طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

مفاوضات عبثية صواريخ عبثية!


يصف الرئيس الفلسطيني اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل بانها »صواريخ عبثية«.. وقد تكون كذلك في ظل الاوضاع الفلسطينية والعربية والدولية السائدة. لكن ايضا يمكن وصف المفاوضات القائمة بين السلطة في رام الله وبين الاحتلال بانها »مفاوضات عبثية« لانها تجرى في ظل الاوضاع نفسها.

يحتاج الشعب الفلسطيني الى حملة انقاذ استثنائية لاخراجه من الاوضاع الراهنة, من حالة الحصار والتجويع في قطاع غزة الى الحواجز والاستيطان في الضفة الغربية. واذا كان ممثلو الامم المتحدة والاونروا قد اطلقوا نداءات استغاثة الى المجتمع الدولي, من خلال وسائل الاعلام من اجل تجنب حدوث كارثة انسانية في القطاع بسبب الحصار, فان الفلسطينيين بحاجة ايضا الى نداءات من نوع آخر تتعلق بانقاذ القضية من »الصراعات العبثية« التي تزداد استفحالا بين رام الله وحكومة غزة.

القضية الفلسطينية بحاجة الى المفاوضات وهي بحاجة الى الصواريخ على ان لا تكون عبثية, لان الاحتلال الصهيوني ليس كأي احتلال آخر, انه احلالي استيطاني عنصري يقوم على نفي الفلسطينيين ومحاولة القضاء عليهم ولا يعترف بأي قانون دولي. اللغة الوحيدة التي يجب ان يعرفها هي اسلوب حزب الله في المقاومة.

مفاوضات من دون صواريخ ومقاومة لا تجدي ولا تنفع وانما تفتح شهية الاحتلال لمزيد من الاستيطان والقمع وحملات القتل والاسر, كما هي الحالة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين. وصواريخ من دون سلطة وطنية واحدة, وبرنامج وطني موحد, يزاوج بين المقاومة والمفاوضات, لا تجدي ولا تنفع ايضا وحصادها قتل وتجويع مجاني وحصار.

في الاشهر القليلة المقبلة, هناك فرصة اخرى ومهمة تنتظر القضية الفلسطينية, اقصد بذلك الاشهر الاولى من رئاسة باراك اوباما, وأفترض ويفترض كثيرون غيري ان التغيير الكبير الذي جرى في الولايات المتحدة سيقود الى تغيير مماثل في سياساتها ومواقفها الدولية. واذا رست خيارات اوباما على هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية فان هذا يعني ان الشرق الاوسط سيكون على اجندة الرئيس الجديد في وقت مبكر.

هذه الفرصة بما تحمل من احتمالات في التغيير تفرض على طرفي الصراع في الساحة الفلسطينية اعادة حساباتهما (1) من الخطأ ان تواصل الرئاسة في رام الله التمسك بنهج مفاوضات لم يتم اعتمادها كشريك الاّ بعد انهيار شراكتها مع حماس في حكومة الوحدة الوطنية واعتقال نصف المجلس التشريعي من قبل قوات الاحتلال واخيرا القطيعة الكاملة بين غزة ورام الله.

2- من الخطأ ان تواصل حركة حماس التحرك بمفاهيم انتصار معسكر الممانعة والمقاومة, لان فشل ادارة بوش ورحيلها عن البيت الابيض لا يعني ان اوباما سيكون في صف الممانعة والمقاومة, فاقصى ما هو منتظر منه ان يعيد تقييم سياسة بلاده من القضية الفلسطينية انطلاقا من سياسات كلينتون وملفات كامب ديفيد الثاني.

من دون عودة الفلسطينيين الى صيغة المفاوضات والمقاومة, بعيدا عن العبث والعبثية, وبما يؤسس لموقف وطني موحد, فان المجتمع الدولي سيكون اكثر انحيازا لسلطة الاحتلال وربما الى نتنياهو اسرائيل اذا استمر الانقسام الفلسطيني بين المفاوضات العبثية والصواريخ العبثية.0


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/3362