في البداية أدعو الله – سبحانه – أن يعين جلالة الملك على هكذا حكومات و مسؤولين ؛ فنحن كشعب نشعر أن جلالة الملك عبدالله الثاني – حفظه الله – هو الوحيد الذي يفكر بالشعب الأردني و يسعى جاهداً لتخفيف معاناة الأردنيين ، و لكن كلما حقق جلالته إنجازا رائعاًً دمر بعض المسؤولين مائة إنجاز مما تم تحقيقه بجهد الملك و الأردنيين ، فطالما حث جلالته الحكومة و المسؤولين بكافة درجاتهم على الاهتمام بهموم المواطنين و التخفيف عنهم ، و خصوصاً البسطاء و الفقراء منهم ، و لكننا نجد بعض أصحاب القرار يتفننون بمضاعفة معاناة الناس بحجة اللوائح و القوانين!
أسوق هذه المقدمة لأعرض مأساة مواطن أردني شرحها لي و أرسل تفاصيلها يستنجد بأصحاب الضمائر الحية في الحكومة ووزارة الصحة على وجه الخصوص لوضع حداً لمعاناته هو و أسرته ، و يشهد الله أن هذا المواطن و يدعى ( فواز عيسى الخليفات ) لا يمت لي بصلة قرابة و لا نسب و لا يجمعني به إلا اننا أردنيون نتفاعل مع آلام بعضنا ، و كذلك يلجأ لنا المواطنون الذين يئسوا من رحمة الحكومة ، و ما قنطوا من رحمة الله ، فقد سخر الله أقلامنا لعرض معاناتهم و مرارة عيشهم لتصل لصاحب القلب الكبير جلالة الملك المعظم الأب الحاني لجميع الأردنيين لينصف فقراء الأردن ، هؤلاء الفقراء الذين يفكر بهم جلالته على أنهم بشر يستحقون الحياة الكريمة ، بينما تفكر بهم الحكومات المتعاقبة على أنهم مجرد أرقام وطنية و ملفات تطبق عليهم قوانين جامدة لا تعرف بين سطورها الرحمة أو الرأفة .
فبعد أن يئس المواطن فواز الخليفات من أن تنصفه وزارة الصحة و بعد أن أغلق معالي وزير الصحة الأكرم و عطوفة أمين عام وزارة الصحة آذانهم و قلوبهم عن سماع مصيبة موظفهم فواز طلب مني أن أعرض قضيته من خلال الإعلام الأردني النزيه لتصل شكواه و آهات أطفاله و صوت أمعائهم الخاوية إلى جلالة الملك الذي ما خاب من توجه إليه بمظلمة أو شكوى .
نعم أطفال مواطن أردني أمعاؤهم خاوية بعد أن قامت وزارة الصحة بقطع مصدر رزقهم و ذلك بفصل والدهم من العمل منذ فترة طويلة ! و هذه تفاصيل قصة هذا المواطن اليائس :
اسمه ( فواز عيسى الخليفات ) و رقم هاتفه (0799836780 ) من سكان منطقة غور الصافي و هو رب لأسرة مكونة من سبعة أفراد و متزوج من امرأتين ، و كان يعمل في ملاك وزارة الصحة في مديرية صحة الأغوار الجنوبية بوظيفة مأمور مقسم ، حيث تم تعيينه في الوزارة بتاريخ 22/2/1995 حتى تاريخ 18/12/2010 ، و بسبب حجم أسرته الكبير و محدودية دخله و لظروف مالية صعبة اضطر فواز لكتابة شيكات و كانت بدون رصيد و تم سجنه لمدة عام ، و أثناء وجوده في السجن تم فصله من العمل في وزارة الصحة بسبب التغيب !! و بعد خروجه من السجن تقدم بطلب إعادة تعيين في وزارة الصحة ليعود لوظيفته ، مرفقاً مع الطلب قرار الحكم و شهادة عدم محكومية , ولكن كانت الصدمة التي تلقاها فواز المواطن الأردني الفقير رفض وزارة الصحة لطلبه و عدم إعادته لعمله و عذرهم أنه تجاوز المدة القانونية للغياب بدون عذر مشروع !
نتساءل كم عقوبة أوقعتموها كدولة على فواز : ( السجن ) و الطرد من الوظيفة ؟! أليس هذا ظلم ؟ عقوبتان لنفس الجرم !! تدخل أحد النواب الكرام في موضوعه لدى الوزارة دون فائدة ، و عندما أطلعني هذا المواطن البسيط – و كلنا مواطنون بسطاء – على مأساته مع وزارة الصحة منذ أكثر من شهرين ، و قبل أن أكتب هذا المقال ، قمت بزيارة وزارة الصحة عدة مرات لأفهم الموضوع منهم ؛ حتى لا يتهموننا أننا نكتب دون الرجوع إليهم و الإستفسار منهم ، و قمت بمراجعة مكتب عطوفة أمين عام الوزارة ضيف الله اللوزي قبل رمضان و كان في سفر ، و قابلت مديرة مكتبه و كانت بمنتهى اللطف و التفهم و لكنها لا تمتلك صلاحيات ، و طلبت أن لا تبدي رأيها إلا بعد الإطلاع على ملف فواز الخليفات ، و بعد مراجعتها أخبرتني انها لا تستطيع أن تفعل شيئاً بسبب الأنظمة و القوانين ، و حولتني للدكتور سامي الدليمي القائم بأعمال أمين عام الوزارة بالوكالة في ذلك الحين ، و بكل صراحة قابلته عدة مرات و كان يحاول إظهار تفهمه لمشكلة فواز عندما رجوته أن ينظر لها من منظور إنساني و ليس من منظور قانوني بحت ، و لكن في كل مرة كان عطوفة الدكتور يطلب ملف فواز للإطلاع عليه و لا أذكر أن الملف تم إحضاره أبداً (!) رغم طول فترة انتظاري عنده إلى أن أشعر بالخجل و أترك مكتبه آسفاً ، و أظن انه كان يطلب الملف من قبيل المجاملة و ليس الجدية في النظر في مصيبة هذا المواطن الأردني الذي يعيش في أقسى منطقة بيئية في الأردن ، في الغور سلة الخبز الأردنية مع أن أهله محرومون من أبسط الحقوق .
المهم أن فواز عيسى الخليفات رب الأسرة الكبيرة ، المواطن البسيط الفقير البعيد عن العاصمة و الذي – كما أخبرني – لا يمتلك أجرة الطريق ليراجع الوزارة بموضوعه ، هذا المواطن اضطر للإستدانة و كتابة شيكات دون رصيد لينفق على أسرته ، فعل ذلك و حرر شيكات دون رصيد عندما كان لديه دخل ثابت من وزارة الصحة فماذا تتوقعون منه أن يفعل بعد أن انقطع دخله؟! انقطع دخله بسبب أن وزارة الصحة ترفض أن تتفهم و تدرك أن فواز كان في السجن لذلك تغيب عن العمل ، أي لسبب خارج عن إرادته فلم يكن نائماً في بيته أو يعمل في عمل آخر ! لماذا لا يكون هناك تنسيق بين إدارة السجون في الأمن العام و باقي الوزارات و المؤسسات الحكومية ليتم إخبارهم بأي موظف يتم سجنه لتقوم تلك الجهة الحكومية بإعادته للعمل بعد إنتهاء محكوميته و خصوصاً أن الجرم غير مخل بالشرف ، لماذا يدفع فواز – و غيره من الموظفين – ثمن سوء التنسيق بين مؤسسات الدولة؟!
معالي وزير الصحة – ببساطة – الآن فواز الخليفات لديه أسرة كبيرة و ليس لديه دخل لينفق على هذه الأسرة ، و فواز إبن الأغوار عمل في وزارتكم أكثر من خمسة عشر عاما ،ً و دخل السجن بسبب الديون و خرج منه أسوأ حالاً مما دخل ، و ترفضون إعادته لعمله رغم أن غيابه خارج عن إرادته ، الآن يا معالي الوزير كيف سينفق فواز على أسرته ؟! ماذا تنصح فواز أن يعمل يا معالي الوزير ؟ هل يسرق أم يحتال ليطعم أولاده ؟! ماذا يفعل بعد أن أغلقتم الأبواب في وجهه؟! أنه لا يهدد بأن يسرق أو يحتال بل كل ما سيفعله – كما أخبرني – أنه و أسرته سينامون على جمر العوز و الحاجة و الجوع و سيتوجهون و بعض أقاربه معه لتنفيذ اعتصام مفتوح أمام وزارتكم ، و ثم أمام رئاسة الوزراء لعلكم في مبنى الدوار الرابع تسمعون صوت جوعهم و حاجتهم فتتحرك ضمائركم و تطبقون روح القانون و ليس نصوصه الجامدة ، فتعيدونه لعمله ، لتعملوا بما أمركم به سيد البلاد الملك المفدى و تشعروا مع فقراء الوطن .
معالي وزير الصحة هل اصبحت وزارة الصحة مجرد مبنى جديد وحافظت على العقلية القديمة في إدارة الأمور ؟! لماذا لم يتم تجديد أساليب التعاطي مع قضايا المواطنين مثلما جددتم وزارتكم ؟ فجميع ما سيتقاضاه موظف بسيط مثل فواز من رواتب طوال مدة خدمته القادمة و لو عاش كموظف مائة عام لن يصل مجموعها تكلفة سيراميك عدة حمامات في المبنى الجديد لوزارة الصحة ! معالي الوزير أرجوك اسمع من فواز و من كل مواطن أردني حاول الوصول لحضرتكم دون فائدة ، أرجوك اسمع من فواز و أسمع من الأردنيين أناتهم و لا تجبرهم على اعتلاء أبراج الاتصالات مهددين بالانتحار ليصل صوتهم لآذانكم قبل أن نسمع صوت إرتطام أجسادهم المنهكة بالأرض .
نتمنى أن تهتموا بقضية هذا المواطن البائس لأنها ليست قضية شخصية و لكنه يمثل نموذج لمعاناة الكثير من المواطنين ، فالمواطن الأردني يا حكومتنا يتمنى أن يشعر أنه مواطن في دولة تحميه و تسمع معاناته و تجد الحلول له و ليس مجرد رقم وطني و مجموعة أوراق جافة في ملف مرمي في أرشيف الدولة .
Sameeh_jordan@yahoo.com
في البداية أدعو الله – سبحانه – أن يعين جلالة الملك على هكذا حكومات و مسؤولين ؛ فنحن كشعب نشعر أن جلالة الملك عبدالله الثاني – حفظه الله – هو الوحيد الذي يفكر بالشعب الأردني و يسعى جاهداً لتخفيف معاناة الأردنيين ، و لكن كلما حقق جلالته إنجازا رائعاًً دمر بعض المسؤولين مائة إنجاز مما تم تحقيقه بجهد الملك و الأردنيين ، فطالما حث جلالته الحكومة و المسؤولين بكافة درجاتهم على الاهتمام بهموم المواطنين و التخفيف عنهم ، و خصوصاً البسطاء و الفقراء منهم ، و لكننا نجد بعض أصحاب القرار يتفننون بمضاعفة معاناة الناس بحجة اللوائح و القوانين!
أسوق هذه المقدمة لأعرض مأساة مواطن أردني شرحها لي و أرسل تفاصيلها يستنجد بأصحاب الضمائر الحية في الحكومة ووزارة الصحة على وجه الخصوص لوضع حداً لمعاناته هو و أسرته ، و يشهد الله أن هذا المواطن و يدعى ( فواز عيسى الخليفات ) لا يمت لي بصلة قرابة و لا نسب و لا يجمعني به إلا اننا أردنيون نتفاعل مع آلام بعضنا ، و كذلك يلجأ لنا المواطنون الذين يئسوا من رحمة الحكومة ، و ما قنطوا من رحمة الله ، فقد سخر الله أقلامنا لعرض معاناتهم و مرارة عيشهم لتصل لصاحب القلب الكبير جلالة الملك المعظم الأب الحاني لجميع الأردنيين لينصف فقراء الأردن ، هؤلاء الفقراء الذين يفكر بهم جلالته على أنهم بشر يستحقون الحياة الكريمة ، بينما تفكر بهم الحكومات المتعاقبة على أنهم مجرد أرقام وطنية و ملفات تطبق عليهم قوانين جامدة لا تعرف بين سطورها الرحمة أو الرأفة .
فبعد أن يئس المواطن فواز الخليفات من أن تنصفه وزارة الصحة و بعد أن أغلق معالي وزير الصحة الأكرم و عطوفة أمين عام وزارة الصحة آذانهم و قلوبهم عن سماع مصيبة موظفهم فواز طلب مني أن أعرض قضيته من خلال الإعلام الأردني النزيه لتصل شكواه و آهات أطفاله و صوت أمعائهم الخاوية إلى جلالة الملك الذي ما خاب من توجه إليه بمظلمة أو شكوى .
نعم أطفال مواطن أردني أمعاؤهم خاوية بعد أن قامت وزارة الصحة بقطع مصدر رزقهم و ذلك بفصل والدهم من العمل منذ فترة طويلة ! و هذه تفاصيل قصة هذا المواطن اليائس :
اسمه ( فواز عيسى الخليفات ) و رقم هاتفه (0799836780 ) من سكان منطقة غور الصافي و هو رب لأسرة مكونة من سبعة أفراد و متزوج من امرأتين ، و كان يعمل في ملاك وزارة الصحة في مديرية صحة الأغوار الجنوبية بوظيفة مأمور مقسم ، حيث تم تعيينه في الوزارة بتاريخ 22/2/1995 حتى تاريخ 18/12/2010 ، و بسبب حجم أسرته الكبير و محدودية دخله و لظروف مالية صعبة اضطر فواز لكتابة شيكات و كانت بدون رصيد و تم سجنه لمدة عام ، و أثناء وجوده في السجن تم فصله من العمل في وزارة الصحة بسبب التغيب !! و بعد خروجه من السجن تقدم بطلب إعادة تعيين في وزارة الصحة ليعود لوظيفته ، مرفقاً مع الطلب قرار الحكم و شهادة عدم محكومية , ولكن كانت الصدمة التي تلقاها فواز المواطن الأردني الفقير رفض وزارة الصحة لطلبه و عدم إعادته لعمله و عذرهم أنه تجاوز المدة القانونية للغياب بدون عذر مشروع !
نتساءل كم عقوبة أوقعتموها كدولة على فواز : ( السجن ) و الطرد من الوظيفة ؟! أليس هذا ظلم ؟ عقوبتان لنفس الجرم !! تدخل أحد النواب الكرام في موضوعه لدى الوزارة دون فائدة ، و عندما أطلعني هذا المواطن البسيط – و كلنا مواطنون بسطاء – على مأساته مع وزارة الصحة منذ أكثر من شهرين ، و قبل أن أكتب هذا المقال ، قمت بزيارة وزارة الصحة عدة مرات لأفهم الموضوع منهم ؛ حتى لا يتهموننا أننا نكتب دون الرجوع إليهم و الإستفسار منهم ، و قمت بمراجعة مكتب عطوفة أمين عام الوزارة ضيف الله اللوزي قبل رمضان و كان في سفر ، و قابلت مديرة مكتبه و كانت بمنتهى اللطف و التفهم و لكنها لا تمتلك صلاحيات ، و طلبت أن لا تبدي رأيها إلا بعد الإطلاع على ملف فواز الخليفات ، و بعد مراجعتها أخبرتني انها لا تستطيع أن تفعل شيئاً بسبب الأنظمة و القوانين ، و حولتني للدكتور سامي الدليمي القائم بأعمال أمين عام الوزارة بالوكالة في ذلك الحين ، و بكل صراحة قابلته عدة مرات و كان يحاول إظهار تفهمه لمشكلة فواز عندما رجوته أن ينظر لها من منظور إنساني و ليس من منظور قانوني بحت ، و لكن في كل مرة كان عطوفة الدكتور يطلب ملف فواز للإطلاع عليه و لا أذكر أن الملف تم إحضاره أبداً (!) رغم طول فترة انتظاري عنده إلى أن أشعر بالخجل و أترك مكتبه آسفاً ، و أظن انه كان يطلب الملف من قبيل المجاملة و ليس الجدية في النظر في مصيبة هذا المواطن الأردني الذي يعيش في أقسى منطقة بيئية في الأردن ، في الغور سلة الخبز الأردنية مع أن أهله محرومون من أبسط الحقوق .
المهم أن فواز عيسى الخليفات رب الأسرة الكبيرة ، المواطن البسيط الفقير البعيد عن العاصمة و الذي – كما أخبرني – لا يمتلك أجرة الطريق ليراجع الوزارة بموضوعه ، هذا المواطن اضطر للإستدانة و كتابة شيكات دون رصيد لينفق على أسرته ، فعل ذلك و حرر شيكات دون رصيد عندما كان لديه دخل ثابت من وزارة الصحة فماذا تتوقعون منه أن يفعل بعد أن انقطع دخله؟! انقطع دخله بسبب أن وزارة الصحة ترفض أن تتفهم و تدرك أن فواز كان في السجن لذلك تغيب عن العمل ، أي لسبب خارج عن إرادته فلم يكن نائماً في بيته أو يعمل في عمل آخر ! لماذا لا يكون هناك تنسيق بين إدارة السجون في الأمن العام و باقي الوزارات و المؤسسات الحكومية ليتم إخبارهم بأي موظف يتم سجنه لتقوم تلك الجهة الحكومية بإعادته للعمل بعد إنتهاء محكوميته و خصوصاً أن الجرم غير مخل بالشرف ، لماذا يدفع فواز – و غيره من الموظفين – ثمن سوء التنسيق بين مؤسسات الدولة؟!
معالي وزير الصحة – ببساطة – الآن فواز الخليفات لديه أسرة كبيرة و ليس لديه دخل لينفق على هذه الأسرة ، و فواز إبن الأغوار عمل في وزارتكم أكثر من خمسة عشر عاما ،ً و دخل السجن بسبب الديون و خرج منه أسوأ حالاً مما دخل ، و ترفضون إعادته لعمله رغم أن غيابه خارج عن إرادته ، الآن يا معالي الوزير كيف سينفق فواز على أسرته ؟! ماذا تنصح فواز أن يعمل يا معالي الوزير ؟ هل يسرق أم يحتال ليطعم أولاده ؟! ماذا يفعل بعد أن أغلقتم الأبواب في وجهه؟! أنه لا يهدد بأن يسرق أو يحتال بل كل ما سيفعله – كما أخبرني – أنه و أسرته سينامون على جمر العوز و الحاجة و الجوع و سيتوجهون و بعض أقاربه معه لتنفيذ اعتصام مفتوح أمام وزارتكم ، و ثم أمام رئاسة الوزراء لعلكم في مبنى الدوار الرابع تسمعون صوت جوعهم و حاجتهم فتتحرك ضمائركم و تطبقون روح القانون و ليس نصوصه الجامدة ، فتعيدونه لعمله ، لتعملوا بما أمركم به سيد البلاد الملك المفدى و تشعروا مع فقراء الوطن .
معالي وزير الصحة هل اصبحت وزارة الصحة مجرد مبنى جديد وحافظت على العقلية القديمة في إدارة الأمور ؟! لماذا لم يتم تجديد أساليب التعاطي مع قضايا المواطنين مثلما جددتم وزارتكم ؟ فجميع ما سيتقاضاه موظف بسيط مثل فواز من رواتب طوال مدة خدمته القادمة و لو عاش كموظف مائة عام لن يصل مجموعها تكلفة سيراميك عدة حمامات في المبنى الجديد لوزارة الصحة ! معالي الوزير أرجوك اسمع من فواز و من كل مواطن أردني حاول الوصول لحضرتكم دون فائدة ، أرجوك اسمع من فواز و أسمع من الأردنيين أناتهم و لا تجبرهم على اعتلاء أبراج الاتصالات مهددين بالانتحار ليصل صوتهم لآذانكم قبل أن نسمع صوت إرتطام أجسادهم المنهكة بالأرض .
نتمنى أن تهتموا بقضية هذا المواطن البائس لأنها ليست قضية شخصية و لكنه يمثل نموذج لمعاناة الكثير من المواطنين ، فالمواطن الأردني يا حكومتنا يتمنى أن يشعر أنه مواطن في دولة تحميه و تسمع معاناته و تجد الحلول له و ليس مجرد رقم وطني و مجموعة أوراق جافة في ملف مرمي في أرشيف الدولة .
Sameeh_jordan@yahoo.com
في البداية أدعو الله – سبحانه – أن يعين جلالة الملك على هكذا حكومات و مسؤولين ؛ فنحن كشعب نشعر أن جلالة الملك عبدالله الثاني – حفظه الله – هو الوحيد الذي يفكر بالشعب الأردني و يسعى جاهداً لتخفيف معاناة الأردنيين ، و لكن كلما حقق جلالته إنجازا رائعاًً دمر بعض المسؤولين مائة إنجاز مما تم تحقيقه بجهد الملك و الأردنيين ، فطالما حث جلالته الحكومة و المسؤولين بكافة درجاتهم على الاهتمام بهموم المواطنين و التخفيف عنهم ، و خصوصاً البسطاء و الفقراء منهم ، و لكننا نجد بعض أصحاب القرار يتفننون بمضاعفة معاناة الناس بحجة اللوائح و القوانين!
أسوق هذه المقدمة لأعرض مأساة مواطن أردني شرحها لي و أرسل تفاصيلها يستنجد بأصحاب الضمائر الحية في الحكومة ووزارة الصحة على وجه الخصوص لوضع حداً لمعاناته هو و أسرته ، و يشهد الله أن هذا المواطن و يدعى ( فواز عيسى الخليفات ) لا يمت لي بصلة قرابة و لا نسب و لا يجمعني به إلا اننا أردنيون نتفاعل مع آلام بعضنا ، و كذلك يلجأ لنا المواطنون الذين يئسوا من رحمة الحكومة ، و ما قنطوا من رحمة الله ، فقد سخر الله أقلامنا لعرض معاناتهم و مرارة عيشهم لتصل لصاحب القلب الكبير جلالة الملك المعظم الأب الحاني لجميع الأردنيين لينصف فقراء الأردن ، هؤلاء الفقراء الذين يفكر بهم جلالته على أنهم بشر يستحقون الحياة الكريمة ، بينما تفكر بهم الحكومات المتعاقبة على أنهم مجرد أرقام وطنية و ملفات تطبق عليهم قوانين جامدة لا تعرف بين سطورها الرحمة أو الرأفة .
فبعد أن يئس المواطن فواز الخليفات من أن تنصفه وزارة الصحة و بعد أن أغلق معالي وزير الصحة الأكرم و عطوفة أمين عام وزارة الصحة آذانهم و قلوبهم عن سماع مصيبة موظفهم فواز طلب مني أن أعرض قضيته من خلال الإعلام الأردني النزيه لتصل شكواه و آهات أطفاله و صوت أمعائهم الخاوية إلى جلالة الملك الذي ما خاب من توجه إليه بمظلمة أو شكوى .
نعم أطفال مواطن أردني أمعاؤهم خاوية بعد أن قامت وزارة الصحة بقطع مصدر رزقهم و ذلك بفصل والدهم من العمل منذ فترة طويلة ! و هذه تفاصيل قصة هذا المواطن اليائس :
اسمه ( فواز عيسى الخليفات ) و رقم هاتفه (0799836780 ) من سكان منطقة غور الصافي و هو رب لأسرة مكونة من سبعة أفراد و متزوج من امرأتين ، و كان يعمل في ملاك وزارة الصحة في مديرية صحة الأغوار الجنوبية بوظيفة مأمور مقسم ، حيث تم تعيينه في الوزارة بتاريخ 22/2/1995 حتى تاريخ 18/12/2010 ، و بسبب حجم أسرته الكبير و محدودية دخله و لظروف مالية صعبة اضطر فواز لكتابة شيكات و كانت بدون رصيد و تم سجنه لمدة عام ، و أثناء وجوده في السجن تم فصله من العمل في وزارة الصحة بسبب التغيب !! و بعد خروجه من السجن تقدم بطلب إعادة تعيين في وزارة الصحة ليعود لوظيفته ، مرفقاً مع الطلب قرار الحكم و شهادة عدم محكومية , ولكن كانت الصدمة التي تلقاها فواز المواطن الأردني الفقير رفض وزارة الصحة لطلبه و عدم إعادته لعمله و عذرهم أنه تجاوز المدة القانونية للغياب بدون عذر مشروع !
نتساءل كم عقوبة أوقعتموها كدولة على فواز : ( السجن ) و الطرد من الوظيفة ؟! أليس هذا ظلم ؟ عقوبتان لنفس الجرم !! تدخل أحد النواب الكرام في موضوعه لدى الوزارة دون فائدة ، و عندما أطلعني هذا المواطن البسيط – و كلنا مواطنون بسطاء – على مأساته مع وزارة الصحة منذ أكثر من شهرين ، و قبل أن أكتب هذا المقال ، قمت بزيارة وزارة الصحة عدة مرات لأفهم الموضوع منهم ؛ حتى لا يتهموننا أننا نكتب دون الرجوع إليهم و الإستفسار منهم ، و قمت بمراجعة مكتب عطوفة أمين عام الوزارة ضيف الله اللوزي قبل رمضان و كان في سفر ، و قابلت مديرة مكتبه و كانت بمنتهى اللطف و التفهم و لكنها لا تمتلك صلاحيات ، و طلبت أن لا تبدي رأيها إلا بعد الإطلاع على ملف فواز الخليفات ، و بعد مراجعتها أخبرتني انها لا تستطيع أن تفعل شيئاً بسبب الأنظمة و القوانين ، و حولتني للدكتور سامي الدليمي القائم بأعمال أمين عام الوزارة بالوكالة في ذلك الحين ، و بكل صراحة قابلته عدة مرات و كان يحاول إظهار تفهمه لمشكلة فواز عندما رجوته أن ينظر لها من منظور إنساني و ليس من منظور قانوني بحت ، و لكن في كل مرة كان عطوفة الدكتور يطلب ملف فواز للإطلاع عليه و لا أذكر أن الملف تم إحضاره أبداً (!) رغم طول فترة انتظاري عنده إلى أن أشعر بالخجل و أترك مكتبه آسفاً ، و أظن انه كان يطلب الملف من قبيل المجاملة و ليس الجدية في النظر في مصيبة هذا المواطن الأردني الذي يعيش في أقسى منطقة بيئية في الأردن ، في الغور سلة الخبز الأردنية مع أن أهله محرومون من أبسط الحقوق .
المهم أن فواز عيسى الخليفات رب الأسرة الكبيرة ، المواطن البسيط الفقير البعيد عن العاصمة و الذي – كما أخبرني – لا يمتلك أجرة الطريق ليراجع الوزارة بموضوعه ، هذا المواطن اضطر للإستدانة و كتابة شيكات دون رصيد لينفق على أسرته ، فعل ذلك و حرر شيكات دون رصيد عندما كان لديه دخل ثابت من وزارة الصحة فماذا تتوقعون منه أن يفعل بعد أن انقطع دخله؟! انقطع دخله بسبب أن وزارة الصحة ترفض أن تتفهم و تدرك أن فواز كان في السجن لذلك تغيب عن العمل ، أي لسبب خارج عن إرادته فلم يكن نائماً في بيته أو يعمل في عمل آخر ! لماذا لا يكون هناك تنسيق بين إدارة السجون في الأمن العام و باقي الوزارات و المؤسسات الحكومية ليتم إخبارهم بأي موظف يتم سجنه لتقوم تلك الجهة الحكومية بإعادته للعمل بعد إنتهاء محكوميته و خصوصاً أن الجرم غير مخل بالشرف ، لماذا يدفع فواز – و غيره من الموظفين – ثمن سوء التنسيق بين مؤسسات الدولة؟!
معالي وزير الصحة – ببساطة – الآن فواز الخليفات لديه أسرة كبيرة و ليس لديه دخل لينفق على هذه الأسرة ، و فواز إبن الأغوار عمل في وزارتكم أكثر من خمسة عشر عاما ،ً و دخل السجن بسبب الديون و خرج منه أسوأ حالاً مما دخل ، و ترفضون إعادته لعمله رغم أن غيابه خارج عن إرادته ، الآن يا معالي الوزير كيف سينفق فواز على أسرته ؟! ماذا تنصح فواز أن يعمل يا معالي الوزير ؟ هل يسرق أم يحتال ليطعم أولاده ؟! ماذا يفعل بعد أن أغلقتم الأبواب في وجهه؟! أنه لا يهدد بأن يسرق أو يحتال بل كل ما سيفعله – كما أخبرني – أنه و أسرته سينامون على جمر العوز و الحاجة و الجوع و سيتوجهون و بعض أقاربه معه لتنفيذ اعتصام مفتوح أمام وزارتكم ، و ثم أمام رئاسة الوزراء لعلكم في مبنى الدوار الرابع تسمعون صوت جوعهم و حاجتهم فتتحرك ضمائركم و تطبقون روح القانون و ليس نصوصه الجامدة ، فتعيدونه لعمله ، لتعملوا بما أمركم به سيد البلاد الملك المفدى و تشعروا مع فقراء الوطن .
معالي وزير الصحة هل اصبحت وزارة الصحة مجرد مبنى جديد وحافظت على العقلية القديمة في إدارة الأمور ؟! لماذا لم يتم تجديد أساليب التعاطي مع قضايا المواطنين مثلما جددتم وزارتكم ؟ فجميع ما سيتقاضاه موظف بسيط مثل فواز من رواتب طوال مدة خدمته القادمة و لو عاش كموظف مائة عام لن يصل مجموعها تكلفة سيراميك عدة حمامات في المبنى الجديد لوزارة الصحة ! معالي الوزير أرجوك اسمع من فواز و من كل مواطن أردني حاول الوصول لحضرتكم دون فائدة ، أرجوك اسمع من فواز و أسمع من الأردنيين أناتهم و لا تجبرهم على اعتلاء أبراج الاتصالات مهددين بالانتحار ليصل صوتهم لآذانكم قبل أن نسمع صوت إرتطام أجسادهم المنهكة بالأرض .
نتمنى أن تهتموا بقضية هذا المواطن البائس لأنها ليست قضية شخصية و لكنه يمثل نموذج لمعاناة الكثير من المواطنين ، فالمواطن الأردني يا حكومتنا يتمنى أن يشعر أنه مواطن في دولة تحميه و تسمع معاناته و تجد الحلول له و ليس مجرد رقم وطني و مجموعة أوراق جافة في ملف مرمي في أرشيف الدولة .
Sameeh_jordan@yahoo.com
التعليقات