فنجان قهوة و سيناريو و خواطر عن قنبلة (الجزء الثاني)
خارجي :
مستشفى في الإسكندرية – مساءا - بعد المشهد السالف
داخلي :
تدخل فريال الى قسم الطوارئ بمشفى من مشافي الإسكندرية و الدموع بعينيها و هي في حالة صدمة مروعة، و بخطوات بطيئة تدخل طابق المشفى الفسيح الذي يعج بالناس و المراجعين و الدكاترة و الممرضين، يكون الطابق أشبه بخلية النحل حيث يكون كادره مشغول بإسعاف المصابين من الإنفجار، تقترب بمهابة من مكتب الإستقبال و هي ترتعش من القلق و الحزن فتقابلها ممرضة...تحاول الممرضة رسم ابتسامة على وجهها و لكنها تفشل حيث تكون بحالة صدمة و حزن من الحالات التي دخلت الى المشفى...
فريال :
لو سمحتِ إنني ابحث عن أولادي؟ سارة و ليث البنا؟ أطفال...
الممرضة مقاطعة :
خرجوا من العمليات للتو...انهم في غرف العناية المركزة...
فريال و هي باكية :
و ما هي حالتهم؟
الممرضة :
ساستدعي الدكتور الذي أشرف على علاجهم...
فريال :
هل حالتهم حرجة؟ أنا مؤمنة بالله، منذ أن سمعت الخبر و قد وكلت الله بما اصابني
الممرضة مواسية فريال :
لا تقلقي...سيكونوا بخير...الجراح الذي استلم حالتهم من أكفئ جراحين الإسكندرية،
فريال :
قولِ لي...ما هي حالتهم أرجوكِ؟ القلق يقتلني عليهم...
الممرضة :
لا أخفي عليكِ...شذايا القنلبة اخترقت أجسادهم و كانوا يعانون من جروح بالغة الخطورة حينما وصلوا الى الطوارئ، و لكن لَطَفَ بهم الله فلو لا وصول الإسعاف بسرعة و نقلهم بالوقت المناسب للمشفى لما كانا على قيد الحياة، سأستعدي الطبيب...
فريال منهارة صارخة و باكية:
خذيني لأولادي ارجوكِ!!! اريد أن اراهم!!!
يلتفتوا الناس لفريال و هي تصرخ من القلق و الصدمة، تسرع الممرضة من وراء مكتب الإستقبال، تقترب منها و تحضنها و هي تقول...
الممرضة :
هونِ عليكِ يا أختاه، اولادك بخير!
فريال و هي بحالة هستريا :
أولادي!!! أقبل يداكِ أريد أن أطمأن على أولادي!!!
يسمع كاهن شاب يدعى زكريا على مقربة من الحدث صراخ فريال، فيقترب منها و هو يقول...
الأب زكريا :
اهداءِ يا اختي، بنعمة الرب اولادك سيكونوا بخير،
تقودهم الممرضة صوب بعض الغرف في طابق الطوارئ و فريال تتلوى من الألم و الحزن بين يداي الأب و الممرضة...
فريال :
قلبي سينفطر حزنا على أولادي...
الأب زكريا :
لا تخافي، سَمِعْتُ الممرضة و هي تطمئنكِ...الله موجود و لن تتركنا مراحمه،
تتوقف الممرضة عند واجهة زجاجية و تقول لفريال و الأب زكريا...
الممرضة :
انظري يا سيدتي، انهم مازالوا تحت تأثير المسكنات من العملية، حالتهم مستقرة،
فريال و هي تنوح على أولادها :
يا ليتني مكانكم يا فلذات أكبادي! يا ليتني كنت في السوق بدلا منكم! فاليرخص لكم و لطلتكم البهية الغالي و النفيس و لكن عودوا لي...ابستامتكم و أنتم بين يداي تساوي كنوز الكون عندي...رقادكم على سرير المشفى مؤلم جدا...
الاب زكريا :
هونِ عليكِ يا...لا أعلم اسمكِ...
فريال :
اسمي فريال...قُلْ لي ماذا افعل أيها الاب المحترم! من أين آتي بالترياق لكي أستعيد أولادي...
فريال للممرضة بصورة هستريا :
أتوسل اليكِ ان تساعدي اولادي بالشفاء! خذي مالِ و كل ممتلاكاتي و لكن اريدهم أن يتماثلوا للشفاء!
الأب زكريا :
الله هو الشافي المعافي...الممرضة و الدكتور وسطاء للشفاء و لكن الله هو الشافي المعافي...
الممرضة :
سأطلب حضور الدكتور...
تذهب الممرضة مسرعة نحو مكتب الإستقبال بينما يقول لها الأب زكريا...
الأب زكريا :
يا أخت فريال ستطمئني حينما أخبرك ما قد جرى...أولادي يرقدون بالطابق العلوي في غرفة العناية المركزة ايضا،
فريال بإستغراب :
ماذا أصاب أولادك؟
الأب زكريا :
الإنفجار أصاب اربعة أطفال...أولادك و أولادي، و قد سألت الطبيب الجراح حال وصولي عن حالة أطفالنا جميعهم، فقال لي بأن عملياتهم جميعها بإذن الرب ناجحة، قد تبرعت أنا و زوجتي بالدماء لأطفالي و أطفالك...إطمأنِ...
تمسك فريال يد الأب و تحاول تقبيلها و لكن يسحبها الاب زكريا قائلا...
الاب زكريا :
استغفر الله، لم افعل سوى واجبي، بنعمة الرب تعالى هم بين ايدي أمينة فهم ملائكة يتمتعون بالعناية الإلهية، بعد بضعة ساعات سيستيقظوا و سيكونوا بين أيدينا سالمين،
فريال :
باركك الله على ما فعلت لأجل أولادي، بارك الله بك و بأمثالك...حينما يصل زوجي سيشكرك ايضا على نبل أخلاقك مع أولادي، انا مدينة لك و لزوجتك لغاية آخر يوم من عمري...
الأبة زكريا :
الشكر لله اولا و اخيرا، أنا مضطر لكي اصعد لزوجتي، فهي بمفردها،
فريال و هي تنظر للأب و هو يبتعد عنها...
فريال :
باركك الرب ايها الأب الفاضل و كثر من أمثالك،
تنظر الى الأطفال لتعود الدموع الى عينيها و هي تقول...
فريال :
سأدفع عمري لاراكم تتماثلوا للشفاء...
تنظر الى ساعة يدها و هي تقول
فريال :
أين تركتني يا حسن بهذه المصيبة؟ ما إن خرجت من السيارة أمام المشفى حتى أسرعت بعيدا عني و حتى لم تقل لي الى أين أنت ذاهب،
******************************
خارجي :
مكتب بيع و شراء عقارات في بناية حديثة و فاخرة بالإسكندرية، بعد المشهد السالف،
داخلي :
يكون حسن البنا بهذا المشهد جالس مع رجل يدعى عبدالجبار في غرفة داخلية من غرف المكتب، و يكون حسن بحالة انهيار كلي و هو يكلم عبدالجبار...
حسن بنبرة منسحقة و حزينة :
حسبي الله و نعم الوكيل على الساعة الملعونة التي أغوتني لاقبل العمل معكم...
عبدالجبار بنبرة هادئة :
لا تنصت لوسواس أبليس يا أخ حسن...أنت تعلم أنك كنت بخدمة مقدسة و الجهاد في سبيل الله فرض على المؤمن خصوصا بهذه الظروف، نحن نعيش بدولة كافرة غير مهتدية لا تُحْسِنْ ارساء قواعد الدولة الإسلامية و لا تنفذ فقهها بالشكل الصحيح، بنوكها جميعا تتعامل بالربى و تبيح المنكر و الكحول بالاسواق و تبث قنواتها الفضائية الرذيلة و الفحشاء التي تغضب الله كثيرا،
حسن و الدموع بعينيه :
أولادي يا باشا...أولادي بين الحياة و الموت في المشفى يا باشا...كيف ستعوضني جماعتكم إذا توفاهم الله...
عبدالجبار :
سيكونوا شهداء عند ربهم في جنانه الخلابة، وَجَبَ على المؤمن الصبور أن يعطي لقضيتنا بلا تهاون و ندم، فنحن في جهاد مع من نزع منا شرعية حكم البلاد...لا تجادل يا أخ حسن...أطع قيادتك و لا تناقش كثيرا، فقد قضي أمرك بأنك واحد منا و ما سيسير علينا من أحكام في حزبنا المجاهد في سبيل الله سيسير عليك...
حسن صارخ :
حكم ماذا يا باشا؟! و واحد منكم كيف؟! لعن الله الساعة التي ارتضيت أن أكون منكم...
عبدالجبار بهدوء محاولا تفهم غضب حسن :
أنا أشعر معك يا أخ حسن...حالة أولادك قد أحزنتك كثيرا، إذهب و من ثم سنتكلم بوقت لاحق، خذ هذا الشيك، أنه مبلغ صغير لمصاريف العلاج...
حسن بإشمئزاز :
أنت لا تفهم يا عبدالجبار، أنا لا اريد نقودكم...لا اريد اي شيئ منكم، أنا لست واحدا منكم بعد اليوم، أنا ذاهب و لن أعود اليكم! اتركوني بعد هذه المصيبة لكي أحيا بسلام...
يستدير حسن و يسير بضعة خطوات، و فجأة يصرخ عبدالجبار قبل ان يغادر الغرفة،
عبدالجبار :
أمامك ثلاثة ايام لتراجع نفسك! فإذا لم تتصل بنا سنتصل بك! و إياك و أبلاغ الشرطة! أنت قد أطلعت على الكثير من اسرارنا بالايام الماضية،
**********************
أنها نهاية طبيعية لمن ينشر الفوضى و الفساد في بلادنا، هنالك مثل عربي يقول : فاليَقْلَعْ كل واحِدْ شَوْكَهُ بيديه...اي بمعنى أن الكل سيجني ثمر صنيع يديه، فريال ربة منزل مسكينة عاشت بالفقر مع زوجها لفترة من الزمن، فالمصاريف كانت تزداد بصورة لا ترحم و أعباء الحياة كانت تثقل كاهلهم من دون رحمة الى أن تدخل ابليس في حياتهم...و حَوًلَ المال السهل الى جنة نعيم في عيون حسن...إنها تجربة تقليدية خبيثة يضعها الشيطان أمام الفقير و المعوز ماديا...فما كان بحسن إلا القبول ظناً منه أن هذا هو الحل لمشكلته...و لكن سرعان ما أطعمه القدر من نفس المُرْ الذي أطعم الناس منه ليكتمل ميزان عدالة مرير و لكن لا بد منه،
لا يجدر بنا أن نتحول الى جهاز تحكم عن بُعْد بين يدي الآخر ليتحكم بمصير حياتنا و تصرفاتنا...يقول لنا متى نعيش و متى نموت...متى نأكل و متى نشرب الماء...كيف لنا أن نكون مستحقين لنرث جنة الله و أم بغير ذلك كيف سنذهب الى الجحيم، فلو اراد الله لهذه المفاتيح أن تكون بين يدي البشر لما احتفظ لنفسه بحق دينونة البشر في يوم الآخرة، فمن يقول لفلان أن يزرع القنابل لدمار البشر هو بحقيقته أداة بين يداي ابليس، فقبل أن يقدم اي شخص على هذا الفعل المشين يجب أن يسأل ذاته عن أين ذهب عقله المفكر و ارادته المستقلة...خصائص خلقها الله بكل البشر بالتساوي لكي يميزوا الفكر الصالح من الطالح قبل أن يقترفوا الذنوب و قبل أن يخطئوا التصرف، هل هذا هو اليقين الإيماني؟ أن يحولني الآخر لورقة بيضاء ليكتب ما يشاء عليها دون خبرتي الخاصة؟ ان أُسَلِمْ بكلام الآخر ليقول لي متى أنهي حياتي و متى أنهي حياة البشر؟ أين ذهب العقل و الإرداة الحرة التي زرعها الله بالإنسان؟
أن قتل الإنسانية في نفس البشر و قتل الضمير لهو عمل شيطاني إذ يشتهي الشيطان قتل ما يزرعه الله بالعالم و بما أن الله قد زرع الحياة المُحْيٍيَة بالعالم فإن الشيطان يشتهي قتل هذه الحياة بكل معانيها...و بما أن الله قد زرع الضمير و العقل و الإرداة بالذات الإنسانية فإن الشيطان يحاول مرارا و تكرارا قتلها...ليزرع ما هو عكس ارادة الله...أم بغير ذلك ستتبرر اعمال الشيطان بأنها حق و هذا لا يجوز بأي ديانة سماوية...فهل سنبرر ما هو عكس ارادة الله على أنه الصواب و الحَسَنْ؟ هل ستسمو فينا ثمار من يحاول السير عكس ارادة الله بدلاً من ثمار الصلاح و البر و التقوى و الفعل الذي يُرْضي الله؟ (يتبع)
فنجان قهوة و سيناريو و خواطر عن قنبلة (الجزء الثاني)
خارجي :
مستشفى في الإسكندرية – مساءا - بعد المشهد السالف
داخلي :
تدخل فريال الى قسم الطوارئ بمشفى من مشافي الإسكندرية و الدموع بعينيها و هي في حالة صدمة مروعة، و بخطوات بطيئة تدخل طابق المشفى الفسيح الذي يعج بالناس و المراجعين و الدكاترة و الممرضين، يكون الطابق أشبه بخلية النحل حيث يكون كادره مشغول بإسعاف المصابين من الإنفجار، تقترب بمهابة من مكتب الإستقبال و هي ترتعش من القلق و الحزن فتقابلها ممرضة...تحاول الممرضة رسم ابتسامة على وجهها و لكنها تفشل حيث تكون بحالة صدمة و حزن من الحالات التي دخلت الى المشفى...
فريال :
لو سمحتِ إنني ابحث عن أولادي؟ سارة و ليث البنا؟ أطفال...
الممرضة مقاطعة :
خرجوا من العمليات للتو...انهم في غرف العناية المركزة...
فريال و هي باكية :
و ما هي حالتهم؟
الممرضة :
ساستدعي الدكتور الذي أشرف على علاجهم...
فريال :
هل حالتهم حرجة؟ أنا مؤمنة بالله، منذ أن سمعت الخبر و قد وكلت الله بما اصابني
الممرضة مواسية فريال :
لا تقلقي...سيكونوا بخير...الجراح الذي استلم حالتهم من أكفئ جراحين الإسكندرية،
فريال :
قولِ لي...ما هي حالتهم أرجوكِ؟ القلق يقتلني عليهم...
الممرضة :
لا أخفي عليكِ...شذايا القنلبة اخترقت أجسادهم و كانوا يعانون من جروح بالغة الخطورة حينما وصلوا الى الطوارئ، و لكن لَطَفَ بهم الله فلو لا وصول الإسعاف بسرعة و نقلهم بالوقت المناسب للمشفى لما كانا على قيد الحياة، سأستعدي الطبيب...
فريال منهارة صارخة و باكية:
خذيني لأولادي ارجوكِ!!! اريد أن اراهم!!!
يلتفتوا الناس لفريال و هي تصرخ من القلق و الصدمة، تسرع الممرضة من وراء مكتب الإستقبال، تقترب منها و تحضنها و هي تقول...
الممرضة :
هونِ عليكِ يا أختاه، اولادك بخير!
فريال و هي بحالة هستريا :
أولادي!!! أقبل يداكِ أريد أن أطمأن على أولادي!!!
يسمع كاهن شاب يدعى زكريا على مقربة من الحدث صراخ فريال، فيقترب منها و هو يقول...
الأب زكريا :
اهداءِ يا اختي، بنعمة الرب اولادك سيكونوا بخير،
تقودهم الممرضة صوب بعض الغرف في طابق الطوارئ و فريال تتلوى من الألم و الحزن بين يداي الأب و الممرضة...
فريال :
قلبي سينفطر حزنا على أولادي...
الأب زكريا :
لا تخافي، سَمِعْتُ الممرضة و هي تطمئنكِ...الله موجود و لن تتركنا مراحمه،
تتوقف الممرضة عند واجهة زجاجية و تقول لفريال و الأب زكريا...
الممرضة :
انظري يا سيدتي، انهم مازالوا تحت تأثير المسكنات من العملية، حالتهم مستقرة،
فريال و هي تنوح على أولادها :
يا ليتني مكانكم يا فلذات أكبادي! يا ليتني كنت في السوق بدلا منكم! فاليرخص لكم و لطلتكم البهية الغالي و النفيس و لكن عودوا لي...ابستامتكم و أنتم بين يداي تساوي كنوز الكون عندي...رقادكم على سرير المشفى مؤلم جدا...
الاب زكريا :
هونِ عليكِ يا...لا أعلم اسمكِ...
فريال :
اسمي فريال...قُلْ لي ماذا افعل أيها الاب المحترم! من أين آتي بالترياق لكي أستعيد أولادي...
فريال للممرضة بصورة هستريا :
أتوسل اليكِ ان تساعدي اولادي بالشفاء! خذي مالِ و كل ممتلاكاتي و لكن اريدهم أن يتماثلوا للشفاء!
الأب زكريا :
الله هو الشافي المعافي...الممرضة و الدكتور وسطاء للشفاء و لكن الله هو الشافي المعافي...
الممرضة :
سأطلب حضور الدكتور...
تذهب الممرضة مسرعة نحو مكتب الإستقبال بينما يقول لها الأب زكريا...
الأب زكريا :
يا أخت فريال ستطمئني حينما أخبرك ما قد جرى...أولادي يرقدون بالطابق العلوي في غرفة العناية المركزة ايضا،
فريال بإستغراب :
ماذا أصاب أولادك؟
الأب زكريا :
الإنفجار أصاب اربعة أطفال...أولادك و أولادي، و قد سألت الطبيب الجراح حال وصولي عن حالة أطفالنا جميعهم، فقال لي بأن عملياتهم جميعها بإذن الرب ناجحة، قد تبرعت أنا و زوجتي بالدماء لأطفالي و أطفالك...إطمأنِ...
تمسك فريال يد الأب و تحاول تقبيلها و لكن يسحبها الاب زكريا قائلا...
الاب زكريا :
استغفر الله، لم افعل سوى واجبي، بنعمة الرب تعالى هم بين ايدي أمينة فهم ملائكة يتمتعون بالعناية الإلهية، بعد بضعة ساعات سيستيقظوا و سيكونوا بين أيدينا سالمين،
فريال :
باركك الله على ما فعلت لأجل أولادي، بارك الله بك و بأمثالك...حينما يصل زوجي سيشكرك ايضا على نبل أخلاقك مع أولادي، انا مدينة لك و لزوجتك لغاية آخر يوم من عمري...
الأبة زكريا :
الشكر لله اولا و اخيرا، أنا مضطر لكي اصعد لزوجتي، فهي بمفردها،
فريال و هي تنظر للأب و هو يبتعد عنها...
فريال :
باركك الرب ايها الأب الفاضل و كثر من أمثالك،
تنظر الى الأطفال لتعود الدموع الى عينيها و هي تقول...
فريال :
سأدفع عمري لاراكم تتماثلوا للشفاء...
تنظر الى ساعة يدها و هي تقول
فريال :
أين تركتني يا حسن بهذه المصيبة؟ ما إن خرجت من السيارة أمام المشفى حتى أسرعت بعيدا عني و حتى لم تقل لي الى أين أنت ذاهب،
******************************
خارجي :
مكتب بيع و شراء عقارات في بناية حديثة و فاخرة بالإسكندرية، بعد المشهد السالف،
داخلي :
يكون حسن البنا بهذا المشهد جالس مع رجل يدعى عبدالجبار في غرفة داخلية من غرف المكتب، و يكون حسن بحالة انهيار كلي و هو يكلم عبدالجبار...
حسن بنبرة منسحقة و حزينة :
حسبي الله و نعم الوكيل على الساعة الملعونة التي أغوتني لاقبل العمل معكم...
عبدالجبار بنبرة هادئة :
لا تنصت لوسواس أبليس يا أخ حسن...أنت تعلم أنك كنت بخدمة مقدسة و الجهاد في سبيل الله فرض على المؤمن خصوصا بهذه الظروف، نحن نعيش بدولة كافرة غير مهتدية لا تُحْسِنْ ارساء قواعد الدولة الإسلامية و لا تنفذ فقهها بالشكل الصحيح، بنوكها جميعا تتعامل بالربى و تبيح المنكر و الكحول بالاسواق و تبث قنواتها الفضائية الرذيلة و الفحشاء التي تغضب الله كثيرا،
حسن و الدموع بعينيه :
أولادي يا باشا...أولادي بين الحياة و الموت في المشفى يا باشا...كيف ستعوضني جماعتكم إذا توفاهم الله...
عبدالجبار :
سيكونوا شهداء عند ربهم في جنانه الخلابة، وَجَبَ على المؤمن الصبور أن يعطي لقضيتنا بلا تهاون و ندم، فنحن في جهاد مع من نزع منا شرعية حكم البلاد...لا تجادل يا أخ حسن...أطع قيادتك و لا تناقش كثيرا، فقد قضي أمرك بأنك واحد منا و ما سيسير علينا من أحكام في حزبنا المجاهد في سبيل الله سيسير عليك...
حسن صارخ :
حكم ماذا يا باشا؟! و واحد منكم كيف؟! لعن الله الساعة التي ارتضيت أن أكون منكم...
عبدالجبار بهدوء محاولا تفهم غضب حسن :
أنا أشعر معك يا أخ حسن...حالة أولادك قد أحزنتك كثيرا، إذهب و من ثم سنتكلم بوقت لاحق، خذ هذا الشيك، أنه مبلغ صغير لمصاريف العلاج...
حسن بإشمئزاز :
أنت لا تفهم يا عبدالجبار، أنا لا اريد نقودكم...لا اريد اي شيئ منكم، أنا لست واحدا منكم بعد اليوم، أنا ذاهب و لن أعود اليكم! اتركوني بعد هذه المصيبة لكي أحيا بسلام...
يستدير حسن و يسير بضعة خطوات، و فجأة يصرخ عبدالجبار قبل ان يغادر الغرفة،
عبدالجبار :
أمامك ثلاثة ايام لتراجع نفسك! فإذا لم تتصل بنا سنتصل بك! و إياك و أبلاغ الشرطة! أنت قد أطلعت على الكثير من اسرارنا بالايام الماضية،
**********************
أنها نهاية طبيعية لمن ينشر الفوضى و الفساد في بلادنا، هنالك مثل عربي يقول : فاليَقْلَعْ كل واحِدْ شَوْكَهُ بيديه...اي بمعنى أن الكل سيجني ثمر صنيع يديه، فريال ربة منزل مسكينة عاشت بالفقر مع زوجها لفترة من الزمن، فالمصاريف كانت تزداد بصورة لا ترحم و أعباء الحياة كانت تثقل كاهلهم من دون رحمة الى أن تدخل ابليس في حياتهم...و حَوًلَ المال السهل الى جنة نعيم في عيون حسن...إنها تجربة تقليدية خبيثة يضعها الشيطان أمام الفقير و المعوز ماديا...فما كان بحسن إلا القبول ظناً منه أن هذا هو الحل لمشكلته...و لكن سرعان ما أطعمه القدر من نفس المُرْ الذي أطعم الناس منه ليكتمل ميزان عدالة مرير و لكن لا بد منه،
لا يجدر بنا أن نتحول الى جهاز تحكم عن بُعْد بين يدي الآخر ليتحكم بمصير حياتنا و تصرفاتنا...يقول لنا متى نعيش و متى نموت...متى نأكل و متى نشرب الماء...كيف لنا أن نكون مستحقين لنرث جنة الله و أم بغير ذلك كيف سنذهب الى الجحيم، فلو اراد الله لهذه المفاتيح أن تكون بين يدي البشر لما احتفظ لنفسه بحق دينونة البشر في يوم الآخرة، فمن يقول لفلان أن يزرع القنابل لدمار البشر هو بحقيقته أداة بين يداي ابليس، فقبل أن يقدم اي شخص على هذا الفعل المشين يجب أن يسأل ذاته عن أين ذهب عقله المفكر و ارادته المستقلة...خصائص خلقها الله بكل البشر بالتساوي لكي يميزوا الفكر الصالح من الطالح قبل أن يقترفوا الذنوب و قبل أن يخطئوا التصرف، هل هذا هو اليقين الإيماني؟ أن يحولني الآخر لورقة بيضاء ليكتب ما يشاء عليها دون خبرتي الخاصة؟ ان أُسَلِمْ بكلام الآخر ليقول لي متى أنهي حياتي و متى أنهي حياة البشر؟ أين ذهب العقل و الإرداة الحرة التي زرعها الله بالإنسان؟
أن قتل الإنسانية في نفس البشر و قتل الضمير لهو عمل شيطاني إذ يشتهي الشيطان قتل ما يزرعه الله بالعالم و بما أن الله قد زرع الحياة المُحْيٍيَة بالعالم فإن الشيطان يشتهي قتل هذه الحياة بكل معانيها...و بما أن الله قد زرع الضمير و العقل و الإرداة بالذات الإنسانية فإن الشيطان يحاول مرارا و تكرارا قتلها...ليزرع ما هو عكس ارادة الله...أم بغير ذلك ستتبرر اعمال الشيطان بأنها حق و هذا لا يجوز بأي ديانة سماوية...فهل سنبرر ما هو عكس ارادة الله على أنه الصواب و الحَسَنْ؟ هل ستسمو فينا ثمار من يحاول السير عكس ارادة الله بدلاً من ثمار الصلاح و البر و التقوى و الفعل الذي يُرْضي الله؟ (يتبع)
فنجان قهوة و سيناريو و خواطر عن قنبلة (الجزء الثاني)
خارجي :
مستشفى في الإسكندرية – مساءا - بعد المشهد السالف
داخلي :
تدخل فريال الى قسم الطوارئ بمشفى من مشافي الإسكندرية و الدموع بعينيها و هي في حالة صدمة مروعة، و بخطوات بطيئة تدخل طابق المشفى الفسيح الذي يعج بالناس و المراجعين و الدكاترة و الممرضين، يكون الطابق أشبه بخلية النحل حيث يكون كادره مشغول بإسعاف المصابين من الإنفجار، تقترب بمهابة من مكتب الإستقبال و هي ترتعش من القلق و الحزن فتقابلها ممرضة...تحاول الممرضة رسم ابتسامة على وجهها و لكنها تفشل حيث تكون بحالة صدمة و حزن من الحالات التي دخلت الى المشفى...
فريال :
لو سمحتِ إنني ابحث عن أولادي؟ سارة و ليث البنا؟ أطفال...
الممرضة مقاطعة :
خرجوا من العمليات للتو...انهم في غرف العناية المركزة...
فريال و هي باكية :
و ما هي حالتهم؟
الممرضة :
ساستدعي الدكتور الذي أشرف على علاجهم...
فريال :
هل حالتهم حرجة؟ أنا مؤمنة بالله، منذ أن سمعت الخبر و قد وكلت الله بما اصابني
الممرضة مواسية فريال :
لا تقلقي...سيكونوا بخير...الجراح الذي استلم حالتهم من أكفئ جراحين الإسكندرية،
فريال :
قولِ لي...ما هي حالتهم أرجوكِ؟ القلق يقتلني عليهم...
الممرضة :
لا أخفي عليكِ...شذايا القنلبة اخترقت أجسادهم و كانوا يعانون من جروح بالغة الخطورة حينما وصلوا الى الطوارئ، و لكن لَطَفَ بهم الله فلو لا وصول الإسعاف بسرعة و نقلهم بالوقت المناسب للمشفى لما كانا على قيد الحياة، سأستعدي الطبيب...
فريال منهارة صارخة و باكية:
خذيني لأولادي ارجوكِ!!! اريد أن اراهم!!!
يلتفتوا الناس لفريال و هي تصرخ من القلق و الصدمة، تسرع الممرضة من وراء مكتب الإستقبال، تقترب منها و تحضنها و هي تقول...
الممرضة :
هونِ عليكِ يا أختاه، اولادك بخير!
فريال و هي بحالة هستريا :
أولادي!!! أقبل يداكِ أريد أن أطمأن على أولادي!!!
يسمع كاهن شاب يدعى زكريا على مقربة من الحدث صراخ فريال، فيقترب منها و هو يقول...
الأب زكريا :
اهداءِ يا اختي، بنعمة الرب اولادك سيكونوا بخير،
تقودهم الممرضة صوب بعض الغرف في طابق الطوارئ و فريال تتلوى من الألم و الحزن بين يداي الأب و الممرضة...
فريال :
قلبي سينفطر حزنا على أولادي...
الأب زكريا :
لا تخافي، سَمِعْتُ الممرضة و هي تطمئنكِ...الله موجود و لن تتركنا مراحمه،
تتوقف الممرضة عند واجهة زجاجية و تقول لفريال و الأب زكريا...
الممرضة :
انظري يا سيدتي، انهم مازالوا تحت تأثير المسكنات من العملية، حالتهم مستقرة،
فريال و هي تنوح على أولادها :
يا ليتني مكانكم يا فلذات أكبادي! يا ليتني كنت في السوق بدلا منكم! فاليرخص لكم و لطلتكم البهية الغالي و النفيس و لكن عودوا لي...ابستامتكم و أنتم بين يداي تساوي كنوز الكون عندي...رقادكم على سرير المشفى مؤلم جدا...
الاب زكريا :
هونِ عليكِ يا...لا أعلم اسمكِ...
فريال :
اسمي فريال...قُلْ لي ماذا افعل أيها الاب المحترم! من أين آتي بالترياق لكي أستعيد أولادي...
فريال للممرضة بصورة هستريا :
أتوسل اليكِ ان تساعدي اولادي بالشفاء! خذي مالِ و كل ممتلاكاتي و لكن اريدهم أن يتماثلوا للشفاء!
الأب زكريا :
الله هو الشافي المعافي...الممرضة و الدكتور وسطاء للشفاء و لكن الله هو الشافي المعافي...
الممرضة :
سأطلب حضور الدكتور...
تذهب الممرضة مسرعة نحو مكتب الإستقبال بينما يقول لها الأب زكريا...
الأب زكريا :
يا أخت فريال ستطمئني حينما أخبرك ما قد جرى...أولادي يرقدون بالطابق العلوي في غرفة العناية المركزة ايضا،
فريال بإستغراب :
ماذا أصاب أولادك؟
الأب زكريا :
الإنفجار أصاب اربعة أطفال...أولادك و أولادي، و قد سألت الطبيب الجراح حال وصولي عن حالة أطفالنا جميعهم، فقال لي بأن عملياتهم جميعها بإذن الرب ناجحة، قد تبرعت أنا و زوجتي بالدماء لأطفالي و أطفالك...إطمأنِ...
تمسك فريال يد الأب و تحاول تقبيلها و لكن يسحبها الاب زكريا قائلا...
الاب زكريا :
استغفر الله، لم افعل سوى واجبي، بنعمة الرب تعالى هم بين ايدي أمينة فهم ملائكة يتمتعون بالعناية الإلهية، بعد بضعة ساعات سيستيقظوا و سيكونوا بين أيدينا سالمين،
فريال :
باركك الله على ما فعلت لأجل أولادي، بارك الله بك و بأمثالك...حينما يصل زوجي سيشكرك ايضا على نبل أخلاقك مع أولادي، انا مدينة لك و لزوجتك لغاية آخر يوم من عمري...
الأبة زكريا :
الشكر لله اولا و اخيرا، أنا مضطر لكي اصعد لزوجتي، فهي بمفردها،
فريال و هي تنظر للأب و هو يبتعد عنها...
فريال :
باركك الرب ايها الأب الفاضل و كثر من أمثالك،
تنظر الى الأطفال لتعود الدموع الى عينيها و هي تقول...
فريال :
سأدفع عمري لاراكم تتماثلوا للشفاء...
تنظر الى ساعة يدها و هي تقول
فريال :
أين تركتني يا حسن بهذه المصيبة؟ ما إن خرجت من السيارة أمام المشفى حتى أسرعت بعيدا عني و حتى لم تقل لي الى أين أنت ذاهب،
******************************
خارجي :
مكتب بيع و شراء عقارات في بناية حديثة و فاخرة بالإسكندرية، بعد المشهد السالف،
داخلي :
يكون حسن البنا بهذا المشهد جالس مع رجل يدعى عبدالجبار في غرفة داخلية من غرف المكتب، و يكون حسن بحالة انهيار كلي و هو يكلم عبدالجبار...
حسن بنبرة منسحقة و حزينة :
حسبي الله و نعم الوكيل على الساعة الملعونة التي أغوتني لاقبل العمل معكم...
عبدالجبار بنبرة هادئة :
لا تنصت لوسواس أبليس يا أخ حسن...أنت تعلم أنك كنت بخدمة مقدسة و الجهاد في سبيل الله فرض على المؤمن خصوصا بهذه الظروف، نحن نعيش بدولة كافرة غير مهتدية لا تُحْسِنْ ارساء قواعد الدولة الإسلامية و لا تنفذ فقهها بالشكل الصحيح، بنوكها جميعا تتعامل بالربى و تبيح المنكر و الكحول بالاسواق و تبث قنواتها الفضائية الرذيلة و الفحشاء التي تغضب الله كثيرا،
حسن و الدموع بعينيه :
أولادي يا باشا...أولادي بين الحياة و الموت في المشفى يا باشا...كيف ستعوضني جماعتكم إذا توفاهم الله...
عبدالجبار :
سيكونوا شهداء عند ربهم في جنانه الخلابة، وَجَبَ على المؤمن الصبور أن يعطي لقضيتنا بلا تهاون و ندم، فنحن في جهاد مع من نزع منا شرعية حكم البلاد...لا تجادل يا أخ حسن...أطع قيادتك و لا تناقش كثيرا، فقد قضي أمرك بأنك واحد منا و ما سيسير علينا من أحكام في حزبنا المجاهد في سبيل الله سيسير عليك...
حسن صارخ :
حكم ماذا يا باشا؟! و واحد منكم كيف؟! لعن الله الساعة التي ارتضيت أن أكون منكم...
عبدالجبار بهدوء محاولا تفهم غضب حسن :
أنا أشعر معك يا أخ حسن...حالة أولادك قد أحزنتك كثيرا، إذهب و من ثم سنتكلم بوقت لاحق، خذ هذا الشيك، أنه مبلغ صغير لمصاريف العلاج...
حسن بإشمئزاز :
أنت لا تفهم يا عبدالجبار، أنا لا اريد نقودكم...لا اريد اي شيئ منكم، أنا لست واحدا منكم بعد اليوم، أنا ذاهب و لن أعود اليكم! اتركوني بعد هذه المصيبة لكي أحيا بسلام...
يستدير حسن و يسير بضعة خطوات، و فجأة يصرخ عبدالجبار قبل ان يغادر الغرفة،
عبدالجبار :
أمامك ثلاثة ايام لتراجع نفسك! فإذا لم تتصل بنا سنتصل بك! و إياك و أبلاغ الشرطة! أنت قد أطلعت على الكثير من اسرارنا بالايام الماضية،
**********************
أنها نهاية طبيعية لمن ينشر الفوضى و الفساد في بلادنا، هنالك مثل عربي يقول : فاليَقْلَعْ كل واحِدْ شَوْكَهُ بيديه...اي بمعنى أن الكل سيجني ثمر صنيع يديه، فريال ربة منزل مسكينة عاشت بالفقر مع زوجها لفترة من الزمن، فالمصاريف كانت تزداد بصورة لا ترحم و أعباء الحياة كانت تثقل كاهلهم من دون رحمة الى أن تدخل ابليس في حياتهم...و حَوًلَ المال السهل الى جنة نعيم في عيون حسن...إنها تجربة تقليدية خبيثة يضعها الشيطان أمام الفقير و المعوز ماديا...فما كان بحسن إلا القبول ظناً منه أن هذا هو الحل لمشكلته...و لكن سرعان ما أطعمه القدر من نفس المُرْ الذي أطعم الناس منه ليكتمل ميزان عدالة مرير و لكن لا بد منه،
لا يجدر بنا أن نتحول الى جهاز تحكم عن بُعْد بين يدي الآخر ليتحكم بمصير حياتنا و تصرفاتنا...يقول لنا متى نعيش و متى نموت...متى نأكل و متى نشرب الماء...كيف لنا أن نكون مستحقين لنرث جنة الله و أم بغير ذلك كيف سنذهب الى الجحيم، فلو اراد الله لهذه المفاتيح أن تكون بين يدي البشر لما احتفظ لنفسه بحق دينونة البشر في يوم الآخرة، فمن يقول لفلان أن يزرع القنابل لدمار البشر هو بحقيقته أداة بين يداي ابليس، فقبل أن يقدم اي شخص على هذا الفعل المشين يجب أن يسأل ذاته عن أين ذهب عقله المفكر و ارادته المستقلة...خصائص خلقها الله بكل البشر بالتساوي لكي يميزوا الفكر الصالح من الطالح قبل أن يقترفوا الذنوب و قبل أن يخطئوا التصرف، هل هذا هو اليقين الإيماني؟ أن يحولني الآخر لورقة بيضاء ليكتب ما يشاء عليها دون خبرتي الخاصة؟ ان أُسَلِمْ بكلام الآخر ليقول لي متى أنهي حياتي و متى أنهي حياة البشر؟ أين ذهب العقل و الإرداة الحرة التي زرعها الله بالإنسان؟
أن قتل الإنسانية في نفس البشر و قتل الضمير لهو عمل شيطاني إذ يشتهي الشيطان قتل ما يزرعه الله بالعالم و بما أن الله قد زرع الحياة المُحْيٍيَة بالعالم فإن الشيطان يشتهي قتل هذه الحياة بكل معانيها...و بما أن الله قد زرع الضمير و العقل و الإرداة بالذات الإنسانية فإن الشيطان يحاول مرارا و تكرارا قتلها...ليزرع ما هو عكس ارادة الله...أم بغير ذلك ستتبرر اعمال الشيطان بأنها حق و هذا لا يجوز بأي ديانة سماوية...فهل سنبرر ما هو عكس ارادة الله على أنه الصواب و الحَسَنْ؟ هل ستسمو فينا ثمار من يحاول السير عكس ارادة الله بدلاً من ثمار الصلاح و البر و التقوى و الفعل الذي يُرْضي الله؟ (يتبع)
التعليقات