بلغة هابطة ورخيصة يعف عنها اللسان ويرفضها أولاد الشوارع واللصوص وقطاع الطرق ورواد الحانات وبيوت الدعارة وبالتغريدات المسيئة والمليئة بألاحكام المسبقة الظالمة والتصريحات التي تثير الغضب العالمي والتوصيفات الخادشة للذوق العام والمنطق والتي تفوح منها رائحة الكراهية والعنصرية والتربص وتتساقط من ثناياها حروف وكلمات ومعاني نابية وسوقية مقززة وصلت قمة الصبيانية والوضاعة والغرور والغطرسة وبشكل بات لا يحتمل بعدما أصبحت الاتهامات والإساءات اللفظية عند الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً معتاداً يقتاته يوميا بعيدا عن قيم المسؤولية واحترام مكانة المنصب وتعزيز التعاون المشترك وتوثيق الروابط الدبلوماسية الدولية وهو يجوب العالم يزرع الفتن ويستفز الرأي العام ويخلق الانقسامات بين الأنظمة والحكومات والشعوب وما زياراته الأخيرة لبريطانيا وحديثة بألفاظ سوقية وتوصيفات فجة مرفوضة بحق عمدة لندن إلا تجسيدا واقعيا لكل ما تقدم .
لم يتحلّى ترامب بمعايير الأدب والأخلاق ولم يراعي قواعد وسلوك الاحترام لمضيفيه الانجليز كزائر لبلدهم على وقع مظاهرات شعبية غاضبة شارك فيها 250 ألف شخص على الأقل احتجاجا على سياساته الهوجاء وها هو يقحم نفسه بصورة مقيتة في شُؤونهم الداخليّة ذات الحساسية العالية حيث وبخ وتطاول بطريقةٍ عنصريٍة كريهة على عمدة لندن المحامي صادق خان الذي ينحدر من أصولٍ باكستانيّة ومن أسرةٍ مسلمة ووصفه على الهواء مباشرة في مؤتمر مشترك مع رئيسة الوزراء البريطانية المنتهية ولايتها تيريزا ماي في العاصمة البريطانية بأنه فاشل تماما ومتبلد الحس وقبيل وصوله وهو على متن طائرة تابعة لسلاح الجو أثار ترامب خلافا مع خان وغرد عبر تويتر واصفا إياه بالسلبي وغير النبيه وأنه رجل خاسر مثل حجر بارد لم يقم بعمله بشكل جيد بينما عليه التركيز على وظيفته وإن أداءه كعمدة مروع وقد اتهمه من قبل بعدم بذل ما يكفي من جهد لمنع الهجمات الإرهابية في لندن وفي تغريدة لاحقة كتب ترامب أن خان يذكره برئيس بلدية نيويورك بلاسيو الغبي الذي لا يتمتع بالكفاءة .
وقد هاجم خان بطريقة تهدف إلى تحطيمه خاصة وأن ترامب يشعر بغبطة غامرة عندما يهاجم المسلمين وان الرئيس الأمريكي بهكذا سلوك يعكس دناءة وانعدام القيم في شخصه وهو يعبر عن ضعفه وقلة حيلته ويعكس أيضا عقدة النقص التي يشعر بها من الإسلام والمسلمين وأن سلوكه الدخيل على السياسة أثار قلق أقرب حلفاء الولايات المتحدة لانه يمثل خطراً على السياسة الأمريكية وهو الرئيس المولع بأناقته وشعره والذي يتكلم بإسفاف غير معهود كما انه هجومي ومندفع ويميني متشدد ومهرج محب للاستعراض والشهرة وغير جاد ولا يصلح ليكون سياسيا ناهيك عن أن يكون رئيس دولة وهو دائما يدلي بتصريحات مثيرة للجدل دون حسيب أو رقيب ويقوم بحركات لا يفعلها رئيس اقوي دولة في العالم مثل أن يدعو امرأة لتصعد إلى المنبر ويدعوها لشد شعره بقوة لتري إن كان شعره حقيقيا ام ' باروكة ' وربما يكون أول صهيوني يحكم الولايات المتحدة بعدما أعلن أنه الوحيد الذي سيقدم لإسرائيل دعما حقيقيا وقد قال ذات مرة لقد كان والدي من قبلي مواليا لإسرائيل وكان لديه كثير من الأصدقاء اليهود وان محبتي لليهود تعود لأبي كما تعود لابنتي إفانكا التي اعتنقت اليهودية عام 2009 ومنذ ذلك الوقت وهي تحافظ على قداسة يوم السبت مع زوجها اليهودي جاريد كوشنير صاحب صحيفة نيويورك أبزيرفير والمستشار الخاص ويبدو هنا ان قناعات ترامب المعلنة تكشف عن صحة التقارير التي تحدثت عن اعتناقه اليهودية سرا وانه ينوي إعلان ديانته الحقيقية في مرحلة لاحقة .
لقد سمح الرئيس الأمريكي لنفسه بلا خجل التدخل بشكلٍ سافرٍ في السياسة البريطانية الداخلية عندما انتقد طريقة رئيسة الوزراء البريطانيّة المستقيلة تيريزا ماي في التّفاوض مع الاتّحاد الأوروبي للخروج باتفاق وانحازه بالكامل وانحاز إلى بوريس جونسون وزير الخارجيّة السابق كخِيار أفضل لخِلافتها في زعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء مما أثار موجات غضب عارمة في أوساط النخبة السياسيّة والشعبية بلغت ذروتها عندما أشاد بنايجل فاراج مهندس البريكست اليميني المتطرف وقد وصف ميغان زوجة الأمير هاري نجل الملكة بأنّها شريرة وخبيثة لأنها تنتمي إلى أسرة من أُصول أفريقية أمريكيّة فهل يستحق رجل كهذا أن يكون رئيسًا للولايات المتحدة والعالم الحر.
و قد رد صادق خان بالهجوم اللفظي على ترامب أكثر من مرة منذ أصبح أول عمدة مسلم للندن عام 2016 وانتقد بشكل واسع مقترحه بفرض حظر على سفر مواطني عدة دول ذات أغلبية مسلمة للولايات المتحدة وطالب بعدم فرش السجادة الحمراء لاستقباله وفي مقطع مصور لمجلة ' إيل ' نشر تغريدة له عبر تويتر قال فيها إن قيم الرئيس الأميركي تناقض تماما قيم لندن واتهم الولايات المتحدة بتقويض حقوق المرأة الإنجابية حيث تفرض بعض الولايات قيودا على الإجهاض ورد على ترامب قائلا إن ' ربطك بين ارتفاع معدلات الجريمة في العاصمة البريطانية والهجرة أمر مناف للعقل ' ووصف عمدة لندن الرئيس الامريكي بأنه من أبرز أمثلة الخطر العالمي لزيادة نفوذ قوى أقصى اليمين معتبرا أن هذه الظاهرة 'تهدد الحقوق والحريات والقيم التي دافعت عنها مجتمعاتنا الليبرالية والديمقراطية على مدى أكثر من سبعة عقود وان ما حصل في أحداث شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا خير دليل على ذلك وقال ان ترامب يستخدم الخطاب نفسه الذي لجأ إليه الفاشيون في القرن العشرين لكسب الدعم لكن مع استخدام أساليب مشؤومة جديدة لتقديم رسالتهم وقال خان إنه لم يشعر بالإهانةة من تغريدة الرئيس الأميركي البالغ من العمر 72 عام وهذا هو نوع السلوك الذي يتوقعه من طفل عمره 11 عام وتعهد بان ألا يكتب تغريدات طفولية مماثلة كما يفعل ترامب .
يذكر بان هنالك رسالة مدوّية وقعها 50 خبيراً بارزاً تولوا مسؤوليات كبيرة في منظومة الأمن القومي الأمريكي نشرت في صحيفة 'نيويورك تايمز' قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة أكدوا فيها أن دونالد ترامب 'لا يصلح للرئاسة؛ بسبب جهله وعدم كفاءته' محذرين من أنه إذا انتخب فسيكون أخطر رئيس في التاريخ الأمريكي وانه سيعرّض أمن البلاد القومي وازدهارها للخطر وأضافوا ان ترامب ليس لديه لا الشخصية ولا القيم ولا الخبرة لكي يكون رئيساً وهو يظهر عن جهل مقلق لأبسط الوقائع في السياسة الدولية وأوضحوا أيضا أنه ليس جاهلاً في الشؤون الدولية والأخطار بوجه الأمن القومي فحسب بل إنه لا يبدي أي رغبة في الاستعلام معربين عن أسفهم لأنه يتصرف بنزق ولا يتمتع بضبط النفس ولا هو قادر على تقبل الانتقادات الشخصية وحذروا في حينه من أن وصوله إلى البيت الأبيض سيضعف السلطة المعنوية للولايات المتحدة في العالم وأشاروا إلى أنه يجهل مبادئ الدستور والقوانين الأمريكية .
وقد شن جيمس كومي مدير مكتب التحقيق الفيدرالي المقال هجومًا شرسًا على ترامب حيث وصفه بأنه غير صالح أخلاقيا لرئاسة الولايات المتحدة وقد كشف التقرير الذي قدمه المحقق الخاص 'روبرت مولر' حول التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يصلح لمنصب رئيس الولايات المتحدة وكذلك الوسائل التي أدت به للوصول إليه وقد أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسى بيلوسى أن ترامب لا يصلح لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة من الناحية الأخلاقية والفكرية وقال وزير الدفاع الأمريكي الأسبق تشاك هاغل إن ترامب لا يفهم السياسات الدولية وكيف تصنع وموضوع المصالح والتداعيات والحلفاء وذلك في معرض تعليقه على قرار الانسحاب من سوريا .
ولا يمكن نسيان تصريحات ترامب التي وصف فيها قارة أفريقيا بأنها حفرة قاذورات والمهاجرين المكسيكيين بأنهم مجرمون ومغتصبون وأشخاص يسببون الكثير من المشاكل ويجلبون المخدرات والجريمة وفي حوار له مع محطة 'سي إن إن' في آذار 2016 قال ' أعتقد أن الإسلام يكرهنا ولدينا مشاكل مع المسلمين الذين يدخلون بلادنا '
قصة صعود صادق خان ابن سائق الأتوبيس البسيط الذي عاش معظم طفولته وشبابه في منزل حكومي تقدمه الدولة للفقراء والمعدمين دخل التاريخ من الباب نفسه الذي دخل منه باراك اوباما الرئيس الأمريكي السابق مع ببعض الفوارق ليصبح وزيرًا للنقل ثم مرشحً حزب العمال لمنصب عمدة لندن كرمز للنجاح الذي يثير طموحات وأحلام الكثير من سكان لندن من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة حيث تفوق بجدارة على مرشح حزب المحافظين وكسراً احتكار هذا الحزب لمقعد عمدة مدينة الضباب على مدى ثماني سنوات والذي يعتبر من أهم المناصب في بريطانيا وهو أول عمدة للعاصمة البريطانية من أصول غير بيضاء ممثلا لشريحة الأقليات في الغرب عامة وكمهاجر من دين مخالف لدين الأغلبية وقد كان في قوزه رد قوي على من يهاجمون المسلمين وبدعوى أنهم غير قادرين على الاندماج في النظم الديمقراطية العلمانية بينما يلجئون لخطاب الإسلاموفوبيا والعنصرية واستدعاء الدين للمعركة إذا ما نافسهم مسلم على منصب ما في انتخابات حرة وفقًا للقواعد الديمقراطية. كما أنه كان ردًا على كثير من المتطرفين في الغرب وهوإثبات أنه بالإمكان إقناع الشعوب الغربية بعدم النظر لدين الآخر أو لونه أو عِرقه والنظر فقط لكفاءته أو مؤهلاته على شغل منصب ما أو الوصول لمكانة معينة .
عندما يتعلق الأمر بالاهانات السياسية المعاصرة فان ترامب يعتبر في المقدمة وأشهر من نار على علم في هذا المجال حيث يستخدم الألقاب للتقليل من شأن ومكانة الشخصيات السياسية في امريكا وعلى المستوى العالمي وقد وصف ترامب الزعيم الكوري الشمالي بالرجل المخادع ووصف أيضا رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو بالصاروخ الصغير والضعيف وسبق له ان سخر من الزابيث وارن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوستس بالبلهاء وانها تشبة بوكاهونتاش ( واحد من الرسوم المتحركة الشهيرة ) في إشارة عنصرية واضحة لأصلها العرقي ويحوي قاموس ترامب للألفاظ النابية والبذيئة العديد من الجمل الموجهة لكل من الديمقراطيين والجمهوريين علي سبيل المثال بعض الأسماء المرفوضة لأقزام ديزني السبعة وهو ما يمثل ' الملتوي والمجنون والماكر والكاذب والمخادع ' وهذا غيض من فيض اهاناته وعباراته الوضيعة .
الرئيس ترامب رجل مسعور في تنفيذ سياساته وفاقد الأهلية للقيادة وشعبيته في ادني مستوياتها ويريد رفعها من خلال إشعال الحروب وإلقاء القنابل والصواريخ هنا وهناك وقد تاجر بخبث ملحوظ في كراهية المسلمين واليهود والمهاجرين .
ولم يعد رئيس اكبر دولة في العالم فقط بل أصبح ظاهرة غوغائية وحركة فكرية وسياسية وأيديولوجية واقتصادية خطيرة تنذر بالشؤوم كل يوم بمعنى آخر هذه هي أمريكا دونالد ترامب السوقي الجلف والأرعن الانتهازي الذي حيثما حل كان الاضطراب والخراب .
mahdimubarak@gmail.com
بلغة هابطة ورخيصة يعف عنها اللسان ويرفضها أولاد الشوارع واللصوص وقطاع الطرق ورواد الحانات وبيوت الدعارة وبالتغريدات المسيئة والمليئة بألاحكام المسبقة الظالمة والتصريحات التي تثير الغضب العالمي والتوصيفات الخادشة للذوق العام والمنطق والتي تفوح منها رائحة الكراهية والعنصرية والتربص وتتساقط من ثناياها حروف وكلمات ومعاني نابية وسوقية مقززة وصلت قمة الصبيانية والوضاعة والغرور والغطرسة وبشكل بات لا يحتمل بعدما أصبحت الاتهامات والإساءات اللفظية عند الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً معتاداً يقتاته يوميا بعيدا عن قيم المسؤولية واحترام مكانة المنصب وتعزيز التعاون المشترك وتوثيق الروابط الدبلوماسية الدولية وهو يجوب العالم يزرع الفتن ويستفز الرأي العام ويخلق الانقسامات بين الأنظمة والحكومات والشعوب وما زياراته الأخيرة لبريطانيا وحديثة بألفاظ سوقية وتوصيفات فجة مرفوضة بحق عمدة لندن إلا تجسيدا واقعيا لكل ما تقدم .
لم يتحلّى ترامب بمعايير الأدب والأخلاق ولم يراعي قواعد وسلوك الاحترام لمضيفيه الانجليز كزائر لبلدهم على وقع مظاهرات شعبية غاضبة شارك فيها 250 ألف شخص على الأقل احتجاجا على سياساته الهوجاء وها هو يقحم نفسه بصورة مقيتة في شُؤونهم الداخليّة ذات الحساسية العالية حيث وبخ وتطاول بطريقةٍ عنصريٍة كريهة على عمدة لندن المحامي صادق خان الذي ينحدر من أصولٍ باكستانيّة ومن أسرةٍ مسلمة ووصفه على الهواء مباشرة في مؤتمر مشترك مع رئيسة الوزراء البريطانية المنتهية ولايتها تيريزا ماي في العاصمة البريطانية بأنه فاشل تماما ومتبلد الحس وقبيل وصوله وهو على متن طائرة تابعة لسلاح الجو أثار ترامب خلافا مع خان وغرد عبر تويتر واصفا إياه بالسلبي وغير النبيه وأنه رجل خاسر مثل حجر بارد لم يقم بعمله بشكل جيد بينما عليه التركيز على وظيفته وإن أداءه كعمدة مروع وقد اتهمه من قبل بعدم بذل ما يكفي من جهد لمنع الهجمات الإرهابية في لندن وفي تغريدة لاحقة كتب ترامب أن خان يذكره برئيس بلدية نيويورك بلاسيو الغبي الذي لا يتمتع بالكفاءة .
وقد هاجم خان بطريقة تهدف إلى تحطيمه خاصة وأن ترامب يشعر بغبطة غامرة عندما يهاجم المسلمين وان الرئيس الأمريكي بهكذا سلوك يعكس دناءة وانعدام القيم في شخصه وهو يعبر عن ضعفه وقلة حيلته ويعكس أيضا عقدة النقص التي يشعر بها من الإسلام والمسلمين وأن سلوكه الدخيل على السياسة أثار قلق أقرب حلفاء الولايات المتحدة لانه يمثل خطراً على السياسة الأمريكية وهو الرئيس المولع بأناقته وشعره والذي يتكلم بإسفاف غير معهود كما انه هجومي ومندفع ويميني متشدد ومهرج محب للاستعراض والشهرة وغير جاد ولا يصلح ليكون سياسيا ناهيك عن أن يكون رئيس دولة وهو دائما يدلي بتصريحات مثيرة للجدل دون حسيب أو رقيب ويقوم بحركات لا يفعلها رئيس اقوي دولة في العالم مثل أن يدعو امرأة لتصعد إلى المنبر ويدعوها لشد شعره بقوة لتري إن كان شعره حقيقيا ام ' باروكة ' وربما يكون أول صهيوني يحكم الولايات المتحدة بعدما أعلن أنه الوحيد الذي سيقدم لإسرائيل دعما حقيقيا وقد قال ذات مرة لقد كان والدي من قبلي مواليا لإسرائيل وكان لديه كثير من الأصدقاء اليهود وان محبتي لليهود تعود لأبي كما تعود لابنتي إفانكا التي اعتنقت اليهودية عام 2009 ومنذ ذلك الوقت وهي تحافظ على قداسة يوم السبت مع زوجها اليهودي جاريد كوشنير صاحب صحيفة نيويورك أبزيرفير والمستشار الخاص ويبدو هنا ان قناعات ترامب المعلنة تكشف عن صحة التقارير التي تحدثت عن اعتناقه اليهودية سرا وانه ينوي إعلان ديانته الحقيقية في مرحلة لاحقة .
لقد سمح الرئيس الأمريكي لنفسه بلا خجل التدخل بشكلٍ سافرٍ في السياسة البريطانية الداخلية عندما انتقد طريقة رئيسة الوزراء البريطانيّة المستقيلة تيريزا ماي في التّفاوض مع الاتّحاد الأوروبي للخروج باتفاق وانحازه بالكامل وانحاز إلى بوريس جونسون وزير الخارجيّة السابق كخِيار أفضل لخِلافتها في زعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء مما أثار موجات غضب عارمة في أوساط النخبة السياسيّة والشعبية بلغت ذروتها عندما أشاد بنايجل فاراج مهندس البريكست اليميني المتطرف وقد وصف ميغان زوجة الأمير هاري نجل الملكة بأنّها شريرة وخبيثة لأنها تنتمي إلى أسرة من أُصول أفريقية أمريكيّة فهل يستحق رجل كهذا أن يكون رئيسًا للولايات المتحدة والعالم الحر.
و قد رد صادق خان بالهجوم اللفظي على ترامب أكثر من مرة منذ أصبح أول عمدة مسلم للندن عام 2016 وانتقد بشكل واسع مقترحه بفرض حظر على سفر مواطني عدة دول ذات أغلبية مسلمة للولايات المتحدة وطالب بعدم فرش السجادة الحمراء لاستقباله وفي مقطع مصور لمجلة ' إيل ' نشر تغريدة له عبر تويتر قال فيها إن قيم الرئيس الأميركي تناقض تماما قيم لندن واتهم الولايات المتحدة بتقويض حقوق المرأة الإنجابية حيث تفرض بعض الولايات قيودا على الإجهاض ورد على ترامب قائلا إن ' ربطك بين ارتفاع معدلات الجريمة في العاصمة البريطانية والهجرة أمر مناف للعقل ' ووصف عمدة لندن الرئيس الامريكي بأنه من أبرز أمثلة الخطر العالمي لزيادة نفوذ قوى أقصى اليمين معتبرا أن هذه الظاهرة 'تهدد الحقوق والحريات والقيم التي دافعت عنها مجتمعاتنا الليبرالية والديمقراطية على مدى أكثر من سبعة عقود وان ما حصل في أحداث شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا خير دليل على ذلك وقال ان ترامب يستخدم الخطاب نفسه الذي لجأ إليه الفاشيون في القرن العشرين لكسب الدعم لكن مع استخدام أساليب مشؤومة جديدة لتقديم رسالتهم وقال خان إنه لم يشعر بالإهانةة من تغريدة الرئيس الأميركي البالغ من العمر 72 عام وهذا هو نوع السلوك الذي يتوقعه من طفل عمره 11 عام وتعهد بان ألا يكتب تغريدات طفولية مماثلة كما يفعل ترامب .
يذكر بان هنالك رسالة مدوّية وقعها 50 خبيراً بارزاً تولوا مسؤوليات كبيرة في منظومة الأمن القومي الأمريكي نشرت في صحيفة 'نيويورك تايمز' قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة أكدوا فيها أن دونالد ترامب 'لا يصلح للرئاسة؛ بسبب جهله وعدم كفاءته' محذرين من أنه إذا انتخب فسيكون أخطر رئيس في التاريخ الأمريكي وانه سيعرّض أمن البلاد القومي وازدهارها للخطر وأضافوا ان ترامب ليس لديه لا الشخصية ولا القيم ولا الخبرة لكي يكون رئيساً وهو يظهر عن جهل مقلق لأبسط الوقائع في السياسة الدولية وأوضحوا أيضا أنه ليس جاهلاً في الشؤون الدولية والأخطار بوجه الأمن القومي فحسب بل إنه لا يبدي أي رغبة في الاستعلام معربين عن أسفهم لأنه يتصرف بنزق ولا يتمتع بضبط النفس ولا هو قادر على تقبل الانتقادات الشخصية وحذروا في حينه من أن وصوله إلى البيت الأبيض سيضعف السلطة المعنوية للولايات المتحدة في العالم وأشاروا إلى أنه يجهل مبادئ الدستور والقوانين الأمريكية .
وقد شن جيمس كومي مدير مكتب التحقيق الفيدرالي المقال هجومًا شرسًا على ترامب حيث وصفه بأنه غير صالح أخلاقيا لرئاسة الولايات المتحدة وقد كشف التقرير الذي قدمه المحقق الخاص 'روبرت مولر' حول التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يصلح لمنصب رئيس الولايات المتحدة وكذلك الوسائل التي أدت به للوصول إليه وقد أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسى بيلوسى أن ترامب لا يصلح لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة من الناحية الأخلاقية والفكرية وقال وزير الدفاع الأمريكي الأسبق تشاك هاغل إن ترامب لا يفهم السياسات الدولية وكيف تصنع وموضوع المصالح والتداعيات والحلفاء وذلك في معرض تعليقه على قرار الانسحاب من سوريا .
ولا يمكن نسيان تصريحات ترامب التي وصف فيها قارة أفريقيا بأنها حفرة قاذورات والمهاجرين المكسيكيين بأنهم مجرمون ومغتصبون وأشخاص يسببون الكثير من المشاكل ويجلبون المخدرات والجريمة وفي حوار له مع محطة 'سي إن إن' في آذار 2016 قال ' أعتقد أن الإسلام يكرهنا ولدينا مشاكل مع المسلمين الذين يدخلون بلادنا '
قصة صعود صادق خان ابن سائق الأتوبيس البسيط الذي عاش معظم طفولته وشبابه في منزل حكومي تقدمه الدولة للفقراء والمعدمين دخل التاريخ من الباب نفسه الذي دخل منه باراك اوباما الرئيس الأمريكي السابق مع ببعض الفوارق ليصبح وزيرًا للنقل ثم مرشحً حزب العمال لمنصب عمدة لندن كرمز للنجاح الذي يثير طموحات وأحلام الكثير من سكان لندن من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة حيث تفوق بجدارة على مرشح حزب المحافظين وكسراً احتكار هذا الحزب لمقعد عمدة مدينة الضباب على مدى ثماني سنوات والذي يعتبر من أهم المناصب في بريطانيا وهو أول عمدة للعاصمة البريطانية من أصول غير بيضاء ممثلا لشريحة الأقليات في الغرب عامة وكمهاجر من دين مخالف لدين الأغلبية وقد كان في قوزه رد قوي على من يهاجمون المسلمين وبدعوى أنهم غير قادرين على الاندماج في النظم الديمقراطية العلمانية بينما يلجئون لخطاب الإسلاموفوبيا والعنصرية واستدعاء الدين للمعركة إذا ما نافسهم مسلم على منصب ما في انتخابات حرة وفقًا للقواعد الديمقراطية. كما أنه كان ردًا على كثير من المتطرفين في الغرب وهوإثبات أنه بالإمكان إقناع الشعوب الغربية بعدم النظر لدين الآخر أو لونه أو عِرقه والنظر فقط لكفاءته أو مؤهلاته على شغل منصب ما أو الوصول لمكانة معينة .
عندما يتعلق الأمر بالاهانات السياسية المعاصرة فان ترامب يعتبر في المقدمة وأشهر من نار على علم في هذا المجال حيث يستخدم الألقاب للتقليل من شأن ومكانة الشخصيات السياسية في امريكا وعلى المستوى العالمي وقد وصف ترامب الزعيم الكوري الشمالي بالرجل المخادع ووصف أيضا رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو بالصاروخ الصغير والضعيف وسبق له ان سخر من الزابيث وارن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوستس بالبلهاء وانها تشبة بوكاهونتاش ( واحد من الرسوم المتحركة الشهيرة ) في إشارة عنصرية واضحة لأصلها العرقي ويحوي قاموس ترامب للألفاظ النابية والبذيئة العديد من الجمل الموجهة لكل من الديمقراطيين والجمهوريين علي سبيل المثال بعض الأسماء المرفوضة لأقزام ديزني السبعة وهو ما يمثل ' الملتوي والمجنون والماكر والكاذب والمخادع ' وهذا غيض من فيض اهاناته وعباراته الوضيعة .
الرئيس ترامب رجل مسعور في تنفيذ سياساته وفاقد الأهلية للقيادة وشعبيته في ادني مستوياتها ويريد رفعها من خلال إشعال الحروب وإلقاء القنابل والصواريخ هنا وهناك وقد تاجر بخبث ملحوظ في كراهية المسلمين واليهود والمهاجرين .
ولم يعد رئيس اكبر دولة في العالم فقط بل أصبح ظاهرة غوغائية وحركة فكرية وسياسية وأيديولوجية واقتصادية خطيرة تنذر بالشؤوم كل يوم بمعنى آخر هذه هي أمريكا دونالد ترامب السوقي الجلف والأرعن الانتهازي الذي حيثما حل كان الاضطراب والخراب .
mahdimubarak@gmail.com
بلغة هابطة ورخيصة يعف عنها اللسان ويرفضها أولاد الشوارع واللصوص وقطاع الطرق ورواد الحانات وبيوت الدعارة وبالتغريدات المسيئة والمليئة بألاحكام المسبقة الظالمة والتصريحات التي تثير الغضب العالمي والتوصيفات الخادشة للذوق العام والمنطق والتي تفوح منها رائحة الكراهية والعنصرية والتربص وتتساقط من ثناياها حروف وكلمات ومعاني نابية وسوقية مقززة وصلت قمة الصبيانية والوضاعة والغرور والغطرسة وبشكل بات لا يحتمل بعدما أصبحت الاتهامات والإساءات اللفظية عند الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً معتاداً يقتاته يوميا بعيدا عن قيم المسؤولية واحترام مكانة المنصب وتعزيز التعاون المشترك وتوثيق الروابط الدبلوماسية الدولية وهو يجوب العالم يزرع الفتن ويستفز الرأي العام ويخلق الانقسامات بين الأنظمة والحكومات والشعوب وما زياراته الأخيرة لبريطانيا وحديثة بألفاظ سوقية وتوصيفات فجة مرفوضة بحق عمدة لندن إلا تجسيدا واقعيا لكل ما تقدم .
لم يتحلّى ترامب بمعايير الأدب والأخلاق ولم يراعي قواعد وسلوك الاحترام لمضيفيه الانجليز كزائر لبلدهم على وقع مظاهرات شعبية غاضبة شارك فيها 250 ألف شخص على الأقل احتجاجا على سياساته الهوجاء وها هو يقحم نفسه بصورة مقيتة في شُؤونهم الداخليّة ذات الحساسية العالية حيث وبخ وتطاول بطريقةٍ عنصريٍة كريهة على عمدة لندن المحامي صادق خان الذي ينحدر من أصولٍ باكستانيّة ومن أسرةٍ مسلمة ووصفه على الهواء مباشرة في مؤتمر مشترك مع رئيسة الوزراء البريطانية المنتهية ولايتها تيريزا ماي في العاصمة البريطانية بأنه فاشل تماما ومتبلد الحس وقبيل وصوله وهو على متن طائرة تابعة لسلاح الجو أثار ترامب خلافا مع خان وغرد عبر تويتر واصفا إياه بالسلبي وغير النبيه وأنه رجل خاسر مثل حجر بارد لم يقم بعمله بشكل جيد بينما عليه التركيز على وظيفته وإن أداءه كعمدة مروع وقد اتهمه من قبل بعدم بذل ما يكفي من جهد لمنع الهجمات الإرهابية في لندن وفي تغريدة لاحقة كتب ترامب أن خان يذكره برئيس بلدية نيويورك بلاسيو الغبي الذي لا يتمتع بالكفاءة .
وقد هاجم خان بطريقة تهدف إلى تحطيمه خاصة وأن ترامب يشعر بغبطة غامرة عندما يهاجم المسلمين وان الرئيس الأمريكي بهكذا سلوك يعكس دناءة وانعدام القيم في شخصه وهو يعبر عن ضعفه وقلة حيلته ويعكس أيضا عقدة النقص التي يشعر بها من الإسلام والمسلمين وأن سلوكه الدخيل على السياسة أثار قلق أقرب حلفاء الولايات المتحدة لانه يمثل خطراً على السياسة الأمريكية وهو الرئيس المولع بأناقته وشعره والذي يتكلم بإسفاف غير معهود كما انه هجومي ومندفع ويميني متشدد ومهرج محب للاستعراض والشهرة وغير جاد ولا يصلح ليكون سياسيا ناهيك عن أن يكون رئيس دولة وهو دائما يدلي بتصريحات مثيرة للجدل دون حسيب أو رقيب ويقوم بحركات لا يفعلها رئيس اقوي دولة في العالم مثل أن يدعو امرأة لتصعد إلى المنبر ويدعوها لشد شعره بقوة لتري إن كان شعره حقيقيا ام ' باروكة ' وربما يكون أول صهيوني يحكم الولايات المتحدة بعدما أعلن أنه الوحيد الذي سيقدم لإسرائيل دعما حقيقيا وقد قال ذات مرة لقد كان والدي من قبلي مواليا لإسرائيل وكان لديه كثير من الأصدقاء اليهود وان محبتي لليهود تعود لأبي كما تعود لابنتي إفانكا التي اعتنقت اليهودية عام 2009 ومنذ ذلك الوقت وهي تحافظ على قداسة يوم السبت مع زوجها اليهودي جاريد كوشنير صاحب صحيفة نيويورك أبزيرفير والمستشار الخاص ويبدو هنا ان قناعات ترامب المعلنة تكشف عن صحة التقارير التي تحدثت عن اعتناقه اليهودية سرا وانه ينوي إعلان ديانته الحقيقية في مرحلة لاحقة .
لقد سمح الرئيس الأمريكي لنفسه بلا خجل التدخل بشكلٍ سافرٍ في السياسة البريطانية الداخلية عندما انتقد طريقة رئيسة الوزراء البريطانيّة المستقيلة تيريزا ماي في التّفاوض مع الاتّحاد الأوروبي للخروج باتفاق وانحازه بالكامل وانحاز إلى بوريس جونسون وزير الخارجيّة السابق كخِيار أفضل لخِلافتها في زعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء مما أثار موجات غضب عارمة في أوساط النخبة السياسيّة والشعبية بلغت ذروتها عندما أشاد بنايجل فاراج مهندس البريكست اليميني المتطرف وقد وصف ميغان زوجة الأمير هاري نجل الملكة بأنّها شريرة وخبيثة لأنها تنتمي إلى أسرة من أُصول أفريقية أمريكيّة فهل يستحق رجل كهذا أن يكون رئيسًا للولايات المتحدة والعالم الحر.
و قد رد صادق خان بالهجوم اللفظي على ترامب أكثر من مرة منذ أصبح أول عمدة مسلم للندن عام 2016 وانتقد بشكل واسع مقترحه بفرض حظر على سفر مواطني عدة دول ذات أغلبية مسلمة للولايات المتحدة وطالب بعدم فرش السجادة الحمراء لاستقباله وفي مقطع مصور لمجلة ' إيل ' نشر تغريدة له عبر تويتر قال فيها إن قيم الرئيس الأميركي تناقض تماما قيم لندن واتهم الولايات المتحدة بتقويض حقوق المرأة الإنجابية حيث تفرض بعض الولايات قيودا على الإجهاض ورد على ترامب قائلا إن ' ربطك بين ارتفاع معدلات الجريمة في العاصمة البريطانية والهجرة أمر مناف للعقل ' ووصف عمدة لندن الرئيس الامريكي بأنه من أبرز أمثلة الخطر العالمي لزيادة نفوذ قوى أقصى اليمين معتبرا أن هذه الظاهرة 'تهدد الحقوق والحريات والقيم التي دافعت عنها مجتمعاتنا الليبرالية والديمقراطية على مدى أكثر من سبعة عقود وان ما حصل في أحداث شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا خير دليل على ذلك وقال ان ترامب يستخدم الخطاب نفسه الذي لجأ إليه الفاشيون في القرن العشرين لكسب الدعم لكن مع استخدام أساليب مشؤومة جديدة لتقديم رسالتهم وقال خان إنه لم يشعر بالإهانةة من تغريدة الرئيس الأميركي البالغ من العمر 72 عام وهذا هو نوع السلوك الذي يتوقعه من طفل عمره 11 عام وتعهد بان ألا يكتب تغريدات طفولية مماثلة كما يفعل ترامب .
يذكر بان هنالك رسالة مدوّية وقعها 50 خبيراً بارزاً تولوا مسؤوليات كبيرة في منظومة الأمن القومي الأمريكي نشرت في صحيفة 'نيويورك تايمز' قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة أكدوا فيها أن دونالد ترامب 'لا يصلح للرئاسة؛ بسبب جهله وعدم كفاءته' محذرين من أنه إذا انتخب فسيكون أخطر رئيس في التاريخ الأمريكي وانه سيعرّض أمن البلاد القومي وازدهارها للخطر وأضافوا ان ترامب ليس لديه لا الشخصية ولا القيم ولا الخبرة لكي يكون رئيساً وهو يظهر عن جهل مقلق لأبسط الوقائع في السياسة الدولية وأوضحوا أيضا أنه ليس جاهلاً في الشؤون الدولية والأخطار بوجه الأمن القومي فحسب بل إنه لا يبدي أي رغبة في الاستعلام معربين عن أسفهم لأنه يتصرف بنزق ولا يتمتع بضبط النفس ولا هو قادر على تقبل الانتقادات الشخصية وحذروا في حينه من أن وصوله إلى البيت الأبيض سيضعف السلطة المعنوية للولايات المتحدة في العالم وأشاروا إلى أنه يجهل مبادئ الدستور والقوانين الأمريكية .
وقد شن جيمس كومي مدير مكتب التحقيق الفيدرالي المقال هجومًا شرسًا على ترامب حيث وصفه بأنه غير صالح أخلاقيا لرئاسة الولايات المتحدة وقد كشف التقرير الذي قدمه المحقق الخاص 'روبرت مولر' حول التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يصلح لمنصب رئيس الولايات المتحدة وكذلك الوسائل التي أدت به للوصول إليه وقد أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسى بيلوسى أن ترامب لا يصلح لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة من الناحية الأخلاقية والفكرية وقال وزير الدفاع الأمريكي الأسبق تشاك هاغل إن ترامب لا يفهم السياسات الدولية وكيف تصنع وموضوع المصالح والتداعيات والحلفاء وذلك في معرض تعليقه على قرار الانسحاب من سوريا .
ولا يمكن نسيان تصريحات ترامب التي وصف فيها قارة أفريقيا بأنها حفرة قاذورات والمهاجرين المكسيكيين بأنهم مجرمون ومغتصبون وأشخاص يسببون الكثير من المشاكل ويجلبون المخدرات والجريمة وفي حوار له مع محطة 'سي إن إن' في آذار 2016 قال ' أعتقد أن الإسلام يكرهنا ولدينا مشاكل مع المسلمين الذين يدخلون بلادنا '
قصة صعود صادق خان ابن سائق الأتوبيس البسيط الذي عاش معظم طفولته وشبابه في منزل حكومي تقدمه الدولة للفقراء والمعدمين دخل التاريخ من الباب نفسه الذي دخل منه باراك اوباما الرئيس الأمريكي السابق مع ببعض الفوارق ليصبح وزيرًا للنقل ثم مرشحً حزب العمال لمنصب عمدة لندن كرمز للنجاح الذي يثير طموحات وأحلام الكثير من سكان لندن من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة حيث تفوق بجدارة على مرشح حزب المحافظين وكسراً احتكار هذا الحزب لمقعد عمدة مدينة الضباب على مدى ثماني سنوات والذي يعتبر من أهم المناصب في بريطانيا وهو أول عمدة للعاصمة البريطانية من أصول غير بيضاء ممثلا لشريحة الأقليات في الغرب عامة وكمهاجر من دين مخالف لدين الأغلبية وقد كان في قوزه رد قوي على من يهاجمون المسلمين وبدعوى أنهم غير قادرين على الاندماج في النظم الديمقراطية العلمانية بينما يلجئون لخطاب الإسلاموفوبيا والعنصرية واستدعاء الدين للمعركة إذا ما نافسهم مسلم على منصب ما في انتخابات حرة وفقًا للقواعد الديمقراطية. كما أنه كان ردًا على كثير من المتطرفين في الغرب وهوإثبات أنه بالإمكان إقناع الشعوب الغربية بعدم النظر لدين الآخر أو لونه أو عِرقه والنظر فقط لكفاءته أو مؤهلاته على شغل منصب ما أو الوصول لمكانة معينة .
عندما يتعلق الأمر بالاهانات السياسية المعاصرة فان ترامب يعتبر في المقدمة وأشهر من نار على علم في هذا المجال حيث يستخدم الألقاب للتقليل من شأن ومكانة الشخصيات السياسية في امريكا وعلى المستوى العالمي وقد وصف ترامب الزعيم الكوري الشمالي بالرجل المخادع ووصف أيضا رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو بالصاروخ الصغير والضعيف وسبق له ان سخر من الزابيث وارن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساشوستس بالبلهاء وانها تشبة بوكاهونتاش ( واحد من الرسوم المتحركة الشهيرة ) في إشارة عنصرية واضحة لأصلها العرقي ويحوي قاموس ترامب للألفاظ النابية والبذيئة العديد من الجمل الموجهة لكل من الديمقراطيين والجمهوريين علي سبيل المثال بعض الأسماء المرفوضة لأقزام ديزني السبعة وهو ما يمثل ' الملتوي والمجنون والماكر والكاذب والمخادع ' وهذا غيض من فيض اهاناته وعباراته الوضيعة .
الرئيس ترامب رجل مسعور في تنفيذ سياساته وفاقد الأهلية للقيادة وشعبيته في ادني مستوياتها ويريد رفعها من خلال إشعال الحروب وإلقاء القنابل والصواريخ هنا وهناك وقد تاجر بخبث ملحوظ في كراهية المسلمين واليهود والمهاجرين .
ولم يعد رئيس اكبر دولة في العالم فقط بل أصبح ظاهرة غوغائية وحركة فكرية وسياسية وأيديولوجية واقتصادية خطيرة تنذر بالشؤوم كل يوم بمعنى آخر هذه هي أمريكا دونالد ترامب السوقي الجلف والأرعن الانتهازي الذي حيثما حل كان الاضطراب والخراب .
mahdimubarak@gmail.com
التعليقات