عبارات محملة بالترهيب باسم الدين تثير حفيظة مواطنين حول مدى تأثيرها العكسي على المجتمع
"اعلم أنك ستموت"، "إياك والنظر إلى النساء"، "سيصلى عليك يوما من الأيام"، "الحجاب قبل العذاب"، عينة من عبارات باتت تنتشر على لافتات في شوارع رئيسة بالعاصمة عمان، لا تخلو من صياغات لغوية ضعيفة، لكنها مشحونة بالترهيب.
ويبدي مواطنون امتعاضهم مما تحمله مضامين هذه اللافتات، ومما أسموه "ترهيبا بالدين"، ويعربون عن مفاجأتهم من "انتشار هذه الظاهرة أخيرا"، في الشوارع والأماكن العامة، ما قد يؤتي أكله على عكس ما يرمي اليه مروجوها، فيترك انطباعا "سلبيا" عن الدين.
ورغم ذلك، اعتبر مواطنون أن عبارات أخرى "ملائمة"، تنتشر في شوارع العاصمة مثل "استغفر الله" و"اذكر الله"، تذكرنا "إن نسينا أو أخطانا بالله عز وجل"، وهو ما رأوا فيه "بادرة طيبة".
ويتخوف مواطنون من أن تكون تلك العبارات التي تنفر البعض من الدين، ولا تحث عليه، دافعا ليسلك الشباب طريق "الإرهاب" أو البعد عن الدين بذريعة الخوف.
في المقابل، تحاول أمانة عمان الكبرى، معرفة من يقوم بتعليق هذه اللافتات، وفق مصدر مسؤول، طلب عدم نشر اسمه، وقال إنها "تنتشر فجأة، ومن دون سابق إنذار".
ويوضح المصدر ذاته أن الأمانة، حاولت ضبط نشر هذه اللافتات التي وصفها بأنها "تسيء الى الدين ولا تنصفه"، بيد أنها لم تتمكن من ضبط من يضعونها، سواء أكانوا جهات أو أفرادا.
ويقول الطالب عبدالله كمال (20 عاما) إن "نشر هذه اللافتات بهذه الطريقة، قد يؤدي إلى تخويف الناس من الدين، أو نشر أفكار لا تمت للدين بصلة".
ويضيف كمال أن "الدين يعني الحب، والتسامح لا الترهيب والخوف"، مذكرا بالآية الكريمة التي تقول "لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي".
وتتفق معه في هذا الطرح الطالبة هيا فتحي التي اعتبرت أن "الدين لا يعني نشر عبارات تشوه صورته"، داعية إلى "نشر عبارات أكثر ملاءمة مع مقاصد الدين وأهدافه".
ويرى سالم عليان، الذي يعمل موظفا في مؤسسة قطاع خاص، أن نشر هذه اللافتات "لا يحقق الغاية من الدين، في سلوك سوي متوازن يعيشه الإنسان".
في المقابل، يعتبر استاذ علم الشريعة الدكتور حمدي مراد أن نشر هذه اللافتات إذا كان للتذكير ويتفق مع تعاليم الإسلام "فهو أمر جيد"، معلقا "إذا كان هذا الأمر يتفق مع التعاليم الدينية بالتحذير من النار، شريطة أن تتوافق مع القرآن والسنة، فهي واجب شرعي".
ودلل على ذلك بقوله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن"، معتبرا أن "المطلوب أن تكون النصيحة جامعة ما بين الترهيب وحب الجنة ونيل رضا الله، ومتضمنة التحذير من غضب الله وناره سبحانه وتعالى".
وتساءل "هل يعقل لي أن أنصح ولدي مثلا بالحديقة والزهور والفاكهة والخلق الكريم، ولا أحذره من كسر الأشياء وإتلاف الأثاث، أو وضع يده على النار أو مصادقته لأصدقاء الانحراف والسوء، ثم أقول في نفسي أنصحه بالإيجابيات فقط، ولا أريد أن أزعجه بنصيحة لتجنب السلبيات، ألا يعتبر ذلك من خيانة الأمانة؟".
ورغم أن جماعة الإخوان المسلمين، تنفي على لسان مراقبها العام الدكتور همام سعيد، قيامها بتعليق هذه اللافتات، إلا أنها ترى أن من يقوم بوضعها "مأجور على عمله، لأنه يذكر الناس بالحياة والموت، وضرورة العمل الصالح في الحياة الدنيا".
ويتساءل سعيد في اتصال هاتفي مع "الغد" "ما الداعي لأن تتوقف الأمانة عند هذه اللافتات، من دون أن تعير انتباها للافتات أخرى، تعتبر مسيئة للذوق العام؟".
من جهته، يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين أن المجتمع الأردني، يتميز بنوعين من الخطاب "الأول ظاهر والآخر ضامر".
ويشير إلى أن الخطاب الظاهر، يتشبث بالحريات ويقود إلى نوع من العقلانية، بهدف الحفاظ على عضوية طارحي نظريتهم في المجتمع، والظاهر منه، هو أن هناك تعددا في الرأي وحرية في التعبير، فضلا عن وجود مزاحمة في تسويق بعض الأفكار.
ووفق محادين، فإن جل هذه الأفكار ذات معنى دنيوي، إذا ما استثنينا الأحاديث في المساجد والكنائس المنظمة، بموجب قوانين إلزامية.
ويضيف "إن الخطاب الضامر، لا يرى ما يجري في الحياة من تسارع حداثي وانفلات في الحرية الفردية، وارتفاع في نسب البطالة والجوع، والاستخدام المفرط للقوة من قبل بعض المؤسسات التي أساءت استخدام التصريح القائل بأن حكومة الدولة هي الوحيدة المسموح لها باستخدام القوة والإكراه بحكم القانون".
ويبدو أن هذا النوع من الخطاب، يتحرك محاولا اختراق المسلمات الظاهرة والعمل بوسائط عدة، منها الكتابة على الجدران في المدن الكبرى، كي يسوق للناس طرحا موازيا أو بديلا لما هو متداول، حسب محادين.
وبالتالي، تكون هناك منطقة "زئبقية"، لم تتشكل لها قيمة الحوار العلني أو الدعوى بالحسنى، حتى تصل أحيانا إلى درجة يعتقد فيها صاحبها بأنه يمتلك الحقيقة وحده، وما على الآخرين إلا التماهي فيما يطرحه، والتي قد يماهيها مع نوع من القداسة الدينية، وفق محادين.
ويوضح أنه من الطبيعي في المدن الكبرى، والتي يغيب فيها عنصر المعرفة الوجاهية، أن يفاجأ المواطنون بهذه اللافتات التي تتضمن أفكارا "جوانية".
وتعتبر هذه الأفكار من منظور علم الاجتماع "عدم قدرة على تسويق آراء علنية"، لأن طبيعة حركة المجتمع برمته، تسير باتجاه تقديس الحياة الدنيوية من دون أن تتنصل من جذورها الثقافية المتوازنة دينيا، وفق محادين.
ويضيف أن تخوف مواطنين من "لافتات الترهيب باسم الدين"، وبأنها قد لا تحث على اتباعها وأنها قد لا تكون دافعا، ليسلك الشباب طريق "الإرهاب" أو البعد عن الدين بذريعة الخوف.
إلى ذلك، يعتبر مدير دائرة رخص المهن والإعلانات في الأمانة المهندس فالح الشمري هذه اللافتات "مخالفة للتعليمات ونظام الدعاية والإعلان داخل حدود الأمانة، فضلا عن كونها غير مرخصة".
وتنص الفقرة (أ) من المادة الرابعة من نظام ترخيص وسائل الدعاية والإعلان في الأمانة على أنه "لا يجوز لأي شخص يمارس أي مهنة في منطقة الامانة أن يستعمل أي وسيلة من وسائل الدعاية والاعلان، إلا بعد الحصول على الترخيص اللازم لهذه الغاية".
ووفق المادة السادسة من النظام، "تعتبر مخالفة لأحكام هذا النظام، أن تتضمن وسيلة الدعاية والإعلان، ما يمس الشعور القومي أو الديني أو يتنافى مع الآداب العامة والنظام العام، أو عدم التقيد بطلب الأمانة المتعلق بطلاء اللافتة أو إصلاحها أو تعديلها".
وحسب المادة ذاتها، فإذا ارتكب المرخص له أي مخالفة لأحكام هذا النظام أو شروط الترخيص، أو التعليمات، فيتم إخطاره بضرورة إزالة المخالفة خلال المدة المحددة له في الإخطار، وبخلاف ذلك تتم إزالتها على نفقته الخاصة.
كما يجوز للأمانة أن تزيل أية وسيلة دعاية وإعلان تالفة من دون حاجة إلى إعلام المرخص له، وذلك بناء على تقرير مقدم من لجنة مؤلفة من 3 أشخاص تشكل لهذه الغاية، حسب النظام.
(الغد - أشرف الراعي )
عبارات محملة بالترهيب باسم الدين تثير حفيظة مواطنين حول مدى تأثيرها العكسي على المجتمع
"اعلم أنك ستموت"، "إياك والنظر إلى النساء"، "سيصلى عليك يوما من الأيام"، "الحجاب قبل العذاب"، عينة من عبارات باتت تنتشر على لافتات في شوارع رئيسة بالعاصمة عمان، لا تخلو من صياغات لغوية ضعيفة، لكنها مشحونة بالترهيب.
ويبدي مواطنون امتعاضهم مما تحمله مضامين هذه اللافتات، ومما أسموه "ترهيبا بالدين"، ويعربون عن مفاجأتهم من "انتشار هذه الظاهرة أخيرا"، في الشوارع والأماكن العامة، ما قد يؤتي أكله على عكس ما يرمي اليه مروجوها، فيترك انطباعا "سلبيا" عن الدين.
ورغم ذلك، اعتبر مواطنون أن عبارات أخرى "ملائمة"، تنتشر في شوارع العاصمة مثل "استغفر الله" و"اذكر الله"، تذكرنا "إن نسينا أو أخطانا بالله عز وجل"، وهو ما رأوا فيه "بادرة طيبة".
ويتخوف مواطنون من أن تكون تلك العبارات التي تنفر البعض من الدين، ولا تحث عليه، دافعا ليسلك الشباب طريق "الإرهاب" أو البعد عن الدين بذريعة الخوف.
في المقابل، تحاول أمانة عمان الكبرى، معرفة من يقوم بتعليق هذه اللافتات، وفق مصدر مسؤول، طلب عدم نشر اسمه، وقال إنها "تنتشر فجأة، ومن دون سابق إنذار".
ويوضح المصدر ذاته أن الأمانة، حاولت ضبط نشر هذه اللافتات التي وصفها بأنها "تسيء الى الدين ولا تنصفه"، بيد أنها لم تتمكن من ضبط من يضعونها، سواء أكانوا جهات أو أفرادا.
ويقول الطالب عبدالله كمال (20 عاما) إن "نشر هذه اللافتات بهذه الطريقة، قد يؤدي إلى تخويف الناس من الدين، أو نشر أفكار لا تمت للدين بصلة".
ويضيف كمال أن "الدين يعني الحب، والتسامح لا الترهيب والخوف"، مذكرا بالآية الكريمة التي تقول "لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي".
وتتفق معه في هذا الطرح الطالبة هيا فتحي التي اعتبرت أن "الدين لا يعني نشر عبارات تشوه صورته"، داعية إلى "نشر عبارات أكثر ملاءمة مع مقاصد الدين وأهدافه".
ويرى سالم عليان، الذي يعمل موظفا في مؤسسة قطاع خاص، أن نشر هذه اللافتات "لا يحقق الغاية من الدين، في سلوك سوي متوازن يعيشه الإنسان".
في المقابل، يعتبر استاذ علم الشريعة الدكتور حمدي مراد أن نشر هذه اللافتات إذا كان للتذكير ويتفق مع تعاليم الإسلام "فهو أمر جيد"، معلقا "إذا كان هذا الأمر يتفق مع التعاليم الدينية بالتحذير من النار، شريطة أن تتوافق مع القرآن والسنة، فهي واجب شرعي".
ودلل على ذلك بقوله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن"، معتبرا أن "المطلوب أن تكون النصيحة جامعة ما بين الترهيب وحب الجنة ونيل رضا الله، ومتضمنة التحذير من غضب الله وناره سبحانه وتعالى".
وتساءل "هل يعقل لي أن أنصح ولدي مثلا بالحديقة والزهور والفاكهة والخلق الكريم، ولا أحذره من كسر الأشياء وإتلاف الأثاث، أو وضع يده على النار أو مصادقته لأصدقاء الانحراف والسوء، ثم أقول في نفسي أنصحه بالإيجابيات فقط، ولا أريد أن أزعجه بنصيحة لتجنب السلبيات، ألا يعتبر ذلك من خيانة الأمانة؟".
ورغم أن جماعة الإخوان المسلمين، تنفي على لسان مراقبها العام الدكتور همام سعيد، قيامها بتعليق هذه اللافتات، إلا أنها ترى أن من يقوم بوضعها "مأجور على عمله، لأنه يذكر الناس بالحياة والموت، وضرورة العمل الصالح في الحياة الدنيا".
ويتساءل سعيد في اتصال هاتفي مع "الغد" "ما الداعي لأن تتوقف الأمانة عند هذه اللافتات، من دون أن تعير انتباها للافتات أخرى، تعتبر مسيئة للذوق العام؟".
من جهته، يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين أن المجتمع الأردني، يتميز بنوعين من الخطاب "الأول ظاهر والآخر ضامر".
ويشير إلى أن الخطاب الظاهر، يتشبث بالحريات ويقود إلى نوع من العقلانية، بهدف الحفاظ على عضوية طارحي نظريتهم في المجتمع، والظاهر منه، هو أن هناك تعددا في الرأي وحرية في التعبير، فضلا عن وجود مزاحمة في تسويق بعض الأفكار.
ووفق محادين، فإن جل هذه الأفكار ذات معنى دنيوي، إذا ما استثنينا الأحاديث في المساجد والكنائس المنظمة، بموجب قوانين إلزامية.
ويضيف "إن الخطاب الضامر، لا يرى ما يجري في الحياة من تسارع حداثي وانفلات في الحرية الفردية، وارتفاع في نسب البطالة والجوع، والاستخدام المفرط للقوة من قبل بعض المؤسسات التي أساءت استخدام التصريح القائل بأن حكومة الدولة هي الوحيدة المسموح لها باستخدام القوة والإكراه بحكم القانون".
ويبدو أن هذا النوع من الخطاب، يتحرك محاولا اختراق المسلمات الظاهرة والعمل بوسائط عدة، منها الكتابة على الجدران في المدن الكبرى، كي يسوق للناس طرحا موازيا أو بديلا لما هو متداول، حسب محادين.
وبالتالي، تكون هناك منطقة "زئبقية"، لم تتشكل لها قيمة الحوار العلني أو الدعوى بالحسنى، حتى تصل أحيانا إلى درجة يعتقد فيها صاحبها بأنه يمتلك الحقيقة وحده، وما على الآخرين إلا التماهي فيما يطرحه، والتي قد يماهيها مع نوع من القداسة الدينية، وفق محادين.
ويوضح أنه من الطبيعي في المدن الكبرى، والتي يغيب فيها عنصر المعرفة الوجاهية، أن يفاجأ المواطنون بهذه اللافتات التي تتضمن أفكارا "جوانية".
وتعتبر هذه الأفكار من منظور علم الاجتماع "عدم قدرة على تسويق آراء علنية"، لأن طبيعة حركة المجتمع برمته، تسير باتجاه تقديس الحياة الدنيوية من دون أن تتنصل من جذورها الثقافية المتوازنة دينيا، وفق محادين.
ويضيف أن تخوف مواطنين من "لافتات الترهيب باسم الدين"، وبأنها قد لا تحث على اتباعها وأنها قد لا تكون دافعا، ليسلك الشباب طريق "الإرهاب" أو البعد عن الدين بذريعة الخوف.
إلى ذلك، يعتبر مدير دائرة رخص المهن والإعلانات في الأمانة المهندس فالح الشمري هذه اللافتات "مخالفة للتعليمات ونظام الدعاية والإعلان داخل حدود الأمانة، فضلا عن كونها غير مرخصة".
وتنص الفقرة (أ) من المادة الرابعة من نظام ترخيص وسائل الدعاية والإعلان في الأمانة على أنه "لا يجوز لأي شخص يمارس أي مهنة في منطقة الامانة أن يستعمل أي وسيلة من وسائل الدعاية والاعلان، إلا بعد الحصول على الترخيص اللازم لهذه الغاية".
ووفق المادة السادسة من النظام، "تعتبر مخالفة لأحكام هذا النظام، أن تتضمن وسيلة الدعاية والإعلان، ما يمس الشعور القومي أو الديني أو يتنافى مع الآداب العامة والنظام العام، أو عدم التقيد بطلب الأمانة المتعلق بطلاء اللافتة أو إصلاحها أو تعديلها".
وحسب المادة ذاتها، فإذا ارتكب المرخص له أي مخالفة لأحكام هذا النظام أو شروط الترخيص، أو التعليمات، فيتم إخطاره بضرورة إزالة المخالفة خلال المدة المحددة له في الإخطار، وبخلاف ذلك تتم إزالتها على نفقته الخاصة.
كما يجوز للأمانة أن تزيل أية وسيلة دعاية وإعلان تالفة من دون حاجة إلى إعلام المرخص له، وذلك بناء على تقرير مقدم من لجنة مؤلفة من 3 أشخاص تشكل لهذه الغاية، حسب النظام.
(الغد - أشرف الراعي )
عبارات محملة بالترهيب باسم الدين تثير حفيظة مواطنين حول مدى تأثيرها العكسي على المجتمع
"اعلم أنك ستموت"، "إياك والنظر إلى النساء"، "سيصلى عليك يوما من الأيام"، "الحجاب قبل العذاب"، عينة من عبارات باتت تنتشر على لافتات في شوارع رئيسة بالعاصمة عمان، لا تخلو من صياغات لغوية ضعيفة، لكنها مشحونة بالترهيب.
ويبدي مواطنون امتعاضهم مما تحمله مضامين هذه اللافتات، ومما أسموه "ترهيبا بالدين"، ويعربون عن مفاجأتهم من "انتشار هذه الظاهرة أخيرا"، في الشوارع والأماكن العامة، ما قد يؤتي أكله على عكس ما يرمي اليه مروجوها، فيترك انطباعا "سلبيا" عن الدين.
ورغم ذلك، اعتبر مواطنون أن عبارات أخرى "ملائمة"، تنتشر في شوارع العاصمة مثل "استغفر الله" و"اذكر الله"، تذكرنا "إن نسينا أو أخطانا بالله عز وجل"، وهو ما رأوا فيه "بادرة طيبة".
ويتخوف مواطنون من أن تكون تلك العبارات التي تنفر البعض من الدين، ولا تحث عليه، دافعا ليسلك الشباب طريق "الإرهاب" أو البعد عن الدين بذريعة الخوف.
في المقابل، تحاول أمانة عمان الكبرى، معرفة من يقوم بتعليق هذه اللافتات، وفق مصدر مسؤول، طلب عدم نشر اسمه، وقال إنها "تنتشر فجأة، ومن دون سابق إنذار".
ويوضح المصدر ذاته أن الأمانة، حاولت ضبط نشر هذه اللافتات التي وصفها بأنها "تسيء الى الدين ولا تنصفه"، بيد أنها لم تتمكن من ضبط من يضعونها، سواء أكانوا جهات أو أفرادا.
ويقول الطالب عبدالله كمال (20 عاما) إن "نشر هذه اللافتات بهذه الطريقة، قد يؤدي إلى تخويف الناس من الدين، أو نشر أفكار لا تمت للدين بصلة".
ويضيف كمال أن "الدين يعني الحب، والتسامح لا الترهيب والخوف"، مذكرا بالآية الكريمة التي تقول "لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي".
وتتفق معه في هذا الطرح الطالبة هيا فتحي التي اعتبرت أن "الدين لا يعني نشر عبارات تشوه صورته"، داعية إلى "نشر عبارات أكثر ملاءمة مع مقاصد الدين وأهدافه".
ويرى سالم عليان، الذي يعمل موظفا في مؤسسة قطاع خاص، أن نشر هذه اللافتات "لا يحقق الغاية من الدين، في سلوك سوي متوازن يعيشه الإنسان".
في المقابل، يعتبر استاذ علم الشريعة الدكتور حمدي مراد أن نشر هذه اللافتات إذا كان للتذكير ويتفق مع تعاليم الإسلام "فهو أمر جيد"، معلقا "إذا كان هذا الأمر يتفق مع التعاليم الدينية بالتحذير من النار، شريطة أن تتوافق مع القرآن والسنة، فهي واجب شرعي".
ودلل على ذلك بقوله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن"، معتبرا أن "المطلوب أن تكون النصيحة جامعة ما بين الترهيب وحب الجنة ونيل رضا الله، ومتضمنة التحذير من غضب الله وناره سبحانه وتعالى".
وتساءل "هل يعقل لي أن أنصح ولدي مثلا بالحديقة والزهور والفاكهة والخلق الكريم، ولا أحذره من كسر الأشياء وإتلاف الأثاث، أو وضع يده على النار أو مصادقته لأصدقاء الانحراف والسوء، ثم أقول في نفسي أنصحه بالإيجابيات فقط، ولا أريد أن أزعجه بنصيحة لتجنب السلبيات، ألا يعتبر ذلك من خيانة الأمانة؟".
ورغم أن جماعة الإخوان المسلمين، تنفي على لسان مراقبها العام الدكتور همام سعيد، قيامها بتعليق هذه اللافتات، إلا أنها ترى أن من يقوم بوضعها "مأجور على عمله، لأنه يذكر الناس بالحياة والموت، وضرورة العمل الصالح في الحياة الدنيا".
ويتساءل سعيد في اتصال هاتفي مع "الغد" "ما الداعي لأن تتوقف الأمانة عند هذه اللافتات، من دون أن تعير انتباها للافتات أخرى، تعتبر مسيئة للذوق العام؟".
من جهته، يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين أن المجتمع الأردني، يتميز بنوعين من الخطاب "الأول ظاهر والآخر ضامر".
ويشير إلى أن الخطاب الظاهر، يتشبث بالحريات ويقود إلى نوع من العقلانية، بهدف الحفاظ على عضوية طارحي نظريتهم في المجتمع، والظاهر منه، هو أن هناك تعددا في الرأي وحرية في التعبير، فضلا عن وجود مزاحمة في تسويق بعض الأفكار.
ووفق محادين، فإن جل هذه الأفكار ذات معنى دنيوي، إذا ما استثنينا الأحاديث في المساجد والكنائس المنظمة، بموجب قوانين إلزامية.
ويضيف "إن الخطاب الضامر، لا يرى ما يجري في الحياة من تسارع حداثي وانفلات في الحرية الفردية، وارتفاع في نسب البطالة والجوع، والاستخدام المفرط للقوة من قبل بعض المؤسسات التي أساءت استخدام التصريح القائل بأن حكومة الدولة هي الوحيدة المسموح لها باستخدام القوة والإكراه بحكم القانون".
ويبدو أن هذا النوع من الخطاب، يتحرك محاولا اختراق المسلمات الظاهرة والعمل بوسائط عدة، منها الكتابة على الجدران في المدن الكبرى، كي يسوق للناس طرحا موازيا أو بديلا لما هو متداول، حسب محادين.
وبالتالي، تكون هناك منطقة "زئبقية"، لم تتشكل لها قيمة الحوار العلني أو الدعوى بالحسنى، حتى تصل أحيانا إلى درجة يعتقد فيها صاحبها بأنه يمتلك الحقيقة وحده، وما على الآخرين إلا التماهي فيما يطرحه، والتي قد يماهيها مع نوع من القداسة الدينية، وفق محادين.
ويوضح أنه من الطبيعي في المدن الكبرى، والتي يغيب فيها عنصر المعرفة الوجاهية، أن يفاجأ المواطنون بهذه اللافتات التي تتضمن أفكارا "جوانية".
وتعتبر هذه الأفكار من منظور علم الاجتماع "عدم قدرة على تسويق آراء علنية"، لأن طبيعة حركة المجتمع برمته، تسير باتجاه تقديس الحياة الدنيوية من دون أن تتنصل من جذورها الثقافية المتوازنة دينيا، وفق محادين.
ويضيف أن تخوف مواطنين من "لافتات الترهيب باسم الدين"، وبأنها قد لا تحث على اتباعها وأنها قد لا تكون دافعا، ليسلك الشباب طريق "الإرهاب" أو البعد عن الدين بذريعة الخوف.
إلى ذلك، يعتبر مدير دائرة رخص المهن والإعلانات في الأمانة المهندس فالح الشمري هذه اللافتات "مخالفة للتعليمات ونظام الدعاية والإعلان داخل حدود الأمانة، فضلا عن كونها غير مرخصة".
وتنص الفقرة (أ) من المادة الرابعة من نظام ترخيص وسائل الدعاية والإعلان في الأمانة على أنه "لا يجوز لأي شخص يمارس أي مهنة في منطقة الامانة أن يستعمل أي وسيلة من وسائل الدعاية والاعلان، إلا بعد الحصول على الترخيص اللازم لهذه الغاية".
ووفق المادة السادسة من النظام، "تعتبر مخالفة لأحكام هذا النظام، أن تتضمن وسيلة الدعاية والإعلان، ما يمس الشعور القومي أو الديني أو يتنافى مع الآداب العامة والنظام العام، أو عدم التقيد بطلب الأمانة المتعلق بطلاء اللافتة أو إصلاحها أو تعديلها".
وحسب المادة ذاتها، فإذا ارتكب المرخص له أي مخالفة لأحكام هذا النظام أو شروط الترخيص، أو التعليمات، فيتم إخطاره بضرورة إزالة المخالفة خلال المدة المحددة له في الإخطار، وبخلاف ذلك تتم إزالتها على نفقته الخاصة.
كما يجوز للأمانة أن تزيل أية وسيلة دعاية وإعلان تالفة من دون حاجة إلى إعلام المرخص له، وذلك بناء على تقرير مقدم من لجنة مؤلفة من 3 أشخاص تشكل لهذه الغاية، حسب النظام.
(الغد - أشرف الراعي )
التعليقات
أي شيىء ما عدا الدين ،
على كل حال كل واحد فينا عارف نفسه
والله حاسس أني بكلم نفسي،،،،،،،،،،،
السلام عليكم
يا سبحان الله اي اشي اله علاقه بالدين فورا بتلاقي مين ينتقد اي شو مشاعر هالناس مرهفين كتير اسم الله عليهم لا لازم ينشالوا خوفا على قلوب العذارى من الطنطات .
معك حق
يعني وقت بتقوم جهات معروفة بتعليق صور اعلان لحفلة تقيمها راقصة او مغنية لاتخلو من الخلاعة فاننا نجد انه لايوجد من يعارض هذا الامر الذي يخدش الحياء والدين
في حين ان اي اعلان يهدف لتذكير الانسان بحقيقة وجوده وايقاظه من اوهامه وشهواته فان هناك الكثيرمن المتشدقين المعارضين لهذا الاعلان
الرجاء من الموقع الانتباه وانتقاء المواضيع وطرحها بشكل اكثر موضوعية
ولا حول ولا قوة الا بالله
الرجاء من جميع الاخوة المعلقين التدقيق في الصورة وسيلفتكم سطوع اللون وزوايا عرض وتثبيت مربعات اللافتات.
ويضيف كمال ان ال الدين يعني الحب لا الترهيب و الخوف مذكرا الآيه الكريهه (لا اكراه في الدين )
الله يسعد كمال واللي عمل اللقاء مع كمال .. ليش يا كمال اللافته ماسكيتك من رقبتك و شاحطيتك على المسجد و بتصلي غصبنعنك و مكرهينك على الدين ؟؟؟؟
بس الناس ما بتحب تسمع ايات واذكار الترهيب .. مثل الحملة اللي عملوها على الmbc اقم صلاتك قبل مماتك ... صار على القناة ضغوطات هائله لأنها اثرت في الشباب المسلم ... لغوها بعد فتره صارت اقم صلاتك تنعم بحياتك ... شاهد اقم صلاتك قبل مماتك على اليوتيوب
قال تعالى :( فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى)
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين... لا تريدون تذكر الموت هادم اللذات ...
انا مع تلك العبارات ما دامت صحيحه من الكتاب و السنة
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
عبارات تذكر الإنسان بالهدف من الحياه ونهاية إختباره بالحياه نجح أم فشل فالجميع فاني وعمله الباقي فلا ننظر لللاهين إلا إشفاق وحزن على بعدهم وعدم إدراكهم للحقيقه وأسف على ما فاتهم من أجر وعلى ما يفوتهم
فيه اشياء ثانيه بتمس مشاعر الاغلبيه من صور وكلام كله كذب بالاعلانات التجاريه
بدل ما يدورو على اللي كتبها يكتبو مثلها فكل شي في هذه الدنيا لاياتي الا بالترغيب و الترهيب معا
مسيحي بس اردني : هل يوجد عندك اعتراض على هذا الترهيب؟؟؟ اتوقع انه لا يخصك في شيء مع احترامي الشديد لك.
اريد ان اسال اين عبارات الترهيب من الدين..
هل هي عبارة اذكر الله... هل عبارة لا تنظر الى النسااء لان الله سيحاسبك .. صلي قبل ان يصلى عليك.. تحشمي ايهااا الفتااااة... ااستري عورتك....!!؟! اجزم بانهااا تذكير وليست ترهيب..
واعتقد بل اجزم بان غالبية الاردنييييين اصابهم الامتعاااض ممااا يشااهدوه في الشوااارع
من انحلااااااااااااااااال اخلااااااقي .. وخاصة في محاااافظة عمااااان.. هل مسمووووح ان تمشي فتااااة
في الشااارع العااااام وثلثي جسمهااااااااا شبه عااااااري... وغير مسمووووح عبارة ( اذكر الله )
اتقووووا الله وانفسكم واطفااالكم .....
واناااااااا ضد ان يتحول المووضووع .. علمااني ومسيحي ومسلم ...... وان نترفع الى مستوى الحدث وكل واحد يحترم رأي الاخر بدوون تجريح .... انهااااا مسالة اخلااااااااق ومباديء وقيم ثاااابته اصيلة... من اجل ان يبقى الاردن عزيزااً وصااااحب قيم واخلاااااق رفيعة..
.
لا أظن
انها طرق خاطئة وساذجه من اناس متخلفين..
كعقليتكم المتخلفه التي تؤيد الخطأ قبل الصواب..
طول ما الأرن فيها ناس مثلكم عمرنا ما رح نتقدم... اصحوا عاد اله أكبر عليكم شو انهم قمة في الغباء والتخلف...
هذه طرق استخفاف بعقولنا
هناك الأعلام والمساجد ودور الذكر تختص بهذا..
وليس الافتات العشوائية المبعثره هنا وهناك هي التي ستذكر الناس بدينهم وواجبهم تجاهه من نواهي وأوامر
وانا مش شايف اي شي غلط بمضمون الخبر أعلاه .
لكن الناس بدها عرس وتشبع فيه لطم وهجوم
دون ان تعطي فرصه لعقلها للتفكير والتحليل لأي خبر ينشر
للأسف
لا أرى أي نوع من الإرهاب في الموضوع !! بل أرى فيه نوعا رائعا من أساليب الأمر بالمعروف والتهي عن المنكر.
فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إذا وضع أحدهم صورة الملك على سبيل الإهداء لا يسترجي أحد على إزالتها أما ذكر الله، والأمر بالمعروف وانهي عن المنكر فهذا يعتبر ترهيب !!
إتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون.
إنت حياتك كلها نكد في نكد لأنك علماني الله يهديك.
اسم الله عليك حبيبي !! خايف من الشيخ المرعب !!! يا حبيبي !! لو إنك ماشي صح ما كنت خفت
كنت بتضل مرتاح شو ما تسمع بس إنت حياتك كلها غلظ وعارف حالك غلطان فلما تسمع محاضرات زي هيك عن الجنة والنار أكيد رح تخاف لأنها تعتبر ترهيب لأشكالك والبعض الآخر يعتبرها ترغيب .
إتق الله وكن مع الصادقين وسيبك من النفاق لأنو ما رح ينفعك لأنو مافي حدا شايفك.
يعني حرام هاي العبارات ولا كيف؟؟؟؟
هذا اقل شي ممكن يعملو الانسان قبل موتو انو يحكي شي متل هيك يخلي الشخص يتذكر ربوو ودينو
انا بالعكس بحب هاي العبارات اللي من شانها ترفع الدافع الديني لدي ولدى الكثير من الغيوورين على الاسلام والمسلمين وعلى شباب وبنات المسلمين
انظر إلى الدنيا ألا إنها إلى زوال وانظر إلى الخلود إلى السعاده والنعيم الأبدي ورضى من رب رحيم والله لو أدركت عظمت خالقنا الله رب العالمين لاهتز وجدانك من الصميم ووالله لما تفوهت بمثل هذا الكلام وأصبحت كلك استحياء من رب العالمين
يمكنك التعليق ولكن تلطف بكلماتك بما يليق بنواحي موضوع لا يسعك سوى التقديس والتعظيم في الحديث عنه , إنه ديننا الحنيف يا أخي دين منزل من رب السماوات الكريم لا يسعني إلا أن أنحني لجبروت رب العالمين وأشكره والدعاء من الصميم أن يثبتنا ويجعلنا من الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر والأعظم : الدعوة إلى رب العالمين
نطلب منك أن تقترح وتقوم بنفسك بالدعوة لرب العالمين بالطريقه التي تراها مناسبه لجميع الناس ونامل منك الخير والفلاح انشاء الله
لقد فقدنا الخشوع , لا , بل أين الإخلاص في حب الدين وحب رب العالمين أين الخشيه عندما يذكر اسم الجلاله