عندما أمتدح أوباما الإخوان ووصفهم بأنهم منظمين جدا ؛ وأيد معهد بروكنجر للأبحاث وهو أشهر معهد سياسي أمريكي يضم الصفوة من المفكرين السياسيين تقرب أوباما للإخوان المسلمين ؛ لم يكن الكثيرين من العرب يدركون أبعاد هذا التقارب ؛ من جهة اخرى ؛ فقد كشفت وثائق ويكيليكس '... الإخوان المسلمين يشتكون : لماذا تم 'استبعادنا' من اللقاء مع ديفيد برايس؟ ، وقد تفاجىء المراقبون من الخطاب الشهير الذي القاه سيد البيت الأبيض من منبر جامعة القاهرة ـ يونيو 2009 ـ وفيه خاطب المسلمين بكل مكان بقلب مفتوح ويد ممدودة ، مؤكداً اعتزازه بالإسلام ديناً قدم للبشرية مبادئ وقيماً عليا، وأن الحضارة المعاصرة مدينة للإسلام ، وامتدح المسلمين الأمريكيين كونهم حيويين وقال : إنما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وتجنب استخدام كلمة «الإرهاب» مخالفاً سلفه واستخدم كلمة «التطرف العنيف» وجعله من مسؤولية دوله، كل يعالجه بأسلوبه، كما قال ان أمريكا لن تتدخل لتفرض الديمقراطية فالشعوب أدرى بمصالحها.
والتساؤل هنا : هل جاء حكم الإخوان المسلمين بتمهيد من الإدارة الأمريكية ؛ وإن كان الأمر كذلك ؛ ماهو سر التغيير في الإستراتيجية الأمريكية تجاه دول المنطقة ؟!.
معظمنا يتذكر ماجائت به كوندو ليزا رايس حول مفهوم الشرق الاوسط الجديد و الفوضى البناءة أو الخلاقة التي تراهن عليها الإدارة الأمريكية في المنطقة ؛ وهذا يدعونا لطرح تساؤل أخر : ماهو التغيير الإستراتيجي بين سياسة بوش ' الأب والأبن ' واوباما تجاه المنطقة ؟! ، من وجهة نظري ارتكزت إستراتيجية اوباما على الفرضية التالية ' أن سياسة سابقيه تجاه المنطقة وبشكل خاص في العراق ساهمت في تشويه سمعة امريكا لدى الشعوب وكذلك تكبيدها الخسائر الفادحة في الأموال والأرواح ناهيك عن الخسارة الأخلاقية لدولة تبشر بثقافتها الديمقراطية لدى الشعوب ؛ والشق الآخر من الفرضية يتمثل بتنامي كراهية الشعوب العربية للإدارة الأمريكية على افتراض أن الأخيرة تدعم أنظمة مستبدة وفاسدة ؛ وبالتالي انتقل حقد الشعوب من قادتهم الى امريكا الداعمة لهؤلاء القادة .
وعليه ؛ فقد بنى اوباما إستراتيجيته بشكل مغاير لسلفه ؛ فوضع شروطا لابد من توافرها في قادة دول المنطقة ومنها : عدم الاكتفاء بصداقة هؤلاء القادة للولايات المتحدة والمحافظة على مصالحها في المنطقة ليشمل اضافة لذلك القبول الشعبي للقادة وأهليتهم في إدارة شؤون الدولة بحد أدنى من الفساد ؛ وإن تغيير الأنظمة التي لا تنطبق عليها هذه الشروط يتم من شعوب دولهم من خلال حراك سلمي يدعم عسكريا من القوات الامريكية بشكل غير معلن (القياده من الخلف ) ؛ وتتولى بعض الدول الغنية بتغطية الكلفة المالية لهذا التغيير والتبشير الاعلامي له.
وتنفيذا لهذه الإستراتيجية فقد تعهد رئيس وزراء قطر المعزول حمد بن جاسم بتمويل الحراك العربي وسخر الجزيرة بحرفيتها وعدم مصداقيتها للعب الدور الأعلامي الداعم يضاف لذلك الغطاء الديني الذي نفذه بإتقان الشيخ يوسف القرضاوي ؛ وانطلق الحراك المصري ضد أكبر حليف لأمريكا وسط تحذيرات امريكية للجيش المصري بعد التدخل وكانت تصريحات كلينتون الأسبوعية تتضمن : حق الشعب المصري في التعبير والمطالبة بحقوقه بشكل سلمي ؛ واستمر الضغط على مبارك ورغم الدعم الإسرائيلي إلا أنه تنحى عن السلطة بشكل ارعب معظم اصدقاء امريكا لاستغرابهم من التخلي الأمريكي عن هذا الحليف الإستراتيجي وبهذه السهولة !!!.
ونعود للفرضية القائلة بإن اوباما هو الذي مهد للإخوان حكم مصر؛ ليس حبا بهم ؛ وعلينا ان نتذكر ان الثورة المصرية قامت من غير مبادرة الإخوان فهم لحقوا بها بعد تثوير الشارع المصري ضد سياسة مبارك وهجوم الجزيرة المسنود بفتاوى القرضاوي والمال القطري ؛ علما ان رئيس وزراء قطر آنذاك يكان يمنع تنظيم الإخوان في بلاده !!! وعليه أراد اوباما منح الفرصة للإخوان في حكم مصر على الرغم من تأخر اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية والتي نجح بها مرسي بفارق لايذكر!!!.
والسؤال المحير للبعض هو : هل ماحدث لمرسي انقلاب أم تغيير/ تعديل للسيناريو الأمريكي ؟!، وأن كان تغيير أوتعديل على السيناريو الأمريكي ؛ لماذا تم بهذه الطريقة؟! .
ذكرنا سابقا مواصفات الرئيس المطلوب امريكيا ولكن مع مرور فترة كافية للحكم على ادارة مرسي تبين للإدارة الأمريكية عدم كفاءة مرسي في الحكم وعدم قدرته على جمع كافة مكونات الشعب المصري ، رغم الدعم الاعلامي الذي تمثل بتخصيص فضائية الجزيرة لدعم حكمه ناهيك عن الدعم السياسي والمالي الذي تلقاه من قطر؛ وباختصار فقد تشكلت قناعه لدى الإدارة الأمريكية بتعديل السيناريو القائم على الشراكة مع الاسلام المعتدل بقيادة الإخوان ؛ فبدأت الحملات المعادية للإخوان في العديد من الدول العربية وتغيرت لهجة الإعلام العربي والغربي نحوهم ، وتوج هذا التعديل بالإطاحة برئيس الوزراء القطري وترحيل القرضاوي والتغيير الذي سيلحظه المراقبين قريبا على سياسة الجزيرة وكذلك الغاء الجزيرة مباشر.
هذه الرسائل على مايبدو لم تصل للدكتور محمد مرسي ؛ واستمر بعناده ؛ وربما تلقى ذات التطمينات التي قدمت لحسني مبارك ؛ على الرغم من أن الفرصة كانت ماثلة أمامه بإجراء استفتاء شعبي مضمون النتيجة ؛ إلا أنه أصر على موقفه ؛ واستدعي الجنرال عبد الفتاح السيسي ؛ الذي اختاره مرسي وزيرا لدفاعه ؛ لواشنطن للترتيب لرحيل مرسي بطريقة سلسة يتوافق عليها اقطاب المعارضة ؛ تمهيدا للترتيب الجديد ، ونفذ ماخطط له بالتمام والكمال ؛ وعليه يمكن القول : إن مرسي جاء ورحل بقرار امريكي ليترك مصر تعيش أياماً من المخاض السياسي العصيب , وتخوض معركة شرسة تنوعت أطرافها , وتعدد المشاركون فيها , فهل هذا يشكل بداية للفوضى الخلاقة التي بشرت بها رايس ؟ ، ثم هل سيحصل الإسلاميِّين على فرصةٌ تاريخيَّة لإعادة بِناء الدَّولة من جديد؟!، وهل يتعلمون من هذا الدرس المرير في آلية اختيارهم لقياداتهم السياسية ؟!.
عندما أمتدح أوباما الإخوان ووصفهم بأنهم منظمين جدا ؛ وأيد معهد بروكنجر للأبحاث وهو أشهر معهد سياسي أمريكي يضم الصفوة من المفكرين السياسيين تقرب أوباما للإخوان المسلمين ؛ لم يكن الكثيرين من العرب يدركون أبعاد هذا التقارب ؛ من جهة اخرى ؛ فقد كشفت وثائق ويكيليكس '... الإخوان المسلمين يشتكون : لماذا تم 'استبعادنا' من اللقاء مع ديفيد برايس؟ ، وقد تفاجىء المراقبون من الخطاب الشهير الذي القاه سيد البيت الأبيض من منبر جامعة القاهرة ـ يونيو 2009 ـ وفيه خاطب المسلمين بكل مكان بقلب مفتوح ويد ممدودة ، مؤكداً اعتزازه بالإسلام ديناً قدم للبشرية مبادئ وقيماً عليا، وأن الحضارة المعاصرة مدينة للإسلام ، وامتدح المسلمين الأمريكيين كونهم حيويين وقال : إنما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وتجنب استخدام كلمة «الإرهاب» مخالفاً سلفه واستخدم كلمة «التطرف العنيف» وجعله من مسؤولية دوله، كل يعالجه بأسلوبه، كما قال ان أمريكا لن تتدخل لتفرض الديمقراطية فالشعوب أدرى بمصالحها.
والتساؤل هنا : هل جاء حكم الإخوان المسلمين بتمهيد من الإدارة الأمريكية ؛ وإن كان الأمر كذلك ؛ ماهو سر التغيير في الإستراتيجية الأمريكية تجاه دول المنطقة ؟!.
معظمنا يتذكر ماجائت به كوندو ليزا رايس حول مفهوم الشرق الاوسط الجديد و الفوضى البناءة أو الخلاقة التي تراهن عليها الإدارة الأمريكية في المنطقة ؛ وهذا يدعونا لطرح تساؤل أخر : ماهو التغيير الإستراتيجي بين سياسة بوش ' الأب والأبن ' واوباما تجاه المنطقة ؟! ، من وجهة نظري ارتكزت إستراتيجية اوباما على الفرضية التالية ' أن سياسة سابقيه تجاه المنطقة وبشكل خاص في العراق ساهمت في تشويه سمعة امريكا لدى الشعوب وكذلك تكبيدها الخسائر الفادحة في الأموال والأرواح ناهيك عن الخسارة الأخلاقية لدولة تبشر بثقافتها الديمقراطية لدى الشعوب ؛ والشق الآخر من الفرضية يتمثل بتنامي كراهية الشعوب العربية للإدارة الأمريكية على افتراض أن الأخيرة تدعم أنظمة مستبدة وفاسدة ؛ وبالتالي انتقل حقد الشعوب من قادتهم الى امريكا الداعمة لهؤلاء القادة .
وعليه ؛ فقد بنى اوباما إستراتيجيته بشكل مغاير لسلفه ؛ فوضع شروطا لابد من توافرها في قادة دول المنطقة ومنها : عدم الاكتفاء بصداقة هؤلاء القادة للولايات المتحدة والمحافظة على مصالحها في المنطقة ليشمل اضافة لذلك القبول الشعبي للقادة وأهليتهم في إدارة شؤون الدولة بحد أدنى من الفساد ؛ وإن تغيير الأنظمة التي لا تنطبق عليها هذه الشروط يتم من شعوب دولهم من خلال حراك سلمي يدعم عسكريا من القوات الامريكية بشكل غير معلن (القياده من الخلف ) ؛ وتتولى بعض الدول الغنية بتغطية الكلفة المالية لهذا التغيير والتبشير الاعلامي له.
وتنفيذا لهذه الإستراتيجية فقد تعهد رئيس وزراء قطر المعزول حمد بن جاسم بتمويل الحراك العربي وسخر الجزيرة بحرفيتها وعدم مصداقيتها للعب الدور الأعلامي الداعم يضاف لذلك الغطاء الديني الذي نفذه بإتقان الشيخ يوسف القرضاوي ؛ وانطلق الحراك المصري ضد أكبر حليف لأمريكا وسط تحذيرات امريكية للجيش المصري بعد التدخل وكانت تصريحات كلينتون الأسبوعية تتضمن : حق الشعب المصري في التعبير والمطالبة بحقوقه بشكل سلمي ؛ واستمر الضغط على مبارك ورغم الدعم الإسرائيلي إلا أنه تنحى عن السلطة بشكل ارعب معظم اصدقاء امريكا لاستغرابهم من التخلي الأمريكي عن هذا الحليف الإستراتيجي وبهذه السهولة !!!.
ونعود للفرضية القائلة بإن اوباما هو الذي مهد للإخوان حكم مصر؛ ليس حبا بهم ؛ وعلينا ان نتذكر ان الثورة المصرية قامت من غير مبادرة الإخوان فهم لحقوا بها بعد تثوير الشارع المصري ضد سياسة مبارك وهجوم الجزيرة المسنود بفتاوى القرضاوي والمال القطري ؛ علما ان رئيس وزراء قطر آنذاك يكان يمنع تنظيم الإخوان في بلاده !!! وعليه أراد اوباما منح الفرصة للإخوان في حكم مصر على الرغم من تأخر اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية والتي نجح بها مرسي بفارق لايذكر!!!.
والسؤال المحير للبعض هو : هل ماحدث لمرسي انقلاب أم تغيير/ تعديل للسيناريو الأمريكي ؟!، وأن كان تغيير أوتعديل على السيناريو الأمريكي ؛ لماذا تم بهذه الطريقة؟! .
ذكرنا سابقا مواصفات الرئيس المطلوب امريكيا ولكن مع مرور فترة كافية للحكم على ادارة مرسي تبين للإدارة الأمريكية عدم كفاءة مرسي في الحكم وعدم قدرته على جمع كافة مكونات الشعب المصري ، رغم الدعم الاعلامي الذي تمثل بتخصيص فضائية الجزيرة لدعم حكمه ناهيك عن الدعم السياسي والمالي الذي تلقاه من قطر؛ وباختصار فقد تشكلت قناعه لدى الإدارة الأمريكية بتعديل السيناريو القائم على الشراكة مع الاسلام المعتدل بقيادة الإخوان ؛ فبدأت الحملات المعادية للإخوان في العديد من الدول العربية وتغيرت لهجة الإعلام العربي والغربي نحوهم ، وتوج هذا التعديل بالإطاحة برئيس الوزراء القطري وترحيل القرضاوي والتغيير الذي سيلحظه المراقبين قريبا على سياسة الجزيرة وكذلك الغاء الجزيرة مباشر.
هذه الرسائل على مايبدو لم تصل للدكتور محمد مرسي ؛ واستمر بعناده ؛ وربما تلقى ذات التطمينات التي قدمت لحسني مبارك ؛ على الرغم من أن الفرصة كانت ماثلة أمامه بإجراء استفتاء شعبي مضمون النتيجة ؛ إلا أنه أصر على موقفه ؛ واستدعي الجنرال عبد الفتاح السيسي ؛ الذي اختاره مرسي وزيرا لدفاعه ؛ لواشنطن للترتيب لرحيل مرسي بطريقة سلسة يتوافق عليها اقطاب المعارضة ؛ تمهيدا للترتيب الجديد ، ونفذ ماخطط له بالتمام والكمال ؛ وعليه يمكن القول : إن مرسي جاء ورحل بقرار امريكي ليترك مصر تعيش أياماً من المخاض السياسي العصيب , وتخوض معركة شرسة تنوعت أطرافها , وتعدد المشاركون فيها , فهل هذا يشكل بداية للفوضى الخلاقة التي بشرت بها رايس ؟ ، ثم هل سيحصل الإسلاميِّين على فرصةٌ تاريخيَّة لإعادة بِناء الدَّولة من جديد؟!، وهل يتعلمون من هذا الدرس المرير في آلية اختيارهم لقياداتهم السياسية ؟!.
عندما أمتدح أوباما الإخوان ووصفهم بأنهم منظمين جدا ؛ وأيد معهد بروكنجر للأبحاث وهو أشهر معهد سياسي أمريكي يضم الصفوة من المفكرين السياسيين تقرب أوباما للإخوان المسلمين ؛ لم يكن الكثيرين من العرب يدركون أبعاد هذا التقارب ؛ من جهة اخرى ؛ فقد كشفت وثائق ويكيليكس '... الإخوان المسلمين يشتكون : لماذا تم 'استبعادنا' من اللقاء مع ديفيد برايس؟ ، وقد تفاجىء المراقبون من الخطاب الشهير الذي القاه سيد البيت الأبيض من منبر جامعة القاهرة ـ يونيو 2009 ـ وفيه خاطب المسلمين بكل مكان بقلب مفتوح ويد ممدودة ، مؤكداً اعتزازه بالإسلام ديناً قدم للبشرية مبادئ وقيماً عليا، وأن الحضارة المعاصرة مدينة للإسلام ، وامتدح المسلمين الأمريكيين كونهم حيويين وقال : إنما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وتجنب استخدام كلمة «الإرهاب» مخالفاً سلفه واستخدم كلمة «التطرف العنيف» وجعله من مسؤولية دوله، كل يعالجه بأسلوبه، كما قال ان أمريكا لن تتدخل لتفرض الديمقراطية فالشعوب أدرى بمصالحها.
والتساؤل هنا : هل جاء حكم الإخوان المسلمين بتمهيد من الإدارة الأمريكية ؛ وإن كان الأمر كذلك ؛ ماهو سر التغيير في الإستراتيجية الأمريكية تجاه دول المنطقة ؟!.
معظمنا يتذكر ماجائت به كوندو ليزا رايس حول مفهوم الشرق الاوسط الجديد و الفوضى البناءة أو الخلاقة التي تراهن عليها الإدارة الأمريكية في المنطقة ؛ وهذا يدعونا لطرح تساؤل أخر : ماهو التغيير الإستراتيجي بين سياسة بوش ' الأب والأبن ' واوباما تجاه المنطقة ؟! ، من وجهة نظري ارتكزت إستراتيجية اوباما على الفرضية التالية ' أن سياسة سابقيه تجاه المنطقة وبشكل خاص في العراق ساهمت في تشويه سمعة امريكا لدى الشعوب وكذلك تكبيدها الخسائر الفادحة في الأموال والأرواح ناهيك عن الخسارة الأخلاقية لدولة تبشر بثقافتها الديمقراطية لدى الشعوب ؛ والشق الآخر من الفرضية يتمثل بتنامي كراهية الشعوب العربية للإدارة الأمريكية على افتراض أن الأخيرة تدعم أنظمة مستبدة وفاسدة ؛ وبالتالي انتقل حقد الشعوب من قادتهم الى امريكا الداعمة لهؤلاء القادة .
وعليه ؛ فقد بنى اوباما إستراتيجيته بشكل مغاير لسلفه ؛ فوضع شروطا لابد من توافرها في قادة دول المنطقة ومنها : عدم الاكتفاء بصداقة هؤلاء القادة للولايات المتحدة والمحافظة على مصالحها في المنطقة ليشمل اضافة لذلك القبول الشعبي للقادة وأهليتهم في إدارة شؤون الدولة بحد أدنى من الفساد ؛ وإن تغيير الأنظمة التي لا تنطبق عليها هذه الشروط يتم من شعوب دولهم من خلال حراك سلمي يدعم عسكريا من القوات الامريكية بشكل غير معلن (القياده من الخلف ) ؛ وتتولى بعض الدول الغنية بتغطية الكلفة المالية لهذا التغيير والتبشير الاعلامي له.
وتنفيذا لهذه الإستراتيجية فقد تعهد رئيس وزراء قطر المعزول حمد بن جاسم بتمويل الحراك العربي وسخر الجزيرة بحرفيتها وعدم مصداقيتها للعب الدور الأعلامي الداعم يضاف لذلك الغطاء الديني الذي نفذه بإتقان الشيخ يوسف القرضاوي ؛ وانطلق الحراك المصري ضد أكبر حليف لأمريكا وسط تحذيرات امريكية للجيش المصري بعد التدخل وكانت تصريحات كلينتون الأسبوعية تتضمن : حق الشعب المصري في التعبير والمطالبة بحقوقه بشكل سلمي ؛ واستمر الضغط على مبارك ورغم الدعم الإسرائيلي إلا أنه تنحى عن السلطة بشكل ارعب معظم اصدقاء امريكا لاستغرابهم من التخلي الأمريكي عن هذا الحليف الإستراتيجي وبهذه السهولة !!!.
ونعود للفرضية القائلة بإن اوباما هو الذي مهد للإخوان حكم مصر؛ ليس حبا بهم ؛ وعلينا ان نتذكر ان الثورة المصرية قامت من غير مبادرة الإخوان فهم لحقوا بها بعد تثوير الشارع المصري ضد سياسة مبارك وهجوم الجزيرة المسنود بفتاوى القرضاوي والمال القطري ؛ علما ان رئيس وزراء قطر آنذاك يكان يمنع تنظيم الإخوان في بلاده !!! وعليه أراد اوباما منح الفرصة للإخوان في حكم مصر على الرغم من تأخر اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية والتي نجح بها مرسي بفارق لايذكر!!!.
والسؤال المحير للبعض هو : هل ماحدث لمرسي انقلاب أم تغيير/ تعديل للسيناريو الأمريكي ؟!، وأن كان تغيير أوتعديل على السيناريو الأمريكي ؛ لماذا تم بهذه الطريقة؟! .
ذكرنا سابقا مواصفات الرئيس المطلوب امريكيا ولكن مع مرور فترة كافية للحكم على ادارة مرسي تبين للإدارة الأمريكية عدم كفاءة مرسي في الحكم وعدم قدرته على جمع كافة مكونات الشعب المصري ، رغم الدعم الاعلامي الذي تمثل بتخصيص فضائية الجزيرة لدعم حكمه ناهيك عن الدعم السياسي والمالي الذي تلقاه من قطر؛ وباختصار فقد تشكلت قناعه لدى الإدارة الأمريكية بتعديل السيناريو القائم على الشراكة مع الاسلام المعتدل بقيادة الإخوان ؛ فبدأت الحملات المعادية للإخوان في العديد من الدول العربية وتغيرت لهجة الإعلام العربي والغربي نحوهم ، وتوج هذا التعديل بالإطاحة برئيس الوزراء القطري وترحيل القرضاوي والتغيير الذي سيلحظه المراقبين قريبا على سياسة الجزيرة وكذلك الغاء الجزيرة مباشر.
هذه الرسائل على مايبدو لم تصل للدكتور محمد مرسي ؛ واستمر بعناده ؛ وربما تلقى ذات التطمينات التي قدمت لحسني مبارك ؛ على الرغم من أن الفرصة كانت ماثلة أمامه بإجراء استفتاء شعبي مضمون النتيجة ؛ إلا أنه أصر على موقفه ؛ واستدعي الجنرال عبد الفتاح السيسي ؛ الذي اختاره مرسي وزيرا لدفاعه ؛ لواشنطن للترتيب لرحيل مرسي بطريقة سلسة يتوافق عليها اقطاب المعارضة ؛ تمهيدا للترتيب الجديد ، ونفذ ماخطط له بالتمام والكمال ؛ وعليه يمكن القول : إن مرسي جاء ورحل بقرار امريكي ليترك مصر تعيش أياماً من المخاض السياسي العصيب , وتخوض معركة شرسة تنوعت أطرافها , وتعدد المشاركون فيها , فهل هذا يشكل بداية للفوضى الخلاقة التي بشرت بها رايس ؟ ، ثم هل سيحصل الإسلاميِّين على فرصةٌ تاريخيَّة لإعادة بِناء الدَّولة من جديد؟!، وهل يتعلمون من هذا الدرس المرير في آلية اختيارهم لقياداتهم السياسية ؟!.
التعليقات