كم من معلم يعمل بعد انتهاء دوامه سائق أجرة ؟ - سواء كان عمله على سيارة عمومي أم على سيارة خاصة - وكم من معلم يعمل في سوق الخضار ؟ بل وفي شركات الخدمات التي تقدم خدماتها للمؤسسات والمستشفيات ، وفي المولات والبقالات ، ويأتي الطالب ويشتري منه علبة سجائر .
وكم من معلم يعاني من اضطرابات نفسية ؟ نتيجة ما يعانيه من فقر ومديونية ، فالعازب لا يستطيع الزواج إلا بعد أن يغرق بالديون والقروض ، وربما يمضي طيلة سنوات خدمته بسداد ديونه ، والمتأهل لا يستطيع أن يؤمن حاجات أبناءه في ظل هذا الغلاء الفاحش ، والمعلم الذي يسكن بيتا بالإيجار يعيش بين ألف نار ونار .
فالمعلم الذي يعاني من كل هذه الأمور ، فمهما كان مخلصا وحاول جاهدا تقديم ما لديه للطلاب ، فلن يقدم ما هو مطلوب منه وواجب عليه ، وستبقى هذه الأمور تسيطر على عقله وتفكيره وسلوكه ، وبالتالي ينعكس كل هذا سلبا على الطالب .
إن إصلاح التعليم من مرحلة التأسيس الى المرحلة الجامعية هو إصلاح لكل دوائر ومؤسسات الوطن .. بل هو قاعدة أساسية للنهوض بالأمة . ولن يتأتى هذا دون إعادة هيبة المعلم ورفع شأنه ورتبته ، وتحسين أوضاعه ورفع راتبه ، ومنحه ميزات وحوافز ليتفرغ فقط لهذه المهنة النبيلة ، ومنعه من العمل بغيرها ، والعمل على عقد دورات مكثفة وإعادة تأهيل بعض المعلمين الذين دون المستوى المطلوب في التدريس ، وعمل اختبارات كفاءة لهم .. فمن يصلح للتدريس يبقى ومن لا يصلح يتم تحويله الى مهن إدارية بعد عقد دورات تأهيلية له أيضا .
فعلى الدولة أن تسعى جاهدة وجادة في إيجاد الحلول المنطقية لإنقاذ المعلم ، وتأمين مستقبله منذ اللحظة الأولى التي يتم تعيينه بها ، ولن أخوض في كيفية ذلك ، فهي لا تخفى عن أحد .
أما الإصلاح الثاني يجب أن يكون في المناهج نفسها ، وطرق وأساليب تدريسها ، وأن تتناغم مع عقل الطالب واستيعابه ، وأن يتم التركيز على رغبات الطالب .. مثال : إذا كان الطالب يميل الى مادة الرياضيات فيجب التركيز على هذا التخصص له ومتابعته منذ المرحلة التأسيسية وهكذا ، مع توفير البيئة التربوية المناسبة لكل طالب .
كذلك يجب تأمين كافة المدارس بكافة كوادر التدريس وبكافة التخصصات ومنذ بداية الفصل ، فالكثير من مدارسنا تعاني من نقص معلمين متخصصين في المواد ، بل وفي أهم التخصصات .
والكثير من مدارسنا تجد بها المعلم يدرس أكثر من مادة بعيدا عن تخصصه ، والنتيجة للطالب في هذه الحالات تكون حتمية وكلنا نعرفها .
أما المقترح الأخير فيما أقدمه لإصلاح التعليم فهو إلغاء امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ( التوجيهي ) واستبداله باختبارات كفاءة للقبول في الجامعات ، على أن يتم قبول الطالب بنفس التخصص الذي يتفوق به ويرغب بدراسته ، وأن يوضع حد أدنى لمعدل القبول في نفس التخصص ، وأن يخصص في كل جامعة لجنة قبول ذات كفاءة عالية ، ومدربة تدريبا جيدا لهذا الأمر ، وأن تشرف عليها لجنة عليا من وزارة التعليم العالي متخصصة وذات كفاءة عالية أيضا ، وبعيدا عن أية محسوبيات وواسطات .
ما يشجعني على هذا المقترح هو نجاحه في معظم دول العالم ومنها الدول العظمى والمتقدمة ، وكذلك ما يتسبب به امتحان التوجيهي من خسائر مادية على كل الأطراف ، وكذلك خسائر معنوية للطالب وذويه في حال خفقان الطالب بمادة من المواد التي تشكل له عقدة في حياته ، فكم من طالب يكون متفوقا في مادة ويرغبها ويستوعبها وفي مادة أخرى بفشل لعدم رغبته بها بل ولا تنسجم مع عقله واستيعابه ؟ فيخسر مستقبل تعليمه فيما يحب من أجل تلك المادة المشئومة ، وأذكر صديقا لي كان متفوقا في معظم المواد إلا مادة الرياضيات ، فقد كانت تشكل لديه عقدة نفسية ، فعاد التوجيهي أربعة مرات ولم يفلح بها فترك التعليم أخيرا واتجه الى العمل الخاص ، فلو افترضنا أن رغبته كانت تتجه لدراسة الطب ، فهل فشله في استيعاب مادة الرياضيات ستؤثر على دراسة الطب ؟ وقس على ذلك بقية التخصصات والمواد التي لا علاقة لها بالتخصص المطلوب .
ولكي نكون دقيقين أكثر .. يجب أن تكون المرحلة الفاصلة في التعليم هي نهاية المرحلة الإعدادية ، والتي يحدد من خلالها مصير الطالب ، إما أن يكمل مشواره الأكاديمي من خلال اجتياز الطالب معدل قبول للمرحلة الثانوية بالتوافق مع معدل قبول للتخصص الذي يرغبه الطالب منذ التأسيس ، أو أن يتجه الطالب الى التعليم المهني ومنذ بداية حياته ، وبهذا نكون قد وفرنا عليه الوقت والجهد لشق طريق حياته .
أأمل أن تنال هذه المقترحات اهتمام أصحاب القرار والباحثين والدارسين بهذا الخصوص ، وما قدمته أعتبره مقدمة لهم ليعدلوا ويضيفوا عليها ما يرونه مناسبا ، مؤكدا إن إصلاح التعليم هو إصلاح وطن ونهضة أمة ، ومن مسؤولياتنا جميعا .
كم من معلم يعمل بعد انتهاء دوامه سائق أجرة ؟ - سواء كان عمله على سيارة عمومي أم على سيارة خاصة - وكم من معلم يعمل في سوق الخضار ؟ بل وفي شركات الخدمات التي تقدم خدماتها للمؤسسات والمستشفيات ، وفي المولات والبقالات ، ويأتي الطالب ويشتري منه علبة سجائر .
وكم من معلم يعاني من اضطرابات نفسية ؟ نتيجة ما يعانيه من فقر ومديونية ، فالعازب لا يستطيع الزواج إلا بعد أن يغرق بالديون والقروض ، وربما يمضي طيلة سنوات خدمته بسداد ديونه ، والمتأهل لا يستطيع أن يؤمن حاجات أبناءه في ظل هذا الغلاء الفاحش ، والمعلم الذي يسكن بيتا بالإيجار يعيش بين ألف نار ونار .
فالمعلم الذي يعاني من كل هذه الأمور ، فمهما كان مخلصا وحاول جاهدا تقديم ما لديه للطلاب ، فلن يقدم ما هو مطلوب منه وواجب عليه ، وستبقى هذه الأمور تسيطر على عقله وتفكيره وسلوكه ، وبالتالي ينعكس كل هذا سلبا على الطالب .
إن إصلاح التعليم من مرحلة التأسيس الى المرحلة الجامعية هو إصلاح لكل دوائر ومؤسسات الوطن .. بل هو قاعدة أساسية للنهوض بالأمة . ولن يتأتى هذا دون إعادة هيبة المعلم ورفع شأنه ورتبته ، وتحسين أوضاعه ورفع راتبه ، ومنحه ميزات وحوافز ليتفرغ فقط لهذه المهنة النبيلة ، ومنعه من العمل بغيرها ، والعمل على عقد دورات مكثفة وإعادة تأهيل بعض المعلمين الذين دون المستوى المطلوب في التدريس ، وعمل اختبارات كفاءة لهم .. فمن يصلح للتدريس يبقى ومن لا يصلح يتم تحويله الى مهن إدارية بعد عقد دورات تأهيلية له أيضا .
فعلى الدولة أن تسعى جاهدة وجادة في إيجاد الحلول المنطقية لإنقاذ المعلم ، وتأمين مستقبله منذ اللحظة الأولى التي يتم تعيينه بها ، ولن أخوض في كيفية ذلك ، فهي لا تخفى عن أحد .
أما الإصلاح الثاني يجب أن يكون في المناهج نفسها ، وطرق وأساليب تدريسها ، وأن تتناغم مع عقل الطالب واستيعابه ، وأن يتم التركيز على رغبات الطالب .. مثال : إذا كان الطالب يميل الى مادة الرياضيات فيجب التركيز على هذا التخصص له ومتابعته منذ المرحلة التأسيسية وهكذا ، مع توفير البيئة التربوية المناسبة لكل طالب .
كذلك يجب تأمين كافة المدارس بكافة كوادر التدريس وبكافة التخصصات ومنذ بداية الفصل ، فالكثير من مدارسنا تعاني من نقص معلمين متخصصين في المواد ، بل وفي أهم التخصصات .
والكثير من مدارسنا تجد بها المعلم يدرس أكثر من مادة بعيدا عن تخصصه ، والنتيجة للطالب في هذه الحالات تكون حتمية وكلنا نعرفها .
أما المقترح الأخير فيما أقدمه لإصلاح التعليم فهو إلغاء امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ( التوجيهي ) واستبداله باختبارات كفاءة للقبول في الجامعات ، على أن يتم قبول الطالب بنفس التخصص الذي يتفوق به ويرغب بدراسته ، وأن يوضع حد أدنى لمعدل القبول في نفس التخصص ، وأن يخصص في كل جامعة لجنة قبول ذات كفاءة عالية ، ومدربة تدريبا جيدا لهذا الأمر ، وأن تشرف عليها لجنة عليا من وزارة التعليم العالي متخصصة وذات كفاءة عالية أيضا ، وبعيدا عن أية محسوبيات وواسطات .
ما يشجعني على هذا المقترح هو نجاحه في معظم دول العالم ومنها الدول العظمى والمتقدمة ، وكذلك ما يتسبب به امتحان التوجيهي من خسائر مادية على كل الأطراف ، وكذلك خسائر معنوية للطالب وذويه في حال خفقان الطالب بمادة من المواد التي تشكل له عقدة في حياته ، فكم من طالب يكون متفوقا في مادة ويرغبها ويستوعبها وفي مادة أخرى بفشل لعدم رغبته بها بل ولا تنسجم مع عقله واستيعابه ؟ فيخسر مستقبل تعليمه فيما يحب من أجل تلك المادة المشئومة ، وأذكر صديقا لي كان متفوقا في معظم المواد إلا مادة الرياضيات ، فقد كانت تشكل لديه عقدة نفسية ، فعاد التوجيهي أربعة مرات ولم يفلح بها فترك التعليم أخيرا واتجه الى العمل الخاص ، فلو افترضنا أن رغبته كانت تتجه لدراسة الطب ، فهل فشله في استيعاب مادة الرياضيات ستؤثر على دراسة الطب ؟ وقس على ذلك بقية التخصصات والمواد التي لا علاقة لها بالتخصص المطلوب .
ولكي نكون دقيقين أكثر .. يجب أن تكون المرحلة الفاصلة في التعليم هي نهاية المرحلة الإعدادية ، والتي يحدد من خلالها مصير الطالب ، إما أن يكمل مشواره الأكاديمي من خلال اجتياز الطالب معدل قبول للمرحلة الثانوية بالتوافق مع معدل قبول للتخصص الذي يرغبه الطالب منذ التأسيس ، أو أن يتجه الطالب الى التعليم المهني ومنذ بداية حياته ، وبهذا نكون قد وفرنا عليه الوقت والجهد لشق طريق حياته .
أأمل أن تنال هذه المقترحات اهتمام أصحاب القرار والباحثين والدارسين بهذا الخصوص ، وما قدمته أعتبره مقدمة لهم ليعدلوا ويضيفوا عليها ما يرونه مناسبا ، مؤكدا إن إصلاح التعليم هو إصلاح وطن ونهضة أمة ، ومن مسؤولياتنا جميعا .
كم من معلم يعمل بعد انتهاء دوامه سائق أجرة ؟ - سواء كان عمله على سيارة عمومي أم على سيارة خاصة - وكم من معلم يعمل في سوق الخضار ؟ بل وفي شركات الخدمات التي تقدم خدماتها للمؤسسات والمستشفيات ، وفي المولات والبقالات ، ويأتي الطالب ويشتري منه علبة سجائر .
وكم من معلم يعاني من اضطرابات نفسية ؟ نتيجة ما يعانيه من فقر ومديونية ، فالعازب لا يستطيع الزواج إلا بعد أن يغرق بالديون والقروض ، وربما يمضي طيلة سنوات خدمته بسداد ديونه ، والمتأهل لا يستطيع أن يؤمن حاجات أبناءه في ظل هذا الغلاء الفاحش ، والمعلم الذي يسكن بيتا بالإيجار يعيش بين ألف نار ونار .
فالمعلم الذي يعاني من كل هذه الأمور ، فمهما كان مخلصا وحاول جاهدا تقديم ما لديه للطلاب ، فلن يقدم ما هو مطلوب منه وواجب عليه ، وستبقى هذه الأمور تسيطر على عقله وتفكيره وسلوكه ، وبالتالي ينعكس كل هذا سلبا على الطالب .
إن إصلاح التعليم من مرحلة التأسيس الى المرحلة الجامعية هو إصلاح لكل دوائر ومؤسسات الوطن .. بل هو قاعدة أساسية للنهوض بالأمة . ولن يتأتى هذا دون إعادة هيبة المعلم ورفع شأنه ورتبته ، وتحسين أوضاعه ورفع راتبه ، ومنحه ميزات وحوافز ليتفرغ فقط لهذه المهنة النبيلة ، ومنعه من العمل بغيرها ، والعمل على عقد دورات مكثفة وإعادة تأهيل بعض المعلمين الذين دون المستوى المطلوب في التدريس ، وعمل اختبارات كفاءة لهم .. فمن يصلح للتدريس يبقى ومن لا يصلح يتم تحويله الى مهن إدارية بعد عقد دورات تأهيلية له أيضا .
فعلى الدولة أن تسعى جاهدة وجادة في إيجاد الحلول المنطقية لإنقاذ المعلم ، وتأمين مستقبله منذ اللحظة الأولى التي يتم تعيينه بها ، ولن أخوض في كيفية ذلك ، فهي لا تخفى عن أحد .
أما الإصلاح الثاني يجب أن يكون في المناهج نفسها ، وطرق وأساليب تدريسها ، وأن تتناغم مع عقل الطالب واستيعابه ، وأن يتم التركيز على رغبات الطالب .. مثال : إذا كان الطالب يميل الى مادة الرياضيات فيجب التركيز على هذا التخصص له ومتابعته منذ المرحلة التأسيسية وهكذا ، مع توفير البيئة التربوية المناسبة لكل طالب .
كذلك يجب تأمين كافة المدارس بكافة كوادر التدريس وبكافة التخصصات ومنذ بداية الفصل ، فالكثير من مدارسنا تعاني من نقص معلمين متخصصين في المواد ، بل وفي أهم التخصصات .
والكثير من مدارسنا تجد بها المعلم يدرس أكثر من مادة بعيدا عن تخصصه ، والنتيجة للطالب في هذه الحالات تكون حتمية وكلنا نعرفها .
أما المقترح الأخير فيما أقدمه لإصلاح التعليم فهو إلغاء امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ( التوجيهي ) واستبداله باختبارات كفاءة للقبول في الجامعات ، على أن يتم قبول الطالب بنفس التخصص الذي يتفوق به ويرغب بدراسته ، وأن يوضع حد أدنى لمعدل القبول في نفس التخصص ، وأن يخصص في كل جامعة لجنة قبول ذات كفاءة عالية ، ومدربة تدريبا جيدا لهذا الأمر ، وأن تشرف عليها لجنة عليا من وزارة التعليم العالي متخصصة وذات كفاءة عالية أيضا ، وبعيدا عن أية محسوبيات وواسطات .
ما يشجعني على هذا المقترح هو نجاحه في معظم دول العالم ومنها الدول العظمى والمتقدمة ، وكذلك ما يتسبب به امتحان التوجيهي من خسائر مادية على كل الأطراف ، وكذلك خسائر معنوية للطالب وذويه في حال خفقان الطالب بمادة من المواد التي تشكل له عقدة في حياته ، فكم من طالب يكون متفوقا في مادة ويرغبها ويستوعبها وفي مادة أخرى بفشل لعدم رغبته بها بل ولا تنسجم مع عقله واستيعابه ؟ فيخسر مستقبل تعليمه فيما يحب من أجل تلك المادة المشئومة ، وأذكر صديقا لي كان متفوقا في معظم المواد إلا مادة الرياضيات ، فقد كانت تشكل لديه عقدة نفسية ، فعاد التوجيهي أربعة مرات ولم يفلح بها فترك التعليم أخيرا واتجه الى العمل الخاص ، فلو افترضنا أن رغبته كانت تتجه لدراسة الطب ، فهل فشله في استيعاب مادة الرياضيات ستؤثر على دراسة الطب ؟ وقس على ذلك بقية التخصصات والمواد التي لا علاقة لها بالتخصص المطلوب .
ولكي نكون دقيقين أكثر .. يجب أن تكون المرحلة الفاصلة في التعليم هي نهاية المرحلة الإعدادية ، والتي يحدد من خلالها مصير الطالب ، إما أن يكمل مشواره الأكاديمي من خلال اجتياز الطالب معدل قبول للمرحلة الثانوية بالتوافق مع معدل قبول للتخصص الذي يرغبه الطالب منذ التأسيس ، أو أن يتجه الطالب الى التعليم المهني ومنذ بداية حياته ، وبهذا نكون قد وفرنا عليه الوقت والجهد لشق طريق حياته .
أأمل أن تنال هذه المقترحات اهتمام أصحاب القرار والباحثين والدارسين بهذا الخصوص ، وما قدمته أعتبره مقدمة لهم ليعدلوا ويضيفوا عليها ما يرونه مناسبا ، مؤكدا إن إصلاح التعليم هو إصلاح وطن ونهضة أمة ، ومن مسؤولياتنا جميعا .
التعليقات