طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

يا نقابة المعلمين:هل أصلحت شؤون التعليم لكي تتراقصي على أوجاع المصريين؟


إستغرب الكثيرون من أبناء وزارة التربية والتعليم تصريح نقابة المعلمين الأردنيين الطنان الرنان حول ما يجري في مصر من أحداث داخلية , قرر فيها الشعب المصري أن يقول كلمته بحق الإخوان المسلمين بعد تجربة سنة من الحكم الأثيم , كادوا أن يقتلوا خلالها بمراهقاتهم السياسية ما تبقى من كبرياء مصري في الساحتين العربية والدولية , ويوصلونها الى حد المجاعة بعد أن استفردوا على القرار السياسي فيها , فاهلكوا البلد , وكادوا أن يفسحوا المجال لإسرائيل لانتزاع مساحة من صحراء سيناء كهدية وصولهم الى الحكم لإقامة دولة فلسطينية مرتبطة جغرافيا بغزة ,لولا تدخل الجيش باللحظة الأخيرة.

متسائلا: هل أصلحت يا نقابة المعلمين الأردنيين شؤون التعليم في الوطن الحبيب ؟, وهل تابعت قضايا المعلمين من غير الإخوان المسلمين العاملين في وزارة التربية والتعليم ؟, وهل حققت انجازات يسجلها لك التاريخ التربوي غير مساعدة المعلمين وتحريضهم على تقديم واستقبال الشكاوى الكيدية لبعض أنصارك في الميدان بحق مدراء المدارس لتخريب البنية الإدارية وإثارة المشاكل ؟, وهل تابعت كافة الخطوات الكفيلة بإنجاح العام الدراسي الجديد ؟, وهل تابعت أوضاع الطلبة الأردنيين الذين يعانون من عدم وجود مقاعد لهم في المدارس الأردنية , وان حصلوا عليها يحصلوا عليها بالذل والاهانة وسط مزاحمة السوريين ؟.أسئلة حائرة وإن كانت معروفة الإجابة لدى كل متابعي أعمال النقابة التي غدت تراوح مكانها من اليوم الأول لإنشائها.

فيا نقابة المعلمين اتركي مصر وشأنها , فالتصريح الصادر منك معروف الاتجاه والغاية , فالمعلمين في الاردن يريدون نقابة مهنية ترعى شئونهم ,وتتابع متطلباتهم المعيشية والمهنية, ولا يريدون نقابة سياسية تتلقى الدعم من الخارج كما تتلقى القرار السياسي من التنظيم الدولي.

نعم أنها الحقيقة التي يجب أن يراها أبناء القطاع التربوي , أصلحوا شأن التعليم بدلاً من افتعال الأزمات ونبش القبور والتدخل في شئون الغير , عالجوا جراحنا النازفة في الجسم التربوي , بدلاً من البحث وسط الآم البشر على شعبيات زائفة , وبطولات وهمية لاستعادة شعبياتكم المتهالكة في الازقات والحارات ,وفي الأرياف والبوادي , وفي المدن والمخيمات حتى باتت حركتكم كالبطة العرجاء , وعلينا أن نعترف لله وللتاريخ بأن الفوائد التي جناها القطاع التربوي في السنوات السابقة ما كادت لترى النور وتتحقق لولا كفاح وحراك أبناء الجنوب الذين تقاومونهم هذه الأيام للتخلص منهم بعد أن استفردتم بالقرار.

نعم أنها الحقيقة الدامغة التي يجب أن يراها كل أردني لإيقاف الرغبة الجامحة لقيادات الإخوان المتأسلمين , الذين لطالما لبسوا عباءة الدين لإخفاء عيوبهم , تمهيداً للانقضاض على السلطة , فهل أخذتم أيها الإخوان المتأسلمين من الدين الحنيف غير ما يتناسب ومصالحكم التنظيمية؟ , وهل قتل الناس وإثارة الفوضى من الدين ؟,أم أن المناصب عندكم أغلى من دماء المسلمين ؟, وهل ما تقومون به من فوضى يهدد أمن اسرائيل ؟, أم أنها خدمة مجانية لبني صهيون قدمتم ارض الكنانة قرباناً, كما ذبحتم ارض الشام بسكين بحجة إقامة شعائر الدين؟.

فأي حس وطني ذلك الذي تدعيه نقابة المعلمين الأردنيين في تصريحها الأخير ضد قتل شعب مصر ؟, وأي خطاب وطني ذلك الذي تتفاخر به النقابة منذ تأسيسها, ووضع المعلمين في وزارة التربية والتعليم كما هو حال التعليم يسير في طريق الانحدار ؟.

أسئلة جامحة يا نقابة المعلمين , الإجابة عليها هي بترككم للسياسة وشئون الدين والتفرغ لشئون التعليم , فإذا كنتم كما تدعون مع الحوار , فهل علمتم أبنائنا الحوار في الاردن لكي تعلموا أبناء مصر الحوار ؟ وهل انتم ملتزمون دينيا بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كما تدعون وتستشهدون بخطابكم الموجه للمصريين؟ , إذاً, أين انتم من كلام الله في نص الآية التي زينتم بها خطابكم التحريضي ضد المصريين: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).فإذا كنتم من الذين يؤمنوا بنص الآية السابقة قولا وفعلا , فعليكم التخلي الفوري عن حركة الإخوان المتأسلمين في الاردن ومصر وسوريا وفي كل مكان ,وغير ذلك فقد انطبق عليكم قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)'.

فوصمة العار الحقيقية ليس ما يجري في مصر كما تدعون وتروجون , بل وصمة العار الحقيقية هي ترك المجال لإسرائيل للعبث بمقدراتنا, وترك الغاز متدفقاً لبني صهيون وقطعه عن المسلمين في الاردن الحبيب وتفجيره في سابقات لم نعتد عليها أيام مبارك الموصوف من قبلكم باللعين .

فحال الإخوان لا:لمين في مصر هو نفس حالهم في سوريا والأردن, يتمسكنوا حتى يتمكنوا, شعارهم ما قاله احد المجوس يوما حين مات والده وكان عليه دين كثير , فقد نصحه بعض غرمائه بقوله : لو بعت دارك والتزمت بدفع ديون والدك , فان ذلك أفضل لك ولوالدك : , فقال الولد لغريمه : أئذا بعت داري وقضيت بثمنها دين والدي فهل سيدخل الجنة ؟ , فقال غريمه لا: فقال الولد إذاً دعه في النار وأنا دعني في الدار. فليس مهما عند الإخوان المتأسلمين لو حُرقت الأرض وأبيد الشعب وبقي الكرسي.

فيا نقابة المعلمين الأردنيين في ظل الظروف القاتمة المحيطة بالأردن , والتي لا يستفيد من الفوضى فيها سوى اسرائيل وأعداء الدين الذي تلبسون عباءته , عليك أن تعلمي أطفالنا وطلابنا كيف نحافظ على الأوطان, بدلا من تعليمهم كيفية الاعتصام والإضراب , وعلمّوهم أن الكتاب خير جليس وأفضل صديق, بدلا من توجيه الانتقادات لشعوب أرادوا أن يتخلصوا من كابوس الدين السياسي ليكونوا أحرارا في بلادهم.

وقفة للتأمل :' لا تركنن الى مَنْ لا وفاء له –الذئب من طبعه إن يقتدر يثب'.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/118602