ايهاب سلامة - الشتاء على اﻻبواب، والبرد يطرقها معه.. كل شيء في بلادنا يتكشف مع قدوم المطر ..كل شيء .. الفقر والجوع .. البيوت العتيقة المهلهلة الواقفة على عمدانها رغماً عنها.. فساد عطاءات تعبيد الطرق ..عيوب البنى التحتية .. مناهل الصرف الصحي المغشوشة.. اﻻنفاق التي تغرق مع أول شتوة .. تقاعس مسؤول هامل اكتفى بالجلوس تحت مدفئة مكتبه التي ﻻ يدفع فواتيرها من جيبه ..
كل شيء يكشفه المطر الواقف خلف اﻻبواب .. حتى مشاعرنا الصيفية المخبأة تتحضر لتنهمر شوقًا مع تباشير مواسم الشتاء والحنين والحزن والدهشة ..
***********
في الشتاء .. يلتسع الفقراء الذين نسيتهم حكومات بلادهم بقسوة البرد والمصاريف التي يحملها معه موسم يحبونه رغم عوزهم، لكنه ثقيل على جيوبهم الخاوية التي أفرغتها الحكومات واحدة تلو أخرى ..
في الشتاء .. كل كلام السياسة المعسول ومبرراته لا يمنح الدفء لأطفال عجز والدهم الذي أحنى الزمان ظهره عن شراء صفيحة وقود لمدفأة ..وكل التنظير اﻻقتصادي 'الخزعبلائي' المطعّم ببهارات وطنية ﻻ يسكت رضيعًا عن البكاء لم تجد أمه التي هدّها الفقر ثمن علبة حليب كي تهدء امعاءه الفارغة ..
كل المبررات الحكومية، وإعلامها الببغائي، والناطقون باسماء وزرائها ووزاراتهم، المجملون قبحها بزيف كلماتهم، المبررون تجويعنا وجنون أسعارهم، لا تساوي تعريفة واحدة.. وﻻ تُصرف في مخبز لاذت به سيدة عجوز لشراء ربطة خبز ولم تجد في 'جزدانها' سوى حبات ضغط وفواتير ماء وكهرباء ..
*********
عندما ترى حوتاً من حيتان المقاوﻻت 'رضي الله عنهم وارضاهم'.. ممن تُلزم الحكومات شركاتهم بعطاءاتها المليونية.. يسكن هو وكلابه التي تحرسه وخدمه وحشمه، في قصر يتسع لاسكان أهل قرية ومخيم .. ويمتلك واحدهم ثروات تعادل ثروات مدينة باهلها.. وﻻ تُلزم الحكومة نفسها بتأمين وظيفة يقل دخلها عن مصروف كلب من كلاب السادة اﻻكابر، لمواطن غلبان عض على جوع بطنه باسنانه مكابرًا .. وتحسبه من التعفف أغنى من أغناهم ..تسال نفسك ماذا أبقوا لك في وطنك من وطنك ؟
حين يعيّن ابن سعادته ومعاليه، وهو أبله ﻻ يعرف الخمسة من الطمسة، بوظيفة حكومية يزيد راتبها عن رواتب عشرة من خريجي الجامعات الذين نالوا شهاداتهم بعرق ابائهم الكادحين وصبرهم، تأتيك لحظة تسأل فيها نفسك لمن يا ترى هذا الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا ؟
عندما تورثّ الوظائف العليا في بلادنا توريثًا ..ويضمن 'نجل معاليه' مستقبله مذ يخرج من رحم أمه المقدس وملعقة ذهبية في فمه، سيّان كان فاشلاً أو مختلاً، بحكم مؤهلات جيناته الوراثية .. تفكر حينها بتعليق علمك وشهاداتك التي نلت كل حرف كتب عليها بحبر من دم أبيك .. في مرحاض بيتك فقد تستعملها في لحظة ضيق لامر لا تجيز هيئة اﻻعلام ذكره !
عندما يتحول الوطن في نظر البعض الى كعكة .. يتهافت كل السادة المبجلون لاقتسامها فيما بينهم .. ويرمون لنا فتات مخلفاتهم .. يصبح الوطن برغم براحته، اضيق من خرم ابرة ..
حين تكون أرصدة 6 أثرياء، أزيد مما يمتلك 6 ملايين مواطن .. يقف حينها ابليس ذاته على عتبات عقولنا المثخنة عاجزًا عن الوسوسة !
******
يا اولياء نعمتنا ..
نريد شوارعًا مثل شوارع احيائكم .. بلا حفر ولا مطبات وﻻ مناهل مخلّعة ..
نريد حدائق لاوﻻدنا وملاعب يلهون فيها مثل سعادات اوﻻدكم.. وعمال نظافة يهتمون بازقتنا وحاراتنا كما يعتنون بمداخل فللكم وقصوركم ..
نريد تأمين أدوية للضغط والسكري ووجع اﻻعصاب، لابائنا وامهاتنا، تكون قادرة على خفض الضغط وضبط السكر وتقليل آﻻم سنينهم ..ﻻ مجرد أدوية فعاليتها اضعف من فعاليتكم في مخادعكم ..
نريد مسكنات قادرة على اخراس أوجاعنا .. ﻻ ذات الحبوب التي توارثناها من المراكز الصحية وتأقلمت معها أجسادنا فصارت بدﻻً من تخفيف اﻻلتهاب تمر عنه مرور الكرام، وتغازله ..
نريد فقط ، حياة نعيش فيها بكرامة.. نموت فيها بكرامة .. وخذوا الباقي كله لكم، عليكم من الله ما عليكم !
ايهاب سلامة - الشتاء على اﻻبواب، والبرد يطرقها معه.. كل شيء في بلادنا يتكشف مع قدوم المطر ..كل شيء .. الفقر والجوع .. البيوت العتيقة المهلهلة الواقفة على عمدانها رغماً عنها.. فساد عطاءات تعبيد الطرق ..عيوب البنى التحتية .. مناهل الصرف الصحي المغشوشة.. اﻻنفاق التي تغرق مع أول شتوة .. تقاعس مسؤول هامل اكتفى بالجلوس تحت مدفئة مكتبه التي ﻻ يدفع فواتيرها من جيبه ..
كل شيء يكشفه المطر الواقف خلف اﻻبواب .. حتى مشاعرنا الصيفية المخبأة تتحضر لتنهمر شوقًا مع تباشير مواسم الشتاء والحنين والحزن والدهشة ..
***********
في الشتاء .. يلتسع الفقراء الذين نسيتهم حكومات بلادهم بقسوة البرد والمصاريف التي يحملها معه موسم يحبونه رغم عوزهم، لكنه ثقيل على جيوبهم الخاوية التي أفرغتها الحكومات واحدة تلو أخرى ..
في الشتاء .. كل كلام السياسة المعسول ومبرراته لا يمنح الدفء لأطفال عجز والدهم الذي أحنى الزمان ظهره عن شراء صفيحة وقود لمدفأة ..وكل التنظير اﻻقتصادي 'الخزعبلائي' المطعّم ببهارات وطنية ﻻ يسكت رضيعًا عن البكاء لم تجد أمه التي هدّها الفقر ثمن علبة حليب كي تهدء امعاءه الفارغة ..
كل المبررات الحكومية، وإعلامها الببغائي، والناطقون باسماء وزرائها ووزاراتهم، المجملون قبحها بزيف كلماتهم، المبررون تجويعنا وجنون أسعارهم، لا تساوي تعريفة واحدة.. وﻻ تُصرف في مخبز لاذت به سيدة عجوز لشراء ربطة خبز ولم تجد في 'جزدانها' سوى حبات ضغط وفواتير ماء وكهرباء ..
*********
عندما ترى حوتاً من حيتان المقاوﻻت 'رضي الله عنهم وارضاهم'.. ممن تُلزم الحكومات شركاتهم بعطاءاتها المليونية.. يسكن هو وكلابه التي تحرسه وخدمه وحشمه، في قصر يتسع لاسكان أهل قرية ومخيم .. ويمتلك واحدهم ثروات تعادل ثروات مدينة باهلها.. وﻻ تُلزم الحكومة نفسها بتأمين وظيفة يقل دخلها عن مصروف كلب من كلاب السادة اﻻكابر، لمواطن غلبان عض على جوع بطنه باسنانه مكابرًا .. وتحسبه من التعفف أغنى من أغناهم ..تسال نفسك ماذا أبقوا لك في وطنك من وطنك ؟
حين يعيّن ابن سعادته ومعاليه، وهو أبله ﻻ يعرف الخمسة من الطمسة، بوظيفة حكومية يزيد راتبها عن رواتب عشرة من خريجي الجامعات الذين نالوا شهاداتهم بعرق ابائهم الكادحين وصبرهم، تأتيك لحظة تسأل فيها نفسك لمن يا ترى هذا الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا ؟
عندما تورثّ الوظائف العليا في بلادنا توريثًا ..ويضمن 'نجل معاليه' مستقبله مذ يخرج من رحم أمه المقدس وملعقة ذهبية في فمه، سيّان كان فاشلاً أو مختلاً، بحكم مؤهلات جيناته الوراثية .. تفكر حينها بتعليق علمك وشهاداتك التي نلت كل حرف كتب عليها بحبر من دم أبيك .. في مرحاض بيتك فقد تستعملها في لحظة ضيق لامر لا تجيز هيئة اﻻعلام ذكره !
عندما يتحول الوطن في نظر البعض الى كعكة .. يتهافت كل السادة المبجلون لاقتسامها فيما بينهم .. ويرمون لنا فتات مخلفاتهم .. يصبح الوطن برغم براحته، اضيق من خرم ابرة ..
حين تكون أرصدة 6 أثرياء، أزيد مما يمتلك 6 ملايين مواطن .. يقف حينها ابليس ذاته على عتبات عقولنا المثخنة عاجزًا عن الوسوسة !
******
يا اولياء نعمتنا ..
نريد شوارعًا مثل شوارع احيائكم .. بلا حفر ولا مطبات وﻻ مناهل مخلّعة ..
نريد حدائق لاوﻻدنا وملاعب يلهون فيها مثل سعادات اوﻻدكم.. وعمال نظافة يهتمون بازقتنا وحاراتنا كما يعتنون بمداخل فللكم وقصوركم ..
نريد تأمين أدوية للضغط والسكري ووجع اﻻعصاب، لابائنا وامهاتنا، تكون قادرة على خفض الضغط وضبط السكر وتقليل آﻻم سنينهم ..ﻻ مجرد أدوية فعاليتها اضعف من فعاليتكم في مخادعكم ..
نريد مسكنات قادرة على اخراس أوجاعنا .. ﻻ ذات الحبوب التي توارثناها من المراكز الصحية وتأقلمت معها أجسادنا فصارت بدﻻً من تخفيف اﻻلتهاب تمر عنه مرور الكرام، وتغازله ..
نريد فقط ، حياة نعيش فيها بكرامة.. نموت فيها بكرامة .. وخذوا الباقي كله لكم، عليكم من الله ما عليكم !
ايهاب سلامة - الشتاء على اﻻبواب، والبرد يطرقها معه.. كل شيء في بلادنا يتكشف مع قدوم المطر ..كل شيء .. الفقر والجوع .. البيوت العتيقة المهلهلة الواقفة على عمدانها رغماً عنها.. فساد عطاءات تعبيد الطرق ..عيوب البنى التحتية .. مناهل الصرف الصحي المغشوشة.. اﻻنفاق التي تغرق مع أول شتوة .. تقاعس مسؤول هامل اكتفى بالجلوس تحت مدفئة مكتبه التي ﻻ يدفع فواتيرها من جيبه ..
كل شيء يكشفه المطر الواقف خلف اﻻبواب .. حتى مشاعرنا الصيفية المخبأة تتحضر لتنهمر شوقًا مع تباشير مواسم الشتاء والحنين والحزن والدهشة ..
***********
في الشتاء .. يلتسع الفقراء الذين نسيتهم حكومات بلادهم بقسوة البرد والمصاريف التي يحملها معه موسم يحبونه رغم عوزهم، لكنه ثقيل على جيوبهم الخاوية التي أفرغتها الحكومات واحدة تلو أخرى ..
في الشتاء .. كل كلام السياسة المعسول ومبرراته لا يمنح الدفء لأطفال عجز والدهم الذي أحنى الزمان ظهره عن شراء صفيحة وقود لمدفأة ..وكل التنظير اﻻقتصادي 'الخزعبلائي' المطعّم ببهارات وطنية ﻻ يسكت رضيعًا عن البكاء لم تجد أمه التي هدّها الفقر ثمن علبة حليب كي تهدء امعاءه الفارغة ..
كل المبررات الحكومية، وإعلامها الببغائي، والناطقون باسماء وزرائها ووزاراتهم، المجملون قبحها بزيف كلماتهم، المبررون تجويعنا وجنون أسعارهم، لا تساوي تعريفة واحدة.. وﻻ تُصرف في مخبز لاذت به سيدة عجوز لشراء ربطة خبز ولم تجد في 'جزدانها' سوى حبات ضغط وفواتير ماء وكهرباء ..
*********
عندما ترى حوتاً من حيتان المقاوﻻت 'رضي الله عنهم وارضاهم'.. ممن تُلزم الحكومات شركاتهم بعطاءاتها المليونية.. يسكن هو وكلابه التي تحرسه وخدمه وحشمه، في قصر يتسع لاسكان أهل قرية ومخيم .. ويمتلك واحدهم ثروات تعادل ثروات مدينة باهلها.. وﻻ تُلزم الحكومة نفسها بتأمين وظيفة يقل دخلها عن مصروف كلب من كلاب السادة اﻻكابر، لمواطن غلبان عض على جوع بطنه باسنانه مكابرًا .. وتحسبه من التعفف أغنى من أغناهم ..تسال نفسك ماذا أبقوا لك في وطنك من وطنك ؟
حين يعيّن ابن سعادته ومعاليه، وهو أبله ﻻ يعرف الخمسة من الطمسة، بوظيفة حكومية يزيد راتبها عن رواتب عشرة من خريجي الجامعات الذين نالوا شهاداتهم بعرق ابائهم الكادحين وصبرهم، تأتيك لحظة تسأل فيها نفسك لمن يا ترى هذا الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا ؟
عندما تورثّ الوظائف العليا في بلادنا توريثًا ..ويضمن 'نجل معاليه' مستقبله مذ يخرج من رحم أمه المقدس وملعقة ذهبية في فمه، سيّان كان فاشلاً أو مختلاً، بحكم مؤهلات جيناته الوراثية .. تفكر حينها بتعليق علمك وشهاداتك التي نلت كل حرف كتب عليها بحبر من دم أبيك .. في مرحاض بيتك فقد تستعملها في لحظة ضيق لامر لا تجيز هيئة اﻻعلام ذكره !
عندما يتحول الوطن في نظر البعض الى كعكة .. يتهافت كل السادة المبجلون لاقتسامها فيما بينهم .. ويرمون لنا فتات مخلفاتهم .. يصبح الوطن برغم براحته، اضيق من خرم ابرة ..
حين تكون أرصدة 6 أثرياء، أزيد مما يمتلك 6 ملايين مواطن .. يقف حينها ابليس ذاته على عتبات عقولنا المثخنة عاجزًا عن الوسوسة !
******
يا اولياء نعمتنا ..
نريد شوارعًا مثل شوارع احيائكم .. بلا حفر ولا مطبات وﻻ مناهل مخلّعة ..
نريد حدائق لاوﻻدنا وملاعب يلهون فيها مثل سعادات اوﻻدكم.. وعمال نظافة يهتمون بازقتنا وحاراتنا كما يعتنون بمداخل فللكم وقصوركم ..
نريد تأمين أدوية للضغط والسكري ووجع اﻻعصاب، لابائنا وامهاتنا، تكون قادرة على خفض الضغط وضبط السكر وتقليل آﻻم سنينهم ..ﻻ مجرد أدوية فعاليتها اضعف من فعاليتكم في مخادعكم ..
نريد مسكنات قادرة على اخراس أوجاعنا .. ﻻ ذات الحبوب التي توارثناها من المراكز الصحية وتأقلمت معها أجسادنا فصارت بدﻻً من تخفيف اﻻلتهاب تمر عنه مرور الكرام، وتغازله ..
نريد فقط ، حياة نعيش فيها بكرامة.. نموت فيها بكرامة .. وخذوا الباقي كله لكم، عليكم من الله ما عليكم !
التعليقات
تضع يدك تماما على موطن الوجع
اوجعتنا وكتبت اوجاعنا
أن نتكلم ان لأنه ضع لأمن الدولة نريد منكم ان تجعلونا نحيا بكرامة
وصفت مشاعرنا وعبرت عن اوجاعنا
ابدعت