طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

بر الوالدين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلتني فكرة عن بر الوالدين ففجرت عندي مشاعر البنوة وأشعرتني بحاجتي لأبي - يرحمه الله - فقمت بتصميم العرض ولو كنت أكتب بدموعي الذي فاضت مني لرأيتم الكثير لكن من بعض دموعي كتبت ونسقت وأقدم الآن لكل صاحب قلب محب لوالده لعلها أن تكون رسالة من القلب إلى القلب وانتظر ردكم وتعليقاتكم والله يوفقكم ويعينكم على بر والديكم ولكم من التحية والتقدير .



هل مات أبوك ؟

قال لي صاحبي :هل مات والدك؟

هل جربت هذا الإحساس من قبل؟

إذا لم تكن جربته ، فتعال معي أصفه لك

فبيـن عشية وضحاها يختفي من حياتك من كان سببًا في حياتك

نعم يختفي ويترك خلفه مئات الذكريات التي تملأ عقلك وقلبك


يختفي فجأة دون سابق إنذار

وهذا دأب الموت دائمًا

، ولا صحيح أو عليل يأتي على حيـن غفلة ولا يفرق بيـن كبير أو صغير ،

تستيقظون على الخبر المزعج : لقد مات أبوكم

نعم قد مات وأنت لا تصدق ، وماذا يفيدك عدم التصديق

لقد كان معي منذ أيام وكنا نتكلم في الزواج والبيت والأسرة

وكان يملأ البيت ضحكًا بتعليقاته ونصائحه التي لا تنتهي وكنت انا لها جاحدا ضاربا بها عرض الحائط

الذي لا تعرفه أيها الحبيب


أو ربما تعرفه ولكن تتجاهله


هو أن البشر كل البشر لا يدركون قيمة ما يملكون إلا حيـن يفقدونه

وأنت لن تدرك قيمة أبيك إلا حيـن تفقده ، لا قدّر الله

عندها تسترجع ذكرياتك معه


وتسأل نفسك سؤالاً واحدًا ولكنه يحمل دوي آلاف المدافع في عقلك وكيانك كله هل مات وهو عني راض ؟

هل لا زال يذكر جفائي له وتجاهلي عن حقوقه علي؟

هل لا زال يذكر أخطائي وإساءاتي معه ؟

هل كنت ولدا باراً ام كنت مغروراً أبتغي مرضات زوجي فقط ورضاها دون رضا والدي؟

وهل عفا عني بقلبه الرحيم قلب الأب

قلب الأب الذي لا يحمل ضغينة لأبنائه مهما فعلوا معه ؟

إن كان عفا عني فأنى لي أن أعرف ؟

وهل كان من الممكن أن أكون بارًا به أكثر مما كنت عليه ؟

وإن كان يذكر أخطائي ومات يحملها معه فماذا أفعل ؟

وهل من الممكن أن أكفر عن هذا الذنب الذي لا طاقة لي بحمله في دنياي فكيف بآخرتي؟

ويح نفسي كم تساوي نظرة مكسورة القلب من أبي لي يوم كذا ويوم كذا ويوم كذا... لا استطيع ان احصيها ؟

وويح نفسي كم تساوي نظرة رضا من أبي لي يوم كذا ويوم كذا وكأني أستطيع أناحصيها وعدها ؟

كم أنا محتاج لأبي ولحنانه وعطفه وعطائه ورضا قلبه ؟

وهل المال يعوضني فقدان أبي وحنانه وحبه وقربه ؟

لماذا يا أبي ذهبت وتركتني قبل أن تودعني وتوصيني وتسمعني كلمة الرضا ؟

والله إني أحبك لكني لا أدري ما الذي كتم على انفاسي ومنعني من البوح بها و لماذا لم أخبرك في حياتك بحبي لك ؟

أنى لي اليوم بأب مثلك يحمل عني همي ويبدد حزني ؟

أعترف بأنني صغير وعاجز أن أعيش بدونك فمن لي بعدك ؟

لا يحزن من كان له أب فكيف بمن له رب ؟

ولكن هل يرضى عني ربي وأنا المقصر والمفرط في حق أبي ؟

أبي هل تسمعني يا حبيبي وأنا أتكلم اليوم عنك ؟

أم أنك رحلت عن دنيانا فلم تعد تسمع عنها شيئًا ؟

لو كنت معي الآن لقدمت لك روحي فداءً وحبا وكرامة لقربك ؟

ليتك تعود يا أبي ولو أن تضربني وتوبخني فضربك وتوبيخك لي عزًا وشرفًا .

انتهى كلام صاحبي عند ذلك ولم يستطع أن يكمل كلامه بعد أن أجهش بالبكاء

وأنا أنظر إليه في شفقة وأعذره لأن وقع المصيبة كان شديدًا عليه .

وتذكرت لحظتها


إياس بن معاوية لما ماتت أمه بكى ، فقيل له ما يبكيك ؟ قال : ما أبكي لموتها فما ولدت إلا لتموت ولكن أبكي لأنه كان لي بابان مفتوحان إلـى الجنة فأغلق واحد وإني لأرجو ألا يغلق الآخر حتى أدخل أنا و أبي سويًا إلـى الجنة

هيا أخي الحبيب بادر ببر أبويك وكن كهؤلاء الذين بروا آباءهم قبل فوات الأوان .

وكن ممن بروا اباءهم قبل ازواجهم وقبل فوات الاوان وممن لم يفضلوا بر أزواجهم على بر آباءهم

وقبل أن تصحوا يومًا على مفاجأة مفزعة والناس حولك يقولون لك : عظم الله أجرك فقد مات أبوك .
أين أنت من رضا والديك؟؟؟؟؟؟؟؟رضا الله مقرون برضا الوالدين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

قال تعالى: (("فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا" ))
قال رسول الله عليه افضل الصلاة واتم التسليم :-

الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس واليمين الغموس رواه البخاري
ومن واقع الحياة ننظر الى المُوفقين الصالحين المحبوبين المرزوقين فنجدهم بارين بوالديهم وننظر الى الأشقياء المحرومين وإلى غلاظ القلوب والمرذولين فنجدهم عاقين لوالديهم.


ولله تعالى أوصى ببرهما، وحسن صحبتهما، والإحسان إليهما، وقرن ذلك بعبادته، وتعظيما لشأنهما، وتكريما لقدرهما، وأن النبي أوصى بصلتهما وطاعتهما وخدمتهما، وجعل عقوقهما من أكبر الكبائر.

وإدخال السرور على قلبيهما بالإكثار من برّهما، وتقديم الهدايا لهما، والتودد لهما بفعل كل ما يحبانه ويفرحان به والمحافظة على أموالهما وأمتعتهما، وعدم أخذ شيء منهما إلا بإذنهما والإكثار من الدعاء لهما، والطلب من الله تعالى أن يجزيهما كل خير على فضلهما وإحسانهما وتربيتهما

بروا اباؤكم يبركم ابناؤكم

وعقوا اباؤكم يعقكم ابناؤكم

وافعل يا بن آدم ما تشاء فكما تدين تُدان وبالكيل الذي كِلتَ بهِ تكتال

واعلم أنك برضاهم تدخل الجنة والعكس صحيح

ولن تدخل الجنة بغير رضاهم حتى ولو كنت اتقى الناس

والدال على الخير كفاعله فانشر هذه المادة فعسى أن تكون سببًا في ايقاظ بعض الغافلين ليبروا أبائهم و أمهاتهم فينقذهم الله من النار


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/47971