خاص-رائده الشلالفه - أثارت أحداث الرابية يوم الجمعة 9/1/2009 في المواجهات التي شهدها المتظاهرون الاردنيون مع قوات رجال الدرك ردود فعل غاضبة بين صفوف المواطنين، الى جانب ما تركته من صور قاتمة بالمطلق لا تعكس وجه الاردن العروبي والحضاري على كافة الصعد.
فقد وصفت مواجهات الامن مع المواطنين في فض تظاهرة مسيرة الرابية وازالة خيمة الاعتصام هناك، وحسب متابعين بأنها تتعارض مع ما قامت به "الاجهزة" ذاتها من تضامن ودعم لتيسيير كافة التظاهرات والمسيرات التي شهدتها المملكة منذ بدء العدوان البربري الغاشم على غزة، لتجيء أحداث الرابية وتلغي اي انجاز يسجل لصالحها.
فقد اعتبرت الاجراءات الامنية التي بطشت بالمواطنين خلال فض تظاهرتهم ومحاولة تغيير اتجاه سيرهم باتجاه سفارة العدو، بأنها تجاوزا لم يحتكم لقوانين وتعليمات جهدت مديرية الامن العام عبر اجهزتها وافرادها تنفيذها بصورة ديمقراطية مسؤولة، حيث مورست معهم اساليب "قمع" فاقت حجم تحركهم، وأودت بالمئات منهم لأزمات تنفس بفعل ما تم اطلاقه من قنابل مسيلة للدموع حاصرت العشرات منهم من الذين احتموا داخل خيمة الاعتصام، ولولا عناية الله لماتوا اختناقا.
وفي رسالة وصلت لـ"جراسا نيوز" من قبل منظمي التظاهرة المشار اليها، فقد أبدوا استيائهم جراء الممارسات الامنية التي اتبعها رجال الدرك معهم، والتي وصلت بحسبهم حد ( الضرب والاستفزاز من قوى الأمن. الهجوم على المتظاهرين كان عنيفاً. لكن ليس أكثر من العادة، بل ربما أقل من العادة، ويتعجب المرء أحياناً مما يمكن أن يصبح بالنسبة له عادة... عشرات الجرحى وعشرات المعتقلين، لا فرق، هذا تعودنا عليه. بعض المعتقلين من شباب اللائحة الصغار بالمناسبة. المشكلة كانت بالغاز... شخصياً كنت متعوداً على الوقوف بين ربع وثلث ساعة تحت سحب غاز المسيل للدموع في السابق، لكن الأسبوع الماضي واليوم لا يمكن للمرء الوقوف بضع ثوانٍ. فهذا الغاز ليس فقط مسيلٌ للدموع، بل من عوارضه شل التنفس، وحرق جلد الوجه. طبعاً عندما يتوقف الأوكسجين عن الدماغ يحدث الإغماء، ولذلك كانت هناك عشرات حالات الإغماء ، حيث كان من المألوف أن ترى شاباً يركض أو شابة، ليسقط فجأة كالطود مغمياً عليه في الوحل أو بين أيدي زملائه. وخلال ذلك كانت قوات الأمن تطارد وتضرب وتفتح الرؤوس وتكسر الأيدي وتعتقل، واستمرت الاشتباكات بالحجارة، ثم انتقلت المطاردات إلى الأزقة المجاورة، وأصر جمعٌ على الوقوف في الشارع واستمروا بالهتاف، خلف خطوط رجال الأمن، وكان عددٌ كبيرٌ من هؤلاء من النساء والفتيات. تحدوا ووقفوا. تحدوا ووقفوا. تحدوا ووقفوا.
داخل المسجد اعتكف عشرات منا. الغاز لاحقنا، لكن ليس الأمن. فتاة دخلت مسرعة لتفقد وعيها على بعد مترين مني فجأة وتسقط على ضلوعها كشوالٍ من القمح. أسرع الشباب لنجدتها. حول الأعمدة داخل المسجد كنت ترى، حين ترى، شباباً مغمىً عليهم ذات اليمين وذات اليسار، بدون نظام محدد، ولا اتجاه إلا بوصلة القلب. ناشد الإمام عبر السماعات رجال الأمن أن يتوقفوا عن رمي الغاز، وأن يتيح لنا طريقاً للخروج، ثم طلب منا الخروج. خرجنا. وعندما وصلنا الشارع بدأ الضرب والاعتقال ورمي الغاز من جديد. التجئوا لخيمة الاعتصام فتأمنوا، قال البعض، دخلنا، الغاز يخنق. فضرب رجال الأمن قنابل غازٍ داخل الخيمة نفسها. الله أكبر على الظلم!
من قام بإدارة الموقف أمس قفز عن موقف الملك المتقدم والمشرّف ضد العدوان الإسرائيلي
ما يهمنا في هذا السياق ما جاء به الزميل محمد ابو رمان في مقالته يوم السبت 10/1/2009 في يومية الغد والذي وصف تلك الاجراءات
بأن "من قام بإدارة الموقف أمس قفز عن موقف الملك المتقدم والمشرّف ضد العدوان الإسرائيلي وتجاوز - كذلك- الضمانة الملكية بعدم الاعتداء على الصحافيين. بل وهنالك معلومات موثوقة بأنّ الملك نفسه أكّد إتاحة المجال للشارع للتعبير عن موقفه وتضامنه منذ الساعات الأولى للعدوان
ليس فقط الزميل ياسر من له كرامة و"حصانة" وضمانات حقوقية، بل المواطنون كافة الذين تمّ الاعتداء عليهم، وهو ما يدعو إلى تحقيق رسمي واضح ومعلن.
ولم يتوان الناشط الحقوقي والنقابي المهندس ميصرة ملص من القول في رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء نادر الذهبي والتي عنونها بـ" من يعتذر للمواطنين البسطاء، والذين نالهم "بطش" رجال الدرك من ضرب سجلته فضائية الجزيرة والذي رصد احدهم فيما هو يقفز على جسد احد المواطنين ممن وجدوا انفسهم تحت أرجل وهروات قوات الدرك، لم يتوان ملص من تبيان ما قام به رجال الدرك من تصرف يتنافى والرسالة الملكية في حفظ الحريات والديمقراطيات، وبما احتوته من معايير انسانية تنص على حماية جميع المواطنيين سواء كانوا صحافيين او نقابيين او حزبيين او من عامة الشعب، بيد أن جلالته لم يتوان بدوره من الاتصال على مراسل الجزيرة الذي تعرض ايضا للضرب، حيث اطمئن جلالته عليه ومؤكدا ومجددا دعمه للصحافة الحرة وللصحفيين، وفي السياق ذاته فقد كشف ملص ما قام به رجال الدرك " وفي نهاية الاشتباك بين رجال الامن والدرك من جانب والمواطنين من الجانب الاخر اصطف رجال الدرك ليركبوا حافلاتهم ولمغادرة الموقع ولكن قبل ذلك هتفوا للملك وهذا اشعر بعض المواطنين وخاصة الذين تعرضوا للضرب (من خلال التعليقات التي استمعت لها) بان هناك رغبه من الجهات العليا بان يتم ذلك وهذا غير صحيح والدليل موقف الملك الايجابي في التعامل مع قضية الزميل الصحفي ياسر ابو هلاله مدير مكتب الجزيرة ومصوري الشبكة في عمان والذين تعرضوا للضرب في نفس المسيرة "
ما حدث في الرابية يوم الجمعة أضاع جهود وانجازات عدة تسجل للدولة الاردنية ، وعكس وجها حائر غير مسؤول بالمطلق لا يشبه وجه الاردن الاصيل والمسؤول والمناصر للقضايا العربية كافة، والتي لا زال جلالته في جهد دائب لحايتها والمضي بها.
وتاليا نص رسالة الناشط الحقوقي والنقابي ميسرة ملص نوردها كاملة :
رسالة مفتوحه الى رئيس الوزراء
من يعتذر للمواطنين البسطاء
دولة رئيس الوزراء
المهندس نادر الذهبي الأكرم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم إليكم بأطيب التحيات والتقدير واسمح لي كناشط حقوقي شارك المتظاهرين امام مسجد الكالوتي يوم الجمعة (الموافق 9/1/2009) مطالبتهم بطرد السفير الصهيوني من عمان ان ابين لكم الملاحظات التالية:
1- يسجل لجهازي الامن العام وقوات الدرك تعاملهم بمهنية عالية وضبط اعصاب هائل خلال الساعات الاولى (من صلاة الظهر وحتى بعد صلاة العصر) للمسيرة على الرغم من تعرضهم لبعض الاساءات (رمي بالاحذية وعلب البيبسي والحجارة , والشتم) من بعض المواطنين المتحمسين والذين يرغبون بالاندفاع نحو السفارة الصهيونية لاقتلاعها ويجدون اخوانهم من رجال الامن العام يضعون سدود بشرية امامهم لمنعهم من ذلك.
2- نتيجة الموجات البشرية المتكرره من المواطنين تجاه الحاجز البشري لقوات الدرك لمحاولة اختراقه حصل اشتباك بين قوات الدرك والمواطنين واستعملت قوات الدرك مع المواطنين قوة مفرطه لا اعتقد الاساليب الشرطيه الحديثه تتطلبها لفض اي تجمع, فليس من المعقول ان يجتمع على مواطن واحد عدة افراد من قوات الدرك ويبدؤون بضربه بالهراوات بصورة قاسية علاوة على شتمه بل قام احد إفراد الدرك بشتم فلسطين.
3- تم استعمال الغاز المسيل للدموع بصوره مفرطة أيضا ( وصلت على سطح الجامع ) لدرجة تدخل كبار ضباط الامن في الموقع للتقليل من استعماله
4- قام أفراد قوات الدرك والامن العام بهدم خيمة الاعتصام المجاوره لمسجد الكالوتي (وهي خيمة بقيت لمدة 14 يوماً في مكانها وبموافقة وزارة الداخلية) على رأس المواطنين بداخلها بعد أن تم إلقاء القنابل المسيله للدموع فيها ولولا تدخل كبار الضباط في الموقع لرفع الخيمه عن رؤوس المواطنين لاختنقوا وقضوا نحبهم داخلها فيما قام بعض افراد الاجهزة الامنية بتحطيم شواهد القبور الرمزية لشهداء غزة المثبته بجانب الخيمة .
5- كان لبعض تعليمات كبار ضباط من الامن العام والدرك في الموقع اثر ايجابي لتخفيف الاشتباك مع المواطنين من حيث تأمين سيارات الاسعاف لنقل المواطنين المصابين والافراج عن بعض المواطنين الذين كان بعض افراد الدرك والامن يلقون القبض عليهم في الموقع وتوقيف ضرب الصحفيين او المواطنين وقد شارك في هذا الدور ايضاً ضباط جهاز امني اخر (المخابرات العامة) موجودين في الموقع بصورة ايجابية ً.
6- وفي نهاية الاشتباك بين رجال الامن والدرك من جانب والمواطنين من الجانب الاخر اصطف رجال الدرك ليركبوا حافلاتهم ولمغادرة الموقع ولكن قبل ذلك هتفوا للملك وهذا اشعر بعض المواطنين وخاصة الذين تعرضوا للضرب (من خلال التعليقات التي استمعت لها) بان هناك رغبه من الجهات العليا بان يتم ذلك وهذا غير صحيح والدليل موقف الملك الايجابي في التعامل مع قضية الزميل الصحفي ياسر ابو هلاله مدير مكتب الجزيرة ومصوري الشبكة في عمان والذين تعرضوا للضرب في نفس المسيرة.
دولة الرئيس
بالامس قمتم وبعض وزراء الحكومة بزيارة مدير ومصوري مكتب الجزيرة في المستشفى الذي يتلقون العلاج فيه واعتذر الناطق الاعلامي باسم الامن العام عن ما حصل معهم ووصف الأمر بأنه أمر فردي وسيشكل لجنة تحقيق بخصوصه.
والسؤال المطروح من سيعتذر للمواطن البسيط الذي ضرب واهين وشتم بل لم يستطع ان يذهب للمستشفى للعلاج من إصابته خلال المسيرة لان إمكانيته المالية لا تسمح لذلك لقد وصل الحد يوم الجمعة الى ضرب نشطاء سياسين ونقابين كانوا مشاركين في المسيرة لابداء رأيهم بطرد السفير الصهيوني وكان لهم دور رئيس في تخفيف الاحتقان بين رجال الامن والدرك من جهه والمواطنين من جهة اخرى بل ان احدهم نقل الى المستشفى نتيجة انفجار قنبله مسيله للدموع بوجهه.
دولة الرئيس
حتى يشعر المواطن البسيط بان له حق يساوي تماماً حق مواطنين اخرين (مدير ومصوروا مكتب الجزيرة وهم اصدقاء احباء يستحقون كل التقدير والاحترام لانهم جزء من المعركة الاعلامية لرد العدوان على اهلنا في غزه) وان ما قامت به الحكومة مع الزملاء الاعلامين هو موقف مبدئي لم يتخذ تحت ضغط انهم اعلاميون فانني اقترح مايلي:
1- ان يوجه جهاز الامن العام الاعتذار للمواطنين الذين تعرضوا للضرب والشتم والاختناق من الغازات المسيله للدموع ولم يصطدموا أصلا مع رجال الامن.
2- تشكيل لجنة تحقيق لدراسة كل ما جرى والاخذ بعين الاعتبار الايجابيات (الصبر الهائل لرجال الامن والدرك خلال الساعات الاولى للمسيره) والسلبيات ومحاسبة المسؤولين عن الأساءة للمواطنين والاستفادة من المدارس الشرطية العالمية في كيفية التعامل مع المسيرات وتدريب إفراد قوات الدرك والأمن على ذلك .
دولة الرئيس
طالما ان العدوان مستمر على اهلنا في غزة وليس هناك قرار سياسي حاسم بطرد السفير الصهيوني ستبقى المسيرات كل يوم جمعة متجه نحو منطقة الرابية (مقر السفارة الصهيونية) وطالما ان القوى المنظمه (الاحزاب) تنائ بنفسها عن المشاركة في هذه المسيرات حرصاً منها على عدم توتير الاجواء الامنية ولا تقود هي التظاهرات بطريقة منظمه يتم فيها التعبير عن الرأي والموقف دون الاصطدام مع قوات الامن (كما قام الملتقى الوطني للنقابات المهنية واحزاب المعارضه بجميع فعالياته) سيبقى خبر الاشتباك ما بين قوات الامن والمواطنين يتصدر نشرات الاخبار في الفضائيات العربية والعالمية كل يوم جمعة ويغطي على بقية الفعاليات الموجهة أصلا ضد الاعتداء على أهلنا في غزة وليس ضد الأمن الأردني ألا في حال قرر مسؤولي الامن التعامل المهني والصبر المطلق اسوه بما قاموا به باحتراف عالي في الساعات الاولى للمسيرة والتي كان من الممكن الاستمرار فيه للمدة المتبقية منها والتي تقل زمناً عن المدة التي انقضت قبل بدء الاشتباك حيث من المعلوم ان المتظاهرين يغادرون الى بيوتهم عند ساعات الغروب ومن سيبقى منهم يمكن التعامل معهم بسهوله دون اي صدام.
وتفضلوا دولتكم بقبول فائق الاحترام
ناشط حقوقي
م. ميسرة ملص
خاص-رائده الشلالفه - أثارت أحداث الرابية يوم الجمعة 9/1/2009 في المواجهات التي شهدها المتظاهرون الاردنيون مع قوات رجال الدرك ردود فعل غاضبة بين صفوف المواطنين، الى جانب ما تركته من صور قاتمة بالمطلق لا تعكس وجه الاردن العروبي والحضاري على كافة الصعد.
فقد وصفت مواجهات الامن مع المواطنين في فض تظاهرة مسيرة الرابية وازالة خيمة الاعتصام هناك، وحسب متابعين بأنها تتعارض مع ما قامت به "الاجهزة" ذاتها من تضامن ودعم لتيسيير كافة التظاهرات والمسيرات التي شهدتها المملكة منذ بدء العدوان البربري الغاشم على غزة، لتجيء أحداث الرابية وتلغي اي انجاز يسجل لصالحها.
فقد اعتبرت الاجراءات الامنية التي بطشت بالمواطنين خلال فض تظاهرتهم ومحاولة تغيير اتجاه سيرهم باتجاه سفارة العدو، بأنها تجاوزا لم يحتكم لقوانين وتعليمات جهدت مديرية الامن العام عبر اجهزتها وافرادها تنفيذها بصورة ديمقراطية مسؤولة، حيث مورست معهم اساليب "قمع" فاقت حجم تحركهم، وأودت بالمئات منهم لأزمات تنفس بفعل ما تم اطلاقه من قنابل مسيلة للدموع حاصرت العشرات منهم من الذين احتموا داخل خيمة الاعتصام، ولولا عناية الله لماتوا اختناقا.
وفي رسالة وصلت لـ"جراسا نيوز" من قبل منظمي التظاهرة المشار اليها، فقد أبدوا استيائهم جراء الممارسات الامنية التي اتبعها رجال الدرك معهم، والتي وصلت بحسبهم حد ( الضرب والاستفزاز من قوى الأمن. الهجوم على المتظاهرين كان عنيفاً. لكن ليس أكثر من العادة، بل ربما أقل من العادة، ويتعجب المرء أحياناً مما يمكن أن يصبح بالنسبة له عادة... عشرات الجرحى وعشرات المعتقلين، لا فرق، هذا تعودنا عليه. بعض المعتقلين من شباب اللائحة الصغار بالمناسبة. المشكلة كانت بالغاز... شخصياً كنت متعوداً على الوقوف بين ربع وثلث ساعة تحت سحب غاز المسيل للدموع في السابق، لكن الأسبوع الماضي واليوم لا يمكن للمرء الوقوف بضع ثوانٍ. فهذا الغاز ليس فقط مسيلٌ للدموع، بل من عوارضه شل التنفس، وحرق جلد الوجه. طبعاً عندما يتوقف الأوكسجين عن الدماغ يحدث الإغماء، ولذلك كانت هناك عشرات حالات الإغماء ، حيث كان من المألوف أن ترى شاباً يركض أو شابة، ليسقط فجأة كالطود مغمياً عليه في الوحل أو بين أيدي زملائه. وخلال ذلك كانت قوات الأمن تطارد وتضرب وتفتح الرؤوس وتكسر الأيدي وتعتقل، واستمرت الاشتباكات بالحجارة، ثم انتقلت المطاردات إلى الأزقة المجاورة، وأصر جمعٌ على الوقوف في الشارع واستمروا بالهتاف، خلف خطوط رجال الأمن، وكان عددٌ كبيرٌ من هؤلاء من النساء والفتيات. تحدوا ووقفوا. تحدوا ووقفوا. تحدوا ووقفوا.
داخل المسجد اعتكف عشرات منا. الغاز لاحقنا، لكن ليس الأمن. فتاة دخلت مسرعة لتفقد وعيها على بعد مترين مني فجأة وتسقط على ضلوعها كشوالٍ من القمح. أسرع الشباب لنجدتها. حول الأعمدة داخل المسجد كنت ترى، حين ترى، شباباً مغمىً عليهم ذات اليمين وذات اليسار، بدون نظام محدد، ولا اتجاه إلا بوصلة القلب. ناشد الإمام عبر السماعات رجال الأمن أن يتوقفوا عن رمي الغاز، وأن يتيح لنا طريقاً للخروج، ثم طلب منا الخروج. خرجنا. وعندما وصلنا الشارع بدأ الضرب والاعتقال ورمي الغاز من جديد. التجئوا لخيمة الاعتصام فتأمنوا، قال البعض، دخلنا، الغاز يخنق. فضرب رجال الأمن قنابل غازٍ داخل الخيمة نفسها. الله أكبر على الظلم!
من قام بإدارة الموقف أمس قفز عن موقف الملك المتقدم والمشرّف ضد العدوان الإسرائيلي
ما يهمنا في هذا السياق ما جاء به الزميل محمد ابو رمان في مقالته يوم السبت 10/1/2009 في يومية الغد والذي وصف تلك الاجراءات
بأن "من قام بإدارة الموقف أمس قفز عن موقف الملك المتقدم والمشرّف ضد العدوان الإسرائيلي وتجاوز - كذلك- الضمانة الملكية بعدم الاعتداء على الصحافيين. بل وهنالك معلومات موثوقة بأنّ الملك نفسه أكّد إتاحة المجال للشارع للتعبير عن موقفه وتضامنه منذ الساعات الأولى للعدوان
ليس فقط الزميل ياسر من له كرامة و"حصانة" وضمانات حقوقية، بل المواطنون كافة الذين تمّ الاعتداء عليهم، وهو ما يدعو إلى تحقيق رسمي واضح ومعلن.
ولم يتوان الناشط الحقوقي والنقابي المهندس ميصرة ملص من القول في رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء نادر الذهبي والتي عنونها بـ" من يعتذر للمواطنين البسطاء، والذين نالهم "بطش" رجال الدرك من ضرب سجلته فضائية الجزيرة والذي رصد احدهم فيما هو يقفز على جسد احد المواطنين ممن وجدوا انفسهم تحت أرجل وهروات قوات الدرك، لم يتوان ملص من تبيان ما قام به رجال الدرك من تصرف يتنافى والرسالة الملكية في حفظ الحريات والديمقراطيات، وبما احتوته من معايير انسانية تنص على حماية جميع المواطنيين سواء كانوا صحافيين او نقابيين او حزبيين او من عامة الشعب، بيد أن جلالته لم يتوان بدوره من الاتصال على مراسل الجزيرة الذي تعرض ايضا للضرب، حيث اطمئن جلالته عليه ومؤكدا ومجددا دعمه للصحافة الحرة وللصحفيين، وفي السياق ذاته فقد كشف ملص ما قام به رجال الدرك " وفي نهاية الاشتباك بين رجال الامن والدرك من جانب والمواطنين من الجانب الاخر اصطف رجال الدرك ليركبوا حافلاتهم ولمغادرة الموقع ولكن قبل ذلك هتفوا للملك وهذا اشعر بعض المواطنين وخاصة الذين تعرضوا للضرب (من خلال التعليقات التي استمعت لها) بان هناك رغبه من الجهات العليا بان يتم ذلك وهذا غير صحيح والدليل موقف الملك الايجابي في التعامل مع قضية الزميل الصحفي ياسر ابو هلاله مدير مكتب الجزيرة ومصوري الشبكة في عمان والذين تعرضوا للضرب في نفس المسيرة "
ما حدث في الرابية يوم الجمعة أضاع جهود وانجازات عدة تسجل للدولة الاردنية ، وعكس وجها حائر غير مسؤول بالمطلق لا يشبه وجه الاردن الاصيل والمسؤول والمناصر للقضايا العربية كافة، والتي لا زال جلالته في جهد دائب لحايتها والمضي بها.
وتاليا نص رسالة الناشط الحقوقي والنقابي ميسرة ملص نوردها كاملة :
رسالة مفتوحه الى رئيس الوزراء
من يعتذر للمواطنين البسطاء
دولة رئيس الوزراء
المهندس نادر الذهبي الأكرم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم إليكم بأطيب التحيات والتقدير واسمح لي كناشط حقوقي شارك المتظاهرين امام مسجد الكالوتي يوم الجمعة (الموافق 9/1/2009) مطالبتهم بطرد السفير الصهيوني من عمان ان ابين لكم الملاحظات التالية:
1- يسجل لجهازي الامن العام وقوات الدرك تعاملهم بمهنية عالية وضبط اعصاب هائل خلال الساعات الاولى (من صلاة الظهر وحتى بعد صلاة العصر) للمسيرة على الرغم من تعرضهم لبعض الاساءات (رمي بالاحذية وعلب البيبسي والحجارة , والشتم) من بعض المواطنين المتحمسين والذين يرغبون بالاندفاع نحو السفارة الصهيونية لاقتلاعها ويجدون اخوانهم من رجال الامن العام يضعون سدود بشرية امامهم لمنعهم من ذلك.
2- نتيجة الموجات البشرية المتكرره من المواطنين تجاه الحاجز البشري لقوات الدرك لمحاولة اختراقه حصل اشتباك بين قوات الدرك والمواطنين واستعملت قوات الدرك مع المواطنين قوة مفرطه لا اعتقد الاساليب الشرطيه الحديثه تتطلبها لفض اي تجمع, فليس من المعقول ان يجتمع على مواطن واحد عدة افراد من قوات الدرك ويبدؤون بضربه بالهراوات بصورة قاسية علاوة على شتمه بل قام احد إفراد الدرك بشتم فلسطين.
3- تم استعمال الغاز المسيل للدموع بصوره مفرطة أيضا ( وصلت على سطح الجامع ) لدرجة تدخل كبار ضباط الامن في الموقع للتقليل من استعماله
4- قام أفراد قوات الدرك والامن العام بهدم خيمة الاعتصام المجاوره لمسجد الكالوتي (وهي خيمة بقيت لمدة 14 يوماً في مكانها وبموافقة وزارة الداخلية) على رأس المواطنين بداخلها بعد أن تم إلقاء القنابل المسيله للدموع فيها ولولا تدخل كبار الضباط في الموقع لرفع الخيمه عن رؤوس المواطنين لاختنقوا وقضوا نحبهم داخلها فيما قام بعض افراد الاجهزة الامنية بتحطيم شواهد القبور الرمزية لشهداء غزة المثبته بجانب الخيمة .
5- كان لبعض تعليمات كبار ضباط من الامن العام والدرك في الموقع اثر ايجابي لتخفيف الاشتباك مع المواطنين من حيث تأمين سيارات الاسعاف لنقل المواطنين المصابين والافراج عن بعض المواطنين الذين كان بعض افراد الدرك والامن يلقون القبض عليهم في الموقع وتوقيف ضرب الصحفيين او المواطنين وقد شارك في هذا الدور ايضاً ضباط جهاز امني اخر (المخابرات العامة) موجودين في الموقع بصورة ايجابية ً.
6- وفي نهاية الاشتباك بين رجال الامن والدرك من جانب والمواطنين من الجانب الاخر اصطف رجال الدرك ليركبوا حافلاتهم ولمغادرة الموقع ولكن قبل ذلك هتفوا للملك وهذا اشعر بعض المواطنين وخاصة الذين تعرضوا للضرب (من خلال التعليقات التي استمعت لها) بان هناك رغبه من الجهات العليا بان يتم ذلك وهذا غير صحيح والدليل موقف الملك الايجابي في التعامل مع قضية الزميل الصحفي ياسر ابو هلاله مدير مكتب الجزيرة ومصوري الشبكة في عمان والذين تعرضوا للضرب في نفس المسيرة.
دولة الرئيس
بالامس قمتم وبعض وزراء الحكومة بزيارة مدير ومصوري مكتب الجزيرة في المستشفى الذي يتلقون العلاج فيه واعتذر الناطق الاعلامي باسم الامن العام عن ما حصل معهم ووصف الأمر بأنه أمر فردي وسيشكل لجنة تحقيق بخصوصه.
والسؤال المطروح من سيعتذر للمواطن البسيط الذي ضرب واهين وشتم بل لم يستطع ان يذهب للمستشفى للعلاج من إصابته خلال المسيرة لان إمكانيته المالية لا تسمح لذلك لقد وصل الحد يوم الجمعة الى ضرب نشطاء سياسين ونقابين كانوا مشاركين في المسيرة لابداء رأيهم بطرد السفير الصهيوني وكان لهم دور رئيس في تخفيف الاحتقان بين رجال الامن والدرك من جهه والمواطنين من جهة اخرى بل ان احدهم نقل الى المستشفى نتيجة انفجار قنبله مسيله للدموع بوجهه.
دولة الرئيس
حتى يشعر المواطن البسيط بان له حق يساوي تماماً حق مواطنين اخرين (مدير ومصوروا مكتب الجزيرة وهم اصدقاء احباء يستحقون كل التقدير والاحترام لانهم جزء من المعركة الاعلامية لرد العدوان على اهلنا في غزه) وان ما قامت به الحكومة مع الزملاء الاعلامين هو موقف مبدئي لم يتخذ تحت ضغط انهم اعلاميون فانني اقترح مايلي:
1- ان يوجه جهاز الامن العام الاعتذار للمواطنين الذين تعرضوا للضرب والشتم والاختناق من الغازات المسيله للدموع ولم يصطدموا أصلا مع رجال الامن.
2- تشكيل لجنة تحقيق لدراسة كل ما جرى والاخذ بعين الاعتبار الايجابيات (الصبر الهائل لرجال الامن والدرك خلال الساعات الاولى للمسيره) والسلبيات ومحاسبة المسؤولين عن الأساءة للمواطنين والاستفادة من المدارس الشرطية العالمية في كيفية التعامل مع المسيرات وتدريب إفراد قوات الدرك والأمن على ذلك .
دولة الرئيس
طالما ان العدوان مستمر على اهلنا في غزة وليس هناك قرار سياسي حاسم بطرد السفير الصهيوني ستبقى المسيرات كل يوم جمعة متجه نحو منطقة الرابية (مقر السفارة الصهيونية) وطالما ان القوى المنظمه (الاحزاب) تنائ بنفسها عن المشاركة في هذه المسيرات حرصاً منها على عدم توتير الاجواء الامنية ولا تقود هي التظاهرات بطريقة منظمه يتم فيها التعبير عن الرأي والموقف دون الاصطدام مع قوات الامن (كما قام الملتقى الوطني للنقابات المهنية واحزاب المعارضه بجميع فعالياته) سيبقى خبر الاشتباك ما بين قوات الامن والمواطنين يتصدر نشرات الاخبار في الفضائيات العربية والعالمية كل يوم جمعة ويغطي على بقية الفعاليات الموجهة أصلا ضد الاعتداء على أهلنا في غزة وليس ضد الأمن الأردني ألا في حال قرر مسؤولي الامن التعامل المهني والصبر المطلق اسوه بما قاموا به باحتراف عالي في الساعات الاولى للمسيرة والتي كان من الممكن الاستمرار فيه للمدة المتبقية منها والتي تقل زمناً عن المدة التي انقضت قبل بدء الاشتباك حيث من المعلوم ان المتظاهرين يغادرون الى بيوتهم عند ساعات الغروب ومن سيبقى منهم يمكن التعامل معهم بسهوله دون اي صدام.
وتفضلوا دولتكم بقبول فائق الاحترام
ناشط حقوقي
م. ميسرة ملص
خاص-رائده الشلالفه - أثارت أحداث الرابية يوم الجمعة 9/1/2009 في المواجهات التي شهدها المتظاهرون الاردنيون مع قوات رجال الدرك ردود فعل غاضبة بين صفوف المواطنين، الى جانب ما تركته من صور قاتمة بالمطلق لا تعكس وجه الاردن العروبي والحضاري على كافة الصعد.
فقد وصفت مواجهات الامن مع المواطنين في فض تظاهرة مسيرة الرابية وازالة خيمة الاعتصام هناك، وحسب متابعين بأنها تتعارض مع ما قامت به "الاجهزة" ذاتها من تضامن ودعم لتيسيير كافة التظاهرات والمسيرات التي شهدتها المملكة منذ بدء العدوان البربري الغاشم على غزة، لتجيء أحداث الرابية وتلغي اي انجاز يسجل لصالحها.
فقد اعتبرت الاجراءات الامنية التي بطشت بالمواطنين خلال فض تظاهرتهم ومحاولة تغيير اتجاه سيرهم باتجاه سفارة العدو، بأنها تجاوزا لم يحتكم لقوانين وتعليمات جهدت مديرية الامن العام عبر اجهزتها وافرادها تنفيذها بصورة ديمقراطية مسؤولة، حيث مورست معهم اساليب "قمع" فاقت حجم تحركهم، وأودت بالمئات منهم لأزمات تنفس بفعل ما تم اطلاقه من قنابل مسيلة للدموع حاصرت العشرات منهم من الذين احتموا داخل خيمة الاعتصام، ولولا عناية الله لماتوا اختناقا.
وفي رسالة وصلت لـ"جراسا نيوز" من قبل منظمي التظاهرة المشار اليها، فقد أبدوا استيائهم جراء الممارسات الامنية التي اتبعها رجال الدرك معهم، والتي وصلت بحسبهم حد ( الضرب والاستفزاز من قوى الأمن. الهجوم على المتظاهرين كان عنيفاً. لكن ليس أكثر من العادة، بل ربما أقل من العادة، ويتعجب المرء أحياناً مما يمكن أن يصبح بالنسبة له عادة... عشرات الجرحى وعشرات المعتقلين، لا فرق، هذا تعودنا عليه. بعض المعتقلين من شباب اللائحة الصغار بالمناسبة. المشكلة كانت بالغاز... شخصياً كنت متعوداً على الوقوف بين ربع وثلث ساعة تحت سحب غاز المسيل للدموع في السابق، لكن الأسبوع الماضي واليوم لا يمكن للمرء الوقوف بضع ثوانٍ. فهذا الغاز ليس فقط مسيلٌ للدموع، بل من عوارضه شل التنفس، وحرق جلد الوجه. طبعاً عندما يتوقف الأوكسجين عن الدماغ يحدث الإغماء، ولذلك كانت هناك عشرات حالات الإغماء ، حيث كان من المألوف أن ترى شاباً يركض أو شابة، ليسقط فجأة كالطود مغمياً عليه في الوحل أو بين أيدي زملائه. وخلال ذلك كانت قوات الأمن تطارد وتضرب وتفتح الرؤوس وتكسر الأيدي وتعتقل، واستمرت الاشتباكات بالحجارة، ثم انتقلت المطاردات إلى الأزقة المجاورة، وأصر جمعٌ على الوقوف في الشارع واستمروا بالهتاف، خلف خطوط رجال الأمن، وكان عددٌ كبيرٌ من هؤلاء من النساء والفتيات. تحدوا ووقفوا. تحدوا ووقفوا. تحدوا ووقفوا.
داخل المسجد اعتكف عشرات منا. الغاز لاحقنا، لكن ليس الأمن. فتاة دخلت مسرعة لتفقد وعيها على بعد مترين مني فجأة وتسقط على ضلوعها كشوالٍ من القمح. أسرع الشباب لنجدتها. حول الأعمدة داخل المسجد كنت ترى، حين ترى، شباباً مغمىً عليهم ذات اليمين وذات اليسار، بدون نظام محدد، ولا اتجاه إلا بوصلة القلب. ناشد الإمام عبر السماعات رجال الأمن أن يتوقفوا عن رمي الغاز، وأن يتيح لنا طريقاً للخروج، ثم طلب منا الخروج. خرجنا. وعندما وصلنا الشارع بدأ الضرب والاعتقال ورمي الغاز من جديد. التجئوا لخيمة الاعتصام فتأمنوا، قال البعض، دخلنا، الغاز يخنق. فضرب رجال الأمن قنابل غازٍ داخل الخيمة نفسها. الله أكبر على الظلم!
من قام بإدارة الموقف أمس قفز عن موقف الملك المتقدم والمشرّف ضد العدوان الإسرائيلي
ما يهمنا في هذا السياق ما جاء به الزميل محمد ابو رمان في مقالته يوم السبت 10/1/2009 في يومية الغد والذي وصف تلك الاجراءات
بأن "من قام بإدارة الموقف أمس قفز عن موقف الملك المتقدم والمشرّف ضد العدوان الإسرائيلي وتجاوز - كذلك- الضمانة الملكية بعدم الاعتداء على الصحافيين. بل وهنالك معلومات موثوقة بأنّ الملك نفسه أكّد إتاحة المجال للشارع للتعبير عن موقفه وتضامنه منذ الساعات الأولى للعدوان
ليس فقط الزميل ياسر من له كرامة و"حصانة" وضمانات حقوقية، بل المواطنون كافة الذين تمّ الاعتداء عليهم، وهو ما يدعو إلى تحقيق رسمي واضح ومعلن.
ولم يتوان الناشط الحقوقي والنقابي المهندس ميصرة ملص من القول في رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء نادر الذهبي والتي عنونها بـ" من يعتذر للمواطنين البسطاء، والذين نالهم "بطش" رجال الدرك من ضرب سجلته فضائية الجزيرة والذي رصد احدهم فيما هو يقفز على جسد احد المواطنين ممن وجدوا انفسهم تحت أرجل وهروات قوات الدرك، لم يتوان ملص من تبيان ما قام به رجال الدرك من تصرف يتنافى والرسالة الملكية في حفظ الحريات والديمقراطيات، وبما احتوته من معايير انسانية تنص على حماية جميع المواطنيين سواء كانوا صحافيين او نقابيين او حزبيين او من عامة الشعب، بيد أن جلالته لم يتوان بدوره من الاتصال على مراسل الجزيرة الذي تعرض ايضا للضرب، حيث اطمئن جلالته عليه ومؤكدا ومجددا دعمه للصحافة الحرة وللصحفيين، وفي السياق ذاته فقد كشف ملص ما قام به رجال الدرك " وفي نهاية الاشتباك بين رجال الامن والدرك من جانب والمواطنين من الجانب الاخر اصطف رجال الدرك ليركبوا حافلاتهم ولمغادرة الموقع ولكن قبل ذلك هتفوا للملك وهذا اشعر بعض المواطنين وخاصة الذين تعرضوا للضرب (من خلال التعليقات التي استمعت لها) بان هناك رغبه من الجهات العليا بان يتم ذلك وهذا غير صحيح والدليل موقف الملك الايجابي في التعامل مع قضية الزميل الصحفي ياسر ابو هلاله مدير مكتب الجزيرة ومصوري الشبكة في عمان والذين تعرضوا للضرب في نفس المسيرة "
ما حدث في الرابية يوم الجمعة أضاع جهود وانجازات عدة تسجل للدولة الاردنية ، وعكس وجها حائر غير مسؤول بالمطلق لا يشبه وجه الاردن الاصيل والمسؤول والمناصر للقضايا العربية كافة، والتي لا زال جلالته في جهد دائب لحايتها والمضي بها.
وتاليا نص رسالة الناشط الحقوقي والنقابي ميسرة ملص نوردها كاملة :
رسالة مفتوحه الى رئيس الوزراء
من يعتذر للمواطنين البسطاء
دولة رئيس الوزراء
المهندس نادر الذهبي الأكرم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم إليكم بأطيب التحيات والتقدير واسمح لي كناشط حقوقي شارك المتظاهرين امام مسجد الكالوتي يوم الجمعة (الموافق 9/1/2009) مطالبتهم بطرد السفير الصهيوني من عمان ان ابين لكم الملاحظات التالية:
1- يسجل لجهازي الامن العام وقوات الدرك تعاملهم بمهنية عالية وضبط اعصاب هائل خلال الساعات الاولى (من صلاة الظهر وحتى بعد صلاة العصر) للمسيرة على الرغم من تعرضهم لبعض الاساءات (رمي بالاحذية وعلب البيبسي والحجارة , والشتم) من بعض المواطنين المتحمسين والذين يرغبون بالاندفاع نحو السفارة الصهيونية لاقتلاعها ويجدون اخوانهم من رجال الامن العام يضعون سدود بشرية امامهم لمنعهم من ذلك.
2- نتيجة الموجات البشرية المتكرره من المواطنين تجاه الحاجز البشري لقوات الدرك لمحاولة اختراقه حصل اشتباك بين قوات الدرك والمواطنين واستعملت قوات الدرك مع المواطنين قوة مفرطه لا اعتقد الاساليب الشرطيه الحديثه تتطلبها لفض اي تجمع, فليس من المعقول ان يجتمع على مواطن واحد عدة افراد من قوات الدرك ويبدؤون بضربه بالهراوات بصورة قاسية علاوة على شتمه بل قام احد إفراد الدرك بشتم فلسطين.
3- تم استعمال الغاز المسيل للدموع بصوره مفرطة أيضا ( وصلت على سطح الجامع ) لدرجة تدخل كبار ضباط الامن في الموقع للتقليل من استعماله
4- قام أفراد قوات الدرك والامن العام بهدم خيمة الاعتصام المجاوره لمسجد الكالوتي (وهي خيمة بقيت لمدة 14 يوماً في مكانها وبموافقة وزارة الداخلية) على رأس المواطنين بداخلها بعد أن تم إلقاء القنابل المسيله للدموع فيها ولولا تدخل كبار الضباط في الموقع لرفع الخيمه عن رؤوس المواطنين لاختنقوا وقضوا نحبهم داخلها فيما قام بعض افراد الاجهزة الامنية بتحطيم شواهد القبور الرمزية لشهداء غزة المثبته بجانب الخيمة .
5- كان لبعض تعليمات كبار ضباط من الامن العام والدرك في الموقع اثر ايجابي لتخفيف الاشتباك مع المواطنين من حيث تأمين سيارات الاسعاف لنقل المواطنين المصابين والافراج عن بعض المواطنين الذين كان بعض افراد الدرك والامن يلقون القبض عليهم في الموقع وتوقيف ضرب الصحفيين او المواطنين وقد شارك في هذا الدور ايضاً ضباط جهاز امني اخر (المخابرات العامة) موجودين في الموقع بصورة ايجابية ً.
6- وفي نهاية الاشتباك بين رجال الامن والدرك من جانب والمواطنين من الجانب الاخر اصطف رجال الدرك ليركبوا حافلاتهم ولمغادرة الموقع ولكن قبل ذلك هتفوا للملك وهذا اشعر بعض المواطنين وخاصة الذين تعرضوا للضرب (من خلال التعليقات التي استمعت لها) بان هناك رغبه من الجهات العليا بان يتم ذلك وهذا غير صحيح والدليل موقف الملك الايجابي في التعامل مع قضية الزميل الصحفي ياسر ابو هلاله مدير مكتب الجزيرة ومصوري الشبكة في عمان والذين تعرضوا للضرب في نفس المسيرة.
دولة الرئيس
بالامس قمتم وبعض وزراء الحكومة بزيارة مدير ومصوري مكتب الجزيرة في المستشفى الذي يتلقون العلاج فيه واعتذر الناطق الاعلامي باسم الامن العام عن ما حصل معهم ووصف الأمر بأنه أمر فردي وسيشكل لجنة تحقيق بخصوصه.
والسؤال المطروح من سيعتذر للمواطن البسيط الذي ضرب واهين وشتم بل لم يستطع ان يذهب للمستشفى للعلاج من إصابته خلال المسيرة لان إمكانيته المالية لا تسمح لذلك لقد وصل الحد يوم الجمعة الى ضرب نشطاء سياسين ونقابين كانوا مشاركين في المسيرة لابداء رأيهم بطرد السفير الصهيوني وكان لهم دور رئيس في تخفيف الاحتقان بين رجال الامن والدرك من جهه والمواطنين من جهة اخرى بل ان احدهم نقل الى المستشفى نتيجة انفجار قنبله مسيله للدموع بوجهه.
دولة الرئيس
حتى يشعر المواطن البسيط بان له حق يساوي تماماً حق مواطنين اخرين (مدير ومصوروا مكتب الجزيرة وهم اصدقاء احباء يستحقون كل التقدير والاحترام لانهم جزء من المعركة الاعلامية لرد العدوان على اهلنا في غزه) وان ما قامت به الحكومة مع الزملاء الاعلامين هو موقف مبدئي لم يتخذ تحت ضغط انهم اعلاميون فانني اقترح مايلي:
1- ان يوجه جهاز الامن العام الاعتذار للمواطنين الذين تعرضوا للضرب والشتم والاختناق من الغازات المسيله للدموع ولم يصطدموا أصلا مع رجال الامن.
2- تشكيل لجنة تحقيق لدراسة كل ما جرى والاخذ بعين الاعتبار الايجابيات (الصبر الهائل لرجال الامن والدرك خلال الساعات الاولى للمسيره) والسلبيات ومحاسبة المسؤولين عن الأساءة للمواطنين والاستفادة من المدارس الشرطية العالمية في كيفية التعامل مع المسيرات وتدريب إفراد قوات الدرك والأمن على ذلك .
دولة الرئيس
طالما ان العدوان مستمر على اهلنا في غزة وليس هناك قرار سياسي حاسم بطرد السفير الصهيوني ستبقى المسيرات كل يوم جمعة متجه نحو منطقة الرابية (مقر السفارة الصهيونية) وطالما ان القوى المنظمه (الاحزاب) تنائ بنفسها عن المشاركة في هذه المسيرات حرصاً منها على عدم توتير الاجواء الامنية ولا تقود هي التظاهرات بطريقة منظمه يتم فيها التعبير عن الرأي والموقف دون الاصطدام مع قوات الامن (كما قام الملتقى الوطني للنقابات المهنية واحزاب المعارضه بجميع فعالياته) سيبقى خبر الاشتباك ما بين قوات الامن والمواطنين يتصدر نشرات الاخبار في الفضائيات العربية والعالمية كل يوم جمعة ويغطي على بقية الفعاليات الموجهة أصلا ضد الاعتداء على أهلنا في غزة وليس ضد الأمن الأردني ألا في حال قرر مسؤولي الامن التعامل المهني والصبر المطلق اسوه بما قاموا به باحتراف عالي في الساعات الاولى للمسيرة والتي كان من الممكن الاستمرار فيه للمدة المتبقية منها والتي تقل زمناً عن المدة التي انقضت قبل بدء الاشتباك حيث من المعلوم ان المتظاهرين يغادرون الى بيوتهم عند ساعات الغروب ومن سيبقى منهم يمكن التعامل معهم بسهوله دون اي صدام.
وتفضلوا دولتكم بقبول فائق الاحترام
ناشط حقوقي
م. ميسرة ملص
التعليقات
و استفتاءءءءءءء عن طرد السفير
شوووو هالدوله هاي الي الشعب فيها ما خصه
الله اكبر
انشروووو مشان الله
جراسا نيوز: نحن بحاجة للعقلانية في هذا الظرف
ونرحب بك دائما
ولتكن على ثقة باننا منبرك الحر... لكن ... نتمنى ان تعذرنا
ياسر مجرد موظف لدى الجزيرة منتجة برنامج حرب ايلول الذي سعى إلى بث الفتنة في الاردن ، وامثال ياسر لا يظهرون إلا في مصائب بلادهم ليصبحو اكثر ثراء وشهرة ، والمسؤولون الذي حرصوا على الاطمئنان على صحته سيذكرون في المستقبل القريب ان ذلك قد سبب احباطا وخيبة امل لدى قطاع واسع من الاردنيين الذي ظنوا واعتقدو ان الكيان الاردني امر مقدس ....
ان الذي حدث يوم الجمعه هو تصرفات فرديه من بعض المزاودين من المتضاهرين والذين لا يبحثون الا عن مكاسب اعلاميه لاتفسهم او تياراتهم وهم ما كنو الا غاضبين من تزايد الاعداد التي تتطالب بطرد السفير الاسرائيلي من ارض العروبه ورفع التدنيس من الرابيه وما كان الا لقلة من افراد الامن العام (قوات الدرك) الا النصياع لرغباتهم ودون الانتظار للتعليكات الحكيمه والتدخل المفرط في القمع وهذا ما يؤكد اننا لسنا اعداء مع قوات الدرك حيث امر العديد من الضباط وانا كنت اسمعهم وهم يصرخون بكفي مش هيك وهم ايضا من طلبو سيارات الاسعاف للمصابينوهذا يؤكد ان الموقف الذي حصل لم يكن الا اعمال فرديه من افراد الدرك ودون تعليمات بل ان تعليمات هي ضبط النفس وتحلي بصبر
وليعلم الجميع بان جميع منتسبي الاجهزة الامنية مدربة تدريب كامل وشامل من جميع النواحي العلمية والعملية واريد ان اسال سؤال لماذا هذا الهجوم الشرس على الامن العام من هم افراد الجهاز الامني فهم من خيرة ابناء الاردن الاوفاء للوطن والمليك هم حماة الوطن من كل عابث لا يريد الخير للاردن وهمهم الوحيد خلق بلبلة في الاردن الامن الاردني هو ابني وابنك اخوي واخوك وابن عمي وعمك لا نريد مزايدات وهك معروفين لدى الجميع فهم يردون خدمة مصالحهم الشخصية فقط لاغير نشد على ايدي جهاز الامن العام ونقف معهم لمواجهة هذة الفئة الضالة ونقول لهم اضربو بيد من حديد الى كل من يعبث بامن الاردن وسيبقى الاردن اولا شاء من شاء
بيان صادر عن ممثلي اعتصام " من أجل كرامتنا "
على خلفية ما حصل من أحداث قمعية و انتهاك للحقوق الدستورية في منطقة الرابية يوم الجمعة الموافق 9/1/2009 ، نؤكد على ما يلي :
لقد كان سلوك قوى الأمن تحت مسمياتها المختلفة سلوكا منتهكا للحقوق الدستورية للمواطنين الذين تواجدوا في منطقة الرابية و متعديا على كرامتهم الإنسانية ضمن الممارسات القمعية المختلفة التي ظهرت خلال أربع ساعات كاملة أساءت للوجه الحضاري الذي ظهر به الاعتصام خلال ثلاثة عشر ليلة متتالية, و إن الحراك الشعبي في التعبير مهما كان شكله هو وحدة واحدة على اختلاف مواقعه و هو الذي تجلى في الرابية من خلال تعدد مظاهر التعبير من اعتصام و مسيرة و أعمال فنية وجدت في أرض الاعتصام و التي قمعت كلها كوحدة واحدة دون تمييز.
وعليه,
ندين كمواطنين مارسنا و نمارس حقوقنا الدستورية في التعبير عن الرأي ما صدر من قمع و انتهاك لهذه الحقوق من قبل هذه الأجهزة و نطالب بالتحقيق فيما حصل و رد الاعتبار للمواطنين من خلال اعتذار علني من قبل ممثلي هذه الأجهزة و اتخاذ إجراءات قانونية ضد كل المسؤولين عن ما جرى من تجاوزات و محاسبتهم.
كما و نعلن عن حقنا في العودة لباحة مسجد الكالوتي- موقع الاعتصام- و إقامة الخيام الاعتصامية في الوقت المناسب حتى تتحقق مطالب الاعتصام .
صادر عن ممثلي الاعتصام " من أجل كرامتنا "
عمان 11/1/2009
واقلها تجميد المعاهده مع الصهاينه اعداء الاسلام والعرب والانسانية
يجب ان تكون الدولة اكثر حكمة وان تستفيد من الموقف الشعبي الغاضب لتحقيق مكاسب سياسية اكبر للقضية الفلسطينية وللدولة الاردنية حيث اننا الاوسع حدودا مع الكيان الصهيوني الغاشم
يا حكام العرب اتقو الله باطفال غزه وابناء فلسطين والعراق وكل الدول الاسلامية في ارجاء الارض
لم يبقى من الهوان والذل ذرة لم نتجرعها اتخذو مواقف فاعلة رجولية اسلاميه عربيه اي ما تسمونها
الدنيا قصيرة وسوف تسئلون عن هذه الدماء وعن هذه الانتهاكات بحق مواطنيكم ودماء المسلمين في كل مكان اسطرو ولو لمرة واحدة صفحة شرف يذكركم التاريخ بها
لاننا لا نذكر سوى المهانة والذل والعار
الله اكبر على كل من طغى وتجبر الله اكبر على من تواطء واستسلم ولم يتدبر الله اكبر عليكم
فاما حياة تسر الصديق واما ممات يكيد العدى
عذرا يا أهلنا في غزة لقد جبنا وخنعنا وتعودنا الذل عذرا عذرا عذرا
انتم املنا وانتم مستقبلنا وانتم عزتنا وانتم منقذونا بصمودكم بايمانكم ببطولاتكم بكم انتم فقط انتم نعتز ونفتخر .....