طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

لماذا يجب اعتبار الوحدة الاردنية الفلسطينية باطلة ويجب محاربتها؟


قبل اشهر اقترحت عضوة الكنيست عن حزب الليكود ونائبة وزير المواصلات 'تسيبي حوتوفلي' تحويل المملكة الاردنية لدولة فلسطينية، واصفة هذه المبادرة بالعقلانية والجيدة التي تخدم كل الاطراف الاردنية والاسرائيلية والفلسطينية , وللاسف لم نرَ رداً واحداً من من كاتب أو من مسؤول في الاردن وفلسطين حول ذلك التصريح الخطير.

فاقتراح حوتوفلي يجب ان نتوقف عنده جيداً وان لا نستغربه ولا نستهجنه ولا ندينه ولا نقف ضده ,لان هناك الملايين من بني جلدتنا ومن اصحاب القضية يطالبون جهارا نهارا بما تطالب به حوتوفلي لخدمة بناء دولة اسرائيل تمهيدا لاعلان يهوديتها من النهر الى البحر .

فمن يتابع تصريحات كبار المسؤولين اليهود يرى بانها تنصب جميعا على هدف واحد يتلخص في ايجاد حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني على حساب الاردن كوطن بديل للشعب الفلسطيني , لانهم يرون في ذلك حلاً وحيداً للابقاء على يهودية الدولة , والتي تسير الى الامام ونحو الهدف بوتيرة متسارعة وفقا للمعطيات والمؤشرات التي نراها ونسمعها .

فما اغرب العرب في حربهم ضد اسرائيل , وما اغرب اخوتنا الفلسطينيين المطالبين بالتجنيس, ففي الوقت الذي يعلن فيه وزير الاسكان الاسرائيلي اوري اريئيل، عن اقامة مستوطنة جديدة تدعى 'لشم, سيتم بناء 400 وحدة استيطانية بها لاحقا, نجد ارتفاعا ملحوظاً في الاصوات التي تطالب بالمزيد من الحقوق والمزيد من التجنيس , متسائلا : بالله عليكم ما هو الفرق بين الصهاينة الذين يطالبون بيهودية اسرائيل من النهر الى البحر , وبين المطالبين بتجنيس اخوتنا الفلسطينيين في الاردن ؟.

اذا كانت الاجابة العقلانية تقول لا فرق بينهما , فاني اقول بتلك العقلانية بأن الحديث عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة على ارضها التاريخية يتطلب وقف استخدام مصطلح الضفة الغربية وشطبه من القاموس الاردني والفلسطيني , والسعي لالغائه من القاموس العربي والدولي , كما يتطلب الغائه وشطبه بالكامل من مناهجنا وتحت طائلة المسائلة القانونية , ايمانا مني بأن استخدام هذا المصطلح يضر بفلسطين وشعبها كما يلحق الاذى بالاردن وشعبه ولا يخدم إلا اسرائيل وشعبها .

نعم انها الحقيقة التي يتجاهلها من يطالب بالتجنيس انطلاقاً من وحدة الضفتين التي اعلن عنها في 24 نيسان 1950، فتلك الوحدة هي وحدة باطلة بكل ما تحمل تلك الكلمة من معنى, بدليل ان العرب قد طالبوا يومها بفصل الاردن من جامعة الدول العربية.

فتعالوا نعلنها اردنيين وفلسطينيين معا بانها وحدة باطلة لانها ستعمل على تلاشي امل رؤية فلسطين كدولة مستقلة على ارضها التاريخية وستعمل على تعميق الخلافات بين الاشقاء وابناء العمومة والانسباء. وتعالوا نعلن بأنه ليس هناك ضفة غربية بعد اليوم , بل هناك دولة فلسطين , كما ان ليس هناك تجنيس بعد اليوم بل هناك ترسيخ لمبادئ فلسطين والمحافظة عليها من التلف والضياع والتلاشي .

وقفة للتأمل : عندما نتغاضى عن الاخطاء فلا تتمادوا بارتكابها , فصمتنا ليس رضى بما تفعلون , بل هو مجرد فرصة للعدول عما ارتكبتموه من اخطاء , فلسنا طيبين لدرجة السذاجة '.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/133326