انتَقَلَ للعيش إلى مدينة جديدة ظنّ أنها ستكون أكثر رحمة به من مدينته العتيقة، وأن أهلها سيكونون أكثر تفهّماً لحاله وبؤسه، فبدأ يُجبر نفسه على التكيّف مع الهواء الجديد، والناس الجُدُد، لكن حاله لم تتغير في بادىء الأمر، بل ازدادت أوضاعه بؤساً على بؤس..!
حاول صاحبنا أن يخلق لنفسه فرصة مواتية، وأن يغتنمها أو يقتنصها، وفكّر مليّاً، ونظر من حوله لمجتمع المدينة، ورأى أن الفكرة التي يمكن أن يقتنص منها الفرصة، تكمن في مشروع لم يخطر على بال أحد، هذا المشروع هو رصد تصريحات مسؤولي المدينة، وبخاصة تلك التصريحات الكثيرة المُسهبة التي يدلي بها رئيس البلدية وأعوانه بشكل شبه يومي، والعمل على تحليلها وتبويبها وفهرستها، ثم العمل على ربطها بالواقع.. وعْداً ومكاناً وزماناً..
وقد تمكّن، خلال فترة من الزمن، هي أقل من عمر خطة استراتيجية عشرية لدولة نامية، من كشف ثلاث قضايا مدينية كبرى ترسم مصير المدينة وأهلها:
الأولى: عجز ضخم في موارد البلدية ناجم عن استغلال وسوء إدارة وفساد في طبقات وظيفية مختلفة، مما يهدد بنسف كل الوعود التي أطلقها الرئيس، وأن ما كان ينطق به المتحدث الرسمي باسم البلدية لم يكن سوى تضليل للرأي العام في المدينة لأغراض انتخابية ليس إلاّ..!!
الثانية: أن مصادر المياه التي تُغذّي المدينة تعاني من نضوب، وأن شبكة المياه تعاني من تآكل واهتراءات خطيرة مما يهدد باختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، وبالتالي يهدد سلامة وحياة سكان المدينة بالكامل..!
الثالثة: أن موجات هجرة عاتية وغير مسبوقة ستجتاح المدينة من مدن مجاورة خلال سنوات قليلة، سعياً وراء هواء آمن نقي، وأن هناك قراراً مُتّخذاً 'سريّاً' من المجلس البلدي باستغلال الفرصة لأغراض إنسانية وشخصية، مما سيشكّل ضغطاً على الموارد والإمكانات ويهدد الثروة الحيوانية والنباتية..!
وعندما حاول صاحبنا 'البائس' أن يعلن عن القضايا التي اكتشفها، اتصل به أحد كبار موظفي البلدية، وقدّم له، باسم رئيس البلدية، عرضاً وظيفياً مُغرياً بأن يعمل في منصب معاون كبير 'الزبّالين'.. وبراتب ومزايا تناهز تلك التي يحصل عليها الرئيس نفسه، شريطة أن يضع حَجَرَاً على مشروعه وينساه للأبد، وبذا يتخلّص من بؤسه وفقره إلى الأبد أيضاً.. وقد قَبِل صاحبنا العرض، لكن قبوله كان مشروطاً بأن تُقدِّم البلدية عروضاً مشابهة لأكثر من مائة ألف مواطن من شاكلته..!!
انتَقَلَ للعيش إلى مدينة جديدة ظنّ أنها ستكون أكثر رحمة به من مدينته العتيقة، وأن أهلها سيكونون أكثر تفهّماً لحاله وبؤسه، فبدأ يُجبر نفسه على التكيّف مع الهواء الجديد، والناس الجُدُد، لكن حاله لم تتغير في بادىء الأمر، بل ازدادت أوضاعه بؤساً على بؤس..!
حاول صاحبنا أن يخلق لنفسه فرصة مواتية، وأن يغتنمها أو يقتنصها، وفكّر مليّاً، ونظر من حوله لمجتمع المدينة، ورأى أن الفكرة التي يمكن أن يقتنص منها الفرصة، تكمن في مشروع لم يخطر على بال أحد، هذا المشروع هو رصد تصريحات مسؤولي المدينة، وبخاصة تلك التصريحات الكثيرة المُسهبة التي يدلي بها رئيس البلدية وأعوانه بشكل شبه يومي، والعمل على تحليلها وتبويبها وفهرستها، ثم العمل على ربطها بالواقع.. وعْداً ومكاناً وزماناً..
وقد تمكّن، خلال فترة من الزمن، هي أقل من عمر خطة استراتيجية عشرية لدولة نامية، من كشف ثلاث قضايا مدينية كبرى ترسم مصير المدينة وأهلها:
الأولى: عجز ضخم في موارد البلدية ناجم عن استغلال وسوء إدارة وفساد في طبقات وظيفية مختلفة، مما يهدد بنسف كل الوعود التي أطلقها الرئيس، وأن ما كان ينطق به المتحدث الرسمي باسم البلدية لم يكن سوى تضليل للرأي العام في المدينة لأغراض انتخابية ليس إلاّ..!!
الثانية: أن مصادر المياه التي تُغذّي المدينة تعاني من نضوب، وأن شبكة المياه تعاني من تآكل واهتراءات خطيرة مما يهدد باختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، وبالتالي يهدد سلامة وحياة سكان المدينة بالكامل..!
الثالثة: أن موجات هجرة عاتية وغير مسبوقة ستجتاح المدينة من مدن مجاورة خلال سنوات قليلة، سعياً وراء هواء آمن نقي، وأن هناك قراراً مُتّخذاً 'سريّاً' من المجلس البلدي باستغلال الفرصة لأغراض إنسانية وشخصية، مما سيشكّل ضغطاً على الموارد والإمكانات ويهدد الثروة الحيوانية والنباتية..!
وعندما حاول صاحبنا 'البائس' أن يعلن عن القضايا التي اكتشفها، اتصل به أحد كبار موظفي البلدية، وقدّم له، باسم رئيس البلدية، عرضاً وظيفياً مُغرياً بأن يعمل في منصب معاون كبير 'الزبّالين'.. وبراتب ومزايا تناهز تلك التي يحصل عليها الرئيس نفسه، شريطة أن يضع حَجَرَاً على مشروعه وينساه للأبد، وبذا يتخلّص من بؤسه وفقره إلى الأبد أيضاً.. وقد قَبِل صاحبنا العرض، لكن قبوله كان مشروطاً بأن تُقدِّم البلدية عروضاً مشابهة لأكثر من مائة ألف مواطن من شاكلته..!!
انتَقَلَ للعيش إلى مدينة جديدة ظنّ أنها ستكون أكثر رحمة به من مدينته العتيقة، وأن أهلها سيكونون أكثر تفهّماً لحاله وبؤسه، فبدأ يُجبر نفسه على التكيّف مع الهواء الجديد، والناس الجُدُد، لكن حاله لم تتغير في بادىء الأمر، بل ازدادت أوضاعه بؤساً على بؤس..!
حاول صاحبنا أن يخلق لنفسه فرصة مواتية، وأن يغتنمها أو يقتنصها، وفكّر مليّاً، ونظر من حوله لمجتمع المدينة، ورأى أن الفكرة التي يمكن أن يقتنص منها الفرصة، تكمن في مشروع لم يخطر على بال أحد، هذا المشروع هو رصد تصريحات مسؤولي المدينة، وبخاصة تلك التصريحات الكثيرة المُسهبة التي يدلي بها رئيس البلدية وأعوانه بشكل شبه يومي، والعمل على تحليلها وتبويبها وفهرستها، ثم العمل على ربطها بالواقع.. وعْداً ومكاناً وزماناً..
وقد تمكّن، خلال فترة من الزمن، هي أقل من عمر خطة استراتيجية عشرية لدولة نامية، من كشف ثلاث قضايا مدينية كبرى ترسم مصير المدينة وأهلها:
الأولى: عجز ضخم في موارد البلدية ناجم عن استغلال وسوء إدارة وفساد في طبقات وظيفية مختلفة، مما يهدد بنسف كل الوعود التي أطلقها الرئيس، وأن ما كان ينطق به المتحدث الرسمي باسم البلدية لم يكن سوى تضليل للرأي العام في المدينة لأغراض انتخابية ليس إلاّ..!!
الثانية: أن مصادر المياه التي تُغذّي المدينة تعاني من نضوب، وأن شبكة المياه تعاني من تآكل واهتراءات خطيرة مما يهدد باختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، وبالتالي يهدد سلامة وحياة سكان المدينة بالكامل..!
الثالثة: أن موجات هجرة عاتية وغير مسبوقة ستجتاح المدينة من مدن مجاورة خلال سنوات قليلة، سعياً وراء هواء آمن نقي، وأن هناك قراراً مُتّخذاً 'سريّاً' من المجلس البلدي باستغلال الفرصة لأغراض إنسانية وشخصية، مما سيشكّل ضغطاً على الموارد والإمكانات ويهدد الثروة الحيوانية والنباتية..!
وعندما حاول صاحبنا 'البائس' أن يعلن عن القضايا التي اكتشفها، اتصل به أحد كبار موظفي البلدية، وقدّم له، باسم رئيس البلدية، عرضاً وظيفياً مُغرياً بأن يعمل في منصب معاون كبير 'الزبّالين'.. وبراتب ومزايا تناهز تلك التي يحصل عليها الرئيس نفسه، شريطة أن يضع حَجَرَاً على مشروعه وينساه للأبد، وبذا يتخلّص من بؤسه وفقره إلى الأبد أيضاً.. وقد قَبِل صاحبنا العرض، لكن قبوله كان مشروطاً بأن تُقدِّم البلدية عروضاً مشابهة لأكثر من مائة ألف مواطن من شاكلته..!!
التعليقات