قبل مجيء الانترنت وانتشار وسائل الاعلام لم تكن الصحافة الورقية يوما ما تسيطر على المشهد بمصداقيتها وقوة كتابها ولا بمضمون ما تنشر، اذا ان اخبارها كانت تطبخ كما يراد لها من قبل عدة جهات وهناك العديدين من كتاب تلك القترة الزمنية لا يحملون اي مؤهل علمي ولا يقتربون من الثقافة بشيء ومنهم من كان يعمل عامل بوفيه او مستخدم بوظيفة مراسل او في مطبعة الصحيفة ولقربه منهم اصبح كاتبا وصاحب قلم ، الا من رحم ربي.
ونعرف الكتاب المقتدرين منهم بالاسم وهؤلاء كانوا مقيدين ايضا ، اذ ان كتاباتهم كانت تخضع للرقابة الشديدة ويتم قصقصتها فمقص الرقيب كان حاضرا على رأس المشهد ولا يسمح الا بما يريد تمريره وبطريقته ، ايضا لم تقنع هذه الصحافة الناس بشكلها واخراجها العقيم الذي بقي كما هو رغم التقدم في علم الطباعة والاخراج الصحفي ، لان الحكومات تدرك وتعي خطر الاعلام الحر ولم يكن امام القاريء او المعلن مجالا الا ان يذعن لقراءة الصحافة الورقية المسموح لها بالعمل او الانتشار في الاسواق وكأنه يقال له هذا هو الموجود .
اضافة لذلك ان عدد قراء الصحف لم يكونوا منتشرين اذ كان من يطالعون الصحف نسبة من السكان الذين تقتضي طبيعة حياتهم او عملهم ذلك ، ومن عيوبها الرئيسية ايضا ان كتابها والعاملين فيها احتكروا هذا العمل واعتبروه لهم وحدهم ، لانهم حققوا من وراءه مكاسب عالية وكانوا يعملون مستفيدين من دعم المتنفذين واصحاب المصالح الكبرى ، ولم يكن ظهور اي كاتب او صحفي جديد يصب في مصلحتهم اذا انه سينافسهم على المكاسب لذلك اتسمت ووصفت اقلامهم بالصفراء مستندين على الدعم الذي يتلقونه من الجهات او الاشخاص المسيطرين، فكان الاعلام الذين يعملون به بالنسبة لهم بقرة حلوب فتمكنوا من السيطرة على سوق العمل الصحفي ولم يسمحوا لغيرهم بالكتابة ولذلك كنت ترى ذات الاسماء والخرابيش التي اوصلتنا الى هذه الحال فانا مقتنع ومصر على راي شخصي اكرره اينما ذهبت ان سبب مصائب اي بلد هو فساد اعلامها وكتابها وصحفييها ، ولهذا ارى انه حتى في فترة اوج الصحافة الورقية لم يكن الناس يثقون بما تنشر او يسمعون عما كتب فيها.
إن ظهور وسائل الاتصال الحديثة غازية للمجتمعات فتحت افاقا واسعه امام الناس لاستخدامها حيث اصبحت متوفرة بين ايديهم وعلى مدار الساعة غير مضطرين للانتظار اي فترة زمنية لمتابعة الاحداث ، ليس محليا فحسب بل في اي بقعه من العالم وبشكل مباشر وبدون إحتكار لصحيفة ما او كاتب بعينه بل من الاف المصادر والصحفيين والكتاب والمواطنين انفسهم فيتم تداول اي خبر بسهولة من خلال اجهزة الهاتف الذكية التي انتشرت بشكل واسع واكثر من الخبز فتعددت مصادر الاحداث والاخبار وهذا ما جعله يطلع عن كثب واعطاه القدرة على التمييز والتفكير وفتحت له مجالا ليقول رأية مباشرة، مما ادى الى ابقاء الصحافة الورقية على الرف تنتظر وجبة غداء ليتم استخدامها دون النظر لمحتواها، حتى في هذا الموقف صدرت الفتاوى الدينية والتي تحرم الاكل على اوراق الصحف لأنه قد تحتوي على بعضا من الآيات وكلمات قرآنية !
في الجانب الآخر هناك مبدعين تم قمع اقلامهم تمكنوا اليوم من الظهور عبر وسائل الاعلام الحديثة التي يطلق عليها 'الميديا' وابدعوا في كتاباتهم الجريئة وتفوقوا فيها على من كان يعتقد انه كاتب زمانه ولا يوجد خليفة له واظهرت كتاباتهم الكثير من الحقائق ، اضف الى ذلك ان وسائل التواصل الاجتماعي هيأت الفرص للقارئ والمستخدم ان يصبح اعلاميا بطريقة ما فعلى منصاتها التي لا تحصى اصبح قادرا على كتابة مقالة او نشر فيديو لحدث بوقته او المشاركة في حوار ومخاطبة اعلى فئات المجتمع وتقديم النقد الذي كان لغاية الأمس القريب يصل الى حد التحريم او لا يقدر على اظهاره او ايصاله كل هذا اصبح اليوم متاحا دون عناء وهو جالس في مكانه ، مما ادى الى افراغ إحتقانات غاضبة غير مقتنعة ظلت حبيسة و تراكمت في نفسه على مر الزمان ولم يكن بمقدوره التعبير عنها الا في محيطه الضيق.
اضافة الى بروز اقلام شابة وفتية اصبحت تكتب وتخط مشاكل جيلها لمعرفتها بها وبطريقتها سواء الجادة او الهزلية وهذا زاد من رقعة متابعينها بشكل فوري بين فئات المجتمع المختلفة، فتجد كل شاب يتابع مجموعات من خلال منصات وتطبيقات اعلامية اكثر من أن يتابع كتابه المدرسي مما ادى الى كثرة استعمالها والادمان عليها وعدم اكتراثه بقراءة صحيفة ورقية اضافة الى ذلك ان هذا الاقبال على الاعلام الحديث اربك وازعج اصحاب المصالح الذين يسعون الى تقييد الاعلام الحديث المنتشر من خلال شبكة الانترنت ،لان وسائل الاعلام الرقمي الحديث فضحت مستورهم الذي كانت تخفيه الصحافة الورقية مما اثر في نفوس ابناء المجتمعات وبدأوا بطي زمنها للابد
ان من يدعون ان الصحافة الورقية ستندثر خلال ثلاثون عاما وانهم قادرون على احيائها هم واهمون ولا يملكون الا النفخ في بوق غير واضح المعالم صوته مشوش فقد انتهى عصر الاستعراض الى غير رجعه والسبب في ذلك ان الصحافة الورقية انتهت ولم يبقى الا ذيولا لها سرعان ما ستذوب عندما يصل نعشها الى اول حافة قبرها الذي حفره صناع الميديا الحديثة معلنين ثورة على فساد اعلامي سيطر على العالم طيلة القرون الماضية ، قد تكون ثورة الصدفة او انها مدروسة من قبل اشخاص يسيطرون على العالم يريدون من هذه التكنولوجيا ان تكون عصا بيدهم للتأديب !
لابد من التذكير ان كتاب الصحف الورقية هم بذاتهم استشعروا خطرا على مكانهم فيها فلجأوا الى ايجاد مساحات لهم من خلال الاعلام الالكتروني حتى لا يندثروا وهذا بمثابة اعلان صريح منهم على استسلامهم وقبولهم بالأمر الواقع الذي اصبح واضحا بين ايدينا ولا يمكن انكاره فلا يمكن لهم ان يغطوا الشمس بغربال.
لا يعني هذا ان من اعتلوا منابر الاعلام الالكتروني انبياء وانهم يسيرون ضمن خط مستقيم فبينهم ايضا الالاف من المتسلقين والمنتهزين والذين امتهنوا هذه المهنة فقط من اجل الابتزاز وممارسة انواع الوساخة المتعددة الا من رحم ربي ايضا .
كلمة عزاء لمن استخدموا الصحافة الورقية كمنابر لهم في ترويج افكارا ضللوا بها الناس البسطاء وعملوا على زرع الفتن الاقليمية والطائفية ونشروا عن العنصرية وهم لا يعرفون معناها تحت مسميات كثيرة وصلت الى حد بيع الوطنيات والمزاودة بها وكان لهم صحفا إلا انها كانت بلا لون ولا رائحة ولا طعم وكنا نشتم من خلال حبرها رائحة الصهيونية التي سعت وما زالت الى محو بلد عربي مسلم عن الوجود حتى وان حاولوا العودة من خلال الاعلام الحديث فهذا لن يفيدهم لان الناس اصبحت قادرة على التصدي لهم بكل يسر وحرية واصبح بمقدورهم العمل على انشاء منابر مضادة لهم دون ان يتكلفوا شيئا يذكر.
لنحيا بسلام...رب اجعل هذا البلد آمنا
قبل مجيء الانترنت وانتشار وسائل الاعلام لم تكن الصحافة الورقية يوما ما تسيطر على المشهد بمصداقيتها وقوة كتابها ولا بمضمون ما تنشر، اذا ان اخبارها كانت تطبخ كما يراد لها من قبل عدة جهات وهناك العديدين من كتاب تلك القترة الزمنية لا يحملون اي مؤهل علمي ولا يقتربون من الثقافة بشيء ومنهم من كان يعمل عامل بوفيه او مستخدم بوظيفة مراسل او في مطبعة الصحيفة ولقربه منهم اصبح كاتبا وصاحب قلم ، الا من رحم ربي.
ونعرف الكتاب المقتدرين منهم بالاسم وهؤلاء كانوا مقيدين ايضا ، اذ ان كتاباتهم كانت تخضع للرقابة الشديدة ويتم قصقصتها فمقص الرقيب كان حاضرا على رأس المشهد ولا يسمح الا بما يريد تمريره وبطريقته ، ايضا لم تقنع هذه الصحافة الناس بشكلها واخراجها العقيم الذي بقي كما هو رغم التقدم في علم الطباعة والاخراج الصحفي ، لان الحكومات تدرك وتعي خطر الاعلام الحر ولم يكن امام القاريء او المعلن مجالا الا ان يذعن لقراءة الصحافة الورقية المسموح لها بالعمل او الانتشار في الاسواق وكأنه يقال له هذا هو الموجود .
اضافة لذلك ان عدد قراء الصحف لم يكونوا منتشرين اذ كان من يطالعون الصحف نسبة من السكان الذين تقتضي طبيعة حياتهم او عملهم ذلك ، ومن عيوبها الرئيسية ايضا ان كتابها والعاملين فيها احتكروا هذا العمل واعتبروه لهم وحدهم ، لانهم حققوا من وراءه مكاسب عالية وكانوا يعملون مستفيدين من دعم المتنفذين واصحاب المصالح الكبرى ، ولم يكن ظهور اي كاتب او صحفي جديد يصب في مصلحتهم اذا انه سينافسهم على المكاسب لذلك اتسمت ووصفت اقلامهم بالصفراء مستندين على الدعم الذي يتلقونه من الجهات او الاشخاص المسيطرين، فكان الاعلام الذين يعملون به بالنسبة لهم بقرة حلوب فتمكنوا من السيطرة على سوق العمل الصحفي ولم يسمحوا لغيرهم بالكتابة ولذلك كنت ترى ذات الاسماء والخرابيش التي اوصلتنا الى هذه الحال فانا مقتنع ومصر على راي شخصي اكرره اينما ذهبت ان سبب مصائب اي بلد هو فساد اعلامها وكتابها وصحفييها ، ولهذا ارى انه حتى في فترة اوج الصحافة الورقية لم يكن الناس يثقون بما تنشر او يسمعون عما كتب فيها.
إن ظهور وسائل الاتصال الحديثة غازية للمجتمعات فتحت افاقا واسعه امام الناس لاستخدامها حيث اصبحت متوفرة بين ايديهم وعلى مدار الساعة غير مضطرين للانتظار اي فترة زمنية لمتابعة الاحداث ، ليس محليا فحسب بل في اي بقعه من العالم وبشكل مباشر وبدون إحتكار لصحيفة ما او كاتب بعينه بل من الاف المصادر والصحفيين والكتاب والمواطنين انفسهم فيتم تداول اي خبر بسهولة من خلال اجهزة الهاتف الذكية التي انتشرت بشكل واسع واكثر من الخبز فتعددت مصادر الاحداث والاخبار وهذا ما جعله يطلع عن كثب واعطاه القدرة على التمييز والتفكير وفتحت له مجالا ليقول رأية مباشرة، مما ادى الى ابقاء الصحافة الورقية على الرف تنتظر وجبة غداء ليتم استخدامها دون النظر لمحتواها، حتى في هذا الموقف صدرت الفتاوى الدينية والتي تحرم الاكل على اوراق الصحف لأنه قد تحتوي على بعضا من الآيات وكلمات قرآنية !
في الجانب الآخر هناك مبدعين تم قمع اقلامهم تمكنوا اليوم من الظهور عبر وسائل الاعلام الحديثة التي يطلق عليها 'الميديا' وابدعوا في كتاباتهم الجريئة وتفوقوا فيها على من كان يعتقد انه كاتب زمانه ولا يوجد خليفة له واظهرت كتاباتهم الكثير من الحقائق ، اضف الى ذلك ان وسائل التواصل الاجتماعي هيأت الفرص للقارئ والمستخدم ان يصبح اعلاميا بطريقة ما فعلى منصاتها التي لا تحصى اصبح قادرا على كتابة مقالة او نشر فيديو لحدث بوقته او المشاركة في حوار ومخاطبة اعلى فئات المجتمع وتقديم النقد الذي كان لغاية الأمس القريب يصل الى حد التحريم او لا يقدر على اظهاره او ايصاله كل هذا اصبح اليوم متاحا دون عناء وهو جالس في مكانه ، مما ادى الى افراغ إحتقانات غاضبة غير مقتنعة ظلت حبيسة و تراكمت في نفسه على مر الزمان ولم يكن بمقدوره التعبير عنها الا في محيطه الضيق.
اضافة الى بروز اقلام شابة وفتية اصبحت تكتب وتخط مشاكل جيلها لمعرفتها بها وبطريقتها سواء الجادة او الهزلية وهذا زاد من رقعة متابعينها بشكل فوري بين فئات المجتمع المختلفة، فتجد كل شاب يتابع مجموعات من خلال منصات وتطبيقات اعلامية اكثر من أن يتابع كتابه المدرسي مما ادى الى كثرة استعمالها والادمان عليها وعدم اكتراثه بقراءة صحيفة ورقية اضافة الى ذلك ان هذا الاقبال على الاعلام الحديث اربك وازعج اصحاب المصالح الذين يسعون الى تقييد الاعلام الحديث المنتشر من خلال شبكة الانترنت ،لان وسائل الاعلام الرقمي الحديث فضحت مستورهم الذي كانت تخفيه الصحافة الورقية مما اثر في نفوس ابناء المجتمعات وبدأوا بطي زمنها للابد
ان من يدعون ان الصحافة الورقية ستندثر خلال ثلاثون عاما وانهم قادرون على احيائها هم واهمون ولا يملكون الا النفخ في بوق غير واضح المعالم صوته مشوش فقد انتهى عصر الاستعراض الى غير رجعه والسبب في ذلك ان الصحافة الورقية انتهت ولم يبقى الا ذيولا لها سرعان ما ستذوب عندما يصل نعشها الى اول حافة قبرها الذي حفره صناع الميديا الحديثة معلنين ثورة على فساد اعلامي سيطر على العالم طيلة القرون الماضية ، قد تكون ثورة الصدفة او انها مدروسة من قبل اشخاص يسيطرون على العالم يريدون من هذه التكنولوجيا ان تكون عصا بيدهم للتأديب !
لابد من التذكير ان كتاب الصحف الورقية هم بذاتهم استشعروا خطرا على مكانهم فيها فلجأوا الى ايجاد مساحات لهم من خلال الاعلام الالكتروني حتى لا يندثروا وهذا بمثابة اعلان صريح منهم على استسلامهم وقبولهم بالأمر الواقع الذي اصبح واضحا بين ايدينا ولا يمكن انكاره فلا يمكن لهم ان يغطوا الشمس بغربال.
لا يعني هذا ان من اعتلوا منابر الاعلام الالكتروني انبياء وانهم يسيرون ضمن خط مستقيم فبينهم ايضا الالاف من المتسلقين والمنتهزين والذين امتهنوا هذه المهنة فقط من اجل الابتزاز وممارسة انواع الوساخة المتعددة الا من رحم ربي ايضا .
كلمة عزاء لمن استخدموا الصحافة الورقية كمنابر لهم في ترويج افكارا ضللوا بها الناس البسطاء وعملوا على زرع الفتن الاقليمية والطائفية ونشروا عن العنصرية وهم لا يعرفون معناها تحت مسميات كثيرة وصلت الى حد بيع الوطنيات والمزاودة بها وكان لهم صحفا إلا انها كانت بلا لون ولا رائحة ولا طعم وكنا نشتم من خلال حبرها رائحة الصهيونية التي سعت وما زالت الى محو بلد عربي مسلم عن الوجود حتى وان حاولوا العودة من خلال الاعلام الحديث فهذا لن يفيدهم لان الناس اصبحت قادرة على التصدي لهم بكل يسر وحرية واصبح بمقدورهم العمل على انشاء منابر مضادة لهم دون ان يتكلفوا شيئا يذكر.
لنحيا بسلام...رب اجعل هذا البلد آمنا
قبل مجيء الانترنت وانتشار وسائل الاعلام لم تكن الصحافة الورقية يوما ما تسيطر على المشهد بمصداقيتها وقوة كتابها ولا بمضمون ما تنشر، اذا ان اخبارها كانت تطبخ كما يراد لها من قبل عدة جهات وهناك العديدين من كتاب تلك القترة الزمنية لا يحملون اي مؤهل علمي ولا يقتربون من الثقافة بشيء ومنهم من كان يعمل عامل بوفيه او مستخدم بوظيفة مراسل او في مطبعة الصحيفة ولقربه منهم اصبح كاتبا وصاحب قلم ، الا من رحم ربي.
ونعرف الكتاب المقتدرين منهم بالاسم وهؤلاء كانوا مقيدين ايضا ، اذ ان كتاباتهم كانت تخضع للرقابة الشديدة ويتم قصقصتها فمقص الرقيب كان حاضرا على رأس المشهد ولا يسمح الا بما يريد تمريره وبطريقته ، ايضا لم تقنع هذه الصحافة الناس بشكلها واخراجها العقيم الذي بقي كما هو رغم التقدم في علم الطباعة والاخراج الصحفي ، لان الحكومات تدرك وتعي خطر الاعلام الحر ولم يكن امام القاريء او المعلن مجالا الا ان يذعن لقراءة الصحافة الورقية المسموح لها بالعمل او الانتشار في الاسواق وكأنه يقال له هذا هو الموجود .
اضافة لذلك ان عدد قراء الصحف لم يكونوا منتشرين اذ كان من يطالعون الصحف نسبة من السكان الذين تقتضي طبيعة حياتهم او عملهم ذلك ، ومن عيوبها الرئيسية ايضا ان كتابها والعاملين فيها احتكروا هذا العمل واعتبروه لهم وحدهم ، لانهم حققوا من وراءه مكاسب عالية وكانوا يعملون مستفيدين من دعم المتنفذين واصحاب المصالح الكبرى ، ولم يكن ظهور اي كاتب او صحفي جديد يصب في مصلحتهم اذا انه سينافسهم على المكاسب لذلك اتسمت ووصفت اقلامهم بالصفراء مستندين على الدعم الذي يتلقونه من الجهات او الاشخاص المسيطرين، فكان الاعلام الذين يعملون به بالنسبة لهم بقرة حلوب فتمكنوا من السيطرة على سوق العمل الصحفي ولم يسمحوا لغيرهم بالكتابة ولذلك كنت ترى ذات الاسماء والخرابيش التي اوصلتنا الى هذه الحال فانا مقتنع ومصر على راي شخصي اكرره اينما ذهبت ان سبب مصائب اي بلد هو فساد اعلامها وكتابها وصحفييها ، ولهذا ارى انه حتى في فترة اوج الصحافة الورقية لم يكن الناس يثقون بما تنشر او يسمعون عما كتب فيها.
إن ظهور وسائل الاتصال الحديثة غازية للمجتمعات فتحت افاقا واسعه امام الناس لاستخدامها حيث اصبحت متوفرة بين ايديهم وعلى مدار الساعة غير مضطرين للانتظار اي فترة زمنية لمتابعة الاحداث ، ليس محليا فحسب بل في اي بقعه من العالم وبشكل مباشر وبدون إحتكار لصحيفة ما او كاتب بعينه بل من الاف المصادر والصحفيين والكتاب والمواطنين انفسهم فيتم تداول اي خبر بسهولة من خلال اجهزة الهاتف الذكية التي انتشرت بشكل واسع واكثر من الخبز فتعددت مصادر الاحداث والاخبار وهذا ما جعله يطلع عن كثب واعطاه القدرة على التمييز والتفكير وفتحت له مجالا ليقول رأية مباشرة، مما ادى الى ابقاء الصحافة الورقية على الرف تنتظر وجبة غداء ليتم استخدامها دون النظر لمحتواها، حتى في هذا الموقف صدرت الفتاوى الدينية والتي تحرم الاكل على اوراق الصحف لأنه قد تحتوي على بعضا من الآيات وكلمات قرآنية !
في الجانب الآخر هناك مبدعين تم قمع اقلامهم تمكنوا اليوم من الظهور عبر وسائل الاعلام الحديثة التي يطلق عليها 'الميديا' وابدعوا في كتاباتهم الجريئة وتفوقوا فيها على من كان يعتقد انه كاتب زمانه ولا يوجد خليفة له واظهرت كتاباتهم الكثير من الحقائق ، اضف الى ذلك ان وسائل التواصل الاجتماعي هيأت الفرص للقارئ والمستخدم ان يصبح اعلاميا بطريقة ما فعلى منصاتها التي لا تحصى اصبح قادرا على كتابة مقالة او نشر فيديو لحدث بوقته او المشاركة في حوار ومخاطبة اعلى فئات المجتمع وتقديم النقد الذي كان لغاية الأمس القريب يصل الى حد التحريم او لا يقدر على اظهاره او ايصاله كل هذا اصبح اليوم متاحا دون عناء وهو جالس في مكانه ، مما ادى الى افراغ إحتقانات غاضبة غير مقتنعة ظلت حبيسة و تراكمت في نفسه على مر الزمان ولم يكن بمقدوره التعبير عنها الا في محيطه الضيق.
اضافة الى بروز اقلام شابة وفتية اصبحت تكتب وتخط مشاكل جيلها لمعرفتها بها وبطريقتها سواء الجادة او الهزلية وهذا زاد من رقعة متابعينها بشكل فوري بين فئات المجتمع المختلفة، فتجد كل شاب يتابع مجموعات من خلال منصات وتطبيقات اعلامية اكثر من أن يتابع كتابه المدرسي مما ادى الى كثرة استعمالها والادمان عليها وعدم اكتراثه بقراءة صحيفة ورقية اضافة الى ذلك ان هذا الاقبال على الاعلام الحديث اربك وازعج اصحاب المصالح الذين يسعون الى تقييد الاعلام الحديث المنتشر من خلال شبكة الانترنت ،لان وسائل الاعلام الرقمي الحديث فضحت مستورهم الذي كانت تخفيه الصحافة الورقية مما اثر في نفوس ابناء المجتمعات وبدأوا بطي زمنها للابد
ان من يدعون ان الصحافة الورقية ستندثر خلال ثلاثون عاما وانهم قادرون على احيائها هم واهمون ولا يملكون الا النفخ في بوق غير واضح المعالم صوته مشوش فقد انتهى عصر الاستعراض الى غير رجعه والسبب في ذلك ان الصحافة الورقية انتهت ولم يبقى الا ذيولا لها سرعان ما ستذوب عندما يصل نعشها الى اول حافة قبرها الذي حفره صناع الميديا الحديثة معلنين ثورة على فساد اعلامي سيطر على العالم طيلة القرون الماضية ، قد تكون ثورة الصدفة او انها مدروسة من قبل اشخاص يسيطرون على العالم يريدون من هذه التكنولوجيا ان تكون عصا بيدهم للتأديب !
لابد من التذكير ان كتاب الصحف الورقية هم بذاتهم استشعروا خطرا على مكانهم فيها فلجأوا الى ايجاد مساحات لهم من خلال الاعلام الالكتروني حتى لا يندثروا وهذا بمثابة اعلان صريح منهم على استسلامهم وقبولهم بالأمر الواقع الذي اصبح واضحا بين ايدينا ولا يمكن انكاره فلا يمكن لهم ان يغطوا الشمس بغربال.
لا يعني هذا ان من اعتلوا منابر الاعلام الالكتروني انبياء وانهم يسيرون ضمن خط مستقيم فبينهم ايضا الالاف من المتسلقين والمنتهزين والذين امتهنوا هذه المهنة فقط من اجل الابتزاز وممارسة انواع الوساخة المتعددة الا من رحم ربي ايضا .
كلمة عزاء لمن استخدموا الصحافة الورقية كمنابر لهم في ترويج افكارا ضللوا بها الناس البسطاء وعملوا على زرع الفتن الاقليمية والطائفية ونشروا عن العنصرية وهم لا يعرفون معناها تحت مسميات كثيرة وصلت الى حد بيع الوطنيات والمزاودة بها وكان لهم صحفا إلا انها كانت بلا لون ولا رائحة ولا طعم وكنا نشتم من خلال حبرها رائحة الصهيونية التي سعت وما زالت الى محو بلد عربي مسلم عن الوجود حتى وان حاولوا العودة من خلال الاعلام الحديث فهذا لن يفيدهم لان الناس اصبحت قادرة على التصدي لهم بكل يسر وحرية واصبح بمقدورهم العمل على انشاء منابر مضادة لهم دون ان يتكلفوا شيئا يذكر.
لنحيا بسلام...رب اجعل هذا البلد آمنا
التعليقات