'يلّا عَ البرازيل'، هذا هو الشعار الذي ينتشر في شوارع عمان تحشيداً للجماهير الأردنية للوقوف مع المنتخب الوطني لكرة القدم 'النشامى'، وهو شعار يبعث على التفاؤل وكأننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنهائيات كأس العالم.
وبعد إطلاق هذه الحملة الدعائية دعماً ومساندة لـ'النشامى' قبيل أيام من مباراة صعبة جداً للمنتخب الوطني مع الاوروغواي في عمان، دشن التلفزيون الأردني الجمعة الماضية 'تليثون' لجمع الدعم المالي للمنتخب استمر ساعات النهار والليل، وأسفر عن جمع ما يقارب مليوني دينار، وتحدث خلاله من يفهم بالرياضة ومن لم يسمع بها.
لن نُعيب على من أطلق حملة 'يلّا عَ البرازيل' أو من اجتهد بتنظيم التليثون، فهو عمل يستحق الشكر والثناء، ولكن في الاتجاه الآخر يكشف خللاً دائماً في تعاملنا مع قضايانا وتوجهاتنا، فنحن دائماً نعمل على نظام 'الفزعة'، وهذا يحدث حراكاً، غير أنه لا يبني عملاً مؤسسياً، ولا يصنع استراتيجيات، ولا يحقق الأهداف والأحلام!.
تذكرت وأنا أشاهد التليثون على التلفزيون، 'الفزعة' التي اجتاحتنا حين وصلت الفنانة ديانا كرزون إلى نهائيات سوبر ستار العرب، مع أن كأس العالم باعتقادي أهم بكثير، ولكنه ذات المنطق والعقلية في حملات تعبئة شعبية لمناصرة كرزون والدعوة للتصويت لها، وشاشات كبرى لعرض الحفل في الميادين، واحتفالات وأغاني شعبية، وكأننا على أبواب حرب!.
نعم فازت كرزون، وبعدها انفض 'المولد'، ولم نعرف بعدها ماذا فعلت وزراة الثقافة، ماذا فعلت نقابة الفنانين، وماذا فعل الأردن ليظل أسماء شبابه وفنانيه بالصدارة؟!.
حشد الهمم مهم، ومفيد، على أن لا يتحول إلى وهم، وصناعة صورة ليست لنا، ومن الضروري في هذا السياق أن نعترف أن فوزنا على الأوروغواي صعب المنال، ليس لأن لاعبينا لا يملكون الإرادة، بل لأن النصر يحتاج إلى بناء تراكمي، وصناعة نجوم، ومحترفين، وإمكانيات وخطط، وهذا ما لا نفعله مقارنة بدولة مثل الأوروغواي.
قصة المنتخب الوطني لكرة القدم تروي حكايات قطاعات كثيرة لم تأخذ فرصتها لإثبات الحضور، لأننا نتقن التغني بالنصر، أكثر من العمل لصناعته.
ماذا نعمل نحن لصناعة الرياضة والنجوم والمنافسة بالبطولات، أتذكر أنه كان لدينا فريق كرة سلة من أفضل الفرق العربية .. أين هو الآن .. هل ما زال متألقاً، مثلما كان قبل سنوات، أم تراجع ويواجه تحديات لا مثيل لها؟.
هل نتساءل كيف يعيش لاعبو المنتخب، وهل وفرنا لهم المتطلبات الأساسية لحياة كريمة حتى يبدعوا، لا نريد مقارنتهم بنجوم الكرة الذين تصل أسعارهم لمئات الملايين ومنهم لاعبين في الأوروغواي، ويكفي أن نقول: هل ما يتقاضونه يعيل أسرهم؟!.
قبل سنوات وأبان عهد العمدة ممدوح العبادي، ومن بعده العمدة نضال الحديد، أُستنجد بأمانة عمان لتشغيل هؤلاء اللاعبين وصرف رواتب لهم، حتى يتفرغوا ولو قليلاً لكرة القدم!.
الاحترف والتفرغ حلقة من حلقات صناعة الرياضة، ومرتبط بها توفير الموارد والخبرات، والترويج الدائم، وتوفر المنشآت الرياضية، وهنا نعيد السؤال: كم عدد الأندية التي لديها منشآت رياضية صالحة للاستخدام؟، وابعد من ذلك نظرة نحو المستقبل .. كيف نستقطب الفتيان والفتيات اليافعين من مدارسهم، وما هي أحوال الرياضة المدرسية .. وهل تخرج للأندية أجيالاً تصنع مستقبل الرياضة في بلادنا؟!.
'يلّا عَ البرازيل' أمل وحلم يداعب هذا الشعب المغلوب على أمره، والمتعب من أزماته السياسية والاقتصادية، ومن حقه أن يفرح بنصر حتى ولو بكرة القدم، وللأسف الفزعة في اللحظات الأخيرة لا تصنعه، بل العمل الدؤوب والمستمر لما بعد البرازيل في نهائيات كأس العالم 2018 و2022، فهل هناك من يسمع .. ومن يعمل؟!.
'يلّا عَ البرازيل'، هذا هو الشعار الذي ينتشر في شوارع عمان تحشيداً للجماهير الأردنية للوقوف مع المنتخب الوطني لكرة القدم 'النشامى'، وهو شعار يبعث على التفاؤل وكأننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنهائيات كأس العالم.
وبعد إطلاق هذه الحملة الدعائية دعماً ومساندة لـ'النشامى' قبيل أيام من مباراة صعبة جداً للمنتخب الوطني مع الاوروغواي في عمان، دشن التلفزيون الأردني الجمعة الماضية 'تليثون' لجمع الدعم المالي للمنتخب استمر ساعات النهار والليل، وأسفر عن جمع ما يقارب مليوني دينار، وتحدث خلاله من يفهم بالرياضة ومن لم يسمع بها.
لن نُعيب على من أطلق حملة 'يلّا عَ البرازيل' أو من اجتهد بتنظيم التليثون، فهو عمل يستحق الشكر والثناء، ولكن في الاتجاه الآخر يكشف خللاً دائماً في تعاملنا مع قضايانا وتوجهاتنا، فنحن دائماً نعمل على نظام 'الفزعة'، وهذا يحدث حراكاً، غير أنه لا يبني عملاً مؤسسياً، ولا يصنع استراتيجيات، ولا يحقق الأهداف والأحلام!.
تذكرت وأنا أشاهد التليثون على التلفزيون، 'الفزعة' التي اجتاحتنا حين وصلت الفنانة ديانا كرزون إلى نهائيات سوبر ستار العرب، مع أن كأس العالم باعتقادي أهم بكثير، ولكنه ذات المنطق والعقلية في حملات تعبئة شعبية لمناصرة كرزون والدعوة للتصويت لها، وشاشات كبرى لعرض الحفل في الميادين، واحتفالات وأغاني شعبية، وكأننا على أبواب حرب!.
نعم فازت كرزون، وبعدها انفض 'المولد'، ولم نعرف بعدها ماذا فعلت وزراة الثقافة، ماذا فعلت نقابة الفنانين، وماذا فعل الأردن ليظل أسماء شبابه وفنانيه بالصدارة؟!.
حشد الهمم مهم، ومفيد، على أن لا يتحول إلى وهم، وصناعة صورة ليست لنا، ومن الضروري في هذا السياق أن نعترف أن فوزنا على الأوروغواي صعب المنال، ليس لأن لاعبينا لا يملكون الإرادة، بل لأن النصر يحتاج إلى بناء تراكمي، وصناعة نجوم، ومحترفين، وإمكانيات وخطط، وهذا ما لا نفعله مقارنة بدولة مثل الأوروغواي.
قصة المنتخب الوطني لكرة القدم تروي حكايات قطاعات كثيرة لم تأخذ فرصتها لإثبات الحضور، لأننا نتقن التغني بالنصر، أكثر من العمل لصناعته.
ماذا نعمل نحن لصناعة الرياضة والنجوم والمنافسة بالبطولات، أتذكر أنه كان لدينا فريق كرة سلة من أفضل الفرق العربية .. أين هو الآن .. هل ما زال متألقاً، مثلما كان قبل سنوات، أم تراجع ويواجه تحديات لا مثيل لها؟.
هل نتساءل كيف يعيش لاعبو المنتخب، وهل وفرنا لهم المتطلبات الأساسية لحياة كريمة حتى يبدعوا، لا نريد مقارنتهم بنجوم الكرة الذين تصل أسعارهم لمئات الملايين ومنهم لاعبين في الأوروغواي، ويكفي أن نقول: هل ما يتقاضونه يعيل أسرهم؟!.
قبل سنوات وأبان عهد العمدة ممدوح العبادي، ومن بعده العمدة نضال الحديد، أُستنجد بأمانة عمان لتشغيل هؤلاء اللاعبين وصرف رواتب لهم، حتى يتفرغوا ولو قليلاً لكرة القدم!.
الاحترف والتفرغ حلقة من حلقات صناعة الرياضة، ومرتبط بها توفير الموارد والخبرات، والترويج الدائم، وتوفر المنشآت الرياضية، وهنا نعيد السؤال: كم عدد الأندية التي لديها منشآت رياضية صالحة للاستخدام؟، وابعد من ذلك نظرة نحو المستقبل .. كيف نستقطب الفتيان والفتيات اليافعين من مدارسهم، وما هي أحوال الرياضة المدرسية .. وهل تخرج للأندية أجيالاً تصنع مستقبل الرياضة في بلادنا؟!.
'يلّا عَ البرازيل' أمل وحلم يداعب هذا الشعب المغلوب على أمره، والمتعب من أزماته السياسية والاقتصادية، ومن حقه أن يفرح بنصر حتى ولو بكرة القدم، وللأسف الفزعة في اللحظات الأخيرة لا تصنعه، بل العمل الدؤوب والمستمر لما بعد البرازيل في نهائيات كأس العالم 2018 و2022، فهل هناك من يسمع .. ومن يعمل؟!.
'يلّا عَ البرازيل'، هذا هو الشعار الذي ينتشر في شوارع عمان تحشيداً للجماهير الأردنية للوقوف مع المنتخب الوطني لكرة القدم 'النشامى'، وهو شعار يبعث على التفاؤل وكأننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنهائيات كأس العالم.
وبعد إطلاق هذه الحملة الدعائية دعماً ومساندة لـ'النشامى' قبيل أيام من مباراة صعبة جداً للمنتخب الوطني مع الاوروغواي في عمان، دشن التلفزيون الأردني الجمعة الماضية 'تليثون' لجمع الدعم المالي للمنتخب استمر ساعات النهار والليل، وأسفر عن جمع ما يقارب مليوني دينار، وتحدث خلاله من يفهم بالرياضة ومن لم يسمع بها.
لن نُعيب على من أطلق حملة 'يلّا عَ البرازيل' أو من اجتهد بتنظيم التليثون، فهو عمل يستحق الشكر والثناء، ولكن في الاتجاه الآخر يكشف خللاً دائماً في تعاملنا مع قضايانا وتوجهاتنا، فنحن دائماً نعمل على نظام 'الفزعة'، وهذا يحدث حراكاً، غير أنه لا يبني عملاً مؤسسياً، ولا يصنع استراتيجيات، ولا يحقق الأهداف والأحلام!.
تذكرت وأنا أشاهد التليثون على التلفزيون، 'الفزعة' التي اجتاحتنا حين وصلت الفنانة ديانا كرزون إلى نهائيات سوبر ستار العرب، مع أن كأس العالم باعتقادي أهم بكثير، ولكنه ذات المنطق والعقلية في حملات تعبئة شعبية لمناصرة كرزون والدعوة للتصويت لها، وشاشات كبرى لعرض الحفل في الميادين، واحتفالات وأغاني شعبية، وكأننا على أبواب حرب!.
نعم فازت كرزون، وبعدها انفض 'المولد'، ولم نعرف بعدها ماذا فعلت وزراة الثقافة، ماذا فعلت نقابة الفنانين، وماذا فعل الأردن ليظل أسماء شبابه وفنانيه بالصدارة؟!.
حشد الهمم مهم، ومفيد، على أن لا يتحول إلى وهم، وصناعة صورة ليست لنا، ومن الضروري في هذا السياق أن نعترف أن فوزنا على الأوروغواي صعب المنال، ليس لأن لاعبينا لا يملكون الإرادة، بل لأن النصر يحتاج إلى بناء تراكمي، وصناعة نجوم، ومحترفين، وإمكانيات وخطط، وهذا ما لا نفعله مقارنة بدولة مثل الأوروغواي.
قصة المنتخب الوطني لكرة القدم تروي حكايات قطاعات كثيرة لم تأخذ فرصتها لإثبات الحضور، لأننا نتقن التغني بالنصر، أكثر من العمل لصناعته.
ماذا نعمل نحن لصناعة الرياضة والنجوم والمنافسة بالبطولات، أتذكر أنه كان لدينا فريق كرة سلة من أفضل الفرق العربية .. أين هو الآن .. هل ما زال متألقاً، مثلما كان قبل سنوات، أم تراجع ويواجه تحديات لا مثيل لها؟.
هل نتساءل كيف يعيش لاعبو المنتخب، وهل وفرنا لهم المتطلبات الأساسية لحياة كريمة حتى يبدعوا، لا نريد مقارنتهم بنجوم الكرة الذين تصل أسعارهم لمئات الملايين ومنهم لاعبين في الأوروغواي، ويكفي أن نقول: هل ما يتقاضونه يعيل أسرهم؟!.
قبل سنوات وأبان عهد العمدة ممدوح العبادي، ومن بعده العمدة نضال الحديد، أُستنجد بأمانة عمان لتشغيل هؤلاء اللاعبين وصرف رواتب لهم، حتى يتفرغوا ولو قليلاً لكرة القدم!.
الاحترف والتفرغ حلقة من حلقات صناعة الرياضة، ومرتبط بها توفير الموارد والخبرات، والترويج الدائم، وتوفر المنشآت الرياضية، وهنا نعيد السؤال: كم عدد الأندية التي لديها منشآت رياضية صالحة للاستخدام؟، وابعد من ذلك نظرة نحو المستقبل .. كيف نستقطب الفتيان والفتيات اليافعين من مدارسهم، وما هي أحوال الرياضة المدرسية .. وهل تخرج للأندية أجيالاً تصنع مستقبل الرياضة في بلادنا؟!.
'يلّا عَ البرازيل' أمل وحلم يداعب هذا الشعب المغلوب على أمره، والمتعب من أزماته السياسية والاقتصادية، ومن حقه أن يفرح بنصر حتى ولو بكرة القدم، وللأسف الفزعة في اللحظات الأخيرة لا تصنعه، بل العمل الدؤوب والمستمر لما بعد البرازيل في نهائيات كأس العالم 2018 و2022، فهل هناك من يسمع .. ومن يعمل؟!.
التعليقات
مش لشي إلا مشان شعار يلا ع البرازيل يصير بلا ع الدار.