قامت إدارة منظمة بسمة أمل في غرب استراليا بتكريم الدكتورة الأردنية باسمة الشقيرات في حفل وداع كبير حضره عدد كبير من سيدات الجالية العربية والإسلامية في غرب استراليا يوم الثلاثاء ٢٤/٢/٢٠١٥، ولقد قدمت رئيسة المنظمة درع المنظمة للتميز والعطاء للدكتورة الأردنية تقديراً لجهودها وتميزها.
حيث استطاعت الدكتورة باسمة الشقيرات أن تسطر قصة نجاح جديدة لنشمية أردنية لم يتجاوز عمرها ٣٢ عاما بعد حصولها على الدكتوراة بامتياز من قسم هندسة الإلكترونيات والحاسوب بجامعة كيرتن بأستراليا، وقد حظيت اطروحة الدكتوراة على اطراء لجنة التحكيم الذين شكروها على الجهد الرائع المبذول والإضافة النوعية التي بلورتها أبحاثها في مجال تخصصها. مع العلم أن أحد المحكمين البروفيسور كريشنا ميصرا، والبالغ من العمر ٧٠ عاما، هو أستاذ متخصص ورئيس تحرير لمجلة عالمية محكمة مرموقة. وتعد الدكتورة باسمة الشقيرات أول إمرأة من لواء الشوبك ومحافظة معان تحصل على الدكتوراة في علم الحاسوب وشبكات الإتصالات من الخارج.
لكن قصة النجاح الحقيقية لم تكن هنا، بل كانت عندما تخطت الدكتورة باسمة الشقيرات كل العقبات التعجيزية التي واجهتها قبل بداية الدراسة وخلالها وحتى النهاية. فلقد حصلت على منحة الدكتوراة من الجامعة الأردنية بعد تفوقها بالماجستير وحصولها على معدل ٤ من ٤ لتكون الأولى على الدفعة.
وفي ذلك الحين كانت الدكتورة باسمة في حيره من أمرها لأخذ القرار بالسفر واكمال الدكتوراة، فهي أم لأربع طفلات بلغ عمر الكبرى منهن ٥ سنوات والطفلتان التؤام ٣ سنوات، أما الصغرى فقد أكملت ربيعها الأول، بالإضافة الي عمل زوجها كضابط بالقوات المسلحة الاردنية ومن الصعب جدا مرافقته لها، ناهيك عن متطلبات الابتعاث التي تكاد تكون أشبه بالمستحيل، فهي تستوجب رهن عقارات بمبالغ ضخمة جداً وصلت إلى ربع مليون دينار أردني، لكن هنا سطر زوجها الرائد راضي الشقيرات أسمى معاني النبل والوفاء والتضحية وعمل جاهداً على تأمين كل متطلبات الابتعاث لزوجته وتوفير الرهن المطلوب، ولم يتوقف عطائه ووفائه لزوجته هنا بل ضحى كذلك بكل الفرص الوظيفة التي قد لا تتكرر له في عمله، ولقد كان آخرها عدم استحقاقه للارادة الملكية بالترفيع مع فوجه لرتبة مقدم، وكل هذا التضحيات كانت من أجل أن يساند عائلته الصغيرة بالغربة ويقف بجانب زوجته لتحقق هدفها السامي والحصول على الدكتوراة والعودة إلي الجامعة الأردنية للمساهمة في بناء الوطن وتعليم أجيال المستقبل.
وبعد مشوار طويل حافل بالمخاطر التي لا تعد ولا تحصى والشدائد الجمة التي تعرضت لها الدكتورة مع زوجها وعائلتها الصغيرة التي كان أولها وفاة والد زوجها وأخته خلال أول سنتين وآخرها إصابة والدها السنة الماضية بأربع جلطات سببت له شلل نصفي، وفقدانها لستة أشخاص من الأقارب المقربين جداً بسبب مرض السرطان. بالاضافة إلى العديد من الظروف الاجتماعية القاسية التي تعرضت لها بالغربة وكان لها اثر كبير على عائلتها الصغيرة. ناهيك عن حجم المشقة التي عانتها الدكتورة لصغر أعمار أطفالها وحاجتهم لرعايتها الخاصة بهم في حين أنه عند سفرها لاستراليا لم يتجاوز عمر الدكتورة باسمة ٢٨ ربيعا. وكما هو معلوم ان مدينة بيرث الاسترالية تعتبر من أغلى خمس مدن معيشية بالعالم مما زاد من مشقة زوجها لتأمين حياة كريمة لها ولعائلتها الصغيرة والبقاء بجانبهم في بلاد الغربة.
وبالرغم من كل ذلك ثابرت واجتهدت واستطاعت الدكتورة الشقيرات نشر عشر أبحاث في أربع مؤتمرات عالمية وست مجلات عالمية محكمة متخصصة خلال فترة دراستها في استراليا والتي امتدت أربع سنوات وقد حاز بحثها الاول المقدم في أحد هذه المؤتمرات على جائزة أفضل بحث بالمؤتمر عام ٢٠١٢. وقامت مؤخراً الدكتورة باسمة بنشر بحثين جديدين في مجلة عالمية محكمة ومؤتمر عالمي بعد إنهائها لرسالة الدكتوراة.
لم تكتفي الدكتورة باسمة بالتميز في المجال الأكاديمي، فلقد كان لأعمالها التطوعية في المجال اللااكاديمي بالمجتمع المحيط بها في مدينة بيرث بصمة مهمة، كونها متطوعة نشطة في منظمة بسمة أمل الأسترالية الخيرية. ولقد نظمت الدكتورة الشقيرات العديد من الاحتفالات والنشاطات التابعة للمنظمة التي كان آخرها احتفال الترحيب بالمسلمات الجدد، بالإضافة إلي تطوعها في تدريس مناهج اللغه العربية والتربية الاسلامية للأطفال من خلال مراكز المنظمة التعليمية، عدى عن قيامها بتنظيم الحفل الخيري الكبير الأول في غرب استراليا الذي أقامته هيئة الاعمال الخيرية باستراليا لرعاية الأيتام في جميع أنحاء العالم وحضره أكثر من١٣٠٠ شخص، ولقد لاقى هذا الحفل نجاحاً كبيراً وحصد أكثر من ٢٥٠ ألف دولار استرالي لكفالة الأيتام.
وعند سؤال الدكتورة باسمة الشقيرات عند سر النجاح فقد قالت: احساسي بأني سفيرة لوطني في بلاد الغربة كان دافع لي للنجاح والعطاء والتميز، فوطني الغالي قدم لي الكثير بالرغم من شُح موارده ولا أريد أن أخذله، لذلك تحديت كل المشقه والصعوبات.
أما عند زوجها الذي ضرب أروع مثل للرجل الأردني النشمي الذي حقق وصية الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال 'خيركم خيركم لأهله' ، فقد قالت الدكتورة باسمة إن ما توارثناه بالمثل العربي القديم 'وراء كل رجل عظيم إمرأه' يجسد دور المرأة القوي في نجاح الرجل وتميزه،ولكنها تؤمن من خلال تجربتها أن نجاح أي إمرأة لن يتم إلا بوجود رجل عظيم يقف أمامها ويساندها وتقول'أمام كل إمرأة ناجحة رجل عظيم '.وتضيف بأنها استطاعت وبكل فخر ولو بقدر بسيط تغيير نظرت المجتمع الغربي من حولها للمرأة العربية المسلمة من خلال تعاملها مع المحيطين بها ومحاولة تحسين الصورة السيئة التي كان الجميع ينظر بها للمراة المسلمة والعربية بشكل خاص، فقد كانوا يظنون أن المرأه العربية تعاني من شتى أنواع الاستبداد والتسلط من الزوج وهضم لكل حقوقها، فهذا ما صوره لهم الاعلام بشتى وسائله، لكن ولله الحمد كانت الدكتورة هي وعائلتها الصغيرة مثالا يحتذى به وصورة مشرفة للمرأة العربية المسلمة المثابرة للوصول لأعلى مستويات التعليم.
هذه قصة نجاح جديدة ليست فقط لشخص واحد بل هي لعائلة أردنية صغيرة تميزت وتكاتف أفرادها وتعاونوا وتحدوا كل المصاعب والعقبات، فقد قدموا أسمى أنواع التضحية للوصول إلي الهدف المرجو وتحقيق الغاية المشهودة. وسوف تعود الدكتورة الشقيرات إلي أرض الوطن في بداية شهر مارس القادم للالتحاق بهيئة التدريس بالجامعة الاردنية في قسم علم الحاسوب، وإكمال مسيرة العطاء والتنمية تحت ظل الراية الهاشمية بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم.
و بالختام نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لسفيرة الأردن الدكتورة باسمة الشقيرات التي بطيب ونبل أخلاقها هي وزوجها وعائلتها جعلت كل من حولها يقف احتراماً واجلالاً للمملكة الاردنية الهاشمية التي أنجبت مثل هذه الأمثلة المتميزة والمبدعة بعطائها للانسانية بكافة اطيافها.
قامت إدارة منظمة بسمة أمل في غرب استراليا بتكريم الدكتورة الأردنية باسمة الشقيرات في حفل وداع كبير حضره عدد كبير من سيدات الجالية العربية والإسلامية في غرب استراليا يوم الثلاثاء ٢٤/٢/٢٠١٥، ولقد قدمت رئيسة المنظمة درع المنظمة للتميز والعطاء للدكتورة الأردنية تقديراً لجهودها وتميزها.
حيث استطاعت الدكتورة باسمة الشقيرات أن تسطر قصة نجاح جديدة لنشمية أردنية لم يتجاوز عمرها ٣٢ عاما بعد حصولها على الدكتوراة بامتياز من قسم هندسة الإلكترونيات والحاسوب بجامعة كيرتن بأستراليا، وقد حظيت اطروحة الدكتوراة على اطراء لجنة التحكيم الذين شكروها على الجهد الرائع المبذول والإضافة النوعية التي بلورتها أبحاثها في مجال تخصصها. مع العلم أن أحد المحكمين البروفيسور كريشنا ميصرا، والبالغ من العمر ٧٠ عاما، هو أستاذ متخصص ورئيس تحرير لمجلة عالمية محكمة مرموقة. وتعد الدكتورة باسمة الشقيرات أول إمرأة من لواء الشوبك ومحافظة معان تحصل على الدكتوراة في علم الحاسوب وشبكات الإتصالات من الخارج.
لكن قصة النجاح الحقيقية لم تكن هنا، بل كانت عندما تخطت الدكتورة باسمة الشقيرات كل العقبات التعجيزية التي واجهتها قبل بداية الدراسة وخلالها وحتى النهاية. فلقد حصلت على منحة الدكتوراة من الجامعة الأردنية بعد تفوقها بالماجستير وحصولها على معدل ٤ من ٤ لتكون الأولى على الدفعة.
وفي ذلك الحين كانت الدكتورة باسمة في حيره من أمرها لأخذ القرار بالسفر واكمال الدكتوراة، فهي أم لأربع طفلات بلغ عمر الكبرى منهن ٥ سنوات والطفلتان التؤام ٣ سنوات، أما الصغرى فقد أكملت ربيعها الأول، بالإضافة الي عمل زوجها كضابط بالقوات المسلحة الاردنية ومن الصعب جدا مرافقته لها، ناهيك عن متطلبات الابتعاث التي تكاد تكون أشبه بالمستحيل، فهي تستوجب رهن عقارات بمبالغ ضخمة جداً وصلت إلى ربع مليون دينار أردني، لكن هنا سطر زوجها الرائد راضي الشقيرات أسمى معاني النبل والوفاء والتضحية وعمل جاهداً على تأمين كل متطلبات الابتعاث لزوجته وتوفير الرهن المطلوب، ولم يتوقف عطائه ووفائه لزوجته هنا بل ضحى كذلك بكل الفرص الوظيفة التي قد لا تتكرر له في عمله، ولقد كان آخرها عدم استحقاقه للارادة الملكية بالترفيع مع فوجه لرتبة مقدم، وكل هذا التضحيات كانت من أجل أن يساند عائلته الصغيرة بالغربة ويقف بجانب زوجته لتحقق هدفها السامي والحصول على الدكتوراة والعودة إلي الجامعة الأردنية للمساهمة في بناء الوطن وتعليم أجيال المستقبل.
وبعد مشوار طويل حافل بالمخاطر التي لا تعد ولا تحصى والشدائد الجمة التي تعرضت لها الدكتورة مع زوجها وعائلتها الصغيرة التي كان أولها وفاة والد زوجها وأخته خلال أول سنتين وآخرها إصابة والدها السنة الماضية بأربع جلطات سببت له شلل نصفي، وفقدانها لستة أشخاص من الأقارب المقربين جداً بسبب مرض السرطان. بالاضافة إلى العديد من الظروف الاجتماعية القاسية التي تعرضت لها بالغربة وكان لها اثر كبير على عائلتها الصغيرة. ناهيك عن حجم المشقة التي عانتها الدكتورة لصغر أعمار أطفالها وحاجتهم لرعايتها الخاصة بهم في حين أنه عند سفرها لاستراليا لم يتجاوز عمر الدكتورة باسمة ٢٨ ربيعا. وكما هو معلوم ان مدينة بيرث الاسترالية تعتبر من أغلى خمس مدن معيشية بالعالم مما زاد من مشقة زوجها لتأمين حياة كريمة لها ولعائلتها الصغيرة والبقاء بجانبهم في بلاد الغربة.
وبالرغم من كل ذلك ثابرت واجتهدت واستطاعت الدكتورة الشقيرات نشر عشر أبحاث في أربع مؤتمرات عالمية وست مجلات عالمية محكمة متخصصة خلال فترة دراستها في استراليا والتي امتدت أربع سنوات وقد حاز بحثها الاول المقدم في أحد هذه المؤتمرات على جائزة أفضل بحث بالمؤتمر عام ٢٠١٢. وقامت مؤخراً الدكتورة باسمة بنشر بحثين جديدين في مجلة عالمية محكمة ومؤتمر عالمي بعد إنهائها لرسالة الدكتوراة.
لم تكتفي الدكتورة باسمة بالتميز في المجال الأكاديمي، فلقد كان لأعمالها التطوعية في المجال اللااكاديمي بالمجتمع المحيط بها في مدينة بيرث بصمة مهمة، كونها متطوعة نشطة في منظمة بسمة أمل الأسترالية الخيرية. ولقد نظمت الدكتورة الشقيرات العديد من الاحتفالات والنشاطات التابعة للمنظمة التي كان آخرها احتفال الترحيب بالمسلمات الجدد، بالإضافة إلي تطوعها في تدريس مناهج اللغه العربية والتربية الاسلامية للأطفال من خلال مراكز المنظمة التعليمية، عدى عن قيامها بتنظيم الحفل الخيري الكبير الأول في غرب استراليا الذي أقامته هيئة الاعمال الخيرية باستراليا لرعاية الأيتام في جميع أنحاء العالم وحضره أكثر من١٣٠٠ شخص، ولقد لاقى هذا الحفل نجاحاً كبيراً وحصد أكثر من ٢٥٠ ألف دولار استرالي لكفالة الأيتام.
وعند سؤال الدكتورة باسمة الشقيرات عند سر النجاح فقد قالت: احساسي بأني سفيرة لوطني في بلاد الغربة كان دافع لي للنجاح والعطاء والتميز، فوطني الغالي قدم لي الكثير بالرغم من شُح موارده ولا أريد أن أخذله، لذلك تحديت كل المشقه والصعوبات.
أما عند زوجها الذي ضرب أروع مثل للرجل الأردني النشمي الذي حقق وصية الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال 'خيركم خيركم لأهله' ، فقد قالت الدكتورة باسمة إن ما توارثناه بالمثل العربي القديم 'وراء كل رجل عظيم إمرأه' يجسد دور المرأة القوي في نجاح الرجل وتميزه،ولكنها تؤمن من خلال تجربتها أن نجاح أي إمرأة لن يتم إلا بوجود رجل عظيم يقف أمامها ويساندها وتقول'أمام كل إمرأة ناجحة رجل عظيم '.وتضيف بأنها استطاعت وبكل فخر ولو بقدر بسيط تغيير نظرت المجتمع الغربي من حولها للمرأة العربية المسلمة من خلال تعاملها مع المحيطين بها ومحاولة تحسين الصورة السيئة التي كان الجميع ينظر بها للمراة المسلمة والعربية بشكل خاص، فقد كانوا يظنون أن المرأه العربية تعاني من شتى أنواع الاستبداد والتسلط من الزوج وهضم لكل حقوقها، فهذا ما صوره لهم الاعلام بشتى وسائله، لكن ولله الحمد كانت الدكتورة هي وعائلتها الصغيرة مثالا يحتذى به وصورة مشرفة للمرأة العربية المسلمة المثابرة للوصول لأعلى مستويات التعليم.
هذه قصة نجاح جديدة ليست فقط لشخص واحد بل هي لعائلة أردنية صغيرة تميزت وتكاتف أفرادها وتعاونوا وتحدوا كل المصاعب والعقبات، فقد قدموا أسمى أنواع التضحية للوصول إلي الهدف المرجو وتحقيق الغاية المشهودة. وسوف تعود الدكتورة الشقيرات إلي أرض الوطن في بداية شهر مارس القادم للالتحاق بهيئة التدريس بالجامعة الاردنية في قسم علم الحاسوب، وإكمال مسيرة العطاء والتنمية تحت ظل الراية الهاشمية بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم.
و بالختام نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لسفيرة الأردن الدكتورة باسمة الشقيرات التي بطيب ونبل أخلاقها هي وزوجها وعائلتها جعلت كل من حولها يقف احتراماً واجلالاً للمملكة الاردنية الهاشمية التي أنجبت مثل هذه الأمثلة المتميزة والمبدعة بعطائها للانسانية بكافة اطيافها.
قامت إدارة منظمة بسمة أمل في غرب استراليا بتكريم الدكتورة الأردنية باسمة الشقيرات في حفل وداع كبير حضره عدد كبير من سيدات الجالية العربية والإسلامية في غرب استراليا يوم الثلاثاء ٢٤/٢/٢٠١٥، ولقد قدمت رئيسة المنظمة درع المنظمة للتميز والعطاء للدكتورة الأردنية تقديراً لجهودها وتميزها.
حيث استطاعت الدكتورة باسمة الشقيرات أن تسطر قصة نجاح جديدة لنشمية أردنية لم يتجاوز عمرها ٣٢ عاما بعد حصولها على الدكتوراة بامتياز من قسم هندسة الإلكترونيات والحاسوب بجامعة كيرتن بأستراليا، وقد حظيت اطروحة الدكتوراة على اطراء لجنة التحكيم الذين شكروها على الجهد الرائع المبذول والإضافة النوعية التي بلورتها أبحاثها في مجال تخصصها. مع العلم أن أحد المحكمين البروفيسور كريشنا ميصرا، والبالغ من العمر ٧٠ عاما، هو أستاذ متخصص ورئيس تحرير لمجلة عالمية محكمة مرموقة. وتعد الدكتورة باسمة الشقيرات أول إمرأة من لواء الشوبك ومحافظة معان تحصل على الدكتوراة في علم الحاسوب وشبكات الإتصالات من الخارج.
لكن قصة النجاح الحقيقية لم تكن هنا، بل كانت عندما تخطت الدكتورة باسمة الشقيرات كل العقبات التعجيزية التي واجهتها قبل بداية الدراسة وخلالها وحتى النهاية. فلقد حصلت على منحة الدكتوراة من الجامعة الأردنية بعد تفوقها بالماجستير وحصولها على معدل ٤ من ٤ لتكون الأولى على الدفعة.
وفي ذلك الحين كانت الدكتورة باسمة في حيره من أمرها لأخذ القرار بالسفر واكمال الدكتوراة، فهي أم لأربع طفلات بلغ عمر الكبرى منهن ٥ سنوات والطفلتان التؤام ٣ سنوات، أما الصغرى فقد أكملت ربيعها الأول، بالإضافة الي عمل زوجها كضابط بالقوات المسلحة الاردنية ومن الصعب جدا مرافقته لها، ناهيك عن متطلبات الابتعاث التي تكاد تكون أشبه بالمستحيل، فهي تستوجب رهن عقارات بمبالغ ضخمة جداً وصلت إلى ربع مليون دينار أردني، لكن هنا سطر زوجها الرائد راضي الشقيرات أسمى معاني النبل والوفاء والتضحية وعمل جاهداً على تأمين كل متطلبات الابتعاث لزوجته وتوفير الرهن المطلوب، ولم يتوقف عطائه ووفائه لزوجته هنا بل ضحى كذلك بكل الفرص الوظيفة التي قد لا تتكرر له في عمله، ولقد كان آخرها عدم استحقاقه للارادة الملكية بالترفيع مع فوجه لرتبة مقدم، وكل هذا التضحيات كانت من أجل أن يساند عائلته الصغيرة بالغربة ويقف بجانب زوجته لتحقق هدفها السامي والحصول على الدكتوراة والعودة إلي الجامعة الأردنية للمساهمة في بناء الوطن وتعليم أجيال المستقبل.
وبعد مشوار طويل حافل بالمخاطر التي لا تعد ولا تحصى والشدائد الجمة التي تعرضت لها الدكتورة مع زوجها وعائلتها الصغيرة التي كان أولها وفاة والد زوجها وأخته خلال أول سنتين وآخرها إصابة والدها السنة الماضية بأربع جلطات سببت له شلل نصفي، وفقدانها لستة أشخاص من الأقارب المقربين جداً بسبب مرض السرطان. بالاضافة إلى العديد من الظروف الاجتماعية القاسية التي تعرضت لها بالغربة وكان لها اثر كبير على عائلتها الصغيرة. ناهيك عن حجم المشقة التي عانتها الدكتورة لصغر أعمار أطفالها وحاجتهم لرعايتها الخاصة بهم في حين أنه عند سفرها لاستراليا لم يتجاوز عمر الدكتورة باسمة ٢٨ ربيعا. وكما هو معلوم ان مدينة بيرث الاسترالية تعتبر من أغلى خمس مدن معيشية بالعالم مما زاد من مشقة زوجها لتأمين حياة كريمة لها ولعائلتها الصغيرة والبقاء بجانبهم في بلاد الغربة.
وبالرغم من كل ذلك ثابرت واجتهدت واستطاعت الدكتورة الشقيرات نشر عشر أبحاث في أربع مؤتمرات عالمية وست مجلات عالمية محكمة متخصصة خلال فترة دراستها في استراليا والتي امتدت أربع سنوات وقد حاز بحثها الاول المقدم في أحد هذه المؤتمرات على جائزة أفضل بحث بالمؤتمر عام ٢٠١٢. وقامت مؤخراً الدكتورة باسمة بنشر بحثين جديدين في مجلة عالمية محكمة ومؤتمر عالمي بعد إنهائها لرسالة الدكتوراة.
لم تكتفي الدكتورة باسمة بالتميز في المجال الأكاديمي، فلقد كان لأعمالها التطوعية في المجال اللااكاديمي بالمجتمع المحيط بها في مدينة بيرث بصمة مهمة، كونها متطوعة نشطة في منظمة بسمة أمل الأسترالية الخيرية. ولقد نظمت الدكتورة الشقيرات العديد من الاحتفالات والنشاطات التابعة للمنظمة التي كان آخرها احتفال الترحيب بالمسلمات الجدد، بالإضافة إلي تطوعها في تدريس مناهج اللغه العربية والتربية الاسلامية للأطفال من خلال مراكز المنظمة التعليمية، عدى عن قيامها بتنظيم الحفل الخيري الكبير الأول في غرب استراليا الذي أقامته هيئة الاعمال الخيرية باستراليا لرعاية الأيتام في جميع أنحاء العالم وحضره أكثر من١٣٠٠ شخص، ولقد لاقى هذا الحفل نجاحاً كبيراً وحصد أكثر من ٢٥٠ ألف دولار استرالي لكفالة الأيتام.
وعند سؤال الدكتورة باسمة الشقيرات عند سر النجاح فقد قالت: احساسي بأني سفيرة لوطني في بلاد الغربة كان دافع لي للنجاح والعطاء والتميز، فوطني الغالي قدم لي الكثير بالرغم من شُح موارده ولا أريد أن أخذله، لذلك تحديت كل المشقه والصعوبات.
أما عند زوجها الذي ضرب أروع مثل للرجل الأردني النشمي الذي حقق وصية الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال 'خيركم خيركم لأهله' ، فقد قالت الدكتورة باسمة إن ما توارثناه بالمثل العربي القديم 'وراء كل رجل عظيم إمرأه' يجسد دور المرأة القوي في نجاح الرجل وتميزه،ولكنها تؤمن من خلال تجربتها أن نجاح أي إمرأة لن يتم إلا بوجود رجل عظيم يقف أمامها ويساندها وتقول'أمام كل إمرأة ناجحة رجل عظيم '.وتضيف بأنها استطاعت وبكل فخر ولو بقدر بسيط تغيير نظرت المجتمع الغربي من حولها للمرأة العربية المسلمة من خلال تعاملها مع المحيطين بها ومحاولة تحسين الصورة السيئة التي كان الجميع ينظر بها للمراة المسلمة والعربية بشكل خاص، فقد كانوا يظنون أن المرأه العربية تعاني من شتى أنواع الاستبداد والتسلط من الزوج وهضم لكل حقوقها، فهذا ما صوره لهم الاعلام بشتى وسائله، لكن ولله الحمد كانت الدكتورة هي وعائلتها الصغيرة مثالا يحتذى به وصورة مشرفة للمرأة العربية المسلمة المثابرة للوصول لأعلى مستويات التعليم.
هذه قصة نجاح جديدة ليست فقط لشخص واحد بل هي لعائلة أردنية صغيرة تميزت وتكاتف أفرادها وتعاونوا وتحدوا كل المصاعب والعقبات، فقد قدموا أسمى أنواع التضحية للوصول إلي الهدف المرجو وتحقيق الغاية المشهودة. وسوف تعود الدكتورة الشقيرات إلي أرض الوطن في بداية شهر مارس القادم للالتحاق بهيئة التدريس بالجامعة الاردنية في قسم علم الحاسوب، وإكمال مسيرة العطاء والتنمية تحت ظل الراية الهاشمية بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم.
و بالختام نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لسفيرة الأردن الدكتورة باسمة الشقيرات التي بطيب ونبل أخلاقها هي وزوجها وعائلتها جعلت كل من حولها يقف احتراماً واجلالاً للمملكة الاردنية الهاشمية التي أنجبت مثل هذه الأمثلة المتميزة والمبدعة بعطائها للانسانية بكافة اطيافها.
التعليقات
الف مبرووك
بترفعي الراس والله
نتمنى لكي مزيد من التقدم والنجاح
وكل الاحترام لزوجك الكريم
باسمه دائما متألقة منذ نعومة أظفارها فليس غريب ما وصلت اليه ومنها لاعلى
اما راضي هو من أنبل الرجال الذين عرفتهم بحبه لزوجته وعطائه الذي لاينتهي لاسرته
وأشكر رئيسة منظمة بسمة أمل في غرب استراليا السيدة امال اهديهد على كتابتها لهذا المقال وتكريمها.
أشكركم جميعاً على تعليقاتكم الجميلة ومشاعركم الصادقة
لقد مضى أسبوع على فراقكم لنا
لقد كُنتُم حلم جميل
لقد تركتم بصمه لن يمحوها الزمن
ان المشاعر تضطرب لفراقكم
ولكن أقول لكم
إن مكانكم شاغراً لن يملائه أحد