تصريح الرئيس السوري الأخير , حول وجود رغبة سورية رسمية وشعبية ( شعبوية ) لأستئناف المفاوضات غير المباشرة مع " اسرائيل " عبر الوساطة التركية , ودعوته بنفس الوقت دول الأتحاد الأوروبي الى دعم الوساطة التركية , يأتي في سياق سياسي سوري بمنتهى الذكاء والحرفية والمهنية السياسية , كما يشي برسائل الى الولايات المتحدة الأمريكية ودول الأتحاد الأوروبي أنّ العقبة الرئيسة في انطلاق ما تسمّى بقاطرة السلام في المنطقة هي : " اسرائيل " أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً ... الخ .
وما أن تناقلت وسائل الميديا المحليّة السورية والأقليمية العربية والدولية هذه التصريحات , جاء رد الفعل الأسرائيلي على لسان ايهود باراك وزير الحرب العبري الى الترحيب بها باعتبارها خطوة تستحق الدراسة والتأمل والرعاية والمتابعة , بنفس الوقت سارع نائب باراك في معرض تعليقه على تصريح الرئيس السوري , أنّ اسرائيل لا تتعامل بجديّة مع ذلك !
وحسب ظني هذا يأتي متساوقاً مع لعبة تقاسم الأدوار في اطار النخب السياسية والأمنية الأسرائيلية الحاكمة , وهو بمثابة " مسج " سياسي عبر الأثير مزدوج الى دمشق لخفض سقف التوقعات السورية بهذا الأتجاه , وبنفس الوقت مزاودة سياسية على أطراف اسرائيلية داخلية .
هذا وقد جاهر " النتن ياهو " بموقفه من عدم رغبته قيام أنقرة بدور الوسيط في أي مفاوضات دبلوماسية مستقبلية اسرائيلية – سورية سواءً كانت مباشرة أم غير مباشرة , وهذا يعني أنّ حكومة يمين اليمين الديني المتطرف في " اسرائيل " لا تسعى الى السلام المرجو , وتتحين الفرص المختلفة وتوظفها خدمة لأستراتيجيتها لأغلاق أبواب ونوافذ وشقوق السلام الممكنة في جدار استراتيجيتها وتفكيرها ( القلعوي- السامري ) , لأنّها تعلم أن السلام سيمزق " اسرائيل " من الداخل ! .
كما أنّ " نتن ياهو" يريد التخلص من مسؤولية المحادثات مع سوريا عبر توظيفه الخبيث لتوتر علاقات أنقرة- تل ابيب , وكرد على على نجاحات الدبلوماسية السورية خلال الفترة الماضية , حيث لعبة دمشق دوراً هاماً في تحفيز ودفع السياسة الخارجية التركية على المضي قدماً في تفعيل برنامج ادماج نفسها ضمن بيئتها الشرق أوسطية , مع توجه سوري في طي خلافات الماضي وارث سياسي للتوترات السابقة مع تركيا , مع انفتاح سوري مدروس وغير محدود على توجهات انقرة الأيجابية , جاء ذلك متقاطعاً مع وجود مفكرين استراتيجيين أتراك بحجم رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان و وزير خارجيته الدكتور احمد أوغلو بضرورة تصفير الخلافات مع دول الجوار التركي ومنها سورية .
ولموقف " النتن هذا " من تركيا خلفيات سياسية من تقطع خيوط العلاقات التركية – العبرية بشكل متدهور متفاقم , فمن الغاء أنقرة لمناورات ( صقر الأناضول العسكرية الجويّة ) لكي لاتسمح " لأسرائيل " المشاركة فيها , انسجاماً مع موقف تركي عظيم رافض للجرائم العبرية المرتكبة في قطاع غزّة من خلال ما سمّي عبرياً عملية الرصاص المسكوب , متساوقاً ذلك مع الرأي العام التركي الرافض من مشاركات اسرائيلية هنا أو هناك بوجود ومشاركة أنقرة ... الى نهج سياسات تركية جديدة – تصفيريّة للخلافات مع دول الجوار التركي لم تعهدها المنطقة من قبل .
انّ تهرب " اسرائيل " عبر حكومة يمين اليمين المتطرف من جهود الوساطة التركية من اجل السلام مع دمشق , هو تهرب وتخلي لن يجد قبول ورضا أنقرة , وعليه سيكون هناك المزيد من الضغوط التركية المتتالية على " اسرائيل " عبر اتفاقيات التعاون الأستراتيجي التي وقّعها الرئيس التركي السابق تورغوت أوزال , حليف اسرائيل , وامام " اسرائيل " خيارين : امّا التعاون الجاد مع تركيا لمواصلة جهود السلام التركية , أو مواجهة خسارة الأتفاقيات الأستراتيجية – التركية والتي تتضمن مما تتضمنه , تمديد خطوط آنابيب النفط والغاز والمياه العذبة من تركيا مروراً بالمتوسط وصولاً الى الكيان العبري , التي يحلم بها في منامه , حيث من الممكن أن تتلاشى هذه المرة على يد تركيا نفسها عبر مفكريين استراتيجيين بحجم رئيس وزراء و وزير خارجية .
* عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية *
تصريح الرئيس السوري الأخير , حول وجود رغبة سورية رسمية وشعبية ( شعبوية ) لأستئناف المفاوضات غير المباشرة مع " اسرائيل " عبر الوساطة التركية , ودعوته بنفس الوقت دول الأتحاد الأوروبي الى دعم الوساطة التركية , يأتي في سياق سياسي سوري بمنتهى الذكاء والحرفية والمهنية السياسية , كما يشي برسائل الى الولايات المتحدة الأمريكية ودول الأتحاد الأوروبي أنّ العقبة الرئيسة في انطلاق ما تسمّى بقاطرة السلام في المنطقة هي : " اسرائيل " أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً ... الخ .
وما أن تناقلت وسائل الميديا المحليّة السورية والأقليمية العربية والدولية هذه التصريحات , جاء رد الفعل الأسرائيلي على لسان ايهود باراك وزير الحرب العبري الى الترحيب بها باعتبارها خطوة تستحق الدراسة والتأمل والرعاية والمتابعة , بنفس الوقت سارع نائب باراك في معرض تعليقه على تصريح الرئيس السوري , أنّ اسرائيل لا تتعامل بجديّة مع ذلك !
وحسب ظني هذا يأتي متساوقاً مع لعبة تقاسم الأدوار في اطار النخب السياسية والأمنية الأسرائيلية الحاكمة , وهو بمثابة " مسج " سياسي عبر الأثير مزدوج الى دمشق لخفض سقف التوقعات السورية بهذا الأتجاه , وبنفس الوقت مزاودة سياسية على أطراف اسرائيلية داخلية .
هذا وقد جاهر " النتن ياهو " بموقفه من عدم رغبته قيام أنقرة بدور الوسيط في أي مفاوضات دبلوماسية مستقبلية اسرائيلية – سورية سواءً كانت مباشرة أم غير مباشرة , وهذا يعني أنّ حكومة يمين اليمين الديني المتطرف في " اسرائيل " لا تسعى الى السلام المرجو , وتتحين الفرص المختلفة وتوظفها خدمة لأستراتيجيتها لأغلاق أبواب ونوافذ وشقوق السلام الممكنة في جدار استراتيجيتها وتفكيرها ( القلعوي- السامري ) , لأنّها تعلم أن السلام سيمزق " اسرائيل " من الداخل ! .
كما أنّ " نتن ياهو" يريد التخلص من مسؤولية المحادثات مع سوريا عبر توظيفه الخبيث لتوتر علاقات أنقرة- تل ابيب , وكرد على على نجاحات الدبلوماسية السورية خلال الفترة الماضية , حيث لعبة دمشق دوراً هاماً في تحفيز ودفع السياسة الخارجية التركية على المضي قدماً في تفعيل برنامج ادماج نفسها ضمن بيئتها الشرق أوسطية , مع توجه سوري في طي خلافات الماضي وارث سياسي للتوترات السابقة مع تركيا , مع انفتاح سوري مدروس وغير محدود على توجهات انقرة الأيجابية , جاء ذلك متقاطعاً مع وجود مفكرين استراتيجيين أتراك بحجم رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان و وزير خارجيته الدكتور احمد أوغلو بضرورة تصفير الخلافات مع دول الجوار التركي ومنها سورية .
ولموقف " النتن هذا " من تركيا خلفيات سياسية من تقطع خيوط العلاقات التركية – العبرية بشكل متدهور متفاقم , فمن الغاء أنقرة لمناورات ( صقر الأناضول العسكرية الجويّة ) لكي لاتسمح " لأسرائيل " المشاركة فيها , انسجاماً مع موقف تركي عظيم رافض للجرائم العبرية المرتكبة في قطاع غزّة من خلال ما سمّي عبرياً عملية الرصاص المسكوب , متساوقاً ذلك مع الرأي العام التركي الرافض من مشاركات اسرائيلية هنا أو هناك بوجود ومشاركة أنقرة ... الى نهج سياسات تركية جديدة – تصفيريّة للخلافات مع دول الجوار التركي لم تعهدها المنطقة من قبل .
انّ تهرب " اسرائيل " عبر حكومة يمين اليمين المتطرف من جهود الوساطة التركية من اجل السلام مع دمشق , هو تهرب وتخلي لن يجد قبول ورضا أنقرة , وعليه سيكون هناك المزيد من الضغوط التركية المتتالية على " اسرائيل " عبر اتفاقيات التعاون الأستراتيجي التي وقّعها الرئيس التركي السابق تورغوت أوزال , حليف اسرائيل , وامام " اسرائيل " خيارين : امّا التعاون الجاد مع تركيا لمواصلة جهود السلام التركية , أو مواجهة خسارة الأتفاقيات الأستراتيجية – التركية والتي تتضمن مما تتضمنه , تمديد خطوط آنابيب النفط والغاز والمياه العذبة من تركيا مروراً بالمتوسط وصولاً الى الكيان العبري , التي يحلم بها في منامه , حيث من الممكن أن تتلاشى هذه المرة على يد تركيا نفسها عبر مفكريين استراتيجيين بحجم رئيس وزراء و وزير خارجية .
* عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية *
تصريح الرئيس السوري الأخير , حول وجود رغبة سورية رسمية وشعبية ( شعبوية ) لأستئناف المفاوضات غير المباشرة مع " اسرائيل " عبر الوساطة التركية , ودعوته بنفس الوقت دول الأتحاد الأوروبي الى دعم الوساطة التركية , يأتي في سياق سياسي سوري بمنتهى الذكاء والحرفية والمهنية السياسية , كما يشي برسائل الى الولايات المتحدة الأمريكية ودول الأتحاد الأوروبي أنّ العقبة الرئيسة في انطلاق ما تسمّى بقاطرة السلام في المنطقة هي : " اسرائيل " أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً ... الخ .
وما أن تناقلت وسائل الميديا المحليّة السورية والأقليمية العربية والدولية هذه التصريحات , جاء رد الفعل الأسرائيلي على لسان ايهود باراك وزير الحرب العبري الى الترحيب بها باعتبارها خطوة تستحق الدراسة والتأمل والرعاية والمتابعة , بنفس الوقت سارع نائب باراك في معرض تعليقه على تصريح الرئيس السوري , أنّ اسرائيل لا تتعامل بجديّة مع ذلك !
وحسب ظني هذا يأتي متساوقاً مع لعبة تقاسم الأدوار في اطار النخب السياسية والأمنية الأسرائيلية الحاكمة , وهو بمثابة " مسج " سياسي عبر الأثير مزدوج الى دمشق لخفض سقف التوقعات السورية بهذا الأتجاه , وبنفس الوقت مزاودة سياسية على أطراف اسرائيلية داخلية .
هذا وقد جاهر " النتن ياهو " بموقفه من عدم رغبته قيام أنقرة بدور الوسيط في أي مفاوضات دبلوماسية مستقبلية اسرائيلية – سورية سواءً كانت مباشرة أم غير مباشرة , وهذا يعني أنّ حكومة يمين اليمين الديني المتطرف في " اسرائيل " لا تسعى الى السلام المرجو , وتتحين الفرص المختلفة وتوظفها خدمة لأستراتيجيتها لأغلاق أبواب ونوافذ وشقوق السلام الممكنة في جدار استراتيجيتها وتفكيرها ( القلعوي- السامري ) , لأنّها تعلم أن السلام سيمزق " اسرائيل " من الداخل ! .
كما أنّ " نتن ياهو" يريد التخلص من مسؤولية المحادثات مع سوريا عبر توظيفه الخبيث لتوتر علاقات أنقرة- تل ابيب , وكرد على على نجاحات الدبلوماسية السورية خلال الفترة الماضية , حيث لعبة دمشق دوراً هاماً في تحفيز ودفع السياسة الخارجية التركية على المضي قدماً في تفعيل برنامج ادماج نفسها ضمن بيئتها الشرق أوسطية , مع توجه سوري في طي خلافات الماضي وارث سياسي للتوترات السابقة مع تركيا , مع انفتاح سوري مدروس وغير محدود على توجهات انقرة الأيجابية , جاء ذلك متقاطعاً مع وجود مفكرين استراتيجيين أتراك بحجم رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان و وزير خارجيته الدكتور احمد أوغلو بضرورة تصفير الخلافات مع دول الجوار التركي ومنها سورية .
ولموقف " النتن هذا " من تركيا خلفيات سياسية من تقطع خيوط العلاقات التركية – العبرية بشكل متدهور متفاقم , فمن الغاء أنقرة لمناورات ( صقر الأناضول العسكرية الجويّة ) لكي لاتسمح " لأسرائيل " المشاركة فيها , انسجاماً مع موقف تركي عظيم رافض للجرائم العبرية المرتكبة في قطاع غزّة من خلال ما سمّي عبرياً عملية الرصاص المسكوب , متساوقاً ذلك مع الرأي العام التركي الرافض من مشاركات اسرائيلية هنا أو هناك بوجود ومشاركة أنقرة ... الى نهج سياسات تركية جديدة – تصفيريّة للخلافات مع دول الجوار التركي لم تعهدها المنطقة من قبل .
انّ تهرب " اسرائيل " عبر حكومة يمين اليمين المتطرف من جهود الوساطة التركية من اجل السلام مع دمشق , هو تهرب وتخلي لن يجد قبول ورضا أنقرة , وعليه سيكون هناك المزيد من الضغوط التركية المتتالية على " اسرائيل " عبر اتفاقيات التعاون الأستراتيجي التي وقّعها الرئيس التركي السابق تورغوت أوزال , حليف اسرائيل , وامام " اسرائيل " خيارين : امّا التعاون الجاد مع تركيا لمواصلة جهود السلام التركية , أو مواجهة خسارة الأتفاقيات الأستراتيجية – التركية والتي تتضمن مما تتضمنه , تمديد خطوط آنابيب النفط والغاز والمياه العذبة من تركيا مروراً بالمتوسط وصولاً الى الكيان العبري , التي يحلم بها في منامه , حيث من الممكن أن تتلاشى هذه المرة على يد تركيا نفسها عبر مفكريين استراتيجيين بحجم رئيس وزراء و وزير خارجية .
* عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية *
التعليقات