طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

احذروا البالون الذي اطلقه وزير الدفاع يعالون


طالعنا خلال الاشهر الماضية عبر وسائل الاعلام العربية والاجنبية تصريحات اعلامية لشخصيات سياسية صهيونية من الطراز الكبير تبكي الاردن وتدعي الحرص والخوف على امنه وشعبه , ولعل المتمعن فيها يدرك بانها خرجت من مختبر واحد, وتمت صناعتها بجودة عالية لتصديرها للشعب الاردني , ليس حباً به, بل لتعميق جراحه وتأزيم اقتصاده وخلق فجوة كبيرة بينه وبين قيادته قبيل الانقضاض الاخير عليه لإلحاقه بدول الربيع الصهيوني ,او إخضاعه على الاقل لقبول المخططات الصهيونية بأريحية توفر الامن الدائم لاسرائيل , والذي تدركه اسرائيل تماما بانه لن يتحقق الا بوجود دول محيطة او بعيدة عنها تمتاز بهشاشة مواقفها السياسية والعسكرية والاجتماعية, كما جرى في العراق ومصر وسوريا .

فقد اطلق وزير الدفاع الاسرائيلي يعالون قبل ايام تصريحا ناريا بكى خلاله على مصلحة الاردن وشعبه, ونادى به بتغيير نظام الاسد على اعتبار ان ذلك يمثل مصلحة وطنية اردنية واسرائيلية ,متسائلاً: عن أي مصلحة للاردن يتباكى عليها وزير دفاع بني صهيون وهو يفكر بالليل والنهار مع زبانيته لخلق الظروف التي تدفع بالاردن للتلاشي من الخريطة ؟ .

فلو كان وزير الدفاع الاسرائيلي صادقا في تصريحه , ويرغب في رؤية الاردن جاراً سليما معافى , لوافق على منح الفلسطينيين حق اقامة دولة مستقلة لهم الفور ,على ان يتضمن ذلك الحق الموافقة على حق العودة , فما يقلق الاردنيين هذه الايام ليس وجود الاسد على رأس النظام في سوريا كما يدعي الصهاينة ومن لف لفيفهم من العرب, وانما مصدر القلق الحقيقي للاردنيين يتمثل في اخطبوط الوطن البديل وما يمثله من تغيير لديمغرافيا السكان في الاردن والذي بات كابوسا يتحدث عنه الاردنيين في كل مناسبة .

فلو كان الاسد ونظامه يمثلون مصدرا حقيقياً وملموساً لتهديد التراب الاردني , لوافق الاردن منذ ثلاث سنوات على فتح حدوده واقحم جيشه في حرب قد تطيح بالاسد خلال سويعات , ولكن الاردن يدرك تماما بأن التعايش مع نظام يوفر له الامن على حدود طولها 370 كم , افضل من الدخول بلعبة الاحتمالات لمعرفة النظام الجديد الذي سيجاورنا , والذي بدأت ملامحه الاولى تطل برأسها علينا بعد ان وافق الاخوان المسلمين ومن يحارب في صفهم على جواز وشرعية جهاد النكاح الذي لا يرتضيه دين محمد والاديان السماوية الاخرى .

فالمحافظة على استقرار سوريا في ظل نظام الاسد يجب ان يمثل للاردن اولوية قصوى , حتى لو كلفنا ذلك المزيد من الفقر ,وارتفاع جديد بالمديونية كوسيلة ضغط يمارسها الاشقاء علينا عقابا لنا لعدم فتح حدودنا وخوض حرب مع نظام الاسد بالوكالة عنهم .

وقفة للتأمل :


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/122828