- مقدمة : كل شيئ تزرعه بيدك تخلعه ، إلا بني آدم تزرعه فيخلعك،،،!!!؟؟؟.
- المروث الشعبي هو نتاج معاناة البشرية منذ ملايين السنين،،،!!! ، ومعظم مكتشفات ومخترعات الإنسان ، كانت في البداية وليدة الصدفة ، ومن ثم التجربة وتدوين النافع من خلال الحكايات فيما قبل الحروف والكتابة ، ولو توقفنا عند الأدوية والمعالجات الشعبية ، وتناولنا نبتة المريمية كمثال ، والتي ما نزال نستعملها طبيا في بيوتنا ولمعالجات كثيرة ومن أبرزها المغص ، التلبك المعوي ، الصداع ، الأنفلونزة وغيرها ، وهي تُستعمل للصغار والكبار ويكثر إستعمالها مع الشاي في فصل الشتاء لمنافعها في الحد من نزلات البرد ولطيب نكهتها ، وإن تناولنا الزعتر البري سنجد أنه مضاد للسموم ، وبمعنى آخر يُمكن القول أن مُعظم الأدوية المُستعملة الآن في المشافي والصيدليات ، هي من نباتات االأرض ومخرجاتها التي إكتشفها جدنا الإنسان الأول ، الذي عاش في العهد الإندرتيالي وربما قبل ذلك ، حين كان ذاك الجد البدائي'الوحش' يعيش في الغابات ، الكهوف والمغاور مع الأسود ، الثعالب والضباع ، ويتصارع مع الوحوش على الفرائس من أجل البقاء ، وكل ذلك قبل الوصول إلى مرحلة التكوين الإجتماعي البشري ، قبل النطق وتعلم الكلام .
- وحين بدأت مرحلة التفاهم الأولى بين الجنس البشري ، كانت من خلال رسومات ورموز على الحيطان أو على التراب ، أو بإشارات وتلمُسات وإطلاق أصوات غير واضحة ، وكان كل ذلك قبل إستعمال الأدوات الحجرية وتطوراتها التي إحتاجت لملايين السنين ، وضمن ما عُرف بعد ذلك بالعصر الحجري ، الحديدي ، البرونزي وغيره من العصور ، التي شهدت تطور الإنسان ، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من تطورات علمية وتقنية مُذهلة،،،!!! . لكن : هل حقا أننا تخلصنا من وحشيتنا كبشر،،،؟؟؟ ، هل إكتملت إنسانيتنا ،،،؟؟؟ ، وإن كان الكمال لله وحده ، وإن كان الخير بالخير والبادئ أكرم ، والشر بالشر والبادئ أظلم ، فماذا عندما يختلط الأمر علينا كما في هذه القصة 'الأسطورة' وما تعكسه من عبرة،،،؟؟؟
- القصة،،،؟؟؟ 'الأسطورة'
- يُروى أن حطابا فقير الحال ، كان يعيش في منزل متواضع يُميزه دفء القناعة والحب ، يعتاش وزوجته وإبنته على ما يحصل عليه الحطاب من دريهمات ، ثمنا للحطب الذي يجمعه من الغابة ، وفي ذات يوم ماطر وشديد البرودة ، وفيما كان الحطاب يهم في عمله ويجمع الحطب من الغابة ، سمع صوت أنين يصدر من فوهة بئر قريب من موقعه ، فدفعه فضوله وربما خوفه لمعرفة ماهية هذا الصوت 'الأنين' ، وحين نظر في البئر أصابه الذهول والعجب العُجاب ، وإذ في قعر البئر ثلاثة مخلوقات غير متجانسة ، إن لم تكن متنافرة ومتعادية ،،،!!! ، فقد كان في البئر رجل 'آدمي' وأفعى وأسد ، ورُغم ما أصاب الحطاب من الذهول والخوف ، تمكن من لملمة شجاعته حين قالت الأفعى له أنقذني يا بني آدم ، فأرسل الحطاب حبله إلى قعر البئر فتمسكت به الأفعى وإنتشلها الحطاب ، وحين وصلت على الأرض نظرت إلى الحطاب مليا وقالت له سلام عليك ، أجري وأجرك على الله وغادرت ، وإذ بالأسد يقول أنقذني يا بني آدم ، فأرسل الحطاب الحبل وسحب الأسد ، ولما أصبح على الأرض تأمل الحطاب مليا وقال له ما قالته الأفعى ، سلام عليك وأجري وأجرك على الله وغادر .
- من أنقذ العدوين 'الأفعى والأسد' ، حريٌّ به أن يُسارع لإنقاذ الآدمي ، الذي يُفترض أنه صديق وربما أخ،،،!!! ، فأرسل الحطاب الحبل للآدمي وأخرجه من البئر ، وإذ به في حالة يُرثى لها ، يرتجف من البرد ويُعاني من الجوع والعطش ، وهو ما دفع الحطاب الطيب 'الإنسان' إلى تدثير الرجل ببعض ما لديه من الثياب ، ومن ثم قام بإشعال النار ، وأعد الشاي وقدم ما لديه من الطعام ، وهو ما أنعش رجل البئر 'الضيف،،،!!!' ومن طيب الحطاب وإنسانيته راح في حديث مع رجل البئر ، الذي تبين أن لا مأوى له ولا يعرف لنفسه أهلا ولا يمتلك مالا،،،وكما يُقال 'لا وجه يُعرف ولا قرش يُصرف' ، وإنما كما خلقتني ربي،،،!!! .
- أنجز الحطاب 'الطيب' عمله ، باع الحطب واشترى بعض الطعام ، واصطحب ضيفه معه إلى منزله ، ليتناولوا الطعام مع الزوجة والإبنة ، ومن ثم أعدوا فراشا دافئا للضيف ، بعد أن إتفق الحطاب ورجل البئر ، على أن يتعاونا على جمع الحطب وبيعه إلى حين يأتي فرج الله ، ومعرفة ما ستؤول إليها الأمور والنهايات .
- مضت أيام أظهر خلالها رجل البئر حُسن المعشر ، الهمة العالية في العمل مع الحطاب ، وكل ما يوحي بالطيب والأخلاق الحميدة ، وكنتاج لزيادة الدخل تم شراء بعض الملابس للضيف ، وتحسن الطعام وبدأت الحياة تصبح أفضل مما كانت عليه ، وهذا ما حفز الحطاب أن يفكر مع زوجته ، على تزويج الإبنة للضيف ليكون عضوا في العائلة ، وهذا ما حصل أيضا وجعل الجميع يشعرون بالسعادة وبمزيد من الطمأنينة والأمان .
- فيما غمر دفء العيش أسرة الحطاب وصهره 'إبنه بالعُرف القانوني،،،!!!' ، وإذ تحسنت الأوضاع وشاع الأمل والحب بين أفراد الأسرة السعيدة . ،،،لكن ، وعلى حين غرة وبدون سابق إنذار ، وإذ بالبلد هاجت وماجت ، إنتشر الجند والعسس في كافة الأرجاء ، وذلك حين أعلن الوزير أن لصوصا سرقوا خزنة الملك ، وأن من يعثر عليها 'الخزنة' أو يُحدد مكانها له مُكافأة مالية مُجزية،،،!!! ، وفيما لم يأبه الحطاب وأسرته بالأمر ، وإذ بمفاجأة غير متوقعة ، فحين هبط الظلام تلك الليلة ، فوجئ الحطاب وأسرته بمن يقرع باب منزلهم بقوة ، فأسرع الرجلان 'الحطاب وصهره' بفتح الباب وإذ بالأسد الذي أخرجه الحطاب من البئر يقود جملا وعلى ظهره خزنة الملك .
- ذُهل الحطاب أيما ذهول ، لا بل صُعق حين سلمه الأسد رسن الجمل،،،!!! ، حيث كان الأسد قد هاجم اللصوص وإستولى على الجمل وحمولته ، التي هي خزنة الملك،،،!!! ، إزداد ذهول الحطاب ، إرتبك وساورته المخاوف ولم يدر ما الذي
يدور حوله خاصة بعد أن تسلم الحطاب رسن الجمل ، وحين نظر الأسد في وجه الحطاب وكأنه يقول له : هذه خزنة الملك لك جزاء المعروف يوم أنقذتني من البئر، ومن ثم غادر الأسد راضيا على نفسه ، بعد أن سدد الدين للحطاب،،،!!!.
- لم يطُل تفكير الحطاب حتى قرر أن يُعيد الخزنة للملك،،،؟؟؟ ، لكن صهره 'رجل البئر' وكلمح البصر إستحال إلى شيطان رجيم ، وبالمستحيل أقنع حموه 'الحطاب' بإخفاء الجريمة والإحتفاظ بالخزنة ، وهكذا قام الصهر وعلى الفور أدخل الجمل بما حمل إلى الياخور في أسفل المنزل ، برّك الجمل ، أنزل تلك الهبة التي وصفها الصهر بالربانية 'الخزنة' وأخفاها في مكان آمن ، ومن ثم نحر الجمل ، أعد وليمة شواء عرمرمية من لحم الجمل ، غير آبه بالنتائج وتاركا الحطاب في حيرة من الأمر ، فيما راح الملك وأركان دولته يصلون الليل بالنهار بحثا عن الخزنة ،،،!!! ، جرى كل ذلك والحطاب الطيب يُساوره القلق والخوف ، ولكنه ما يزال يتقبل الأمر على مضض،،،!!! .
- مرت بضعة أيام وأعوان الملك وجنده يبحثون عن الخزنة بلا طائل ، حتى وصل الأمر أن أعلن الوزير بأن العسكر سيعملون على تفتيش المدينة حارة حارة وبيتا بيتا ، في الوقت الذي ما يزال الحطاب وصهره وزوجتيهما يأكلون ما لذ وطاب من لحم الجمل،،،!!!.
- لكن ، وما أن وصل التفتيش إلى بيوت الحارة التي يقطنها الحطاب ، حتى تعملق شيطان رجل البئر وبدأ الوسواس الخناس يلعب في عقله 'الصهر،،،!!!' ، الذي بات يضرب أخماسا في أسداس ، وهنا لعبت،،،أل لوْ،،، التي تعمل عمل الشيطان دورها فحنطت ضمير الصهر ، الذي إرتعدت فرائصه وحاصره شيطانه بالتساؤلات ، ماذا لو عثر الجند 'المُفتشون' على الخزنة في منزل الحطاب وما هو مصيري،،،؟؟؟ ، هل يُصدقون روارية الحطاب،،،؟؟؟ ، وإن صدقوا أن الأسد جاء بالخزنة ، لماذا لم نُعلن عنها ونسلمها للملك ، وأنا بالتأكيد شريك الحطاب ، وإن سُئل الحطاب لا بد يقول أني من صممت على الإحتفاظ بالخزنة ، من أخفيتها ، ذبحت الجمل وأقمت الوليمة وستشهد على ذلك الزوجتان ،،،؟؟؟.
- تضاعفت هواجس الصهر 'رجل البئر' ، إزداد قلقه وخوفه كلما إقترب العسكر من منزل الحطاب المغلوب على أمره،،،!!! . لم ينم شيطان رجل البئر تلك الليلة ، حتى قرر أن ينجو بنفسه وأزيد من ذلك ، زيّن له شيطانه ما سيكون عليه من الثراء نتاج الحصول على مُكافأة من الملك ، إن هو وشى بالحطاب ودلّ جند الملك على مكان الخزنة التي أخفاها بيديه،،،!!! ، وهكذا جافى النوم رجل البئر الذي تسلل مع الفجر ، وإتجه فورا إلى قصر الملك مُعلنا عن مكان الخزنة المخبأة في بيت الحطاب،،،!!! ، فسارع الجند إلى بيت الحطاب الذي إقتاده الجند مُكبلا بالأغلال ، بعد أن عثروا على الخزنة وحملوها مع الحطاب إلى قصر الملك ، فكافأ الملك رجل البئر بصرة من المال ، وحكم بإعدام الحطاب في صبيحة اليوم التالي وفي الساحة العامة وبحضور الشعب،،،!!!.
- ما أن لاح الفجر الذي سيشهد صباحه إعدام الحطاب ، حتى علا صراخ الملك وهو يقف في بهو القصر ، وحين هرع الوزير والقادة على صرخة الملك ، وإذ بأفعى سوداء كبيرة الحجم ، تلتف على يدي الملك وجسده وتضع فمها في مواجهة فمه ، وإن تحرك أحد وحاول الإقتراب منها 'الأفعى' تُسارع إلى التهديد بلدغه ، وإن أشهر أحدهم سيفه محاولا إيذاء الأفعى تُهدد بلدغ الملك في فمه ، وهكذا عم الخوف على الملك وأصبح الجميع في حيرة ، إلى أن تفتق عقل القاضي الحكيم عن محاولة 'تجربة' ربما تكون ذات حل لهذه الأزمة الخطيرة ، إذ قال القاضي للملك يا سيدي : بعد سويعات يُفترض بنا أن نُعدم الحطاب سارق الخزنة ، وهذا الرجل إبن االفيافي ، القفار والأدغال ، ولا بد أنه يعرف الكثير عن الأفاعي والوحوش ، وإن لم يفلح في إزلالة هذه الأفعى عن جلالتك ، ولأنه ميت في كل الأحوال إن بالسيف أو السم ، فإن دفعناه نحو الأفعى ولدغته وأفرغت سُمها في جسد الحطاب ، عندئذ لا خوف عليك ويُمكنا إنزال هذه الأفعى عن جسدك بسهوله،،،!!! .
- أيد الملك وجميع الحضور فكرة القاضي الحكيم ، خاصة وأنهم عجزوا عن أي حل آخر ، وعلى ذلك جيئ بالحطاب يُعانق الخوف وهو مُكبل بالأغلال ، لكن الحطاب الذي ما أن شهد المشهد حتى إعتلت شفتاه إبتسامة ، فظن الملك وأركان قصره أن الحطاب يهزأ بالملك وبهم ، وهو ما أغاظ الملك والحضور الذين أصابهم الذهول من موقف الحطاب ، الذي هو ميت لا محالة حسب ظنهم ، وهو ما دفع الملك أن أمر بجر الحطاب نحو الأفعى ، لتلدغ الحطاب كي تُفرغ سمومها في جسده كما خططوا ، لكن الأفعى بدلا من ذلك زادت من قرب فمها نحو فم الملك ، فزاد تعجب الملك والحضور ، إلى أن خاطب الحطاب قائلا للملك ، أتعطيني الأمان يا ملك الزمان،،،؟؟؟ ، فرد الملك على الحطاب قائلا عليك الأمان،،،!!! ، فما كان من الحطاب إلا أن خاطب الأفعى قائلا 'سيري يا مُباركة' وإذ بالأفعى تُغادر جسد الملك ، وتجلس متكورة في الزاوية ، وهو ما جعل الملك والحضور في ذهول غير مسبوق ، فيما شاهدوه من العجب العُجاب،،،!!! .
- تنفس الملك وأركان دولته الصعداء ، ومن ثم سأل الحطاب عن علاقته بتلك الأفعى،،،!!! ، فروى الحطاب للملك والحضور قصته من ألفها إلى يائها ، وإذ أمر الملك بإحضار رجل البئر ، وإعدامه على الفور ، بعد أن استرجع منه المُكافأة وضاعفها للحطاب ومن ثم قال الملك،،،حقا أن كل شيئ تزرعه بيدك تخلعه ، إلا بني آدم تزرعه ويخلعك،،،!!!؟؟؟.
- مقدمة : كل شيئ تزرعه بيدك تخلعه ، إلا بني آدم تزرعه فيخلعك،،،!!!؟؟؟.
- المروث الشعبي هو نتاج معاناة البشرية منذ ملايين السنين،،،!!! ، ومعظم مكتشفات ومخترعات الإنسان ، كانت في البداية وليدة الصدفة ، ومن ثم التجربة وتدوين النافع من خلال الحكايات فيما قبل الحروف والكتابة ، ولو توقفنا عند الأدوية والمعالجات الشعبية ، وتناولنا نبتة المريمية كمثال ، والتي ما نزال نستعملها طبيا في بيوتنا ولمعالجات كثيرة ومن أبرزها المغص ، التلبك المعوي ، الصداع ، الأنفلونزة وغيرها ، وهي تُستعمل للصغار والكبار ويكثر إستعمالها مع الشاي في فصل الشتاء لمنافعها في الحد من نزلات البرد ولطيب نكهتها ، وإن تناولنا الزعتر البري سنجد أنه مضاد للسموم ، وبمعنى آخر يُمكن القول أن مُعظم الأدوية المُستعملة الآن في المشافي والصيدليات ، هي من نباتات االأرض ومخرجاتها التي إكتشفها جدنا الإنسان الأول ، الذي عاش في العهد الإندرتيالي وربما قبل ذلك ، حين كان ذاك الجد البدائي'الوحش' يعيش في الغابات ، الكهوف والمغاور مع الأسود ، الثعالب والضباع ، ويتصارع مع الوحوش على الفرائس من أجل البقاء ، وكل ذلك قبل الوصول إلى مرحلة التكوين الإجتماعي البشري ، قبل النطق وتعلم الكلام .
- وحين بدأت مرحلة التفاهم الأولى بين الجنس البشري ، كانت من خلال رسومات ورموز على الحيطان أو على التراب ، أو بإشارات وتلمُسات وإطلاق أصوات غير واضحة ، وكان كل ذلك قبل إستعمال الأدوات الحجرية وتطوراتها التي إحتاجت لملايين السنين ، وضمن ما عُرف بعد ذلك بالعصر الحجري ، الحديدي ، البرونزي وغيره من العصور ، التي شهدت تطور الإنسان ، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من تطورات علمية وتقنية مُذهلة،،،!!! . لكن : هل حقا أننا تخلصنا من وحشيتنا كبشر،،،؟؟؟ ، هل إكتملت إنسانيتنا ،،،؟؟؟ ، وإن كان الكمال لله وحده ، وإن كان الخير بالخير والبادئ أكرم ، والشر بالشر والبادئ أظلم ، فماذا عندما يختلط الأمر علينا كما في هذه القصة 'الأسطورة' وما تعكسه من عبرة،،،؟؟؟
- القصة،،،؟؟؟ 'الأسطورة'
- يُروى أن حطابا فقير الحال ، كان يعيش في منزل متواضع يُميزه دفء القناعة والحب ، يعتاش وزوجته وإبنته على ما يحصل عليه الحطاب من دريهمات ، ثمنا للحطب الذي يجمعه من الغابة ، وفي ذات يوم ماطر وشديد البرودة ، وفيما كان الحطاب يهم في عمله ويجمع الحطب من الغابة ، سمع صوت أنين يصدر من فوهة بئر قريب من موقعه ، فدفعه فضوله وربما خوفه لمعرفة ماهية هذا الصوت 'الأنين' ، وحين نظر في البئر أصابه الذهول والعجب العُجاب ، وإذ في قعر البئر ثلاثة مخلوقات غير متجانسة ، إن لم تكن متنافرة ومتعادية ،،،!!! ، فقد كان في البئر رجل 'آدمي' وأفعى وأسد ، ورُغم ما أصاب الحطاب من الذهول والخوف ، تمكن من لملمة شجاعته حين قالت الأفعى له أنقذني يا بني آدم ، فأرسل الحطاب حبله إلى قعر البئر فتمسكت به الأفعى وإنتشلها الحطاب ، وحين وصلت على الأرض نظرت إلى الحطاب مليا وقالت له سلام عليك ، أجري وأجرك على الله وغادرت ، وإذ بالأسد يقول أنقذني يا بني آدم ، فأرسل الحطاب الحبل وسحب الأسد ، ولما أصبح على الأرض تأمل الحطاب مليا وقال له ما قالته الأفعى ، سلام عليك وأجري وأجرك على الله وغادر .
- من أنقذ العدوين 'الأفعى والأسد' ، حريٌّ به أن يُسارع لإنقاذ الآدمي ، الذي يُفترض أنه صديق وربما أخ،،،!!! ، فأرسل الحطاب الحبل للآدمي وأخرجه من البئر ، وإذ به في حالة يُرثى لها ، يرتجف من البرد ويُعاني من الجوع والعطش ، وهو ما دفع الحطاب الطيب 'الإنسان' إلى تدثير الرجل ببعض ما لديه من الثياب ، ومن ثم قام بإشعال النار ، وأعد الشاي وقدم ما لديه من الطعام ، وهو ما أنعش رجل البئر 'الضيف،،،!!!' ومن طيب الحطاب وإنسانيته راح في حديث مع رجل البئر ، الذي تبين أن لا مأوى له ولا يعرف لنفسه أهلا ولا يمتلك مالا،،،وكما يُقال 'لا وجه يُعرف ولا قرش يُصرف' ، وإنما كما خلقتني ربي،،،!!! .
- أنجز الحطاب 'الطيب' عمله ، باع الحطب واشترى بعض الطعام ، واصطحب ضيفه معه إلى منزله ، ليتناولوا الطعام مع الزوجة والإبنة ، ومن ثم أعدوا فراشا دافئا للضيف ، بعد أن إتفق الحطاب ورجل البئر ، على أن يتعاونا على جمع الحطب وبيعه إلى حين يأتي فرج الله ، ومعرفة ما ستؤول إليها الأمور والنهايات .
- مضت أيام أظهر خلالها رجل البئر حُسن المعشر ، الهمة العالية في العمل مع الحطاب ، وكل ما يوحي بالطيب والأخلاق الحميدة ، وكنتاج لزيادة الدخل تم شراء بعض الملابس للضيف ، وتحسن الطعام وبدأت الحياة تصبح أفضل مما كانت عليه ، وهذا ما حفز الحطاب أن يفكر مع زوجته ، على تزويج الإبنة للضيف ليكون عضوا في العائلة ، وهذا ما حصل أيضا وجعل الجميع يشعرون بالسعادة وبمزيد من الطمأنينة والأمان .
- فيما غمر دفء العيش أسرة الحطاب وصهره 'إبنه بالعُرف القانوني،،،!!!' ، وإذ تحسنت الأوضاع وشاع الأمل والحب بين أفراد الأسرة السعيدة . ،،،لكن ، وعلى حين غرة وبدون سابق إنذار ، وإذ بالبلد هاجت وماجت ، إنتشر الجند والعسس في كافة الأرجاء ، وذلك حين أعلن الوزير أن لصوصا سرقوا خزنة الملك ، وأن من يعثر عليها 'الخزنة' أو يُحدد مكانها له مُكافأة مالية مُجزية،،،!!! ، وفيما لم يأبه الحطاب وأسرته بالأمر ، وإذ بمفاجأة غير متوقعة ، فحين هبط الظلام تلك الليلة ، فوجئ الحطاب وأسرته بمن يقرع باب منزلهم بقوة ، فأسرع الرجلان 'الحطاب وصهره' بفتح الباب وإذ بالأسد الذي أخرجه الحطاب من البئر يقود جملا وعلى ظهره خزنة الملك .
- ذُهل الحطاب أيما ذهول ، لا بل صُعق حين سلمه الأسد رسن الجمل،،،!!! ، حيث كان الأسد قد هاجم اللصوص وإستولى على الجمل وحمولته ، التي هي خزنة الملك،،،!!! ، إزداد ذهول الحطاب ، إرتبك وساورته المخاوف ولم يدر ما الذي
يدور حوله خاصة بعد أن تسلم الحطاب رسن الجمل ، وحين نظر الأسد في وجه الحطاب وكأنه يقول له : هذه خزنة الملك لك جزاء المعروف يوم أنقذتني من البئر، ومن ثم غادر الأسد راضيا على نفسه ، بعد أن سدد الدين للحطاب،،،!!!.
- لم يطُل تفكير الحطاب حتى قرر أن يُعيد الخزنة للملك،،،؟؟؟ ، لكن صهره 'رجل البئر' وكلمح البصر إستحال إلى شيطان رجيم ، وبالمستحيل أقنع حموه 'الحطاب' بإخفاء الجريمة والإحتفاظ بالخزنة ، وهكذا قام الصهر وعلى الفور أدخل الجمل بما حمل إلى الياخور في أسفل المنزل ، برّك الجمل ، أنزل تلك الهبة التي وصفها الصهر بالربانية 'الخزنة' وأخفاها في مكان آمن ، ومن ثم نحر الجمل ، أعد وليمة شواء عرمرمية من لحم الجمل ، غير آبه بالنتائج وتاركا الحطاب في حيرة من الأمر ، فيما راح الملك وأركان دولته يصلون الليل بالنهار بحثا عن الخزنة ،،،!!! ، جرى كل ذلك والحطاب الطيب يُساوره القلق والخوف ، ولكنه ما يزال يتقبل الأمر على مضض،،،!!! .
- مرت بضعة أيام وأعوان الملك وجنده يبحثون عن الخزنة بلا طائل ، حتى وصل الأمر أن أعلن الوزير بأن العسكر سيعملون على تفتيش المدينة حارة حارة وبيتا بيتا ، في الوقت الذي ما يزال الحطاب وصهره وزوجتيهما يأكلون ما لذ وطاب من لحم الجمل،،،!!!.
- لكن ، وما أن وصل التفتيش إلى بيوت الحارة التي يقطنها الحطاب ، حتى تعملق شيطان رجل البئر وبدأ الوسواس الخناس يلعب في عقله 'الصهر،،،!!!' ، الذي بات يضرب أخماسا في أسداس ، وهنا لعبت،،،أل لوْ،،، التي تعمل عمل الشيطان دورها فحنطت ضمير الصهر ، الذي إرتعدت فرائصه وحاصره شيطانه بالتساؤلات ، ماذا لو عثر الجند 'المُفتشون' على الخزنة في منزل الحطاب وما هو مصيري،،،؟؟؟ ، هل يُصدقون روارية الحطاب،،،؟؟؟ ، وإن صدقوا أن الأسد جاء بالخزنة ، لماذا لم نُعلن عنها ونسلمها للملك ، وأنا بالتأكيد شريك الحطاب ، وإن سُئل الحطاب لا بد يقول أني من صممت على الإحتفاظ بالخزنة ، من أخفيتها ، ذبحت الجمل وأقمت الوليمة وستشهد على ذلك الزوجتان ،،،؟؟؟.
- تضاعفت هواجس الصهر 'رجل البئر' ، إزداد قلقه وخوفه كلما إقترب العسكر من منزل الحطاب المغلوب على أمره،،،!!! . لم ينم شيطان رجل البئر تلك الليلة ، حتى قرر أن ينجو بنفسه وأزيد من ذلك ، زيّن له شيطانه ما سيكون عليه من الثراء نتاج الحصول على مُكافأة من الملك ، إن هو وشى بالحطاب ودلّ جند الملك على مكان الخزنة التي أخفاها بيديه،،،!!! ، وهكذا جافى النوم رجل البئر الذي تسلل مع الفجر ، وإتجه فورا إلى قصر الملك مُعلنا عن مكان الخزنة المخبأة في بيت الحطاب،،،!!! ، فسارع الجند إلى بيت الحطاب الذي إقتاده الجند مُكبلا بالأغلال ، بعد أن عثروا على الخزنة وحملوها مع الحطاب إلى قصر الملك ، فكافأ الملك رجل البئر بصرة من المال ، وحكم بإعدام الحطاب في صبيحة اليوم التالي وفي الساحة العامة وبحضور الشعب،،،!!!.
- ما أن لاح الفجر الذي سيشهد صباحه إعدام الحطاب ، حتى علا صراخ الملك وهو يقف في بهو القصر ، وحين هرع الوزير والقادة على صرخة الملك ، وإذ بأفعى سوداء كبيرة الحجم ، تلتف على يدي الملك وجسده وتضع فمها في مواجهة فمه ، وإن تحرك أحد وحاول الإقتراب منها 'الأفعى' تُسارع إلى التهديد بلدغه ، وإن أشهر أحدهم سيفه محاولا إيذاء الأفعى تُهدد بلدغ الملك في فمه ، وهكذا عم الخوف على الملك وأصبح الجميع في حيرة ، إلى أن تفتق عقل القاضي الحكيم عن محاولة 'تجربة' ربما تكون ذات حل لهذه الأزمة الخطيرة ، إذ قال القاضي للملك يا سيدي : بعد سويعات يُفترض بنا أن نُعدم الحطاب سارق الخزنة ، وهذا الرجل إبن االفيافي ، القفار والأدغال ، ولا بد أنه يعرف الكثير عن الأفاعي والوحوش ، وإن لم يفلح في إزلالة هذه الأفعى عن جلالتك ، ولأنه ميت في كل الأحوال إن بالسيف أو السم ، فإن دفعناه نحو الأفعى ولدغته وأفرغت سُمها في جسد الحطاب ، عندئذ لا خوف عليك ويُمكنا إنزال هذه الأفعى عن جسدك بسهوله،،،!!! .
- أيد الملك وجميع الحضور فكرة القاضي الحكيم ، خاصة وأنهم عجزوا عن أي حل آخر ، وعلى ذلك جيئ بالحطاب يُعانق الخوف وهو مُكبل بالأغلال ، لكن الحطاب الذي ما أن شهد المشهد حتى إعتلت شفتاه إبتسامة ، فظن الملك وأركان قصره أن الحطاب يهزأ بالملك وبهم ، وهو ما أغاظ الملك والحضور الذين أصابهم الذهول من موقف الحطاب ، الذي هو ميت لا محالة حسب ظنهم ، وهو ما دفع الملك أن أمر بجر الحطاب نحو الأفعى ، لتلدغ الحطاب كي تُفرغ سمومها في جسده كما خططوا ، لكن الأفعى بدلا من ذلك زادت من قرب فمها نحو فم الملك ، فزاد تعجب الملك والحضور ، إلى أن خاطب الحطاب قائلا للملك ، أتعطيني الأمان يا ملك الزمان،،،؟؟؟ ، فرد الملك على الحطاب قائلا عليك الأمان،،،!!! ، فما كان من الحطاب إلا أن خاطب الأفعى قائلا 'سيري يا مُباركة' وإذ بالأفعى تُغادر جسد الملك ، وتجلس متكورة في الزاوية ، وهو ما جعل الملك والحضور في ذهول غير مسبوق ، فيما شاهدوه من العجب العُجاب،،،!!! .
- تنفس الملك وأركان دولته الصعداء ، ومن ثم سأل الحطاب عن علاقته بتلك الأفعى،،،!!! ، فروى الحطاب للملك والحضور قصته من ألفها إلى يائها ، وإذ أمر الملك بإحضار رجل البئر ، وإعدامه على الفور ، بعد أن استرجع منه المُكافأة وضاعفها للحطاب ومن ثم قال الملك،،،حقا أن كل شيئ تزرعه بيدك تخلعه ، إلا بني آدم تزرعه ويخلعك،،،!!!؟؟؟.
- مقدمة : كل شيئ تزرعه بيدك تخلعه ، إلا بني آدم تزرعه فيخلعك،،،!!!؟؟؟.
- المروث الشعبي هو نتاج معاناة البشرية منذ ملايين السنين،،،!!! ، ومعظم مكتشفات ومخترعات الإنسان ، كانت في البداية وليدة الصدفة ، ومن ثم التجربة وتدوين النافع من خلال الحكايات فيما قبل الحروف والكتابة ، ولو توقفنا عند الأدوية والمعالجات الشعبية ، وتناولنا نبتة المريمية كمثال ، والتي ما نزال نستعملها طبيا في بيوتنا ولمعالجات كثيرة ومن أبرزها المغص ، التلبك المعوي ، الصداع ، الأنفلونزة وغيرها ، وهي تُستعمل للصغار والكبار ويكثر إستعمالها مع الشاي في فصل الشتاء لمنافعها في الحد من نزلات البرد ولطيب نكهتها ، وإن تناولنا الزعتر البري سنجد أنه مضاد للسموم ، وبمعنى آخر يُمكن القول أن مُعظم الأدوية المُستعملة الآن في المشافي والصيدليات ، هي من نباتات االأرض ومخرجاتها التي إكتشفها جدنا الإنسان الأول ، الذي عاش في العهد الإندرتيالي وربما قبل ذلك ، حين كان ذاك الجد البدائي'الوحش' يعيش في الغابات ، الكهوف والمغاور مع الأسود ، الثعالب والضباع ، ويتصارع مع الوحوش على الفرائس من أجل البقاء ، وكل ذلك قبل الوصول إلى مرحلة التكوين الإجتماعي البشري ، قبل النطق وتعلم الكلام .
- وحين بدأت مرحلة التفاهم الأولى بين الجنس البشري ، كانت من خلال رسومات ورموز على الحيطان أو على التراب ، أو بإشارات وتلمُسات وإطلاق أصوات غير واضحة ، وكان كل ذلك قبل إستعمال الأدوات الحجرية وتطوراتها التي إحتاجت لملايين السنين ، وضمن ما عُرف بعد ذلك بالعصر الحجري ، الحديدي ، البرونزي وغيره من العصور ، التي شهدت تطور الإنسان ، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من تطورات علمية وتقنية مُذهلة،،،!!! . لكن : هل حقا أننا تخلصنا من وحشيتنا كبشر،،،؟؟؟ ، هل إكتملت إنسانيتنا ،،،؟؟؟ ، وإن كان الكمال لله وحده ، وإن كان الخير بالخير والبادئ أكرم ، والشر بالشر والبادئ أظلم ، فماذا عندما يختلط الأمر علينا كما في هذه القصة 'الأسطورة' وما تعكسه من عبرة،،،؟؟؟
- القصة،،،؟؟؟ 'الأسطورة'
- يُروى أن حطابا فقير الحال ، كان يعيش في منزل متواضع يُميزه دفء القناعة والحب ، يعتاش وزوجته وإبنته على ما يحصل عليه الحطاب من دريهمات ، ثمنا للحطب الذي يجمعه من الغابة ، وفي ذات يوم ماطر وشديد البرودة ، وفيما كان الحطاب يهم في عمله ويجمع الحطب من الغابة ، سمع صوت أنين يصدر من فوهة بئر قريب من موقعه ، فدفعه فضوله وربما خوفه لمعرفة ماهية هذا الصوت 'الأنين' ، وحين نظر في البئر أصابه الذهول والعجب العُجاب ، وإذ في قعر البئر ثلاثة مخلوقات غير متجانسة ، إن لم تكن متنافرة ومتعادية ،،،!!! ، فقد كان في البئر رجل 'آدمي' وأفعى وأسد ، ورُغم ما أصاب الحطاب من الذهول والخوف ، تمكن من لملمة شجاعته حين قالت الأفعى له أنقذني يا بني آدم ، فأرسل الحطاب حبله إلى قعر البئر فتمسكت به الأفعى وإنتشلها الحطاب ، وحين وصلت على الأرض نظرت إلى الحطاب مليا وقالت له سلام عليك ، أجري وأجرك على الله وغادرت ، وإذ بالأسد يقول أنقذني يا بني آدم ، فأرسل الحطاب الحبل وسحب الأسد ، ولما أصبح على الأرض تأمل الحطاب مليا وقال له ما قالته الأفعى ، سلام عليك وأجري وأجرك على الله وغادر .
- من أنقذ العدوين 'الأفعى والأسد' ، حريٌّ به أن يُسارع لإنقاذ الآدمي ، الذي يُفترض أنه صديق وربما أخ،،،!!! ، فأرسل الحطاب الحبل للآدمي وأخرجه من البئر ، وإذ به في حالة يُرثى لها ، يرتجف من البرد ويُعاني من الجوع والعطش ، وهو ما دفع الحطاب الطيب 'الإنسان' إلى تدثير الرجل ببعض ما لديه من الثياب ، ومن ثم قام بإشعال النار ، وأعد الشاي وقدم ما لديه من الطعام ، وهو ما أنعش رجل البئر 'الضيف،،،!!!' ومن طيب الحطاب وإنسانيته راح في حديث مع رجل البئر ، الذي تبين أن لا مأوى له ولا يعرف لنفسه أهلا ولا يمتلك مالا،،،وكما يُقال 'لا وجه يُعرف ولا قرش يُصرف' ، وإنما كما خلقتني ربي،،،!!! .
- أنجز الحطاب 'الطيب' عمله ، باع الحطب واشترى بعض الطعام ، واصطحب ضيفه معه إلى منزله ، ليتناولوا الطعام مع الزوجة والإبنة ، ومن ثم أعدوا فراشا دافئا للضيف ، بعد أن إتفق الحطاب ورجل البئر ، على أن يتعاونا على جمع الحطب وبيعه إلى حين يأتي فرج الله ، ومعرفة ما ستؤول إليها الأمور والنهايات .
- مضت أيام أظهر خلالها رجل البئر حُسن المعشر ، الهمة العالية في العمل مع الحطاب ، وكل ما يوحي بالطيب والأخلاق الحميدة ، وكنتاج لزيادة الدخل تم شراء بعض الملابس للضيف ، وتحسن الطعام وبدأت الحياة تصبح أفضل مما كانت عليه ، وهذا ما حفز الحطاب أن يفكر مع زوجته ، على تزويج الإبنة للضيف ليكون عضوا في العائلة ، وهذا ما حصل أيضا وجعل الجميع يشعرون بالسعادة وبمزيد من الطمأنينة والأمان .
- فيما غمر دفء العيش أسرة الحطاب وصهره 'إبنه بالعُرف القانوني،،،!!!' ، وإذ تحسنت الأوضاع وشاع الأمل والحب بين أفراد الأسرة السعيدة . ،،،لكن ، وعلى حين غرة وبدون سابق إنذار ، وإذ بالبلد هاجت وماجت ، إنتشر الجند والعسس في كافة الأرجاء ، وذلك حين أعلن الوزير أن لصوصا سرقوا خزنة الملك ، وأن من يعثر عليها 'الخزنة' أو يُحدد مكانها له مُكافأة مالية مُجزية،،،!!! ، وفيما لم يأبه الحطاب وأسرته بالأمر ، وإذ بمفاجأة غير متوقعة ، فحين هبط الظلام تلك الليلة ، فوجئ الحطاب وأسرته بمن يقرع باب منزلهم بقوة ، فأسرع الرجلان 'الحطاب وصهره' بفتح الباب وإذ بالأسد الذي أخرجه الحطاب من البئر يقود جملا وعلى ظهره خزنة الملك .
- ذُهل الحطاب أيما ذهول ، لا بل صُعق حين سلمه الأسد رسن الجمل،،،!!! ، حيث كان الأسد قد هاجم اللصوص وإستولى على الجمل وحمولته ، التي هي خزنة الملك،،،!!! ، إزداد ذهول الحطاب ، إرتبك وساورته المخاوف ولم يدر ما الذي
يدور حوله خاصة بعد أن تسلم الحطاب رسن الجمل ، وحين نظر الأسد في وجه الحطاب وكأنه يقول له : هذه خزنة الملك لك جزاء المعروف يوم أنقذتني من البئر، ومن ثم غادر الأسد راضيا على نفسه ، بعد أن سدد الدين للحطاب،،،!!!.
- لم يطُل تفكير الحطاب حتى قرر أن يُعيد الخزنة للملك،،،؟؟؟ ، لكن صهره 'رجل البئر' وكلمح البصر إستحال إلى شيطان رجيم ، وبالمستحيل أقنع حموه 'الحطاب' بإخفاء الجريمة والإحتفاظ بالخزنة ، وهكذا قام الصهر وعلى الفور أدخل الجمل بما حمل إلى الياخور في أسفل المنزل ، برّك الجمل ، أنزل تلك الهبة التي وصفها الصهر بالربانية 'الخزنة' وأخفاها في مكان آمن ، ومن ثم نحر الجمل ، أعد وليمة شواء عرمرمية من لحم الجمل ، غير آبه بالنتائج وتاركا الحطاب في حيرة من الأمر ، فيما راح الملك وأركان دولته يصلون الليل بالنهار بحثا عن الخزنة ،،،!!! ، جرى كل ذلك والحطاب الطيب يُساوره القلق والخوف ، ولكنه ما يزال يتقبل الأمر على مضض،،،!!! .
- مرت بضعة أيام وأعوان الملك وجنده يبحثون عن الخزنة بلا طائل ، حتى وصل الأمر أن أعلن الوزير بأن العسكر سيعملون على تفتيش المدينة حارة حارة وبيتا بيتا ، في الوقت الذي ما يزال الحطاب وصهره وزوجتيهما يأكلون ما لذ وطاب من لحم الجمل،،،!!!.
- لكن ، وما أن وصل التفتيش إلى بيوت الحارة التي يقطنها الحطاب ، حتى تعملق شيطان رجل البئر وبدأ الوسواس الخناس يلعب في عقله 'الصهر،،،!!!' ، الذي بات يضرب أخماسا في أسداس ، وهنا لعبت،،،أل لوْ،،، التي تعمل عمل الشيطان دورها فحنطت ضمير الصهر ، الذي إرتعدت فرائصه وحاصره شيطانه بالتساؤلات ، ماذا لو عثر الجند 'المُفتشون' على الخزنة في منزل الحطاب وما هو مصيري،،،؟؟؟ ، هل يُصدقون روارية الحطاب،،،؟؟؟ ، وإن صدقوا أن الأسد جاء بالخزنة ، لماذا لم نُعلن عنها ونسلمها للملك ، وأنا بالتأكيد شريك الحطاب ، وإن سُئل الحطاب لا بد يقول أني من صممت على الإحتفاظ بالخزنة ، من أخفيتها ، ذبحت الجمل وأقمت الوليمة وستشهد على ذلك الزوجتان ،،،؟؟؟.
- تضاعفت هواجس الصهر 'رجل البئر' ، إزداد قلقه وخوفه كلما إقترب العسكر من منزل الحطاب المغلوب على أمره،،،!!! . لم ينم شيطان رجل البئر تلك الليلة ، حتى قرر أن ينجو بنفسه وأزيد من ذلك ، زيّن له شيطانه ما سيكون عليه من الثراء نتاج الحصول على مُكافأة من الملك ، إن هو وشى بالحطاب ودلّ جند الملك على مكان الخزنة التي أخفاها بيديه،،،!!! ، وهكذا جافى النوم رجل البئر الذي تسلل مع الفجر ، وإتجه فورا إلى قصر الملك مُعلنا عن مكان الخزنة المخبأة في بيت الحطاب،،،!!! ، فسارع الجند إلى بيت الحطاب الذي إقتاده الجند مُكبلا بالأغلال ، بعد أن عثروا على الخزنة وحملوها مع الحطاب إلى قصر الملك ، فكافأ الملك رجل البئر بصرة من المال ، وحكم بإعدام الحطاب في صبيحة اليوم التالي وفي الساحة العامة وبحضور الشعب،،،!!!.
- ما أن لاح الفجر الذي سيشهد صباحه إعدام الحطاب ، حتى علا صراخ الملك وهو يقف في بهو القصر ، وحين هرع الوزير والقادة على صرخة الملك ، وإذ بأفعى سوداء كبيرة الحجم ، تلتف على يدي الملك وجسده وتضع فمها في مواجهة فمه ، وإن تحرك أحد وحاول الإقتراب منها 'الأفعى' تُسارع إلى التهديد بلدغه ، وإن أشهر أحدهم سيفه محاولا إيذاء الأفعى تُهدد بلدغ الملك في فمه ، وهكذا عم الخوف على الملك وأصبح الجميع في حيرة ، إلى أن تفتق عقل القاضي الحكيم عن محاولة 'تجربة' ربما تكون ذات حل لهذه الأزمة الخطيرة ، إذ قال القاضي للملك يا سيدي : بعد سويعات يُفترض بنا أن نُعدم الحطاب سارق الخزنة ، وهذا الرجل إبن االفيافي ، القفار والأدغال ، ولا بد أنه يعرف الكثير عن الأفاعي والوحوش ، وإن لم يفلح في إزلالة هذه الأفعى عن جلالتك ، ولأنه ميت في كل الأحوال إن بالسيف أو السم ، فإن دفعناه نحو الأفعى ولدغته وأفرغت سُمها في جسد الحطاب ، عندئذ لا خوف عليك ويُمكنا إنزال هذه الأفعى عن جسدك بسهوله،،،!!! .
- أيد الملك وجميع الحضور فكرة القاضي الحكيم ، خاصة وأنهم عجزوا عن أي حل آخر ، وعلى ذلك جيئ بالحطاب يُعانق الخوف وهو مُكبل بالأغلال ، لكن الحطاب الذي ما أن شهد المشهد حتى إعتلت شفتاه إبتسامة ، فظن الملك وأركان قصره أن الحطاب يهزأ بالملك وبهم ، وهو ما أغاظ الملك والحضور الذين أصابهم الذهول من موقف الحطاب ، الذي هو ميت لا محالة حسب ظنهم ، وهو ما دفع الملك أن أمر بجر الحطاب نحو الأفعى ، لتلدغ الحطاب كي تُفرغ سمومها في جسده كما خططوا ، لكن الأفعى بدلا من ذلك زادت من قرب فمها نحو فم الملك ، فزاد تعجب الملك والحضور ، إلى أن خاطب الحطاب قائلا للملك ، أتعطيني الأمان يا ملك الزمان،،،؟؟؟ ، فرد الملك على الحطاب قائلا عليك الأمان،،،!!! ، فما كان من الحطاب إلا أن خاطب الأفعى قائلا 'سيري يا مُباركة' وإذ بالأفعى تُغادر جسد الملك ، وتجلس متكورة في الزاوية ، وهو ما جعل الملك والحضور في ذهول غير مسبوق ، فيما شاهدوه من العجب العُجاب،،،!!! .
- تنفس الملك وأركان دولته الصعداء ، ومن ثم سأل الحطاب عن علاقته بتلك الأفعى،،،!!! ، فروى الحطاب للملك والحضور قصته من ألفها إلى يائها ، وإذ أمر الملك بإحضار رجل البئر ، وإعدامه على الفور ، بعد أن استرجع منه المُكافأة وضاعفها للحطاب ومن ثم قال الملك،،،حقا أن كل شيئ تزرعه بيدك تخلعه ، إلا بني آدم تزرعه ويخلعك،،،!!!؟؟؟.
التعليقات