طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

حكاية 4 دمعات في جنازة الراحلة "سميحة المجالي"


محرر الشؤون المحلية - بكى الأردنيون قبل يومين وفاة سيدة ربما لم تضاهيها رفعة ومكانة سوى قلة من النساء، ووري جثمانها الطاهر الثرى، مخضباً بدعوات الأردنيين، ودموعهم، ودموع كبار رجالات الدولة الأردنية الذين توافدوا لتشييع جثمانها الى مثواه الطاهر، وقد نقش الحزن على وجوههم حكاية ترويها 'جراسا'.

القصة عابقة برائحة الأمومة، والطهر، وعطاء الأردنيات اللواتي نسجن حكاياتهن في حب الوطن، بمخيال أبنائهن، وأرضعنهم عشق ثراه، مذ رأت أعينهم نور السماء التي تظلل الأردن الطهور.

وتجسدت المرأة الأردنية المعطاء، المربية لأجيال نشأوا على هوى الوطن، ورائحة قيصومه وشيحه وماء غدرانه، بسيدة فاضلة جمعت المجد من كل أطرافه.. إبنة.. وشقيقة.. وزوجة.. وأماً.. ونسباً..
إنها الراحلة والمغفور لها بإذن الله، سميحة رفيفان المجالي، طيب الله ثراها.

كيف لا.. وهي كريمة رئيس حكومة مؤاب قبل تأسيس إمارة شرق الأردن، رفيفان المجالي.. وشقيقة كل من: المشير حابس باشا المجالي، والمرحوم الشيخ والنائب معارك المجالي، والمرحوم الشيخ دميثان المجالي، والمرحوم الشيخ صالح المجالي، والمرحوم اللواء الشيخ عصر باشا المجالي، والمرحوم اللواء عاطف باشا المجالي، والمرحوم الشيخ سليمان باشا المجالي، وأرملة رئيس الوزراء الاسبق الشهيد هزاع المجالي، وزوجة المرحوم عاكف الفايز نائب رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب الأسبق ووالد رئيس الوزراء الأسبق رئيس مجلس الأعيان الحالي فيصل الفايز، ووالدة كل من وزير الداخلية السابق حسين هزاع المجالي، وعضو مجلسي الأعيان والنواب الأسبق أمجد هزاع المجالي، ونائب رئيس الوزراء الأسبق أيمن هزاع المجالي، وتغريد هزاع المجالي (سمو الأميرة تغريد محمد بن طلال)، وزين هزاع المجالي، ووالدة المرحوم زيد عاكف الفايز، وهيا كريمة المرحوم عاكف الفايز وحرم رئيس الوزراء الأسبق والعين سمير الرفاعي!؟.

أن تجمع سيدة لوحدها كل هذا المجد، وتختزله في شخصها، لهو أمر حتى الفخار يكون دونه ودونها..  فهي الكركية التي نذرت فلذات كبدها للأردن، وأفنت عمرها تعلم وتربي وتغرس في قلوب أولادها حب الأردن وتقديم الغالي والأغلى في سبيله.

بالأمس، ثرى الأردن الطهور الذي عشقته 'أم الأمجد'، إحتضنها بكل تحنان بين ذراعيه، والتفَّ حولها الأردنيون مودعون، يتقدمهم كبار رجالات الدولة الأردنية، الذين وعوا منذ نشأتهم على سيرتها العطرة، ومكانتها العالية الرفيعة، قدراً ومقاماً. ورصدت كاميرا 'جراسا' دموع رجال لا يهزّهم أي خطب إنما، هي دمعة فراق الغوالي والمحبين الأوفياء المخلصين.

الدمعة الأولى، إنبرت على وجنتيّ نجلها حسين، خلال تشييع جثمان والدته، ورغم أنه الجندي في القوات المسلحة الباسلة، والأمن العام، قائداً ومديراً، ووزيراً للداخلية لاحقاً، وهو من ترك بصمة ما زالت عالقة في أذهان الأردنيين، بإسهامه في ضبط الأوضاع الأمنية خلال حقبته، بكل رجولة وجسارة وحكمة، وسطر إسمه في سجلات التاريخ الأردني بكل جدارة أنه قائداً فذاً.. إلا أن فراق الأم الحنون يغلب صلابة الرجال.. كيف لا وهي التي أوصى بها الله ونبيه وقد فارقت.. لتنساب دمعة من خد ولدها، حاول جاهداً إخفاءَها، ففرت من عينيه رغماً عنه.!

الدمعة الثانية، على خد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، نجل زوجها، الراحل الكبير عاكف الفايز، الذي بدى الحزن كبيراً على محياه، فهو من فارق أماً مرتيّن، لا مرة واحدة!

الدمعة الثالثة، مسحها بأصابعه رئيس الوزراء الأسبق والنائب الثاني لرئيس مجلس الأعيان سمير الرفاعي.. فهو صهرها الذي أحبته وأحبها، وزوج ابنتها (هيا)، الذي بدى الحزن على وجهه ولم يستطع مهما حاول إخفاءه، فالراحلة أم رفيقة دربه، وبمثابة أمه، ودّعها وهو يحمل معه رسالة بعينيه من إبنتها التي كانت حاضرة بوجدانه في وداع أمها.

الدمعة الرابعة، كانت دمعة الأردنيين عموماً، والكركيين خصوصاً، الذين توافدوا بأعداد مهولة الى المقبرة لتشييع جثمانها، ولسان حالهم يقول أن من أنجبت مثل أولادها، لا تموت أبداً.. بل هي خالدة في ذاكرة الأردن والأردنيين جميعاً.

الراحلة 'أم الأمجد'.. سيذكرها تاريخ الأردن دوماً بكل الفخر والخير وأحسن الكلمات وأتمَّها.. وستبقى سيرتها العطرة خالدة في ذاكرة الأردنيين جميعهم، فهي من أجمع على احترامها وتقديرها خلال حياتها الحافلة بالعطاء، كبار رجالات الدولة الأردنية، وأجمع واجتمع على محبتها واحترامها وتقديرها يوم فراقها ووداعها، كبار رجالات الدولة أيضاً.

و كما هم الهاشميون دوماً، كان جلالة الملك عبدالله الثاني أطال الله بعمره ورعاه، وسمو الأمراء الهاشميين، على رأس المعزين بوفاة الفقيدة، حيث زار جلالته ديوان عزاء عشيرتي المجالي والفايز، وقدم لهم واجب العزاء، مخففاً من حجم مصابهم بفقدانهم والدتهم، واختزل المشهد مجتمعاً أردنياً نسجت قيادته بينها وبين رعيتها، خيوطاً من المحبة والأُلفة والتآخي، ورسَّخت قيماً أردنية ضاربة في الأصالة، أن الأردنيون حزنهم واحدأ، كما فرحهم واحداً، ومثلما هم على قلب رجل واحد خلف قيادتهم ومعها.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/211635