طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الكونفدرالية في غياب الدولة الفلسطينية خيانة عظمى


يطل مصطلح الكونفدرالية برأسه الخبيث مرة اخرى على الاردن وشعبه في ظل الوضع العربي والاردني والفلسطيني المتردي اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وفقدان الثقة ما بين الحكومات والانظمة وشعوبها .

فالكونفدرالية ليست جديدة لكي نتفاجئ بها كأردنيين , بل هي فكرة قديمة طرحها الملك الحسين طيب الله ثراه في مطلع سبعينات القرن الماضي لانقاذ ما تبقى من فلسطين , ولكن خطوته لم يوافق عليها قادة الشعب الفلسطيني الذين اصروا على تحرير فلسطين بالقوة وبدلا من توجيهها للصهاينة وجههوها للجندي الاردني فيما يعرف بايلول عام 1970 .

ثم عاد الرئيس الاميركي رونالد ريغان في العام 1982 احياء الكونفدرالية ضمن خطة صهيونية مشبوهة لم يكتب لها النجاح مستغلاً في طرح خطته الضعف الفلسطيني بعد خروج المقاتلين الفلسطينيين مهزومين من بيروت وترحيلهم لتونس, وفي عام 1985 عاد وزير خارجية امريكا جورج شولتز لاحياء فكرة ريغان من جديد ولكن خطوته بائت بالفشل بعد اصرار الملك الحسين على تحرير ما يسمى بالضفة الغربية تحريرا كاملا واقامة الدولة الفلسطينية عليها قبيل الحديث عن الكونفدرالية .

فالاصرار هذه الايام على الكونفدرالية يتطلب منا نشر الوعي عن مخاطرها بين صفوف الشعبين الاردني والفلسطيني لتفاديها, فأخطار تلك الوحدة في ظل الظروف الحالية هي كثيرة جداً تحوم حولنا ولكننا لا نراها , لانها تتزين بالثوب الصهيوني المزركش والجذاب منذ عشرات السنيين , ويجب علينا التحذير من الوقوع في مفاتنها كما وقع الشعب الاردني في مفاتن وحدة الضفتين والتي لا زال يدفع ثمن نتائجها الى اليوم .

فاذا كانت الكونفدرالية ضرورة استراتيجية وملحة للاردنيين وللفلسطينيين معاً فإننا نتساءل : ما هي النتائج الايجابية التي ستتمخض عنها للشعبين في حال تحقيقها يا ترى ؟ .
اقول قبيل الاجابة على هذا التساؤل الخطير, بأن الكونفدرالية باطلة جداً جداً , وأن مجرد الحديث عنها يدخل المرء من في باب الخيانة العظمى , لانها مشروع صهيوني لا يخدم سوى اليهود فقط , ووهي فكرة ابليسية في ظل الظروف الحالية من شأنها منع اقامة الدولة الفلسطينية على ارضها التاريخية كما انها فكرة جهنمية لالغاء حق العودة والتعويض .

فلا ادري ايها العقلاء من ابنا شعبنا الاردني كيف تقبلوا بأن يتم الحديث عن الكونفدرالية بين دولة لها حدود جغرافية ولها مؤسسات وطنية , وبين دولة لا تملك ادنى درجات ومقومات الدولة؟؟؟؟؟؟!!!!! , وكيف ستقام تلك الوحدة ما بين شعب قائم على ارضه , وشعب يرزح جزء منه تحت نير الاحتلال وجزأه الاكبر يعيش بالشتات ؟, فلو افترضنا ان تلك الوحدة ستخضع لتصويت الشعبين , فمن هو المواطن الفلسطيني الذي يحق له التصويت على الوحدة بين الدولتين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

اسئلة خطيرة تقودنا الى القول باختصار , بأن مجرد الحديث عن الكونفدرالية بين الاردن وفلسطين في ظل عدم اقامة دولة فلسطينية لها مؤسسات شرعية , وفي ظل عدم معرفة من هو المواطن الفلسطيني الى الان هو الخيانة العظمى بعينها , مهما حاول اصحاب الشعارات التي اضاعت فلسطين زركشتها وتجميلها بعيون الناس تحت المسميات الخطيرة الصهيونية التي انتجها المختبر اليهودي 'كالانسانية ووحدة الدم والمصير المشترك والشعب الواحد واردن الحشد والرباط ' , متسائلا : اذا كان العرب وامريكا مشتاقون لرؤية الكونفدرالية وليداً يزحف على الارض ويتمتع بالحرية : فلماذا لا تقام تلك الكونفدرالية بين فلسطين ولبنان او سوريا او مصر او مع اي دولة عربية اخرى ؟, وبلغة ادق : لماذا لا تقام الكونفدرالية بين فلسطين واسرائيل إن كان في تلك الوحدة مصلحة للشعبين الفلسطيني واليهودي كما تروج مختبرات الامريكان ومنتديات بني صهيون ؟.

فاذا كان احد كبار المفاوضين الفلسطينيين ويدعى صائب عريقات قد شدّد بقوله قبل ايام بان الكونفدرالية ليست من مصلحة الاردن ولا فلسطين، فإني اضيف الى تصريحه بان اقامتها لن تكون إلا خدمة ومصلحة لإسرائيل فقط .

وقفة للتأمل :' احذروا ايها الاردنيون من شعارات دفع التعويضات وتسديد المديونية وتحقيق الرفاهية والانسانية وانكم من أهل الشومات , فالشومة الحقيقية هي المحافظة على الاردن من التلف والضياع وليس الانجرار وراء مصالح شخصية قد تكون كاذبة ومخادعة كما رأينا في قضية بيع مؤسسات الوطن وبيع اراضي الشعب بحجة الاستثمار'.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/135120