طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

ردا على اتهامات الزعبي للاردن


تكررت عبارات محاربة الإرهاب ووجود إرهاب في سوريا والجماعات الإرهابية المسلحة من قبل وسائل إعلام النظام الرسمي السوري وغيرها من وسائل إعلام أجنبية، آلاف المرات إن لم يكن أكثر من ذلك، فضلاً عن انتشار عشرات المقاطع المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي (بغض النظر عن صحتها) التي تظهر قطع الرؤوس والتعذيب من قبل من يدعون أنهم ثوار.

ومؤخراً وفي إطار تسويق محاربة النظام الإرهاب، اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي المملكة العربية السعودية بتسليح الإرهابيين وتدريبهم عبر إقامة مراكز لهم في الأردن، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية قبيل انعقاد الجولة الثانية من محادثات مؤتمر جنيف-2- لكن الزعبي لم يقدم أي دليل على كلامه، لا وثائق ولا صور ولا أي معلومات استخباراتية، ما يجعل كلامه يأتي في سياق الاتهامات التي يوجهها النظام منذ بداية الانتفاضة السورية.

في موازاة ذلك يعمل الائتلاف السوري المعارض على كشف وثائق جديدة تثبت تورط نظام الأسد وعلاقته بتنظيم دولة العراق والشام الاسلامية 'داعش' ، وذلك خلال المحادثات التي ستجري في جنيف إذ يعد الائتلاف لكشف علاقة النظام بالتنظيم الذي استفحل وجوده في مناطق الرقة وديرالزور وريف حلب وغيرها من المناطق ما يشير الى أن المحادثات قد تتحول الى حرب كلامية يكيل فيها كل الطرف الاتهامات الى الطرف الآخر بأنه راع للإرهاب.

لكن وبعيداً عن كيل الاتهامات، تشير الأحداث إلى أن هناك اطرافاً عدة متورطة بما يدور من إرهاب في سوريا بدءاً من النظام وحلفائه انتهاءاً بالولايات المتحدة (مؤسس تنظيم القاعدة)، فصحيفة ديلي تلغراف كشفت مؤخراً عن بريطانيين يقاتلون مع تنظيم القاعدة في سوريا، ويتبادلون النصائح حول الجهاد عبر موقع مثير للجدل على شبكة الانترنت فيما كشفت سابقاً صحف اجنبية وتحديداً أوروبية ذهاب مقاتلين من بلجيكا وفرنسا وغيرها من بلدان المغرب العربي للقتال في سوريا تحت ما يسمى الجهاد ضد النظام ما يدل على تحول سوريا الى مركز جذب للإرهاب ووجود أمراء حرب وازدهار تجارة السلاح واستفادة أطراف عدة من ذلك.

وأقول لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي، نعم هناك إرهاب في سوريا، لا أحد ينكر ذلك، لكن ذلك لا يعني أن نظامكم غير إرهابي أو أن وجود إرهابيين في الجانب الآخر يعطي نظامكم شهادة حسن سلوك، لاسيما أن علاقة النظام بالإرهاب لم تعد سراً إن كان عبر الاعتقال والتعذيب في أقبية المخابرات (الجوية، أمن سياسي، وغيرها) أو علاقته المشبوهة بتنظيمات إرهابية في سوريا ومن قبلها العراق ولبنان، وأخيرا استيراد تنظيمات متطرفة دينياً للقتال إلى جانبه من إيران والعراق ولبنان، كأبو الفضل العباس وعصائب أهل الحق، وحزب الله، انتقالاً الى القتل العمد عبر إلقاء براميل متفجرة على رؤوس أبناء الشعب العزل، فالإرهاب جريمة إن كان من خلال قطع الرؤوس بالسيوف أو إلقاء البراميل. فالأجدى من نظام الأسد التوصل الى حل سياسي مع الطرف الآخر والابتعاد عن كيل الاتهامات والترويج الى موضوع الارهاب كلما حانت الفرصة، فلولا تعنت السلطات السورية بالبداية عندما كانت الأحداث ذات طابع سلمي لما وصلت سوريا الى ما هي عليه الآن.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/136635