ثمة قضايا لا يجوز بحال أن تمر دون الوقوف عندها مليّاً، ومن القضايا الجديدة على الساحة المحلية الرسالة التي رفعها إلى الملك ثلاثمائة شخصية أردنية يطالبون فيها بإلغاء هيئة الطاقة الذرية كهيئة مستقلة حتى عن الحكومة، وإعادتها إلى مكانها الطبيعي في حضن وزارة الطاقة والثروة المعدنية كإحدى مديرياتها، ووقف مشروع المفاعلات النووية التي تعتزم الهيئة توقيع عقود إنشائها مع شركات أجنبية، نظراً لخطورة هذه المفاعلات وتهديدها لأمن وسلامة المواطنين ومقدّرات البلاد، لا سيّما وأن الأردن يعيش وسط بؤرة ملتهبة، وصراعات غير معروفة النتائج..!
والسؤال الكبير المطروح: ماذا يعني أن تصل رسالة إلى الملك تحمل كل هذه المحاذير، وهل هذه الشخصيات الأردنية الوطنية التي وقّعت على الرسالة، ومن ضمنهم رؤساء حكومات وزراء ونواب وسياسيون وعسكريون وإعلاميون واقتصاديون وخبراء طاقة وصحة، والأهم أن القائمة تتصمن أسماء ثلاثة وزراء طاقة سابقين، فهل كل هؤلاء على خطأ فيما القلة القليلة القائمة على هيئة الطاقة النووية ومعها بعض، ولا أقول كل أعضاء الحكومة، على صواب..!؟
المسألة في نظري تحتاج إلى إعادة مراجعة ومحاسبة، وليس من الحكمة أن تُصرّ الحكومة 'الهيئة' على المضي في المشروع النووي دون الحصول على رضا عام في المجتمع، فهذا المشروع قد يرهن مستقبل البلاد للمجهول، وقد يُعرّض سلامته لخطر عظيم، ومن واجب كل الجهات أن تكون حذرة، وقد وصل الشعب إلى درجة كبيرة من الحيرة إزاء هذا المشروع الأخطر في تاريخه، ولم تفلح كل جهود هيئة الطاقة النووية في إقناع الناس بأنها تعمل لمصلحتهم ومن أجل مستقبلهم ورفعة بلدهم، لا بل كل يوم تزداد القناعة لدى العامة بعدم جدوى المشروع النووي، وتتزايد مخاوف الناس من إدخال البلاد إلى المجهول الغامض..!!
أعتقد أن رسالة الثلاثمائة التي حطّت على مكتب الملك، سوف تلقى الاهتمام الملكي، لعدة أسباب: منها أن الأسماء الموقّعة ليست كلها من المعارضة، لا بل هناك منْ هم محسوبون على النظام، وشاركوا في حكوماته، وبعضهم كما ذكرت خبراء طاقة ووزراء طاقة سابقون ومن الحكمة الاستماع إلى وجهات نظرهم.. والسبب الثاني هو أن هناك تلكؤ حكومي ملحوظ إزاء المشروع النووي، ولا نكاد نسمع من وزير الطاقة ما يفيد بدعم الحكومة لهذا المشروع وقناعتها به، لا سيما وأن الهيئة مستقلة تماماً في عملها عن وزارة الطاقة لا بل عن الحكومة برمتها، وهذا أيضاً غير مفهوم وغير مقبول. إضافة إلى أن المشروع ذاته يكتنفه الكثير من الغموض ولا نكاد نسمع من الهيئة أي إيضاحات عن مراحل المشروع وما يكون قد تم إنجازه، وهل لا تزال الهيئة في مرحلة الدراسات اللازمة للمشروع أم تجاوزتها، إضافة إلى فشل الهيئة في الوصول إلى قناعات الناس نخباً وعامةً بأهمية المشروع وجدواه عليهم وعلى الوطن..!!
الأمل أن يستجيب الملك للرسالة وأن يوعز بالردّ عليها، فنحن الشعب في حيرة من أمرنا، والمشروع النووي،لا شك، يُرعبنا، ومن حقنا أن نطْمَئِن إلى مستقبلنا، بلا خوف ولا مجازفات 'نووية'..!
Subaihi_99@yahoo.com
ثمة قضايا لا يجوز بحال أن تمر دون الوقوف عندها مليّاً، ومن القضايا الجديدة على الساحة المحلية الرسالة التي رفعها إلى الملك ثلاثمائة شخصية أردنية يطالبون فيها بإلغاء هيئة الطاقة الذرية كهيئة مستقلة حتى عن الحكومة، وإعادتها إلى مكانها الطبيعي في حضن وزارة الطاقة والثروة المعدنية كإحدى مديرياتها، ووقف مشروع المفاعلات النووية التي تعتزم الهيئة توقيع عقود إنشائها مع شركات أجنبية، نظراً لخطورة هذه المفاعلات وتهديدها لأمن وسلامة المواطنين ومقدّرات البلاد، لا سيّما وأن الأردن يعيش وسط بؤرة ملتهبة، وصراعات غير معروفة النتائج..!
والسؤال الكبير المطروح: ماذا يعني أن تصل رسالة إلى الملك تحمل كل هذه المحاذير، وهل هذه الشخصيات الأردنية الوطنية التي وقّعت على الرسالة، ومن ضمنهم رؤساء حكومات وزراء ونواب وسياسيون وعسكريون وإعلاميون واقتصاديون وخبراء طاقة وصحة، والأهم أن القائمة تتصمن أسماء ثلاثة وزراء طاقة سابقين، فهل كل هؤلاء على خطأ فيما القلة القليلة القائمة على هيئة الطاقة النووية ومعها بعض، ولا أقول كل أعضاء الحكومة، على صواب..!؟
المسألة في نظري تحتاج إلى إعادة مراجعة ومحاسبة، وليس من الحكمة أن تُصرّ الحكومة 'الهيئة' على المضي في المشروع النووي دون الحصول على رضا عام في المجتمع، فهذا المشروع قد يرهن مستقبل البلاد للمجهول، وقد يُعرّض سلامته لخطر عظيم، ومن واجب كل الجهات أن تكون حذرة، وقد وصل الشعب إلى درجة كبيرة من الحيرة إزاء هذا المشروع الأخطر في تاريخه، ولم تفلح كل جهود هيئة الطاقة النووية في إقناع الناس بأنها تعمل لمصلحتهم ومن أجل مستقبلهم ورفعة بلدهم، لا بل كل يوم تزداد القناعة لدى العامة بعدم جدوى المشروع النووي، وتتزايد مخاوف الناس من إدخال البلاد إلى المجهول الغامض..!!
أعتقد أن رسالة الثلاثمائة التي حطّت على مكتب الملك، سوف تلقى الاهتمام الملكي، لعدة أسباب: منها أن الأسماء الموقّعة ليست كلها من المعارضة، لا بل هناك منْ هم محسوبون على النظام، وشاركوا في حكوماته، وبعضهم كما ذكرت خبراء طاقة ووزراء طاقة سابقون ومن الحكمة الاستماع إلى وجهات نظرهم.. والسبب الثاني هو أن هناك تلكؤ حكومي ملحوظ إزاء المشروع النووي، ولا نكاد نسمع من وزير الطاقة ما يفيد بدعم الحكومة لهذا المشروع وقناعتها به، لا سيما وأن الهيئة مستقلة تماماً في عملها عن وزارة الطاقة لا بل عن الحكومة برمتها، وهذا أيضاً غير مفهوم وغير مقبول. إضافة إلى أن المشروع ذاته يكتنفه الكثير من الغموض ولا نكاد نسمع من الهيئة أي إيضاحات عن مراحل المشروع وما يكون قد تم إنجازه، وهل لا تزال الهيئة في مرحلة الدراسات اللازمة للمشروع أم تجاوزتها، إضافة إلى فشل الهيئة في الوصول إلى قناعات الناس نخباً وعامةً بأهمية المشروع وجدواه عليهم وعلى الوطن..!!
الأمل أن يستجيب الملك للرسالة وأن يوعز بالردّ عليها، فنحن الشعب في حيرة من أمرنا، والمشروع النووي،لا شك، يُرعبنا، ومن حقنا أن نطْمَئِن إلى مستقبلنا، بلا خوف ولا مجازفات 'نووية'..!
Subaihi_99@yahoo.com
ثمة قضايا لا يجوز بحال أن تمر دون الوقوف عندها مليّاً، ومن القضايا الجديدة على الساحة المحلية الرسالة التي رفعها إلى الملك ثلاثمائة شخصية أردنية يطالبون فيها بإلغاء هيئة الطاقة الذرية كهيئة مستقلة حتى عن الحكومة، وإعادتها إلى مكانها الطبيعي في حضن وزارة الطاقة والثروة المعدنية كإحدى مديرياتها، ووقف مشروع المفاعلات النووية التي تعتزم الهيئة توقيع عقود إنشائها مع شركات أجنبية، نظراً لخطورة هذه المفاعلات وتهديدها لأمن وسلامة المواطنين ومقدّرات البلاد، لا سيّما وأن الأردن يعيش وسط بؤرة ملتهبة، وصراعات غير معروفة النتائج..!
والسؤال الكبير المطروح: ماذا يعني أن تصل رسالة إلى الملك تحمل كل هذه المحاذير، وهل هذه الشخصيات الأردنية الوطنية التي وقّعت على الرسالة، ومن ضمنهم رؤساء حكومات وزراء ونواب وسياسيون وعسكريون وإعلاميون واقتصاديون وخبراء طاقة وصحة، والأهم أن القائمة تتصمن أسماء ثلاثة وزراء طاقة سابقين، فهل كل هؤلاء على خطأ فيما القلة القليلة القائمة على هيئة الطاقة النووية ومعها بعض، ولا أقول كل أعضاء الحكومة، على صواب..!؟
المسألة في نظري تحتاج إلى إعادة مراجعة ومحاسبة، وليس من الحكمة أن تُصرّ الحكومة 'الهيئة' على المضي في المشروع النووي دون الحصول على رضا عام في المجتمع، فهذا المشروع قد يرهن مستقبل البلاد للمجهول، وقد يُعرّض سلامته لخطر عظيم، ومن واجب كل الجهات أن تكون حذرة، وقد وصل الشعب إلى درجة كبيرة من الحيرة إزاء هذا المشروع الأخطر في تاريخه، ولم تفلح كل جهود هيئة الطاقة النووية في إقناع الناس بأنها تعمل لمصلحتهم ومن أجل مستقبلهم ورفعة بلدهم، لا بل كل يوم تزداد القناعة لدى العامة بعدم جدوى المشروع النووي، وتتزايد مخاوف الناس من إدخال البلاد إلى المجهول الغامض..!!
أعتقد أن رسالة الثلاثمائة التي حطّت على مكتب الملك، سوف تلقى الاهتمام الملكي، لعدة أسباب: منها أن الأسماء الموقّعة ليست كلها من المعارضة، لا بل هناك منْ هم محسوبون على النظام، وشاركوا في حكوماته، وبعضهم كما ذكرت خبراء طاقة ووزراء طاقة سابقون ومن الحكمة الاستماع إلى وجهات نظرهم.. والسبب الثاني هو أن هناك تلكؤ حكومي ملحوظ إزاء المشروع النووي، ولا نكاد نسمع من وزير الطاقة ما يفيد بدعم الحكومة لهذا المشروع وقناعتها به، لا سيما وأن الهيئة مستقلة تماماً في عملها عن وزارة الطاقة لا بل عن الحكومة برمتها، وهذا أيضاً غير مفهوم وغير مقبول. إضافة إلى أن المشروع ذاته يكتنفه الكثير من الغموض ولا نكاد نسمع من الهيئة أي إيضاحات عن مراحل المشروع وما يكون قد تم إنجازه، وهل لا تزال الهيئة في مرحلة الدراسات اللازمة للمشروع أم تجاوزتها، إضافة إلى فشل الهيئة في الوصول إلى قناعات الناس نخباً وعامةً بأهمية المشروع وجدواه عليهم وعلى الوطن..!!
الأمل أن يستجيب الملك للرسالة وأن يوعز بالردّ عليها، فنحن الشعب في حيرة من أمرنا، والمشروع النووي،لا شك، يُرعبنا، ومن حقنا أن نطْمَئِن إلى مستقبلنا، بلا خوف ولا مجازفات 'نووية'..!
Subaihi_99@yahoo.com
التعليقات