اصدر الشيخ علي الحلبي العضو المؤسس في مركز الامام الالباني المشرف العام على منتدى كل السلفيين، بيانا تضمن مبادرة من خمس مراحل ، لإنهاء حالة التَّصعيد، والتَّصعيدِ المُضادِّ، في الأردن بين المطالبين بالإصلاح والدولة، بحسب ما ورد في البيان.
وطالب الشيخ الحلبي المطالبين بالإصلاح بيان مطالبهم بشكل واضح وجلي، ومن ثم قيام نخبة من ابناء الاردن المستقلين بدراسة هذه المطالب وغربلتها، ومن ثم عرضها على مجموعة من القضاة المشهود لهم بالنزاهة، لإبداءِ أحكامِهِم الحاسِمَة، بما يعود على المجتمع بالخير.
الحمدُ لله حقَّ حمدِه، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّهِ وعبدِه، وعلى آلهِ وصحبِه، وَوَفْدِه.
أما بعد :
فقد جاءَت نصوصُ القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ في مدح (الصلاحِ)، و (الإصلاحِ)، - والثناءِ على أهلهما- ، وذَمِّ (الفسادِ)، و (الإفسادِ)- والقَدْحِ بأصحابِهِما- : كثيرةً، وفيرةً....
فلا يَكرهُ (الصلاحَ)، و (الإصلاحَ) إلا مريضُ القلبِ، مخرومُ العدالةِ...
ولا يُحِبُّ (الفسادَ)، و (الإفسادَ) إلا عليلُ النفسِ، مكلومُ الكرامةِ...
وقد كَثُرَ الكلامُ على هذا الموضوعِ - بِشِقَّيْهِ- وحولَهُ - جدًّا- فِي بلادِنا الأُرْدُنِّيَّةِ- منذُ أكثرَ من نصفِ عامٍ؛ حتى غدا على لسانِ الكبير والصغير، والقليل والكثير، والمأمور والأمير...
لا أحدَ يُنْكِرُ، أو يُشَكِّكُ، أو يُجادِلُ في وجودِ (فساد)، و (مفسدين) - في أيّ مُجتمع ودولة- وعلى مستوياتٍ عدَّة- سواءٌ منها العربية ، أو الإسلامية، أو الغربية- !
وهو فسادٌ- وللأسف- عامٌّ ، يشاركُ فيه - ولا يكادُ يسلمُ منه- : المسؤول ، والمواطن ، والتاجر ، والموظف , و و و ...
وهذا - لا شكّ- مِمَّا يُصَعِّبُ طرائِقَ استئصالِ أسبابه بالسرعةِ التي يُطالِبُ بها - ويتنادى إليها- المُطالبون بالإصلاح- وإن كانت الرغبةُ بأن يكون ذلك في أعجلِ وقت ، وأسرعٍ أوان- !
فالإصلاحُ الحقيقيُّ الجادُّ يحتاجُ إلى جهود متضافرة ، وأنفُس متوافقة ، وأوقات كافية ؛حتى يتحقّقَ ، أو يتحقّقَ بعضُه..
وما نراهُ، ونسمعُهُ، ونُعايِنُهُ فِي بلدِنا المُبارك (الأُرْدُنّ) - مِمَّا هو ذو صلةٍ بهذا الموضوعِ- ليسَ أكثرُهُ على النَّسَقِ المَرْجُوِّ في أسالِيبِ المُطالَبةِ بِتحقيقِ هذا الإصلاح عَلى الوجهِ المَرْضِيِّ المشروعِ؛ وذلكَ مِن وجوهٍ عِدَّةٍ، أهمُّها اثنان:
وما الحربُ الإعْلاَمِيَّةُ الشرسةُ والمُسْتَعِرَةُ التي تكاد تُوصِل- إن لم تكن أوصلت!- إلى درجة الاحتقان!! بَل الاحتِكاكاتُ والصِّدَاماتُ- المُتَكَرِّرَةُ - جَرَّاءَ ذلك- ، والَّتي نَتَجَتْ عنها بعضُ دماءٍ، وفِتَنٌ، ومَحِنٌ: عَن المُراقِبِ - أَيِّ مُراقِبٍ- بِبَعِيدَة!
وما جرى - قريباً- من (اشتباك)بين رجال الأمن والدرَك- من جهة- ، والمعتصمين- وما تعرّض له عددٌ من الصحفيّين- من جهة أخرى- لا يستطيع أحدٌ التهوينَ منه ! أو غضَّ الطرْف عنه!!
ورجل الأمن مواطنٌ.. ورجل الدرَك مواطنٌ..والصحفي مواطنٌ..والمطالِب بالإصلاح مواطنٌ....
وفي أمثال العرب المشهورةِ- ذات العبرة والعِظة- قولُهم:(قال الحائط للمسمار: لمَ تشقّني؟ قال: سل من يدقّني!)...
والحمدُ - كله- لله - تعالى- أنه لم يقعْ إلى الآن قتلٌ، أو موتٌ ؛ وإلا..فالمصيبة أعظمُ...
ومِن بابِ الإنصَاف، وتقريبِ الحقائِق أقولُ - مِن واجبِ المُواطَنةِ الصالحةِ، والمشاركة الجادة في (الإصلاح)- الحق- ، والمُراقبَةِ المُصْلِحَة- لا ناطقاً رسمياً عن الدولة! ولا مُحامياً عنها!! ولا مُدافعاً عن مواقفها!!!- :
قد طالب المنادون بالإصلاح –خلالَ الشهورِ الستةِ الأخيرةِ- بمطالبات مُتعددة ، وأمور عدّة ؛ فهل أعرضت الدولةُ عن المشروع مِن مطالبهم ، والمقدور عليه مِن مطالباتهم؟!
أقولُ –وبحوله- تعالى- أصولُ وأجولُ- :
قد ظهر توجّهٌ جِدِّيٌّ ، وتجاوبٌ حَسَنٌ من جهة الدولة - إلى حَدٍّ ما- مع عدد من مطالبات الداعين إلى الإِصلاح، ونبذ الفساد- ؛ وذلك في مواقفَ عِدَّةٍ لا يَسَعُ أحداً إنكارُها - على بعضِ تباطُؤ نتمنّى زوالَ أسبابِه- ؛ بما لا يُنكِرهُ مُريدُ إصلاحٍ حقيقيّ .
ولعلّ ما قرّره بعضُ أهل العلم - قديماً- مِن قولهم- :(ما لا يُدرك كله : لا يُترك جله) يُعبّر عن جانب مهمّ لا يجوزُ إغفالُه- بل يجبُ أن تُسلّط عليه الأضواء- من هذا الواقع..
ومع ذلك؛ فقد كان موقفُ الطرَف الآخَر - مِن المُطالبين بالإصلاح- وللأسف- يحملُ حظًّا من السَّلبِيَّة؛ وذلك بعدم التَّجاوُبِ المَرْضِيِّ، أو الاهتِمام الكافي، أو التَّعاوُن البَنَّاء مُقابِلَ هذه المواقِف الجدّية الصَّادرةِ مِن جهةِ الدَّولَة- والتي نؤكّد أننا نسعى إلى ما هو أكبُر- وأسرعُ- منها- ...
بل كُنَّا نسمعُ ونقرأ- وَلا نَزَالُ!- قولَ من قالَ - رَفْضاً، وتعبيراً عن عدمِ الرضا بهذه الإجراءات- قليلِها وَكَثِيرِها- :
بل ما الذي يمنعُ المطالبين بالإصلاح - إثراءً لعملية الإصلاح- مِن القيام بشُكر الدولة على هذا التجاوب ، و الشدّ على أيديها ؛ تشجيعاً لها - أكثرَ- على القيام بواجبها المنُوط بها - لزوماً؛ للمُضِيّ قُدُماً - وبثباتٍ- في هذا الطريقِ الإصلاحيِّ الطويلِ- ؟!
}وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{...
وَلَعَلَّ حَالَنا – إذا وقعت الواقعة - وهذا ما لا نرضاهُ ، ولا نتمنّاهُ- يُمْسِي كحالِ بعضِ البُلدانِ العربيَّةِ الَّتي ابتدأت مِحَنُها بِمثلِ ما هُو جارٍ عندنا - اليَوْمَ- ! ثُمَّ تطوَّرت، و (تَوَرَّطَت!) إلى ما هُوَ معروفٌ ومكشوفٌ مِن تخلخُلِ الدَّولة، وفُقدان الأَمن، وانتشار الفوضى، وحلول الفتن و .. و ..
وليس يخفى على ذي بصر أن الفوضى وعدمَ الاستقرار هما من أعظم عوامل ازدياد الخلل ، وانتشار الفساد ، وتطاول الفشل...
وليس هذا- بداهةً- سبيلاً- أدنى سبيلٍ- للنظر الإصلاحي المتأنّي ، الذي به يُدرأ الفساد الظالم المتجنّي....
وهذا - هكذا- عكسُ ما يطلبُه - ويريده –الداعي الإصلاحي إلى الحقّ ، بالحقّ!!!
ولعلّ أدلّ دليلٍ على هذا : تلكم الأصواتُ النشازُ التي بدأت تتواردُ مِن وراء الحدود(!)- مستغلةً حالةَ الفوضى التي نعيش بعضَها!- ؛ لتنادي بأمور وأمور تقوّض الأمنَ- كلَّه- ، وتهدّد البلدَ- بأكملِه- !!
وهذه - وحدَها- عند التأمُّل- تكفي لمراجعة كثيرٍ من المواقف! وعديدٍ من الشعارات!!
ثمّ :
إن العاقلَ مِن أبناءِ مُجتمعِنا الأردنيِّ يُدرِكُ مدى خُطُورةِ - وآثار- هذا الذي أشرتُ إليه مِن انتشارِ الخلل والفوضى ، وفقدان الأمنِ والاستقرارِ ، و.. و.. - لو حصل شيءٌ مِنهُ - ولاَ أقولُ: كُلُّهُ!- لا قدَّر اللهُ- ؛ وذلك بملاحظةِ تنوُّعِ أطيافِ المُجتَمَعِ وأبنائِهِ - شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً...- إلخ!
وهنا سيُقال- ولا بُدّ- : أين دعاوى الحرصِ على دين الأمة ؟! ومزاعمُ المحافظةِ على وطنها؟؟!!
ولقد دَفَعَني هذا النظرُ الواقعيُّ - الذي تأمَّلْتُ فيهِ ما جرى - ولا يزال يجري- في بلدِنا، مقارِناً له بما هو واقعٌ في بعضِ البلادِ العربيَّةِ- إلى المبادرة - والعزم- على المُشاركةِ في إيجادِ بابٍ إلى الحَلِّ الواقعيِّ، وَذَلِكَ بِوضع خُطّة علميّة عمليّة تطبيقيّة؛ للخروج من هذه الأزمة التي (قد) يُراد - أو يحدُثُ- مِن ورائِها أُمورٌ وأمورٌ؛ تخرُجُ عن المُعْلَن منها - ولو بعدَ حيِن!- وهذا ما لا يَأْمَلُهُ كُلُّ إنسان شريف، وكلُّ مواطن نظيف- ..
وإن كانت هذه المشاركةُ مني جاءت - حلّاً للإشكال الكبير المواقعينه!- على نسَق قد يُفهم منه مغايرةٌ للنهج الذي سلكته في باب الدعوة إلى الله - سبحانه- على مدار ثلث قرن من الزمان ؛ لكنها- في الحقيقة - إن شاء الله- لا تنقُضه ، ولا تُناقِضُه- ؛ بل هي - والله- منه، وإليه ؛ إذ لا يسكتُ عن هذا الواقع الأليم - مع القُدرة على دفع خطره الجسيم- إلا شيطانٌ أخرسُ لئيم!!
ولولا عِظَمُ الشعور بالمسؤولية ، وشدّةُ مرارة الواقع ، وكِبَرُ أثر المحنة : ما دخلت هذا البابَ، ولا تدخّلت فيه ؛ }لِيقْضِيَ الله أَمرَاً كانَ مَفعُولاً{- ؛ولكنّ سلَفي الجليل في هذا السبيل - من قبل ومن بعد- : هم علماء الأمة الأخيار ؛ و أئمّتنا الأبرار - في حرصهم ، وحدَبهم ، ورعايتهم ، وعنايتهم - بعموم الأمة - كلِّها- جماعاتٍ ، وأفراداً - ..
ولعل من محاسن التوفيق الرباني أن يُوافق زمانُ طرحِ هذه المبادرةِ مُفتتحَ شهر رمضان المبارك ؛ فَأْلَ خيرٍ ، ومِفتاحَ أُلْفَةٍ ، وبابَ اجتماعٍ- والمسدّد الله- ....
أولاً: مُطالبةُ المُطالِبين بالإصلاحِ وكشفِ الفساد - وَلاَ أَقُول: المُعارَضَة!- بتوضيح، وشرح، وتَبْيين مطالبهم المشروعة - كافَّةً- ؛ مُفَصَّلةً على أتمِّ وجهٍ وبيانٍ؛ دون الاكتفاء بالعُمُومات وَالكُلِّيَّاتِ الفضفاضة ، والَّتي قد لا تزيد البلاءَ إلاَّ بلاءً! وقَد لا تُخرجنا من مأزقٍ إلا إلى ما هو أكبرُ منه! بعيدين - أجمعين- عن المصالح الضيّقة، ومترفّعين - مُحاذِرين- عن الحزبيّات المُمَزِّقَة...
ثانياً: لزومُ اتفاق الجميع - ابتداء- على التمسّك بأصول الحَفاظ على أسس المواطَنة العامة الصالحة المصلِحة ؛ من حفظ مكانة وليّ الأمر السياسية - واقعيّاً- ، ومنزلته العُليا على رأس الدولة - فاعليّةً ؛ لا شكلاً وصورة - فقط!- ، وما يتْبعُ ذلك من حفظٍ للأمن ، والمجتمع ، والخدمات، و..و.. - مما سيكون له أكبر الأثر في حفظ كيان الدولة ، والمحافظة على هُويّتها وهيبتها ؛ مما يعود بالفائدة الجُلى على جميع أفراد المجتمع والوطن- إيماناً وأمناً وأماناً- ..
فالتحكّمُ بهذا الأمر الدقيق - أو التأثيرُ فيه- هو سلاحُ الضغطِ الأشدُّ الذي تعتمده تياراتُ المعارضةِ في مُعظم الدول- مما نرجو أن لا نصلَ إليه في بلادِنا- ..
ويلزمُ من الإقرار بهذا –ولا بدّ- : إيقافُ جميع (المظاهرات)، و(الاعتصامات)، و(الإضرابات)؛ حتَّى تظهرَ –من جانب آخر- النوايا الحقيقيَّةُ الصحيحةُ الصريحةُ لدعاةِ الإصلاحِ فيما يطالبون به من تنفيذ الإصلاح الحقيقيِّ ..
فلقد كادت (!) تلكم الفعاليّات تصيرُ - بِما لا يُنْكَر!- العائقَ الأكبرَ، والعقبةَ الكَأْدَاءَ أمام الإصلاح الحقيقي، والأمنِ المُجْتَمَعِي- ، وحتَّى تُهيَّأ النفوسُ - جميعُها- من جهة أخرى- للحلِّ الإيجابيّ، والمخرج الصحيح؛ بعيداً عن التأثيرات الانفعالِيَّةِ التي قد تحملُ في طيَّاتِها - وللأسَفِ الشَّدِيدِ- بعضَ معاني الابتِزاز، والاستغلال ؛ فضلاً عمَّا تُنْتِجُهُ مِن تعطيل مصالح المُجتمع والمواطن ، مما قد يوصلنا إلى حدّ تدمير الاقتصاد الوطني- كله- ، و الذي سيُرجعنا سنواتٍ- بل عقوداً من السنوات- إلى الوراء ؛ مما سيؤولُ - لا قدّر الله- سبباً قوياً في أن تَدفع جميعُ فئات الوطن وأبنائه ثمن ذلك باهظاً- وبخاصة أجيالَ المستقبل- !
وما تشَنُّجُ - بَل تَخَوُّفُ- عُمومِ المواطنين- اليومَ- مِن مجرَّدِ ذِكْرِ (يومِ الجمعةِ!) المُبَارَكِ - فضلاً عن أحداثِهِ وَمُجرياتِهِ..- بِخَافٍ!
وهذا الوضعُ المطلوبُ - هكذا - بلا شكّ- سيجعلُ جميعَ الأَطْرَافِ شركاءَ (حقيقيِّين) في الحلّ؛ بدلاً مِن حالةِ الاستهلاكِ الإعلاميِّ المثوّر؛ المبنيِّ على الاحتقان الشديد ، وما يُفرزه من صُور الشدِّ والجذبِ - المَمْجُوجَةِ- الَّتي نعيشُها - فِعْلاً وَقَوْلاً!- مِن غيرِ كثيرِ ثمرة؛ بل بكبيرِ مضرَّة- ..
ثالثاً: الأُرْدُنُّ بَلَدٌ مِعْطَاء، كَبِيرٌ بَنَّاء؛ فلا يخلو - ولاَ بُدَّ- مِن وُجُودِ وُجوهٍ خَيِّرَةٍ نَبيلةٍ (مُحايِدَة = لا تُحْسَبُ على أيِّ طَرَف)، ذاتِ خِبْرَةٍ وفاعِلِيَّةٍ وتأثير، يتّفقُ الطرفان - المطالِبون بالإصلاح، والدولة- على عددٍ مُنتقىً منهم للقيام بدراسةِ وغربلة تلك (المطالب) - دراسةً مُتأنِّيَةً جادَّة- ؛ تُراعى فيها ظروفُ البَلَد، ومصالحُهُ العامَّة، وإدراكُ ما يُمكن إدراكُه منها - واقعِيًّا- ؛ لا انتهازيةً ظاهرةً! أَوْ تَعْجِيزاً بَارِداً! أو تهديداً مُبطّناً!!
رابعاً: اختيارُ مجموعة مُنتقاة (مُحايِدَة)- أيضاً - متفق عليها بين الطرفين- من القُضاة النّزيهين، المعروفِ تاريخُهم، والمشهودِ بأَمانتهم وشفافيَّتِهِم؛ ليكونوا هم القائمين بالنَّظَرِ المُسْتَوْفِي، والحُكمِ المُبْرَمِ في ملفَّات الفساد المُحالة إليهم من اللجنة الأولى؛ ويُعْطَوْنَ الوقتَ الكافيَ لإبداءِ أحكامِهِم الحاسِمَة؛ حتى تكونَ النتائجُ في صَالِحِ الأُمَّةِ ومصلحةِ المجتمع؛ بعيدةً عن الإثارةِ والتهييج، ونائِيَةً عن التسارُعِ الذي لا يعودُ على المجتمع بالخير...
ثُمَّ تُرْفَعُ هذه الأحكامُ - جميعاً- إلى الدولة؛ لتقومَ بِواجِبِهَا الفاعِلِ والمؤثِّرِ - في تنفيذِها، والَّذي - بِدورِهِ- سيكونُ المُطَمْئِنَ للمُجتَمَعِ- جميعِه- أكثرَ وأكثرَ- على الجِدِّيَّة الجازِمَةِ في قَمْعِ الفَسَادِ في سبيلِ الإصلاحِ، والمُضِيِّ الحازِمِ في دُرُوبِه؛ مِمَّا أَكَّدَ عليهِ أكثرَ مِن مرَّةٍ ملكُ البلادِ عبدُ اللهِ بنُ الحُسين - حفظه الله ورعاه، وَوَفَّقَهُ إلى مزيدِ هُداه- ؛ محذّراً - في الوقت نفسه- سدّده الله- من إطلاق الاتهامات جِزافاً دون بيّنة ؛ لغايات اغتيال الشخصية ، والنيل من الأبرياء ، وتشويه سُمعة الوطن؛ ممّا هو أصلٌ شرعيٌّ أمين ، منطلِقٌ من قول ربّ العالمين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين )..
خامساً: أن (تُلزَم) الدَّوْلَةُ بِمُطالباتِ الإصلاحِ المُقَدَّمَةِ إليها من قِبَلِ اللجنة الأولى، ثُمَّ تُجَدْوِلَ - ضِمْنَ خطَّةٍ مدروسةٍ- خُطُواتِ الإصلاحِ المنشودِ بجدولٍ زمنِيٍّ واضحٍ، وَمُبَيَّنٍ، وكافٍ- ومِن خِلالِ الإمكانيات المُتاحة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً- حتى تَظْهَرَ - على وجهِ التأكيدِ- طرائِقُ الحلِّ، ويتأكَّدَ الجميعُ مِن التزام السَّعي الدَّؤوبِ في مجالات الإصلاحِ، وقَمْعِ الفَسادِ؛ لِلخروجِ من عنق الزجاجةِ!
... هذا ما أعانني اللهُ - تعالى- على كِتابتِهِ؛ بعد استخارَتِهِ - سُبحانه- ، ثم استشارةِ مَن أثقُ بهِ مِن أهلِ العِلْمِ، والفضلِ،والنظر - مِمَّن رَجَحَ عقلُه، وانْضَبَطَ فَهْمُه- وهم كثيرٌ- بحمد الله- ؛ لا أَبتَغِي مِن وراءِ ذلكَ - فِي هذهِ الدُّنيا- جزاءً ولا شكوراً؛ إلاَّ دعوةً صالحَةً مِن قَلْبٍ مُخْبِتٍ..}والله على كُلّ شَيء شهيدٌ{...
واللهُ الموفِّقُ، وهو حسبُنا ونعمَ الوكيل، وهو بكلِّ جميل كفيل...
كتبه
علي بن حسن الحلبي الأثري
- عفا الله عنه-
عمَّان
عاصمة( المملكة الأردنيَّة الهاشميَّة)
- حَرَسَها اللهُ-.
اصدر الشيخ علي الحلبي العضو المؤسس في مركز الامام الالباني المشرف العام على منتدى كل السلفيين، بيانا تضمن مبادرة من خمس مراحل ، لإنهاء حالة التَّصعيد، والتَّصعيدِ المُضادِّ، في الأردن بين المطالبين بالإصلاح والدولة، بحسب ما ورد في البيان.
وطالب الشيخ الحلبي المطالبين بالإصلاح بيان مطالبهم بشكل واضح وجلي، ومن ثم قيام نخبة من ابناء الاردن المستقلين بدراسة هذه المطالب وغربلتها، ومن ثم عرضها على مجموعة من القضاة المشهود لهم بالنزاهة، لإبداءِ أحكامِهِم الحاسِمَة، بما يعود على المجتمع بالخير.
الحمدُ لله حقَّ حمدِه، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّهِ وعبدِه، وعلى آلهِ وصحبِه، وَوَفْدِه.
أما بعد :
فقد جاءَت نصوصُ القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ في مدح (الصلاحِ)، و (الإصلاحِ)، - والثناءِ على أهلهما- ، وذَمِّ (الفسادِ)، و (الإفسادِ)- والقَدْحِ بأصحابِهِما- : كثيرةً، وفيرةً....
فلا يَكرهُ (الصلاحَ)، و (الإصلاحَ) إلا مريضُ القلبِ، مخرومُ العدالةِ...
ولا يُحِبُّ (الفسادَ)، و (الإفسادَ) إلا عليلُ النفسِ، مكلومُ الكرامةِ...
وقد كَثُرَ الكلامُ على هذا الموضوعِ - بِشِقَّيْهِ- وحولَهُ - جدًّا- فِي بلادِنا الأُرْدُنِّيَّةِ- منذُ أكثرَ من نصفِ عامٍ؛ حتى غدا على لسانِ الكبير والصغير، والقليل والكثير، والمأمور والأمير...
لا أحدَ يُنْكِرُ، أو يُشَكِّكُ، أو يُجادِلُ في وجودِ (فساد)، و (مفسدين) - في أيّ مُجتمع ودولة- وعلى مستوياتٍ عدَّة- سواءٌ منها العربية ، أو الإسلامية، أو الغربية- !
وهو فسادٌ- وللأسف- عامٌّ ، يشاركُ فيه - ولا يكادُ يسلمُ منه- : المسؤول ، والمواطن ، والتاجر ، والموظف , و و و ...
وهذا - لا شكّ- مِمَّا يُصَعِّبُ طرائِقَ استئصالِ أسبابه بالسرعةِ التي يُطالِبُ بها - ويتنادى إليها- المُطالبون بالإصلاح- وإن كانت الرغبةُ بأن يكون ذلك في أعجلِ وقت ، وأسرعٍ أوان- !
فالإصلاحُ الحقيقيُّ الجادُّ يحتاجُ إلى جهود متضافرة ، وأنفُس متوافقة ، وأوقات كافية ؛حتى يتحقّقَ ، أو يتحقّقَ بعضُه..
وما نراهُ، ونسمعُهُ، ونُعايِنُهُ فِي بلدِنا المُبارك (الأُرْدُنّ) - مِمَّا هو ذو صلةٍ بهذا الموضوعِ- ليسَ أكثرُهُ على النَّسَقِ المَرْجُوِّ في أسالِيبِ المُطالَبةِ بِتحقيقِ هذا الإصلاح عَلى الوجهِ المَرْضِيِّ المشروعِ؛ وذلكَ مِن وجوهٍ عِدَّةٍ، أهمُّها اثنان:
وما الحربُ الإعْلاَمِيَّةُ الشرسةُ والمُسْتَعِرَةُ التي تكاد تُوصِل- إن لم تكن أوصلت!- إلى درجة الاحتقان!! بَل الاحتِكاكاتُ والصِّدَاماتُ- المُتَكَرِّرَةُ - جَرَّاءَ ذلك- ، والَّتي نَتَجَتْ عنها بعضُ دماءٍ، وفِتَنٌ، ومَحِنٌ: عَن المُراقِبِ - أَيِّ مُراقِبٍ- بِبَعِيدَة!
وما جرى - قريباً- من (اشتباك)بين رجال الأمن والدرَك- من جهة- ، والمعتصمين- وما تعرّض له عددٌ من الصحفيّين- من جهة أخرى- لا يستطيع أحدٌ التهوينَ منه ! أو غضَّ الطرْف عنه!!
ورجل الأمن مواطنٌ.. ورجل الدرَك مواطنٌ..والصحفي مواطنٌ..والمطالِب بالإصلاح مواطنٌ....
وفي أمثال العرب المشهورةِ- ذات العبرة والعِظة- قولُهم:(قال الحائط للمسمار: لمَ تشقّني؟ قال: سل من يدقّني!)...
والحمدُ - كله- لله - تعالى- أنه لم يقعْ إلى الآن قتلٌ، أو موتٌ ؛ وإلا..فالمصيبة أعظمُ...
ومِن بابِ الإنصَاف، وتقريبِ الحقائِق أقولُ - مِن واجبِ المُواطَنةِ الصالحةِ، والمشاركة الجادة في (الإصلاح)- الحق- ، والمُراقبَةِ المُصْلِحَة- لا ناطقاً رسمياً عن الدولة! ولا مُحامياً عنها!! ولا مُدافعاً عن مواقفها!!!- :
قد طالب المنادون بالإصلاح –خلالَ الشهورِ الستةِ الأخيرةِ- بمطالبات مُتعددة ، وأمور عدّة ؛ فهل أعرضت الدولةُ عن المشروع مِن مطالبهم ، والمقدور عليه مِن مطالباتهم؟!
أقولُ –وبحوله- تعالى- أصولُ وأجولُ- :
قد ظهر توجّهٌ جِدِّيٌّ ، وتجاوبٌ حَسَنٌ من جهة الدولة - إلى حَدٍّ ما- مع عدد من مطالبات الداعين إلى الإِصلاح، ونبذ الفساد- ؛ وذلك في مواقفَ عِدَّةٍ لا يَسَعُ أحداً إنكارُها - على بعضِ تباطُؤ نتمنّى زوالَ أسبابِه- ؛ بما لا يُنكِرهُ مُريدُ إصلاحٍ حقيقيّ .
ولعلّ ما قرّره بعضُ أهل العلم - قديماً- مِن قولهم- :(ما لا يُدرك كله : لا يُترك جله) يُعبّر عن جانب مهمّ لا يجوزُ إغفالُه- بل يجبُ أن تُسلّط عليه الأضواء- من هذا الواقع..
ومع ذلك؛ فقد كان موقفُ الطرَف الآخَر - مِن المُطالبين بالإصلاح- وللأسف- يحملُ حظًّا من السَّلبِيَّة؛ وذلك بعدم التَّجاوُبِ المَرْضِيِّ، أو الاهتِمام الكافي، أو التَّعاوُن البَنَّاء مُقابِلَ هذه المواقِف الجدّية الصَّادرةِ مِن جهةِ الدَّولَة- والتي نؤكّد أننا نسعى إلى ما هو أكبُر- وأسرعُ- منها- ...
بل كُنَّا نسمعُ ونقرأ- وَلا نَزَالُ!- قولَ من قالَ - رَفْضاً، وتعبيراً عن عدمِ الرضا بهذه الإجراءات- قليلِها وَكَثِيرِها- :
بل ما الذي يمنعُ المطالبين بالإصلاح - إثراءً لعملية الإصلاح- مِن القيام بشُكر الدولة على هذا التجاوب ، و الشدّ على أيديها ؛ تشجيعاً لها - أكثرَ- على القيام بواجبها المنُوط بها - لزوماً؛ للمُضِيّ قُدُماً - وبثباتٍ- في هذا الطريقِ الإصلاحيِّ الطويلِ- ؟!
}وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{...
وَلَعَلَّ حَالَنا – إذا وقعت الواقعة - وهذا ما لا نرضاهُ ، ولا نتمنّاهُ- يُمْسِي كحالِ بعضِ البُلدانِ العربيَّةِ الَّتي ابتدأت مِحَنُها بِمثلِ ما هُو جارٍ عندنا - اليَوْمَ- ! ثُمَّ تطوَّرت، و (تَوَرَّطَت!) إلى ما هُوَ معروفٌ ومكشوفٌ مِن تخلخُلِ الدَّولة، وفُقدان الأَمن، وانتشار الفوضى، وحلول الفتن و .. و ..
وليس يخفى على ذي بصر أن الفوضى وعدمَ الاستقرار هما من أعظم عوامل ازدياد الخلل ، وانتشار الفساد ، وتطاول الفشل...
وليس هذا- بداهةً- سبيلاً- أدنى سبيلٍ- للنظر الإصلاحي المتأنّي ، الذي به يُدرأ الفساد الظالم المتجنّي....
وهذا - هكذا- عكسُ ما يطلبُه - ويريده –الداعي الإصلاحي إلى الحقّ ، بالحقّ!!!
ولعلّ أدلّ دليلٍ على هذا : تلكم الأصواتُ النشازُ التي بدأت تتواردُ مِن وراء الحدود(!)- مستغلةً حالةَ الفوضى التي نعيش بعضَها!- ؛ لتنادي بأمور وأمور تقوّض الأمنَ- كلَّه- ، وتهدّد البلدَ- بأكملِه- !!
وهذه - وحدَها- عند التأمُّل- تكفي لمراجعة كثيرٍ من المواقف! وعديدٍ من الشعارات!!
ثمّ :
إن العاقلَ مِن أبناءِ مُجتمعِنا الأردنيِّ يُدرِكُ مدى خُطُورةِ - وآثار- هذا الذي أشرتُ إليه مِن انتشارِ الخلل والفوضى ، وفقدان الأمنِ والاستقرارِ ، و.. و.. - لو حصل شيءٌ مِنهُ - ولاَ أقولُ: كُلُّهُ!- لا قدَّر اللهُ- ؛ وذلك بملاحظةِ تنوُّعِ أطيافِ المُجتَمَعِ وأبنائِهِ - شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً...- إلخ!
وهنا سيُقال- ولا بُدّ- : أين دعاوى الحرصِ على دين الأمة ؟! ومزاعمُ المحافظةِ على وطنها؟؟!!
ولقد دَفَعَني هذا النظرُ الواقعيُّ - الذي تأمَّلْتُ فيهِ ما جرى - ولا يزال يجري- في بلدِنا، مقارِناً له بما هو واقعٌ في بعضِ البلادِ العربيَّةِ- إلى المبادرة - والعزم- على المُشاركةِ في إيجادِ بابٍ إلى الحَلِّ الواقعيِّ، وَذَلِكَ بِوضع خُطّة علميّة عمليّة تطبيقيّة؛ للخروج من هذه الأزمة التي (قد) يُراد - أو يحدُثُ- مِن ورائِها أُمورٌ وأمورٌ؛ تخرُجُ عن المُعْلَن منها - ولو بعدَ حيِن!- وهذا ما لا يَأْمَلُهُ كُلُّ إنسان شريف، وكلُّ مواطن نظيف- ..
وإن كانت هذه المشاركةُ مني جاءت - حلّاً للإشكال الكبير المواقعينه!- على نسَق قد يُفهم منه مغايرةٌ للنهج الذي سلكته في باب الدعوة إلى الله - سبحانه- على مدار ثلث قرن من الزمان ؛ لكنها- في الحقيقة - إن شاء الله- لا تنقُضه ، ولا تُناقِضُه- ؛ بل هي - والله- منه، وإليه ؛ إذ لا يسكتُ عن هذا الواقع الأليم - مع القُدرة على دفع خطره الجسيم- إلا شيطانٌ أخرسُ لئيم!!
ولولا عِظَمُ الشعور بالمسؤولية ، وشدّةُ مرارة الواقع ، وكِبَرُ أثر المحنة : ما دخلت هذا البابَ، ولا تدخّلت فيه ؛ }لِيقْضِيَ الله أَمرَاً كانَ مَفعُولاً{- ؛ولكنّ سلَفي الجليل في هذا السبيل - من قبل ومن بعد- : هم علماء الأمة الأخيار ؛ و أئمّتنا الأبرار - في حرصهم ، وحدَبهم ، ورعايتهم ، وعنايتهم - بعموم الأمة - كلِّها- جماعاتٍ ، وأفراداً - ..
ولعل من محاسن التوفيق الرباني أن يُوافق زمانُ طرحِ هذه المبادرةِ مُفتتحَ شهر رمضان المبارك ؛ فَأْلَ خيرٍ ، ومِفتاحَ أُلْفَةٍ ، وبابَ اجتماعٍ- والمسدّد الله- ....
أولاً: مُطالبةُ المُطالِبين بالإصلاحِ وكشفِ الفساد - وَلاَ أَقُول: المُعارَضَة!- بتوضيح، وشرح، وتَبْيين مطالبهم المشروعة - كافَّةً- ؛ مُفَصَّلةً على أتمِّ وجهٍ وبيانٍ؛ دون الاكتفاء بالعُمُومات وَالكُلِّيَّاتِ الفضفاضة ، والَّتي قد لا تزيد البلاءَ إلاَّ بلاءً! وقَد لا تُخرجنا من مأزقٍ إلا إلى ما هو أكبرُ منه! بعيدين - أجمعين- عن المصالح الضيّقة، ومترفّعين - مُحاذِرين- عن الحزبيّات المُمَزِّقَة...
ثانياً: لزومُ اتفاق الجميع - ابتداء- على التمسّك بأصول الحَفاظ على أسس المواطَنة العامة الصالحة المصلِحة ؛ من حفظ مكانة وليّ الأمر السياسية - واقعيّاً- ، ومنزلته العُليا على رأس الدولة - فاعليّةً ؛ لا شكلاً وصورة - فقط!- ، وما يتْبعُ ذلك من حفظٍ للأمن ، والمجتمع ، والخدمات، و..و.. - مما سيكون له أكبر الأثر في حفظ كيان الدولة ، والمحافظة على هُويّتها وهيبتها ؛ مما يعود بالفائدة الجُلى على جميع أفراد المجتمع والوطن- إيماناً وأمناً وأماناً- ..
فالتحكّمُ بهذا الأمر الدقيق - أو التأثيرُ فيه- هو سلاحُ الضغطِ الأشدُّ الذي تعتمده تياراتُ المعارضةِ في مُعظم الدول- مما نرجو أن لا نصلَ إليه في بلادِنا- ..
ويلزمُ من الإقرار بهذا –ولا بدّ- : إيقافُ جميع (المظاهرات)، و(الاعتصامات)، و(الإضرابات)؛ حتَّى تظهرَ –من جانب آخر- النوايا الحقيقيَّةُ الصحيحةُ الصريحةُ لدعاةِ الإصلاحِ فيما يطالبون به من تنفيذ الإصلاح الحقيقيِّ ..
فلقد كادت (!) تلكم الفعاليّات تصيرُ - بِما لا يُنْكَر!- العائقَ الأكبرَ، والعقبةَ الكَأْدَاءَ أمام الإصلاح الحقيقي، والأمنِ المُجْتَمَعِي- ، وحتَّى تُهيَّأ النفوسُ - جميعُها- من جهة أخرى- للحلِّ الإيجابيّ، والمخرج الصحيح؛ بعيداً عن التأثيرات الانفعالِيَّةِ التي قد تحملُ في طيَّاتِها - وللأسَفِ الشَّدِيدِ- بعضَ معاني الابتِزاز، والاستغلال ؛ فضلاً عمَّا تُنْتِجُهُ مِن تعطيل مصالح المُجتمع والمواطن ، مما قد يوصلنا إلى حدّ تدمير الاقتصاد الوطني- كله- ، و الذي سيُرجعنا سنواتٍ- بل عقوداً من السنوات- إلى الوراء ؛ مما سيؤولُ - لا قدّر الله- سبباً قوياً في أن تَدفع جميعُ فئات الوطن وأبنائه ثمن ذلك باهظاً- وبخاصة أجيالَ المستقبل- !
وما تشَنُّجُ - بَل تَخَوُّفُ- عُمومِ المواطنين- اليومَ- مِن مجرَّدِ ذِكْرِ (يومِ الجمعةِ!) المُبَارَكِ - فضلاً عن أحداثِهِ وَمُجرياتِهِ..- بِخَافٍ!
وهذا الوضعُ المطلوبُ - هكذا - بلا شكّ- سيجعلُ جميعَ الأَطْرَافِ شركاءَ (حقيقيِّين) في الحلّ؛ بدلاً مِن حالةِ الاستهلاكِ الإعلاميِّ المثوّر؛ المبنيِّ على الاحتقان الشديد ، وما يُفرزه من صُور الشدِّ والجذبِ - المَمْجُوجَةِ- الَّتي نعيشُها - فِعْلاً وَقَوْلاً!- مِن غيرِ كثيرِ ثمرة؛ بل بكبيرِ مضرَّة- ..
ثالثاً: الأُرْدُنُّ بَلَدٌ مِعْطَاء، كَبِيرٌ بَنَّاء؛ فلا يخلو - ولاَ بُدَّ- مِن وُجُودِ وُجوهٍ خَيِّرَةٍ نَبيلةٍ (مُحايِدَة = لا تُحْسَبُ على أيِّ طَرَف)، ذاتِ خِبْرَةٍ وفاعِلِيَّةٍ وتأثير، يتّفقُ الطرفان - المطالِبون بالإصلاح، والدولة- على عددٍ مُنتقىً منهم للقيام بدراسةِ وغربلة تلك (المطالب) - دراسةً مُتأنِّيَةً جادَّة- ؛ تُراعى فيها ظروفُ البَلَد، ومصالحُهُ العامَّة، وإدراكُ ما يُمكن إدراكُه منها - واقعِيًّا- ؛ لا انتهازيةً ظاهرةً! أَوْ تَعْجِيزاً بَارِداً! أو تهديداً مُبطّناً!!
رابعاً: اختيارُ مجموعة مُنتقاة (مُحايِدَة)- أيضاً - متفق عليها بين الطرفين- من القُضاة النّزيهين، المعروفِ تاريخُهم، والمشهودِ بأَمانتهم وشفافيَّتِهِم؛ ليكونوا هم القائمين بالنَّظَرِ المُسْتَوْفِي، والحُكمِ المُبْرَمِ في ملفَّات الفساد المُحالة إليهم من اللجنة الأولى؛ ويُعْطَوْنَ الوقتَ الكافيَ لإبداءِ أحكامِهِم الحاسِمَة؛ حتى تكونَ النتائجُ في صَالِحِ الأُمَّةِ ومصلحةِ المجتمع؛ بعيدةً عن الإثارةِ والتهييج، ونائِيَةً عن التسارُعِ الذي لا يعودُ على المجتمع بالخير...
ثُمَّ تُرْفَعُ هذه الأحكامُ - جميعاً- إلى الدولة؛ لتقومَ بِواجِبِهَا الفاعِلِ والمؤثِّرِ - في تنفيذِها، والَّذي - بِدورِهِ- سيكونُ المُطَمْئِنَ للمُجتَمَعِ- جميعِه- أكثرَ وأكثرَ- على الجِدِّيَّة الجازِمَةِ في قَمْعِ الفَسَادِ في سبيلِ الإصلاحِ، والمُضِيِّ الحازِمِ في دُرُوبِه؛ مِمَّا أَكَّدَ عليهِ أكثرَ مِن مرَّةٍ ملكُ البلادِ عبدُ اللهِ بنُ الحُسين - حفظه الله ورعاه، وَوَفَّقَهُ إلى مزيدِ هُداه- ؛ محذّراً - في الوقت نفسه- سدّده الله- من إطلاق الاتهامات جِزافاً دون بيّنة ؛ لغايات اغتيال الشخصية ، والنيل من الأبرياء ، وتشويه سُمعة الوطن؛ ممّا هو أصلٌ شرعيٌّ أمين ، منطلِقٌ من قول ربّ العالمين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين )..
خامساً: أن (تُلزَم) الدَّوْلَةُ بِمُطالباتِ الإصلاحِ المُقَدَّمَةِ إليها من قِبَلِ اللجنة الأولى، ثُمَّ تُجَدْوِلَ - ضِمْنَ خطَّةٍ مدروسةٍ- خُطُواتِ الإصلاحِ المنشودِ بجدولٍ زمنِيٍّ واضحٍ، وَمُبَيَّنٍ، وكافٍ- ومِن خِلالِ الإمكانيات المُتاحة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً- حتى تَظْهَرَ - على وجهِ التأكيدِ- طرائِقُ الحلِّ، ويتأكَّدَ الجميعُ مِن التزام السَّعي الدَّؤوبِ في مجالات الإصلاحِ، وقَمْعِ الفَسادِ؛ لِلخروجِ من عنق الزجاجةِ!
... هذا ما أعانني اللهُ - تعالى- على كِتابتِهِ؛ بعد استخارَتِهِ - سُبحانه- ، ثم استشارةِ مَن أثقُ بهِ مِن أهلِ العِلْمِ، والفضلِ،والنظر - مِمَّن رَجَحَ عقلُه، وانْضَبَطَ فَهْمُه- وهم كثيرٌ- بحمد الله- ؛ لا أَبتَغِي مِن وراءِ ذلكَ - فِي هذهِ الدُّنيا- جزاءً ولا شكوراً؛ إلاَّ دعوةً صالحَةً مِن قَلْبٍ مُخْبِتٍ..}والله على كُلّ شَيء شهيدٌ{...
واللهُ الموفِّقُ، وهو حسبُنا ونعمَ الوكيل، وهو بكلِّ جميل كفيل...
كتبه
علي بن حسن الحلبي الأثري
- عفا الله عنه-
عمَّان
عاصمة( المملكة الأردنيَّة الهاشميَّة)
- حَرَسَها اللهُ-.
اصدر الشيخ علي الحلبي العضو المؤسس في مركز الامام الالباني المشرف العام على منتدى كل السلفيين، بيانا تضمن مبادرة من خمس مراحل ، لإنهاء حالة التَّصعيد، والتَّصعيدِ المُضادِّ، في الأردن بين المطالبين بالإصلاح والدولة، بحسب ما ورد في البيان.
وطالب الشيخ الحلبي المطالبين بالإصلاح بيان مطالبهم بشكل واضح وجلي، ومن ثم قيام نخبة من ابناء الاردن المستقلين بدراسة هذه المطالب وغربلتها، ومن ثم عرضها على مجموعة من القضاة المشهود لهم بالنزاهة، لإبداءِ أحكامِهِم الحاسِمَة، بما يعود على المجتمع بالخير.
الحمدُ لله حقَّ حمدِه، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّهِ وعبدِه، وعلى آلهِ وصحبِه، وَوَفْدِه.
أما بعد :
فقد جاءَت نصوصُ القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ في مدح (الصلاحِ)، و (الإصلاحِ)، - والثناءِ على أهلهما- ، وذَمِّ (الفسادِ)، و (الإفسادِ)- والقَدْحِ بأصحابِهِما- : كثيرةً، وفيرةً....
فلا يَكرهُ (الصلاحَ)، و (الإصلاحَ) إلا مريضُ القلبِ، مخرومُ العدالةِ...
ولا يُحِبُّ (الفسادَ)، و (الإفسادَ) إلا عليلُ النفسِ، مكلومُ الكرامةِ...
وقد كَثُرَ الكلامُ على هذا الموضوعِ - بِشِقَّيْهِ- وحولَهُ - جدًّا- فِي بلادِنا الأُرْدُنِّيَّةِ- منذُ أكثرَ من نصفِ عامٍ؛ حتى غدا على لسانِ الكبير والصغير، والقليل والكثير، والمأمور والأمير...
لا أحدَ يُنْكِرُ، أو يُشَكِّكُ، أو يُجادِلُ في وجودِ (فساد)، و (مفسدين) - في أيّ مُجتمع ودولة- وعلى مستوياتٍ عدَّة- سواءٌ منها العربية ، أو الإسلامية، أو الغربية- !
وهو فسادٌ- وللأسف- عامٌّ ، يشاركُ فيه - ولا يكادُ يسلمُ منه- : المسؤول ، والمواطن ، والتاجر ، والموظف , و و و ...
وهذا - لا شكّ- مِمَّا يُصَعِّبُ طرائِقَ استئصالِ أسبابه بالسرعةِ التي يُطالِبُ بها - ويتنادى إليها- المُطالبون بالإصلاح- وإن كانت الرغبةُ بأن يكون ذلك في أعجلِ وقت ، وأسرعٍ أوان- !
فالإصلاحُ الحقيقيُّ الجادُّ يحتاجُ إلى جهود متضافرة ، وأنفُس متوافقة ، وأوقات كافية ؛حتى يتحقّقَ ، أو يتحقّقَ بعضُه..
وما نراهُ، ونسمعُهُ، ونُعايِنُهُ فِي بلدِنا المُبارك (الأُرْدُنّ) - مِمَّا هو ذو صلةٍ بهذا الموضوعِ- ليسَ أكثرُهُ على النَّسَقِ المَرْجُوِّ في أسالِيبِ المُطالَبةِ بِتحقيقِ هذا الإصلاح عَلى الوجهِ المَرْضِيِّ المشروعِ؛ وذلكَ مِن وجوهٍ عِدَّةٍ، أهمُّها اثنان:
وما الحربُ الإعْلاَمِيَّةُ الشرسةُ والمُسْتَعِرَةُ التي تكاد تُوصِل- إن لم تكن أوصلت!- إلى درجة الاحتقان!! بَل الاحتِكاكاتُ والصِّدَاماتُ- المُتَكَرِّرَةُ - جَرَّاءَ ذلك- ، والَّتي نَتَجَتْ عنها بعضُ دماءٍ، وفِتَنٌ، ومَحِنٌ: عَن المُراقِبِ - أَيِّ مُراقِبٍ- بِبَعِيدَة!
وما جرى - قريباً- من (اشتباك)بين رجال الأمن والدرَك- من جهة- ، والمعتصمين- وما تعرّض له عددٌ من الصحفيّين- من جهة أخرى- لا يستطيع أحدٌ التهوينَ منه ! أو غضَّ الطرْف عنه!!
ورجل الأمن مواطنٌ.. ورجل الدرَك مواطنٌ..والصحفي مواطنٌ..والمطالِب بالإصلاح مواطنٌ....
وفي أمثال العرب المشهورةِ- ذات العبرة والعِظة- قولُهم:(قال الحائط للمسمار: لمَ تشقّني؟ قال: سل من يدقّني!)...
والحمدُ - كله- لله - تعالى- أنه لم يقعْ إلى الآن قتلٌ، أو موتٌ ؛ وإلا..فالمصيبة أعظمُ...
ومِن بابِ الإنصَاف، وتقريبِ الحقائِق أقولُ - مِن واجبِ المُواطَنةِ الصالحةِ، والمشاركة الجادة في (الإصلاح)- الحق- ، والمُراقبَةِ المُصْلِحَة- لا ناطقاً رسمياً عن الدولة! ولا مُحامياً عنها!! ولا مُدافعاً عن مواقفها!!!- :
قد طالب المنادون بالإصلاح –خلالَ الشهورِ الستةِ الأخيرةِ- بمطالبات مُتعددة ، وأمور عدّة ؛ فهل أعرضت الدولةُ عن المشروع مِن مطالبهم ، والمقدور عليه مِن مطالباتهم؟!
أقولُ –وبحوله- تعالى- أصولُ وأجولُ- :
قد ظهر توجّهٌ جِدِّيٌّ ، وتجاوبٌ حَسَنٌ من جهة الدولة - إلى حَدٍّ ما- مع عدد من مطالبات الداعين إلى الإِصلاح، ونبذ الفساد- ؛ وذلك في مواقفَ عِدَّةٍ لا يَسَعُ أحداً إنكارُها - على بعضِ تباطُؤ نتمنّى زوالَ أسبابِه- ؛ بما لا يُنكِرهُ مُريدُ إصلاحٍ حقيقيّ .
ولعلّ ما قرّره بعضُ أهل العلم - قديماً- مِن قولهم- :(ما لا يُدرك كله : لا يُترك جله) يُعبّر عن جانب مهمّ لا يجوزُ إغفالُه- بل يجبُ أن تُسلّط عليه الأضواء- من هذا الواقع..
ومع ذلك؛ فقد كان موقفُ الطرَف الآخَر - مِن المُطالبين بالإصلاح- وللأسف- يحملُ حظًّا من السَّلبِيَّة؛ وذلك بعدم التَّجاوُبِ المَرْضِيِّ، أو الاهتِمام الكافي، أو التَّعاوُن البَنَّاء مُقابِلَ هذه المواقِف الجدّية الصَّادرةِ مِن جهةِ الدَّولَة- والتي نؤكّد أننا نسعى إلى ما هو أكبُر- وأسرعُ- منها- ...
بل كُنَّا نسمعُ ونقرأ- وَلا نَزَالُ!- قولَ من قالَ - رَفْضاً، وتعبيراً عن عدمِ الرضا بهذه الإجراءات- قليلِها وَكَثِيرِها- :
بل ما الذي يمنعُ المطالبين بالإصلاح - إثراءً لعملية الإصلاح- مِن القيام بشُكر الدولة على هذا التجاوب ، و الشدّ على أيديها ؛ تشجيعاً لها - أكثرَ- على القيام بواجبها المنُوط بها - لزوماً؛ للمُضِيّ قُدُماً - وبثباتٍ- في هذا الطريقِ الإصلاحيِّ الطويلِ- ؟!
}وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{...
وَلَعَلَّ حَالَنا – إذا وقعت الواقعة - وهذا ما لا نرضاهُ ، ولا نتمنّاهُ- يُمْسِي كحالِ بعضِ البُلدانِ العربيَّةِ الَّتي ابتدأت مِحَنُها بِمثلِ ما هُو جارٍ عندنا - اليَوْمَ- ! ثُمَّ تطوَّرت، و (تَوَرَّطَت!) إلى ما هُوَ معروفٌ ومكشوفٌ مِن تخلخُلِ الدَّولة، وفُقدان الأَمن، وانتشار الفوضى، وحلول الفتن و .. و ..
وليس يخفى على ذي بصر أن الفوضى وعدمَ الاستقرار هما من أعظم عوامل ازدياد الخلل ، وانتشار الفساد ، وتطاول الفشل...
وليس هذا- بداهةً- سبيلاً- أدنى سبيلٍ- للنظر الإصلاحي المتأنّي ، الذي به يُدرأ الفساد الظالم المتجنّي....
وهذا - هكذا- عكسُ ما يطلبُه - ويريده –الداعي الإصلاحي إلى الحقّ ، بالحقّ!!!
ولعلّ أدلّ دليلٍ على هذا : تلكم الأصواتُ النشازُ التي بدأت تتواردُ مِن وراء الحدود(!)- مستغلةً حالةَ الفوضى التي نعيش بعضَها!- ؛ لتنادي بأمور وأمور تقوّض الأمنَ- كلَّه- ، وتهدّد البلدَ- بأكملِه- !!
وهذه - وحدَها- عند التأمُّل- تكفي لمراجعة كثيرٍ من المواقف! وعديدٍ من الشعارات!!
ثمّ :
إن العاقلَ مِن أبناءِ مُجتمعِنا الأردنيِّ يُدرِكُ مدى خُطُورةِ - وآثار- هذا الذي أشرتُ إليه مِن انتشارِ الخلل والفوضى ، وفقدان الأمنِ والاستقرارِ ، و.. و.. - لو حصل شيءٌ مِنهُ - ولاَ أقولُ: كُلُّهُ!- لا قدَّر اللهُ- ؛ وذلك بملاحظةِ تنوُّعِ أطيافِ المُجتَمَعِ وأبنائِهِ - شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً...- إلخ!
وهنا سيُقال- ولا بُدّ- : أين دعاوى الحرصِ على دين الأمة ؟! ومزاعمُ المحافظةِ على وطنها؟؟!!
ولقد دَفَعَني هذا النظرُ الواقعيُّ - الذي تأمَّلْتُ فيهِ ما جرى - ولا يزال يجري- في بلدِنا، مقارِناً له بما هو واقعٌ في بعضِ البلادِ العربيَّةِ- إلى المبادرة - والعزم- على المُشاركةِ في إيجادِ بابٍ إلى الحَلِّ الواقعيِّ، وَذَلِكَ بِوضع خُطّة علميّة عمليّة تطبيقيّة؛ للخروج من هذه الأزمة التي (قد) يُراد - أو يحدُثُ- مِن ورائِها أُمورٌ وأمورٌ؛ تخرُجُ عن المُعْلَن منها - ولو بعدَ حيِن!- وهذا ما لا يَأْمَلُهُ كُلُّ إنسان شريف، وكلُّ مواطن نظيف- ..
وإن كانت هذه المشاركةُ مني جاءت - حلّاً للإشكال الكبير المواقعينه!- على نسَق قد يُفهم منه مغايرةٌ للنهج الذي سلكته في باب الدعوة إلى الله - سبحانه- على مدار ثلث قرن من الزمان ؛ لكنها- في الحقيقة - إن شاء الله- لا تنقُضه ، ولا تُناقِضُه- ؛ بل هي - والله- منه، وإليه ؛ إذ لا يسكتُ عن هذا الواقع الأليم - مع القُدرة على دفع خطره الجسيم- إلا شيطانٌ أخرسُ لئيم!!
ولولا عِظَمُ الشعور بالمسؤولية ، وشدّةُ مرارة الواقع ، وكِبَرُ أثر المحنة : ما دخلت هذا البابَ، ولا تدخّلت فيه ؛ }لِيقْضِيَ الله أَمرَاً كانَ مَفعُولاً{- ؛ولكنّ سلَفي الجليل في هذا السبيل - من قبل ومن بعد- : هم علماء الأمة الأخيار ؛ و أئمّتنا الأبرار - في حرصهم ، وحدَبهم ، ورعايتهم ، وعنايتهم - بعموم الأمة - كلِّها- جماعاتٍ ، وأفراداً - ..
ولعل من محاسن التوفيق الرباني أن يُوافق زمانُ طرحِ هذه المبادرةِ مُفتتحَ شهر رمضان المبارك ؛ فَأْلَ خيرٍ ، ومِفتاحَ أُلْفَةٍ ، وبابَ اجتماعٍ- والمسدّد الله- ....
أولاً: مُطالبةُ المُطالِبين بالإصلاحِ وكشفِ الفساد - وَلاَ أَقُول: المُعارَضَة!- بتوضيح، وشرح، وتَبْيين مطالبهم المشروعة - كافَّةً- ؛ مُفَصَّلةً على أتمِّ وجهٍ وبيانٍ؛ دون الاكتفاء بالعُمُومات وَالكُلِّيَّاتِ الفضفاضة ، والَّتي قد لا تزيد البلاءَ إلاَّ بلاءً! وقَد لا تُخرجنا من مأزقٍ إلا إلى ما هو أكبرُ منه! بعيدين - أجمعين- عن المصالح الضيّقة، ومترفّعين - مُحاذِرين- عن الحزبيّات المُمَزِّقَة...
ثانياً: لزومُ اتفاق الجميع - ابتداء- على التمسّك بأصول الحَفاظ على أسس المواطَنة العامة الصالحة المصلِحة ؛ من حفظ مكانة وليّ الأمر السياسية - واقعيّاً- ، ومنزلته العُليا على رأس الدولة - فاعليّةً ؛ لا شكلاً وصورة - فقط!- ، وما يتْبعُ ذلك من حفظٍ للأمن ، والمجتمع ، والخدمات، و..و.. - مما سيكون له أكبر الأثر في حفظ كيان الدولة ، والمحافظة على هُويّتها وهيبتها ؛ مما يعود بالفائدة الجُلى على جميع أفراد المجتمع والوطن- إيماناً وأمناً وأماناً- ..
فالتحكّمُ بهذا الأمر الدقيق - أو التأثيرُ فيه- هو سلاحُ الضغطِ الأشدُّ الذي تعتمده تياراتُ المعارضةِ في مُعظم الدول- مما نرجو أن لا نصلَ إليه في بلادِنا- ..
ويلزمُ من الإقرار بهذا –ولا بدّ- : إيقافُ جميع (المظاهرات)، و(الاعتصامات)، و(الإضرابات)؛ حتَّى تظهرَ –من جانب آخر- النوايا الحقيقيَّةُ الصحيحةُ الصريحةُ لدعاةِ الإصلاحِ فيما يطالبون به من تنفيذ الإصلاح الحقيقيِّ ..
فلقد كادت (!) تلكم الفعاليّات تصيرُ - بِما لا يُنْكَر!- العائقَ الأكبرَ، والعقبةَ الكَأْدَاءَ أمام الإصلاح الحقيقي، والأمنِ المُجْتَمَعِي- ، وحتَّى تُهيَّأ النفوسُ - جميعُها- من جهة أخرى- للحلِّ الإيجابيّ، والمخرج الصحيح؛ بعيداً عن التأثيرات الانفعالِيَّةِ التي قد تحملُ في طيَّاتِها - وللأسَفِ الشَّدِيدِ- بعضَ معاني الابتِزاز، والاستغلال ؛ فضلاً عمَّا تُنْتِجُهُ مِن تعطيل مصالح المُجتمع والمواطن ، مما قد يوصلنا إلى حدّ تدمير الاقتصاد الوطني- كله- ، و الذي سيُرجعنا سنواتٍ- بل عقوداً من السنوات- إلى الوراء ؛ مما سيؤولُ - لا قدّر الله- سبباً قوياً في أن تَدفع جميعُ فئات الوطن وأبنائه ثمن ذلك باهظاً- وبخاصة أجيالَ المستقبل- !
وما تشَنُّجُ - بَل تَخَوُّفُ- عُمومِ المواطنين- اليومَ- مِن مجرَّدِ ذِكْرِ (يومِ الجمعةِ!) المُبَارَكِ - فضلاً عن أحداثِهِ وَمُجرياتِهِ..- بِخَافٍ!
وهذا الوضعُ المطلوبُ - هكذا - بلا شكّ- سيجعلُ جميعَ الأَطْرَافِ شركاءَ (حقيقيِّين) في الحلّ؛ بدلاً مِن حالةِ الاستهلاكِ الإعلاميِّ المثوّر؛ المبنيِّ على الاحتقان الشديد ، وما يُفرزه من صُور الشدِّ والجذبِ - المَمْجُوجَةِ- الَّتي نعيشُها - فِعْلاً وَقَوْلاً!- مِن غيرِ كثيرِ ثمرة؛ بل بكبيرِ مضرَّة- ..
ثالثاً: الأُرْدُنُّ بَلَدٌ مِعْطَاء، كَبِيرٌ بَنَّاء؛ فلا يخلو - ولاَ بُدَّ- مِن وُجُودِ وُجوهٍ خَيِّرَةٍ نَبيلةٍ (مُحايِدَة = لا تُحْسَبُ على أيِّ طَرَف)، ذاتِ خِبْرَةٍ وفاعِلِيَّةٍ وتأثير، يتّفقُ الطرفان - المطالِبون بالإصلاح، والدولة- على عددٍ مُنتقىً منهم للقيام بدراسةِ وغربلة تلك (المطالب) - دراسةً مُتأنِّيَةً جادَّة- ؛ تُراعى فيها ظروفُ البَلَد، ومصالحُهُ العامَّة، وإدراكُ ما يُمكن إدراكُه منها - واقعِيًّا- ؛ لا انتهازيةً ظاهرةً! أَوْ تَعْجِيزاً بَارِداً! أو تهديداً مُبطّناً!!
رابعاً: اختيارُ مجموعة مُنتقاة (مُحايِدَة)- أيضاً - متفق عليها بين الطرفين- من القُضاة النّزيهين، المعروفِ تاريخُهم، والمشهودِ بأَمانتهم وشفافيَّتِهِم؛ ليكونوا هم القائمين بالنَّظَرِ المُسْتَوْفِي، والحُكمِ المُبْرَمِ في ملفَّات الفساد المُحالة إليهم من اللجنة الأولى؛ ويُعْطَوْنَ الوقتَ الكافيَ لإبداءِ أحكامِهِم الحاسِمَة؛ حتى تكونَ النتائجُ في صَالِحِ الأُمَّةِ ومصلحةِ المجتمع؛ بعيدةً عن الإثارةِ والتهييج، ونائِيَةً عن التسارُعِ الذي لا يعودُ على المجتمع بالخير...
ثُمَّ تُرْفَعُ هذه الأحكامُ - جميعاً- إلى الدولة؛ لتقومَ بِواجِبِهَا الفاعِلِ والمؤثِّرِ - في تنفيذِها، والَّذي - بِدورِهِ- سيكونُ المُطَمْئِنَ للمُجتَمَعِ- جميعِه- أكثرَ وأكثرَ- على الجِدِّيَّة الجازِمَةِ في قَمْعِ الفَسَادِ في سبيلِ الإصلاحِ، والمُضِيِّ الحازِمِ في دُرُوبِه؛ مِمَّا أَكَّدَ عليهِ أكثرَ مِن مرَّةٍ ملكُ البلادِ عبدُ اللهِ بنُ الحُسين - حفظه الله ورعاه، وَوَفَّقَهُ إلى مزيدِ هُداه- ؛ محذّراً - في الوقت نفسه- سدّده الله- من إطلاق الاتهامات جِزافاً دون بيّنة ؛ لغايات اغتيال الشخصية ، والنيل من الأبرياء ، وتشويه سُمعة الوطن؛ ممّا هو أصلٌ شرعيٌّ أمين ، منطلِقٌ من قول ربّ العالمين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين )..
خامساً: أن (تُلزَم) الدَّوْلَةُ بِمُطالباتِ الإصلاحِ المُقَدَّمَةِ إليها من قِبَلِ اللجنة الأولى، ثُمَّ تُجَدْوِلَ - ضِمْنَ خطَّةٍ مدروسةٍ- خُطُواتِ الإصلاحِ المنشودِ بجدولٍ زمنِيٍّ واضحٍ، وَمُبَيَّنٍ، وكافٍ- ومِن خِلالِ الإمكانيات المُتاحة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً- حتى تَظْهَرَ - على وجهِ التأكيدِ- طرائِقُ الحلِّ، ويتأكَّدَ الجميعُ مِن التزام السَّعي الدَّؤوبِ في مجالات الإصلاحِ، وقَمْعِ الفَسادِ؛ لِلخروجِ من عنق الزجاجةِ!
... هذا ما أعانني اللهُ - تعالى- على كِتابتِهِ؛ بعد استخارَتِهِ - سُبحانه- ، ثم استشارةِ مَن أثقُ بهِ مِن أهلِ العِلْمِ، والفضلِ،والنظر - مِمَّن رَجَحَ عقلُه، وانْضَبَطَ فَهْمُه- وهم كثيرٌ- بحمد الله- ؛ لا أَبتَغِي مِن وراءِ ذلكَ - فِي هذهِ الدُّنيا- جزاءً ولا شكوراً؛ إلاَّ دعوةً صالحَةً مِن قَلْبٍ مُخْبِتٍ..}والله على كُلّ شَيء شهيدٌ{...
واللهُ الموفِّقُ، وهو حسبُنا ونعمَ الوكيل، وهو بكلِّ جميل كفيل...
كتبه
علي بن حسن الحلبي الأثري
- عفا الله عنه-
عمَّان
عاصمة( المملكة الأردنيَّة الهاشميَّة)
- حَرَسَها اللهُ-.
التعليقات
هل تعلم يا شيخ ان كلامك اذا أصاب كل القلوب الطاهرة . فلن تكون هناك مسيرات بعد قراءة مقالك هذا .لك كل الاحترام
سامو ماك
كلام جميل ورائع وموزن يا شيخنا الجليل ولكن ماذا نقول للذين لايرضيهم شيء سوا عدم الرضى بارك اللة فيك وجعل كلاامك الطيب يدخل قلوبهم قبل اذانهم وارجو منك ان لاتكتفي بهذا البيان
(( من رأي منكم منكرا فليغيره بيده إن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ))
صدق رسول الله
الى الشيخ علي الحلبي ...
ما هكذا يخاطب الشيوخ يا مغاريز شو هاي يا علي
ابن ساكب
نعتذر ....
د. محمد الشامي
جزاك الله خير الجزاء على هذا البيان الطيب الذي ينبع من انسان فقية .اسأل الله ان يهدي اخواننا الى جادة الصواب وان يتقوا الله في الوطن وان يتمعنوا في هذا البيان الطاهر النقي التقي الذي يحاكي القلوب لطاهرة التقية النقية.لقد اجت واحسن الله اليك.
الغويري مسلم غير حزبي
يا د.محمد الشامي ويزيد الرجل مااخطاء طرح فكرة لاخماد نار الفتنة وفكرتة جميلة ولم يقل ان الحدود مقامة بل قال يذهب الجميع الى القضاء وهناك الفصل وللعلم لحم العلماء مسموم
ابن ساكب
شو ياشيخ شكلو عينك على وزارة اااخ منك
ابو رامي
الشيخ علي بن حسن الحلبي أحد كبار علماء الأردن نسبه ونسبته: هو الشيخ السلفي، الأثري صاحب التصانيف المنهجية، والتحقيقات العلمية العزيزة علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد، أبو الحارث؛ اليافي منبتاً، الحلبي نسبة، الأردني مهاجراً. ـ ولادته: من مواليد مدينة الزرقاء في الأردن؛ بتاريخ 29 جمادى الثاني، سنة (1380هـ). ـ نشأته وطلبه للعلم وشيوخه: هاجر والده وجده ـ إلى الأردن ـ من يافا في فلسطين سنة (1368هـ = 1948م)، من آثار حرب اليهود ـ لعنهم الله ـ. ابتدأ طلب العلم الشرعي قبل أكثر من عشرين عاماً، فكان أبرز شيوخه العلامة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ، ثم الشيخ اللغوي المقرىء عبد الودود الزراري ـ رحمه الله تعالى ـ، وغيرهم من أهل العلم. التقى بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني في أواخر سنة (1977م) في عمان. ودرس على الشيخ الألباني ((إشكالات الباعث الحثيث)) سنة (1981م) وغيرها من كتب المصطلح. له إجازات علمية عامة، وحديثية خاصة، من عدد من أهل العلم، منهم العلامة الشيخ بديع الدين السندي، والعلامة الشيخ الفاضل محمد السالك الشنقيطي ـ رحمه الله ـ، وغيرهم. ـ ثناء العلماء عليه: وقد أثنى عليه جلٌ من أهل العلم؛ منهم: الشيخ العلامة المحدث الفقيه أسد السنة محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ؛ كما في ((الصحيحة)) (2 / 720) أثناء بيان إفك هدام السنة حسان عبد المنان؛ فقال: ((… وبسط القول في بيان عوار كلامه في تضعيفه إياها كلها يحتاج إلى تأليف كتاب خاص، وذلك مما لا يتسع له وقتي؛ فعسى أن يقوم بذلك بعض إخواننا الأقوياء في هذا العلم؛ كالأخ علي الحلبي،…)). وانظر ـ أيضاً ـ مقدمة: ((التعليقات الرضية على الروضة الندية))، و((آداب الزفاف)) ـ طبعة المكتبة الإسلامية ـ، و((النصيحة)). وأثنى عليه أيضاً الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ وقرظّ له كتابه ((إنها سلفيّة العقيدة والمنهج)). و ـ أيضاً ـ الشيخ بكر أبو زيد في كتابه: ((تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال)) (93 ـ 94). وكذلك الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله-: سئل فضيلة الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي في كتابه «تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب» (ص160): من هم العلماء الذين تنصحون بالرجوع إليهم، وقراءة كتبهم وسماع أشرطتهم؟ فأجاب -رحمه الله-: «قد تكلمنا على هذا غير مرة، ولكننا نعيد مرةً أخرى، فمنهم الشيخ ناصر الدين الألباني -حفظه الله-، وطلبته الأفاضل مثل الأخ علي بن حسن بن عبدالحميد، والأخ مشهور بن حسن . . . ». وقال -رحمه الله-: «وبعد هذا رأيت رسالةً قيمةً بعنوان: «فقه الواقع بين النظرية والتطبيق» لأخينا في الله علي بن حسن بن عبدالحميد ننصح باقتنائها وقراءتها، فجزاه الله خيراً». وقد ذكر -رحمه الله- هذه الرسالة في كتابه: «غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة» فقال واصفاً لها: «ما علمتُ لها نظيراً». وأيضا الشيخ العلامة المحدث عبدالمحسن العباد -حفظه الله-: قال الشيخ العلامة المحدث الفقيه -بقيّة السلف- عبدالمحسن بن حمد العباد البدر -حفظه الله ومتع بعلمه- في كتابه الماتع «رفقاً أهل السنة بأهل السنة» في طبعته الثانية الجديدة 1426هـ (ص8-9): «وأوصي -أيضاً- أن يستفيد طلاب العلم في كل بلد من المشتغلين بالعلم من أهل السنّة في ذلك البلد؛ مثل تلاميذ الشيخ الألباني -رحمه الله- في الأردن، الذين أسسوا بعده مركزاً باسمه . . .». ـ جهوده الدعوية: 1 ـ من مؤسسي مجلة (الأصالة) ـ الصادرة في الأردن ـ ومحرريها، وكتابها. 2 ـ من مؤسسي مركز الإمام الألباني للأبحاث العلمية والدراسات المنهجية. 3 ـ كان له مقال أسبوعي في جريدة (المسلمون) ـ الصادرة في لندن ـ، ضمن زاوية ((السنة ))؛ استمر نحواً من سنتين بدءاً من تاريخ (18 / ربيع أول / 1417هـ). 4 ـ شارك في عدد من المؤتمرات الإسلامية، واللقاءات الدعوية، والدورات العلمية؛ في عدد من دول العالم، مرات متعددة، مثل: أمريكا، بريطانيا، هولندا، هنغاريا، كندا، أندونيسيا، وفرنسا… وغيرها. 5 ـ دعي إلى عدد من الجامعات الأردنية لإلقاء المحاضرات والندوات؛ مثل: الجامعة الأردنية، وجامعة اليرموك، وجامعة الزيتونة… ـ مؤلفاته وتحقيقاته: مؤلفاته وتحقيقاته تزيد على المئة وخمسين؛ ما بين رسالة، وكتاب، ومجلد، ومجلدات؛ من أهمها ـ تأليفاً ـ: ((علم أصول البدع)). ((دراسات علمية في صحيح مسلم)). ((رؤية واقعية في المناهج الدعوية)). ((النكت على نزهة النظر )). ((أحكام الشتاء في السنة المطهرة)). ((أحكام العيدين في السنة المطهرة)). ((التعليقات الأثرية على المنظومة البيقونية)). ((الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي…)) وغيرها.
وأما في مجال التحقيق؛ فكتبه متنوعة؛ مثل: ((مفتاح دار السعادة)) لابن القيم، في ثلاث مجلدات. ((التعليقات الرضية على الروضة الندية)) للألباني، في ثلاث مجلدات. ((الباعث الحثيث)) لابن كثير، في مجلدين. ((الحطة في ذكر الصحاح الستة)) لصديق حسن خان، في مجلد. ((الداء والدواء)) لابن القيم، في مجلد. ((المتواري على أبواب البخاري)) لابن المنير، في مجلد… وغيرها.
وقد ترجم عدد من هذه الكتب إلى عدة لغات؛ منها: الإنجليزية، والفرنسية، والأردية، والأندونسية، والآذرية، وغيرها
م.محمد عايش
هذا الرجل عالم كبير وفهمان والله أعطاه الحكمة والفهم نتمنى كل مشايخنا أن يتعاملوا مع الأحداث بحكمة العلماء والشيوخ الكبار
ابن النعيمات
أي قسماً بالله إنك يا شيخ علي لازم تكون وزير أوقافنا أو مفتي المملكة لأنك بحق عالم جهبذ
إخونجي سابقاً
اذا طرح احدهم مفهوم اهوج لا تريدونة واذا طرح احدهم مفهوم عقلاني لا تريدونة. يقال بان رجل اراد ان يؤلف عصابة فاحضر نفر من الشباب فقال الذي يفهم يصف على اليم فخرج مجموعة من النفر, الذي لا يفهم يصف على اليسار فخرج مجموعة من النفر , وبقيت مجموعة لم تخرج مع الجهتين فالف العصابة منهم.
اليتم
الاخ الشيخ علي الحلبي نحترمك ونقدرك لكن هذا ليس مجالك اتمنى ان تبقى بين كتبك ولا تتدخل باشياء اخرى ولاداعي........
مارطريق
لن اعتب عليك بعد اليوم يا مغـــــــاريز فأنت لم تقرأ البيان جيدا اوانك لم تقرأه اصلا والارجح انك قرأته ولم تفهم منه شيئا ولكنك علقت كلعادة فقد ليقال ان المغــــــاريز علق , لقد استعجلت هذه المرّة يا مغـــــاريز فقط جاء تعليقك على غير العادة قصير جدا ولكنه نصر يسجل للاصلاح و المصلحين فالشيخ الجليل ليس كما تعتقد -ضد الاصلاح- لا بل هو من اشد المتحمسين للاصلاح ولكن له طريقته وهو من احمس المطالبين بمحاربة ....ولكنك لم تفهم البيان جيدا, يعتقد البعض انك يا مغــــاريز موظف للرد على بعض الاخبار لمصلحة الحكومة اما انا فلا اعتقد ذلك لان هذه ......
الى المغــــــاريز
لا فض فوك يا سماحة الشيخ، وفعلا نحن بحاجة الى مفكرين ومنظرين وعلماء من اهل الذكر كي يعطونا جرعات من الواقعية وليس ...... جزاك الله .... كل الخير وكثر من امثالك
ماهر الجزازي
نعتذر.......
اهل العار
نعتذر .....
اخرها ملص وتاليها منصور
الحق يقال هذا الشيخ له من العلم والعلوم الاسلاميه التي تنير الطريق المظلمه اما الناس. ............... ان افتى فهو يفتي بالحق والنصح والارشاد. لعل اصحاب الاعتصمات يهتدو من نصائح الشيخ الجليل علي الحلبي .
من مغترب
اولا : اعزيكم بموت مددكم الليبي بعد ان جففت ثورة الربيع العربي منابعه ثانيا: امامك حفرة لا يزيد طولها عن مترين و20 سم فاتق الله في نفسك وفي فتواك المقرونه بأرصدتك في البنوك ثالثا: هذا البلد تجاوز مرحلة السذاجة ولم تعد فتاواكم المضللة للشعب نافذة كما كانت بالسبق بعد ان انتهت صلاحياتها وانفضح امرها وبانت سوأتها راعا:سيدي ايها الشيخ الجليل: وفر نصائحك التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع الشعوب وآلامها ولم تعد تضع لقمة خبز في فم جائع ولك في ليبيا وما آلت اليه تجربة ودرسا عليك انلا تنساه.
الى شيخ السلاطين الأثري
نعتذر ......ا
ابو محمد الغلبان
نعتذر .....
إلى رقم 12
محمد الشامي بتعليق وعند اسم وضعت حرف الدال بمعنى انك تحمل درجة الدكتوارة او طبيب دكتور وتحدث الى الشيخ مباشرة باسم علي وكانك اعلى منه مقاما وهذا دليل على كبرياء وتعاليك فمن اداب المخاطبة ان تبدها بلقب الشيخ (لعلمك تعتمدت انا بان اكتب اسمك بدون حرف الدال )اما ماجاء بتعليقك فالشيخ لم يتحدث في امور الدين والحدود تحدث في ما يجري في الشارع من حراك واثارة ......... ,,مايجري بالشارع وعلى راسهم جبهة العمل الاسلامي لم تخرج من اجل الدين وتعاليمه او من اجل اقامة حدود الله فهم يعلمون لو نزلوا للشارع من اجل هذه الامور لما ازارهم احد بل لقامة عليهم الدنيا لذلك لم يكن الدين يوما همهم او غايتهم وللاسف السياسيه هي همهم وهدفهم لما يجنوا منها من منافع ومكاسب على الارض ,,,,, اما تعليق رقم 5 لانعلم مدى قوة وصحة واسناد الحديث الذي اتيت به ولكن نعلم جميعا بانه لايسمح لاي فرد تطبيق حدود الله الا من قبل ولي الامر ولا لما كان هناك اميرللمؤمنين او دولة اسلاميه
الفارس الى (محمد الشامي والى رقم 5)
مقال طويل و مش مفهوم
رارا
لن اعتب عليك بعد اليوم يا مغـــــــاريز فأنت لم تقرأ البيان جيدا اوانك لم تقرأه اصلا والارجح انك قرأته ولم تفهم منه شيئا ولكنك علقت كلعادة فقد ليقال ان المغــــــاريز علق , لقد استعجلت هذه المرّة يا مغـــــاريز فقط جاء تعليقك على غير العادة قصير جدا ولكنه نصر يسجل للاصلاح و المصلحين فالشيخ الجليل ليس كما تعتقد -ضد الاصلاح- لا بل هو من اشد المتحمسين للاصلاح ولكن له طريقته وهو من احمس المطالبين بمحاربة الفساد ولكنك لم تفهم البيان جيدا, يعتقد البعض انك يا مغــــاريز موظف للرد على بعض الاخبار لمصلحة الحكومة اما انا فلا اعتقد ذلك لان هذه الوظيفة تتطلب سرعة بديه عالية وذكاء مفرط ..........
لا عتب بعد اليوم
نعتذر ......
الى من لا يحترمون العلماء
نعتذر.....
د. محمد الشامي
هل وصلت الرسالة؟
الى من لا يحترمون العلماء
اقراء ما ورد بتعليق (14) اربعه عشر وستجد نفسك لست من اصحاب الميمنه ولا من اصحاب الميسره. شكرا شكرا ابو اليتم!!!!!!!!
من المغـــاريز الى 16 و 26
نعتذر .......
أبو الحسن
نعتذر........
يزيد
نعتذر .....
مسلم
نعتذر .....
الغويري
نعتذر .....
الفارس (الى رقم 21 شيخ السلاطين )
نعتذر ........
عادل
الى رقم 21 اصبت بارك الله فيك
وحسبنا الله ونعم الوكيل .......
مجحم الرواشدة
تحية تقدير واحترام لشيخنا الجليل على هذا الكلام الطيب الجميل الذي عبر عن كل مايجول في خاطر الاردنيين جميعا بارك الله فيك ياشيخ المشايخ فعلا ياشيخ الحلبي انك بطل واديت الامانه الدينيه والدنويه جزاك الله كل الخير ونتمنى على جميع المشايخ الاقتداء بك لانك صاحب خلق وصاحب كلمه حره جريئه ان كل من قراء هذا الكلام الطيب حرك الاحساس الوطني عنده وترجم حب الوطن شكرا من اعماق قلوبنا وفقك الله ايها الشيخ الجليل
ابوسلطن
الله يجزيك الخير ياشيخ حلبي انك كبير في أخلاق وافعالك اطال الله بعمرك
ياسين
ياريت جميع الشيوخ يتعلمو،هذا الكلام الطيب تسلم ياشيخ الحلبي وكثر الله من أمثالك
عادل
والله ثم والله ياشيخ ياحلبي بانك قلت كلام لا يستطيع احد ان يقل مثله صح لسانك ووفقك الله لخدمة الاسلام والمسلمين والاردن والاردنيين
محمد
بسم الله الرحمن الرحيم. انا الحمد لله نحمده ونستعين به ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. ايها الشيخ البطل فعلا انك تحدث بأسم جميع الاردنيين وبلسان طلق حر جزاك الله كل الخير ياوجه الخير انك اثلجت صدر كل الاردنيين وفقك الله مع تمنياتي لك بالنجاح
السيف
الشيخ الحلبي بطل واجاب على جميع التساؤلات ابدعت ياشيخ والله انه كلام يستحق منا جميعا الاحترام والتقدير لشخصكم الكريم البطل وسيبقى هذا الكلام محفور في الاذهان ولن ينسى من الذاكره
ابوسلطان
ربنا يزيدك من نعيمه ياشيخ وتبقى دائما في مقدمة الصفوف فأنت ياشيخ نعم الرجل الجرئ الصادق الامين فانك والله وصلت الرساله واديت الامانه لك التقدير والعرفان والى الامام
رامي
سايسجل لك التاريخ ياشيخ حلبي بأنك الصادق الامين المحب لله وللاسلام وللشعب وللوطن الله يرعاك ياشيخنا الجليل
محمد
اللهم صلي على سيدنا محمد ان هذا كلام من القلب الى القلب والله انك شيخ الشيوخ الله يحميك ويرزقك ويرفع من مقامك
اوخالد
.........
مار طريق
سؤال الى الحلبي وكل مناصريه تشدد الدعوة او الفكرة السلفية التي تحملونها على ان السياسة تياسة وفي البعد عنها كل الكياسة هذه جملتكم حرفيا وجل اهتمام هذه الدعوة تتمثل في تحقيق الكتب ذات العناويين السجعية والامور العظيمة كأمور الحيض والنفاس وصفة الوضوء والصلاة سؤالي هو مالذي تغير ارجو ان اجد اجابة تحترم عقول القراء
ايمن
الى الشيخ العلامه الجليل علي الحلبي حفظه الله ورعاه لقد قدمت ووجهة ونصحة وعلمة ووعية ج ونورة الطريق
اومهدي
سبحان الله الاردن غني بمثل الشيخ الجليل علي الحلبي الاردن لن يفتقر في يوم من الايام لامثالك ايها الشيخ الى الامام وبالتوفيق
ارشيد
نشكرك على كلامك الرائع يا شيخ .....نحن شعب نحب الامن والامان ونعيش في بلد الهاشميين الشرفاء بقيادة سيدنا ابا الحسين والذين يريدون الاصلاح مع انهم في انفسهم لا يريدون ذلك يجب وضع مخافة اللة بين اعينهم ويتقون اللة في انفسهم وفي الشعب الاردني ...فيكفي مسيرات وشعارات تهز امن بلدنا واستقرارة...
الشوبكي
نحن الاردنيين راس مالنا وكرامتنا وحياتنا ووطننا هو جلالة سيدنا ومليكنا ابا الحسين حماة اللة للاردنيين من شتى الاصول والمنابت
الاردنيين
شوفو المغاريز والحلبي ياسلام وافق شن طبقة الله ..... فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض ويجعلك عبرة لكل معتبر
سلفية جهادية
الشيخ الحلبي : على المطالبين بالاصلاح توضيح مطالبهم عبر برامج اصلاحية وليس عبر شعارات واهية
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
الشيخ الحلبي : على المطالبين بالاصلاح توضيح مطالبهم عبر برامج اصلاحية وليس عبر شعارات واهية
اصدر الشيخ علي الحلبي العضو المؤسس في مركز الامام الالباني المشرف العام على منتدى كل السلفيين، بيانا تضمن مبادرة من خمس مراحل ، لإنهاء حالة التَّصعيد، والتَّصعيدِ المُضادِّ، في الأردن بين المطالبين بالإصلاح والدولة، بحسب ما ورد في البيان.
وطالب الشيخ الحلبي المطالبين بالإصلاح بيان مطالبهم بشكل واضح وجلي، ومن ثم قيام نخبة من ابناء الاردن المستقلين بدراسة هذه المطالب وغربلتها، ومن ثم عرضها على مجموعة من القضاة المشهود لهم بالنزاهة، لإبداءِ أحكامِهِم الحاسِمَة، بما يعود على المجتمع بالخير.
الحمدُ لله حقَّ حمدِه، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّهِ وعبدِه، وعلى آلهِ وصحبِه، وَوَفْدِه.
أما بعد :
فقد جاءَت نصوصُ القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ في مدح (الصلاحِ)، و (الإصلاحِ)، - والثناءِ على أهلهما- ، وذَمِّ (الفسادِ)، و (الإفسادِ)- والقَدْحِ بأصحابِهِما- : كثيرةً، وفيرةً....
فلا يَكرهُ (الصلاحَ)، و (الإصلاحَ) إلا مريضُ القلبِ، مخرومُ العدالةِ...
ولا يُحِبُّ (الفسادَ)، و (الإفسادَ) إلا عليلُ النفسِ، مكلومُ الكرامةِ...
وقد كَثُرَ الكلامُ على هذا الموضوعِ - بِشِقَّيْهِ- وحولَهُ - جدًّا- فِي بلادِنا الأُرْدُنِّيَّةِ- منذُ أكثرَ من نصفِ عامٍ؛ حتى غدا على لسانِ الكبير والصغير، والقليل والكثير، والمأمور والأمير...
لا أحدَ يُنْكِرُ، أو يُشَكِّكُ، أو يُجادِلُ في وجودِ (فساد)، و (مفسدين) - في أيّ مُجتمع ودولة- وعلى مستوياتٍ عدَّة- سواءٌ منها العربية ، أو الإسلامية، أو الغربية- !
وهو فسادٌ- وللأسف- عامٌّ ، يشاركُ فيه - ولا يكادُ يسلمُ منه- : المسؤول ، والمواطن ، والتاجر ، والموظف , و و و ...
وهذا - لا شكّ- مِمَّا يُصَعِّبُ طرائِقَ استئصالِ أسبابه بالسرعةِ التي يُطالِبُ بها - ويتنادى إليها- المُطالبون بالإصلاح- وإن كانت الرغبةُ بأن يكون ذلك في أعجلِ وقت ، وأسرعٍ أوان- !
فالإصلاحُ الحقيقيُّ الجادُّ يحتاجُ إلى جهود متضافرة ، وأنفُس متوافقة ، وأوقات كافية ؛حتى يتحقّقَ ، أو يتحقّقَ بعضُه..
وما نراهُ، ونسمعُهُ، ونُعايِنُهُ فِي بلدِنا المُبارك (الأُرْدُنّ) - مِمَّا هو ذو صلةٍ بهذا الموضوعِ- ليسَ أكثرُهُ على النَّسَقِ المَرْجُوِّ في أسالِيبِ المُطالَبةِ بِتحقيقِ هذا الإصلاح عَلى الوجهِ المَرْضِيِّ المشروعِ؛ وذلكَ مِن وجوهٍ عِدَّةٍ، أهمُّها اثنان:
وما الحربُ الإعْلاَمِيَّةُ الشرسةُ والمُسْتَعِرَةُ التي تكاد تُوصِل- إن لم تكن أوصلت!- إلى درجة الاحتقان!! بَل الاحتِكاكاتُ والصِّدَاماتُ- المُتَكَرِّرَةُ - جَرَّاءَ ذلك- ، والَّتي نَتَجَتْ عنها بعضُ دماءٍ، وفِتَنٌ، ومَحِنٌ: عَن المُراقِبِ - أَيِّ مُراقِبٍ- بِبَعِيدَة!
وما جرى - قريباً- من (اشتباك)بين رجال الأمن والدرَك- من جهة- ، والمعتصمين- وما تعرّض له عددٌ من الصحفيّين- من جهة أخرى- لا يستطيع أحدٌ التهوينَ منه ! أو غضَّ الطرْف عنه!!
ورجل الأمن مواطنٌ.. ورجل الدرَك مواطنٌ..والصحفي مواطنٌ..والمطالِب بالإصلاح مواطنٌ....
وفي أمثال العرب المشهورةِ- ذات العبرة والعِظة- قولُهم:(قال الحائط للمسمار: لمَ تشقّني؟ قال: سل من يدقّني!)...
والحمدُ - كله- لله - تعالى- أنه لم يقعْ إلى الآن قتلٌ، أو موتٌ ؛ وإلا..فالمصيبة أعظمُ...
ومِن بابِ الإنصَاف، وتقريبِ الحقائِق أقولُ - مِن واجبِ المُواطَنةِ الصالحةِ، والمشاركة الجادة في (الإصلاح)- الحق- ، والمُراقبَةِ المُصْلِحَة- لا ناطقاً رسمياً عن الدولة! ولا مُحامياً عنها!! ولا مُدافعاً عن مواقفها!!!- :
قد طالب المنادون بالإصلاح –خلالَ الشهورِ الستةِ الأخيرةِ- بمطالبات مُتعددة ، وأمور عدّة ؛ فهل أعرضت الدولةُ عن المشروع مِن مطالبهم ، والمقدور عليه مِن مطالباتهم؟!
أقولُ –وبحوله- تعالى- أصولُ وأجولُ- :
قد ظهر توجّهٌ جِدِّيٌّ ، وتجاوبٌ حَسَنٌ من جهة الدولة - إلى حَدٍّ ما- مع عدد من مطالبات الداعين إلى الإِصلاح، ونبذ الفساد- ؛ وذلك في مواقفَ عِدَّةٍ لا يَسَعُ أحداً إنكارُها - على بعضِ تباطُؤ نتمنّى زوالَ أسبابِه- ؛ بما لا يُنكِرهُ مُريدُ إصلاحٍ حقيقيّ .
ولعلّ ما قرّره بعضُ أهل العلم - قديماً- مِن قولهم- :(ما لا يُدرك كله : لا يُترك جله) يُعبّر عن جانب مهمّ لا يجوزُ إغفالُه- بل يجبُ أن تُسلّط عليه الأضواء- من هذا الواقع..
ومع ذلك؛ فقد كان موقفُ الطرَف الآخَر - مِن المُطالبين بالإصلاح- وللأسف- يحملُ حظًّا من السَّلبِيَّة؛ وذلك بعدم التَّجاوُبِ المَرْضِيِّ، أو الاهتِمام الكافي، أو التَّعاوُن البَنَّاء مُقابِلَ هذه المواقِف الجدّية الصَّادرةِ مِن جهةِ الدَّولَة- والتي نؤكّد أننا نسعى إلى ما هو أكبُر- وأسرعُ- منها- ...
بل كُنَّا نسمعُ ونقرأ- وَلا نَزَالُ!- قولَ من قالَ - رَفْضاً، وتعبيراً عن عدمِ الرضا بهذه الإجراءات- قليلِها وَكَثِيرِها- :
بل ما الذي يمنعُ المطالبين بالإصلاح - إثراءً لعملية الإصلاح- مِن القيام بشُكر الدولة على هذا التجاوب ، و الشدّ على أيديها ؛ تشجيعاً لها - أكثرَ- على القيام بواجبها المنُوط بها - لزوماً؛ للمُضِيّ قُدُماً - وبثباتٍ- في هذا الطريقِ الإصلاحيِّ الطويلِ- ؟!
}وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{...
وَلَعَلَّ حَالَنا – إذا وقعت الواقعة - وهذا ما لا نرضاهُ ، ولا نتمنّاهُ- يُمْسِي كحالِ بعضِ البُلدانِ العربيَّةِ الَّتي ابتدأت مِحَنُها بِمثلِ ما هُو جارٍ عندنا - اليَوْمَ- ! ثُمَّ تطوَّرت، و (تَوَرَّطَت!) إلى ما هُوَ معروفٌ ومكشوفٌ مِن تخلخُلِ الدَّولة، وفُقدان الأَمن، وانتشار الفوضى، وحلول الفتن و .. و ..
وليس يخفى على ذي بصر أن الفوضى وعدمَ الاستقرار هما من أعظم عوامل ازدياد الخلل ، وانتشار الفساد ، وتطاول الفشل...
وليس هذا- بداهةً- سبيلاً- أدنى سبيلٍ- للنظر الإصلاحي المتأنّي ، الذي به يُدرأ الفساد الظالم المتجنّي....
وهذا - هكذا- عكسُ ما يطلبُه - ويريده –الداعي الإصلاحي إلى الحقّ ، بالحقّ!!!
ولعلّ أدلّ دليلٍ على هذا : تلكم الأصواتُ النشازُ التي بدأت تتواردُ مِن وراء الحدود(!)- مستغلةً حالةَ الفوضى التي نعيش بعضَها!- ؛ لتنادي بأمور وأمور تقوّض الأمنَ- كلَّه- ، وتهدّد البلدَ- بأكملِه- !!
وهذه - وحدَها- عند التأمُّل- تكفي لمراجعة كثيرٍ من المواقف! وعديدٍ من الشعارات!!
ثمّ :
إن العاقلَ مِن أبناءِ مُجتمعِنا الأردنيِّ يُدرِكُ مدى خُطُورةِ - وآثار- هذا الذي أشرتُ إليه مِن انتشارِ الخلل والفوضى ، وفقدان الأمنِ والاستقرارِ ، و.. و.. - لو حصل شيءٌ مِنهُ - ولاَ أقولُ: كُلُّهُ!- لا قدَّر اللهُ- ؛ وذلك بملاحظةِ تنوُّعِ أطيافِ المُجتَمَعِ وأبنائِهِ - شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً...- إلخ!
وهنا سيُقال- ولا بُدّ- : أين دعاوى الحرصِ على دين الأمة ؟! ومزاعمُ المحافظةِ على وطنها؟؟!!
ولقد دَفَعَني هذا النظرُ الواقعيُّ - الذي تأمَّلْتُ فيهِ ما جرى - ولا يزال يجري- في بلدِنا، مقارِناً له بما هو واقعٌ في بعضِ البلادِ العربيَّةِ- إلى المبادرة - والعزم- على المُشاركةِ في إيجادِ بابٍ إلى الحَلِّ الواقعيِّ، وَذَلِكَ بِوضع خُطّة علميّة عمليّة تطبيقيّة؛ للخروج من هذه الأزمة التي (قد) يُراد - أو يحدُثُ- مِن ورائِها أُمورٌ وأمورٌ؛ تخرُجُ عن المُعْلَن منها - ولو بعدَ حيِن!- وهذا ما لا يَأْمَلُهُ كُلُّ إنسان شريف، وكلُّ مواطن نظيف- ..
وإن كانت هذه المشاركةُ مني جاءت - حلّاً للإشكال الكبير المواقعينه!- على نسَق قد يُفهم منه مغايرةٌ للنهج الذي سلكته في باب الدعوة إلى الله - سبحانه- على مدار ثلث قرن من الزمان ؛ لكنها- في الحقيقة - إن شاء الله- لا تنقُضه ، ولا تُناقِضُه- ؛ بل هي - والله- منه، وإليه ؛ إذ لا يسكتُ عن هذا الواقع الأليم - مع القُدرة على دفع خطره الجسيم- إلا شيطانٌ أخرسُ لئيم!!
ولولا عِظَمُ الشعور بالمسؤولية ، وشدّةُ مرارة الواقع ، وكِبَرُ أثر المحنة : ما دخلت هذا البابَ، ولا تدخّلت فيه ؛ }لِيقْضِيَ الله أَمرَاً كانَ مَفعُولاً{- ؛ولكنّ سلَفي الجليل في هذا السبيل - من قبل ومن بعد- : هم علماء الأمة الأخيار ؛ و أئمّتنا الأبرار - في حرصهم ، وحدَبهم ، ورعايتهم ، وعنايتهم - بعموم الأمة - كلِّها- جماعاتٍ ، وأفراداً - ..
ولعل من محاسن التوفيق الرباني أن يُوافق زمانُ طرحِ هذه المبادرةِ مُفتتحَ شهر رمضان المبارك ؛ فَأْلَ خيرٍ ، ومِفتاحَ أُلْفَةٍ ، وبابَ اجتماعٍ- والمسدّد الله- ....
أولاً: مُطالبةُ المُطالِبين بالإصلاحِ وكشفِ الفساد - وَلاَ أَقُول: المُعارَضَة!- بتوضيح، وشرح، وتَبْيين مطالبهم المشروعة - كافَّةً- ؛ مُفَصَّلةً على أتمِّ وجهٍ وبيانٍ؛ دون الاكتفاء بالعُمُومات وَالكُلِّيَّاتِ الفضفاضة ، والَّتي قد لا تزيد البلاءَ إلاَّ بلاءً! وقَد لا تُخرجنا من مأزقٍ إلا إلى ما هو أكبرُ منه! بعيدين - أجمعين- عن المصالح الضيّقة، ومترفّعين - مُحاذِرين- عن الحزبيّات المُمَزِّقَة...
ثانياً: لزومُ اتفاق الجميع - ابتداء- على التمسّك بأصول الحَفاظ على أسس المواطَنة العامة الصالحة المصلِحة ؛ من حفظ مكانة وليّ الأمر السياسية - واقعيّاً- ، ومنزلته العُليا على رأس الدولة - فاعليّةً ؛ لا شكلاً وصورة - فقط!- ، وما يتْبعُ ذلك من حفظٍ للأمن ، والمجتمع ، والخدمات، و..و.. - مما سيكون له أكبر الأثر في حفظ كيان الدولة ، والمحافظة على هُويّتها وهيبتها ؛ مما يعود بالفائدة الجُلى على جميع أفراد المجتمع والوطن- إيماناً وأمناً وأماناً- ..
فالتحكّمُ بهذا الأمر الدقيق - أو التأثيرُ فيه- هو سلاحُ الضغطِ الأشدُّ الذي تعتمده تياراتُ المعارضةِ في مُعظم الدول- مما نرجو أن لا نصلَ إليه في بلادِنا- ..
ويلزمُ من الإقرار بهذا –ولا بدّ- : إيقافُ جميع (المظاهرات)، و(الاعتصامات)، و(الإضرابات)؛ حتَّى تظهرَ –من جانب آخر- النوايا الحقيقيَّةُ الصحيحةُ الصريحةُ لدعاةِ الإصلاحِ فيما يطالبون به من تنفيذ الإصلاح الحقيقيِّ ..
فلقد كادت (!) تلكم الفعاليّات تصيرُ - بِما لا يُنْكَر!- العائقَ الأكبرَ، والعقبةَ الكَأْدَاءَ أمام الإصلاح الحقيقي، والأمنِ المُجْتَمَعِي- ، وحتَّى تُهيَّأ النفوسُ - جميعُها- من جهة أخرى- للحلِّ الإيجابيّ، والمخرج الصحيح؛ بعيداً عن التأثيرات الانفعالِيَّةِ التي قد تحملُ في طيَّاتِها - وللأسَفِ الشَّدِيدِ- بعضَ معاني الابتِزاز، والاستغلال ؛ فضلاً عمَّا تُنْتِجُهُ مِن تعطيل مصالح المُجتمع والمواطن ، مما قد يوصلنا إلى حدّ تدمير الاقتصاد الوطني- كله- ، و الذي سيُرجعنا سنواتٍ- بل عقوداً من السنوات- إلى الوراء ؛ مما سيؤولُ - لا قدّر الله- سبباً قوياً في أن تَدفع جميعُ فئات الوطن وأبنائه ثمن ذلك باهظاً- وبخاصة أجيالَ المستقبل- !
وما تشَنُّجُ - بَل تَخَوُّفُ- عُمومِ المواطنين- اليومَ- مِن مجرَّدِ ذِكْرِ (يومِ الجمعةِ!) المُبَارَكِ - فضلاً عن أحداثِهِ وَمُجرياتِهِ..- بِخَافٍ!
وهذا الوضعُ المطلوبُ - هكذا - بلا شكّ- سيجعلُ جميعَ الأَطْرَافِ شركاءَ (حقيقيِّين) في الحلّ؛ بدلاً مِن حالةِ الاستهلاكِ الإعلاميِّ المثوّر؛ المبنيِّ على الاحتقان الشديد ، وما يُفرزه من صُور الشدِّ والجذبِ - المَمْجُوجَةِ- الَّتي نعيشُها - فِعْلاً وَقَوْلاً!- مِن غيرِ كثيرِ ثمرة؛ بل بكبيرِ مضرَّة- ..
ثالثاً: الأُرْدُنُّ بَلَدٌ مِعْطَاء، كَبِيرٌ بَنَّاء؛ فلا يخلو - ولاَ بُدَّ- مِن وُجُودِ وُجوهٍ خَيِّرَةٍ نَبيلةٍ (مُحايِدَة = لا تُحْسَبُ على أيِّ طَرَف)، ذاتِ خِبْرَةٍ وفاعِلِيَّةٍ وتأثير، يتّفقُ الطرفان - المطالِبون بالإصلاح، والدولة- على عددٍ مُنتقىً منهم للقيام بدراسةِ وغربلة تلك (المطالب) - دراسةً مُتأنِّيَةً جادَّة- ؛ تُراعى فيها ظروفُ البَلَد، ومصالحُهُ العامَّة، وإدراكُ ما يُمكن إدراكُه منها - واقعِيًّا- ؛ لا انتهازيةً ظاهرةً! أَوْ تَعْجِيزاً بَارِداً! أو تهديداً مُبطّناً!!
رابعاً: اختيارُ مجموعة مُنتقاة (مُحايِدَة)- أيضاً - متفق عليها بين الطرفين- من القُضاة النّزيهين، المعروفِ تاريخُهم، والمشهودِ بأَمانتهم وشفافيَّتِهِم؛ ليكونوا هم القائمين بالنَّظَرِ المُسْتَوْفِي، والحُكمِ المُبْرَمِ في ملفَّات الفساد المُحالة إليهم من اللجنة الأولى؛ ويُعْطَوْنَ الوقتَ الكافيَ لإبداءِ أحكامِهِم الحاسِمَة؛ حتى تكونَ النتائجُ في صَالِحِ الأُمَّةِ ومصلحةِ المجتمع؛ بعيدةً عن الإثارةِ والتهييج، ونائِيَةً عن التسارُعِ الذي لا يعودُ على المجتمع بالخير...
ثُمَّ تُرْفَعُ هذه الأحكامُ - جميعاً- إلى الدولة؛ لتقومَ بِواجِبِهَا الفاعِلِ والمؤثِّرِ - في تنفيذِها، والَّذي - بِدورِهِ- سيكونُ المُطَمْئِنَ للمُجتَمَعِ- جميعِه- أكثرَ وأكثرَ- على الجِدِّيَّة الجازِمَةِ في قَمْعِ الفَسَادِ في سبيلِ الإصلاحِ، والمُضِيِّ الحازِمِ في دُرُوبِه؛ مِمَّا أَكَّدَ عليهِ أكثرَ مِن مرَّةٍ ملكُ البلادِ عبدُ اللهِ بنُ الحُسين - حفظه الله ورعاه، وَوَفَّقَهُ إلى مزيدِ هُداه- ؛ محذّراً - في الوقت نفسه- سدّده الله- من إطلاق الاتهامات جِزافاً دون بيّنة ؛ لغايات اغتيال الشخصية ، والنيل من الأبرياء ، وتشويه سُمعة الوطن؛ ممّا هو أصلٌ شرعيٌّ أمين ، منطلِقٌ من قول ربّ العالمين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين )..
خامساً: أن (تُلزَم) الدَّوْلَةُ بِمُطالباتِ الإصلاحِ المُقَدَّمَةِ إليها من قِبَلِ اللجنة الأولى، ثُمَّ تُجَدْوِلَ - ضِمْنَ خطَّةٍ مدروسةٍ- خُطُواتِ الإصلاحِ المنشودِ بجدولٍ زمنِيٍّ واضحٍ، وَمُبَيَّنٍ، وكافٍ- ومِن خِلالِ الإمكانيات المُتاحة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً- حتى تَظْهَرَ - على وجهِ التأكيدِ- طرائِقُ الحلِّ، ويتأكَّدَ الجميعُ مِن التزام السَّعي الدَّؤوبِ في مجالات الإصلاحِ، وقَمْعِ الفَسادِ؛ لِلخروجِ من عنق الزجاجةِ!
... هذا ما أعانني اللهُ - تعالى- على كِتابتِهِ؛ بعد استخارَتِهِ - سُبحانه- ، ثم استشارةِ مَن أثقُ بهِ مِن أهلِ العِلْمِ، والفضلِ،والنظر - مِمَّن رَجَحَ عقلُه، وانْضَبَطَ فَهْمُه- وهم كثيرٌ- بحمد الله- ؛ لا أَبتَغِي مِن وراءِ ذلكَ - فِي هذهِ الدُّنيا- جزاءً ولا شكوراً؛ إلاَّ دعوةً صالحَةً مِن قَلْبٍ مُخْبِتٍ..}والله على كُلّ شَيء شهيدٌ{...
التعليقات
(( من رأي منكم منكرا فليغيره بيده إن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ))
صدق رسول الله
اااخ منك
نسبه ونسبته: هو الشيخ السلفي، الأثري صاحب التصانيف المنهجية، والتحقيقات العلمية العزيزة علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد، أبو الحارث؛ اليافي منبتاً، الحلبي نسبة، الأردني مهاجراً.
ـ ولادته: من مواليد مدينة الزرقاء في الأردن؛ بتاريخ 29 جمادى الثاني، سنة (1380هـ).
ـ نشأته وطلبه للعلم وشيوخه:
هاجر والده وجده ـ إلى الأردن ـ من يافا في فلسطين سنة
(1368هـ = 1948م)، من آثار حرب اليهود ـ لعنهم الله ـ.
ابتدأ طلب العلم الشرعي قبل أكثر من عشرين عاماً، فكان أبرز شيوخه العلامة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ، ثم الشيخ اللغوي المقرىء عبد الودود الزراري ـ رحمه الله تعالى ـ، وغيرهم من أهل العلم.
التقى بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني في أواخر سنة
(1977م) في عمان.
ودرس على الشيخ الألباني ((إشكالات الباعث الحثيث)) سنة (1981م) وغيرها من كتب المصطلح.
له إجازات علمية عامة، وحديثية خاصة، من عدد من أهل العلم، منهم العلامة الشيخ بديع الدين السندي، والعلامة الشيخ الفاضل محمد السالك الشنقيطي ـ رحمه الله ـ، وغيرهم.
ـ ثناء العلماء عليه:
وقد أثنى عليه جلٌ من أهل العلم؛ منهم:
الشيخ العلامة المحدث الفقيه أسد السنة محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ؛ كما في ((الصحيحة)) (2 / 720) أثناء بيان إفك هدام السنة حسان عبد المنان؛ فقال:
((… وبسط القول في بيان عوار كلامه في تضعيفه إياها كلها يحتاج إلى تأليف كتاب خاص، وذلك مما لا يتسع له وقتي؛ فعسى أن يقوم بذلك بعض إخواننا الأقوياء في هذا العلم؛ كالأخ علي الحلبي،…)).
وانظر ـ أيضاً ـ مقدمة:
((التعليقات الرضية على الروضة الندية))، و((آداب الزفاف)) ـ طبعة المكتبة الإسلامية ـ، و((النصيحة)).
وأثنى عليه أيضاً الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ وقرظّ له كتابه ((إنها سلفيّة العقيدة والمنهج)).
و ـ أيضاً ـ الشيخ بكر أبو زيد في كتابه:
((تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال)) (93 ـ 94).
وكذلك الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي -رحمه
الله-:
سئل فضيلة الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي
الوادعي في كتابه «تحفة المجيب على أسئلة الحاضر
والغريب» (ص160): من هم العلماء الذين تنصحون بالرجوع
إليهم، وقراءة كتبهم وسماع أشرطتهم؟
فأجاب -رحمه الله-: «قد تكلمنا على هذا غير مرة، ولكننا
نعيد مرةً أخرى، فمنهم الشيخ ناصر الدين الألباني -حفظه
الله-، وطلبته الأفاضل مثل الأخ علي بن حسن بن
عبدالحميد، والأخ مشهور بن حسن . .
. ».
وقال -رحمه الله-: «وبعد هذا رأيت رسالةً قيمةً بعنوان:
«فقه الواقع بين النظرية والتطبيق» لأخينا في الله علي
بن حسن بن عبدالحميد ننصح باقتنائها وقراءتها، فجزاه
الله خيراً».
وقد ذكر -رحمه الله- هذه الرسالة في كتابه: «غارة
الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة» فقال واصفاً لها: «ما
علمتُ لها نظيراً».
وأيضا الشيخ العلامة المحدث عبدالمحسن العباد -حفظه
الله-: قال الشيخ العلامة المحدث الفقيه -بقيّة السلف-
عبدالمحسن بن حمد العباد البدر -حفظه الله ومتع بعلمه-
في كتابه الماتع «رفقاً أهل السنة بأهل السنة» في طبعته
الثانية الجديدة 1426هـ (ص8-9): «وأوصي -أيضاً- أن
يستفيد طلاب العلم في كل بلد من المشتغلين بالعلم من أهل
السنّة في ذلك البلد؛ مثل تلاميذ الشيخ الألباني -رحمه
الله- في الأردن، الذين أسسوا بعده مركزاً باسمه . . .».
ـ جهوده الدعوية:
1 ـ
من مؤسسي مجلة (الأصالة) ـ الصادرة في الأردن ـ ومحرريها، وكتابها.
2 ـ
من مؤسسي مركز الإمام الألباني للأبحاث العلمية والدراسات المنهجية.
3 ـ
كان له مقال أسبوعي في جريدة (المسلمون) ـ الصادرة في لندن ـ، ضمن زاوية ((السنة ))؛ استمر نحواً من سنتين بدءاً من تاريخ (18 / ربيع أول / 1417هـ).
4 ـ
شارك في عدد من المؤتمرات الإسلامية، واللقاءات الدعوية، والدورات العلمية؛ في عدد من دول العالم، مرات متعددة، مثل: أمريكا، بريطانيا، هولندا، هنغاريا، كندا، أندونيسيا، وفرنسا… وغيرها.
5 ـ
دعي إلى عدد من الجامعات الأردنية لإلقاء المحاضرات والندوات؛ مثل: الجامعة الأردنية، وجامعة اليرموك، وجامعة الزيتونة…
ـ مؤلفاته وتحقيقاته:
مؤلفاته وتحقيقاته تزيد على المئة وخمسين؛ ما بين رسالة، وكتاب، ومجلد، ومجلدات؛ من أهمها ـ تأليفاً ـ:
((علم أصول البدع)).
((دراسات علمية في صحيح مسلم)).
((رؤية واقعية في المناهج الدعوية)).
((النكت على نزهة النظر )).
((أحكام الشتاء في السنة المطهرة)).
((أحكام العيدين في السنة المطهرة)).
((التعليقات الأثرية على المنظومة البيقونية)).
((الدعوة إلى الله بين التجمع الحزبي والتعاون الشرعي…)) وغيرها.
وأما في مجال التحقيق؛ فكتبه متنوعة؛ مثل:
((مفتاح دار السعادة))
لابن القيم، في ثلاث مجلدات.
((التعليقات الرضية على الروضة الندية))
للألباني، في ثلاث مجلدات.
((الباعث الحثيث))
لابن كثير، في مجلدين.
((الحطة في ذكر الصحاح الستة))
لصديق حسن خان، في مجلد.
((الداء والدواء))
لابن القيم، في مجلد.
((المتواري على أبواب البخاري))
لابن المنير، في مجلد… وغيرها.
وقد ترجم عدد من هذه الكتب إلى عدة لغات؛ منها: الإنجليزية، والفرنسية، والأردية، والأندونسية، والآذرية، وغيرها
يقال بان رجل اراد ان يؤلف عصابة فاحضر نفر من الشباب فقال الذي يفهم يصف على اليم فخرج مجموعة من النفر, الذي لا يفهم يصف على اليسار فخرج مجموعة من النفر , وبقيت مجموعة لم تخرج مع الجهتين فالف العصابة منهم.
نحترمك ونقدرك
لكن هذا ليس مجالك
اتمنى ان تبقى بين كتبك ولا تتدخل باشياء اخرى
ولاداعي........
جزاك الله .... كل الخير وكثر من امثالك
...............
ان افتى فهو يفتي بالحق والنصح والارشاد.
لعل اصحاب الاعتصمات يهتدو من نصائح الشيخ الجليل علي الحلبي .
اعزيكم بموت مددكم الليبي بعد ان جففت ثورة الربيع العربي منابعه
ثانيا:
امامك حفرة لا يزيد طولها عن مترين و20 سم فاتق الله في نفسك وفي فتواك المقرونه بأرصدتك في البنوك
ثالثا:
هذا البلد تجاوز مرحلة السذاجة ولم تعد فتاواكم المضللة للشعب نافذة كما كانت بالسبق بعد ان انتهت صلاحياتها وانفضح امرها وبانت سوأتها
راعا:سيدي ايها الشيخ الجليل:
وفر نصائحك التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع الشعوب وآلامها ولم تعد تضع لقمة خبز في فم جائع ولك في ليبيا وما آلت اليه تجربة ودرسا عليك انلا تنساه.
اما تعليق رقم 5 لانعلم مدى قوة وصحة واسناد الحديث الذي اتيت به ولكن نعلم جميعا بانه لايسمح لاي فرد تطبيق حدود الله الا من قبل ولي الامر ولا لما كان هناك اميرللمؤمنين او دولة اسلاميه
شكرا شكرا ابو اليتم!!!!!!!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل .......
تحية تقدير واحترام لشيخنا الجليل على هذا الكلام الطيب الجميل الذي عبر عن كل مايجول في خاطر الاردنيين جميعا بارك الله فيك ياشيخ المشايخ فعلا ياشيخ الحلبي انك بطل واديت الامانه الدينيه والدنويه جزاك الله كل الخير ونتمنى على جميع المشايخ الاقتداء بك لانك صاحب خلق وصاحب كلمه حره جريئه ان كل من قراء هذا الكلام الطيب حرك الاحساس الوطني عنده وترجم حب الوطن شكرا من اعماق قلوبنا وفقك الله ايها الشيخ الجليل
الله يجزيك الخير ياشيخ حلبي انك كبير في أخلاق وافعالك اطال الله بعمرك
ياريت جميع الشيوخ يتعلمو،هذا الكلام الطيب تسلم ياشيخ الحلبي وكثر الله من أمثالك
والله ثم والله ياشيخ ياحلبي بانك قلت كلام لا يستطيع احد ان يقل مثله صح لسانك ووفقك الله لخدمة الاسلام والمسلمين والاردن والاردنيين
بسم الله الرحمن الرحيم. انا الحمد لله نحمده ونستعين به ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. ايها الشيخ البطل فعلا انك تحدث بأسم جميع الاردنيين وبلسان طلق حر جزاك الله كل الخير ياوجه الخير انك اثلجت صدر كل الاردنيين وفقك الله مع تمنياتي لك بالنجاح
الشيخ الحلبي بطل واجاب على جميع التساؤلات ابدعت ياشيخ والله انه كلام يستحق منا جميعا الاحترام والتقدير لشخصكم الكريم البطل وسيبقى هذا الكلام محفور في الاذهان ولن ينسى من الذاكره
ربنا يزيدك من نعيمه ياشيخ وتبقى دائما في مقدمة الصفوف فأنت ياشيخ نعم الرجل الجرئ الصادق الامين فانك والله وصلت الرساله واديت الامانه لك التقدير والعرفان والى الامام
سايسجل لك التاريخ ياشيخ حلبي بأنك الصادق الامين المحب لله وللاسلام وللشعب وللوطن الله يرعاك ياشيخنا الجليل
اللهم صلي على سيدنا محمد ان هذا كلام من القلب الى القلب والله انك شيخ الشيوخ الله يحميك ويرزقك ويرفع من مقامك
تشدد الدعوة او الفكرة السلفية التي تحملونها على ان السياسة تياسة وفي البعد عنها كل الكياسة هذه جملتكم حرفيا وجل اهتمام هذه الدعوة تتمثل في تحقيق الكتب ذات العناويين السجعية والامور العظيمة كأمور الحيض والنفاس وصفة الوضوء والصلاة
سؤالي هو مالذي تغير ارجو ان اجد اجابة تحترم عقول القراء
سبحان الله الاردن غني بمثل الشيخ الجليل علي الحلبي الاردن لن يفتقر في يوم من الايام لامثالك ايها الشيخ الى الامام وبالتوفيق
وافق شن طبقة الله ..... فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض ويجعلك عبرة لكل معتبر