- ُللتذكير ، فاقد الدهشة أنا وأنا فاقد الدهشة وكلانا في الهمّ شرق،،،!
- ومن نَكَدِ الدّنْيا على الحُرّ أنْ يَرَى, عَدُوّاً لَهُ ما من صَداقَتِهِ بُدُّ.
- من هذا السياق الذي باغتني به صديقي اللدود ، شعرت بالغباء لأني بقيت حياً لإعاني تعقيدات عصر التكنولوجيا ، وأشهد حال هذه الأمة 'العربية الإسلامية' التي يُفترض أنها خير أمة أُخرجت للناس ، فيما أضحى حالها اليوم كما هو حال الغُراب ، الذي حاول تقليد مشية الحمامة حتى نسي مشيته ، وحين حاول الغراب العودة لمشيته لم يفلح ، فراح يقفز 'ينط' وهو مايزال كذلك وسيبقى إلى ما شاء الله ، وهنا يتوقف فاقد الدهشة عند المفصل السوري ، الذي هو الآن قيد النط بحثا عن جنسية 'الكبش المرياع،،،!!!' ، هل هو أمريكي ، روسي ، أوروبي ، تركي ، فارسي ، مجوسي أم هو يهودي،،،؟ .
الذي سيقود القطيع العربي ، لمعالجة الوضع السوري بهدنة أو وقف إطلاق النار ، وتحديد من هو الإرهابي ومن هو المعتدل ودواليك من العك ، فيما تعرفون وما لا تعرفون،،،يا واللّيه ويا حسرتاه،،،؟؟؟
- كاد فاقد الدهشة أن يرفشي بمؤخرتي ، حين سألت بسذاجة إن حدث وظهر بشار الأسد هو المرياع،،،! وهو ما دفع اللدود إلى موجة غضب ، إختلط فيها الضحك مع البكاء ولم يتوقف إلا حين وصل الحشري ، يحمل صينية الفطور ، إبريق الشاي ، دلة القهوة وعلب السجائر ، وما أن إستعد الجميع للبدء بتناول الطعام ، وإذ بالأعرج يُطل مبتسما وهو يطرح السلام ، الأمر الذي أغاظ اللدود حتى صرخ في وجه الأعرج قائلا ، عن أي سلام تتحدث ونحن غارقون في الدماء،،،؟ ، تعال إمهط حمص ، فول ، مسبحة وفلافل ، فلا سلام على الطعام .
وحذاري أن ينطق أي منكم بكلمة تُعكّر المزاج ، لأني
تَعِبٌ وأنا مقهور ، طفران ، مغلول ، زعلان ، مستاء وبدي أنفجر،،،وإذ بالجميع يسألون لماذا...؟ فأجاب اللدود لإني لم أعد أفهم شيئا ، وبات يجدر بي العودة إلى المدرسة وصف البستان ، في هذا الزمن الدموي الذي لم تعد فيه فوارق بين الوحوش وبين البشر ، أم أنكم لا ترون أن الكل يقتل الكل ، ولم تلاحظوا أن الحابل إختلط بالنابل،،،؟؟؟ ، وهكذا لم يعد بمقدوري إحتمال هذا الحال وما يجري لنا من الويلات ، التي سببها ضعف غالبية الحُكام العربويين والإسلامويين وقلة حيلتهم .
أم أنكم لم تدركوا بعد أن للإنسان قُدسية لا يجوز العبث بها ، كما هو المشهد العربي الآن في فلسطين ، سورية ، العراق ، ليبيا ، اليمن وغير مكان تسيل فيه الدماء العربية والإسلامية بأيدي المحتلين ، الطغاة والطامعين الذين يعملون لحساب اليهودية العالمية ، والدليل على ذلك أن حُكام الخذلان قد أضاعوا الديك العربي الإسلامي لاحقا كما ضاع الديك الفلسطيني،،،!!!
- إسمعوني بنو قومي وقد هرمت كما هرم المناضل التونسي ، الذي ردد عبارة هرمنا هرمنا،،، ولأني أشعر بالإحباط ، بات يداعبني الخيال مجددا أن أعتكف في العالم الماورائي ، وأن أعود إلى الطبيعة ، لعلها تُهدئ من جنوني ، ولكل من ينتمي لقبيلة فاقدي الدهشة حق مشاركتي هذا الإعتكاف ، والعيش مع أقراني البسطاء والفطريين ، وكما سبق لي ذات زمن ، العيش في كهف في الشتاء وعريش في الصيف .
فأنا أغبط أولئك الذين لم يتلوثوا بالمدنية الزائفة ، ولم تصيبهم التقنيات بأمراضها ، لا يخضعون لمعادلات السياسة ولا ينشغلون بصراع القوى ، لا يعنيهم ما جرى أو سيجري من مناكفات بين الحكومات ومجالس النواب ،لا يأبهون لصراعات النفوذ على المناصب ،غير معنيين من أين يأتي الغاز، لا يهتمون بالأسماء أو الألقاب ، متحررون من القيود ، أحرار بالفطرة وفي سبل العيش وبساطته ، قانعون بما تيسر لهم من رزق مهما يكن مستوى الضنك ، لا يلهثون وراء الأوهام والسعادة المصطنعة ، فهم في حالة إيمان وقناعة ، تنحسر أفراحهم وأحزانهم في محيطهم وضمن واقعهم ومقتنياتهم على محدوديتها ، يتعايشون مع الطبيعة وتقلبات الطقس ، في سياق البحث عن حماية أنفسهم وممتلكاتهم من حيوانات ودواجن من الحرارة والبرودة .
يتحسبون للغد بلا هلع ولا يرتعبون من حدث قادم ، فهم مؤمنون وقدريون ،وفي ذات الوقت لا يرمون أنفسهم للتهلكة ، يؤمّنون حظائرهم ويغلقون أقنان الدواجن ، ينامون بعيون الذئاب ، ويُفعّلون الموروث وما تناقلته الأجيال في تربية ابنائهم ، على القيم الإنسانية الفطرية ، الصدق ، التعاون ، العمل ، الرجولة ، الشهامة ، الكرم ، الذود عن الحمى والحب ، التعايش مع الواقع وليتعلموا الوداعة من الحمل ، اليقظة من الديك ، المثابرة من النمل والصبر من أيوب عليه السلام ، ربيعهم خبيزة ،شيح ،دحنون ، شقائق النعمان وخضرة وأعشاب ومراعٍ خضراء للأنعام ، لا علاقة لها بما يهذر به المعارضون أو الموالون ، ولا يعنيهم صراخ الأزلام ولا صرير الأقلام.
- إنهم الإنسان ،أعلى مراحل الحياة ، إنهم الطبيعة ، يمارسون الحب الفطري بغير تكلف وبدون
تنميق ، بلا ورود حمراء في 14 شباط ، إنهم الأرض والزرع ، حليب ولبن وثغاء ، دجاج ينق وديك يصيح في الفجر ، كلب يعوي ،حمار ينهق وحصان يصهل ، بعير يرغي وناقة تنيخ ، عربود في الجمر وإبريق شاي ، سنابل القمح والشعير وهطل الندى في الفجر ، لفح القيظ والأشمغة والناي وأهازيج المساء ، حكايات حول الموقد ، دلال قهوة وهيل وترحيب بالضيف وحماية المستجير ، دفء الفراء ونوم براحة البال في ضوء القمر ، في ليل بهيم أو على إيقاع المطر ، صراع محبب مع الطبيعة بلا تذمر من مجريات الأقدار ، لا بغضاء ولا حسد ، تعاون وتناغم وتقسيم أدوار يمارسها الجميع ، الرجال والنساء ، الكبار والصغار.
- هذا المشهد الفطري ، حيث يعيش الإنسان على إيقاع الطبيعة البكر ، يأتي نقيضا لما أصبح عليه البشر في المدن عامة والعواصم خاصة ، فالناس في المدن يغرقون بالتفاصيل ، تقتحمهم الأخبار ويندمجون بتفاوت في مجريات الأحداث السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية والأمنية في الداخل ، الإقليم والعالم ، وهنا يبدأ المشهد الإنساني بصورة أخرى وربيع مغاير ، حياة معقدة ولاهثه ، لدرجة أن البعض يعيشون حالة صراع مع الذات ، لا يتوانى واحدهم عن قتل أخيه ،تبشيع صورته ، إغتيال شخصيته وتدمير سمعته لأتفه الأسباب،وفي سبيل مصالحهم يتغولون على الحقيقة ، يقوْلبون الصحيح ، يخلطون الحق بالباطل ، يشوهون النقاء ، لا يفرقون بين الشياطين والعلماء ،ينتشون بأفعال الطغاة ويسفهون الحكماء ، ويا حسرتاه أن بين ظهرانينا بعض من نفر أطاحت بهم لوثة الأنا ، يتخبطون لحد كره الذات ، يبحثون في ثنايا الحقد عن إختصاصي لتفصيل الوطن ، طولا ، عرضا ومربعات على مقاس هذا المريض بالأنانية أو ذاك الدعي بالوطنية ، ليبقى الفطريون على حالهم يكدحون بالرضا ، ينعمون براحة الضمير ، في كهف في الشتاء وعريش في الصيف . لهذا أُغبطهم.
- ُللتذكير ، فاقد الدهشة أنا وأنا فاقد الدهشة وكلانا في الهمّ شرق،،،!
- ومن نَكَدِ الدّنْيا على الحُرّ أنْ يَرَى, عَدُوّاً لَهُ ما من صَداقَتِهِ بُدُّ.
- من هذا السياق الذي باغتني به صديقي اللدود ، شعرت بالغباء لأني بقيت حياً لإعاني تعقيدات عصر التكنولوجيا ، وأشهد حال هذه الأمة 'العربية الإسلامية' التي يُفترض أنها خير أمة أُخرجت للناس ، فيما أضحى حالها اليوم كما هو حال الغُراب ، الذي حاول تقليد مشية الحمامة حتى نسي مشيته ، وحين حاول الغراب العودة لمشيته لم يفلح ، فراح يقفز 'ينط' وهو مايزال كذلك وسيبقى إلى ما شاء الله ، وهنا يتوقف فاقد الدهشة عند المفصل السوري ، الذي هو الآن قيد النط بحثا عن جنسية 'الكبش المرياع،،،!!!' ، هل هو أمريكي ، روسي ، أوروبي ، تركي ، فارسي ، مجوسي أم هو يهودي،،،؟ .
الذي سيقود القطيع العربي ، لمعالجة الوضع السوري بهدنة أو وقف إطلاق النار ، وتحديد من هو الإرهابي ومن هو المعتدل ودواليك من العك ، فيما تعرفون وما لا تعرفون،،،يا واللّيه ويا حسرتاه،،،؟؟؟
- كاد فاقد الدهشة أن يرفشي بمؤخرتي ، حين سألت بسذاجة إن حدث وظهر بشار الأسد هو المرياع،،،! وهو ما دفع اللدود إلى موجة غضب ، إختلط فيها الضحك مع البكاء ولم يتوقف إلا حين وصل الحشري ، يحمل صينية الفطور ، إبريق الشاي ، دلة القهوة وعلب السجائر ، وما أن إستعد الجميع للبدء بتناول الطعام ، وإذ بالأعرج يُطل مبتسما وهو يطرح السلام ، الأمر الذي أغاظ اللدود حتى صرخ في وجه الأعرج قائلا ، عن أي سلام تتحدث ونحن غارقون في الدماء،،،؟ ، تعال إمهط حمص ، فول ، مسبحة وفلافل ، فلا سلام على الطعام .
وحذاري أن ينطق أي منكم بكلمة تُعكّر المزاج ، لأني
تَعِبٌ وأنا مقهور ، طفران ، مغلول ، زعلان ، مستاء وبدي أنفجر،،،وإذ بالجميع يسألون لماذا...؟ فأجاب اللدود لإني لم أعد أفهم شيئا ، وبات يجدر بي العودة إلى المدرسة وصف البستان ، في هذا الزمن الدموي الذي لم تعد فيه فوارق بين الوحوش وبين البشر ، أم أنكم لا ترون أن الكل يقتل الكل ، ولم تلاحظوا أن الحابل إختلط بالنابل،،،؟؟؟ ، وهكذا لم يعد بمقدوري إحتمال هذا الحال وما يجري لنا من الويلات ، التي سببها ضعف غالبية الحُكام العربويين والإسلامويين وقلة حيلتهم .
أم أنكم لم تدركوا بعد أن للإنسان قُدسية لا يجوز العبث بها ، كما هو المشهد العربي الآن في فلسطين ، سورية ، العراق ، ليبيا ، اليمن وغير مكان تسيل فيه الدماء العربية والإسلامية بأيدي المحتلين ، الطغاة والطامعين الذين يعملون لحساب اليهودية العالمية ، والدليل على ذلك أن حُكام الخذلان قد أضاعوا الديك العربي الإسلامي لاحقا كما ضاع الديك الفلسطيني،،،!!!
- إسمعوني بنو قومي وقد هرمت كما هرم المناضل التونسي ، الذي ردد عبارة هرمنا هرمنا،،، ولأني أشعر بالإحباط ، بات يداعبني الخيال مجددا أن أعتكف في العالم الماورائي ، وأن أعود إلى الطبيعة ، لعلها تُهدئ من جنوني ، ولكل من ينتمي لقبيلة فاقدي الدهشة حق مشاركتي هذا الإعتكاف ، والعيش مع أقراني البسطاء والفطريين ، وكما سبق لي ذات زمن ، العيش في كهف في الشتاء وعريش في الصيف .
فأنا أغبط أولئك الذين لم يتلوثوا بالمدنية الزائفة ، ولم تصيبهم التقنيات بأمراضها ، لا يخضعون لمعادلات السياسة ولا ينشغلون بصراع القوى ، لا يعنيهم ما جرى أو سيجري من مناكفات بين الحكومات ومجالس النواب ،لا يأبهون لصراعات النفوذ على المناصب ،غير معنيين من أين يأتي الغاز، لا يهتمون بالأسماء أو الألقاب ، متحررون من القيود ، أحرار بالفطرة وفي سبل العيش وبساطته ، قانعون بما تيسر لهم من رزق مهما يكن مستوى الضنك ، لا يلهثون وراء الأوهام والسعادة المصطنعة ، فهم في حالة إيمان وقناعة ، تنحسر أفراحهم وأحزانهم في محيطهم وضمن واقعهم ومقتنياتهم على محدوديتها ، يتعايشون مع الطبيعة وتقلبات الطقس ، في سياق البحث عن حماية أنفسهم وممتلكاتهم من حيوانات ودواجن من الحرارة والبرودة .
يتحسبون للغد بلا هلع ولا يرتعبون من حدث قادم ، فهم مؤمنون وقدريون ،وفي ذات الوقت لا يرمون أنفسهم للتهلكة ، يؤمّنون حظائرهم ويغلقون أقنان الدواجن ، ينامون بعيون الذئاب ، ويُفعّلون الموروث وما تناقلته الأجيال في تربية ابنائهم ، على القيم الإنسانية الفطرية ، الصدق ، التعاون ، العمل ، الرجولة ، الشهامة ، الكرم ، الذود عن الحمى والحب ، التعايش مع الواقع وليتعلموا الوداعة من الحمل ، اليقظة من الديك ، المثابرة من النمل والصبر من أيوب عليه السلام ، ربيعهم خبيزة ،شيح ،دحنون ، شقائق النعمان وخضرة وأعشاب ومراعٍ خضراء للأنعام ، لا علاقة لها بما يهذر به المعارضون أو الموالون ، ولا يعنيهم صراخ الأزلام ولا صرير الأقلام.
- إنهم الإنسان ،أعلى مراحل الحياة ، إنهم الطبيعة ، يمارسون الحب الفطري بغير تكلف وبدون
تنميق ، بلا ورود حمراء في 14 شباط ، إنهم الأرض والزرع ، حليب ولبن وثغاء ، دجاج ينق وديك يصيح في الفجر ، كلب يعوي ،حمار ينهق وحصان يصهل ، بعير يرغي وناقة تنيخ ، عربود في الجمر وإبريق شاي ، سنابل القمح والشعير وهطل الندى في الفجر ، لفح القيظ والأشمغة والناي وأهازيج المساء ، حكايات حول الموقد ، دلال قهوة وهيل وترحيب بالضيف وحماية المستجير ، دفء الفراء ونوم براحة البال في ضوء القمر ، في ليل بهيم أو على إيقاع المطر ، صراع محبب مع الطبيعة بلا تذمر من مجريات الأقدار ، لا بغضاء ولا حسد ، تعاون وتناغم وتقسيم أدوار يمارسها الجميع ، الرجال والنساء ، الكبار والصغار.
- هذا المشهد الفطري ، حيث يعيش الإنسان على إيقاع الطبيعة البكر ، يأتي نقيضا لما أصبح عليه البشر في المدن عامة والعواصم خاصة ، فالناس في المدن يغرقون بالتفاصيل ، تقتحمهم الأخبار ويندمجون بتفاوت في مجريات الأحداث السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية والأمنية في الداخل ، الإقليم والعالم ، وهنا يبدأ المشهد الإنساني بصورة أخرى وربيع مغاير ، حياة معقدة ولاهثه ، لدرجة أن البعض يعيشون حالة صراع مع الذات ، لا يتوانى واحدهم عن قتل أخيه ،تبشيع صورته ، إغتيال شخصيته وتدمير سمعته لأتفه الأسباب،وفي سبيل مصالحهم يتغولون على الحقيقة ، يقوْلبون الصحيح ، يخلطون الحق بالباطل ، يشوهون النقاء ، لا يفرقون بين الشياطين والعلماء ،ينتشون بأفعال الطغاة ويسفهون الحكماء ، ويا حسرتاه أن بين ظهرانينا بعض من نفر أطاحت بهم لوثة الأنا ، يتخبطون لحد كره الذات ، يبحثون في ثنايا الحقد عن إختصاصي لتفصيل الوطن ، طولا ، عرضا ومربعات على مقاس هذا المريض بالأنانية أو ذاك الدعي بالوطنية ، ليبقى الفطريون على حالهم يكدحون بالرضا ، ينعمون براحة الضمير ، في كهف في الشتاء وعريش في الصيف . لهذا أُغبطهم.
- ُللتذكير ، فاقد الدهشة أنا وأنا فاقد الدهشة وكلانا في الهمّ شرق،،،!
- ومن نَكَدِ الدّنْيا على الحُرّ أنْ يَرَى, عَدُوّاً لَهُ ما من صَداقَتِهِ بُدُّ.
- من هذا السياق الذي باغتني به صديقي اللدود ، شعرت بالغباء لأني بقيت حياً لإعاني تعقيدات عصر التكنولوجيا ، وأشهد حال هذه الأمة 'العربية الإسلامية' التي يُفترض أنها خير أمة أُخرجت للناس ، فيما أضحى حالها اليوم كما هو حال الغُراب ، الذي حاول تقليد مشية الحمامة حتى نسي مشيته ، وحين حاول الغراب العودة لمشيته لم يفلح ، فراح يقفز 'ينط' وهو مايزال كذلك وسيبقى إلى ما شاء الله ، وهنا يتوقف فاقد الدهشة عند المفصل السوري ، الذي هو الآن قيد النط بحثا عن جنسية 'الكبش المرياع،،،!!!' ، هل هو أمريكي ، روسي ، أوروبي ، تركي ، فارسي ، مجوسي أم هو يهودي،،،؟ .
الذي سيقود القطيع العربي ، لمعالجة الوضع السوري بهدنة أو وقف إطلاق النار ، وتحديد من هو الإرهابي ومن هو المعتدل ودواليك من العك ، فيما تعرفون وما لا تعرفون،،،يا واللّيه ويا حسرتاه،،،؟؟؟
- كاد فاقد الدهشة أن يرفشي بمؤخرتي ، حين سألت بسذاجة إن حدث وظهر بشار الأسد هو المرياع،،،! وهو ما دفع اللدود إلى موجة غضب ، إختلط فيها الضحك مع البكاء ولم يتوقف إلا حين وصل الحشري ، يحمل صينية الفطور ، إبريق الشاي ، دلة القهوة وعلب السجائر ، وما أن إستعد الجميع للبدء بتناول الطعام ، وإذ بالأعرج يُطل مبتسما وهو يطرح السلام ، الأمر الذي أغاظ اللدود حتى صرخ في وجه الأعرج قائلا ، عن أي سلام تتحدث ونحن غارقون في الدماء،،،؟ ، تعال إمهط حمص ، فول ، مسبحة وفلافل ، فلا سلام على الطعام .
وحذاري أن ينطق أي منكم بكلمة تُعكّر المزاج ، لأني
تَعِبٌ وأنا مقهور ، طفران ، مغلول ، زعلان ، مستاء وبدي أنفجر،،،وإذ بالجميع يسألون لماذا...؟ فأجاب اللدود لإني لم أعد أفهم شيئا ، وبات يجدر بي العودة إلى المدرسة وصف البستان ، في هذا الزمن الدموي الذي لم تعد فيه فوارق بين الوحوش وبين البشر ، أم أنكم لا ترون أن الكل يقتل الكل ، ولم تلاحظوا أن الحابل إختلط بالنابل،،،؟؟؟ ، وهكذا لم يعد بمقدوري إحتمال هذا الحال وما يجري لنا من الويلات ، التي سببها ضعف غالبية الحُكام العربويين والإسلامويين وقلة حيلتهم .
أم أنكم لم تدركوا بعد أن للإنسان قُدسية لا يجوز العبث بها ، كما هو المشهد العربي الآن في فلسطين ، سورية ، العراق ، ليبيا ، اليمن وغير مكان تسيل فيه الدماء العربية والإسلامية بأيدي المحتلين ، الطغاة والطامعين الذين يعملون لحساب اليهودية العالمية ، والدليل على ذلك أن حُكام الخذلان قد أضاعوا الديك العربي الإسلامي لاحقا كما ضاع الديك الفلسطيني،،،!!!
- إسمعوني بنو قومي وقد هرمت كما هرم المناضل التونسي ، الذي ردد عبارة هرمنا هرمنا،،، ولأني أشعر بالإحباط ، بات يداعبني الخيال مجددا أن أعتكف في العالم الماورائي ، وأن أعود إلى الطبيعة ، لعلها تُهدئ من جنوني ، ولكل من ينتمي لقبيلة فاقدي الدهشة حق مشاركتي هذا الإعتكاف ، والعيش مع أقراني البسطاء والفطريين ، وكما سبق لي ذات زمن ، العيش في كهف في الشتاء وعريش في الصيف .
فأنا أغبط أولئك الذين لم يتلوثوا بالمدنية الزائفة ، ولم تصيبهم التقنيات بأمراضها ، لا يخضعون لمعادلات السياسة ولا ينشغلون بصراع القوى ، لا يعنيهم ما جرى أو سيجري من مناكفات بين الحكومات ومجالس النواب ،لا يأبهون لصراعات النفوذ على المناصب ،غير معنيين من أين يأتي الغاز، لا يهتمون بالأسماء أو الألقاب ، متحررون من القيود ، أحرار بالفطرة وفي سبل العيش وبساطته ، قانعون بما تيسر لهم من رزق مهما يكن مستوى الضنك ، لا يلهثون وراء الأوهام والسعادة المصطنعة ، فهم في حالة إيمان وقناعة ، تنحسر أفراحهم وأحزانهم في محيطهم وضمن واقعهم ومقتنياتهم على محدوديتها ، يتعايشون مع الطبيعة وتقلبات الطقس ، في سياق البحث عن حماية أنفسهم وممتلكاتهم من حيوانات ودواجن من الحرارة والبرودة .
يتحسبون للغد بلا هلع ولا يرتعبون من حدث قادم ، فهم مؤمنون وقدريون ،وفي ذات الوقت لا يرمون أنفسهم للتهلكة ، يؤمّنون حظائرهم ويغلقون أقنان الدواجن ، ينامون بعيون الذئاب ، ويُفعّلون الموروث وما تناقلته الأجيال في تربية ابنائهم ، على القيم الإنسانية الفطرية ، الصدق ، التعاون ، العمل ، الرجولة ، الشهامة ، الكرم ، الذود عن الحمى والحب ، التعايش مع الواقع وليتعلموا الوداعة من الحمل ، اليقظة من الديك ، المثابرة من النمل والصبر من أيوب عليه السلام ، ربيعهم خبيزة ،شيح ،دحنون ، شقائق النعمان وخضرة وأعشاب ومراعٍ خضراء للأنعام ، لا علاقة لها بما يهذر به المعارضون أو الموالون ، ولا يعنيهم صراخ الأزلام ولا صرير الأقلام.
- إنهم الإنسان ،أعلى مراحل الحياة ، إنهم الطبيعة ، يمارسون الحب الفطري بغير تكلف وبدون
تنميق ، بلا ورود حمراء في 14 شباط ، إنهم الأرض والزرع ، حليب ولبن وثغاء ، دجاج ينق وديك يصيح في الفجر ، كلب يعوي ،حمار ينهق وحصان يصهل ، بعير يرغي وناقة تنيخ ، عربود في الجمر وإبريق شاي ، سنابل القمح والشعير وهطل الندى في الفجر ، لفح القيظ والأشمغة والناي وأهازيج المساء ، حكايات حول الموقد ، دلال قهوة وهيل وترحيب بالضيف وحماية المستجير ، دفء الفراء ونوم براحة البال في ضوء القمر ، في ليل بهيم أو على إيقاع المطر ، صراع محبب مع الطبيعة بلا تذمر من مجريات الأقدار ، لا بغضاء ولا حسد ، تعاون وتناغم وتقسيم أدوار يمارسها الجميع ، الرجال والنساء ، الكبار والصغار.
- هذا المشهد الفطري ، حيث يعيش الإنسان على إيقاع الطبيعة البكر ، يأتي نقيضا لما أصبح عليه البشر في المدن عامة والعواصم خاصة ، فالناس في المدن يغرقون بالتفاصيل ، تقتحمهم الأخبار ويندمجون بتفاوت في مجريات الأحداث السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية والأمنية في الداخل ، الإقليم والعالم ، وهنا يبدأ المشهد الإنساني بصورة أخرى وربيع مغاير ، حياة معقدة ولاهثه ، لدرجة أن البعض يعيشون حالة صراع مع الذات ، لا يتوانى واحدهم عن قتل أخيه ،تبشيع صورته ، إغتيال شخصيته وتدمير سمعته لأتفه الأسباب،وفي سبيل مصالحهم يتغولون على الحقيقة ، يقوْلبون الصحيح ، يخلطون الحق بالباطل ، يشوهون النقاء ، لا يفرقون بين الشياطين والعلماء ،ينتشون بأفعال الطغاة ويسفهون الحكماء ، ويا حسرتاه أن بين ظهرانينا بعض من نفر أطاحت بهم لوثة الأنا ، يتخبطون لحد كره الذات ، يبحثون في ثنايا الحقد عن إختصاصي لتفصيل الوطن ، طولا ، عرضا ومربعات على مقاس هذا المريض بالأنانية أو ذاك الدعي بالوطنية ، ليبقى الفطريون على حالهم يكدحون بالرضا ، ينعمون براحة الضمير ، في كهف في الشتاء وعريش في الصيف . لهذا أُغبطهم.
التعليقات