في الوقت الذي كثر فيه الحديث والتأويلات والتكهّنات خلال الأيام والساعات الماضية عن مصير التفاهمات الروسية ـ الأميركية على وقع العوائق والصعوبات في مؤتمر جنيف الممثلة بوفد الرياض تزامناً مع الانهيار «الجزئي» بالهدنة ووقف إطلاق النار في سورية، يقرأ البعض انّ التفاهمات الروسية ـ الأميركية حول رسم معالم نهاية الحرب على سورية، والتي يعتقد البعض انها قد نضجت الى حدّ ما، وتنتظر موافقة القوى الدولية والإقليمية والمحلية عليها، لخروجها الى العلن، لترى النور، ليُصار الى تطبيق مضامينها على ارض الواقع، لتكسب المصداقية والواقعية، وتزامن هذا الحديث مع مجموعة من التأويلات والتكهّنات والأحاديث عن مستقبل الرئيس الأسد، مع العلم أنّ «الأسد هو الرئيس الشرعي لسورية لغاية انتهاء ولايته عام 2021» فالشعب هو من منحه الشرعية في 3 حزيران 2014، والشعب هو الوحيد الذي بمقدوره ان يسحب هذه الشرعية».
وبخصوص التفاهمات الروسية ـ الأميركية بشقها السياسي فقد برز واضحاً انها تسعى لتشكيل حكومة تمثل أطيافا واسعة من القوى الوطنية السورية، واستعدادا لإجراء بعض الإصلاحات الدستورية والسياسية بالداخل السوري، مع علم الأميركان بأنّ مؤسسات الدولة والجيش العربي السوري خط أحمر لا يقبل المساس بهيكليته وبعقيدته الوطنية والقومية الجامعة، مع سعي روسي لتشكيل حلف أممي وإقليمي يكون مركزه سورية والجيش العربي السوري لمكافحة ظاهرة تمدّد الإرهاب في المنطقة العربية وفي مناطق مختلفة من العالم.
من هنا تمكن قراءة بعض المضامين الرئيسية للتفاهم الروسي ـ الأميركي، واول هذه المضامين انّ شرعية الرئيس الأسد تُستمَدُّ من شرعية صناديق الاقتراع في 3 حزيران 2014، ولن تسحبها او تبقيها الا شرعية صناديق الاقتراع في 3 حزيران 2021، وثاني هذه المضامين تهيئة الأرضية المناسبة محلياً واقليمياً ودولياً لإنجاز استحقاق تشكيل حكومة سورية جديدة تمثل معظم القوى الوطنية السورية. وهذه الحكومة بدورها مطلوب منها تهيئة الأرضية المناسبة لإنجاز استحقاق سياسي خاص بالدستور السوري، إما تعديلاً او طرح دستور جديد للاستفتاء عليه من قبل الشعب العربي السوري، وثالث هذه المضامين والتي يصرّ عليها السوريون ويدعمهم بها الروس هو عدم السماح بالمسّ بهيكلية المؤسسات الوطنية السياسية والسيادية ضمن مسار ايّ اتفاق شامل بخصوص وضع حلول لانهاء الحرب على سورية، وبالشق الآخر هناك بعض التفاصيل التي ما زالت بحاجة الى توضيح اكثر حول مضامين الحلف الأممي التي تسعى روسيا لتشكيله لمحاربة ظاهرة تمدّد الارهاب. وهنا يجدر التنويه بأنّ التفاهمات الروسية ـ الأميركية ما زالت حبيسة الأدراج والمناقشات والمشاورات ولم تظهر للعلن بعد، بيد أنه تمّ التوافق عليها من جميع الاطراف والقوى المعنية بهذه التفاهمات.
الدولة السورية بدورها لغاية الآن لم تُدْلِ بأيّ تصريح حول طبيعة التفاهمات الروسية ـ الأميركية، والسبب بذلك انّ المبادرة لا زالت قيد البحث ولم يتمّ تفعيلها والتوافق عليها، ولذلك فالدولة السورية وبالشراكة مع بعض حلفائها تسعى بقدر الممكن والمتاح للتصدّي لمسارات وفصول هذه الحرب التي تستهدفها منذ ما يزيد على خمسة اعوام، ولذلك بدأت العمل على مسار متكامل مع شركائها وحلفائها لوضع حدّ لمسارات هذه الحرب. وبما انّ الحرب اعتمدت منذ بدايتها على مسار العسكرة والضغط الميداني، فلا حلّ لها الا بالميدان، هكذا يجمع معظم السوريين وحلفاء سورية.
وهنا لا يمكن إنكار حقيقة انّ الميدان العسكري السوري قد شهد مؤخراً هزائم عدة للميليشيات المسلحة، من حلب شمال سورية الى درعا جنوب سورية الى ريف حمص الشرقي بوسط سورية، وفي الفترة الاخيرة لاحظ جميع المتابعين كيف قلبت المعادلة بشكل كامل بما يخصّ مجمل المعادلة الميدانية على الساحة السورية لمصلحة الجيش العربي السوري.
هذه الخسائر التي مُنيت بها المجاميع المسلحة تزامنت مع الوقت الذي يستكمل فيه الجيش العربي السوري وقوى المقاومة خطط حسم المرحلة الأخيرة من تطهير الجانب الحدودي التركي ـ السوري من البؤر الإرهابية المتواجدة في مناطق معينة ومتمركزة في ريف حلب الشمالي تحديداً. وعلى الجانب الآخر من عمليات الجيش المستقبلية بالشراكة مع حلفاء سورية يجري وبكلّ هدوء ومن دون ايّ ضجيج إعلامي التحضير لمعارك تحرير جسر الشغور في ريف إدلب الغربي وخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، ومناطق أخرى في محافظة إدلب، التي ما زال الجيش العربي السوري يحافظ على تواجد وانْ كان محدوداً في داخلها، وخصوصاً في ريف إدلب الشمالي.
بالمحصلة يمكن القول، إنّ قراءة المشهد الميداني، تنبئ مستقبلا بقلب كبير وهام لكامل المعادلة العسكرية والميدانية على الارض السورية لمصلحة الجيش العربي السوري. وبعيداً عن التفاهمات الروسية ـ الأميركية، يمكن القول إنّ سورية اليوم وبالشراكة مع بعض حلفائها تنتظر اعلان ساعة الصفر، لانطلاق مشروع سورية الأكبر لتحرير سورية كلّ سورية من جميع مظاهر التمرد المسلح، وايقاف عجلة الفوضى التي بدأت تتمدد داخل الدولة السورية. ومع علمنا انّ هذه المعركة طويلة وتحتاج لتضحيات كبيرة نوعاً ما، ولكن لا بد منها. هكذا يجمع معظم السوريين، فهي الخلاص لتحرير وطنهم، والانتصار على هذه الحرب التي تستهدف سورية كلّ سورية.
ختاما، انّ صمود سورية اليوم عسكرياً، ودعم حلفائها لها عسكرياً واقتصادياً، وتوسّع الجيش العربي السوري بعملياته لتحرير الأرض مدعوماً ومسنوداً من قاعدة شعبية تمثل أكثرية الشعب السوري، هذه العوامل بمجموعها ستكون هي الضربة الأولى لاسقاط أهداف ورهانات الشركاء في الهجمة الأخيرة على سورية. وبحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي امامنا وبعيدا عن مضامين التفاهمات الروسية ـ الأميركية، ليس أمام الأميركيين وحلفائهم اليوم، ومهما طالت معركتهم وحربهم على سورية، الا الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية، والمطلوب منهم اليوم هو الاستعداد والتحضير لتحمّل كلّ تداعيات هذه الهزيمة وتأثيرات هذا الفشل عليهم مستقبلاً.
في الوقت الذي كثر فيه الحديث والتأويلات والتكهّنات خلال الأيام والساعات الماضية عن مصير التفاهمات الروسية ـ الأميركية على وقع العوائق والصعوبات في مؤتمر جنيف الممثلة بوفد الرياض تزامناً مع الانهيار «الجزئي» بالهدنة ووقف إطلاق النار في سورية، يقرأ البعض انّ التفاهمات الروسية ـ الأميركية حول رسم معالم نهاية الحرب على سورية، والتي يعتقد البعض انها قد نضجت الى حدّ ما، وتنتظر موافقة القوى الدولية والإقليمية والمحلية عليها، لخروجها الى العلن، لترى النور، ليُصار الى تطبيق مضامينها على ارض الواقع، لتكسب المصداقية والواقعية، وتزامن هذا الحديث مع مجموعة من التأويلات والتكهّنات والأحاديث عن مستقبل الرئيس الأسد، مع العلم أنّ «الأسد هو الرئيس الشرعي لسورية لغاية انتهاء ولايته عام 2021» فالشعب هو من منحه الشرعية في 3 حزيران 2014، والشعب هو الوحيد الذي بمقدوره ان يسحب هذه الشرعية».
وبخصوص التفاهمات الروسية ـ الأميركية بشقها السياسي فقد برز واضحاً انها تسعى لتشكيل حكومة تمثل أطيافا واسعة من القوى الوطنية السورية، واستعدادا لإجراء بعض الإصلاحات الدستورية والسياسية بالداخل السوري، مع علم الأميركان بأنّ مؤسسات الدولة والجيش العربي السوري خط أحمر لا يقبل المساس بهيكليته وبعقيدته الوطنية والقومية الجامعة، مع سعي روسي لتشكيل حلف أممي وإقليمي يكون مركزه سورية والجيش العربي السوري لمكافحة ظاهرة تمدّد الإرهاب في المنطقة العربية وفي مناطق مختلفة من العالم.
من هنا تمكن قراءة بعض المضامين الرئيسية للتفاهم الروسي ـ الأميركي، واول هذه المضامين انّ شرعية الرئيس الأسد تُستمَدُّ من شرعية صناديق الاقتراع في 3 حزيران 2014، ولن تسحبها او تبقيها الا شرعية صناديق الاقتراع في 3 حزيران 2021، وثاني هذه المضامين تهيئة الأرضية المناسبة محلياً واقليمياً ودولياً لإنجاز استحقاق تشكيل حكومة سورية جديدة تمثل معظم القوى الوطنية السورية. وهذه الحكومة بدورها مطلوب منها تهيئة الأرضية المناسبة لإنجاز استحقاق سياسي خاص بالدستور السوري، إما تعديلاً او طرح دستور جديد للاستفتاء عليه من قبل الشعب العربي السوري، وثالث هذه المضامين والتي يصرّ عليها السوريون ويدعمهم بها الروس هو عدم السماح بالمسّ بهيكلية المؤسسات الوطنية السياسية والسيادية ضمن مسار ايّ اتفاق شامل بخصوص وضع حلول لانهاء الحرب على سورية، وبالشق الآخر هناك بعض التفاصيل التي ما زالت بحاجة الى توضيح اكثر حول مضامين الحلف الأممي التي تسعى روسيا لتشكيله لمحاربة ظاهرة تمدّد الارهاب. وهنا يجدر التنويه بأنّ التفاهمات الروسية ـ الأميركية ما زالت حبيسة الأدراج والمناقشات والمشاورات ولم تظهر للعلن بعد، بيد أنه تمّ التوافق عليها من جميع الاطراف والقوى المعنية بهذه التفاهمات.
الدولة السورية بدورها لغاية الآن لم تُدْلِ بأيّ تصريح حول طبيعة التفاهمات الروسية ـ الأميركية، والسبب بذلك انّ المبادرة لا زالت قيد البحث ولم يتمّ تفعيلها والتوافق عليها، ولذلك فالدولة السورية وبالشراكة مع بعض حلفائها تسعى بقدر الممكن والمتاح للتصدّي لمسارات وفصول هذه الحرب التي تستهدفها منذ ما يزيد على خمسة اعوام، ولذلك بدأت العمل على مسار متكامل مع شركائها وحلفائها لوضع حدّ لمسارات هذه الحرب. وبما انّ الحرب اعتمدت منذ بدايتها على مسار العسكرة والضغط الميداني، فلا حلّ لها الا بالميدان، هكذا يجمع معظم السوريين وحلفاء سورية.
وهنا لا يمكن إنكار حقيقة انّ الميدان العسكري السوري قد شهد مؤخراً هزائم عدة للميليشيات المسلحة، من حلب شمال سورية الى درعا جنوب سورية الى ريف حمص الشرقي بوسط سورية، وفي الفترة الاخيرة لاحظ جميع المتابعين كيف قلبت المعادلة بشكل كامل بما يخصّ مجمل المعادلة الميدانية على الساحة السورية لمصلحة الجيش العربي السوري.
هذه الخسائر التي مُنيت بها المجاميع المسلحة تزامنت مع الوقت الذي يستكمل فيه الجيش العربي السوري وقوى المقاومة خطط حسم المرحلة الأخيرة من تطهير الجانب الحدودي التركي ـ السوري من البؤر الإرهابية المتواجدة في مناطق معينة ومتمركزة في ريف حلب الشمالي تحديداً. وعلى الجانب الآخر من عمليات الجيش المستقبلية بالشراكة مع حلفاء سورية يجري وبكلّ هدوء ومن دون ايّ ضجيج إعلامي التحضير لمعارك تحرير جسر الشغور في ريف إدلب الغربي وخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، ومناطق أخرى في محافظة إدلب، التي ما زال الجيش العربي السوري يحافظ على تواجد وانْ كان محدوداً في داخلها، وخصوصاً في ريف إدلب الشمالي.
بالمحصلة يمكن القول، إنّ قراءة المشهد الميداني، تنبئ مستقبلا بقلب كبير وهام لكامل المعادلة العسكرية والميدانية على الارض السورية لمصلحة الجيش العربي السوري. وبعيداً عن التفاهمات الروسية ـ الأميركية، يمكن القول إنّ سورية اليوم وبالشراكة مع بعض حلفائها تنتظر اعلان ساعة الصفر، لانطلاق مشروع سورية الأكبر لتحرير سورية كلّ سورية من جميع مظاهر التمرد المسلح، وايقاف عجلة الفوضى التي بدأت تتمدد داخل الدولة السورية. ومع علمنا انّ هذه المعركة طويلة وتحتاج لتضحيات كبيرة نوعاً ما، ولكن لا بد منها. هكذا يجمع معظم السوريين، فهي الخلاص لتحرير وطنهم، والانتصار على هذه الحرب التي تستهدف سورية كلّ سورية.
ختاما، انّ صمود سورية اليوم عسكرياً، ودعم حلفائها لها عسكرياً واقتصادياً، وتوسّع الجيش العربي السوري بعملياته لتحرير الأرض مدعوماً ومسنوداً من قاعدة شعبية تمثل أكثرية الشعب السوري، هذه العوامل بمجموعها ستكون هي الضربة الأولى لاسقاط أهداف ورهانات الشركاء في الهجمة الأخيرة على سورية. وبحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي امامنا وبعيدا عن مضامين التفاهمات الروسية ـ الأميركية، ليس أمام الأميركيين وحلفائهم اليوم، ومهما طالت معركتهم وحربهم على سورية، الا الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية، والمطلوب منهم اليوم هو الاستعداد والتحضير لتحمّل كلّ تداعيات هذه الهزيمة وتأثيرات هذا الفشل عليهم مستقبلاً.
في الوقت الذي كثر فيه الحديث والتأويلات والتكهّنات خلال الأيام والساعات الماضية عن مصير التفاهمات الروسية ـ الأميركية على وقع العوائق والصعوبات في مؤتمر جنيف الممثلة بوفد الرياض تزامناً مع الانهيار «الجزئي» بالهدنة ووقف إطلاق النار في سورية، يقرأ البعض انّ التفاهمات الروسية ـ الأميركية حول رسم معالم نهاية الحرب على سورية، والتي يعتقد البعض انها قد نضجت الى حدّ ما، وتنتظر موافقة القوى الدولية والإقليمية والمحلية عليها، لخروجها الى العلن، لترى النور، ليُصار الى تطبيق مضامينها على ارض الواقع، لتكسب المصداقية والواقعية، وتزامن هذا الحديث مع مجموعة من التأويلات والتكهّنات والأحاديث عن مستقبل الرئيس الأسد، مع العلم أنّ «الأسد هو الرئيس الشرعي لسورية لغاية انتهاء ولايته عام 2021» فالشعب هو من منحه الشرعية في 3 حزيران 2014، والشعب هو الوحيد الذي بمقدوره ان يسحب هذه الشرعية».
وبخصوص التفاهمات الروسية ـ الأميركية بشقها السياسي فقد برز واضحاً انها تسعى لتشكيل حكومة تمثل أطيافا واسعة من القوى الوطنية السورية، واستعدادا لإجراء بعض الإصلاحات الدستورية والسياسية بالداخل السوري، مع علم الأميركان بأنّ مؤسسات الدولة والجيش العربي السوري خط أحمر لا يقبل المساس بهيكليته وبعقيدته الوطنية والقومية الجامعة، مع سعي روسي لتشكيل حلف أممي وإقليمي يكون مركزه سورية والجيش العربي السوري لمكافحة ظاهرة تمدّد الإرهاب في المنطقة العربية وفي مناطق مختلفة من العالم.
من هنا تمكن قراءة بعض المضامين الرئيسية للتفاهم الروسي ـ الأميركي، واول هذه المضامين انّ شرعية الرئيس الأسد تُستمَدُّ من شرعية صناديق الاقتراع في 3 حزيران 2014، ولن تسحبها او تبقيها الا شرعية صناديق الاقتراع في 3 حزيران 2021، وثاني هذه المضامين تهيئة الأرضية المناسبة محلياً واقليمياً ودولياً لإنجاز استحقاق تشكيل حكومة سورية جديدة تمثل معظم القوى الوطنية السورية. وهذه الحكومة بدورها مطلوب منها تهيئة الأرضية المناسبة لإنجاز استحقاق سياسي خاص بالدستور السوري، إما تعديلاً او طرح دستور جديد للاستفتاء عليه من قبل الشعب العربي السوري، وثالث هذه المضامين والتي يصرّ عليها السوريون ويدعمهم بها الروس هو عدم السماح بالمسّ بهيكلية المؤسسات الوطنية السياسية والسيادية ضمن مسار ايّ اتفاق شامل بخصوص وضع حلول لانهاء الحرب على سورية، وبالشق الآخر هناك بعض التفاصيل التي ما زالت بحاجة الى توضيح اكثر حول مضامين الحلف الأممي التي تسعى روسيا لتشكيله لمحاربة ظاهرة تمدّد الارهاب. وهنا يجدر التنويه بأنّ التفاهمات الروسية ـ الأميركية ما زالت حبيسة الأدراج والمناقشات والمشاورات ولم تظهر للعلن بعد، بيد أنه تمّ التوافق عليها من جميع الاطراف والقوى المعنية بهذه التفاهمات.
الدولة السورية بدورها لغاية الآن لم تُدْلِ بأيّ تصريح حول طبيعة التفاهمات الروسية ـ الأميركية، والسبب بذلك انّ المبادرة لا زالت قيد البحث ولم يتمّ تفعيلها والتوافق عليها، ولذلك فالدولة السورية وبالشراكة مع بعض حلفائها تسعى بقدر الممكن والمتاح للتصدّي لمسارات وفصول هذه الحرب التي تستهدفها منذ ما يزيد على خمسة اعوام، ولذلك بدأت العمل على مسار متكامل مع شركائها وحلفائها لوضع حدّ لمسارات هذه الحرب. وبما انّ الحرب اعتمدت منذ بدايتها على مسار العسكرة والضغط الميداني، فلا حلّ لها الا بالميدان، هكذا يجمع معظم السوريين وحلفاء سورية.
وهنا لا يمكن إنكار حقيقة انّ الميدان العسكري السوري قد شهد مؤخراً هزائم عدة للميليشيات المسلحة، من حلب شمال سورية الى درعا جنوب سورية الى ريف حمص الشرقي بوسط سورية، وفي الفترة الاخيرة لاحظ جميع المتابعين كيف قلبت المعادلة بشكل كامل بما يخصّ مجمل المعادلة الميدانية على الساحة السورية لمصلحة الجيش العربي السوري.
هذه الخسائر التي مُنيت بها المجاميع المسلحة تزامنت مع الوقت الذي يستكمل فيه الجيش العربي السوري وقوى المقاومة خطط حسم المرحلة الأخيرة من تطهير الجانب الحدودي التركي ـ السوري من البؤر الإرهابية المتواجدة في مناطق معينة ومتمركزة في ريف حلب الشمالي تحديداً. وعلى الجانب الآخر من عمليات الجيش المستقبلية بالشراكة مع حلفاء سورية يجري وبكلّ هدوء ومن دون ايّ ضجيج إعلامي التحضير لمعارك تحرير جسر الشغور في ريف إدلب الغربي وخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، ومناطق أخرى في محافظة إدلب، التي ما زال الجيش العربي السوري يحافظ على تواجد وانْ كان محدوداً في داخلها، وخصوصاً في ريف إدلب الشمالي.
بالمحصلة يمكن القول، إنّ قراءة المشهد الميداني، تنبئ مستقبلا بقلب كبير وهام لكامل المعادلة العسكرية والميدانية على الارض السورية لمصلحة الجيش العربي السوري. وبعيداً عن التفاهمات الروسية ـ الأميركية، يمكن القول إنّ سورية اليوم وبالشراكة مع بعض حلفائها تنتظر اعلان ساعة الصفر، لانطلاق مشروع سورية الأكبر لتحرير سورية كلّ سورية من جميع مظاهر التمرد المسلح، وايقاف عجلة الفوضى التي بدأت تتمدد داخل الدولة السورية. ومع علمنا انّ هذه المعركة طويلة وتحتاج لتضحيات كبيرة نوعاً ما، ولكن لا بد منها. هكذا يجمع معظم السوريين، فهي الخلاص لتحرير وطنهم، والانتصار على هذه الحرب التي تستهدف سورية كلّ سورية.
ختاما، انّ صمود سورية اليوم عسكرياً، ودعم حلفائها لها عسكرياً واقتصادياً، وتوسّع الجيش العربي السوري بعملياته لتحرير الأرض مدعوماً ومسنوداً من قاعدة شعبية تمثل أكثرية الشعب السوري، هذه العوامل بمجموعها ستكون هي الضربة الأولى لاسقاط أهداف ورهانات الشركاء في الهجمة الأخيرة على سورية. وبحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي امامنا وبعيدا عن مضامين التفاهمات الروسية ـ الأميركية، ليس أمام الأميركيين وحلفائهم اليوم، ومهما طالت معركتهم وحربهم على سورية، الا الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية، والمطلوب منهم اليوم هو الاستعداد والتحضير لتحمّل كلّ تداعيات هذه الهزيمة وتأثيرات هذا الفشل عليهم مستقبلاً.
التعليقات