شكل اغتيال القيادي الفلسطيني البارز الشيخ اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس مع مرافقه الشخصي وسيم أبو شعبان صدمةً كبيرة على كافة المستويات اللبنانية والفلسطينية والايرانية وبعض الاوساط العربية والدولية في اطار عمل إرهابي مكتمل الأركان وغير مسؤول وضمن عملية غادرة وجبانة ومنتقاة ومدروسة ودقيقة تجاوزت فيها إسرائيل كل الخطوط الحمر وانتهكت بشكل صارخً مبادئ القانون الدولي باحترام سيادة الدول المستقلة حيث وقعت الجريمة جريمة في قلب العاصمة الايرانية طهران
الهجوم المفاجئ بأسلوبه ومضمونه ومكانه شكل اعتداء خطير لا يمكن التعاطي معه إلا بوصفه تصعيد اجرامي واستثنائي على ايران وشعبها وأمنها وسيادتها وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الدلالات لاحتمالية تطور مسار الحرب بين اسرائيل ومحور المقاومة وايران بمستوى بالغ الخطورة واشبه بزلزال حقيقي قد يضرب الشرق ويصيب اسرائيل بأضرار كبيرة في ظل انشغال الشارع الإسرائيلي بصفقة تبادل الأسرى مع المقاومة وليس باغتيال قادتها لتعطيل كل الوساطات والمساعي
فجر يوم الأربعاء الماضي اهتز شمال العاصمة الايرانية طهران بصوت انفجار كبير تبين أنه استهداف للقائد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عبر غارة إسرائيلية على مقر إقامته بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان مما أدى إلى استشهاده وحارسه على الفور في تصعيد إسرائيلي جديدة يهدف لإدخال المنطقة في مرحلة متقدمة من المواجهات بعد اعتداءاتها اليومية المستمرة في عزة و جنوب لبنان
نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية وبعض قادت الجيش تحدثوا علنا ومنذ هجوم السابع من اكتوبر العام الماضي والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 آخرين عن برمجة عمليات اغتيالات واسعة تستهدف قيادات سياسية وعسكرية للمقاومة وحماس في غزة وخارجها بمن فيهم هنية وغيره دون أي احتساب لمألات وتداعيات هذه الاعمال الاستفزازية الاجرامية
مقتل القائد هنية الذي أكدت حركة حماس ومحور المقاومة والمرشد الاعلى الايراني وقيادات الحرس الثوري بأنه لن يمر دون رد وعقاب موجع جاء تنفيذا لتهديدات إسرائيلية باغتيال قادة المقاومة داخل فلسطين المحتلة وخارجها والمؤكد ان الشهيد هنية قد تلقى تهديدا مباشرا على لسان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية نتنياهو في آب 2023 حين هدده بالاغتيال متهما إياه بالوقوف خلف هجمات حماس في السابع من اكتوبر وربما تكون إسرائيل فرحت بإقصاء هنية عن الحياة وانهاء اتصاله بقيادة المقاومة لكنها لم تفهم أنها حققت له أمنيته الغالية المعلنة بالشهادة حيث صرح مرات عديدة إنه يتمنى الشهادة وشاء الله أن يبلغه مراده ومن قبله ثلاثة من أبنائه حازم ومحمد وأمير في غارة جوية إسرائيلية في 10 نيسان الماضي على متزلهم كما فقد في الهجوم نفسه أربعة من أحفاده ثلاث فتيات وصبي
نتنياهو كعادته لا زال يبحث عن اي صورة نصر مستحيلة في قطاع غزة او خارجه هربًا من هزائمه المتتالية حيث يواجه مأزِقً غير مسبوق وإخفاقً عسكريً كبير بدا ظاهرًا للعالم كله في تدني أداء جيشه في ميدان القتال وعدم انجازه لأي من أهدافه بمحو حماس وتفكيك قدراتها العسكرية وتحرير الأسرى كما أن ضربات المقاومة المتلاحقة والموثقة فضحت هشاشة هذا الجيش الأكذوبة لذا لجأ نتنياهو إلى الحل الأسهل قرصنةً وجبنًا وغدرًا باغتيال القيادي البارز بحركة حماس هنية مثلما بقي يستأسد ويتوحش ويقتل ويبيد المدنيين العزل في غزة بالقصف الجوي والبري الهمجي
تصفية الشهيد هنية جاءت بمثابة ضربة إسرائيلية مزدوجة لإيران وحركة حماس معًا حيث جرى استهدافه بينما كان متواجدً في طهران داخل شقته في مقر قدامى المحاربين والذي يعد معقلًا مهمًا للحرس الثوري الايراني وبما يعني ان هنية كان في ضيافة الحرس وحمايته وقد كان فاعلًا ضمن الفريق الحمساوي المفاوض لوقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى التي يجري بشأنها التفاوض بوساطة قطرية ومصرية وبمكن أن تؤدي عملية اغتياله إلى توسيع نطاق الحرب بين الكيان الصهيوني ومحور المقاومة الممتد من طهران والعراق شمالًا إلى صنعاء جنوبًا مرورًا بلبنان وحزب الله المسلح وبما ينذر إسرائيل إلى عودتها الى ما قبل وجودها
اغتيال هنية في طهران تحديدا التي تنتشر أذرعها العسكرية في أربع عواصم عربية وصواريخها قادرة على إلحاق الأذى بنصف إسرائيل وليس في قطر حيث يوجد مكتب لدى كبار القادة السياسيين في الحركة او في تركيا حيث يقضي كبار قادة حماس أوقاتهم بانتظام في تكتيك سعى نتنياهو من راءه الى توسيعً نطاق الحرب واستدراجً ايران ومن ثم الولايات المتحدة الأميركية للدخول في الحرب لضرب إيران والقضاء على حزب الله أو على الأقل إبعاده لما وراء نهر الليطاني لحماية المستوطنات وبكل الاحوال فان القيادة الايرانية استوعبت الرسالة والتي مفادها أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى قلب الدولة التي تمثل المظلة التي يلتئم تحتها محور المقاومة وان ( جميع قيادات إيران وحلفائها مستهدفين ) خارج البلاد وداخلها ولهذا لن تستطيع ابتلاع هذه لإهانة التي نالت من هيبتها وسيادتها والقابلة للتَكرار ولا بد لها من الرد عسكريا على الجرائم الخطيرة والتصعيد الإسرائيلي الكبير
من الثابت ان اغتيال القائد هنية ومن سيأتي عليه الدور بعده من قادة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام لن يكون الحدث الأخير من نوعه ولا هو الأول طبعا فقد سبقته اغتيالات أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي ويحيى عياش وعماد مغنية وعباس الموسوي وعشرات غيرهم ومن دون أن يعني ذهاب هؤلاء للقاء ربهم سوى أنهم نالوا شرف وقداسة الشهادة التي عاشوا حياتهم لأجلها ومن غير أن يؤدي رحيلهم الجليل إلى أي انتكاسة في سيرة حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وقد تكون حماس فعلا خسرت قائد فذ وشجاع ومجرب لكن ما لا تفهمه إسرائيل خصوصا ولا أمريكا والغربيون عموما أن اغتيالات قادة المقاومة تزيدها لهيبا وفوة وعزيمة وصلابة وليس العكس وأن تنظيمات المقاومة الجديدة بعقائدها الاستشهادية وطرق هيكلتها المتقنة تبدي مقدرة خارقة على الإحلال الفوري لقادة بدلاء وبالكفاءة ذاتها إن لم تكن أكبر فكل قائد يرحل له خمسة بدلاء على الأقل وهو ما ثبت يقينا على ارض الواقع مع كل عملية اغتيال كبرى حيث لم تحقق اهدافها
التحقيقات الايرانية الجارية قد تكشف أمورا مفاجئة منها وجود اختراق كبير داخل الحرس الثوري والجيش او العاملين في مجمع قدامى المحاربين حيث كانت العملية او في أي مكان اخر خاصة بعد تداول اخبار تفيد بان الاغتيال تم بواسطة عبوة ناسفة زرقت في الشقة وفجرت عن بعد وايضا لان قيادي كبير بمثل حجم ودور هنية يجب أن يكون أكثر تأمين وحراسة سيما في ظل إعلان مجلس الحرب في اسرائيل عزمة تنفيذ عمليات اغتيالات ضد قادة حماس العسكريين والسياسيين ولا بدمن معرفة الوسيلة التي مكنت إسرائيل من الوصول إلى هنية على بعد آلاف الكيلومترات وفي جانب اخر فضحت جريمة استهداف هنية الأوروبيين وبعض الدول العربية بموقفهم الذي لم يصل حتى إلى مستوى التنديد رغم ادانتها من قبل كثير من الدول
غياب القائد هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لن يشل حركة حماس كما تتوقع تل ابيب ولن يقوض قدرتها على إعادة البناء والتخطيط ولن ينهي الأثر الملهم لسيرة كفاح هنية الملهمة فكل طفل فلسطيني سيكون قائدا في المستقبل مثله او اقوى واشرس منه وحتى لو جرى اغتيال يحيى السنوار ومحمد الضيف فلن يعني ذلك أبدا نهاية المقاومة ولا انطفاء جذوة عيقريتها وإبداعها القتالي المذهل في المقايل لازالت اسرائيل جيشا وشعبا ومؤسسات تعيش بمستوى الجاهزية المرتفعة وحالة الرعب والقلق المفتوحة بانتظار الرد المرتقب ومقتل هنية سوف يعرقل فرص التوصل إلى أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة حتى 2025 بالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية لاختيار رئيس وزراء جديد وفي الوقت نفسه سيتم اختيار خليفة لهنية أكثر تطرف وتعنت ليقود حماس في المرحلة القادمة وما يمثل خطرا أكبرعلى إسرائيل ووجودها
الفلسطينيون بشكل عام شعب لا يخاف الموت ويعتبر الاستشهاد جائزة ومنحة ربانية هي الأعظم بينما الإسرائيليون على العكس تماما وهو ما يجعل عمليات الاغتيالات الإسرائيلية بغير نفع أو جدوى ونتنياهو خسر الحرب الجارية كلها ونهائيا منذ السابع من أكتوبر ما يؤكد أن عمليات اغتيال القادة لن تمنحه فرصة ( لاصطناع نصر موهوم ) بينما كل جيشه وأجهزته الأمنية تتأرجح في حالة إذلال مطلق امام قوة ابطال كتائب المقاومة والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الأعزل الذي متع العدو من تحقيق هدفه في تهجيره خارج أرضه المقدسة رغم آلاف المجازر المتواصلة والتنكيل والتجويع والتشريد والدمار وتقطيع أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ بعشرات آلاف الأطنان من الصواريخ والقنابل الذكية والغبية وقتل وجرح نحو مئة ألف فلسطيني ومع كل ذلك لم تفلح اسرائيل في كسر إرادة المواجهة والصمود والمقاومة
في المجمل ومع انفلات العقل السياسي الصهيوني وتوسيع نطاق العربدة الإسرائيلية في المنطقة فان اغتيال أرفع مسؤول سياسي ودبلوماسي في حركة حماس كان تهور اخرق لا تُقدم عليه قيادة سياسية رصينة وعاقلة وهو سيعيد فصائل المقومة الفلسطينية والحرس الثوري الايراني وبافي جبهات محور المقاومة إلى وقت حساس للغاية اصبحت فيه أمام امتحان وتهديداتها على المحك بعد الجريمة النكراء
لهذا يجب ان لا تمر دون رد كبير ومؤلم لان أي رد محدود وبسيط يعني تجرؤ إسرائيل مجددا على عمليات مماثلة ولابد ايضا من عدم الاهتمام للتهديدات الامريكية وسعي واشنطن لاحتواء التوتر بالمنطقة كونها شريك مباشر وقد تصرفت بحماقة كبيرة بدعمها الاعمى و الشامل للكيانَ الصهيوني وعدم لجمه في بداية عدوانه على القطاع وال1ي وضع امريكا الحليف والاب الكبير البحر المتوسط والاقليم حيث لا تستطيع امريكا ترك اسرائيل وحدها اذا ما تصعدت وتيرة حرب جبهات المقاومة وتوحيد الساحات واحتمال دخول دول اقليمية كبرى كإيران على ساحات القتال ودوامة الدم وامريكا حتما تدرك عواقب الحرب الكبرى وتدرك اكثر مدى جنون وهستيريا نتنياهو وماذا يعني اشعال نيران الحرب الاقليمية التي لن تستثني احد
ختاما هنيئا للقائد إسماعيل هنية شرف الشهادة وحسن الخاتمة المباركة والفوز العظيم بعد رصيد وافر من الجهاد على مدى عقود من الزمن في مواجهة العدو الإسرائيلي والإسهام الكبير والمتميز في خدمة القضية العادلة وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى المباركوالله تعالي نسال له الرحمة والمغفرة والرضوان
كاتب وباحث متخصص في العلوم السياسية
mahdimubarak@gmail.com
شكل اغتيال القيادي الفلسطيني البارز الشيخ اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس مع مرافقه الشخصي وسيم أبو شعبان صدمةً كبيرة على كافة المستويات اللبنانية والفلسطينية والايرانية وبعض الاوساط العربية والدولية في اطار عمل إرهابي مكتمل الأركان وغير مسؤول وضمن عملية غادرة وجبانة ومنتقاة ومدروسة ودقيقة تجاوزت فيها إسرائيل كل الخطوط الحمر وانتهكت بشكل صارخً مبادئ القانون الدولي باحترام سيادة الدول المستقلة حيث وقعت الجريمة جريمة في قلب العاصمة الايرانية طهران
الهجوم المفاجئ بأسلوبه ومضمونه ومكانه شكل اعتداء خطير لا يمكن التعاطي معه إلا بوصفه تصعيد اجرامي واستثنائي على ايران وشعبها وأمنها وسيادتها وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الدلالات لاحتمالية تطور مسار الحرب بين اسرائيل ومحور المقاومة وايران بمستوى بالغ الخطورة واشبه بزلزال حقيقي قد يضرب الشرق ويصيب اسرائيل بأضرار كبيرة في ظل انشغال الشارع الإسرائيلي بصفقة تبادل الأسرى مع المقاومة وليس باغتيال قادتها لتعطيل كل الوساطات والمساعي
فجر يوم الأربعاء الماضي اهتز شمال العاصمة الايرانية طهران بصوت انفجار كبير تبين أنه استهداف للقائد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عبر غارة إسرائيلية على مقر إقامته بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان مما أدى إلى استشهاده وحارسه على الفور في تصعيد إسرائيلي جديدة يهدف لإدخال المنطقة في مرحلة متقدمة من المواجهات بعد اعتداءاتها اليومية المستمرة في عزة و جنوب لبنان
نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية وبعض قادت الجيش تحدثوا علنا ومنذ هجوم السابع من اكتوبر العام الماضي والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 آخرين عن برمجة عمليات اغتيالات واسعة تستهدف قيادات سياسية وعسكرية للمقاومة وحماس في غزة وخارجها بمن فيهم هنية وغيره دون أي احتساب لمألات وتداعيات هذه الاعمال الاستفزازية الاجرامية
مقتل القائد هنية الذي أكدت حركة حماس ومحور المقاومة والمرشد الاعلى الايراني وقيادات الحرس الثوري بأنه لن يمر دون رد وعقاب موجع جاء تنفيذا لتهديدات إسرائيلية باغتيال قادة المقاومة داخل فلسطين المحتلة وخارجها والمؤكد ان الشهيد هنية قد تلقى تهديدا مباشرا على لسان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية نتنياهو في آب 2023 حين هدده بالاغتيال متهما إياه بالوقوف خلف هجمات حماس في السابع من اكتوبر وربما تكون إسرائيل فرحت بإقصاء هنية عن الحياة وانهاء اتصاله بقيادة المقاومة لكنها لم تفهم أنها حققت له أمنيته الغالية المعلنة بالشهادة حيث صرح مرات عديدة إنه يتمنى الشهادة وشاء الله أن يبلغه مراده ومن قبله ثلاثة من أبنائه حازم ومحمد وأمير في غارة جوية إسرائيلية في 10 نيسان الماضي على متزلهم كما فقد في الهجوم نفسه أربعة من أحفاده ثلاث فتيات وصبي
نتنياهو كعادته لا زال يبحث عن اي صورة نصر مستحيلة في قطاع غزة او خارجه هربًا من هزائمه المتتالية حيث يواجه مأزِقً غير مسبوق وإخفاقً عسكريً كبير بدا ظاهرًا للعالم كله في تدني أداء جيشه في ميدان القتال وعدم انجازه لأي من أهدافه بمحو حماس وتفكيك قدراتها العسكرية وتحرير الأسرى كما أن ضربات المقاومة المتلاحقة والموثقة فضحت هشاشة هذا الجيش الأكذوبة لذا لجأ نتنياهو إلى الحل الأسهل قرصنةً وجبنًا وغدرًا باغتيال القيادي البارز بحركة حماس هنية مثلما بقي يستأسد ويتوحش ويقتل ويبيد المدنيين العزل في غزة بالقصف الجوي والبري الهمجي
تصفية الشهيد هنية جاءت بمثابة ضربة إسرائيلية مزدوجة لإيران وحركة حماس معًا حيث جرى استهدافه بينما كان متواجدً في طهران داخل شقته في مقر قدامى المحاربين والذي يعد معقلًا مهمًا للحرس الثوري الايراني وبما يعني ان هنية كان في ضيافة الحرس وحمايته وقد كان فاعلًا ضمن الفريق الحمساوي المفاوض لوقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى التي يجري بشأنها التفاوض بوساطة قطرية ومصرية وبمكن أن تؤدي عملية اغتياله إلى توسيع نطاق الحرب بين الكيان الصهيوني ومحور المقاومة الممتد من طهران والعراق شمالًا إلى صنعاء جنوبًا مرورًا بلبنان وحزب الله المسلح وبما ينذر إسرائيل إلى عودتها الى ما قبل وجودها
اغتيال هنية في طهران تحديدا التي تنتشر أذرعها العسكرية في أربع عواصم عربية وصواريخها قادرة على إلحاق الأذى بنصف إسرائيل وليس في قطر حيث يوجد مكتب لدى كبار القادة السياسيين في الحركة او في تركيا حيث يقضي كبار قادة حماس أوقاتهم بانتظام في تكتيك سعى نتنياهو من راءه الى توسيعً نطاق الحرب واستدراجً ايران ومن ثم الولايات المتحدة الأميركية للدخول في الحرب لضرب إيران والقضاء على حزب الله أو على الأقل إبعاده لما وراء نهر الليطاني لحماية المستوطنات وبكل الاحوال فان القيادة الايرانية استوعبت الرسالة والتي مفادها أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى قلب الدولة التي تمثل المظلة التي يلتئم تحتها محور المقاومة وان ( جميع قيادات إيران وحلفائها مستهدفين ) خارج البلاد وداخلها ولهذا لن تستطيع ابتلاع هذه لإهانة التي نالت من هيبتها وسيادتها والقابلة للتَكرار ولا بد لها من الرد عسكريا على الجرائم الخطيرة والتصعيد الإسرائيلي الكبير
من الثابت ان اغتيال القائد هنية ومن سيأتي عليه الدور بعده من قادة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام لن يكون الحدث الأخير من نوعه ولا هو الأول طبعا فقد سبقته اغتيالات أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي ويحيى عياش وعماد مغنية وعباس الموسوي وعشرات غيرهم ومن دون أن يعني ذهاب هؤلاء للقاء ربهم سوى أنهم نالوا شرف وقداسة الشهادة التي عاشوا حياتهم لأجلها ومن غير أن يؤدي رحيلهم الجليل إلى أي انتكاسة في سيرة حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وقد تكون حماس فعلا خسرت قائد فذ وشجاع ومجرب لكن ما لا تفهمه إسرائيل خصوصا ولا أمريكا والغربيون عموما أن اغتيالات قادة المقاومة تزيدها لهيبا وفوة وعزيمة وصلابة وليس العكس وأن تنظيمات المقاومة الجديدة بعقائدها الاستشهادية وطرق هيكلتها المتقنة تبدي مقدرة خارقة على الإحلال الفوري لقادة بدلاء وبالكفاءة ذاتها إن لم تكن أكبر فكل قائد يرحل له خمسة بدلاء على الأقل وهو ما ثبت يقينا على ارض الواقع مع كل عملية اغتيال كبرى حيث لم تحقق اهدافها
التحقيقات الايرانية الجارية قد تكشف أمورا مفاجئة منها وجود اختراق كبير داخل الحرس الثوري والجيش او العاملين في مجمع قدامى المحاربين حيث كانت العملية او في أي مكان اخر خاصة بعد تداول اخبار تفيد بان الاغتيال تم بواسطة عبوة ناسفة زرقت في الشقة وفجرت عن بعد وايضا لان قيادي كبير بمثل حجم ودور هنية يجب أن يكون أكثر تأمين وحراسة سيما في ظل إعلان مجلس الحرب في اسرائيل عزمة تنفيذ عمليات اغتيالات ضد قادة حماس العسكريين والسياسيين ولا بدمن معرفة الوسيلة التي مكنت إسرائيل من الوصول إلى هنية على بعد آلاف الكيلومترات وفي جانب اخر فضحت جريمة استهداف هنية الأوروبيين وبعض الدول العربية بموقفهم الذي لم يصل حتى إلى مستوى التنديد رغم ادانتها من قبل كثير من الدول
غياب القائد هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لن يشل حركة حماس كما تتوقع تل ابيب ولن يقوض قدرتها على إعادة البناء والتخطيط ولن ينهي الأثر الملهم لسيرة كفاح هنية الملهمة فكل طفل فلسطيني سيكون قائدا في المستقبل مثله او اقوى واشرس منه وحتى لو جرى اغتيال يحيى السنوار ومحمد الضيف فلن يعني ذلك أبدا نهاية المقاومة ولا انطفاء جذوة عيقريتها وإبداعها القتالي المذهل في المقايل لازالت اسرائيل جيشا وشعبا ومؤسسات تعيش بمستوى الجاهزية المرتفعة وحالة الرعب والقلق المفتوحة بانتظار الرد المرتقب ومقتل هنية سوف يعرقل فرص التوصل إلى أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة حتى 2025 بالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية لاختيار رئيس وزراء جديد وفي الوقت نفسه سيتم اختيار خليفة لهنية أكثر تطرف وتعنت ليقود حماس في المرحلة القادمة وما يمثل خطرا أكبرعلى إسرائيل ووجودها
الفلسطينيون بشكل عام شعب لا يخاف الموت ويعتبر الاستشهاد جائزة ومنحة ربانية هي الأعظم بينما الإسرائيليون على العكس تماما وهو ما يجعل عمليات الاغتيالات الإسرائيلية بغير نفع أو جدوى ونتنياهو خسر الحرب الجارية كلها ونهائيا منذ السابع من أكتوبر ما يؤكد أن عمليات اغتيال القادة لن تمنحه فرصة ( لاصطناع نصر موهوم ) بينما كل جيشه وأجهزته الأمنية تتأرجح في حالة إذلال مطلق امام قوة ابطال كتائب المقاومة والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الأعزل الذي متع العدو من تحقيق هدفه في تهجيره خارج أرضه المقدسة رغم آلاف المجازر المتواصلة والتنكيل والتجويع والتشريد والدمار وتقطيع أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ بعشرات آلاف الأطنان من الصواريخ والقنابل الذكية والغبية وقتل وجرح نحو مئة ألف فلسطيني ومع كل ذلك لم تفلح اسرائيل في كسر إرادة المواجهة والصمود والمقاومة
في المجمل ومع انفلات العقل السياسي الصهيوني وتوسيع نطاق العربدة الإسرائيلية في المنطقة فان اغتيال أرفع مسؤول سياسي ودبلوماسي في حركة حماس كان تهور اخرق لا تُقدم عليه قيادة سياسية رصينة وعاقلة وهو سيعيد فصائل المقومة الفلسطينية والحرس الثوري الايراني وبافي جبهات محور المقاومة إلى وقت حساس للغاية اصبحت فيه أمام امتحان وتهديداتها على المحك بعد الجريمة النكراء
لهذا يجب ان لا تمر دون رد كبير ومؤلم لان أي رد محدود وبسيط يعني تجرؤ إسرائيل مجددا على عمليات مماثلة ولابد ايضا من عدم الاهتمام للتهديدات الامريكية وسعي واشنطن لاحتواء التوتر بالمنطقة كونها شريك مباشر وقد تصرفت بحماقة كبيرة بدعمها الاعمى و الشامل للكيانَ الصهيوني وعدم لجمه في بداية عدوانه على القطاع وال1ي وضع امريكا الحليف والاب الكبير البحر المتوسط والاقليم حيث لا تستطيع امريكا ترك اسرائيل وحدها اذا ما تصعدت وتيرة حرب جبهات المقاومة وتوحيد الساحات واحتمال دخول دول اقليمية كبرى كإيران على ساحات القتال ودوامة الدم وامريكا حتما تدرك عواقب الحرب الكبرى وتدرك اكثر مدى جنون وهستيريا نتنياهو وماذا يعني اشعال نيران الحرب الاقليمية التي لن تستثني احد
ختاما هنيئا للقائد إسماعيل هنية شرف الشهادة وحسن الخاتمة المباركة والفوز العظيم بعد رصيد وافر من الجهاد على مدى عقود من الزمن في مواجهة العدو الإسرائيلي والإسهام الكبير والمتميز في خدمة القضية العادلة وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى المباركوالله تعالي نسال له الرحمة والمغفرة والرضوان
كاتب وباحث متخصص في العلوم السياسية
mahdimubarak@gmail.com
شكل اغتيال القيادي الفلسطيني البارز الشيخ اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس مع مرافقه الشخصي وسيم أبو شعبان صدمةً كبيرة على كافة المستويات اللبنانية والفلسطينية والايرانية وبعض الاوساط العربية والدولية في اطار عمل إرهابي مكتمل الأركان وغير مسؤول وضمن عملية غادرة وجبانة ومنتقاة ومدروسة ودقيقة تجاوزت فيها إسرائيل كل الخطوط الحمر وانتهكت بشكل صارخً مبادئ القانون الدولي باحترام سيادة الدول المستقلة حيث وقعت الجريمة جريمة في قلب العاصمة الايرانية طهران
الهجوم المفاجئ بأسلوبه ومضمونه ومكانه شكل اعتداء خطير لا يمكن التعاطي معه إلا بوصفه تصعيد اجرامي واستثنائي على ايران وشعبها وأمنها وسيادتها وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الدلالات لاحتمالية تطور مسار الحرب بين اسرائيل ومحور المقاومة وايران بمستوى بالغ الخطورة واشبه بزلزال حقيقي قد يضرب الشرق ويصيب اسرائيل بأضرار كبيرة في ظل انشغال الشارع الإسرائيلي بصفقة تبادل الأسرى مع المقاومة وليس باغتيال قادتها لتعطيل كل الوساطات والمساعي
فجر يوم الأربعاء الماضي اهتز شمال العاصمة الايرانية طهران بصوت انفجار كبير تبين أنه استهداف للقائد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عبر غارة إسرائيلية على مقر إقامته بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان مما أدى إلى استشهاده وحارسه على الفور في تصعيد إسرائيلي جديدة يهدف لإدخال المنطقة في مرحلة متقدمة من المواجهات بعد اعتداءاتها اليومية المستمرة في عزة و جنوب لبنان
نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية وبعض قادت الجيش تحدثوا علنا ومنذ هجوم السابع من اكتوبر العام الماضي والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 آخرين عن برمجة عمليات اغتيالات واسعة تستهدف قيادات سياسية وعسكرية للمقاومة وحماس في غزة وخارجها بمن فيهم هنية وغيره دون أي احتساب لمألات وتداعيات هذه الاعمال الاستفزازية الاجرامية
مقتل القائد هنية الذي أكدت حركة حماس ومحور المقاومة والمرشد الاعلى الايراني وقيادات الحرس الثوري بأنه لن يمر دون رد وعقاب موجع جاء تنفيذا لتهديدات إسرائيلية باغتيال قادة المقاومة داخل فلسطين المحتلة وخارجها والمؤكد ان الشهيد هنية قد تلقى تهديدا مباشرا على لسان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية نتنياهو في آب 2023 حين هدده بالاغتيال متهما إياه بالوقوف خلف هجمات حماس في السابع من اكتوبر وربما تكون إسرائيل فرحت بإقصاء هنية عن الحياة وانهاء اتصاله بقيادة المقاومة لكنها لم تفهم أنها حققت له أمنيته الغالية المعلنة بالشهادة حيث صرح مرات عديدة إنه يتمنى الشهادة وشاء الله أن يبلغه مراده ومن قبله ثلاثة من أبنائه حازم ومحمد وأمير في غارة جوية إسرائيلية في 10 نيسان الماضي على متزلهم كما فقد في الهجوم نفسه أربعة من أحفاده ثلاث فتيات وصبي
نتنياهو كعادته لا زال يبحث عن اي صورة نصر مستحيلة في قطاع غزة او خارجه هربًا من هزائمه المتتالية حيث يواجه مأزِقً غير مسبوق وإخفاقً عسكريً كبير بدا ظاهرًا للعالم كله في تدني أداء جيشه في ميدان القتال وعدم انجازه لأي من أهدافه بمحو حماس وتفكيك قدراتها العسكرية وتحرير الأسرى كما أن ضربات المقاومة المتلاحقة والموثقة فضحت هشاشة هذا الجيش الأكذوبة لذا لجأ نتنياهو إلى الحل الأسهل قرصنةً وجبنًا وغدرًا باغتيال القيادي البارز بحركة حماس هنية مثلما بقي يستأسد ويتوحش ويقتل ويبيد المدنيين العزل في غزة بالقصف الجوي والبري الهمجي
تصفية الشهيد هنية جاءت بمثابة ضربة إسرائيلية مزدوجة لإيران وحركة حماس معًا حيث جرى استهدافه بينما كان متواجدً في طهران داخل شقته في مقر قدامى المحاربين والذي يعد معقلًا مهمًا للحرس الثوري الايراني وبما يعني ان هنية كان في ضيافة الحرس وحمايته وقد كان فاعلًا ضمن الفريق الحمساوي المفاوض لوقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى التي يجري بشأنها التفاوض بوساطة قطرية ومصرية وبمكن أن تؤدي عملية اغتياله إلى توسيع نطاق الحرب بين الكيان الصهيوني ومحور المقاومة الممتد من طهران والعراق شمالًا إلى صنعاء جنوبًا مرورًا بلبنان وحزب الله المسلح وبما ينذر إسرائيل إلى عودتها الى ما قبل وجودها
اغتيال هنية في طهران تحديدا التي تنتشر أذرعها العسكرية في أربع عواصم عربية وصواريخها قادرة على إلحاق الأذى بنصف إسرائيل وليس في قطر حيث يوجد مكتب لدى كبار القادة السياسيين في الحركة او في تركيا حيث يقضي كبار قادة حماس أوقاتهم بانتظام في تكتيك سعى نتنياهو من راءه الى توسيعً نطاق الحرب واستدراجً ايران ومن ثم الولايات المتحدة الأميركية للدخول في الحرب لضرب إيران والقضاء على حزب الله أو على الأقل إبعاده لما وراء نهر الليطاني لحماية المستوطنات وبكل الاحوال فان القيادة الايرانية استوعبت الرسالة والتي مفادها أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى قلب الدولة التي تمثل المظلة التي يلتئم تحتها محور المقاومة وان ( جميع قيادات إيران وحلفائها مستهدفين ) خارج البلاد وداخلها ولهذا لن تستطيع ابتلاع هذه لإهانة التي نالت من هيبتها وسيادتها والقابلة للتَكرار ولا بد لها من الرد عسكريا على الجرائم الخطيرة والتصعيد الإسرائيلي الكبير
من الثابت ان اغتيال القائد هنية ومن سيأتي عليه الدور بعده من قادة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام لن يكون الحدث الأخير من نوعه ولا هو الأول طبعا فقد سبقته اغتيالات أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي ويحيى عياش وعماد مغنية وعباس الموسوي وعشرات غيرهم ومن دون أن يعني ذهاب هؤلاء للقاء ربهم سوى أنهم نالوا شرف وقداسة الشهادة التي عاشوا حياتهم لأجلها ومن غير أن يؤدي رحيلهم الجليل إلى أي انتكاسة في سيرة حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وقد تكون حماس فعلا خسرت قائد فذ وشجاع ومجرب لكن ما لا تفهمه إسرائيل خصوصا ولا أمريكا والغربيون عموما أن اغتيالات قادة المقاومة تزيدها لهيبا وفوة وعزيمة وصلابة وليس العكس وأن تنظيمات المقاومة الجديدة بعقائدها الاستشهادية وطرق هيكلتها المتقنة تبدي مقدرة خارقة على الإحلال الفوري لقادة بدلاء وبالكفاءة ذاتها إن لم تكن أكبر فكل قائد يرحل له خمسة بدلاء على الأقل وهو ما ثبت يقينا على ارض الواقع مع كل عملية اغتيال كبرى حيث لم تحقق اهدافها
التحقيقات الايرانية الجارية قد تكشف أمورا مفاجئة منها وجود اختراق كبير داخل الحرس الثوري والجيش او العاملين في مجمع قدامى المحاربين حيث كانت العملية او في أي مكان اخر خاصة بعد تداول اخبار تفيد بان الاغتيال تم بواسطة عبوة ناسفة زرقت في الشقة وفجرت عن بعد وايضا لان قيادي كبير بمثل حجم ودور هنية يجب أن يكون أكثر تأمين وحراسة سيما في ظل إعلان مجلس الحرب في اسرائيل عزمة تنفيذ عمليات اغتيالات ضد قادة حماس العسكريين والسياسيين ولا بدمن معرفة الوسيلة التي مكنت إسرائيل من الوصول إلى هنية على بعد آلاف الكيلومترات وفي جانب اخر فضحت جريمة استهداف هنية الأوروبيين وبعض الدول العربية بموقفهم الذي لم يصل حتى إلى مستوى التنديد رغم ادانتها من قبل كثير من الدول
غياب القائد هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لن يشل حركة حماس كما تتوقع تل ابيب ولن يقوض قدرتها على إعادة البناء والتخطيط ولن ينهي الأثر الملهم لسيرة كفاح هنية الملهمة فكل طفل فلسطيني سيكون قائدا في المستقبل مثله او اقوى واشرس منه وحتى لو جرى اغتيال يحيى السنوار ومحمد الضيف فلن يعني ذلك أبدا نهاية المقاومة ولا انطفاء جذوة عيقريتها وإبداعها القتالي المذهل في المقايل لازالت اسرائيل جيشا وشعبا ومؤسسات تعيش بمستوى الجاهزية المرتفعة وحالة الرعب والقلق المفتوحة بانتظار الرد المرتقب ومقتل هنية سوف يعرقل فرص التوصل إلى أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة حتى 2025 بالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية لاختيار رئيس وزراء جديد وفي الوقت نفسه سيتم اختيار خليفة لهنية أكثر تطرف وتعنت ليقود حماس في المرحلة القادمة وما يمثل خطرا أكبرعلى إسرائيل ووجودها
الفلسطينيون بشكل عام شعب لا يخاف الموت ويعتبر الاستشهاد جائزة ومنحة ربانية هي الأعظم بينما الإسرائيليون على العكس تماما وهو ما يجعل عمليات الاغتيالات الإسرائيلية بغير نفع أو جدوى ونتنياهو خسر الحرب الجارية كلها ونهائيا منذ السابع من أكتوبر ما يؤكد أن عمليات اغتيال القادة لن تمنحه فرصة ( لاصطناع نصر موهوم ) بينما كل جيشه وأجهزته الأمنية تتأرجح في حالة إذلال مطلق امام قوة ابطال كتائب المقاومة والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الأعزل الذي متع العدو من تحقيق هدفه في تهجيره خارج أرضه المقدسة رغم آلاف المجازر المتواصلة والتنكيل والتجويع والتشريد والدمار وتقطيع أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ بعشرات آلاف الأطنان من الصواريخ والقنابل الذكية والغبية وقتل وجرح نحو مئة ألف فلسطيني ومع كل ذلك لم تفلح اسرائيل في كسر إرادة المواجهة والصمود والمقاومة
في المجمل ومع انفلات العقل السياسي الصهيوني وتوسيع نطاق العربدة الإسرائيلية في المنطقة فان اغتيال أرفع مسؤول سياسي ودبلوماسي في حركة حماس كان تهور اخرق لا تُقدم عليه قيادة سياسية رصينة وعاقلة وهو سيعيد فصائل المقومة الفلسطينية والحرس الثوري الايراني وبافي جبهات محور المقاومة إلى وقت حساس للغاية اصبحت فيه أمام امتحان وتهديداتها على المحك بعد الجريمة النكراء
لهذا يجب ان لا تمر دون رد كبير ومؤلم لان أي رد محدود وبسيط يعني تجرؤ إسرائيل مجددا على عمليات مماثلة ولابد ايضا من عدم الاهتمام للتهديدات الامريكية وسعي واشنطن لاحتواء التوتر بالمنطقة كونها شريك مباشر وقد تصرفت بحماقة كبيرة بدعمها الاعمى و الشامل للكيانَ الصهيوني وعدم لجمه في بداية عدوانه على القطاع وال1ي وضع امريكا الحليف والاب الكبير البحر المتوسط والاقليم حيث لا تستطيع امريكا ترك اسرائيل وحدها اذا ما تصعدت وتيرة حرب جبهات المقاومة وتوحيد الساحات واحتمال دخول دول اقليمية كبرى كإيران على ساحات القتال ودوامة الدم وامريكا حتما تدرك عواقب الحرب الكبرى وتدرك اكثر مدى جنون وهستيريا نتنياهو وماذا يعني اشعال نيران الحرب الاقليمية التي لن تستثني احد
ختاما هنيئا للقائد إسماعيل هنية شرف الشهادة وحسن الخاتمة المباركة والفوز العظيم بعد رصيد وافر من الجهاد على مدى عقود من الزمن في مواجهة العدو الإسرائيلي والإسهام الكبير والمتميز في خدمة القضية العادلة وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى المباركوالله تعالي نسال له الرحمة والمغفرة والرضوان
كاتب وباحث متخصص في العلوم السياسية
mahdimubarak@gmail.com
التعليقات