرياح ببابه (الخيشيّ) صيفا وشتاء، صبحا ومساء.
هو المواطن الضليع في التمييز بين أصناف كلّ من- البالة والرّابش والشَّماشير- على الترتيب حسب الجودة وارتفاع السعر؛ فإذا كان سعر القطعة في البالة بدينار مثلا فهي في الشماشير بشِلِن أو يزيد قليلا، وما بينهما الرّابش حيث يباع الصنف نفسه على أساس كل ثلاث قطع بدينار، مع الأخذ بالحسبان الدور الذي تقوم به مهارات التفاوض والمساومة المكتسبة، إضافة إلى الحرص الغريزي المتوارث.
هذا المتقاعد نفسه كان على الدوام حامدا شاكرا المولى تعالى الذي لا يُحمد على مكروه سواه. متفانيا في عمله، صبورا على المنغصات المعيشية، بدأ بشرف خدمة بلده فتيّا يافعا، وأنهى شرف خدمته بعد أن تساقطت أسنانه أو بعضها، وشاب ما تبقّى من خصيلات شعر، وحنت الضلوع بعد انتصابها، وتهدلت الجفون، واستنسلت الهدب والرموش، وتباعدت الصفحات المقروءة عن العيون، فتطاول النظر، وقصرت الخطى وتعثرت.
واستسلم المتقاعد لصروف الدهر بعد أن كبر الأبناء ودخلوا الجامعات والكليات ومعاهد العلم، فانتقل عندئذ إلى مرحلة جديدة اضطر فيها إلى الاستدانة من ذوي القربى والجيران الجنب وغير الجنب ، مرحلة أخذ يبحث فيها في الذاكرة العتيقة والدفاتر (القُدُم) علّه يعثر على صديق قديم وفيّ يعينه على ما هو عليه من ضيق العيش وفسحة الأمل الذي يرى بريقه في عيون أبنائه.
كما وأصبح هذا المتقاعد هو الطبيب المداوي؛ فيصف الميرمية للمغص، وسكب الماء البارد للحرارة المرتفعة إذا ما ألمّ بأحد أبنائه علّة متحاشيا الوقوع في خطورة الذهاب إلى الطبيب خوفا من تبعات هذه المغامرة غير مأمونة العواقب على ما في جيبه من مصروف. كما وأصبح على دراية تفصيلية بوحدات الطاقة الكهربائية والحرارية؛ الواط وغيره. لذا، تجده حريصا أشدّ الحرص على ألا تكون لمبة أو نيون مضاء لا حاجة لإضاءته، ولا يقل هذا عن حرصه ومتابعته لزوجته وبناته عند جلي الصحون والطناجر، فيمطرهنّ بتعليمات ترشيد الاستهلاك، وقيمة فاتورة الماء والكهرباء وغيرهما من فواتير يراها عدوا لدودا له ولذريته من بعده.
هذا المتقاعد هو من صنف الحرّاثين الذين تمارس الأرض بجاذبيتها عليه حنوّها وقدرتها في آن معا؛ فالجاذبية الأرضية تشدّه إلى الشجر والزرع والغرس طائعا مجيبا محبا لوطنه وعاشقا لاسمه. هذا الصنف ما زال يتلو آيات الذكر الحكيم، ويحفظ النشيد الوطني والسلام الملكي الذي اعتاد سماعه وتسميعه إلى الطلبة عند مشرق كل صباح دراسيّ، على الرغم من سيول جارفة من أنغام وموسيقى صاخبة مستوردة تؤذي الأذن وتشتت الذهن وتعيق السمع. لذا، فهم ينجذبون إلى كلّ ما هو نقي وطاهر، لم يدنّس ولم ينجّس.
المتقاعد هو الذي يُحَدَّدُ راتبه التقاعدي بعد تقاعده.
ولكن أنْ يُحَدَّدَ الراتب التقاعدي لموظف عام وهو على رأس عمله وبالآلاف!!!!!
تلك إذن قسمة ضيزى!!!!!!!
الكل يعرف من هو المتقاعد، سواء أكان عسكريا أم مدنيا. فمَن كان مِن هؤلاء مِن الطبقة الوسطى فهو الذي بدأ وظيفته أو واجبه براتب لايتجاوز الخمسين دينارا في السبعينيّات مثلا، ومن هذه الخمسين وما تلاها من زيادات سلحفائية كافح مستميتا لبناء ما يُعْرَفُ بالغرفتين و(جُوفِيِّة) أي غرفتين وبرندة، أضيف إليهما بيت خلاء تخفق الأرياح ببابه (الخيشيّ) صيفا وشتاء، صبحا ومساء.
هو المواطن الضليع في التمييز بين أصناف كلّ من- البالة والرّابش والشَّماشير- على الترتيب حسب الجودة وارتفاع السعر؛ فإذا كان سعر القطعة في البالة بدينار مثلا فهي في الشماشير بشِلِن أو يزيد قليلا، وما بينهما الرّابش حيث يباع الصنف نفسه على أساس كل ثلاث قطع بدينار، مع الأخذ بالحسبان الدور الذي تقوم به مهارات التفاوض والمساومة المكتسبة، إضافة إلى الحرص الغريزي المتوارث.
هذا المتقاعد نفسه كان على الدوام حامدا شاكرا المولى تعالى الذي لا يُحمد على مكروه سواه. متفانيا في عمله، صبورا على المنغصات المعيشية، بدأ بشرف خدمة بلده فتيّا يافعا، وأنهى شرف خدمته بعد أن تساقطت أسنانه أو بعضها، وشاب ما تبقّى من خصيلات شعر، وحنت الضلوع بعد انتصابها، وتهدلت الجفون، واستنسلت الهدب والرموش، وتباعدت الصفحات المقروءة عن العيون، فتطاول النظر، وقصرت الخطى وتعثرت.
واستسلم المتقاعد لصروف الدهر بعد أن كبر الأبناء ودخلوا الجامعات والكليات ومعاهد العلم، فانتقل عندئذ إلى مرحلة جديدة اضطر فيها إلى الاستدانة من ذوي القربى والجيران الجنب وغير الجنب ، مرحلة أخذ يبحث فيها في الذاكرة العتيقة والدفاتر (القُدُم) علّه يعثر على صديق قديم وفيّ يعينه على ما هو عليه من ضيق العيش وفسحة الأمل الذي يرى بريقه في عيون أبنائه.
كما وأصبح هذا المتقاعد هو الطبيب المداوي؛ فيصف الميرمية للمغص، وسكب الماء البارد للحرارة المرتفعة إذا ما ألمّ بأحد أبنائه علّة متحاشيا الوقوع في خطورة الذهاب إلى الطبيب خوفا من تبعات هذه المغامرة غير مأمونة العواقب على ما في جيبه من مصروف. كما وأصبح على دراية تفصيلية بوحدات الطاقة الكهربائية والحرارية؛ الواط وغيره. لذا، تجده حريصا أشدّ الحرص على ألا تكون لمبة أو نيون مضاء لا حاجة لإضاءته، ولا يقل هذا عن حرصه ومتابعته لزوجته وبناته عند جلي الصحون والطناجر، فيمطرهنّ بتعليمات ترشيد الاستهلاك، وقيمة فاتورة الماء والكهرباء وغيرهما من فواتير يراها عدوا لدودا له ولذريته من بعده.
هذا المتقاعد هو من صنف الحرّاثين الذين تمارس الأرض بجاذبيتها عليه حنوّها وقدرتها في آن معا؛ فالجاذبية الأرضية تشدّه إلى الشجر والزرع والغرس طائعا مجيبا محبا لوطنه وعاشقا لاسمه. هذا الصنف ما زال يتلو آيات الذكر الحكيم، ويحفظ النشيد الوطني والسلام الملكي الذي اعتاد سماعه وتسميعه إلى الطلبة عند مشرق كل صباح دراسيّ، على الرغم من سيول جارفة من أنغام وموسيقى صاخبة مستوردة تؤذي الأذن وتشتت الذهن وتعيق السمع. لذا، فهم ينجذبون إلى كلّ ما هو نقي وطاهر، لم يدنّس ولم ينجّس.
المتقاعد هو الذي يُحَدَّدُ راتبه التقاعدي بعد تقاعده.
ولكن أنْ يُحَدَّدَ الراتب التقاعدي لموظف عام وهو على رأس عمله وبالآلاف!!!!!
تلك إذن قسمة ضيزى!!!!!!!
التعليقات
ياريت تزود القراء بالنسخ التي تدعيها وتزودني بها كذلك كي نستفيد من سعة اطلاعك
مقال جميل جدا ويستحق القراءه والامعان به ويستحق ان يقرا من قبل المسؤولين ايضا .
انا لم اتشرف بمعرفتك عن قرب ولكن ابو يزن الاستاذ مثقال - نسيبي - حدثني عنك .
تحياتي لك ودمت سالما .
زياد عبابنه
محمد النسور
دولة معروف البخيت الافخم لقد اكتشفت اليوم مامعني الفساد الحكومي ضمن القانون والمحمي بقوة القانون , لقد اكتشفت اليوم بان المواطن الملتزم يعاقب والمواطن غير الملتزم يكافيء , لقد اكتشفت القانون الذي يحمي الخارجين علية ويعاقب الملتزمون بة . انني اضع حالتي ومئات من الضباط المتقاعدين بين يديك ولا نريد منك حلا , لاننا نعرف ان القانون على الصالح ومع الظالم , ولكن لمخافة الله لابد لك ان تعرف عسى ولعل تعمق الظلم بالقوانين والظلم بالعمل المؤسسي , نحن مجموعة من الضباط اكرمنا سيدي الملك عبدالله بالاعفاء الجمركي , وبسبب وضعنا المالي غير المتزن قمنا ببيع الاعفاء لغايات مختلفة منها الانفاق على بيوتنا وابنائنا , وبشكل عام تصريف احوال حياتنا , وتفاجئنا العام الماضي بان ضريبة الدخل تطلب منا دفع مبلغ 2700 دينار بدل ضريبة على الاعفاء الجمركي ومبلغ 650 دينار بسبب تقسيط المبلغ على 10 اشهر , وهذه ليست فائدة ربوية وانما ربي النسيئة . ومع هذا دفعنا عن طيب خاطر , ولكن المفاجاءة بان هناك العديد من الضباط الذين تقاعدو اعفيوا منها , وبعض الضباط المتقاعدين استردوها , وحينما راجعنا تبين بانة قرار قطعي صادر عن الضريبة بان الذين دفعوا المبلغ كامل لا يحق لهم المطالبة بالمبلغ الذي دفعوة ويقدر بمبلغ 2700 دينار بدل ضريبة بيع الاعفاء الجمركي ومبلغ 650 دينار ربي النسيئة . فعلا القانون وجد ليخترق , والقانون وجد ليفرض على الضعفاء , وهذه بداية قاتلة لدولة المؤسسات والقوانين التي تجيز قوانينه او لوائحه الظلم . صدقني دولة الرئيس انا من الاشخاص الذين استدانوا من البنوك لتسديد هذا المبلغ ولا زال الدين قائما علي. هل وصلنا الى مرحلة القانون الذي يحكم لابن البطة البيضاء ويحكم على ابن البطة السمراء لا لشيء اقترفه وانما اهوا. حتى لو لن تعيدو اموالنا سنبقي جنود الاردن الاوفياء ونحمل علمة وشعارة في قلوبنا ونحن اصحاب البيعة للقيادة الهاشمية , ولكنها تبقي حصرة بالقلب وتعطينا درسا بان لا نلتزم بالقوانين والانظمة واللوائح , وهذا من احد اسباب عدم قدرة حكومتكم الموقرة تحصيل الالتزامات على المواطنين.