يحيي الأردنيون ومعهم كل محبي الحسين على امتداد مساحات هذا العالم ، اليوم الذكرى الثامنة عشرة ليوم الوفاء ، ذكرى الوفاء للملك الحسين بن طلال احد اعمدة الأردن وباني نهضته الحديثة ، الحسين وقبل ثمانية عشر عاماً رحل بصمت ،رحل وترك الأردن بعد مايزيد على ستة عقود قضى جلها مجاهداً ومكافحاً في سبيل خدمة الأردن الصغير والأمة العربية والإسلامية الاكبر’’ ولأن الكفاح من أجل التحرر والبناء ليس له نهاية، ولا حدود وخصوصاً عندما يكون ويولد في جيل تربى على الحرية وأعمار الأرض لأنها عنوان الوجود ولأن الأرض حسب مبادئهم الذين تربوا عليها يفنى في سبيلها كل عزيز وغال وأولها الحياة، ومن هنا سنقرأ عن الحسين الانسان والذي قال ذات يوم 'إن مفهوم الوطن يأتي فوق مفهوم الجغرافيا وأكثر من مفهوم التاريخ لأن الوطن هو الحياة، حياة كل مواطن وكرامته وكبرياؤه وهو مصدر وحيه ومعين إلهامه وهو الذي يعيش الإنسان في كنفه بشرف وكرامة ويكون مستعدا للموت في سبيله بفرح وكبرياء' ،هكذا كان ينظر الملك الراحل الحسين بن طلال للوطن .
واليوم ونحن هنا نستذكر في يوم الوداع المؤثر للحسين في السابع من شباط (فبراير) 1999،نستذكر أيضاً يوم ولد الحسين في عمّان في 14 نوفمبر 1935، وكان الابن البكر للأمير طلال بن عبد الله والأميرة زين الشرف بنت جميل، ولد في منزل والده البسيط المكون من خمس غرف والقريب من قصر رغدان، الحسين وفور توليه السلطة بمطلع شهر أب من عام 1952، ورغم صغر سنه ركز منذ توليه السلطة على بناء بنية تحتية اقتصادية وصناعية، وأدى ذلك إلى تطور الصناعات الرئيسية في الفوسفات والبوتاس والأسمنت، كما إنشاء شبكة من الطرق تغطي أنحاء المملكة كافة،كما ارتفعت خلال عهده نسبة المتعلمين إلى 85.5% في عام 1996 بعد أن كانت 33% بعام 1960 ، كما إنه وحسب إحصائات اليونسيف فإن الأردن حقق أسرع نسبة سنوية في العالم في مجال انخفاض وفيات الأطفال دون السنة من عمرهم من 70 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة في عام 1981 إلى 37 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة في عام 1991.
يسجل التاريخ للراحل الحسين ،إنه عرّب قيادة الجيش العربي الأردني عام 1956 والذي كان من ضمنها إعفاء غلوب باشا من مهامه وذلك لتعريب قيادة الجيش، كما أنهى المعاهدة البريطانية ورفض أن تستغل القواعد الإنجليزية في الأردن للاعتداء على مصر. كما تم في عام 1958 الإعلان عن قيام الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن، لكنه لم يستمر إلا حوالي ستة أشهر وذلك بعد أن أطيح النظام الملكي في العراق بثورة عسكرية، وفي عهده أيضًا خاض الجيش العربي الأردني مع قوات تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أغلبها من حركة فتح معركة الكرامة مع الكيان الصهيوني والتي انتصر فيها الجيش العربي الأردني، واعتبر ذلك أول هزيمة للجيش الذي لا يقهر وقد قام بقيادة المعركة على أرض الواقع ورفض وقف إطلاق النار حتى انسحاب آخر جندي صهيوني.
يقول الحسين في أحد لقاءاته بأبناء شعبه في محافظة عجلون: 'تعود بي الذاكرة الى تعريب قيادة الجيش العربي.. الى إلغاء المعاهدة التي كانت تحمل معها الدعم المادي للأردن والذي كان في ذلك الوقت يبلغ عشرة ملايين دينار في السنة، تساءل الناس كيف سنعيش ونصمد ونبني ونتوسع والحمد لله مكانة الأردن مكانتكم في هذا العالم العربي والإسلامي وفي الدنيا بأسرها وما بذلناه من جهد أثمر بهذه الصورة وهذا الواقع الذي نعيشه الآن دون نفط ودون خيرات اخرى كثيرة ندعو الله سبحانه وتعالى أن يهيئها لنا في المستقبل او شيئا منها وسواء تحقق ما نتمناه وكلنا أمل بأن يتحقق فيسظل إنساننا هو المفتاح وهو السر وهو الأساس'.
يسجل التاريخ ايضاً للراحل الحسين إنه حمل على عاتقه الدفاع عن الإسلام ورسالته السمحة ضد الإرهاب والتطرف، ومن أقواله: 'إن المملكة الأردنية الهاشمية تؤكد على ضرورة التفريق الحاسم والواضح بين الأعمال الإرهابية والشريعة الإسلامية السمحة فالإسلام الذي نعتز به دينا ومنهج حياة يقوم على التسامح ويحدد منهج الحوار بقوله تعالى، 'وجادلهم بالتي هي أحسن'، والإسلام يحدد الفرق بين الجهاد الذي يستند الى العقيدة وينطلق من مبدأ احترام المواثيق وعدم جواز قتل الأبرياء من جهة وبين الإرهاب وقتل الأبرياء وترويعهم من جهة أخرى، وقد استقر في وجداننا جميعا أن الإرهاب لا يقتصر على جنس أو على اتباع دين دون غيره أو على وطن دون سواه.
الحسين هذا المقاتل الشرس رحل بصمت مودعاً الأردن الذي احب ،مودعاً الأردن الذي قضى جل عمره مجاهداً ومكافحاً في سبيل رفعته وتقدمه ،فلقد كانت للحسين مناقب كثيره، فقد كان مثال الرجل الوطني ،لقد كان من خيرة الرجال الذين مروا بتاريخ الأردن الحديث ،لقد كان الراحل يحمل من الحب للأردن بكل أركانه ما لا يحمله الكثيرون في حينها وللآن،حاله حال فسلطين فلقد كانت فلسطين بالنسبة للحسين وكما كان يوصفها ،بأنها جنة الدنيا وعشقه الازلي ولطالما كان يرددّ ' الحقيقة هي أن الأردن هي فلسطين وفلسطين هي الأردن'.
ختاماً، في ذات يوم قال الحسين : ' أمامنا طريق طويله واجب الإجتياز ، طريق مليء بالعقبات ولسوف أكون الى جانب شعبي لمساعدته على تذليلها .. أرجو أن نغدو قدوه لسائر الأقطار في هذه المنطقة ' ،ونحن بدورنا نقول لهذا المقاتل والمناضل الشرس الذي رحل عن هذه الدنيا بصمت سلاماً على روحك الطاهرة وأنت ترددّ،' إنّ حياتي مُلك لشعبي .. إنني أبذل كل ما في وسعي لكي تجد الأجيال القادمه ظروفاً حياتيه أفضل من ظروفنا !!؟'.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com
يحيي الأردنيون ومعهم كل محبي الحسين على امتداد مساحات هذا العالم ، اليوم الذكرى الثامنة عشرة ليوم الوفاء ، ذكرى الوفاء للملك الحسين بن طلال احد اعمدة الأردن وباني نهضته الحديثة ، الحسين وقبل ثمانية عشر عاماً رحل بصمت ،رحل وترك الأردن بعد مايزيد على ستة عقود قضى جلها مجاهداً ومكافحاً في سبيل خدمة الأردن الصغير والأمة العربية والإسلامية الاكبر’’ ولأن الكفاح من أجل التحرر والبناء ليس له نهاية، ولا حدود وخصوصاً عندما يكون ويولد في جيل تربى على الحرية وأعمار الأرض لأنها عنوان الوجود ولأن الأرض حسب مبادئهم الذين تربوا عليها يفنى في سبيلها كل عزيز وغال وأولها الحياة، ومن هنا سنقرأ عن الحسين الانسان والذي قال ذات يوم 'إن مفهوم الوطن يأتي فوق مفهوم الجغرافيا وأكثر من مفهوم التاريخ لأن الوطن هو الحياة، حياة كل مواطن وكرامته وكبرياؤه وهو مصدر وحيه ومعين إلهامه وهو الذي يعيش الإنسان في كنفه بشرف وكرامة ويكون مستعدا للموت في سبيله بفرح وكبرياء' ،هكذا كان ينظر الملك الراحل الحسين بن طلال للوطن .
واليوم ونحن هنا نستذكر في يوم الوداع المؤثر للحسين في السابع من شباط (فبراير) 1999،نستذكر أيضاً يوم ولد الحسين في عمّان في 14 نوفمبر 1935، وكان الابن البكر للأمير طلال بن عبد الله والأميرة زين الشرف بنت جميل، ولد في منزل والده البسيط المكون من خمس غرف والقريب من قصر رغدان، الحسين وفور توليه السلطة بمطلع شهر أب من عام 1952، ورغم صغر سنه ركز منذ توليه السلطة على بناء بنية تحتية اقتصادية وصناعية، وأدى ذلك إلى تطور الصناعات الرئيسية في الفوسفات والبوتاس والأسمنت، كما إنشاء شبكة من الطرق تغطي أنحاء المملكة كافة،كما ارتفعت خلال عهده نسبة المتعلمين إلى 85.5% في عام 1996 بعد أن كانت 33% بعام 1960 ، كما إنه وحسب إحصائات اليونسيف فإن الأردن حقق أسرع نسبة سنوية في العالم في مجال انخفاض وفيات الأطفال دون السنة من عمرهم من 70 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة في عام 1981 إلى 37 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة في عام 1991.
يسجل التاريخ للراحل الحسين ،إنه عرّب قيادة الجيش العربي الأردني عام 1956 والذي كان من ضمنها إعفاء غلوب باشا من مهامه وذلك لتعريب قيادة الجيش، كما أنهى المعاهدة البريطانية ورفض أن تستغل القواعد الإنجليزية في الأردن للاعتداء على مصر. كما تم في عام 1958 الإعلان عن قيام الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن، لكنه لم يستمر إلا حوالي ستة أشهر وذلك بعد أن أطيح النظام الملكي في العراق بثورة عسكرية، وفي عهده أيضًا خاض الجيش العربي الأردني مع قوات تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أغلبها من حركة فتح معركة الكرامة مع الكيان الصهيوني والتي انتصر فيها الجيش العربي الأردني، واعتبر ذلك أول هزيمة للجيش الذي لا يقهر وقد قام بقيادة المعركة على أرض الواقع ورفض وقف إطلاق النار حتى انسحاب آخر جندي صهيوني.
يقول الحسين في أحد لقاءاته بأبناء شعبه في محافظة عجلون: 'تعود بي الذاكرة الى تعريب قيادة الجيش العربي.. الى إلغاء المعاهدة التي كانت تحمل معها الدعم المادي للأردن والذي كان في ذلك الوقت يبلغ عشرة ملايين دينار في السنة، تساءل الناس كيف سنعيش ونصمد ونبني ونتوسع والحمد لله مكانة الأردن مكانتكم في هذا العالم العربي والإسلامي وفي الدنيا بأسرها وما بذلناه من جهد أثمر بهذه الصورة وهذا الواقع الذي نعيشه الآن دون نفط ودون خيرات اخرى كثيرة ندعو الله سبحانه وتعالى أن يهيئها لنا في المستقبل او شيئا منها وسواء تحقق ما نتمناه وكلنا أمل بأن يتحقق فيسظل إنساننا هو المفتاح وهو السر وهو الأساس'.
يسجل التاريخ ايضاً للراحل الحسين إنه حمل على عاتقه الدفاع عن الإسلام ورسالته السمحة ضد الإرهاب والتطرف، ومن أقواله: 'إن المملكة الأردنية الهاشمية تؤكد على ضرورة التفريق الحاسم والواضح بين الأعمال الإرهابية والشريعة الإسلامية السمحة فالإسلام الذي نعتز به دينا ومنهج حياة يقوم على التسامح ويحدد منهج الحوار بقوله تعالى، 'وجادلهم بالتي هي أحسن'، والإسلام يحدد الفرق بين الجهاد الذي يستند الى العقيدة وينطلق من مبدأ احترام المواثيق وعدم جواز قتل الأبرياء من جهة وبين الإرهاب وقتل الأبرياء وترويعهم من جهة أخرى، وقد استقر في وجداننا جميعا أن الإرهاب لا يقتصر على جنس أو على اتباع دين دون غيره أو على وطن دون سواه.
الحسين هذا المقاتل الشرس رحل بصمت مودعاً الأردن الذي احب ،مودعاً الأردن الذي قضى جل عمره مجاهداً ومكافحاً في سبيل رفعته وتقدمه ،فلقد كانت للحسين مناقب كثيره، فقد كان مثال الرجل الوطني ،لقد كان من خيرة الرجال الذين مروا بتاريخ الأردن الحديث ،لقد كان الراحل يحمل من الحب للأردن بكل أركانه ما لا يحمله الكثيرون في حينها وللآن،حاله حال فسلطين فلقد كانت فلسطين بالنسبة للحسين وكما كان يوصفها ،بأنها جنة الدنيا وعشقه الازلي ولطالما كان يرددّ ' الحقيقة هي أن الأردن هي فلسطين وفلسطين هي الأردن'.
ختاماً، في ذات يوم قال الحسين : ' أمامنا طريق طويله واجب الإجتياز ، طريق مليء بالعقبات ولسوف أكون الى جانب شعبي لمساعدته على تذليلها .. أرجو أن نغدو قدوه لسائر الأقطار في هذه المنطقة ' ،ونحن بدورنا نقول لهذا المقاتل والمناضل الشرس الذي رحل عن هذه الدنيا بصمت سلاماً على روحك الطاهرة وأنت ترددّ،' إنّ حياتي مُلك لشعبي .. إنني أبذل كل ما في وسعي لكي تجد الأجيال القادمه ظروفاً حياتيه أفضل من ظروفنا !!؟'.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com
يحيي الأردنيون ومعهم كل محبي الحسين على امتداد مساحات هذا العالم ، اليوم الذكرى الثامنة عشرة ليوم الوفاء ، ذكرى الوفاء للملك الحسين بن طلال احد اعمدة الأردن وباني نهضته الحديثة ، الحسين وقبل ثمانية عشر عاماً رحل بصمت ،رحل وترك الأردن بعد مايزيد على ستة عقود قضى جلها مجاهداً ومكافحاً في سبيل خدمة الأردن الصغير والأمة العربية والإسلامية الاكبر’’ ولأن الكفاح من أجل التحرر والبناء ليس له نهاية، ولا حدود وخصوصاً عندما يكون ويولد في جيل تربى على الحرية وأعمار الأرض لأنها عنوان الوجود ولأن الأرض حسب مبادئهم الذين تربوا عليها يفنى في سبيلها كل عزيز وغال وأولها الحياة، ومن هنا سنقرأ عن الحسين الانسان والذي قال ذات يوم 'إن مفهوم الوطن يأتي فوق مفهوم الجغرافيا وأكثر من مفهوم التاريخ لأن الوطن هو الحياة، حياة كل مواطن وكرامته وكبرياؤه وهو مصدر وحيه ومعين إلهامه وهو الذي يعيش الإنسان في كنفه بشرف وكرامة ويكون مستعدا للموت في سبيله بفرح وكبرياء' ،هكذا كان ينظر الملك الراحل الحسين بن طلال للوطن .
واليوم ونحن هنا نستذكر في يوم الوداع المؤثر للحسين في السابع من شباط (فبراير) 1999،نستذكر أيضاً يوم ولد الحسين في عمّان في 14 نوفمبر 1935، وكان الابن البكر للأمير طلال بن عبد الله والأميرة زين الشرف بنت جميل، ولد في منزل والده البسيط المكون من خمس غرف والقريب من قصر رغدان، الحسين وفور توليه السلطة بمطلع شهر أب من عام 1952، ورغم صغر سنه ركز منذ توليه السلطة على بناء بنية تحتية اقتصادية وصناعية، وأدى ذلك إلى تطور الصناعات الرئيسية في الفوسفات والبوتاس والأسمنت، كما إنشاء شبكة من الطرق تغطي أنحاء المملكة كافة،كما ارتفعت خلال عهده نسبة المتعلمين إلى 85.5% في عام 1996 بعد أن كانت 33% بعام 1960 ، كما إنه وحسب إحصائات اليونسيف فإن الأردن حقق أسرع نسبة سنوية في العالم في مجال انخفاض وفيات الأطفال دون السنة من عمرهم من 70 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة في عام 1981 إلى 37 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة في عام 1991.
يسجل التاريخ للراحل الحسين ،إنه عرّب قيادة الجيش العربي الأردني عام 1956 والذي كان من ضمنها إعفاء غلوب باشا من مهامه وذلك لتعريب قيادة الجيش، كما أنهى المعاهدة البريطانية ورفض أن تستغل القواعد الإنجليزية في الأردن للاعتداء على مصر. كما تم في عام 1958 الإعلان عن قيام الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن، لكنه لم يستمر إلا حوالي ستة أشهر وذلك بعد أن أطيح النظام الملكي في العراق بثورة عسكرية، وفي عهده أيضًا خاض الجيش العربي الأردني مع قوات تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أغلبها من حركة فتح معركة الكرامة مع الكيان الصهيوني والتي انتصر فيها الجيش العربي الأردني، واعتبر ذلك أول هزيمة للجيش الذي لا يقهر وقد قام بقيادة المعركة على أرض الواقع ورفض وقف إطلاق النار حتى انسحاب آخر جندي صهيوني.
يقول الحسين في أحد لقاءاته بأبناء شعبه في محافظة عجلون: 'تعود بي الذاكرة الى تعريب قيادة الجيش العربي.. الى إلغاء المعاهدة التي كانت تحمل معها الدعم المادي للأردن والذي كان في ذلك الوقت يبلغ عشرة ملايين دينار في السنة، تساءل الناس كيف سنعيش ونصمد ونبني ونتوسع والحمد لله مكانة الأردن مكانتكم في هذا العالم العربي والإسلامي وفي الدنيا بأسرها وما بذلناه من جهد أثمر بهذه الصورة وهذا الواقع الذي نعيشه الآن دون نفط ودون خيرات اخرى كثيرة ندعو الله سبحانه وتعالى أن يهيئها لنا في المستقبل او شيئا منها وسواء تحقق ما نتمناه وكلنا أمل بأن يتحقق فيسظل إنساننا هو المفتاح وهو السر وهو الأساس'.
يسجل التاريخ ايضاً للراحل الحسين إنه حمل على عاتقه الدفاع عن الإسلام ورسالته السمحة ضد الإرهاب والتطرف، ومن أقواله: 'إن المملكة الأردنية الهاشمية تؤكد على ضرورة التفريق الحاسم والواضح بين الأعمال الإرهابية والشريعة الإسلامية السمحة فالإسلام الذي نعتز به دينا ومنهج حياة يقوم على التسامح ويحدد منهج الحوار بقوله تعالى، 'وجادلهم بالتي هي أحسن'، والإسلام يحدد الفرق بين الجهاد الذي يستند الى العقيدة وينطلق من مبدأ احترام المواثيق وعدم جواز قتل الأبرياء من جهة وبين الإرهاب وقتل الأبرياء وترويعهم من جهة أخرى، وقد استقر في وجداننا جميعا أن الإرهاب لا يقتصر على جنس أو على اتباع دين دون غيره أو على وطن دون سواه.
الحسين هذا المقاتل الشرس رحل بصمت مودعاً الأردن الذي احب ،مودعاً الأردن الذي قضى جل عمره مجاهداً ومكافحاً في سبيل رفعته وتقدمه ،فلقد كانت للحسين مناقب كثيره، فقد كان مثال الرجل الوطني ،لقد كان من خيرة الرجال الذين مروا بتاريخ الأردن الحديث ،لقد كان الراحل يحمل من الحب للأردن بكل أركانه ما لا يحمله الكثيرون في حينها وللآن،حاله حال فسلطين فلقد كانت فلسطين بالنسبة للحسين وكما كان يوصفها ،بأنها جنة الدنيا وعشقه الازلي ولطالما كان يرددّ ' الحقيقة هي أن الأردن هي فلسطين وفلسطين هي الأردن'.
ختاماً، في ذات يوم قال الحسين : ' أمامنا طريق طويله واجب الإجتياز ، طريق مليء بالعقبات ولسوف أكون الى جانب شعبي لمساعدته على تذليلها .. أرجو أن نغدو قدوه لسائر الأقطار في هذه المنطقة ' ،ونحن بدورنا نقول لهذا المقاتل والمناضل الشرس الذي رحل عن هذه الدنيا بصمت سلاماً على روحك الطاهرة وأنت ترددّ،' إنّ حياتي مُلك لشعبي .. إنني أبذل كل ما في وسعي لكي تجد الأجيال القادمه ظروفاً حياتيه أفضل من ظروفنا !!؟'.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com
التعليقات