طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

الجاهلية الثانية


عاش العرب قبل الإسلام في عصور الظلمة وعصور الجاهلية وعصور التخلف , فهم من القبائل العريقة التي تعود إلى جدنا إبراهيم عليه السلام , عاشوا في الجزيرة العربية يرعون الأغنام والإبل, يرحلون من مكان إلى أخرى طلبا للماء والكلاء والواحات الخضراء في الجزيرة العربية والقليل منهم استوطن في بعض المدن العربية العريقة مثل عدن ودمشق واشتغلوا بالتجارة وصناعة الأسلحة والسيوف.

جزء من العرب على عقيدة التوحيد يدينون بعقيدة أبينا إبراهيم عليه السلام ولكنهم كانوا يشركون بالله سبحانه وتعالى, ويعبدون الأصنام تقربا إلى الله سبحانه وتعالى : {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ }إبراهيم35, وكانوا يتقاتلون لأتفه الأسباب من اجل ناقة البسوس قامت الحرب عشرون عام , كانوا يقدمون الولاء إلى مملكة الفرس ومملكة الروم , وكانوا يقدمون لهم الطاعة ويدفعون الجزية ويتوسلون عندهم من اجل كيس طحين أو بضعة دراهم أو الجلوس في قصورهم . .

كان العرب يشربون الخمر ويتعاملون بالربا وهناك سوق للنساء والمتعة ,يقتلون البنات من دون ذنب قال تعالى : {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ }التكوير8 {بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ }التكوير9, ويأتون بجميع المحرمات , وكان منهم الملحد والعلماني والمؤمن ومنهم على دين عيسى ودين موسى عليهم السلام , كانوا شعوب متفرقة ليس لهم وزن على خارطة الطريق في ذلك العصر ,ولا يؤخذ برأيهم ولا مشورتهم بين الشعوب في ذلك الوقت .

جاء الإسلام وهذبهم ووحدهم وجعلهم خير امة أخرجت للناس قال تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110, وجعلهم يقودون العالم وينشرون الإسلام والعدل والمساواة بين الناس ,ويعم الخير والبركة على البشرية كاملة على يد نبينا محمد (ص ) قال تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ...... }الفتح29.

وبعد فترة من الزمن تراجع العرب عن دينهم درجة واحدة , فتهافت عليهم الأمم والشعوب,واستعمروا البلاد العربية من قبل الفرس والروم , وحاربوا الإسلام واسروا المسجد الأقصى فترة من الزمن , واستولوا على الخيرات العربية , حتى جاء صلاح الدين الأيوبي وحرر البلاد العربية الإسلامية واسترجع المسجد الأقصى . .

اليوم في القرن الحادي والعشرين عودنا إلى عصر الجاهلية الحديثة التي تتناسق مع التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل, إلا أننا عدنا إلى عبادة الأصنام البشرية وسميناها الولاء والطاعة , وعدن إلى شرب الخمر وسميناها مشروبات روحية , تعاملن مع الربا وسميناه فائدة بنكية , وعرينا المرأة وسميناها حرية و ديمقراطية, قاتلنا بعضنا البعض باسم الجيش الحر وجيش السيسي وجيش التحرير والثوار , قدمنا الولاء والطاعة إلى الفرس (إيران ) باسم حزب الله والعلويين, وقدمن الولاء إلى الروم باسم أمريكيا والصهيونية العلمية الحديثة .

اليوم في القرن الحادي والعشرين أصبح الإنسان العربي المسلم رمزا للإرهاب والقتل وسفك الدماء , أصبحت البلاد العربية مسرح للأفلام الرعب الحقيقة وأفلام الأكشن دون دبلاج ,وأصبحت البلاد العربية مرتع للمنحرفين والخارجين عن القانون في العراق وسوريا وليبيا , وأصبحت البلاد العربية رمزا للفساد والمحسوبية , أصبح الإنسان العربي غير محترم في بلادة ولا في بلاد العالم, لا يحترم كبيره ولا صغيره ,لا يحترم رئيسه ولا شعبه , يجر الرئيس كما يجر البهيم , ويقتل ويعذب دون أدنى إنسانية,يضحى الإنسان العربي يوم العيد كما تضحى الإبل والماعز , دمه من ارخص الدماء وثمنه زهيد ,.أصبح الإنسان العربي حقل للتجارب الكيميائية والجرثومية والنووية , أصبحت البلاد العربية سوقا ثمينا للأسلحة والمخدرات ومزارع للتجارب ,أصبحت البلاد العربية مقبرة للنفايات النووية .

اليوم كلنا ننتظر وننظر إلى سوريا الشقيقة ونوجهه كاميراتنا وشاشاتنا إلى المحطات الفضائية العالمية لنشاهد كيف يذبح الإنسان العربي السوري في أرضه ووطنه دون ذنب ارتكبه, وسوف يقصف بالطائرات الأمريكية الصهيونية بتمويل خليجي على قناة الجزيرة والعربية , ودعم شعبي سفيهة من قبل الطبقة السفيهة والساذجة في الوطن العربي التي باعت ضمائرها للعالم الغربي مقابل دنانير معدودة ,ننتظر ونراقب ونريد أن يسرع العبد الأمريكي الأسود في ضربة لجنه الله في الأرض .

اليوم كلنا في الأردن لم نهتم لدولة عبد الله النسور الذي رفع الأسعار المشتقات النفطية والكهرباء وجميع المواد دونا استئذان من احد, لأننا نراقب بكثب الوضع السوري والوضع المصري ونقول غدنا الدور علينا يا عرب . وبعد غد الدور على دول الخليج العربي.

غدا ماذا سوف نعمل بعد الضربة الأمريكية لسوريا, هل سنزل إلى الشوارع ونهتف تسقط أمريكيا وإسرائيل ؟
هل سنهتف يسقط بشار الأسد؟

هل سنهتف يسقط عبد الله النسور ؟

أم نهتف تسقط العروبة وتسقط الإنسانية العالمية ؟

هل سنرحب بقرار الضربة لسوريا ؟

هل سنعيش للعبد الأمريكي الأسمر اوباما ؟

 ولكن من الخاسر ؟

الجميع سوف يخسر

وفي الختام أحب أن اعتذر عن الهجوم العنيف على الأمة العربية الإسلامية , وحسب رأي هذا ليس هجوم وإنما وصف عام لحال للأمة العربية الإسلامية والأحداث الجارية في الوطن العربي في الوقت الحاضر , وكلنا نتألم لما وصلنا عليه من الذل والهوان , ونسأل الله النصر والعزة لنا ولأشقائنا في الوطن العربي الكبير والله ولي التوفيق.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/120180