طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

في اخطر قراءة تاريخية ووثائقية لمعركة الكرامة


يحتفل الاردن في الواحد والعشرين من اذار من كل عام بذكرى معركة الكرامة التي حطم فيها جنود مدفعية ودبابات الجيش العربي الاردني, اسطورة جندي يهودي شاع بين الناس وفي الاعلام بانه لا يقهر.

ومن المفيد تاريخيا وضع نصاب المعركة في سياقها الحقيقي, اذ لا يعقل ان يتم الزج بغير الجيش الاردني في هذه المعركة الاردنية الخالصة مع الاحترام لاخوتنا واهلنا من الفدائيين, وانا هنا استقرء الحدث بما يستحق من دراسة, اذ انه وبعد قراءة واقع المعركة استخلصت بانها كانت معركة مدفعية ودبابات بكل ابعادها وخططها العسكرية, وهذا يعني ان المعركة كانت معركة دبابات ومدفعية من البداية الى النهاية, ولا وجود في ارض المعركة لمن يحمل سلاحا خفيفا مقابل المدفعية والدبابة .

ومن يقول بان الفدائيين كانوا مع الجيش في ارض المعركة الحقيقية خاطئ , لان اسلحة الفدائيين انذاك كانت لا تتعدى اسلحة الكلاشنكوف الخفيفة وهذه لا تستطيع مواجهة المدفعية والدبابات والطائرات الاسرائيلية تحت أي ذريعة واعتبار .

ومن خلال بحثي التاريخي والميداني لارض المعركة ومقابلاتي مع بعض الفدائيين الموضوعيين خلال المعركة, تبين لي بان الدور الفدائي لم يتجاوز إشعال نار المعركة التي ارادها جمال عبد الناصر ضربة قاصمة للاردن بزجه في اتون حرب لم يكن مستعد لها, واختار لها بعناية فائقة ان تاتي بعد حربين خاضهما الجيش الاردني وبأزمان قريبة, حرب السموع عام 1966 وحزيران عام 1967 والتين اكلتا غالبية الاسلحة الاردنية , فأدرك عبد الناصر ذلك فحاول استغلال الفدائيين في لعبته بتصفية خلافاته مع الملك الحسين طيب الله ثراه , مستفيدا من عناصر اختارتها له مخابراته بدقة فوقع الاختيار منذ عام 1964 على ياسر عرفات لتدريبها قبل الانقلاب على المنظمة برئاسة احمد الشقيري وهي الجائزة المنتظرة نظير اغراق الاردن بحرب الكرامة , فتمثل دورها بالقيام بعمليات خاطفة وسريعة عبر نهر الاردن ,والذي كان يعرف " بالشريعة " ومن ثم الهروب نحو الحدود الاردنية, وتكثفت العمليات ضد اليهود يوم 20 اذار من العام 1968, الامر الذي اعطى اليهود ذريعة لمطاردتهم في الاراضي الاردنية, للتسبب في حدوث اشتباك مع الجيش الاردني, وهو ما حصل بالفعل فالتحمت الدبابات ومدفعية الجيش العربي الاردني مع القوات المطاردة للفدائيين على ارض الكرامة لالهاء الجيش الاردني بمعركة فرضت عليه لغايات تدميره , ولتمكين الفدائيين خلالها من استغلال إنشغال الجيش الاردني بتلك المعركة والزحف نحو عمان واحتلال مبنى الاذاعة والتلفزيون تمهيدا لاعلان اسقاط النظام الملكي الذي كان قد افتضح امر جمال عبد الناصر مبكرا, ولكن ارادة الله مشفوعة بعزيمة رجال الجيش العربي الاردني, وتمسكهم بقيادتهم الشرعية والتاريخية التي ادارت المعركة بنفسها من ارض المعركة , فحال صمود طلائع الجيش المتصدي للغزو اليهودي من الاستنجاد ببقية الوحدات العسكرية المرابطة في عمان والزرقاء واربد, والتي كان مخطط لها حسب المؤامرة الفلسطينية المصرية ان تكون في ارض المعركة لافراغ مكانها, واحتلالها من قبل الفدائيين.

نتطرق لهذا الموضوع التاريخي والهام , لانه لا يعقل ان يبقى التاريخ يساق لنا بأحداث مزوَرة, في الوقت الذي يطالب فيه من زورها بالشفافية في القضايا والاحداث التي تدور على الساحة الاردنية لايمانهم هنا بأن المكاشفة ستلحق الضرر بالاردن وشعبه.

فمن الشفافية ان نضع قطار تاريخنا يسير على سكة الحقيقة , غضب من غضب, وانكر من انكر, وثارت حفيظة الحاقد ام لم تثر , فالاحداث التاريخية ُملك لنا ومن حق ابنائنا ان يتعلموها كما حدثت على ارض الميدان ,لا كما جاءتنا من الخيال الاعلامي والتزوير المجاني للحقائق, وكما انها من حق من باع نفسه للدفاع عن وطنه, وروى بدمه ارض بلاده ليرسم خيوط الكرامة الاولى بارض الكرامة , والتي علينا جميعا واجب نفض غبار الكذب والافتراء عن حقائقها ,التي زيفها البعض لغايات سياسية بحتة , كنا اول من تألم منها , وانكوينا واصطلينا بنارها.

نقول لشهداء الكرامة قاتل الله السياسة التي حرمتكم من شرف الانتصار لوحدكم, فلقد سجل شرف الجندية الاردنية اسماء شهداء جيشنا العربي في المعركة , وعندما راجعت وثائق منظمة التحرير وجدت بانها لم تشر الى جرح او استشهاد فدائي واحد في ارض المعركة, بل ان من قتل من الفدائيين والذين قالوا بأنهم استشهدوا في ارض المعركة كانوا مختبئين في مخيم الكرامة بين المدنيين على بعد 5 الى 6 كيلو مترات من ارض المعركة الحقيقية كانت الدبابة والمدفعية وجها لوجه مع الدبابة والمدفعية الاسرائيلية , ,ويروي المرحوم ابو اسحق احد الذين اشتركوا في المعركة بان الفدائيين فروا من ارض المعركة بكل الوسائل المتاحة لهم نحو الجبال , خوفا من عملية الإنزال التي قام بها الاسرائيليين في اطراف المخيم لالقاء القبض عليهم , وروي لي كذلك بأن قائد المجموعة انذاك ياسر عرفات والذي تسلم رئاسة منظمة التحرير بعد الكرامة مباشرة بأنه هرب على دراجة نارية كانت مع احد اللاجئين في مخيم الكرامة, وأسرت قوات الانزال الاسرائيلية قرابة 33 فدائي وقتلت حوالي 13 أخر, وهذا يفند مزاعم الذين يقولون بان الفدائيين اشتركوا في معركة الكرامة, فكما تعرفون فإن لكل معركة لا بد من جرحى وشهداء في ارضها حيث الالتحام الحقيقي, وبهذا الصدد لم تشر الوثائق والشهادات من جانبي الجيش الاردني والفدائيين الى اسم فدائي واحد جرح او استشهد في ارض المعركة الحقيقية .

Quraan1964@yahoo.com

*عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/25244