إستيقظت مبكرا صباح يوم الرابع من تشرين الأول عام 1970 لأجد ان والدي ووالدتي عليهما كل الرحمات من الله قد إستيقظا قبلي وبفترة ليست قصيرة تبعهما كافة أفراد عائلتي التي يزيد عددها عن عشرة أنفار فاليوم هو موعد إلتحاقي بمدرسة الرجولة العسكرية كتلميذ ضابط ، سارعت أمي الى بريموس الكاز لتضع عليه بعضا من الماء لإستحمامي وفيما غادرت هي إقترب مني والدي وأخذ يوجهني بحديث هامس لن أنساه ( أي ولدي ، هذا هو اليوم الذي انتظرناه ،يوم يتقرر فيه مستقبلك ، إعلم ان الحياة العسكرية ليست سهلة ولكنها ليست من الصعوبة بمكان ، عندما تشتد عليك الخطوب وتشعر بكل التعب والإرهاق فلا تيأس او تستسلم بل أنظر الى المستقبل وكيف ستكون ضابطا تحمل رتبة عسكرية عالية بإذن الله وتنال التقدير والإحترام ليس في المجال العسكري فقط بل وفي مجتمعك المحلي ايضا ، أي بني تحلّى بالأخلاق الفاضلة والشجاعة اللازمة ، كن صورة ناصعة لأسرتك ولعشيرتك ولمدينتك ، سر على بركة الله وبحفظه ) في هذه الأثناء عادت والدتي لتخبرني ان الماء قد أصبح جاهزا فقفزت فورا فلم تكن لحيتي قد نبتت بعد وكذلك شاربي ، أصبحت جاهزا للمغادرة ، دمعت عينا والدتي فهي تعلم انها لن تراني لمدّة اقلها ثلاثون يوما ، إصطف كافة اخواني واخواتي لتوديعي بما فيهم الصغير عصام الذي لم يتجاوز عمره بضعة أشهر حيث قامت والدتي عليها رحمة الله برفع يده بإتجاهي وكأنه يودعني ، قبّلت يدا والدي وكذلك والدتي وسرت مسرعا بإتجاه الشارع العام لأستقل أول باص بإتجاه منطقة العبدلي / العاصمه ، وصلت الى أحد المواقع العسكرية ، جرى توزيع بعض التجهيزات علينا وركبنا بآليات عسكرية بإتجاه منطقة خو / الزرقاء حيث يقع المركز التدريبي ، كان بإستقبالنا مدّربين أشدّاء مفتولي العضلات ، منسقي الشوارب ، سمر الوجوه ، ما ان نزلنا من السيارات حتى نظمونا بطوابير _-- اول مرّة اسمع بهذا المصطلح – ودرنا حول الميدان ركضا مرات ومرات كثيرة وعلّمونا أول ابجديات العسكرية الأردنية نشيدا وطنيا لا أزال أذكر كلماته دوما وحتى اردده احيانا عندما أخلو الى نفسي وتقول كلماته التي كتبها المرحوم الشيخ طاهر العمري الله.... الوطن.... الملك ايمان.... شرف.... نصر دعوة الحق لدينا.... نفحة هبّت علينا أرسل الله الينا..... سيد الكون محمّد إنما الإسلام قوّة .... وجهاد وفتوّه وصفاء وأخوّة .... واقتداء بمحمد لا تحيدوا عن هداه..... لا تدينوا لسواه وإستظلوا بحماه.... وإنهجوا نهج محمد حطموا ظلم الإعادي .... ها هو الأقصى ينادي وأهتفوا في كل وادي .... إننا جند محمد وأنا أقول وأردد دوما ها هو الأقصى ينادي فهل من مجيب؟؟؟
إستيقظت مبكرا صباح يوم الرابع من تشرين الأول عام 1970 لأجد ان والدي ووالدتي عليهما كل الرحمات من الله قد إستيقظا قبلي وبفترة ليست قصيرة تبعهما كافة أفراد عائلتي التي يزيد عددها عن عشرة أنفار فاليوم هو موعد إلتحاقي بمدرسة الرجولة العسكرية كتلميذ ضابط ، سارعت أمي الى بريموس الكاز لتضع عليه بعضا من الماء لإستحمامي وفيما غادرت هي إقترب مني والدي وأخذ يوجهني بحديث هامس لن أنساه ( أي ولدي ، هذا هو اليوم الذي انتظرناه ،يوم يتقرر فيه مستقبلك ، إعلم ان الحياة العسكرية ليست سهلة ولكنها ليست من الصعوبة بمكان ، عندما تشتد عليك الخطوب وتشعر بكل التعب والإرهاق فلا تيأس او تستسلم بل أنظر الى المستقبل وكيف ستكون ضابطا تحمل رتبة عسكرية عالية بإذن الله وتنال التقدير والإحترام ليس في المجال العسكري فقط بل وفي مجتمعك المحلي ايضا ، أي بني تحلّى بالأخلاق الفاضلة والشجاعة اللازمة ، كن صورة ناصعة لأسرتك ولعشيرتك ولمدينتك ، سر على بركة الله وبحفظه ) في هذه الأثناء عادت والدتي لتخبرني ان الماء قد أصبح جاهزا فقفزت فورا فلم تكن لحيتي قد نبتت بعد وكذلك شاربي ، أصبحت جاهزا للمغادرة ، دمعت عينا والدتي فهي تعلم انها لن تراني لمدّة اقلها ثلاثون يوما ، إصطف كافة اخواني واخواتي لتوديعي بما فيهم الصغير عصام الذي لم يتجاوز عمره بضعة أشهر حيث قامت والدتي عليها رحمة الله برفع يده بإتجاهي وكأنه يودعني ، قبّلت يدا والدي وكذلك والدتي وسرت مسرعا بإتجاه الشارع العام لأستقل أول باص بإتجاه منطقة العبدلي / العاصمه ، وصلت الى أحد المواقع العسكرية ، جرى توزيع بعض التجهيزات علينا وركبنا بآليات عسكرية بإتجاه منطقة خو / الزرقاء حيث يقع المركز التدريبي ، كان بإستقبالنا مدّربين أشدّاء مفتولي العضلات ، منسقي الشوارب ، سمر الوجوه ، ما ان نزلنا من السيارات حتى نظمونا بطوابير _-- اول مرّة اسمع بهذا المصطلح – ودرنا حول الميدان ركضا مرات ومرات كثيرة وعلّمونا أول ابجديات العسكرية الأردنية نشيدا وطنيا لا أزال أذكر كلماته دوما وحتى اردده احيانا عندما أخلو الى نفسي وتقول كلماته التي كتبها المرحوم الشيخ طاهر العمري الله.... الوطن.... الملك ايمان.... شرف.... نصر دعوة الحق لدينا.... نفحة هبّت علينا أرسل الله الينا..... سيد الكون محمّد إنما الإسلام قوّة .... وجهاد وفتوّه وصفاء وأخوّة .... واقتداء بمحمد لا تحيدوا عن هداه..... لا تدينوا لسواه وإستظلوا بحماه.... وإنهجوا نهج محمد حطموا ظلم الإعادي .... ها هو الأقصى ينادي وأهتفوا في كل وادي .... إننا جند محمد وأنا أقول وأردد دوما ها هو الأقصى ينادي فهل من مجيب؟؟؟
إستيقظت مبكرا صباح يوم الرابع من تشرين الأول عام 1970 لأجد ان والدي ووالدتي عليهما كل الرحمات من الله قد إستيقظا قبلي وبفترة ليست قصيرة تبعهما كافة أفراد عائلتي التي يزيد عددها عن عشرة أنفار فاليوم هو موعد إلتحاقي بمدرسة الرجولة العسكرية كتلميذ ضابط ، سارعت أمي الى بريموس الكاز لتضع عليه بعضا من الماء لإستحمامي وفيما غادرت هي إقترب مني والدي وأخذ يوجهني بحديث هامس لن أنساه ( أي ولدي ، هذا هو اليوم الذي انتظرناه ،يوم يتقرر فيه مستقبلك ، إعلم ان الحياة العسكرية ليست سهلة ولكنها ليست من الصعوبة بمكان ، عندما تشتد عليك الخطوب وتشعر بكل التعب والإرهاق فلا تيأس او تستسلم بل أنظر الى المستقبل وكيف ستكون ضابطا تحمل رتبة عسكرية عالية بإذن الله وتنال التقدير والإحترام ليس في المجال العسكري فقط بل وفي مجتمعك المحلي ايضا ، أي بني تحلّى بالأخلاق الفاضلة والشجاعة اللازمة ، كن صورة ناصعة لأسرتك ولعشيرتك ولمدينتك ، سر على بركة الله وبحفظه ) في هذه الأثناء عادت والدتي لتخبرني ان الماء قد أصبح جاهزا فقفزت فورا فلم تكن لحيتي قد نبتت بعد وكذلك شاربي ، أصبحت جاهزا للمغادرة ، دمعت عينا والدتي فهي تعلم انها لن تراني لمدّة اقلها ثلاثون يوما ، إصطف كافة اخواني واخواتي لتوديعي بما فيهم الصغير عصام الذي لم يتجاوز عمره بضعة أشهر حيث قامت والدتي عليها رحمة الله برفع يده بإتجاهي وكأنه يودعني ، قبّلت يدا والدي وكذلك والدتي وسرت مسرعا بإتجاه الشارع العام لأستقل أول باص بإتجاه منطقة العبدلي / العاصمه ، وصلت الى أحد المواقع العسكرية ، جرى توزيع بعض التجهيزات علينا وركبنا بآليات عسكرية بإتجاه منطقة خو / الزرقاء حيث يقع المركز التدريبي ، كان بإستقبالنا مدّربين أشدّاء مفتولي العضلات ، منسقي الشوارب ، سمر الوجوه ، ما ان نزلنا من السيارات حتى نظمونا بطوابير _-- اول مرّة اسمع بهذا المصطلح – ودرنا حول الميدان ركضا مرات ومرات كثيرة وعلّمونا أول ابجديات العسكرية الأردنية نشيدا وطنيا لا أزال أذكر كلماته دوما وحتى اردده احيانا عندما أخلو الى نفسي وتقول كلماته التي كتبها المرحوم الشيخ طاهر العمري الله.... الوطن.... الملك ايمان.... شرف.... نصر دعوة الحق لدينا.... نفحة هبّت علينا أرسل الله الينا..... سيد الكون محمّد إنما الإسلام قوّة .... وجهاد وفتوّه وصفاء وأخوّة .... واقتداء بمحمد لا تحيدوا عن هداه..... لا تدينوا لسواه وإستظلوا بحماه.... وإنهجوا نهج محمد حطموا ظلم الإعادي .... ها هو الأقصى ينادي وأهتفوا في كل وادي .... إننا جند محمد وأنا أقول وأردد دوما ها هو الأقصى ينادي فهل من مجيب؟؟؟
التعليقات
السلام ضروري وركن ركين وشرط في تقدم أي بلد .((((إقنباس,, حطموا ظلم الإعادي .... ها هو الأقصى ينادي )))))))
هذه باعتقادي قضايا أهم من نبش القبور وفتح جروح الماضي الأليم المليء بالمشاكل والكوارث فذلك لن يكون إلا طريقا إلى التشرذم والتفتت وسبيلا إلى التقهقر والتأخر والعودة إلى الوراء، والدوران في حلقة مفرغة تبدأ بكيل الاتهامات ولا تنتهي عندها.
قلم....USA.........
ليه انسيت علي يا حسين
ظابط
جميل ان نتذكر الكلمات التي كان لها دلالة في نفوسنا خاصة تلك التي تركت فينا تاثيرا عميقا سواء اكانت محفورة في الوجدان ام في مكان اخر
جهادالعمري
عزيزي ابو محمد رائع جداً ان تتذكر بداية حياتك العسكريه والأروع من ذلك نسيانك نهاية حياتك العسكريه
شكراً على كتاباتك الرائعه
محمد النوايسه
من اجمل الحضات ان يتذكر الانسان كفاحه فى شبابه انت يجب ان تكون قدوة حسنه لشباب اليوم لانه لانحصل على شئ بدون تعب وكفاح وهذا الشئ عظيم وقد حصلت على مكانه مرموقة وهامة فى المجتمع وليوفقك الله يا ابومحمد
ماجد عبدالرحمن ابوجماعه
من اجمل
ماجد عبدالرحمن ابوجماعه
كلمات محفورة في الوجدان
طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور
اظهار التعليقات
كلمات محفورة في الوجدان
إستيقظت مبكرا صباح يوم الرابع من تشرين الأول عام 1970 لأجد ان والدي ووالدتي عليهما كل الرحمات من الله قد إستيقظا قبلي وبفترة ليست قصيرة تبعهما كافة أفراد عائلتي التي يزيد عددها عن عشرة أنفار فاليوم هو موعد إلتحاقي بمدرسة الرجولة العسكرية كتلميذ ضابط ، سارعت أمي الى بريموس الكاز لتضع عليه بعضا من الماء لإستحمامي وفيما غادرت هي إقترب مني والدي وأخذ يوجهني بحديث هامس لن أنساه ( أي ولدي ، هذا هو اليوم الذي انتظرناه ،يوم يتقرر فيه مستقبلك ، إعلم ان الحياة العسكرية ليست سهلة ولكنها ليست من الصعوبة بمكان ، عندما تشتد عليك الخطوب وتشعر بكل التعب والإرهاق فلا تيأس او تستسلم بل أنظر الى المستقبل وكيف ستكون ضابطا تحمل رتبة عسكرية عالية بإذن الله وتنال التقدير والإحترام ليس في المجال العسكري فقط بل وفي مجتمعك المحلي ايضا ، أي بني تحلّى بالأخلاق الفاضلة والشجاعة اللازمة ، كن صورة ناصعة لأسرتك ولعشيرتك ولمدينتك ، سر على بركة الله وبحفظه ) في هذه الأثناء عادت والدتي لتخبرني ان الماء قد أصبح جاهزا فقفزت فورا فلم تكن لحيتي قد نبتت بعد وكذلك شاربي ، أصبحت جاهزا للمغادرة ، دمعت عينا والدتي فهي تعلم انها لن تراني لمدّة اقلها ثلاثون يوما ، إصطف كافة اخواني واخواتي لتوديعي بما فيهم الصغير عصام الذي لم يتجاوز عمره بضعة أشهر حيث قامت والدتي عليها رحمة الله برفع يده بإتجاهي وكأنه يودعني ، قبّلت يدا والدي وكذلك والدتي وسرت مسرعا بإتجاه الشارع العام لأستقل أول باص بإتجاه منطقة العبدلي / العاصمه ، وصلت الى أحد المواقع العسكرية ، جرى توزيع بعض التجهيزات علينا وركبنا بآليات عسكرية بإتجاه منطقة خو / الزرقاء حيث يقع المركز التدريبي ، كان بإستقبالنا مدّربين أشدّاء مفتولي العضلات ، منسقي الشوارب ، سمر الوجوه ، ما ان نزلنا من السيارات حتى نظمونا بطوابير _-- اول مرّة اسمع بهذا المصطلح – ودرنا حول الميدان ركضا مرات ومرات كثيرة وعلّمونا أول ابجديات العسكرية الأردنية نشيدا وطنيا لا أزال أذكر كلماته دوما وحتى اردده احيانا عندما أخلو الى نفسي وتقول كلماته التي كتبها المرحوم الشيخ طاهر العمري الله.... الوطن.... الملك ايمان.... شرف.... نصر دعوة الحق لدينا.... نفحة هبّت علينا أرسل الله الينا..... سيد الكون محمّد إنما الإسلام قوّة .... وجهاد وفتوّه وصفاء وأخوّة .... واقتداء بمحمد لا تحيدوا عن هداه..... لا تدينوا لسواه وإستظلوا بحماه.... وإنهجوا نهج محمد حطموا ظلم الإعادي .... ها هو الأقصى ينادي وأهتفوا في كل وادي .... إننا جند محمد وأنا أقول وأردد دوما ها هو الأقصى ينادي فهل من مجيب؟؟؟
التعليقات
هذه باعتقادي قضايا أهم من نبش القبور وفتح جروح الماضي الأليم المليء بالمشاكل والكوارث فذلك لن يكون إلا طريقا إلى التشرذم والتفتت وسبيلا إلى التقهقر والتأخر والعودة إلى الوراء، والدوران في حلقة مفرغة تبدأ بكيل الاتهامات ولا تنتهي عندها.
شكراً على كتاباتك الرائعه