طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

عينان بلون حبَّات الكستناء


عينان بلون حبَّات الكستناء , على شكل حبة لوز برِّي مُهجنة الجينات , لتأخذ شكلاً فريداً لا تلمسه الأيدي بل تلمسه العيون عن بعد , فتأخذ من نور إشعاعهما حاجتها من الطاقة الكامنة فيهما , وتدخل في القلوب المتيمة عشقاً , المسلوبة بين تفاصيل عِبارات تقرأها تعرجات الأفكار, شوقاً , وجنوناً ومن ثم ترنحاً , يسبقه وميض خافت يعلو شيء فشيئاً , لينير العالم , بكل خباياه, وكل عواصفه , وكل أماله وراياته وأحلام أطفاله , وقوة شبابه , وحكمت شيوخه , بحنان قواريره, ونُسك عجائزه , ببساطة تعدل كل الأمزجة ..كل الأدمغه , بتعقلها وجنونها , بعبقريتها وغبائها , بنضجها ,وبراعمها الغضَّه الطريّة الحالمة لأخذ نصيبها الحقيقي من الأنفاس , كي تستطيع التحرك بالمساحة التي هي من حقها دون خوف , او تردد.

عينان بحجم التاريخ ..تطلان على مستقبل الشرق , بثوراته وانقلاباته ..وانشقاقه على الماضي , وتغير المألوف والمعتاد..

عينان صامتتان , ترسمان في سكون قصة التغير عن كثب , عن عشق, وعن مراره , تُمسكان بريشة الحريّة ..وتسكبان النور في كل الدروب الذابلة , لتُشرق ألانوار , ما عاد الظلام طريقنا الى المستقبل, ما عاد مصيرنا ومستقبلنا مجهول , كل شيء ناصع الوضوح , لنلامس الحقيقة سوياً , وللننطلق معها الى ابعد من الخيال..

لنحب ولنحب ولنصل بحبنا لدرجة العشق , ولنحارب العالم كله من اجل ذلك العشق , ولنقفز ونغامر , ما عاد الجلوس على الهامش ينفعنا , لن نتغير ما دمنا ساكنين على محطة الأنتظار , بانتظار فارس وبطل مخلص , ما عاد هذا زمن الأبطال الأسطوريين, انه زمن كلمة الحق , تنير ظلام الجهل , وتستبدله بنور العلم , ما عادت الدموع تجدي نفعاً, وما عدنا بنفس تلك التركيبة التي تميز بها العربي على مدى عهود سابقة, انها بذرة جديدة , غرسها الله في النفوس الصادقة لتحمل في خُروجِها الصعب من عمق الارض الخصبة, لتحمل معها في انبعاثها الجديد نوراً , يجمع لا يفرق , يوحد فلول طال ابتعادها عن جسدها الحقيقي .

عينان تضيئان , تبثان الحياة في القلوب , ترسمان البهجة في النفوس , من نورهما , يشتعل فتيل العزة والإرادة في النفوس, طاقة كامنة تتولد , لتنجز , وتعطي بسخاء دون إبطاء او مذلة , تجود دون أي هدف تجاري , او غرض دنيوي, تعطي للعطاء دون أي مقابل, هنا يمكن ان تتجدد الدماء في العروق , وتتساوى الأنفس كما الأجنة في الأرحام.

عينان , او ربما عيناكِ, تقتلان العاشق المتيم , تذبحان القلب المسكون بالهوى العذري الصافي من الشوائب, تحرقان وتفجران , ثم من بعد ذلك تبنيان الحضارة , قصوراً وقباب وقلاع , وحصون عصية على الجيوش الغادرة العادية.

عينان كحبات المطر بهما الحنين لضوء الفجر , ولهما تخضع النفوس وتسكن, عينان غابتا بلوط في جبال عجلون ترسم حلم الشباب , الغارق بين فوهة الارض واحلام السراب, وتنشَطِبُ الحكاية , وتُقطعُ شجرة في غابة , ويسقط الحلم في فخ جديد..ونعود لحالنا منتظرين ولادة عينان تلعبان دور الفارس البطل الأسطورة المخلص, وتنضب الأنفاس بلهاث متعبٌ أخير, وتُروى القصة على الملأ ولا يفهمها الا نفرٌ قليل .

baniataahmad15@yahoo.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/55261