طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

السلسلة الخضراء الطاقة الخضراء (8)


هي الطاقة التي تتولد من مصادر طبيعية وبصفة مستديمة وإن معظم مصادر الطاقات المتجددة منبعها ومصدرها الأساسي هو من الطبيعة كالاشعاع الشمسي والرياح والمياه ودوران الأرض وحرارة جوفها.
ومن الطاقة الخضراء الكهرباء التي يتم توليدها من موارد مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والكتلة الحيوية وغيرها حيث ان توليد الكهرباء بالطريقة التقليدية ، استنادا إلى احتراق الوقود الأحفوري ، هي أكبر مصدر صناعي لتلوث الهواء ,مما يزيد من طلب وتوفُّر الطاقة الخضراء ويتيح للعملاء تسريع تركيب تكنولوجيات الطاقة المتجددة , كما يتم تطوير المزيد من مصادر الطاقة الخضراء لتحل محل الجيل التقليدي حيث سيتم تقليل الآثار البيئية السلبية المرتبطة بتوليد الكهرباء بشكل كبير .
وتشكل الطاقة الخضراء الحل الوحيد لمشاكل عديدة حيث أن الإستخدام المكثف لطاقة الوقود التقليدي تسببت بأضرار بيئية وصحية بالغة الخطورة على جميع الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان , مما دفع الباحثين والعلماء للبحث عن مصادر طاقة بديلة نظيفة تحقق التنمية المستدامة ولا تؤثر سلبا على صحة الإنسان و البيئة وإلى ضرورة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة التى تتولد بصورة طبيعية وبصفة مستديمة ودون أن ينتج عنها أي نوع من النفايات الضارة والذي يكون معظمها من مصادر طاقات متجددة منبعها ومصدرها الاساسي هو الطبيعة كالاشعاع الشمسي والرياح والمياه ودوران الارض وحرارة جوفها.
وتحث الأمم المتحدة، رجال الأعمال وحكومات دول العالم على ا لإستثمار في مشاريع ' الطاقة الخضراء' التي تُبعد الإقتصاد عن استراتيجيات الطاقة المعتمدة على إطلاق الغازات السامة وخاصة غاز الكربون,
وذلك لحاجة العالم إلى صناعات وأعمال تتفهم وتتطور وتستثمر في مصادر 'الطاقة المتجددة', كما أن النمو الأخضر يحقق فوائد ضخمة في شكل خلق فرص عمل جديدة وتلوث أقل وصحة عامة أفضل وتحسين الأمن الغذائي,إضافة إن من أهم فوائد الطاقة المتجددة المساعدة في الحد من الفقر وتمكين مليارات الأشخاص الذين تنقصهم التنمية بسبب عدم حصولهم على الكهرباء والمياه.
وينتج عن إستخدام الطاقة الخضراء فوائد مباشرة أو غير مباشرة في غاية الأهمية منها حماية صحة الإنسان,وتحسين معيشته والحد من الفقر, وتأمين فرص عمل جديدة ,وكذلك المحافظة على البيئة الطبيعية, والحد من الإنبعاث الحراري وعواقبه الخطيرة ,كما تساعد في إنخفاض عدد وشدة الكوارث الطبيعية الناتجة عن الإنحباس الحراري ,وعدم تشكل الأمطار الحامضية التي تلحق الضرر بكافة أشكال الحياة ,والحد الكبير من تشكل وتراكم النفايات الضارة بكافة أشكالها ( الغازية والسائلة والصلبة ) ,وكذلك حماية كافة الكائنات الحية وخاصة المهددة بالإنقراض , و حماية المياه والثروة السمكية من التلوث ,إضافة إلى المساهمة في تأمين الأمن الغذائي , وزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية نتيجة تخلصها من الملوثات الكيميائية والغازية .
ولقد أخذت العديد من دول العالم في إعتماد الطاقة الخضراء وتخصيص البدائل التي تناسب بيئتها وكمية إستهلاكها للطاقة وبناؤها لمدن خضراء خالية من الملوثات ذات أبنية خاصة وفق أفضل المعايير العالمية الصديقة للبيئة والتي تتواءم والواقع المحلي لكل دولة بالإضافة إلى دعم المشاريع الزراعية والصناعية التي تعتمد على الطاقة الخضراء وتأمين حاجياتها من المستلزمات التقنية التي تكفل تأمين إحتياجاتها من تلك الطاقة النظيفة .
كما تلعب المواطنة البيئية الأهمية الكبرى فى تحقيق التنمية المستدامة واستخدام الطاقة الخضراء والتي تُظهر أن الفرد عندما يكون متحمسا وواعيا للقضايا البيئية ومستوعبا لأهم مسائلها يمكن أن يسهم بشكل كبير وفعال فى المشاركة والمسؤولية تجاه مجتمعه لرد كل التحديات البيئية الخطيرة التى تواجه أجيال الحاضر وأجيال المستقبل.
ومن اجل حسن استخدام الطاقة الخضراء في المباني المستدامة , يمكن لتقييم دورة الحياة (LCA) أن تساعد في تجنب النظرة الضيقة على الاهتمامات البيئية والاجتماعية والاقتصادية من خلال تقييم مجموعة كاملة من الآثار المصاحبة لجميع مراحل إنشاء المباني الخضراء من استخراج المواد الخام ومن خلال ما يتعلق بالمواد من تجهيز وتصنيع وتوزيع واستخدام وإصلاح وصيانة، والتخلص منها أو إعادة تدويرها.
ومن الآثارالتي تُأخذ في الاعتبار الطاقة الكامنة، واحتمالات تأثير االإنحباس الحراري العالمي، واستخدام الموارد، وتلوث الهواء، وتلوث المياه، والنفايات .
وشهدت خلال السنوات القليلة الماضية تحولا بعيدا عن القوانين والتعليمات إلإلزامية، والذي يفترض أن ممارسات معينة منصوص عليها هي أفضل للبيئة، نحو التقييم العلمي للأداء الفعلي المخصص من خلال تقييم دورة الحياة .
وعلى الرغم من أن تقييم دورة الحياة (LCA)أُعترف بها عالمياعلى نطاق واسع باعتبارها أفضل وسيلة لتقييم الآثار البيئية للمباني (نظامISO 14040 يوفر المنهجية المتخصصة المعترف بها)، فإنه حتى الآن لا يعتبر متطلب ثابت من نظم تصنيف المباني الخضراء ، على الرغم من أن آثار الطاقة الكامنه ودورة الحياة حاسمة بالنسبة لتصميم المباني بطريقة بيئية.
كما يتم تضمين (LCA) باعتبارها وسيلة الائتمان الرائدة في نظام LEED، على الرغم من أنه غالبا ما ينظر إليها انها معقدة للغاية علما بانها تستخدم بشكل منتظم من قبل محترفي التصميم ومنظمات الأبحاث التي تسعى لجعله أكثر سهولة.
والأدوات والبرمجيات البيئية هي مفيدة بشكل خاص في مرحلة مبكرة من عملية التصميم عندما تكون الخيارات المادية والآثار بعيدة المدى بالنسبة للأثر البيئي بشكل عام حيث انها تسمح للمصممين لهذه التجربة مع مواد مختلفة تمزج لتحقيق الجمع بين الأكثر فعالية, وأكثر أدوات المنتجات الموجهة هي ® bees للبناء من أجل الاستدامة البيئية والاقتصادية والبرمجيات، والذي يجمع بين التدابير البيئية مع المؤشرات الاقتصادية لتوفير تصنيف نهائي, ومفيدة بشكل خاص في مرحلة المواصفات والمشتريات للمشروع.
والمباني الخضراء غالبا ما تشمل تدابير للحد من استهلاك الطاقة وذلك لكل من الطاقة الكامنة المطلوبة لاستخراج ومعالجة ونقل وتثبيت مواد البناء والطاقة التي تعمل على تقديم الخدمات مثل التدفئة والكهرباء للمعدات.
كما أن المباني عالية الأداء تستخدم طاقة أقل للتشغيل،وللحد من التشغيل واستخدام الطاقة، ذات الكفاءة العالية والنوافذ والعزل في الجدران والسقوف، والأرضيات زيادة كفاءة غلاف المبنى، وكثيرا ما تنفذ إستراتيجية أخرى، تصميم المبنى السلبي للطاقة الشمسية، في المنازل ذات الطاقة المنخفضة ,حيث يلجأ المصممين لتوجيه النوافذ والجدران والمظلات والشرفات، إلى اتجاه الظل والأسقف خلال فصل الصيف في حين تحقيق أقصى قدر من الحصول على الطاقة الشمسية في فصل الشتاء, وبالإضافة إلى ذلك، يمكن وضع إطار فعال لتوفير المزيد من الضوء الطبيعي وتقلل من الحاجة إلى الإضاءة الكهربائية خلال النهار,كما أن تسخين المياه بالطاقة الشمسية يقلل من تكاليف الطاقة.
ويمكن توليد الطاقة المتجددة في الموقع من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية، أو الكتلة الحيوية حيث تقلل كثيرا من الآثار البيئية للمبنى , ويعتبرتوليد الطاقة بشكل عام ميزة أغلى لإضافتها إلى مبنى.
كما أن الحد من استهلاك المياه وحماية نوعية المياه هي من الأهداف الرئيسية في البناء المستدام , ومن بين القضايا الحرجة في استهلاك المياه هو أنه في كثير من المناطق يتم التوريد من المياه الجوفية حيث يتم سحب كميات تتجاوز قدرتها على إعادة امتلاء نفسها،لذلك يجب على المؤسسات زيادة اعتمادها على المياه التي يتم تجميعها واستخدامها وتنقيتها، وإعادة استخدامها في الموقع إلى أقصى حد ممكن.
ويمكن تحقيق الحماية والمحافظة على المياه طوال فترة حياة مبنى من خلال تصميم نظام الشبكة المزدوجة التي تعيد تدوير المياه في القطع الصحية,كما يمكن التقليل من المياه العادمة من خلال إستخدام التجهيزات الموّفرة للمياه مثل كبسة المياه المنخفضة للغاية في المراحيض وفتحات دش منخفضة التدفق ,كما أن الشطاف (البيديه) تساعد في تقليل استخدام ورق التواليت.
والهدف من استخدام المياه المعاد تدويرها (المعالجة) والتدفئة انه يحسن كلا من نوعية المياه والكفاءة في استخدام الطاقة , كما ان استخدام مياه الصرف الصحي والمياه المعالجة في الموقع مثل الري يعمل على تقليل الطلب على المياه الجوفية المحلية.
كما أن إختيار المؤسسات والشركات لإستخدام الطاقة الخضراء يوفر عددا من الفوائد لها بما في ذلك رعاية البيئة حيث أن إختيار الطاقة الخضراء هو خطوة مهمّة نحو خلق منظمة أكثر استدامة ممّا يساعد على تحسين صورة المؤسسة العامة من خلال إظهار القيادة البيئية كما تساعد على زيادة العملاء للمؤسسة وولاء المستثمرين , واعتزاز الموظفين حيث ان الموظفين يفضلون العمل في الشركات التي تظهر إنتماء إلى مجتمعاتهم المحلية وبيئتهم .
كما أن بعض مصادر الطاقة الخضراء ليس لها تكاليف وقود ، مما يساعد في حماية محفظتك المالية من تقلب أسعار الكهرباء المولّدة من الوقود الأحفوري.
وفي حال توليد الطاقة الخضراء في موقع ما فإن الطاقة المولّدة من الطاقة المتجددة تكون مصدرا للطاقة أكثر موثوقية من الطاقة المولدة من مصادر تقليدية من خلال الشبكة الكهربائية .
ويتيح قانون الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة رقم (13) لسنة 2012 في الأردن لأي مواطن بتركيب النظام وبيع الفائض لشركة الكهرباء وفق تعليمات تسهيلية .
وقد كشفت دراسات قامت بها هيئة تنظيم قطاع الكهرباء في الأردن على عدّة فئات من المشتركين المنزليين والتي تطبق عليهم تعرفة الشرائح، انه اذا كان معدّل كمية الطاقة المستهلكة شهرياً من قبل المشترك تتراوح من 300 الى 500 كيلوواط ساعة بقيمة تتراوح من 16 إلى 33 دينارا، وقام بتركيب نظام ألواح شمسية بقدرة واحد كيلوواط بكلفة تقدر بحوالي 1300 دينار حسب الأسعار الحالية فإنه سيحقق وفراً في قيمة فاتورته الشهرية بقيمة تتراوح من 11 إلى 13 دينار، أي ستنخفض فاتورته الشهرية بنسب تتراوح من 40-70% , وبالنسبة للمشترك الذي يصل معدّل استهلاكه الشهري من الطاقة الكهربائية لغاية 750 كيلوواط / ساعة، بقيمة 65 دينار وقام بتركيب نظام ألواح شمسية بقدرة واحد كيلوواط، فإنه سيحقق وفراً يبلغ 21 دينارا، أي ستنخفض فاتورته الشهرية بنسبة 32%.
بينما يستطيع المشترك الذي يبلغ استهلاكه الشهري 1000 كيلوواط ساعة بقيمته 107 دنانير حسب تعرفة الكهرباء المطبقة عام 2015 توفير 24% من قيمة الفاتورة إذا قام بتركيب نظام بقدرة واحد كيلوواط، أو توفير ما نسبته 64% من الفاتورة في حال ركّب نظام بقدرة (3) كيلوواط, وفي حال أقدم 40% من المشتركين المنزليين على تركيب أنظمة طاقة شمسية بقدرة 2 ك.و لكل مشترك فإن إجمالي كمية الطاقة المولدة من هذه الأنظمة تبلغ 1750 جيجا واط ساعة بوفر قيمته 176 مليون دينار سنويا من الدعم الحكومي للقطاع بما نسبته 12% من هذا الدعم .
وبالرغم من ان الأردن اتجه لإستخدام الغاز المسال في توليد الكهرباء لتخفيض فاتورة الطاقة فإن الحل الأمثل هو الإعتماد على مصادر الطبيعة وخاصّة أشعة الشمس وطاقة الرياح لتوليد الكهرباء في المملكة لتكون طاقتنا خضراء بالكامل .

البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
ambanr@hotmail.com


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/214328