لتنشيط الحركة السياحية في إقليم الشمال ، التي باتت بالفعل شبه معدومة في هذا الإقليم ، الإقليم الذي يحتضن في كل شريان من شرايينه عبق التاريخ القديم ، ينبض بحضارات لم تتوانى أبدأ عن تقديم أجمل وأبهى ثقافاتها عبر العصور المختلفة ، فجعلوا من فنونهم المعمارية ومخلفاتهم التي لا تعد ولا تحصى ، صروحاً ورموزاً تقرأ من خلالها عُمق تاريخهم و موروثهم العريق ، ليزدان بها المتحف الأردني ، حتى أصبح من خلالها مرجعاً غنياً ، ينهل منه العلماء علمهم ، والمؤرخون يدوّنون على صفحات الأردن ، والآثاريون يكتشفون في كل يومٍ وفي شتى بقاعه عن رموزٍ جديدة ، وشواهد قيمة تطفئ ظمأ علماء الآثار والأنثروبولوجيا ، بمدلولاتٍ قيمة تكشف عن أجوبةٍ طال السؤال عنها .
وتجدر الإشارة هنا ،إلى أن مسؤولية التنشيط السياحي والمحافظة على موروث الأجــداد ، والترويج له ، وتسويقه بأجمل حلله . هي مسؤولية مشتركة ، ما بين القطاع الرســــمي " الدولة " والقطاع الخاص " المستثمرين والمنظمات الغير رسمية والمجتمع المحلي " . فكلٌ عليه واجبات تجاه هذا القطاع الحيوي ، ولا يمكن أن يكون حيوياً إذا ما تكاتفت هذه القطاعات معـاً ، وبصورة جادة ومدروسة تعكس الوجه الحضاري والتاريخي للأردن . بعيداً عن الارتجال في تخطيط الإستراتيجيات السياحية ، والمصداقية في تناقل المعلومات الخاصة بالترويج والتسـويق السياحي عبر كافة وسائل الإعلام .
ومن هنا ، لا بد من أن نتأنى في توجيه اللّوم وبصورة مستمرة على الحكومات في تنشيط الحركة السياحية ، ونغفل عن الدور الفعال الذي من الممكن أن يقوم به القطـاع الخاص ، فكلٌ له دور فعال ، وفعال جداً . وكما يقول المثل الموروث .. " الكف الواحد لا يصفق " ، نعم الكف الواحد لا يصفق إن لم يقابله الكف الآخر ، وعند تلاحم الكفان وبقوة ، يدوي صدى تلاحمها ليخترق الأجساد ونصحُ من آتون النسيان الذي ألم بمدننا التاريخية . فتبدأ المسؤولية الوطنية من الطفل الوليد وما ننشئه عليه من ولاءٍ وانتماء لثرى وطنه وأمته .. والعالم بعلمه .. والمسؤول بصلاحياته المناط بها . وليست هنالك حدود تتوقف عندها المسؤولية الوطنية ، فهي مستمرة ما دامت الحياة مستمرة .
وإن لم نسعى متكاتفين ومتعاضدين ، لرفع شأن هذا القطاع الهام ( قطاع السياحة ) وجعل مساهماته في الدخل القومي ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني ، والخروج به من حالة السكون والموت البطيء إلى حالة الحركة الدؤوبة والمستمرة على الدوام ، وندع الشمس تشرق عليه ساطعةً تبهر الدنيا بأسرها ، وتشدهم إليه من كافة بقاع الأرض ، ليشاهدوا التاريخ بعينه ، والحضارات بأسرها ، التي أحبت ثرى الأردن ، فلمست فيه أجمل لحظات حنينـها ، فاحتضنته وغرست فيه أطيب بذار فنونها وثقافاتها . وإن لم ندرك هذا التاريخ وهذه الحضـارات ، فسنكون حينئذ لشروق شمسها جاحدين .
ولإنصاف هذه المدن التاريخية والحضارات التي تعاقبت على ثرى شمال الأردن عبر العصور المختلفة ، والسعي لإخراجها من آتون النسيان إلى بؤرة أثرية سياحية حيّة على الدوام ، آثرت إلاّ أن أذكر تالياً بعضاًً من الجوانب السلبية والمشكلات التي تعيق الحركة السياحية في هذه المواقع من خلال مشاهداتي الميدانية لهذه المواقع .
من الجدير بالذكر .. أن منطقة بلاد الشام كانت قد تعرضت إلى مجموعة من الهزات الأرضية ، ألحقت بالمنطقة دماراً وخراباً لا زالت تعاني من نتائجها إلى يومنا هذا . فلقد ابتلعت العديد من المدن التاريخية ، وأخفت ما لا يحصى من الدلائل القيمة والهامة ، تحتاج إلى جهدٍ مشترك ودعمٍ كبير لإعادة ما يمكن إعادته وإظهاره بالشكل الذي يليق بتاريخه وتاريخ الأردن الحديث .
ولأن الآثار لكل أمة عنوان مجدها ، وتراث الأقدمين من أبنائها ، كانت العناية بها وصيانتها من شرور الطبيعة وجبروت الإنسان ، من أهم الواجبات التي وضعتها الأمم محل الرعاية والتقدير .
كانت القويلبة " أبيلا " وأم قيس " جدارا " من المواقع العديدة التي قمت بزيارتها في جولتي السياحية في شمال الأردن ، ولقد كانت من أجمل رحلاتي منذ الطفولة ولكن صدقاً هذه الفرحة لم تكتمل ، فعندما دخلت بوابة "جدارا " ذاك اليوم الجميل .. وعبر بوابتها ومدخلها الجديد المار بمدينة أم قيس القديمة والتي تعود إلى العصر العثماني ، والتي كانت قد أنشأت فوق أم قيس الرومانية ، تجولت في أزقتها الدافئة التي تعيد إلى الطفولة عهدها ، وكان الإهمال وعدم الاهتمام فيها قد قتل حميتي في إكمال الجولة والعودة من حيث أتيت ، إلاّ أن عقلي أبا الاستسلام .. فتابعت المسير وفي القلب غصة ، إلى أن وصلت مدينة أم قيــــس الأثريـة " جــدارا " . فأخذت مكاناً للراحة والتأمل في الجزء الشمالي من الموقع ، وعلى أحد الخنادق العسكرية المهجورة كانت جلستي ، والألم في داخلي بازدياد مستمر ، طبيعة لا توصـف ، تجلت فيها عظمة الخالق ، وهواء يشفي العليل ، وأطلال فلسطين الأبية تلوح في الأفق القريب ، وجبالها الشامخة شموخ السماء تبتسم ، والدمع الحزين يشق تضاريسها ، وبريق مياه بحيرة طبريا يعكس نقاء القلب المجروح ( فلسطين ) ، وصمود جبالها التي لطالما حلمنا بتسلقها يوماً ، وصدى الصوت في أوديتها ينادي بالعروبة … فهل من مجيب ؟! ومن ذاك المكان أيضاً .. تزاورك مرتفعات الجولان المكلومة ، تتألم وتستغيث بحسام صلاح الدين المسلول … فهل هناك من يعيد التاريخ إلى سابق عهده ؟!
" تكتمل المسؤولية في ج 2"
لتنشيط الحركة السياحية في إقليم الشمال ، التي باتت بالفعل شبه معدومة في هذا الإقليم ، الإقليم الذي يحتضن في كل شريان من شرايينه عبق التاريخ القديم ، ينبض بحضارات لم تتوانى أبدأ عن تقديم أجمل وأبهى ثقافاتها عبر العصور المختلفة ، فجعلوا من فنونهم المعمارية ومخلفاتهم التي لا تعد ولا تحصى ، صروحاً ورموزاً تقرأ من خلالها عُمق تاريخهم و موروثهم العريق ، ليزدان بها المتحف الأردني ، حتى أصبح من خلالها مرجعاً غنياً ، ينهل منه العلماء علمهم ، والمؤرخون يدوّنون على صفحات الأردن ، والآثاريون يكتشفون في كل يومٍ وفي شتى بقاعه عن رموزٍ جديدة ، وشواهد قيمة تطفئ ظمأ علماء الآثار والأنثروبولوجيا ، بمدلولاتٍ قيمة تكشف عن أجوبةٍ طال السؤال عنها .
وتجدر الإشارة هنا ،إلى أن مسؤولية التنشيط السياحي والمحافظة على موروث الأجــداد ، والترويج له ، وتسويقه بأجمل حلله . هي مسؤولية مشتركة ، ما بين القطاع الرســــمي " الدولة " والقطاع الخاص " المستثمرين والمنظمات الغير رسمية والمجتمع المحلي " . فكلٌ عليه واجبات تجاه هذا القطاع الحيوي ، ولا يمكن أن يكون حيوياً إذا ما تكاتفت هذه القطاعات معـاً ، وبصورة جادة ومدروسة تعكس الوجه الحضاري والتاريخي للأردن . بعيداً عن الارتجال في تخطيط الإستراتيجيات السياحية ، والمصداقية في تناقل المعلومات الخاصة بالترويج والتسـويق السياحي عبر كافة وسائل الإعلام .
ومن هنا ، لا بد من أن نتأنى في توجيه اللّوم وبصورة مستمرة على الحكومات في تنشيط الحركة السياحية ، ونغفل عن الدور الفعال الذي من الممكن أن يقوم به القطـاع الخاص ، فكلٌ له دور فعال ، وفعال جداً . وكما يقول المثل الموروث .. " الكف الواحد لا يصفق " ، نعم الكف الواحد لا يصفق إن لم يقابله الكف الآخر ، وعند تلاحم الكفان وبقوة ، يدوي صدى تلاحمها ليخترق الأجساد ونصحُ من آتون النسيان الذي ألم بمدننا التاريخية . فتبدأ المسؤولية الوطنية من الطفل الوليد وما ننشئه عليه من ولاءٍ وانتماء لثرى وطنه وأمته .. والعالم بعلمه .. والمسؤول بصلاحياته المناط بها . وليست هنالك حدود تتوقف عندها المسؤولية الوطنية ، فهي مستمرة ما دامت الحياة مستمرة .
وإن لم نسعى متكاتفين ومتعاضدين ، لرفع شأن هذا القطاع الهام ( قطاع السياحة ) وجعل مساهماته في الدخل القومي ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني ، والخروج به من حالة السكون والموت البطيء إلى حالة الحركة الدؤوبة والمستمرة على الدوام ، وندع الشمس تشرق عليه ساطعةً تبهر الدنيا بأسرها ، وتشدهم إليه من كافة بقاع الأرض ، ليشاهدوا التاريخ بعينه ، والحضارات بأسرها ، التي أحبت ثرى الأردن ، فلمست فيه أجمل لحظات حنينـها ، فاحتضنته وغرست فيه أطيب بذار فنونها وثقافاتها . وإن لم ندرك هذا التاريخ وهذه الحضـارات ، فسنكون حينئذ لشروق شمسها جاحدين .
ولإنصاف هذه المدن التاريخية والحضارات التي تعاقبت على ثرى شمال الأردن عبر العصور المختلفة ، والسعي لإخراجها من آتون النسيان إلى بؤرة أثرية سياحية حيّة على الدوام ، آثرت إلاّ أن أذكر تالياً بعضاًً من الجوانب السلبية والمشكلات التي تعيق الحركة السياحية في هذه المواقع من خلال مشاهداتي الميدانية لهذه المواقع .
من الجدير بالذكر .. أن منطقة بلاد الشام كانت قد تعرضت إلى مجموعة من الهزات الأرضية ، ألحقت بالمنطقة دماراً وخراباً لا زالت تعاني من نتائجها إلى يومنا هذا . فلقد ابتلعت العديد من المدن التاريخية ، وأخفت ما لا يحصى من الدلائل القيمة والهامة ، تحتاج إلى جهدٍ مشترك ودعمٍ كبير لإعادة ما يمكن إعادته وإظهاره بالشكل الذي يليق بتاريخه وتاريخ الأردن الحديث .
ولأن الآثار لكل أمة عنوان مجدها ، وتراث الأقدمين من أبنائها ، كانت العناية بها وصيانتها من شرور الطبيعة وجبروت الإنسان ، من أهم الواجبات التي وضعتها الأمم محل الرعاية والتقدير .
كانت القويلبة " أبيلا " وأم قيس " جدارا " من المواقع العديدة التي قمت بزيارتها في جولتي السياحية في شمال الأردن ، ولقد كانت من أجمل رحلاتي منذ الطفولة ولكن صدقاً هذه الفرحة لم تكتمل ، فعندما دخلت بوابة "جدارا " ذاك اليوم الجميل .. وعبر بوابتها ومدخلها الجديد المار بمدينة أم قيس القديمة والتي تعود إلى العصر العثماني ، والتي كانت قد أنشأت فوق أم قيس الرومانية ، تجولت في أزقتها الدافئة التي تعيد إلى الطفولة عهدها ، وكان الإهمال وعدم الاهتمام فيها قد قتل حميتي في إكمال الجولة والعودة من حيث أتيت ، إلاّ أن عقلي أبا الاستسلام .. فتابعت المسير وفي القلب غصة ، إلى أن وصلت مدينة أم قيــــس الأثريـة " جــدارا " . فأخذت مكاناً للراحة والتأمل في الجزء الشمالي من الموقع ، وعلى أحد الخنادق العسكرية المهجورة كانت جلستي ، والألم في داخلي بازدياد مستمر ، طبيعة لا توصـف ، تجلت فيها عظمة الخالق ، وهواء يشفي العليل ، وأطلال فلسطين الأبية تلوح في الأفق القريب ، وجبالها الشامخة شموخ السماء تبتسم ، والدمع الحزين يشق تضاريسها ، وبريق مياه بحيرة طبريا يعكس نقاء القلب المجروح ( فلسطين ) ، وصمود جبالها التي لطالما حلمنا بتسلقها يوماً ، وصدى الصوت في أوديتها ينادي بالعروبة … فهل من مجيب ؟! ومن ذاك المكان أيضاً .. تزاورك مرتفعات الجولان المكلومة ، تتألم وتستغيث بحسام صلاح الدين المسلول … فهل هناك من يعيد التاريخ إلى سابق عهده ؟!
" تكتمل المسؤولية في ج 2"
لتنشيط الحركة السياحية في إقليم الشمال ، التي باتت بالفعل شبه معدومة في هذا الإقليم ، الإقليم الذي يحتضن في كل شريان من شرايينه عبق التاريخ القديم ، ينبض بحضارات لم تتوانى أبدأ عن تقديم أجمل وأبهى ثقافاتها عبر العصور المختلفة ، فجعلوا من فنونهم المعمارية ومخلفاتهم التي لا تعد ولا تحصى ، صروحاً ورموزاً تقرأ من خلالها عُمق تاريخهم و موروثهم العريق ، ليزدان بها المتحف الأردني ، حتى أصبح من خلالها مرجعاً غنياً ، ينهل منه العلماء علمهم ، والمؤرخون يدوّنون على صفحات الأردن ، والآثاريون يكتشفون في كل يومٍ وفي شتى بقاعه عن رموزٍ جديدة ، وشواهد قيمة تطفئ ظمأ علماء الآثار والأنثروبولوجيا ، بمدلولاتٍ قيمة تكشف عن أجوبةٍ طال السؤال عنها .
وتجدر الإشارة هنا ،إلى أن مسؤولية التنشيط السياحي والمحافظة على موروث الأجــداد ، والترويج له ، وتسويقه بأجمل حلله . هي مسؤولية مشتركة ، ما بين القطاع الرســــمي " الدولة " والقطاع الخاص " المستثمرين والمنظمات الغير رسمية والمجتمع المحلي " . فكلٌ عليه واجبات تجاه هذا القطاع الحيوي ، ولا يمكن أن يكون حيوياً إذا ما تكاتفت هذه القطاعات معـاً ، وبصورة جادة ومدروسة تعكس الوجه الحضاري والتاريخي للأردن . بعيداً عن الارتجال في تخطيط الإستراتيجيات السياحية ، والمصداقية في تناقل المعلومات الخاصة بالترويج والتسـويق السياحي عبر كافة وسائل الإعلام .
ومن هنا ، لا بد من أن نتأنى في توجيه اللّوم وبصورة مستمرة على الحكومات في تنشيط الحركة السياحية ، ونغفل عن الدور الفعال الذي من الممكن أن يقوم به القطـاع الخاص ، فكلٌ له دور فعال ، وفعال جداً . وكما يقول المثل الموروث .. " الكف الواحد لا يصفق " ، نعم الكف الواحد لا يصفق إن لم يقابله الكف الآخر ، وعند تلاحم الكفان وبقوة ، يدوي صدى تلاحمها ليخترق الأجساد ونصحُ من آتون النسيان الذي ألم بمدننا التاريخية . فتبدأ المسؤولية الوطنية من الطفل الوليد وما ننشئه عليه من ولاءٍ وانتماء لثرى وطنه وأمته .. والعالم بعلمه .. والمسؤول بصلاحياته المناط بها . وليست هنالك حدود تتوقف عندها المسؤولية الوطنية ، فهي مستمرة ما دامت الحياة مستمرة .
وإن لم نسعى متكاتفين ومتعاضدين ، لرفع شأن هذا القطاع الهام ( قطاع السياحة ) وجعل مساهماته في الدخل القومي ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني ، والخروج به من حالة السكون والموت البطيء إلى حالة الحركة الدؤوبة والمستمرة على الدوام ، وندع الشمس تشرق عليه ساطعةً تبهر الدنيا بأسرها ، وتشدهم إليه من كافة بقاع الأرض ، ليشاهدوا التاريخ بعينه ، والحضارات بأسرها ، التي أحبت ثرى الأردن ، فلمست فيه أجمل لحظات حنينـها ، فاحتضنته وغرست فيه أطيب بذار فنونها وثقافاتها . وإن لم ندرك هذا التاريخ وهذه الحضـارات ، فسنكون حينئذ لشروق شمسها جاحدين .
ولإنصاف هذه المدن التاريخية والحضارات التي تعاقبت على ثرى شمال الأردن عبر العصور المختلفة ، والسعي لإخراجها من آتون النسيان إلى بؤرة أثرية سياحية حيّة على الدوام ، آثرت إلاّ أن أذكر تالياً بعضاًً من الجوانب السلبية والمشكلات التي تعيق الحركة السياحية في هذه المواقع من خلال مشاهداتي الميدانية لهذه المواقع .
من الجدير بالذكر .. أن منطقة بلاد الشام كانت قد تعرضت إلى مجموعة من الهزات الأرضية ، ألحقت بالمنطقة دماراً وخراباً لا زالت تعاني من نتائجها إلى يومنا هذا . فلقد ابتلعت العديد من المدن التاريخية ، وأخفت ما لا يحصى من الدلائل القيمة والهامة ، تحتاج إلى جهدٍ مشترك ودعمٍ كبير لإعادة ما يمكن إعادته وإظهاره بالشكل الذي يليق بتاريخه وتاريخ الأردن الحديث .
ولأن الآثار لكل أمة عنوان مجدها ، وتراث الأقدمين من أبنائها ، كانت العناية بها وصيانتها من شرور الطبيعة وجبروت الإنسان ، من أهم الواجبات التي وضعتها الأمم محل الرعاية والتقدير .
كانت القويلبة " أبيلا " وأم قيس " جدارا " من المواقع العديدة التي قمت بزيارتها في جولتي السياحية في شمال الأردن ، ولقد كانت من أجمل رحلاتي منذ الطفولة ولكن صدقاً هذه الفرحة لم تكتمل ، فعندما دخلت بوابة "جدارا " ذاك اليوم الجميل .. وعبر بوابتها ومدخلها الجديد المار بمدينة أم قيس القديمة والتي تعود إلى العصر العثماني ، والتي كانت قد أنشأت فوق أم قيس الرومانية ، تجولت في أزقتها الدافئة التي تعيد إلى الطفولة عهدها ، وكان الإهمال وعدم الاهتمام فيها قد قتل حميتي في إكمال الجولة والعودة من حيث أتيت ، إلاّ أن عقلي أبا الاستسلام .. فتابعت المسير وفي القلب غصة ، إلى أن وصلت مدينة أم قيــــس الأثريـة " جــدارا " . فأخذت مكاناً للراحة والتأمل في الجزء الشمالي من الموقع ، وعلى أحد الخنادق العسكرية المهجورة كانت جلستي ، والألم في داخلي بازدياد مستمر ، طبيعة لا توصـف ، تجلت فيها عظمة الخالق ، وهواء يشفي العليل ، وأطلال فلسطين الأبية تلوح في الأفق القريب ، وجبالها الشامخة شموخ السماء تبتسم ، والدمع الحزين يشق تضاريسها ، وبريق مياه بحيرة طبريا يعكس نقاء القلب المجروح ( فلسطين ) ، وصمود جبالها التي لطالما حلمنا بتسلقها يوماً ، وصدى الصوت في أوديتها ينادي بالعروبة … فهل من مجيب ؟! ومن ذاك المكان أيضاً .. تزاورك مرتفعات الجولان المكلومة ، تتألم وتستغيث بحسام صلاح الدين المسلول … فهل هناك من يعيد التاريخ إلى سابق عهده ؟!
" تكتمل المسؤولية في ج 2"
التعليقات
لكن في نهاية حديثي وبعد الشكر لك .. ومن باب الفائدة المرجوة لمضمون المقال ، كنت آمل عليك يا سيد " سائح " أن تكون في الجراه ذاتها التي تحدثت بها وتذكر اسمك الصريح ، لكن الواضح من ومع احترامي أن لك مأرب معين على شخصي ، وارتباكك واضح من طريقة كتابتك في التعليق ، لكن فيما تفضلت به حول المكتب والموظفين والمدير وغيره ، أو بعرفوا أو ما بعرفوا فهذا الأمر لأهل الضمائر الحية في حمل الأمانة الوظيفية ..!! مع شكري لك على تعليقك وتحملي بالاسهاب .. سالم عكور