اختارت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الجنرال احتياط مائير داغان ، رئيس جهاز الموساد رجل العام 2009 ، بحسب التقليد المتبع في القناة ، وكان لافتا بالطبع أن يتم الحديث عن المزايا التي أهلته للفوز ، والتي تمثل أهمها بشهرته في ميدان "قطع رؤوس الفلسطينيين وفصلها عن أجسادهم بسكين ياباني" ، فضلا عن إصراره على قتل الفلسطينيين بنفسه بعد استسلامهم كما ذهب زميله الجنرال المتقاعد يوسي بن حنان.
ليس هذا ما يدفعنا إلى التوقف عند هذه الشخصية ، فمجرمو الحرب في السلك العسكري الإسرائيلي لا يعدون ولا يحصون ، لاسيما أولئك الذين عاصروا الحروب السابقة للجيش الإسرائيلي في فلسطين ولبنان ، وإن كان اختيار الرجل "رجل العام" في القناة إياها ، وافتخارها وكذلك من شهدوا له بممارساته الهمجية يعبر عن الدرك الأسفل الذي بلغته الثقافة الإسرائيلية.
ما يعنينا هو افتخار الرجل الدائم أمام زائريه الأجانب بعلاقاته المتميزة مع عدد من الزعماء العرب منذ تسلمه لمنصبه في العام 2002 ، مستشهدا بالهدايا الكثيرة التي يملكها ، وأكثرها سيوف مرصعة بالذهب والأحجار الكريمة (لماذا سيوف؟،) ، فضلا عن زهوّه بتمكن الموساد خلال فترة ولايته من اختراق العديد من الدول العربية (لاحظ المفارقة؟،).
للتذكير فقط ، فقد بدأ داغان عمله في الموساد في ظل انتفاضة الأقصى ، بل خلال العام الذي شهد أعنف مراحلها على الإطلاق ، أعني أهم العمليات الاستشهادية ، ومن ثم معركة جنين التي جاءت ضمن عملية السور الواقي التي عاد الجيش الإسرائيلي خلالها إلى الضفة الغربية ، وفرض الحصار على المقاطعة.
لكن التاريخ المذكور الذي سبقته علاقات متوترة بين الدول العربية ودولة الاحتلال على خلفية فشل قمة كامب ديفيد ومن ثم اندلاع انتفاضة الأقصى ، بما في ذلك الدول التي تؤوي سفارات إسرائيلية (باستثناء موريتانيا) ، التاريخ المذكور كان محطة باتجاه تراجع عربي لافت للانتباه ، إذ بدأت في العام التالي ملامح احتلال العراق ، ومعها تراجع الوضع العربي أمام الإملاءات الأمريكية إثر ضغوط الإصلاح والدمقرطة التي استخدمها جورج بوش لابتزاز الأنظمة.
في هذه الفترة أخذت تتطور علاقات دولة الاحتلال من جديد مع بعض الدول العربية ، في السر والعلن ، ولعل هذه الفترة هي التي شهدت الاختراقات التي تحدث عنها داغان ، وهي ذاتها التي حصل خلالها على الهدايا الثمينة من زعماء عرب (يرحبون به فيعمل على اختراق دولهم).
قد لا تشكل المعلومات التي تحدث عنها المجرم داغان في سياق الفخر مفاجأة للمواطن العربي الذي يميل إلى التعامل مع الأنظمة بصيغة الاتهام ، بل المبالغة في الاتهام في أكثر الأحيان ، لكن ذلك لا يحول دون إبداء الكثير من العجب في هذا السياق ، سياق العلاقات السرية بين أولئك الزعماء وأسوأ الرموز في دولة الاحتلال ، ذلك أن ثمة فرقا كبيرا بين التعامل مع العدو بروحية الاضطرار تحت طائلة أوضاع سياسية متردية محليا وعربيا ودوليا ، وبين الممارسات التي تتجاوز ذلك نحو ود وعلاقات حميمة يثير كشفها الكثير من القهر والإحباط في صفوف الجماهير.
هنا لا تغدو التبريرات السياسية ذات قيمة على الإطلاق ، لأن أحدا لن يأخذها على محمل الجد ، وبالطبع بسبب تجاوز حكم الاضطرار مثل أكل الميتة ولحم الخنزير لمن شارف على الهلاك ، إلى التمتع بانتهاك المحرمات في سياق من الحفاظ على الذات ، على رغم أنه ما من شيء يحافظ عليها مثل الانحياز إلى الجماهير وبوصلتها الصحيحة ، وعدم الركون إلى الأعداء.
يحق لداغان أن يفتخر بهداياه الثمينة (الأرجح أن تعود إلى الخزينة لأنه حصل عليها أثناء عمله الرسمي) ، في ذات الوقت الذي يحق للجماهير أن تشعر بالكثير من القهر جراء هذا البؤس الذي بلغته بعض أنظمتها ، على أمل أن يتحول ذلك القهر إلى فعل يواجه الظلم والفساد كمقدمة لمواجهة الأعداء والانتصار عليهم.
التاريخ : 30-12-2009
اختارت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الجنرال احتياط مائير داغان ، رئيس جهاز الموساد رجل العام 2009 ، بحسب التقليد المتبع في القناة ، وكان لافتا بالطبع أن يتم الحديث عن المزايا التي أهلته للفوز ، والتي تمثل أهمها بشهرته في ميدان "قطع رؤوس الفلسطينيين وفصلها عن أجسادهم بسكين ياباني" ، فضلا عن إصراره على قتل الفلسطينيين بنفسه بعد استسلامهم كما ذهب زميله الجنرال المتقاعد يوسي بن حنان.
ليس هذا ما يدفعنا إلى التوقف عند هذه الشخصية ، فمجرمو الحرب في السلك العسكري الإسرائيلي لا يعدون ولا يحصون ، لاسيما أولئك الذين عاصروا الحروب السابقة للجيش الإسرائيلي في فلسطين ولبنان ، وإن كان اختيار الرجل "رجل العام" في القناة إياها ، وافتخارها وكذلك من شهدوا له بممارساته الهمجية يعبر عن الدرك الأسفل الذي بلغته الثقافة الإسرائيلية.
ما يعنينا هو افتخار الرجل الدائم أمام زائريه الأجانب بعلاقاته المتميزة مع عدد من الزعماء العرب منذ تسلمه لمنصبه في العام 2002 ، مستشهدا بالهدايا الكثيرة التي يملكها ، وأكثرها سيوف مرصعة بالذهب والأحجار الكريمة (لماذا سيوف؟،) ، فضلا عن زهوّه بتمكن الموساد خلال فترة ولايته من اختراق العديد من الدول العربية (لاحظ المفارقة؟،).
للتذكير فقط ، فقد بدأ داغان عمله في الموساد في ظل انتفاضة الأقصى ، بل خلال العام الذي شهد أعنف مراحلها على الإطلاق ، أعني أهم العمليات الاستشهادية ، ومن ثم معركة جنين التي جاءت ضمن عملية السور الواقي التي عاد الجيش الإسرائيلي خلالها إلى الضفة الغربية ، وفرض الحصار على المقاطعة.
لكن التاريخ المذكور الذي سبقته علاقات متوترة بين الدول العربية ودولة الاحتلال على خلفية فشل قمة كامب ديفيد ومن ثم اندلاع انتفاضة الأقصى ، بما في ذلك الدول التي تؤوي سفارات إسرائيلية (باستثناء موريتانيا) ، التاريخ المذكور كان محطة باتجاه تراجع عربي لافت للانتباه ، إذ بدأت في العام التالي ملامح احتلال العراق ، ومعها تراجع الوضع العربي أمام الإملاءات الأمريكية إثر ضغوط الإصلاح والدمقرطة التي استخدمها جورج بوش لابتزاز الأنظمة.
في هذه الفترة أخذت تتطور علاقات دولة الاحتلال من جديد مع بعض الدول العربية ، في السر والعلن ، ولعل هذه الفترة هي التي شهدت الاختراقات التي تحدث عنها داغان ، وهي ذاتها التي حصل خلالها على الهدايا الثمينة من زعماء عرب (يرحبون به فيعمل على اختراق دولهم).
قد لا تشكل المعلومات التي تحدث عنها المجرم داغان في سياق الفخر مفاجأة للمواطن العربي الذي يميل إلى التعامل مع الأنظمة بصيغة الاتهام ، بل المبالغة في الاتهام في أكثر الأحيان ، لكن ذلك لا يحول دون إبداء الكثير من العجب في هذا السياق ، سياق العلاقات السرية بين أولئك الزعماء وأسوأ الرموز في دولة الاحتلال ، ذلك أن ثمة فرقا كبيرا بين التعامل مع العدو بروحية الاضطرار تحت طائلة أوضاع سياسية متردية محليا وعربيا ودوليا ، وبين الممارسات التي تتجاوز ذلك نحو ود وعلاقات حميمة يثير كشفها الكثير من القهر والإحباط في صفوف الجماهير.
هنا لا تغدو التبريرات السياسية ذات قيمة على الإطلاق ، لأن أحدا لن يأخذها على محمل الجد ، وبالطبع بسبب تجاوز حكم الاضطرار مثل أكل الميتة ولحم الخنزير لمن شارف على الهلاك ، إلى التمتع بانتهاك المحرمات في سياق من الحفاظ على الذات ، على رغم أنه ما من شيء يحافظ عليها مثل الانحياز إلى الجماهير وبوصلتها الصحيحة ، وعدم الركون إلى الأعداء.
يحق لداغان أن يفتخر بهداياه الثمينة (الأرجح أن تعود إلى الخزينة لأنه حصل عليها أثناء عمله الرسمي) ، في ذات الوقت الذي يحق للجماهير أن تشعر بالكثير من القهر جراء هذا البؤس الذي بلغته بعض أنظمتها ، على أمل أن يتحول ذلك القهر إلى فعل يواجه الظلم والفساد كمقدمة لمواجهة الأعداء والانتصار عليهم.
التاريخ : 30-12-2009
اختارت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الجنرال احتياط مائير داغان ، رئيس جهاز الموساد رجل العام 2009 ، بحسب التقليد المتبع في القناة ، وكان لافتا بالطبع أن يتم الحديث عن المزايا التي أهلته للفوز ، والتي تمثل أهمها بشهرته في ميدان "قطع رؤوس الفلسطينيين وفصلها عن أجسادهم بسكين ياباني" ، فضلا عن إصراره على قتل الفلسطينيين بنفسه بعد استسلامهم كما ذهب زميله الجنرال المتقاعد يوسي بن حنان.
ليس هذا ما يدفعنا إلى التوقف عند هذه الشخصية ، فمجرمو الحرب في السلك العسكري الإسرائيلي لا يعدون ولا يحصون ، لاسيما أولئك الذين عاصروا الحروب السابقة للجيش الإسرائيلي في فلسطين ولبنان ، وإن كان اختيار الرجل "رجل العام" في القناة إياها ، وافتخارها وكذلك من شهدوا له بممارساته الهمجية يعبر عن الدرك الأسفل الذي بلغته الثقافة الإسرائيلية.
ما يعنينا هو افتخار الرجل الدائم أمام زائريه الأجانب بعلاقاته المتميزة مع عدد من الزعماء العرب منذ تسلمه لمنصبه في العام 2002 ، مستشهدا بالهدايا الكثيرة التي يملكها ، وأكثرها سيوف مرصعة بالذهب والأحجار الكريمة (لماذا سيوف؟،) ، فضلا عن زهوّه بتمكن الموساد خلال فترة ولايته من اختراق العديد من الدول العربية (لاحظ المفارقة؟،).
للتذكير فقط ، فقد بدأ داغان عمله في الموساد في ظل انتفاضة الأقصى ، بل خلال العام الذي شهد أعنف مراحلها على الإطلاق ، أعني أهم العمليات الاستشهادية ، ومن ثم معركة جنين التي جاءت ضمن عملية السور الواقي التي عاد الجيش الإسرائيلي خلالها إلى الضفة الغربية ، وفرض الحصار على المقاطعة.
لكن التاريخ المذكور الذي سبقته علاقات متوترة بين الدول العربية ودولة الاحتلال على خلفية فشل قمة كامب ديفيد ومن ثم اندلاع انتفاضة الأقصى ، بما في ذلك الدول التي تؤوي سفارات إسرائيلية (باستثناء موريتانيا) ، التاريخ المذكور كان محطة باتجاه تراجع عربي لافت للانتباه ، إذ بدأت في العام التالي ملامح احتلال العراق ، ومعها تراجع الوضع العربي أمام الإملاءات الأمريكية إثر ضغوط الإصلاح والدمقرطة التي استخدمها جورج بوش لابتزاز الأنظمة.
في هذه الفترة أخذت تتطور علاقات دولة الاحتلال من جديد مع بعض الدول العربية ، في السر والعلن ، ولعل هذه الفترة هي التي شهدت الاختراقات التي تحدث عنها داغان ، وهي ذاتها التي حصل خلالها على الهدايا الثمينة من زعماء عرب (يرحبون به فيعمل على اختراق دولهم).
قد لا تشكل المعلومات التي تحدث عنها المجرم داغان في سياق الفخر مفاجأة للمواطن العربي الذي يميل إلى التعامل مع الأنظمة بصيغة الاتهام ، بل المبالغة في الاتهام في أكثر الأحيان ، لكن ذلك لا يحول دون إبداء الكثير من العجب في هذا السياق ، سياق العلاقات السرية بين أولئك الزعماء وأسوأ الرموز في دولة الاحتلال ، ذلك أن ثمة فرقا كبيرا بين التعامل مع العدو بروحية الاضطرار تحت طائلة أوضاع سياسية متردية محليا وعربيا ودوليا ، وبين الممارسات التي تتجاوز ذلك نحو ود وعلاقات حميمة يثير كشفها الكثير من القهر والإحباط في صفوف الجماهير.
هنا لا تغدو التبريرات السياسية ذات قيمة على الإطلاق ، لأن أحدا لن يأخذها على محمل الجد ، وبالطبع بسبب تجاوز حكم الاضطرار مثل أكل الميتة ولحم الخنزير لمن شارف على الهلاك ، إلى التمتع بانتهاك المحرمات في سياق من الحفاظ على الذات ، على رغم أنه ما من شيء يحافظ عليها مثل الانحياز إلى الجماهير وبوصلتها الصحيحة ، وعدم الركون إلى الأعداء.
يحق لداغان أن يفتخر بهداياه الثمينة (الأرجح أن تعود إلى الخزينة لأنه حصل عليها أثناء عمله الرسمي) ، في ذات الوقت الذي يحق للجماهير أن تشعر بالكثير من القهر جراء هذا البؤس الذي بلغته بعض أنظمتها ، على أمل أن يتحول ذلك القهر إلى فعل يواجه الظلم والفساد كمقدمة لمواجهة الأعداء والانتصار عليهم.
التاريخ : 30-12-2009
التعليقات
رايت اكثر من حوار لك على الجزيرة واثنين اتذكرهما جيدا الاول مع شخصية فتحاوية في برنامج سئ الصيت فيصل القاسم كنت تزبد وترتعد طبعا بالهجة الاردنية وقد افحمك كثيرا
وبرنامج قديم مع الشيخ العراقي ابو ريشة كنت تدافع عن تنظيم القاعدة وهو يقول لك اننا
انتصرنا وقضينا على معظمهم في العراق وانت تقول لا واخيرا زهق الشيخ وقلك شو بفهمك
انت احنا اللي بنحارب
يا زعاترة انت اعرف بهؤلاء الزعماء وقناتهم الفضائية ودورها المعروف في شق الصف
العربي ودعمها ومداهنتها لايران فلهذا انت قريب منها
ومعك حق يا رقم 1 و 3