بعكرة العيد بنعيد.. بنذبح بقرة سعيًّد (أو السيد).. وسعيّد ماله بقرة بنذبح بنتُه هالشقرة، هذه الأهزوجة كنا نرددها يوم الوقفة ، ولا ادري ما أصلها ، ولا من ألفها ، وهي تُروى بعبارات وأسماء أخرى حسب المناطق ، لكن الثابت أن فيها ذبحا يبدو أنه جاء من عيد الأضحية ، لكن المريب والغريب اقتران ابنته الشقراء بالذبح ، ويبدو أن الإشارة هنا لرمز غربي اختزل المستعمر على الأغلب ، أو ربما هناك شيء آخر لا يعرفه إلا الراسخون في علم الأهازيج الشعبية ومنشئها،.
بكرة العيد ، والمشاعر فيه تختلط ، بين ذكريات مضت ، وأخرى تتشكل ، ذكريات الفقر والعوز والحاجة التي تجاوزناها عندما كبُرنا واجتهدنا ، وأخرى تتشكل لدى من لم يزل يعاني من نفس ما عانينا منه منذ عقود ، دورة تكاد تكون مكرورة: فالمخيمات لم تزل قائمة منذ ستين سنة تقريبا ، وبالتوازي ثمة قرى وبواد وأرياف تعاني مما تعاني منه المخيمات وربما أشد وأقسى ، لذا جرت على ألسنة الناس في بلاد الشام كلمة "من العايدين" للتهنئة بالعيد ، فلا فرق هنا في معنى الاغتراب أو اللجوء ، بين محروم وآخر ، سواء كان في مخيم أو أو بادية أو ريف ، واللجوء غدا معنى عربيا بامتياز ، وبعضنا لجأ أو هاجر هجرات مركبة ، فمن منفى إلى آخر ، ومن لجوء إلى سفر ، ومن هجرة إلى القبر ، وكله بحث عن "الكلأ والعشب" فالأعرابي نضى دشداشته المغبرة ، وارتدى البذلة ، لكنه ظل مهاجرا يبحث عن مرعى للأولاد بدلا من مرعى الأغنام ، رحلة أبدية سرها واحد بين حضر وريف ، مخيم ومدينة ، لكن السر الأكبر بقي في ذلك الفرق الهائل بين ذلك العربي المتخم حد التقيؤ والآخر الجائع حد الأنيميا ، ولا وسط بينهما ، فما يدلقه الأغنياء في بطونهم وبطون الحاويات يكفي لإنقاذ جحافل من الجوعى في بيداء العرب ، وربما لا يصدق أحدنا أن بعض عائلات العرب لا ترى اللحم إلا في المواسم ، فيما تعاني عائلات أخرى من داء النقرس ، لفرط تناول اللحم وافتراسه ، كأنها تفترس أجساد إخوتها المعوزين ، ولكنها لا تشعر بفداحة ما ترتكب،.
من العايدين،،.
وأين يعود من يحمل غربته بين جنبيه؟ فلا هو هنا ولا هناك؟ وأين يعود من يشعر بالاغتراب في بلده ، أنظروا لإخوتنا في مصر مثلا: نحو عشرة ملايين مواطن مهاجر هائم على وجهه في منافي الأرض باحث عن عمل أو مأوى أو ملاذ ، معنى آخر من معاني "النكبة" التي يعاني منها نحو نصف هذا العدد من لاجئي فلسطين ، وقل مثل هذا عن مغتربي لبنان وسوريا وشمال إفريقيا ، وغيره من بلاد العُرْب ، فلكل "نكبته" واغترابه ولجوئه،.
من العائدين إن شاء الله ، إلى ذواتكم وضمائركم ودينكم وأحبابكم ، وكل عام وأنتم بخير،.
التاريخ : 26-11-2009
بعكرة العيد بنعيد.. بنذبح بقرة سعيًّد (أو السيد).. وسعيّد ماله بقرة بنذبح بنتُه هالشقرة، هذه الأهزوجة كنا نرددها يوم الوقفة ، ولا ادري ما أصلها ، ولا من ألفها ، وهي تُروى بعبارات وأسماء أخرى حسب المناطق ، لكن الثابت أن فيها ذبحا يبدو أنه جاء من عيد الأضحية ، لكن المريب والغريب اقتران ابنته الشقراء بالذبح ، ويبدو أن الإشارة هنا لرمز غربي اختزل المستعمر على الأغلب ، أو ربما هناك شيء آخر لا يعرفه إلا الراسخون في علم الأهازيج الشعبية ومنشئها،.
بكرة العيد ، والمشاعر فيه تختلط ، بين ذكريات مضت ، وأخرى تتشكل ، ذكريات الفقر والعوز والحاجة التي تجاوزناها عندما كبُرنا واجتهدنا ، وأخرى تتشكل لدى من لم يزل يعاني من نفس ما عانينا منه منذ عقود ، دورة تكاد تكون مكرورة: فالمخيمات لم تزل قائمة منذ ستين سنة تقريبا ، وبالتوازي ثمة قرى وبواد وأرياف تعاني مما تعاني منه المخيمات وربما أشد وأقسى ، لذا جرت على ألسنة الناس في بلاد الشام كلمة "من العايدين" للتهنئة بالعيد ، فلا فرق هنا في معنى الاغتراب أو اللجوء ، بين محروم وآخر ، سواء كان في مخيم أو أو بادية أو ريف ، واللجوء غدا معنى عربيا بامتياز ، وبعضنا لجأ أو هاجر هجرات مركبة ، فمن منفى إلى آخر ، ومن لجوء إلى سفر ، ومن هجرة إلى القبر ، وكله بحث عن "الكلأ والعشب" فالأعرابي نضى دشداشته المغبرة ، وارتدى البذلة ، لكنه ظل مهاجرا يبحث عن مرعى للأولاد بدلا من مرعى الأغنام ، رحلة أبدية سرها واحد بين حضر وريف ، مخيم ومدينة ، لكن السر الأكبر بقي في ذلك الفرق الهائل بين ذلك العربي المتخم حد التقيؤ والآخر الجائع حد الأنيميا ، ولا وسط بينهما ، فما يدلقه الأغنياء في بطونهم وبطون الحاويات يكفي لإنقاذ جحافل من الجوعى في بيداء العرب ، وربما لا يصدق أحدنا أن بعض عائلات العرب لا ترى اللحم إلا في المواسم ، فيما تعاني عائلات أخرى من داء النقرس ، لفرط تناول اللحم وافتراسه ، كأنها تفترس أجساد إخوتها المعوزين ، ولكنها لا تشعر بفداحة ما ترتكب،.
من العايدين،،.
وأين يعود من يحمل غربته بين جنبيه؟ فلا هو هنا ولا هناك؟ وأين يعود من يشعر بالاغتراب في بلده ، أنظروا لإخوتنا في مصر مثلا: نحو عشرة ملايين مواطن مهاجر هائم على وجهه في منافي الأرض باحث عن عمل أو مأوى أو ملاذ ، معنى آخر من معاني "النكبة" التي يعاني منها نحو نصف هذا العدد من لاجئي فلسطين ، وقل مثل هذا عن مغتربي لبنان وسوريا وشمال إفريقيا ، وغيره من بلاد العُرْب ، فلكل "نكبته" واغترابه ولجوئه،.
من العائدين إن شاء الله ، إلى ذواتكم وضمائركم ودينكم وأحبابكم ، وكل عام وأنتم بخير،.
التاريخ : 26-11-2009
بعكرة العيد بنعيد.. بنذبح بقرة سعيًّد (أو السيد).. وسعيّد ماله بقرة بنذبح بنتُه هالشقرة، هذه الأهزوجة كنا نرددها يوم الوقفة ، ولا ادري ما أصلها ، ولا من ألفها ، وهي تُروى بعبارات وأسماء أخرى حسب المناطق ، لكن الثابت أن فيها ذبحا يبدو أنه جاء من عيد الأضحية ، لكن المريب والغريب اقتران ابنته الشقراء بالذبح ، ويبدو أن الإشارة هنا لرمز غربي اختزل المستعمر على الأغلب ، أو ربما هناك شيء آخر لا يعرفه إلا الراسخون في علم الأهازيج الشعبية ومنشئها،.
بكرة العيد ، والمشاعر فيه تختلط ، بين ذكريات مضت ، وأخرى تتشكل ، ذكريات الفقر والعوز والحاجة التي تجاوزناها عندما كبُرنا واجتهدنا ، وأخرى تتشكل لدى من لم يزل يعاني من نفس ما عانينا منه منذ عقود ، دورة تكاد تكون مكرورة: فالمخيمات لم تزل قائمة منذ ستين سنة تقريبا ، وبالتوازي ثمة قرى وبواد وأرياف تعاني مما تعاني منه المخيمات وربما أشد وأقسى ، لذا جرت على ألسنة الناس في بلاد الشام كلمة "من العايدين" للتهنئة بالعيد ، فلا فرق هنا في معنى الاغتراب أو اللجوء ، بين محروم وآخر ، سواء كان في مخيم أو أو بادية أو ريف ، واللجوء غدا معنى عربيا بامتياز ، وبعضنا لجأ أو هاجر هجرات مركبة ، فمن منفى إلى آخر ، ومن لجوء إلى سفر ، ومن هجرة إلى القبر ، وكله بحث عن "الكلأ والعشب" فالأعرابي نضى دشداشته المغبرة ، وارتدى البذلة ، لكنه ظل مهاجرا يبحث عن مرعى للأولاد بدلا من مرعى الأغنام ، رحلة أبدية سرها واحد بين حضر وريف ، مخيم ومدينة ، لكن السر الأكبر بقي في ذلك الفرق الهائل بين ذلك العربي المتخم حد التقيؤ والآخر الجائع حد الأنيميا ، ولا وسط بينهما ، فما يدلقه الأغنياء في بطونهم وبطون الحاويات يكفي لإنقاذ جحافل من الجوعى في بيداء العرب ، وربما لا يصدق أحدنا أن بعض عائلات العرب لا ترى اللحم إلا في المواسم ، فيما تعاني عائلات أخرى من داء النقرس ، لفرط تناول اللحم وافتراسه ، كأنها تفترس أجساد إخوتها المعوزين ، ولكنها لا تشعر بفداحة ما ترتكب،.
من العايدين،،.
وأين يعود من يحمل غربته بين جنبيه؟ فلا هو هنا ولا هناك؟ وأين يعود من يشعر بالاغتراب في بلده ، أنظروا لإخوتنا في مصر مثلا: نحو عشرة ملايين مواطن مهاجر هائم على وجهه في منافي الأرض باحث عن عمل أو مأوى أو ملاذ ، معنى آخر من معاني "النكبة" التي يعاني منها نحو نصف هذا العدد من لاجئي فلسطين ، وقل مثل هذا عن مغتربي لبنان وسوريا وشمال إفريقيا ، وغيره من بلاد العُرْب ، فلكل "نكبته" واغترابه ولجوئه،.
من العائدين إن شاء الله ، إلى ذواتكم وضمائركم ودينكم وأحبابكم ، وكل عام وأنتم بخير،.
التاريخ : 26-11-2009
التعليقات