استخدام العنف الذي لجأت اليه المعارضة في اوكراينا منذ الساعات الاولى لانطلاق المظاهرات والاحتجاجات على قرار الحكومة بتجميد قرار الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في الحادي والعشرين من الشهر الماضي بحجة الدفاع عن حقوق الانسان ليس مبررا ، ويتعارض مع السبل المشروعة في النضال من اجل الحريات .
نعم من غير المقبول بتاتا الطريقة التي يتعامل فيها المتطرفون الرديكاليون في اوكراينا ، فالحرية وحقوق المواطن لا يمكن تحقيقها باشعال الاطارات بالشوارع ولا برشق المباني الحكومية بكتل اللهب واحراقها او بالاعتداء على مؤسسات الدولة واحتلالها او بقتل رجال الامن واسرهم واطفالهم واحراق منازلهم .
ان هذه الطريقة تعبر بكل وضوح عن همجية هذه المعارضة وابتعادها عن السياسة واساليبها ، فاذا كانت هذه معارضة حقيقية لماذا لا تتعامل بجدية وموضوعية مع العروض المتكررة من قبل الرئيس الاوكراني وحكومته والمشاركة في الحكومة وتوسيع صلاحياتها وتحقيق ما تريده المعارضة من خلال مؤسسات الدولة الرسمية ، بل على العكس نرى اليوم اصرارا صبيانيا تتحكم فيه بعض اقطاب المعارضة المنهارة ورموز الفساد في اوكرانيا وعلى رأسها رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو واعضاء حزبها القومي المتطرف في الغرب الاوكراني ، اصرار على القتل والتخريب والعبث بامن واستقرار البلاد والهدف واضح ...العودة الى السلطة لتواصل اعمال الفساد والاثراء على حساب المواطن الاوكراني وموارد اوكرانيا الغنية.
كما يمكننا القول بان هذه الرغبة الجامحة التي تهيمن على عقول المتطرفين تلتقي بلا شك مع مصالح الدول الغربية الحالمة بالسيطرة على موارد هذه البلاد واستغلال الايدي العاملة الرخيصة في صناعاتها .
من هنا نستطيع القول ان جهات غربية تدفع بقوى التطرف داخل اوكراينا لاثارة اعمال الشغب والعنف وتأزيم المواقف وهو ما نعتبره مؤامرة مدبرة اكثر منها ' ثورة ' من اجل حقوق وان الاحداث لا علاقة لها اطلاقا بالعلاقات الاوكرانية الاوروبية ودخول الاتحاد الاوروبي. وبالعودة الى المشهد الماثل امامنا ومن خلال شاشات التلفزة اجزم بالقول بان هذه الاعمال مخطط لها بشكل جيد ومدروس ، حيث تشارك مجموعات منظمة ومدربة تدريبا عاليا على اساليب القتال في الشوارع واثارة الشغب في محاولة لزعزعة استقرار وامن اكراينا ودب الرعب في نفوس المواطنين .
ما يجري اليوم من تطرف واعمال همجية في العاصمة كييف لا يغدو كونه اكثر من محاولة انقلابية تم التخطيط والاعداد لها في المطابخ الغربية لاضفاء صبغة الثورة او الانقلاب على نهج الثورة البرتقالية 2004 كما تعبر عن نبرة العداء للتقارب الاوكراني الروسي الذي تم ابرامه مؤخرا بين الرئيس بوتين والاوكراني يانوكوفيتش في موسكو، وما اقدام بعض المتشددين الاوكران على تحطيم تمثال لينين في كييف الا مؤشرا على هذا العداء للروس والذين يشكلون اكثر من 40 بالمائة من سكان اوكراينا.
ولعل التقارب الروسي الاوكراني الاخير وضخ المليارات الروسية في الاقتصاد الاوكراني والاتفاقيات التجارية الاخرى والابقاء على اسعار متدنية للغاز الروسي المصدر الى اوكراينا والمشاريع والبرامج التي تصدرت مباحثات الزعيمين الروسي والاوكراني في موسكو كلها عوامل افقدت الغرب صوابه وجعلته يفكر بجدية بعد ان شعر بفقدان الامل بالاستيلاء على ثروات اوكراينا بدفع اذنابه ممن يسمون المعارضة المنقسمة بالاصل لاتباع هذا الاسلوب الراديكالي الهمجي بعد تيقنها ومعها امريكا بان روسيا جادة ولن تفرط فيما تعتبره موسكو حديقتها الخلفية وانها ماضية في استقطاب هذا البلد الى صفها وهو ما اثار رعونة الغرب والامريكان على حد سواء في التعامل مع الازمة ، ويتضح ذلك جليا في زيارات بعض المسؤولين الغربيين بينهم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون وفكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الامريكية الى مخيمات المتشددين في العاصمة كييف .
فالصورة التي امامنا اليوم كالتالي : معارضة متشددة لا ترى الا بعين واحدة مدعومة من الخارج ولا تقبل بالتفاوض وترتضي الخراب والقتل وفي المقابل حكومة شرعية ورئيس شرعي يتحدثون عن وحدة الشعب الاوكراني والاولويات في السياسة والسعي الى تفاهمات مع المعارضة من اجل بناء الدولة الحرة وتحقيق التوازن الجيوسياسي واستعدادها الى التعاون مع القوى السياسية التي لا تسعى الى شق المجتمع وزعزعة الوضع القائم ديمغرافيا ، وهنا لا بد من التأكيد مرة اخرى ان حوالي نصف سكان اوكراينا هم من الروس ويشكلون الغالبية في المناطق الشرقية الغنية بالزراعة والموارد الصناعية ، في حين نرى الغرب الاوكراني وهو من يدفع بالالاف نحو العاصمة كييف لاثارة الرعب والدمار .
فالحديث عن الازمة الاوكرانية لا يخلو من التطرق الى الانقسامات التي من الممكن ان تكون احدى الخيارات التي تطرحها المعارضة الراديكالية المتطرفة ، الا ان روسيا ترى ان اي تدخل من طرفها في الازمة الداخلية الاوكرانية غير مقبول على الاطلاق ولكنها تراقب في الوقت ذاته ما يجري هناك وتحرص على وحدة الشعب والارض الاوكرانية ، فالروس ومعهم القيادة الاوكراينية يدركون جيدا اللعبة الغربية واطماع الغرب في تقسيم اوكراينا ومن هذا المنطلق تعمل الحكومة الاوكراينية على ترسيخ مبادىء الوحدة والعدالة كي تخرج البلاد من ازمتها اقوى من قبل واكثر نضوجا ونراها تتعامل بهدوء وحذر مع المتشددين لتثبت للعالم انهم متطرفون ولا يريدون للبلاد خيرا .
والخلاصة يمكن القول بان من يظن اننا امام ربيع اوكراني فهو مخطىء وان الازمة ليست اكثر من محاولات يائسة تقوم عليها رموز فاسدة تتلقى الدعم من بعض الدول الغربية ولا يمكنها تحقيق اي شيء على ارض الواقع من تطلعاتها لان الغرب لن يغامر كما سبق لامريكا وتدخلت في هذا البلد 2004 وذلك لان كل من امريكا والغرب يؤمن جيدا بان المعارضة الاوكرانية منقسمة وان الصراع هناك هو على السلطة وعلى المال ليس الا، كما ان امريكا لن تتخلى عن مصالحها مع الروس في هذه المرحلة خاصة فيما يتعلق بالملف السوري والمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية والملف النووي الايراني لحساب المعارضة المنقسمة وغير المنظمة في اوكرانيا.
استخدام العنف الذي لجأت اليه المعارضة في اوكراينا منذ الساعات الاولى لانطلاق المظاهرات والاحتجاجات على قرار الحكومة بتجميد قرار الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في الحادي والعشرين من الشهر الماضي بحجة الدفاع عن حقوق الانسان ليس مبررا ، ويتعارض مع السبل المشروعة في النضال من اجل الحريات .
نعم من غير المقبول بتاتا الطريقة التي يتعامل فيها المتطرفون الرديكاليون في اوكراينا ، فالحرية وحقوق المواطن لا يمكن تحقيقها باشعال الاطارات بالشوارع ولا برشق المباني الحكومية بكتل اللهب واحراقها او بالاعتداء على مؤسسات الدولة واحتلالها او بقتل رجال الامن واسرهم واطفالهم واحراق منازلهم .
ان هذه الطريقة تعبر بكل وضوح عن همجية هذه المعارضة وابتعادها عن السياسة واساليبها ، فاذا كانت هذه معارضة حقيقية لماذا لا تتعامل بجدية وموضوعية مع العروض المتكررة من قبل الرئيس الاوكراني وحكومته والمشاركة في الحكومة وتوسيع صلاحياتها وتحقيق ما تريده المعارضة من خلال مؤسسات الدولة الرسمية ، بل على العكس نرى اليوم اصرارا صبيانيا تتحكم فيه بعض اقطاب المعارضة المنهارة ورموز الفساد في اوكرانيا وعلى رأسها رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو واعضاء حزبها القومي المتطرف في الغرب الاوكراني ، اصرار على القتل والتخريب والعبث بامن واستقرار البلاد والهدف واضح ...العودة الى السلطة لتواصل اعمال الفساد والاثراء على حساب المواطن الاوكراني وموارد اوكرانيا الغنية.
كما يمكننا القول بان هذه الرغبة الجامحة التي تهيمن على عقول المتطرفين تلتقي بلا شك مع مصالح الدول الغربية الحالمة بالسيطرة على موارد هذه البلاد واستغلال الايدي العاملة الرخيصة في صناعاتها .
من هنا نستطيع القول ان جهات غربية تدفع بقوى التطرف داخل اوكراينا لاثارة اعمال الشغب والعنف وتأزيم المواقف وهو ما نعتبره مؤامرة مدبرة اكثر منها ' ثورة ' من اجل حقوق وان الاحداث لا علاقة لها اطلاقا بالعلاقات الاوكرانية الاوروبية ودخول الاتحاد الاوروبي. وبالعودة الى المشهد الماثل امامنا ومن خلال شاشات التلفزة اجزم بالقول بان هذه الاعمال مخطط لها بشكل جيد ومدروس ، حيث تشارك مجموعات منظمة ومدربة تدريبا عاليا على اساليب القتال في الشوارع واثارة الشغب في محاولة لزعزعة استقرار وامن اكراينا ودب الرعب في نفوس المواطنين .
ما يجري اليوم من تطرف واعمال همجية في العاصمة كييف لا يغدو كونه اكثر من محاولة انقلابية تم التخطيط والاعداد لها في المطابخ الغربية لاضفاء صبغة الثورة او الانقلاب على نهج الثورة البرتقالية 2004 كما تعبر عن نبرة العداء للتقارب الاوكراني الروسي الذي تم ابرامه مؤخرا بين الرئيس بوتين والاوكراني يانوكوفيتش في موسكو، وما اقدام بعض المتشددين الاوكران على تحطيم تمثال لينين في كييف الا مؤشرا على هذا العداء للروس والذين يشكلون اكثر من 40 بالمائة من سكان اوكراينا.
ولعل التقارب الروسي الاوكراني الاخير وضخ المليارات الروسية في الاقتصاد الاوكراني والاتفاقيات التجارية الاخرى والابقاء على اسعار متدنية للغاز الروسي المصدر الى اوكراينا والمشاريع والبرامج التي تصدرت مباحثات الزعيمين الروسي والاوكراني في موسكو كلها عوامل افقدت الغرب صوابه وجعلته يفكر بجدية بعد ان شعر بفقدان الامل بالاستيلاء على ثروات اوكراينا بدفع اذنابه ممن يسمون المعارضة المنقسمة بالاصل لاتباع هذا الاسلوب الراديكالي الهمجي بعد تيقنها ومعها امريكا بان روسيا جادة ولن تفرط فيما تعتبره موسكو حديقتها الخلفية وانها ماضية في استقطاب هذا البلد الى صفها وهو ما اثار رعونة الغرب والامريكان على حد سواء في التعامل مع الازمة ، ويتضح ذلك جليا في زيارات بعض المسؤولين الغربيين بينهم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون وفكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الامريكية الى مخيمات المتشددين في العاصمة كييف .
فالصورة التي امامنا اليوم كالتالي : معارضة متشددة لا ترى الا بعين واحدة مدعومة من الخارج ولا تقبل بالتفاوض وترتضي الخراب والقتل وفي المقابل حكومة شرعية ورئيس شرعي يتحدثون عن وحدة الشعب الاوكراني والاولويات في السياسة والسعي الى تفاهمات مع المعارضة من اجل بناء الدولة الحرة وتحقيق التوازن الجيوسياسي واستعدادها الى التعاون مع القوى السياسية التي لا تسعى الى شق المجتمع وزعزعة الوضع القائم ديمغرافيا ، وهنا لا بد من التأكيد مرة اخرى ان حوالي نصف سكان اوكراينا هم من الروس ويشكلون الغالبية في المناطق الشرقية الغنية بالزراعة والموارد الصناعية ، في حين نرى الغرب الاوكراني وهو من يدفع بالالاف نحو العاصمة كييف لاثارة الرعب والدمار .
فالحديث عن الازمة الاوكرانية لا يخلو من التطرق الى الانقسامات التي من الممكن ان تكون احدى الخيارات التي تطرحها المعارضة الراديكالية المتطرفة ، الا ان روسيا ترى ان اي تدخل من طرفها في الازمة الداخلية الاوكرانية غير مقبول على الاطلاق ولكنها تراقب في الوقت ذاته ما يجري هناك وتحرص على وحدة الشعب والارض الاوكرانية ، فالروس ومعهم القيادة الاوكراينية يدركون جيدا اللعبة الغربية واطماع الغرب في تقسيم اوكراينا ومن هذا المنطلق تعمل الحكومة الاوكراينية على ترسيخ مبادىء الوحدة والعدالة كي تخرج البلاد من ازمتها اقوى من قبل واكثر نضوجا ونراها تتعامل بهدوء وحذر مع المتشددين لتثبت للعالم انهم متطرفون ولا يريدون للبلاد خيرا .
والخلاصة يمكن القول بان من يظن اننا امام ربيع اوكراني فهو مخطىء وان الازمة ليست اكثر من محاولات يائسة تقوم عليها رموز فاسدة تتلقى الدعم من بعض الدول الغربية ولا يمكنها تحقيق اي شيء على ارض الواقع من تطلعاتها لان الغرب لن يغامر كما سبق لامريكا وتدخلت في هذا البلد 2004 وذلك لان كل من امريكا والغرب يؤمن جيدا بان المعارضة الاوكرانية منقسمة وان الصراع هناك هو على السلطة وعلى المال ليس الا، كما ان امريكا لن تتخلى عن مصالحها مع الروس في هذه المرحلة خاصة فيما يتعلق بالملف السوري والمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية والملف النووي الايراني لحساب المعارضة المنقسمة وغير المنظمة في اوكرانيا.
استخدام العنف الذي لجأت اليه المعارضة في اوكراينا منذ الساعات الاولى لانطلاق المظاهرات والاحتجاجات على قرار الحكومة بتجميد قرار الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في الحادي والعشرين من الشهر الماضي بحجة الدفاع عن حقوق الانسان ليس مبررا ، ويتعارض مع السبل المشروعة في النضال من اجل الحريات .
نعم من غير المقبول بتاتا الطريقة التي يتعامل فيها المتطرفون الرديكاليون في اوكراينا ، فالحرية وحقوق المواطن لا يمكن تحقيقها باشعال الاطارات بالشوارع ولا برشق المباني الحكومية بكتل اللهب واحراقها او بالاعتداء على مؤسسات الدولة واحتلالها او بقتل رجال الامن واسرهم واطفالهم واحراق منازلهم .
ان هذه الطريقة تعبر بكل وضوح عن همجية هذه المعارضة وابتعادها عن السياسة واساليبها ، فاذا كانت هذه معارضة حقيقية لماذا لا تتعامل بجدية وموضوعية مع العروض المتكررة من قبل الرئيس الاوكراني وحكومته والمشاركة في الحكومة وتوسيع صلاحياتها وتحقيق ما تريده المعارضة من خلال مؤسسات الدولة الرسمية ، بل على العكس نرى اليوم اصرارا صبيانيا تتحكم فيه بعض اقطاب المعارضة المنهارة ورموز الفساد في اوكرانيا وعلى رأسها رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو واعضاء حزبها القومي المتطرف في الغرب الاوكراني ، اصرار على القتل والتخريب والعبث بامن واستقرار البلاد والهدف واضح ...العودة الى السلطة لتواصل اعمال الفساد والاثراء على حساب المواطن الاوكراني وموارد اوكرانيا الغنية.
كما يمكننا القول بان هذه الرغبة الجامحة التي تهيمن على عقول المتطرفين تلتقي بلا شك مع مصالح الدول الغربية الحالمة بالسيطرة على موارد هذه البلاد واستغلال الايدي العاملة الرخيصة في صناعاتها .
من هنا نستطيع القول ان جهات غربية تدفع بقوى التطرف داخل اوكراينا لاثارة اعمال الشغب والعنف وتأزيم المواقف وهو ما نعتبره مؤامرة مدبرة اكثر منها ' ثورة ' من اجل حقوق وان الاحداث لا علاقة لها اطلاقا بالعلاقات الاوكرانية الاوروبية ودخول الاتحاد الاوروبي. وبالعودة الى المشهد الماثل امامنا ومن خلال شاشات التلفزة اجزم بالقول بان هذه الاعمال مخطط لها بشكل جيد ومدروس ، حيث تشارك مجموعات منظمة ومدربة تدريبا عاليا على اساليب القتال في الشوارع واثارة الشغب في محاولة لزعزعة استقرار وامن اكراينا ودب الرعب في نفوس المواطنين .
ما يجري اليوم من تطرف واعمال همجية في العاصمة كييف لا يغدو كونه اكثر من محاولة انقلابية تم التخطيط والاعداد لها في المطابخ الغربية لاضفاء صبغة الثورة او الانقلاب على نهج الثورة البرتقالية 2004 كما تعبر عن نبرة العداء للتقارب الاوكراني الروسي الذي تم ابرامه مؤخرا بين الرئيس بوتين والاوكراني يانوكوفيتش في موسكو، وما اقدام بعض المتشددين الاوكران على تحطيم تمثال لينين في كييف الا مؤشرا على هذا العداء للروس والذين يشكلون اكثر من 40 بالمائة من سكان اوكراينا.
ولعل التقارب الروسي الاوكراني الاخير وضخ المليارات الروسية في الاقتصاد الاوكراني والاتفاقيات التجارية الاخرى والابقاء على اسعار متدنية للغاز الروسي المصدر الى اوكراينا والمشاريع والبرامج التي تصدرت مباحثات الزعيمين الروسي والاوكراني في موسكو كلها عوامل افقدت الغرب صوابه وجعلته يفكر بجدية بعد ان شعر بفقدان الامل بالاستيلاء على ثروات اوكراينا بدفع اذنابه ممن يسمون المعارضة المنقسمة بالاصل لاتباع هذا الاسلوب الراديكالي الهمجي بعد تيقنها ومعها امريكا بان روسيا جادة ولن تفرط فيما تعتبره موسكو حديقتها الخلفية وانها ماضية في استقطاب هذا البلد الى صفها وهو ما اثار رعونة الغرب والامريكان على حد سواء في التعامل مع الازمة ، ويتضح ذلك جليا في زيارات بعض المسؤولين الغربيين بينهم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون وفكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الامريكية الى مخيمات المتشددين في العاصمة كييف .
فالصورة التي امامنا اليوم كالتالي : معارضة متشددة لا ترى الا بعين واحدة مدعومة من الخارج ولا تقبل بالتفاوض وترتضي الخراب والقتل وفي المقابل حكومة شرعية ورئيس شرعي يتحدثون عن وحدة الشعب الاوكراني والاولويات في السياسة والسعي الى تفاهمات مع المعارضة من اجل بناء الدولة الحرة وتحقيق التوازن الجيوسياسي واستعدادها الى التعاون مع القوى السياسية التي لا تسعى الى شق المجتمع وزعزعة الوضع القائم ديمغرافيا ، وهنا لا بد من التأكيد مرة اخرى ان حوالي نصف سكان اوكراينا هم من الروس ويشكلون الغالبية في المناطق الشرقية الغنية بالزراعة والموارد الصناعية ، في حين نرى الغرب الاوكراني وهو من يدفع بالالاف نحو العاصمة كييف لاثارة الرعب والدمار .
فالحديث عن الازمة الاوكرانية لا يخلو من التطرق الى الانقسامات التي من الممكن ان تكون احدى الخيارات التي تطرحها المعارضة الراديكالية المتطرفة ، الا ان روسيا ترى ان اي تدخل من طرفها في الازمة الداخلية الاوكرانية غير مقبول على الاطلاق ولكنها تراقب في الوقت ذاته ما يجري هناك وتحرص على وحدة الشعب والارض الاوكرانية ، فالروس ومعهم القيادة الاوكراينية يدركون جيدا اللعبة الغربية واطماع الغرب في تقسيم اوكراينا ومن هذا المنطلق تعمل الحكومة الاوكراينية على ترسيخ مبادىء الوحدة والعدالة كي تخرج البلاد من ازمتها اقوى من قبل واكثر نضوجا ونراها تتعامل بهدوء وحذر مع المتشددين لتثبت للعالم انهم متطرفون ولا يريدون للبلاد خيرا .
والخلاصة يمكن القول بان من يظن اننا امام ربيع اوكراني فهو مخطىء وان الازمة ليست اكثر من محاولات يائسة تقوم عليها رموز فاسدة تتلقى الدعم من بعض الدول الغربية ولا يمكنها تحقيق اي شيء على ارض الواقع من تطلعاتها لان الغرب لن يغامر كما سبق لامريكا وتدخلت في هذا البلد 2004 وذلك لان كل من امريكا والغرب يؤمن جيدا بان المعارضة الاوكرانية منقسمة وان الصراع هناك هو على السلطة وعلى المال ليس الا، كما ان امريكا لن تتخلى عن مصالحها مع الروس في هذه المرحلة خاصة فيما يتعلق بالملف السوري والمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية والملف النووي الايراني لحساب المعارضة المنقسمة وغير المنظمة في اوكرانيا.
التعليقات