يبدو ان ألاعلام العربي على مختلف توجهاته ,,مازال يعاني من عبثية التقاط الاخبار وترويجها ,,بألاضافة الى أسلوب عبثي بتحليلها وبناء الافكار حولها ,فبروبوغندا الاعلام العربي ,,بأت يشوبها بالفترة ألاخيرة الكثير من التناقضات ,وكأن الاعلام العربي مغيب عن حقائق الواقع المعاش ,فالحديث اليوم عن مشروع تقارب مصري - تركي ,,تدعمه وتديره السعودية ,هو حديث أقرب ألى الهزلية منه الى الواقعية ,فالناظر بسهولة الى طبيعة تشعب الخلافات بين النظامين المصري والتركي ابعادآ وخلفيات سيصل بسهولة الى نتيجة واحدة ومفادها 'أنه من المستحيل بهذه المرحلة تحديدآ حصول تقارب بين النظامين المصري والتركي ',,لأسباب كثيرة سنعرج عليها ضمن سياق هذا المقال ,بالمحصلة فمهما كانت المخاطر التي تواجه كلا النظامين أقليميآ ودوليآ ,فلا يمكن أبدآ الحديث عن فرص تقارب بين كلا النظامين ,,فكلا النظامين لديه مشروع ,وكلاهما قوة أقليمية ,,وكل طرف فيهما له ثأر طويل مع ألاخر,,ومن هذا الباب لايمكن أبدآ تعميم مفهوم التقارب على كلا النظامين بهذه المرحلة تحديدآ .
فحقائق الواقع المعاش ,,تؤكد أن هناك أكثر من ساحة أشتباك مصري –تركي ,ليس أولها بليبيا ولا اخرها بقطاع غزة ,كما أنه لايمكن أنكار بأي حال من الاحوال حقيقة ان تركيا مازالت تدعم وبقوة وبالشراكة مع أخوان مصر مساعي ضرب استقرار الداخل المصري ,وتدعم بشكل علني مشروع السعي الاخواني لأسقاط النظام المصري ,فتركيا ودوائرها الرسمية ما تركت مناسبة دولية ولا محفل اقليمي ولاحدث محلي ,ألا وكررت أسطوانتها المشروخة والتي تصف فيها النظام المصري انه نظام انقلابي ونظام غير شرعي ووو,,الخ ,من سلسلة الاتهامات التي يطلقها النظام التركي ومازال بحق النظام المصري,وعلى المقلب ألاخر فالنظام المصري الرسمي مازال ينظر الى النظام التركي بأنه نظام عدو لمصر بل تم وضعه بخانة ألد الاعداء للنظام المصري وللشعب المصري ,,ووسائل الاعلام المصرية الرسمية وغير الرسمية مازالت تتحدث بشكل علني صبح مساء ,عن دور تركيا الساعي لضرب استقرار الداخل المصري ,,بل وكان لوسائل الاعلام المصرية دور فاعل كذلك بشن حملات اعلامية تهاجم من خلالها النظام التركي .
وهنا فعندما يتم الحديث عن تركيا ,,فيجيب ان لايغيب عن اذهاننا دور قطر حليف تركيا الابرز عربيآ,فهل هناك بألاصل توافق قطري –مصري ,حتى يتم تعميم تجربة هذا التوافق على الحالة التركية –المصرية ,وهذا ما يدفعنا ايضآ للتساؤل هنا عن المبادرة التي أطلقها الملك السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز ,لتعزيز نقاط التقارب بين الدولتين المصرية والقطرية ,فهل المبادرة رحلت برحيل صاحبها ؟؟!,فهي لم تعد تذكر أبدآ ,,وألايام القليلة الماضية وصلت بها حدة التصعيد بين كل من الدولتين المصرية والقطرية الى درجة الاشتباك المباشر سياسيآ ودبلوماسيآ واعلاميآ وحتى امنيآ ,فمصر أتهمت علانية قطر بأنها تدعم الارهاب ,ووصلت حدة التصعيد والاشتباك بينهما الى درجة غير مسبوقة فقد اصبحت الساحة الليبية المنقسمة على نفسها , مسرحآ للأشتباك الامني والسياسي والاعلامي بين كلا الدولتين ,وكادت هذه العلاقة المتوترة بين الدولتين ان تطيح بعلاقات مصر مع دول مجلس التعاون الخليجي ككل ,,بعد ان خرجت تصريحات اعلامية رسمية باسم مجلس التعاون الخليجي ,,تدين الموقف المصري الذي اتهم قطر بدعم الارهاب ,لولا الصحوة المبكرة السعودية-الاماراتية ,التي أستطاعت انقاذ الموقف قبل تأزمه بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر.
وبعيدآ عن ساحات الاشتباك القطري المصري المتعددة الوجوه والاشكال , فحقائق الواقع المعاش تؤكد بما لايقبل الشك ,أن الحديث عن تقارب مصري –تركي ,بهذه المرحلة هو حديث عبثي أيضآ,فتركيا تنظر للنظام المصري بأنه نظام قد حطم مشروعها الساعي لاحتواء المنطقة العربية تحت عباءة الاخوان المسلميين حلفاء الاتراك الرئيسيين بالمنطقة العربية ,كما ينظر النظام المصري بدوره للنظام التركي على انه نظام يسعى ويعمل لاسقاطه ,من خلال تحريك جذور الفوضى بالداخل المصري ,ودعم اخوان مصر الساعيين وبقوة لاسقاط النظام المصري ,,فقضية الخلافات بين مصر وتركيا ,هي قضية معقدة وشائكة جدآ ومن الصعب الوصول لحلول لها بالشيء اليسير .
السعوديين بدورهم ,يعون جيدآ حجم الخلافات المصرية –التركية ,ويعلمون جيدآ انه من الصعوبة بهذه المرحلة تحديدآ الحديث عن تقارب مصري –تركي ,ويعلمون ان كل جهودهم ستكون حهود عبثية لافائدة منها ,فالمصريين لن يقدمو أبدآ أي تنازلات للاتراك بالداخل المصري من خلال اطلاق يد اخوان مصر من جديد بالداخل المصري ,والاتراك لن يقبلو ان يقدمو أي تنازل عن خطابهم الرسمي المهاجم بشكل علني للنظام المصري دون تقديم تنازلات من مصر ,,والواضح ان ساحات الاشتباك داخل وخارج مصر بين الاتراك والمصريين ستزيد حدتها بالقادم من الايام لعدة اعتبارات ومتغيرات اقليمية بالمنطقة,وهذا مايدفع البعض للتساؤل أنه اذا كانت دوائر صنع القرار السعودي تعلم بكل هذه المحددات التي تعيق فرص تحقيق تقارب ولو شكلي واعلامي بين أنقرة والقاهرة ,,فلماذا أذآ كل هذه المساعي والجهود السعودية ؟؟.
هنا يمكن القول أن السعودية بعد مرحلة الملك عبدالله بن العزيز ,وبعد وصول طاقم حكم مختلف لسدة الحكم السعودي برؤية مغايرة نوعآ ما لرؤية طاقم الحكم السابق ,نتيجة لعدة متغيرات اقليمية ودولية ,فهذه المتغيرات بمجملها ,دفعت طاقم الحكم الجديد,,للبحث عن خيارات جديدة يستطيع من خلالها بناء وتحديد رؤيته المستقبلية لطبيعة وكيفية التحكم بادارة ملفاته الداخلية والخارجية ,وهنا لايمكن أبدآ أنكار حقيقة ان الدولة السعودية ونظامها الرسمي بهذه ألفترة الانتقالية تحديدآ تمر بازمة حقيقية ,فالازمة اليمنية والبحرينية تلقي بظلالها بشكل واسع على الامن الداخلي السعودي ,وحقيقة انهيار بنك الاهداف السعودي في كل من سورية والعراق وليبيا تضع هي ألاخرى الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة ادارة الملفات الخارجية السعودية ؟؟,وبالاتجاه الاخر يبدو ان واشنطن قد قررت نوعآ ما تعديل ميزان تحالفاتها بالمنطقة من خلال ايجاد علاقة توازن امريكية جديدة مع كل قوى الاقليم بما فيها 'أيران ',وهذا يظهر جليآ من خلال مؤشرات التفاهم الواضحة بين واشنطن وطهران حول ملف ايران النووي,هذه الملفات بمجملها دفعت النظام السعودي الجديد للبحث عن تحالفات اقليمية جديدة ,تستطيع ان توفر له مرحليآ نوعآ من الحماية من متغيرات المنطقة ,وعلى الفور التقط ألاتراك هذه الاشارة وبالفعل وجد الرئيس التركي أردوغان فرصة ثمينة للخروج من عزلته الدولية والاقليمية ,وفرصة أضافية لتوسيع نطاق نفوذه الاقليمي بعد فشل رهانه بمصر وسورية .
السعوديين وجدو بمبادرة اردوغان نحوهم فرصة لتعزيز دورهم بالاقليم وضمان حماية لهم ,ولكن هذا التقارب السعودي – التركي ,,أزعج المصريين كثيرآ ,وشعرو أن هناك مؤامرة ما تحاك ضدهم ,السعوديين سريعآ ما أستدركوا هذا ألامر ,,فهم لايريدون ان يكسبو شريكآ ليخسرو أخر ,,ومن هنا قررو ان يقدمو مبادرة حسن نوايا للمصريين كما للأتراك ,,وبدأ العمل على خطوط متساوية متشعبة العلاقات ,بمحاولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الاتراك والمصريين ,فقيام حلف تركي –سعودي –مصري بالمنطقة سيكون له وقع ثقيل بكل دوائر صنع القرار الاقليمية والدولية ,,وهذا ما تبحث عنه الرياض ألان ,لمواجهة تحديات الداخل السعودي وتحديات متغيرات الاقليم ,ولكن السؤال هل بامكان الرياض أن تصل لهذه المعادلة بسهولة ؟؟,,لا أعتقد ذلك بالمطلق ,فحجم الخلافات التركية –المصرية وتشعبها ,ينفي بشكل قاطع امكانية بناء حلف مصري –سعودي –تركي .
ختامآ ,,ان أمكانيات ومساعي بناء توافقات اقليمية تؤسس لبناء تحالفات أقليمية ذات طابع جديد ,بالتأكيد ستواجه العديد من التحديات ,وهذا ما ينذر بالتأكيد على ان هناك متغيرات اقليمية قادمة ,ستعمل على تغيير جذري بقواعد الاشتباك الاقليمية ,وستعيد بشكل واسع تشكيل اقطاب الاحلاف الجديدة بالمنطقة,,مما يعني أن المنطقة برمتها مقبلة على تغيرات جيو سياسية كبرى ,وما السعي السعودي ألاخير الهادف الى تشكيل حلف اقليمي واسع ,الا دليل على استشعار السعوديين كما غيرهم لخطورة المرحلة المقبلة,,ولكن هل سينجح هذا المسعى السعودي ؟؟,,وهنا أعيد نفس الاجابة للمرة الثالثة ,بأن هذا المسعى كتب عليه الفشل قبل ان يتم الحديث فيه ,وهذا ما سيدفع السعوديين الى البحث عن خيارات بديلة ,,قد تدفع السعوديين الى خيارات صعبة ,فالسعودية اليوم مخيرة بين حلف تركي –سعودي ,,او حلف مصري –سعودي ,,ولا يوجد خيار ثالث امام السعوديين ,,فأي الطرق سيختار السعوديين ,مع ان كل الطرق عوجاء امام السعوديين ,,ولكنهم مجبرون على الاختيار لانهم بصراع مع الوقت ..........
*كاتب وناشط سياسي –الاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com
يبدو ان ألاعلام العربي على مختلف توجهاته ,,مازال يعاني من عبثية التقاط الاخبار وترويجها ,,بألاضافة الى أسلوب عبثي بتحليلها وبناء الافكار حولها ,فبروبوغندا الاعلام العربي ,,بأت يشوبها بالفترة ألاخيرة الكثير من التناقضات ,وكأن الاعلام العربي مغيب عن حقائق الواقع المعاش ,فالحديث اليوم عن مشروع تقارب مصري - تركي ,,تدعمه وتديره السعودية ,هو حديث أقرب ألى الهزلية منه الى الواقعية ,فالناظر بسهولة الى طبيعة تشعب الخلافات بين النظامين المصري والتركي ابعادآ وخلفيات سيصل بسهولة الى نتيجة واحدة ومفادها 'أنه من المستحيل بهذه المرحلة تحديدآ حصول تقارب بين النظامين المصري والتركي ',,لأسباب كثيرة سنعرج عليها ضمن سياق هذا المقال ,بالمحصلة فمهما كانت المخاطر التي تواجه كلا النظامين أقليميآ ودوليآ ,فلا يمكن أبدآ الحديث عن فرص تقارب بين كلا النظامين ,,فكلا النظامين لديه مشروع ,وكلاهما قوة أقليمية ,,وكل طرف فيهما له ثأر طويل مع ألاخر,,ومن هذا الباب لايمكن أبدآ تعميم مفهوم التقارب على كلا النظامين بهذه المرحلة تحديدآ .
فحقائق الواقع المعاش ,,تؤكد أن هناك أكثر من ساحة أشتباك مصري –تركي ,ليس أولها بليبيا ولا اخرها بقطاع غزة ,كما أنه لايمكن أنكار بأي حال من الاحوال حقيقة ان تركيا مازالت تدعم وبقوة وبالشراكة مع أخوان مصر مساعي ضرب استقرار الداخل المصري ,وتدعم بشكل علني مشروع السعي الاخواني لأسقاط النظام المصري ,فتركيا ودوائرها الرسمية ما تركت مناسبة دولية ولا محفل اقليمي ولاحدث محلي ,ألا وكررت أسطوانتها المشروخة والتي تصف فيها النظام المصري انه نظام انقلابي ونظام غير شرعي ووو,,الخ ,من سلسلة الاتهامات التي يطلقها النظام التركي ومازال بحق النظام المصري,وعلى المقلب ألاخر فالنظام المصري الرسمي مازال ينظر الى النظام التركي بأنه نظام عدو لمصر بل تم وضعه بخانة ألد الاعداء للنظام المصري وللشعب المصري ,,ووسائل الاعلام المصرية الرسمية وغير الرسمية مازالت تتحدث بشكل علني صبح مساء ,عن دور تركيا الساعي لضرب استقرار الداخل المصري ,,بل وكان لوسائل الاعلام المصرية دور فاعل كذلك بشن حملات اعلامية تهاجم من خلالها النظام التركي .
وهنا فعندما يتم الحديث عن تركيا ,,فيجيب ان لايغيب عن اذهاننا دور قطر حليف تركيا الابرز عربيآ,فهل هناك بألاصل توافق قطري –مصري ,حتى يتم تعميم تجربة هذا التوافق على الحالة التركية –المصرية ,وهذا ما يدفعنا ايضآ للتساؤل هنا عن المبادرة التي أطلقها الملك السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز ,لتعزيز نقاط التقارب بين الدولتين المصرية والقطرية ,فهل المبادرة رحلت برحيل صاحبها ؟؟!,فهي لم تعد تذكر أبدآ ,,وألايام القليلة الماضية وصلت بها حدة التصعيد بين كل من الدولتين المصرية والقطرية الى درجة الاشتباك المباشر سياسيآ ودبلوماسيآ واعلاميآ وحتى امنيآ ,فمصر أتهمت علانية قطر بأنها تدعم الارهاب ,ووصلت حدة التصعيد والاشتباك بينهما الى درجة غير مسبوقة فقد اصبحت الساحة الليبية المنقسمة على نفسها , مسرحآ للأشتباك الامني والسياسي والاعلامي بين كلا الدولتين ,وكادت هذه العلاقة المتوترة بين الدولتين ان تطيح بعلاقات مصر مع دول مجلس التعاون الخليجي ككل ,,بعد ان خرجت تصريحات اعلامية رسمية باسم مجلس التعاون الخليجي ,,تدين الموقف المصري الذي اتهم قطر بدعم الارهاب ,لولا الصحوة المبكرة السعودية-الاماراتية ,التي أستطاعت انقاذ الموقف قبل تأزمه بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر.
وبعيدآ عن ساحات الاشتباك القطري المصري المتعددة الوجوه والاشكال , فحقائق الواقع المعاش تؤكد بما لايقبل الشك ,أن الحديث عن تقارب مصري –تركي ,بهذه المرحلة هو حديث عبثي أيضآ,فتركيا تنظر للنظام المصري بأنه نظام قد حطم مشروعها الساعي لاحتواء المنطقة العربية تحت عباءة الاخوان المسلميين حلفاء الاتراك الرئيسيين بالمنطقة العربية ,كما ينظر النظام المصري بدوره للنظام التركي على انه نظام يسعى ويعمل لاسقاطه ,من خلال تحريك جذور الفوضى بالداخل المصري ,ودعم اخوان مصر الساعيين وبقوة لاسقاط النظام المصري ,,فقضية الخلافات بين مصر وتركيا ,هي قضية معقدة وشائكة جدآ ومن الصعب الوصول لحلول لها بالشيء اليسير .
السعوديين بدورهم ,يعون جيدآ حجم الخلافات المصرية –التركية ,ويعلمون جيدآ انه من الصعوبة بهذه المرحلة تحديدآ الحديث عن تقارب مصري –تركي ,ويعلمون ان كل جهودهم ستكون حهود عبثية لافائدة منها ,فالمصريين لن يقدمو أبدآ أي تنازلات للاتراك بالداخل المصري من خلال اطلاق يد اخوان مصر من جديد بالداخل المصري ,والاتراك لن يقبلو ان يقدمو أي تنازل عن خطابهم الرسمي المهاجم بشكل علني للنظام المصري دون تقديم تنازلات من مصر ,,والواضح ان ساحات الاشتباك داخل وخارج مصر بين الاتراك والمصريين ستزيد حدتها بالقادم من الايام لعدة اعتبارات ومتغيرات اقليمية بالمنطقة,وهذا مايدفع البعض للتساؤل أنه اذا كانت دوائر صنع القرار السعودي تعلم بكل هذه المحددات التي تعيق فرص تحقيق تقارب ولو شكلي واعلامي بين أنقرة والقاهرة ,,فلماذا أذآ كل هذه المساعي والجهود السعودية ؟؟.
هنا يمكن القول أن السعودية بعد مرحلة الملك عبدالله بن العزيز ,وبعد وصول طاقم حكم مختلف لسدة الحكم السعودي برؤية مغايرة نوعآ ما لرؤية طاقم الحكم السابق ,نتيجة لعدة متغيرات اقليمية ودولية ,فهذه المتغيرات بمجملها ,دفعت طاقم الحكم الجديد,,للبحث عن خيارات جديدة يستطيع من خلالها بناء وتحديد رؤيته المستقبلية لطبيعة وكيفية التحكم بادارة ملفاته الداخلية والخارجية ,وهنا لايمكن أبدآ أنكار حقيقة ان الدولة السعودية ونظامها الرسمي بهذه ألفترة الانتقالية تحديدآ تمر بازمة حقيقية ,فالازمة اليمنية والبحرينية تلقي بظلالها بشكل واسع على الامن الداخلي السعودي ,وحقيقة انهيار بنك الاهداف السعودي في كل من سورية والعراق وليبيا تضع هي ألاخرى الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة ادارة الملفات الخارجية السعودية ؟؟,وبالاتجاه الاخر يبدو ان واشنطن قد قررت نوعآ ما تعديل ميزان تحالفاتها بالمنطقة من خلال ايجاد علاقة توازن امريكية جديدة مع كل قوى الاقليم بما فيها 'أيران ',وهذا يظهر جليآ من خلال مؤشرات التفاهم الواضحة بين واشنطن وطهران حول ملف ايران النووي,هذه الملفات بمجملها دفعت النظام السعودي الجديد للبحث عن تحالفات اقليمية جديدة ,تستطيع ان توفر له مرحليآ نوعآ من الحماية من متغيرات المنطقة ,وعلى الفور التقط ألاتراك هذه الاشارة وبالفعل وجد الرئيس التركي أردوغان فرصة ثمينة للخروج من عزلته الدولية والاقليمية ,وفرصة أضافية لتوسيع نطاق نفوذه الاقليمي بعد فشل رهانه بمصر وسورية .
السعوديين وجدو بمبادرة اردوغان نحوهم فرصة لتعزيز دورهم بالاقليم وضمان حماية لهم ,ولكن هذا التقارب السعودي – التركي ,,أزعج المصريين كثيرآ ,وشعرو أن هناك مؤامرة ما تحاك ضدهم ,السعوديين سريعآ ما أستدركوا هذا ألامر ,,فهم لايريدون ان يكسبو شريكآ ليخسرو أخر ,,ومن هنا قررو ان يقدمو مبادرة حسن نوايا للمصريين كما للأتراك ,,وبدأ العمل على خطوط متساوية متشعبة العلاقات ,بمحاولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الاتراك والمصريين ,فقيام حلف تركي –سعودي –مصري بالمنطقة سيكون له وقع ثقيل بكل دوائر صنع القرار الاقليمية والدولية ,,وهذا ما تبحث عنه الرياض ألان ,لمواجهة تحديات الداخل السعودي وتحديات متغيرات الاقليم ,ولكن السؤال هل بامكان الرياض أن تصل لهذه المعادلة بسهولة ؟؟,,لا أعتقد ذلك بالمطلق ,فحجم الخلافات التركية –المصرية وتشعبها ,ينفي بشكل قاطع امكانية بناء حلف مصري –سعودي –تركي .
ختامآ ,,ان أمكانيات ومساعي بناء توافقات اقليمية تؤسس لبناء تحالفات أقليمية ذات طابع جديد ,بالتأكيد ستواجه العديد من التحديات ,وهذا ما ينذر بالتأكيد على ان هناك متغيرات اقليمية قادمة ,ستعمل على تغيير جذري بقواعد الاشتباك الاقليمية ,وستعيد بشكل واسع تشكيل اقطاب الاحلاف الجديدة بالمنطقة,,مما يعني أن المنطقة برمتها مقبلة على تغيرات جيو سياسية كبرى ,وما السعي السعودي ألاخير الهادف الى تشكيل حلف اقليمي واسع ,الا دليل على استشعار السعوديين كما غيرهم لخطورة المرحلة المقبلة,,ولكن هل سينجح هذا المسعى السعودي ؟؟,,وهنا أعيد نفس الاجابة للمرة الثالثة ,بأن هذا المسعى كتب عليه الفشل قبل ان يتم الحديث فيه ,وهذا ما سيدفع السعوديين الى البحث عن خيارات بديلة ,,قد تدفع السعوديين الى خيارات صعبة ,فالسعودية اليوم مخيرة بين حلف تركي –سعودي ,,او حلف مصري –سعودي ,,ولا يوجد خيار ثالث امام السعوديين ,,فأي الطرق سيختار السعوديين ,مع ان كل الطرق عوجاء امام السعوديين ,,ولكنهم مجبرون على الاختيار لانهم بصراع مع الوقت ..........
*كاتب وناشط سياسي –الاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com
يبدو ان ألاعلام العربي على مختلف توجهاته ,,مازال يعاني من عبثية التقاط الاخبار وترويجها ,,بألاضافة الى أسلوب عبثي بتحليلها وبناء الافكار حولها ,فبروبوغندا الاعلام العربي ,,بأت يشوبها بالفترة ألاخيرة الكثير من التناقضات ,وكأن الاعلام العربي مغيب عن حقائق الواقع المعاش ,فالحديث اليوم عن مشروع تقارب مصري - تركي ,,تدعمه وتديره السعودية ,هو حديث أقرب ألى الهزلية منه الى الواقعية ,فالناظر بسهولة الى طبيعة تشعب الخلافات بين النظامين المصري والتركي ابعادآ وخلفيات سيصل بسهولة الى نتيجة واحدة ومفادها 'أنه من المستحيل بهذه المرحلة تحديدآ حصول تقارب بين النظامين المصري والتركي ',,لأسباب كثيرة سنعرج عليها ضمن سياق هذا المقال ,بالمحصلة فمهما كانت المخاطر التي تواجه كلا النظامين أقليميآ ودوليآ ,فلا يمكن أبدآ الحديث عن فرص تقارب بين كلا النظامين ,,فكلا النظامين لديه مشروع ,وكلاهما قوة أقليمية ,,وكل طرف فيهما له ثأر طويل مع ألاخر,,ومن هذا الباب لايمكن أبدآ تعميم مفهوم التقارب على كلا النظامين بهذه المرحلة تحديدآ .
فحقائق الواقع المعاش ,,تؤكد أن هناك أكثر من ساحة أشتباك مصري –تركي ,ليس أولها بليبيا ولا اخرها بقطاع غزة ,كما أنه لايمكن أنكار بأي حال من الاحوال حقيقة ان تركيا مازالت تدعم وبقوة وبالشراكة مع أخوان مصر مساعي ضرب استقرار الداخل المصري ,وتدعم بشكل علني مشروع السعي الاخواني لأسقاط النظام المصري ,فتركيا ودوائرها الرسمية ما تركت مناسبة دولية ولا محفل اقليمي ولاحدث محلي ,ألا وكررت أسطوانتها المشروخة والتي تصف فيها النظام المصري انه نظام انقلابي ونظام غير شرعي ووو,,الخ ,من سلسلة الاتهامات التي يطلقها النظام التركي ومازال بحق النظام المصري,وعلى المقلب ألاخر فالنظام المصري الرسمي مازال ينظر الى النظام التركي بأنه نظام عدو لمصر بل تم وضعه بخانة ألد الاعداء للنظام المصري وللشعب المصري ,,ووسائل الاعلام المصرية الرسمية وغير الرسمية مازالت تتحدث بشكل علني صبح مساء ,عن دور تركيا الساعي لضرب استقرار الداخل المصري ,,بل وكان لوسائل الاعلام المصرية دور فاعل كذلك بشن حملات اعلامية تهاجم من خلالها النظام التركي .
وهنا فعندما يتم الحديث عن تركيا ,,فيجيب ان لايغيب عن اذهاننا دور قطر حليف تركيا الابرز عربيآ,فهل هناك بألاصل توافق قطري –مصري ,حتى يتم تعميم تجربة هذا التوافق على الحالة التركية –المصرية ,وهذا ما يدفعنا ايضآ للتساؤل هنا عن المبادرة التي أطلقها الملك السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز ,لتعزيز نقاط التقارب بين الدولتين المصرية والقطرية ,فهل المبادرة رحلت برحيل صاحبها ؟؟!,فهي لم تعد تذكر أبدآ ,,وألايام القليلة الماضية وصلت بها حدة التصعيد بين كل من الدولتين المصرية والقطرية الى درجة الاشتباك المباشر سياسيآ ودبلوماسيآ واعلاميآ وحتى امنيآ ,فمصر أتهمت علانية قطر بأنها تدعم الارهاب ,ووصلت حدة التصعيد والاشتباك بينهما الى درجة غير مسبوقة فقد اصبحت الساحة الليبية المنقسمة على نفسها , مسرحآ للأشتباك الامني والسياسي والاعلامي بين كلا الدولتين ,وكادت هذه العلاقة المتوترة بين الدولتين ان تطيح بعلاقات مصر مع دول مجلس التعاون الخليجي ككل ,,بعد ان خرجت تصريحات اعلامية رسمية باسم مجلس التعاون الخليجي ,,تدين الموقف المصري الذي اتهم قطر بدعم الارهاب ,لولا الصحوة المبكرة السعودية-الاماراتية ,التي أستطاعت انقاذ الموقف قبل تأزمه بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر.
وبعيدآ عن ساحات الاشتباك القطري المصري المتعددة الوجوه والاشكال , فحقائق الواقع المعاش تؤكد بما لايقبل الشك ,أن الحديث عن تقارب مصري –تركي ,بهذه المرحلة هو حديث عبثي أيضآ,فتركيا تنظر للنظام المصري بأنه نظام قد حطم مشروعها الساعي لاحتواء المنطقة العربية تحت عباءة الاخوان المسلميين حلفاء الاتراك الرئيسيين بالمنطقة العربية ,كما ينظر النظام المصري بدوره للنظام التركي على انه نظام يسعى ويعمل لاسقاطه ,من خلال تحريك جذور الفوضى بالداخل المصري ,ودعم اخوان مصر الساعيين وبقوة لاسقاط النظام المصري ,,فقضية الخلافات بين مصر وتركيا ,هي قضية معقدة وشائكة جدآ ومن الصعب الوصول لحلول لها بالشيء اليسير .
السعوديين بدورهم ,يعون جيدآ حجم الخلافات المصرية –التركية ,ويعلمون جيدآ انه من الصعوبة بهذه المرحلة تحديدآ الحديث عن تقارب مصري –تركي ,ويعلمون ان كل جهودهم ستكون حهود عبثية لافائدة منها ,فالمصريين لن يقدمو أبدآ أي تنازلات للاتراك بالداخل المصري من خلال اطلاق يد اخوان مصر من جديد بالداخل المصري ,والاتراك لن يقبلو ان يقدمو أي تنازل عن خطابهم الرسمي المهاجم بشكل علني للنظام المصري دون تقديم تنازلات من مصر ,,والواضح ان ساحات الاشتباك داخل وخارج مصر بين الاتراك والمصريين ستزيد حدتها بالقادم من الايام لعدة اعتبارات ومتغيرات اقليمية بالمنطقة,وهذا مايدفع البعض للتساؤل أنه اذا كانت دوائر صنع القرار السعودي تعلم بكل هذه المحددات التي تعيق فرص تحقيق تقارب ولو شكلي واعلامي بين أنقرة والقاهرة ,,فلماذا أذآ كل هذه المساعي والجهود السعودية ؟؟.
هنا يمكن القول أن السعودية بعد مرحلة الملك عبدالله بن العزيز ,وبعد وصول طاقم حكم مختلف لسدة الحكم السعودي برؤية مغايرة نوعآ ما لرؤية طاقم الحكم السابق ,نتيجة لعدة متغيرات اقليمية ودولية ,فهذه المتغيرات بمجملها ,دفعت طاقم الحكم الجديد,,للبحث عن خيارات جديدة يستطيع من خلالها بناء وتحديد رؤيته المستقبلية لطبيعة وكيفية التحكم بادارة ملفاته الداخلية والخارجية ,وهنا لايمكن أبدآ أنكار حقيقة ان الدولة السعودية ونظامها الرسمي بهذه ألفترة الانتقالية تحديدآ تمر بازمة حقيقية ,فالازمة اليمنية والبحرينية تلقي بظلالها بشكل واسع على الامن الداخلي السعودي ,وحقيقة انهيار بنك الاهداف السعودي في كل من سورية والعراق وليبيا تضع هي ألاخرى الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة ادارة الملفات الخارجية السعودية ؟؟,وبالاتجاه الاخر يبدو ان واشنطن قد قررت نوعآ ما تعديل ميزان تحالفاتها بالمنطقة من خلال ايجاد علاقة توازن امريكية جديدة مع كل قوى الاقليم بما فيها 'أيران ',وهذا يظهر جليآ من خلال مؤشرات التفاهم الواضحة بين واشنطن وطهران حول ملف ايران النووي,هذه الملفات بمجملها دفعت النظام السعودي الجديد للبحث عن تحالفات اقليمية جديدة ,تستطيع ان توفر له مرحليآ نوعآ من الحماية من متغيرات المنطقة ,وعلى الفور التقط ألاتراك هذه الاشارة وبالفعل وجد الرئيس التركي أردوغان فرصة ثمينة للخروج من عزلته الدولية والاقليمية ,وفرصة أضافية لتوسيع نطاق نفوذه الاقليمي بعد فشل رهانه بمصر وسورية .
السعوديين وجدو بمبادرة اردوغان نحوهم فرصة لتعزيز دورهم بالاقليم وضمان حماية لهم ,ولكن هذا التقارب السعودي – التركي ,,أزعج المصريين كثيرآ ,وشعرو أن هناك مؤامرة ما تحاك ضدهم ,السعوديين سريعآ ما أستدركوا هذا ألامر ,,فهم لايريدون ان يكسبو شريكآ ليخسرو أخر ,,ومن هنا قررو ان يقدمو مبادرة حسن نوايا للمصريين كما للأتراك ,,وبدأ العمل على خطوط متساوية متشعبة العلاقات ,بمحاولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الاتراك والمصريين ,فقيام حلف تركي –سعودي –مصري بالمنطقة سيكون له وقع ثقيل بكل دوائر صنع القرار الاقليمية والدولية ,,وهذا ما تبحث عنه الرياض ألان ,لمواجهة تحديات الداخل السعودي وتحديات متغيرات الاقليم ,ولكن السؤال هل بامكان الرياض أن تصل لهذه المعادلة بسهولة ؟؟,,لا أعتقد ذلك بالمطلق ,فحجم الخلافات التركية –المصرية وتشعبها ,ينفي بشكل قاطع امكانية بناء حلف مصري –سعودي –تركي .
ختامآ ,,ان أمكانيات ومساعي بناء توافقات اقليمية تؤسس لبناء تحالفات أقليمية ذات طابع جديد ,بالتأكيد ستواجه العديد من التحديات ,وهذا ما ينذر بالتأكيد على ان هناك متغيرات اقليمية قادمة ,ستعمل على تغيير جذري بقواعد الاشتباك الاقليمية ,وستعيد بشكل واسع تشكيل اقطاب الاحلاف الجديدة بالمنطقة,,مما يعني أن المنطقة برمتها مقبلة على تغيرات جيو سياسية كبرى ,وما السعي السعودي ألاخير الهادف الى تشكيل حلف اقليمي واسع ,الا دليل على استشعار السعوديين كما غيرهم لخطورة المرحلة المقبلة,,ولكن هل سينجح هذا المسعى السعودي ؟؟,,وهنا أعيد نفس الاجابة للمرة الثالثة ,بأن هذا المسعى كتب عليه الفشل قبل ان يتم الحديث فيه ,وهذا ما سيدفع السعوديين الى البحث عن خيارات بديلة ,,قد تدفع السعوديين الى خيارات صعبة ,فالسعودية اليوم مخيرة بين حلف تركي –سعودي ,,او حلف مصري –سعودي ,,ولا يوجد خيار ثالث امام السعوديين ,,فأي الطرق سيختار السعوديين ,مع ان كل الطرق عوجاء امام السعوديين ,,ولكنهم مجبرون على الاختيار لانهم بصراع مع الوقت ..........
*كاتب وناشط سياسي –الاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com
التعليقات