لقد وقعنا بالمحظور كأمم عربية، و بالذات في مصر، فسططنا بحفرة اللاثقافة...اللاوجود بعالم حرية التعبير عن الرأي، غُيٍبَ وَعْيُنَا و ادراكنا و اصبحنا أُمَمُ ننساق وراء الذكورية بصورة عمياء، و سَحْق النساء تحت شعارات هيجان الرجال للثأر لكرامة وهمية تجريحها اساسا غير موجود، نحن كأمم عربية مسلوبي الإرادة و هنالك من يطبخ لنا ثقافتنا على ذوقه الشخصي لإرضاء دولة عنصرية تمسك مَهَدًةْ و تطرق رأس كل عربي يعارض ما تخططه لنا، تريدينا مسحوقين تحت شعارات غير ديمقراطية...تريد ابقاءنا بمكاننا من دون اي وعي ديمقراطي حقيقي...تريدنا ان نبقى شعوب همجية بدائية الفكر من دون تقدم واضح على صعيد الحريات و حريات التعبير عن الرأي...فكلما سقطنا في بئر سحيق من الهمجية و البدائية فهذا حسن...كلما اصبحنا مسلوبي الإرادة اكثر فهذا حسن...كلما أُصِبْنا بعمى ثقافي و اعلامي فهذا حسن...و هذا كله تبلور بقضية الإعلامية رضوى الشربيني و تشبيها الرجال بالخرفان...فثبت لي اننا كمجتمع مصري و عربي نشبه الطبول بحقيقتنا...تسمع دقاته الى مدى و مسافات بعيدة و لكنه من الداخل فارغ لا يوجد به الا الهواء و الفراغ،
الديمقراطية في الأنظمة السياسية بالجمهوريات ليست فقط ان انتخب رئيسا، ليست فقط ان انتخب بكل حرية نائب في البرلمان، هذا فقط جزء من الديمقراطية بدولنا المعاصرة، و لكن كينونة الدولة الديمقراطية تتمحور حول حرية التعبير عن الرأي، فهذا الدولاب الحقيقي الذي يدير اي حركة انتخابية و سياسية و اعلامية و ثقافية بأي دولة ديمقراطية، ان يكون لي حرية التعبير عن رأيٍ و افكاري، فجزء من هذه الحرية يترجم عن طريق منح حق الإنتخاب لكل مواطن بمواسم الإنتخابات، و هذا حسن اذ يشعل اجواء ايجابية قد ينتج عنها انتخاب الرجل المناسب بالمكان المناسب اذ تنافس المرشحين يخلق حالة من النشاط الثقافي السياسي و السجالات البناءة بالأعلام المرئي و المسموع و المكتوب، و لكي تتم الدورة الديمقراطية بصورتها الصحيحة بمنح حريات التعبير عن الرأي ليتبلور جزءا هام من الحركة الثقافية و الإعلامية بالبلاد، فلكل شخص حقه للتعبير عن اراءه بالمجتمع فهذه حقوق ممنوحة...مادام لا يؤذي احدا...و هذا الضابط الحقيقي و الوحيد لتقيد حرية التعبير عن الرأي، فاذا لم أَقُم بأذية احد لي الحق بالتعبير عن رأيٍ،
و هنا أسال بكل موضوعية، ما هي تُهْمَتْ الإعلامية رضوى الشربيني؟هل انها عبرت عن رأيها؟ هل هذا منطق؟ ان احاسب شخص قام بالتعبير عن رأيه؟ انها بضعة كلمات كتبتها على صفحتها الشخصية حيث قامت بالإدلاء برأيها بالرجال، رأيت تعليقها منذ بضعة ايام و و ابتسمت قليلا...ثم ضحكت فأخذته بروح رياضية عالية، انا بالحقيقة توب فان على صفحتها الشخصية و اتابع صفحتها منذ زمن بعيد، و ارى بها إنسانة محترمة و اعلامية مثقفة و تعجبني حينما تتطرح رأيها، حتى و ان إنحازت للمرأة بقضاياها، و لكنها بالمقابل تفتح المجال للكل ليُعَبِرْ عن رأيه على صفحتها، تأتيها الشتائم مع كل اسف و الرأي الآخر فلا تعادي احد على رأيه، بل تطرح رأيها من خلال برنامجها على سي بي سي سفرة بكل جرأة و شخصية قوية و هذا حق لها كإعلامية، فأنا اقدرها و احترمها لمواقفها، و الإدلاء برأيها حق لها كمواطنة مصرية و إعلامية فسياسة تكميم الأفواه من خلال قوانين مطاطية بالقانون المصري لا تراعي بوضوح حرية التعبير عن الرأي امر يجب مراجعته من قبل خبراء القانون في مصر، فليس من المعقول ان اقوم بمراجعة القوانين في كل مرة احببت كمواطن ان اقوم بالإدلاء برأي على السوشيال ميديا، هل كسرت القانون الفلاني او هل تخرقت القانون الفولاني...حتى و ان كان رأيٍ حاد او جريئا فهذه حريات ممنوحة اساسا من خلال الإعلان الدولي او الكوني لحقوق الإنسان الذي هو وثيقة اساسية و كان لبنة اساسية في عام 1948 خلال تأسيس الأمم المتحدة، و حيث صادق عليه عدد كبير من الدول حول العالم، و هو الملهم الأساسي لحرية التعبير عن الرأي في كافة بلاد العالم و دول العالم الأول، فهنالك حقوق انسانية يوصي بها هذا الإعلان و يوصي بتوفيرها بالدول التي صادقت عليه و هو جزء لا يتجزء من دستور الأمم المتحدة الذي يعطيها شرعية العمل اساسا، فلا اعلم كيف يتم محاكمة الإعلامية رضوى الشربيني لأنها كتبت بضعة كلمات و عبرت عن رأيها بأمر ما،
النقطة الثانية التي استوقفتني هي جزء من التهم الموجهة اليها...بأنها اهانة رجال مصر، و أسأل هنا سؤال مهم، هل الرجال موجودين فقط في مصر؟ ام هل كلمة رجال صفة محتكرة على رجال مصر؟ الرجال نصف المجتمع حول العالم فعبارة الإعلامية رضوى (باللغة العربية الفصحى) 'لا اعلم لماذا ترفض النساء اكل لحم الخاروف بينما تحب الإرتباط به' ليس فقط نقد موجه لعالم الرجال في مصر، بل انه نقد موجه للرجال حول العالم، فللذي طالع البوست سيفهم ان الإعلامية رضوى لم تحدد جنسية الرجال في نشرتها، و اهانة رجال مصر لا ينطبق على هذه النشرة بالتحديد، انها تنتقد نصف المجتمع الإنساني حول العالم...لا اعلم فانا على يقين ان هذه الإعلامية تواجه هجوم شرسا من مجتمع ذكوري عديم ثقافة همجي لا يستوعب الرأي و الرأي الآخر و ينتقم منها لأنها تساند المرأة في محنتها،
على ضوء ما تقدمت به ارى ان تعليق الإعلامي مجدي الجلاد و العديد من الإعلاميين و الشخصيات التي تمسك مناصب نسائية ليس بمحله اطلاقا، فالإعلامية رضوى لا تسيئ اطلاقا الى المجتمع الإعلامي المصري، بل هي اضافة له و تكمله ببصمتها الخاصة فهي تساند المرأة و تغالي بمساندتها في قضاياها و تنصفها خير انصاف فلا ضرر مما تفعله و إن لم يعجب نخبة من الرجال و النساء النمطيين الذين يَهْوُن ذل المرأة و سحقها تحت وطأت المجتمعات الذكورية التقليدية، فالسكوت عن ببرنامج ياسمين عز بما يطرح من اهانة للمرأة و بما يغالي من إذلالها ليس عيب، فبرنامج ياسمين عز وصمة عار على عالم المراة اذ يجعل منها ممسحة قدمين مع كل اسف بما يعطي من نصائح سخيفة تحط من قيمتها، بل العيب بمجتمعنا الشرقي الذكروي البدائي و الهمجي هو ان تأتي اعلامية تغالي بالمرأة و تحاول اعطاها حقها و مساندتها و رفع قيمتها الى الأعلى...انا لا افهم مهزلة اتهام الإعلامية رضوى بسبب منشورها و لا افهم الهجوم عليها الا ان مجتمعنا بنظرته الهمجية للمرأة يأبى ان يترك افكاره التقليدية جانبا و يترقى ليفهم ان قيمتها و إنسانيتها مِنْ قيمة و إنسانية الرجل، فلا يكفي ان نعطي المرأة مناصب لتعمل بها، هذا لا يجعلنا مجتمعات متحضرة، بل تقبلنا للرأي و الرأي الآخر و تعاملنا نع التحديات التي حولنا بصورة حضارية و تعاملنا بإنسانية مع المرأة و تغير رؤيتنا للمرأة...لنفهم انها إنسانة...لا اكثر و لا اقل... هل ارقى لنا بكثير مما يحصل،
لقد وقعنا بالمحظور كأمم عربية، و بالذات في مصر، فسططنا بحفرة اللاثقافة...اللاوجود بعالم حرية التعبير عن الرأي، غُيٍبَ وَعْيُنَا و ادراكنا و اصبحنا أُمَمُ ننساق وراء الذكورية بصورة عمياء، و سَحْق النساء تحت شعارات هيجان الرجال للثأر لكرامة وهمية تجريحها اساسا غير موجود، نحن كأمم عربية مسلوبي الإرادة و هنالك من يطبخ لنا ثقافتنا على ذوقه الشخصي لإرضاء دولة عنصرية تمسك مَهَدًةْ و تطرق رأس كل عربي يعارض ما تخططه لنا، تريدينا مسحوقين تحت شعارات غير ديمقراطية...تريد ابقاءنا بمكاننا من دون اي وعي ديمقراطي حقيقي...تريدنا ان نبقى شعوب همجية بدائية الفكر من دون تقدم واضح على صعيد الحريات و حريات التعبير عن الرأي...فكلما سقطنا في بئر سحيق من الهمجية و البدائية فهذا حسن...كلما اصبحنا مسلوبي الإرادة اكثر فهذا حسن...كلما أُصِبْنا بعمى ثقافي و اعلامي فهذا حسن...و هذا كله تبلور بقضية الإعلامية رضوى الشربيني و تشبيها الرجال بالخرفان...فثبت لي اننا كمجتمع مصري و عربي نشبه الطبول بحقيقتنا...تسمع دقاته الى مدى و مسافات بعيدة و لكنه من الداخل فارغ لا يوجد به الا الهواء و الفراغ،
الديمقراطية في الأنظمة السياسية بالجمهوريات ليست فقط ان انتخب رئيسا، ليست فقط ان انتخب بكل حرية نائب في البرلمان، هذا فقط جزء من الديمقراطية بدولنا المعاصرة، و لكن كينونة الدولة الديمقراطية تتمحور حول حرية التعبير عن الرأي، فهذا الدولاب الحقيقي الذي يدير اي حركة انتخابية و سياسية و اعلامية و ثقافية بأي دولة ديمقراطية، ان يكون لي حرية التعبير عن رأيٍ و افكاري، فجزء من هذه الحرية يترجم عن طريق منح حق الإنتخاب لكل مواطن بمواسم الإنتخابات، و هذا حسن اذ يشعل اجواء ايجابية قد ينتج عنها انتخاب الرجل المناسب بالمكان المناسب اذ تنافس المرشحين يخلق حالة من النشاط الثقافي السياسي و السجالات البناءة بالأعلام المرئي و المسموع و المكتوب، و لكي تتم الدورة الديمقراطية بصورتها الصحيحة بمنح حريات التعبير عن الرأي ليتبلور جزءا هام من الحركة الثقافية و الإعلامية بالبلاد، فلكل شخص حقه للتعبير عن اراءه بالمجتمع فهذه حقوق ممنوحة...مادام لا يؤذي احدا...و هذا الضابط الحقيقي و الوحيد لتقيد حرية التعبير عن الرأي، فاذا لم أَقُم بأذية احد لي الحق بالتعبير عن رأيٍ،
و هنا أسال بكل موضوعية، ما هي تُهْمَتْ الإعلامية رضوى الشربيني؟هل انها عبرت عن رأيها؟ هل هذا منطق؟ ان احاسب شخص قام بالتعبير عن رأيه؟ انها بضعة كلمات كتبتها على صفحتها الشخصية حيث قامت بالإدلاء برأيها بالرجال، رأيت تعليقها منذ بضعة ايام و و ابتسمت قليلا...ثم ضحكت فأخذته بروح رياضية عالية، انا بالحقيقة توب فان على صفحتها الشخصية و اتابع صفحتها منذ زمن بعيد، و ارى بها إنسانة محترمة و اعلامية مثقفة و تعجبني حينما تتطرح رأيها، حتى و ان إنحازت للمرأة بقضاياها، و لكنها بالمقابل تفتح المجال للكل ليُعَبِرْ عن رأيه على صفحتها، تأتيها الشتائم مع كل اسف و الرأي الآخر فلا تعادي احد على رأيه، بل تطرح رأيها من خلال برنامجها على سي بي سي سفرة بكل جرأة و شخصية قوية و هذا حق لها كإعلامية، فأنا اقدرها و احترمها لمواقفها، و الإدلاء برأيها حق لها كمواطنة مصرية و إعلامية فسياسة تكميم الأفواه من خلال قوانين مطاطية بالقانون المصري لا تراعي بوضوح حرية التعبير عن الرأي امر يجب مراجعته من قبل خبراء القانون في مصر، فليس من المعقول ان اقوم بمراجعة القوانين في كل مرة احببت كمواطن ان اقوم بالإدلاء برأي على السوشيال ميديا، هل كسرت القانون الفلاني او هل تخرقت القانون الفولاني...حتى و ان كان رأيٍ حاد او جريئا فهذه حريات ممنوحة اساسا من خلال الإعلان الدولي او الكوني لحقوق الإنسان الذي هو وثيقة اساسية و كان لبنة اساسية في عام 1948 خلال تأسيس الأمم المتحدة، و حيث صادق عليه عدد كبير من الدول حول العالم، و هو الملهم الأساسي لحرية التعبير عن الرأي في كافة بلاد العالم و دول العالم الأول، فهنالك حقوق انسانية يوصي بها هذا الإعلان و يوصي بتوفيرها بالدول التي صادقت عليه و هو جزء لا يتجزء من دستور الأمم المتحدة الذي يعطيها شرعية العمل اساسا، فلا اعلم كيف يتم محاكمة الإعلامية رضوى الشربيني لأنها كتبت بضعة كلمات و عبرت عن رأيها بأمر ما،
النقطة الثانية التي استوقفتني هي جزء من التهم الموجهة اليها...بأنها اهانة رجال مصر، و أسأل هنا سؤال مهم، هل الرجال موجودين فقط في مصر؟ ام هل كلمة رجال صفة محتكرة على رجال مصر؟ الرجال نصف المجتمع حول العالم فعبارة الإعلامية رضوى (باللغة العربية الفصحى) 'لا اعلم لماذا ترفض النساء اكل لحم الخاروف بينما تحب الإرتباط به' ليس فقط نقد موجه لعالم الرجال في مصر، بل انه نقد موجه للرجال حول العالم، فللذي طالع البوست سيفهم ان الإعلامية رضوى لم تحدد جنسية الرجال في نشرتها، و اهانة رجال مصر لا ينطبق على هذه النشرة بالتحديد، انها تنتقد نصف المجتمع الإنساني حول العالم...لا اعلم فانا على يقين ان هذه الإعلامية تواجه هجوم شرسا من مجتمع ذكوري عديم ثقافة همجي لا يستوعب الرأي و الرأي الآخر و ينتقم منها لأنها تساند المرأة في محنتها،
على ضوء ما تقدمت به ارى ان تعليق الإعلامي مجدي الجلاد و العديد من الإعلاميين و الشخصيات التي تمسك مناصب نسائية ليس بمحله اطلاقا، فالإعلامية رضوى لا تسيئ اطلاقا الى المجتمع الإعلامي المصري، بل هي اضافة له و تكمله ببصمتها الخاصة فهي تساند المرأة و تغالي بمساندتها في قضاياها و تنصفها خير انصاف فلا ضرر مما تفعله و إن لم يعجب نخبة من الرجال و النساء النمطيين الذين يَهْوُن ذل المرأة و سحقها تحت وطأت المجتمعات الذكورية التقليدية، فالسكوت عن ببرنامج ياسمين عز بما يطرح من اهانة للمرأة و بما يغالي من إذلالها ليس عيب، فبرنامج ياسمين عز وصمة عار على عالم المراة اذ يجعل منها ممسحة قدمين مع كل اسف بما يعطي من نصائح سخيفة تحط من قيمتها، بل العيب بمجتمعنا الشرقي الذكروي البدائي و الهمجي هو ان تأتي اعلامية تغالي بالمرأة و تحاول اعطاها حقها و مساندتها و رفع قيمتها الى الأعلى...انا لا افهم مهزلة اتهام الإعلامية رضوى بسبب منشورها و لا افهم الهجوم عليها الا ان مجتمعنا بنظرته الهمجية للمرأة يأبى ان يترك افكاره التقليدية جانبا و يترقى ليفهم ان قيمتها و إنسانيتها مِنْ قيمة و إنسانية الرجل، فلا يكفي ان نعطي المرأة مناصب لتعمل بها، هذا لا يجعلنا مجتمعات متحضرة، بل تقبلنا للرأي و الرأي الآخر و تعاملنا نع التحديات التي حولنا بصورة حضارية و تعاملنا بإنسانية مع المرأة و تغير رؤيتنا للمرأة...لنفهم انها إنسانة...لا اكثر و لا اقل... هل ارقى لنا بكثير مما يحصل،
لقد وقعنا بالمحظور كأمم عربية، و بالذات في مصر، فسططنا بحفرة اللاثقافة...اللاوجود بعالم حرية التعبير عن الرأي، غُيٍبَ وَعْيُنَا و ادراكنا و اصبحنا أُمَمُ ننساق وراء الذكورية بصورة عمياء، و سَحْق النساء تحت شعارات هيجان الرجال للثأر لكرامة وهمية تجريحها اساسا غير موجود، نحن كأمم عربية مسلوبي الإرادة و هنالك من يطبخ لنا ثقافتنا على ذوقه الشخصي لإرضاء دولة عنصرية تمسك مَهَدًةْ و تطرق رأس كل عربي يعارض ما تخططه لنا، تريدينا مسحوقين تحت شعارات غير ديمقراطية...تريد ابقاءنا بمكاننا من دون اي وعي ديمقراطي حقيقي...تريدنا ان نبقى شعوب همجية بدائية الفكر من دون تقدم واضح على صعيد الحريات و حريات التعبير عن الرأي...فكلما سقطنا في بئر سحيق من الهمجية و البدائية فهذا حسن...كلما اصبحنا مسلوبي الإرادة اكثر فهذا حسن...كلما أُصِبْنا بعمى ثقافي و اعلامي فهذا حسن...و هذا كله تبلور بقضية الإعلامية رضوى الشربيني و تشبيها الرجال بالخرفان...فثبت لي اننا كمجتمع مصري و عربي نشبه الطبول بحقيقتنا...تسمع دقاته الى مدى و مسافات بعيدة و لكنه من الداخل فارغ لا يوجد به الا الهواء و الفراغ،
الديمقراطية في الأنظمة السياسية بالجمهوريات ليست فقط ان انتخب رئيسا، ليست فقط ان انتخب بكل حرية نائب في البرلمان، هذا فقط جزء من الديمقراطية بدولنا المعاصرة، و لكن كينونة الدولة الديمقراطية تتمحور حول حرية التعبير عن الرأي، فهذا الدولاب الحقيقي الذي يدير اي حركة انتخابية و سياسية و اعلامية و ثقافية بأي دولة ديمقراطية، ان يكون لي حرية التعبير عن رأيٍ و افكاري، فجزء من هذه الحرية يترجم عن طريق منح حق الإنتخاب لكل مواطن بمواسم الإنتخابات، و هذا حسن اذ يشعل اجواء ايجابية قد ينتج عنها انتخاب الرجل المناسب بالمكان المناسب اذ تنافس المرشحين يخلق حالة من النشاط الثقافي السياسي و السجالات البناءة بالأعلام المرئي و المسموع و المكتوب، و لكي تتم الدورة الديمقراطية بصورتها الصحيحة بمنح حريات التعبير عن الرأي ليتبلور جزءا هام من الحركة الثقافية و الإعلامية بالبلاد، فلكل شخص حقه للتعبير عن اراءه بالمجتمع فهذه حقوق ممنوحة...مادام لا يؤذي احدا...و هذا الضابط الحقيقي و الوحيد لتقيد حرية التعبير عن الرأي، فاذا لم أَقُم بأذية احد لي الحق بالتعبير عن رأيٍ،
و هنا أسال بكل موضوعية، ما هي تُهْمَتْ الإعلامية رضوى الشربيني؟هل انها عبرت عن رأيها؟ هل هذا منطق؟ ان احاسب شخص قام بالتعبير عن رأيه؟ انها بضعة كلمات كتبتها على صفحتها الشخصية حيث قامت بالإدلاء برأيها بالرجال، رأيت تعليقها منذ بضعة ايام و و ابتسمت قليلا...ثم ضحكت فأخذته بروح رياضية عالية، انا بالحقيقة توب فان على صفحتها الشخصية و اتابع صفحتها منذ زمن بعيد، و ارى بها إنسانة محترمة و اعلامية مثقفة و تعجبني حينما تتطرح رأيها، حتى و ان إنحازت للمرأة بقضاياها، و لكنها بالمقابل تفتح المجال للكل ليُعَبِرْ عن رأيه على صفحتها، تأتيها الشتائم مع كل اسف و الرأي الآخر فلا تعادي احد على رأيه، بل تطرح رأيها من خلال برنامجها على سي بي سي سفرة بكل جرأة و شخصية قوية و هذا حق لها كإعلامية، فأنا اقدرها و احترمها لمواقفها، و الإدلاء برأيها حق لها كمواطنة مصرية و إعلامية فسياسة تكميم الأفواه من خلال قوانين مطاطية بالقانون المصري لا تراعي بوضوح حرية التعبير عن الرأي امر يجب مراجعته من قبل خبراء القانون في مصر، فليس من المعقول ان اقوم بمراجعة القوانين في كل مرة احببت كمواطن ان اقوم بالإدلاء برأي على السوشيال ميديا، هل كسرت القانون الفلاني او هل تخرقت القانون الفولاني...حتى و ان كان رأيٍ حاد او جريئا فهذه حريات ممنوحة اساسا من خلال الإعلان الدولي او الكوني لحقوق الإنسان الذي هو وثيقة اساسية و كان لبنة اساسية في عام 1948 خلال تأسيس الأمم المتحدة، و حيث صادق عليه عدد كبير من الدول حول العالم، و هو الملهم الأساسي لحرية التعبير عن الرأي في كافة بلاد العالم و دول العالم الأول، فهنالك حقوق انسانية يوصي بها هذا الإعلان و يوصي بتوفيرها بالدول التي صادقت عليه و هو جزء لا يتجزء من دستور الأمم المتحدة الذي يعطيها شرعية العمل اساسا، فلا اعلم كيف يتم محاكمة الإعلامية رضوى الشربيني لأنها كتبت بضعة كلمات و عبرت عن رأيها بأمر ما،
النقطة الثانية التي استوقفتني هي جزء من التهم الموجهة اليها...بأنها اهانة رجال مصر، و أسأل هنا سؤال مهم، هل الرجال موجودين فقط في مصر؟ ام هل كلمة رجال صفة محتكرة على رجال مصر؟ الرجال نصف المجتمع حول العالم فعبارة الإعلامية رضوى (باللغة العربية الفصحى) 'لا اعلم لماذا ترفض النساء اكل لحم الخاروف بينما تحب الإرتباط به' ليس فقط نقد موجه لعالم الرجال في مصر، بل انه نقد موجه للرجال حول العالم، فللذي طالع البوست سيفهم ان الإعلامية رضوى لم تحدد جنسية الرجال في نشرتها، و اهانة رجال مصر لا ينطبق على هذه النشرة بالتحديد، انها تنتقد نصف المجتمع الإنساني حول العالم...لا اعلم فانا على يقين ان هذه الإعلامية تواجه هجوم شرسا من مجتمع ذكوري عديم ثقافة همجي لا يستوعب الرأي و الرأي الآخر و ينتقم منها لأنها تساند المرأة في محنتها،
على ضوء ما تقدمت به ارى ان تعليق الإعلامي مجدي الجلاد و العديد من الإعلاميين و الشخصيات التي تمسك مناصب نسائية ليس بمحله اطلاقا، فالإعلامية رضوى لا تسيئ اطلاقا الى المجتمع الإعلامي المصري، بل هي اضافة له و تكمله ببصمتها الخاصة فهي تساند المرأة و تغالي بمساندتها في قضاياها و تنصفها خير انصاف فلا ضرر مما تفعله و إن لم يعجب نخبة من الرجال و النساء النمطيين الذين يَهْوُن ذل المرأة و سحقها تحت وطأت المجتمعات الذكورية التقليدية، فالسكوت عن ببرنامج ياسمين عز بما يطرح من اهانة للمرأة و بما يغالي من إذلالها ليس عيب، فبرنامج ياسمين عز وصمة عار على عالم المراة اذ يجعل منها ممسحة قدمين مع كل اسف بما يعطي من نصائح سخيفة تحط من قيمتها، بل العيب بمجتمعنا الشرقي الذكروي البدائي و الهمجي هو ان تأتي اعلامية تغالي بالمرأة و تحاول اعطاها حقها و مساندتها و رفع قيمتها الى الأعلى...انا لا افهم مهزلة اتهام الإعلامية رضوى بسبب منشورها و لا افهم الهجوم عليها الا ان مجتمعنا بنظرته الهمجية للمرأة يأبى ان يترك افكاره التقليدية جانبا و يترقى ليفهم ان قيمتها و إنسانيتها مِنْ قيمة و إنسانية الرجل، فلا يكفي ان نعطي المرأة مناصب لتعمل بها، هذا لا يجعلنا مجتمعات متحضرة، بل تقبلنا للرأي و الرأي الآخر و تعاملنا نع التحديات التي حولنا بصورة حضارية و تعاملنا بإنسانية مع المرأة و تغير رؤيتنا للمرأة...لنفهم انها إنسانة...لا اكثر و لا اقل... هل ارقى لنا بكثير مما يحصل،
التعليقات