يبدو أن المشهد الإقليمي أصبح أكثر تعقيداً ، وقد بات يفضل الشباب العربي الأحزمة الناسفة على الجوع والفقر والبطالة، بعد موت كل شيء جميل في المنطقة ، التي تتكالب عليها زمر من اللصوص ومصاصي الدماء وبدون أي مشروع سياسي واضح، ولا يتوقف المشهد عند تخلل أمني في هذه الدولة أو انحسار لحريات التعبير بعد إغلاق هذا الموقع الإلكتروني أو ذاك، أو التشديد على ذلك الحزب باسم الديمقراطية التي تذبح صباح مساء ، وإنما يأخذ مسارات من شأنها أن تشطر الشارع وعموم المجتمع إلى عدة أقسام ، تماماً كما حدث في مصر والتي وبسبب سياسة حزب الحرية والعدالة الواجهة لحزب الإخوان المسلمين أصبحت في حالة من الشرذمة والانقسام لا تمكننا من توقع نتائج المستقبل القريب لهذا البلد الأم ، وها هي مصر من الإعلان الدستوري بالأمس الذي كرس دكتاتورية فاضحة ، إلى فوضى لا يكاد من خلالها أن يؤمن المرء على نفسه وأبنائه لدرجة لا يستطيع فيه أن يخرج من منزله بعد آذان المغرب ، في ظل دستور لم يعبر عن مجموع الشعب المصري المنهك ، والذي يعاني أبنائه من شدة الفاقة بسبب الفقر المدقع الناجم عن تأزم البطالة ، إلى استيلاء هذا التيار الذي حكم باسم الدين وكفر كل من يخالفه ، لا بل كل من نزل إلى الشارع يطلب الكرامة والعدالة والإنسانية والأمن الإنساني ، وبالطيع ولكون هذا التيار لا يفقه شيء في إدارة البلاد أنهار سعر الصرف للجنيه المصري وأنخفض مستوى التصنيف الائتماني البنكي ، وعم الغلاء المتفشي بين فقراء مصر ، وصولاً إلى الثورة المضادة في 30 حزيران والتي أطاحت بحكم الإخوان وما نشهده على الساحة من إرهاصات وتناقضات واختراقات لأجهزة الدولة !
وحين نلتفت إلى ليبيا فإن مشهد المليشيات الذي يخون بعضهم بعضاً في كافة المحافظات يجعلنا نترحم على أيام ألقذافي مع تحفظنا على سياسة الرجل، ونتساءل ترى ما الذي جمعهم بالأمس على قتاله ، وما الذي يجعلهم اليوم يتقسمون على بعضهم بهذا الشكل المخزي ؟! ويبقى التساؤل والحيرة في المشهد الليبي إلى أن نصل على حقيقة مفادها: ماذا نسمي هذه الثورات العربية يا سادة ؟ هل من الممكن أن نبقي على أسمها ولو من الناحية الموضوعية ثورات الربيع العربي ؟ كيف؟ وهي تأكل في بعضها البعض ، ولتسمحوا لي يا قادة المحافل والمجامع الإنسانية بكافة أنحاء العالم أن أعيد تسمية الثورات العربية بوصفي مؤسساً لهيئتكم الجليلة على المستوى العالمي وأن أطلق عليها بدلاً من ثورات الربيع العربي ( ثورات القطط ) لكون القطط تأكل أبنائها حين تجوع وهذه هي ثورات ربيعنا العربي !
أما في اليمن فحدث ولا حرج الجيش ما زال في يد أبن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والجنوب يرنوا إلى الانفصال والرئيس عبد ربه منصور هادي مفعم بقصة الانفصال، والشعب يريد تغير القيادات في الجيش والدولة ، في ظل تضارب للمصالح بين محاربة القاعدة من ناحية ، والحفاظ على أمن الخليج من ناحية ثانية ،والنتيجة أن لا أحد يدفع فاتورة تضارب المصالح من أمنه الإنساني وخيراته وأبنائه إلا الشعب اليمني !
وإذا تطرقنا إلى السعودية والخليج ستجدنا أمام تعتيم إعلامي مقزز ففي البحرين انقسام طائفي مقيت وتدخل سعودي بغيض ، وفي الإمارات العربية المتحدة تصريحات أمنية توحي بأن هنالك محاولات للإخوان المسلمين لزعزعة الأمن والاستقرار ، أما المنطقة الشرقية في العربية السعودية فهذه تحتاج إلى دراسة وبحث مستقلين ، في الوقت الذي شهدنا فيه التغيير في قطر بعد أن تولى الشيخ تميم زمام الأمور ، وجميعنا يعلم أن في قطر أكبر قاعدة أمريكية تحتل غازها وخيراتها !
وفي الأردن وما أدراك ما الأردن وقد أصبح بين الحراك الشعبي المتطلع إلى غد أفضل يفك عنه أغلال الحاجة والفاقة والفقر والجوع والبطالة المركبة، وبين حكومات تعيش ما قبل القرون الوسطى ، في ظل أطماع إسرائيل التي تنتظر اللحظة المناسبة من أجل الانقضاض على هذا البلد الذي تجاوز حجم الوطن ، سيما بعد أن أطلقنا عليه كإنسانيين ( المجمع الإنساني الأعظم ) حيث أن وجوده واستمراره تحت الحكم الهاشمي وضمن السياسات الإصلاحية الإنسانية ، يعتبر في تقديرنا مصلحة إقليمه وعالمية ، غير أن نتنياهو في كتابة يسمينا مكان تحت الشمس شرق أرض إسرائيل ، هذا عدا عن التركيبة العليا في جهاز الدولة والتي تحتاج إلى تغيير جذري يضمن تجدد النظام الهاشمي بحسب قيم مبادئ الإنسانية والأمن الإنساني ،وتأتي بحكومات على الأقل لا تكون خارج التغطية السياسية ، وتعيش الانفصام المجتمعي والاقتصادي والإنساني الأردني !
ونبقى في المشهد العربي وصولاً إلى سورية والتي هدف الغرب من خلال إحداث هذه الدموية والوحشية إلى تصفية القاعدة وكافة جحافل القوى المسلحة من ناحية وضرب الدولة اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً معتمداً على أبناء البلد بعضهم ببعض لغايات اختراق المقاومة ، وهدم مثلث سوريا ـ حزب الله ـ إيران ، والتي تشكل الواجهة الأمامية لما يسمى التعدد القطبي القادم .
وفي الجانب الأخر نرى الانهيار التركي حيث سيقت تركيا إلى حرب مع الجوار، وما زال الاستنفار لقواتها سواء في الجانب السوري والإيراني والروسي مما أدى لخسارة على الصعيد الاقتصادي ، إضافة إلى ما نراه من تفكك على الصعيد الاجتماعي القومي نظراً للتنوع القومي ، والذي أصبح يرفض رفضاً قاطعاً الحزب الحاكم ، والغريب العجيب يا سادة أن إسرائيل ما زالت خارج المشهد الإقليمي ، ترى لماذا سؤال برسم عبقريتكم السياسية ؟! نطرح هذا السؤال وفي عموم المشهد لا نكاد نلمح في الأفق سياسة ( واقعية ) ، في الوقت الذي تعيش فيه أمريكا أزمات لا تمكنها من أن تدرك حدود قوتها الحقيقة ، فكيف في تطبيق السياسة الواقعية التي ننادي فيها نحن الإنسانيين ؟! والتي تعمل على حل القضية الفلسطينية ليس من خلال حل الدولتين فقط ، وإنما من خلال إعلان جامعة الدول الإنسانية بدلاً من جامعة الدول العربية والتي تضم كل من ( إيران وإسرائيل ) ، وهنا قد يتساءل البعض لماذا يصر الإنسانيين على مبدأ قيام الجامعة الإنسانية بدلاً من الجامعة العربية ، ولا بد لي كمؤسس لهيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي أن أجيب : بداية وبغض النظر عن تقصير جامعة الدول العربية تجاه كافة القضايا العربية والإقليمية والعالمية المصيرية ، إلا أن مجرد الاستمرار في نهج تحالف الشعوب الناطقة بالضاد أمر في تقديرنا وإن كان عربيا قومياً إلا أنه لا ينسجم مع مبادئ وقيم دعوتنا الإنسانية ، سيما وان نهج الجامعة العربية التقليدي يجعل بعض الدول ذات الوزن العسكري والسياسي والاقتصادي تقف خارج السرب لمجرد أنها ليست عربية ! وهذا ما يدفع تلك الدول إلى كسر هذه المنظومة حتى وإن كانت هشة، وإلا كيف تتفجر المنطقة برمتها لتصبح بحكامها أشبه بالدمى المتحركة في يد من لا يرحم ، نقول ذلك ونحن مدركين تماماً إلى أن اللغة هي أدب وفكر يشكل الوجدان الإنساني ، ويصبغه بهذه الصبغة المعرفية التي ترتبط بالتاريخ والدين ، وواعين أيضاً إلى أن إسرائيل لم تأتي لكي تذوب في المنطقة ولكن لأهداف استعمارية أهمها تأمين الهيمنة الصهيوأمريكية على مقدرات وثروات المنطقة ، ولو تدبرنا المبادرة الأمريكية الخاصة بمشروع الشرق الأوسط الكبير ، سنجد أنها عبارة عن نسخة طبق الأصل عن الطموح الإسرائيلي الذي يتعامل مع المنطقة العربية خصوصا المنطقة الوسطي منها، وكأنها امتداده الطبيعي له من النيل إلي الفرات، نريد أن نخرج من هذه السذاجة السياسية إلى مساحات توافقية ولكن كيف ؟!
علينا أن نبحث في المشروع القائم على الإنسانية والأمن الإنساني، المشروع الذي يأتي فوق القومية، ليس للرد على الأصولية التي تجتاح المنطقة فقط، وإنما لضمانة النمو الاقتصادي ذو التوزيع العادل ، خاصة وأن الأصولية هي الأرض التي لا تنبت إلا الفقر والتشرد والحرمان ، هذا عدا عن الديكتاتوريات الحاكمة التي لا تدعم التطرف والإرهاب فقط ، بل تحارب الإنسانيين أينما وجدوا والآن أريد زعيم عربي واحد يشهد له التاريخ بأنه قام بإعطاء الإنسانيين حقهم في إدارة البلاد ولو لغايات ترسيخ نهج العدالة بين العباد ؟!! لا يوجد على الإطلاق لماذا ؟ لأن سوء إداراتهم لموارد البلاد وفسادهم تمنع تواجدنا في الإدارة ، لهذا لا بد من إحداث تغيير جذري وشامل في عموم المنطقة ، تغيير يتمثل في تحقيق إنسانية وأمن الإنسان من خلال مجموعة من الإصلاحات الدستورية و القانونية والاقتصادية والتربوية والتعليمية والثقافية وفرض الممارسات الديمقراطية ولو بالقوة من خلال نصرة الحقوق العادلة وليست المزيفة .
صدقوني مشاكلنا لن تحل بجهد دولة أو دولتين أو حتى على مستوى جامعة الدول العربية ، وإنما تحل ضمن إطار ( جامعة الدول الإنسانية ) التي تضمن لنا التنظيم الدولي الإقليمي ، والذي سيكون هو المفتاح لحل كافة مشاكلنا العالقة ، وسترون كيف ستنعم المنطقة بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية الحقيقية ، وإذا كان المفهوم الثوري الإصلاحي بالأمس يتحدث عن الربيع العربي ، فإننا كإنسانيين ندعو كافة الأحرار إلى إعلان الثورة الإنسانية ، وهنا مع احترامنا وتقديرنا للقضية الفلسطينية والتي نقدر عالياً أهميتها إلا أن بعض القادة العرب والمسلمين اتخذوها قضية لدغدغة مشاعر الرأي العام العربي والإسلامي لكونها تمثل في تقديرهم ورقة قد تساعد على استمرارهم في الحكم ، علما بأن هذه السياسة أصبحت مكشوفة ، وسيدفع من يمارسها أثمان غير متوقعه ، وكإنسانيين مع أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لنا ، إلا أنها ليست محور الارتكاز في الإصلاح العربي والإقليمي عموماً ، هنالك قضايا كبرى وعلى رأسها الإيمان ( بالإنسانية والأمن الإنساني ) كنهج وكقاعدة ننطلق من خلالها لحل كافة المشكلات ، يكفي تلاعب في أمن ومقدرات الناس ، ويكفي تصدير القضية الفلسطينية في مقدمة المشكلات إلى درجة تجعلنا نتناسى السلاح النووي الذي تمتلكه إسرائيل والذي قد تمتلكه جماعات مسلحة في المنطقة ، هذا مع دعمنا للبرنامج العلمي النووي الإيراني ، والذي لا يهدف إلى امتلاك سلاح نووي وإنما إلى أمثلاك طاقة سلمية تسهم في التمنية الشاملة لكافة أرجاء المنطقة ، دعونا نحول السلاح الإسرائيلي إلى طاقة سلمية ، بدلاً من زعزعة السلم والأمن العالميين عبر امتلاك العصابات الإرهابية لهذه الأسلحة التي تهيئ الأرضية الدولية إلى نزاع عالمي نشهد صراع أدواته يومياً في منطقة الشرق الأوسط والذي يحتاج إلى مشروع قائم على الإنسانية والأمن الإنساني ! خادم الإنسانية .
يبدو أن المشهد الإقليمي أصبح أكثر تعقيداً ، وقد بات يفضل الشباب العربي الأحزمة الناسفة على الجوع والفقر والبطالة، بعد موت كل شيء جميل في المنطقة ، التي تتكالب عليها زمر من اللصوص ومصاصي الدماء وبدون أي مشروع سياسي واضح، ولا يتوقف المشهد عند تخلل أمني في هذه الدولة أو انحسار لحريات التعبير بعد إغلاق هذا الموقع الإلكتروني أو ذاك، أو التشديد على ذلك الحزب باسم الديمقراطية التي تذبح صباح مساء ، وإنما يأخذ مسارات من شأنها أن تشطر الشارع وعموم المجتمع إلى عدة أقسام ، تماماً كما حدث في مصر والتي وبسبب سياسة حزب الحرية والعدالة الواجهة لحزب الإخوان المسلمين أصبحت في حالة من الشرذمة والانقسام لا تمكننا من توقع نتائج المستقبل القريب لهذا البلد الأم ، وها هي مصر من الإعلان الدستوري بالأمس الذي كرس دكتاتورية فاضحة ، إلى فوضى لا يكاد من خلالها أن يؤمن المرء على نفسه وأبنائه لدرجة لا يستطيع فيه أن يخرج من منزله بعد آذان المغرب ، في ظل دستور لم يعبر عن مجموع الشعب المصري المنهك ، والذي يعاني أبنائه من شدة الفاقة بسبب الفقر المدقع الناجم عن تأزم البطالة ، إلى استيلاء هذا التيار الذي حكم باسم الدين وكفر كل من يخالفه ، لا بل كل من نزل إلى الشارع يطلب الكرامة والعدالة والإنسانية والأمن الإنساني ، وبالطيع ولكون هذا التيار لا يفقه شيء في إدارة البلاد أنهار سعر الصرف للجنيه المصري وأنخفض مستوى التصنيف الائتماني البنكي ، وعم الغلاء المتفشي بين فقراء مصر ، وصولاً إلى الثورة المضادة في 30 حزيران والتي أطاحت بحكم الإخوان وما نشهده على الساحة من إرهاصات وتناقضات واختراقات لأجهزة الدولة !
وحين نلتفت إلى ليبيا فإن مشهد المليشيات الذي يخون بعضهم بعضاً في كافة المحافظات يجعلنا نترحم على أيام ألقذافي مع تحفظنا على سياسة الرجل، ونتساءل ترى ما الذي جمعهم بالأمس على قتاله ، وما الذي يجعلهم اليوم يتقسمون على بعضهم بهذا الشكل المخزي ؟! ويبقى التساؤل والحيرة في المشهد الليبي إلى أن نصل على حقيقة مفادها: ماذا نسمي هذه الثورات العربية يا سادة ؟ هل من الممكن أن نبقي على أسمها ولو من الناحية الموضوعية ثورات الربيع العربي ؟ كيف؟ وهي تأكل في بعضها البعض ، ولتسمحوا لي يا قادة المحافل والمجامع الإنسانية بكافة أنحاء العالم أن أعيد تسمية الثورات العربية بوصفي مؤسساً لهيئتكم الجليلة على المستوى العالمي وأن أطلق عليها بدلاً من ثورات الربيع العربي ( ثورات القطط ) لكون القطط تأكل أبنائها حين تجوع وهذه هي ثورات ربيعنا العربي !
أما في اليمن فحدث ولا حرج الجيش ما زال في يد أبن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والجنوب يرنوا إلى الانفصال والرئيس عبد ربه منصور هادي مفعم بقصة الانفصال، والشعب يريد تغير القيادات في الجيش والدولة ، في ظل تضارب للمصالح بين محاربة القاعدة من ناحية ، والحفاظ على أمن الخليج من ناحية ثانية ،والنتيجة أن لا أحد يدفع فاتورة تضارب المصالح من أمنه الإنساني وخيراته وأبنائه إلا الشعب اليمني !
وإذا تطرقنا إلى السعودية والخليج ستجدنا أمام تعتيم إعلامي مقزز ففي البحرين انقسام طائفي مقيت وتدخل سعودي بغيض ، وفي الإمارات العربية المتحدة تصريحات أمنية توحي بأن هنالك محاولات للإخوان المسلمين لزعزعة الأمن والاستقرار ، أما المنطقة الشرقية في العربية السعودية فهذه تحتاج إلى دراسة وبحث مستقلين ، في الوقت الذي شهدنا فيه التغيير في قطر بعد أن تولى الشيخ تميم زمام الأمور ، وجميعنا يعلم أن في قطر أكبر قاعدة أمريكية تحتل غازها وخيراتها !
وفي الأردن وما أدراك ما الأردن وقد أصبح بين الحراك الشعبي المتطلع إلى غد أفضل يفك عنه أغلال الحاجة والفاقة والفقر والجوع والبطالة المركبة، وبين حكومات تعيش ما قبل القرون الوسطى ، في ظل أطماع إسرائيل التي تنتظر اللحظة المناسبة من أجل الانقضاض على هذا البلد الذي تجاوز حجم الوطن ، سيما بعد أن أطلقنا عليه كإنسانيين ( المجمع الإنساني الأعظم ) حيث أن وجوده واستمراره تحت الحكم الهاشمي وضمن السياسات الإصلاحية الإنسانية ، يعتبر في تقديرنا مصلحة إقليمه وعالمية ، غير أن نتنياهو في كتابة يسمينا مكان تحت الشمس شرق أرض إسرائيل ، هذا عدا عن التركيبة العليا في جهاز الدولة والتي تحتاج إلى تغيير جذري يضمن تجدد النظام الهاشمي بحسب قيم مبادئ الإنسانية والأمن الإنساني ،وتأتي بحكومات على الأقل لا تكون خارج التغطية السياسية ، وتعيش الانفصام المجتمعي والاقتصادي والإنساني الأردني !
ونبقى في المشهد العربي وصولاً إلى سورية والتي هدف الغرب من خلال إحداث هذه الدموية والوحشية إلى تصفية القاعدة وكافة جحافل القوى المسلحة من ناحية وضرب الدولة اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً معتمداً على أبناء البلد بعضهم ببعض لغايات اختراق المقاومة ، وهدم مثلث سوريا ـ حزب الله ـ إيران ، والتي تشكل الواجهة الأمامية لما يسمى التعدد القطبي القادم .
وفي الجانب الأخر نرى الانهيار التركي حيث سيقت تركيا إلى حرب مع الجوار، وما زال الاستنفار لقواتها سواء في الجانب السوري والإيراني والروسي مما أدى لخسارة على الصعيد الاقتصادي ، إضافة إلى ما نراه من تفكك على الصعيد الاجتماعي القومي نظراً للتنوع القومي ، والذي أصبح يرفض رفضاً قاطعاً الحزب الحاكم ، والغريب العجيب يا سادة أن إسرائيل ما زالت خارج المشهد الإقليمي ، ترى لماذا سؤال برسم عبقريتكم السياسية ؟! نطرح هذا السؤال وفي عموم المشهد لا نكاد نلمح في الأفق سياسة ( واقعية ) ، في الوقت الذي تعيش فيه أمريكا أزمات لا تمكنها من أن تدرك حدود قوتها الحقيقة ، فكيف في تطبيق السياسة الواقعية التي ننادي فيها نحن الإنسانيين ؟! والتي تعمل على حل القضية الفلسطينية ليس من خلال حل الدولتين فقط ، وإنما من خلال إعلان جامعة الدول الإنسانية بدلاً من جامعة الدول العربية والتي تضم كل من ( إيران وإسرائيل ) ، وهنا قد يتساءل البعض لماذا يصر الإنسانيين على مبدأ قيام الجامعة الإنسانية بدلاً من الجامعة العربية ، ولا بد لي كمؤسس لهيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي أن أجيب : بداية وبغض النظر عن تقصير جامعة الدول العربية تجاه كافة القضايا العربية والإقليمية والعالمية المصيرية ، إلا أن مجرد الاستمرار في نهج تحالف الشعوب الناطقة بالضاد أمر في تقديرنا وإن كان عربيا قومياً إلا أنه لا ينسجم مع مبادئ وقيم دعوتنا الإنسانية ، سيما وان نهج الجامعة العربية التقليدي يجعل بعض الدول ذات الوزن العسكري والسياسي والاقتصادي تقف خارج السرب لمجرد أنها ليست عربية ! وهذا ما يدفع تلك الدول إلى كسر هذه المنظومة حتى وإن كانت هشة، وإلا كيف تتفجر المنطقة برمتها لتصبح بحكامها أشبه بالدمى المتحركة في يد من لا يرحم ، نقول ذلك ونحن مدركين تماماً إلى أن اللغة هي أدب وفكر يشكل الوجدان الإنساني ، ويصبغه بهذه الصبغة المعرفية التي ترتبط بالتاريخ والدين ، وواعين أيضاً إلى أن إسرائيل لم تأتي لكي تذوب في المنطقة ولكن لأهداف استعمارية أهمها تأمين الهيمنة الصهيوأمريكية على مقدرات وثروات المنطقة ، ولو تدبرنا المبادرة الأمريكية الخاصة بمشروع الشرق الأوسط الكبير ، سنجد أنها عبارة عن نسخة طبق الأصل عن الطموح الإسرائيلي الذي يتعامل مع المنطقة العربية خصوصا المنطقة الوسطي منها، وكأنها امتداده الطبيعي له من النيل إلي الفرات، نريد أن نخرج من هذه السذاجة السياسية إلى مساحات توافقية ولكن كيف ؟!
علينا أن نبحث في المشروع القائم على الإنسانية والأمن الإنساني، المشروع الذي يأتي فوق القومية، ليس للرد على الأصولية التي تجتاح المنطقة فقط، وإنما لضمانة النمو الاقتصادي ذو التوزيع العادل ، خاصة وأن الأصولية هي الأرض التي لا تنبت إلا الفقر والتشرد والحرمان ، هذا عدا عن الديكتاتوريات الحاكمة التي لا تدعم التطرف والإرهاب فقط ، بل تحارب الإنسانيين أينما وجدوا والآن أريد زعيم عربي واحد يشهد له التاريخ بأنه قام بإعطاء الإنسانيين حقهم في إدارة البلاد ولو لغايات ترسيخ نهج العدالة بين العباد ؟!! لا يوجد على الإطلاق لماذا ؟ لأن سوء إداراتهم لموارد البلاد وفسادهم تمنع تواجدنا في الإدارة ، لهذا لا بد من إحداث تغيير جذري وشامل في عموم المنطقة ، تغيير يتمثل في تحقيق إنسانية وأمن الإنسان من خلال مجموعة من الإصلاحات الدستورية و القانونية والاقتصادية والتربوية والتعليمية والثقافية وفرض الممارسات الديمقراطية ولو بالقوة من خلال نصرة الحقوق العادلة وليست المزيفة .
صدقوني مشاكلنا لن تحل بجهد دولة أو دولتين أو حتى على مستوى جامعة الدول العربية ، وإنما تحل ضمن إطار ( جامعة الدول الإنسانية ) التي تضمن لنا التنظيم الدولي الإقليمي ، والذي سيكون هو المفتاح لحل كافة مشاكلنا العالقة ، وسترون كيف ستنعم المنطقة بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية الحقيقية ، وإذا كان المفهوم الثوري الإصلاحي بالأمس يتحدث عن الربيع العربي ، فإننا كإنسانيين ندعو كافة الأحرار إلى إعلان الثورة الإنسانية ، وهنا مع احترامنا وتقديرنا للقضية الفلسطينية والتي نقدر عالياً أهميتها إلا أن بعض القادة العرب والمسلمين اتخذوها قضية لدغدغة مشاعر الرأي العام العربي والإسلامي لكونها تمثل في تقديرهم ورقة قد تساعد على استمرارهم في الحكم ، علما بأن هذه السياسة أصبحت مكشوفة ، وسيدفع من يمارسها أثمان غير متوقعه ، وكإنسانيين مع أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لنا ، إلا أنها ليست محور الارتكاز في الإصلاح العربي والإقليمي عموماً ، هنالك قضايا كبرى وعلى رأسها الإيمان ( بالإنسانية والأمن الإنساني ) كنهج وكقاعدة ننطلق من خلالها لحل كافة المشكلات ، يكفي تلاعب في أمن ومقدرات الناس ، ويكفي تصدير القضية الفلسطينية في مقدمة المشكلات إلى درجة تجعلنا نتناسى السلاح النووي الذي تمتلكه إسرائيل والذي قد تمتلكه جماعات مسلحة في المنطقة ، هذا مع دعمنا للبرنامج العلمي النووي الإيراني ، والذي لا يهدف إلى امتلاك سلاح نووي وإنما إلى أمثلاك طاقة سلمية تسهم في التمنية الشاملة لكافة أرجاء المنطقة ، دعونا نحول السلاح الإسرائيلي إلى طاقة سلمية ، بدلاً من زعزعة السلم والأمن العالميين عبر امتلاك العصابات الإرهابية لهذه الأسلحة التي تهيئ الأرضية الدولية إلى نزاع عالمي نشهد صراع أدواته يومياً في منطقة الشرق الأوسط والذي يحتاج إلى مشروع قائم على الإنسانية والأمن الإنساني ! خادم الإنسانية .
يبدو أن المشهد الإقليمي أصبح أكثر تعقيداً ، وقد بات يفضل الشباب العربي الأحزمة الناسفة على الجوع والفقر والبطالة، بعد موت كل شيء جميل في المنطقة ، التي تتكالب عليها زمر من اللصوص ومصاصي الدماء وبدون أي مشروع سياسي واضح، ولا يتوقف المشهد عند تخلل أمني في هذه الدولة أو انحسار لحريات التعبير بعد إغلاق هذا الموقع الإلكتروني أو ذاك، أو التشديد على ذلك الحزب باسم الديمقراطية التي تذبح صباح مساء ، وإنما يأخذ مسارات من شأنها أن تشطر الشارع وعموم المجتمع إلى عدة أقسام ، تماماً كما حدث في مصر والتي وبسبب سياسة حزب الحرية والعدالة الواجهة لحزب الإخوان المسلمين أصبحت في حالة من الشرذمة والانقسام لا تمكننا من توقع نتائج المستقبل القريب لهذا البلد الأم ، وها هي مصر من الإعلان الدستوري بالأمس الذي كرس دكتاتورية فاضحة ، إلى فوضى لا يكاد من خلالها أن يؤمن المرء على نفسه وأبنائه لدرجة لا يستطيع فيه أن يخرج من منزله بعد آذان المغرب ، في ظل دستور لم يعبر عن مجموع الشعب المصري المنهك ، والذي يعاني أبنائه من شدة الفاقة بسبب الفقر المدقع الناجم عن تأزم البطالة ، إلى استيلاء هذا التيار الذي حكم باسم الدين وكفر كل من يخالفه ، لا بل كل من نزل إلى الشارع يطلب الكرامة والعدالة والإنسانية والأمن الإنساني ، وبالطيع ولكون هذا التيار لا يفقه شيء في إدارة البلاد أنهار سعر الصرف للجنيه المصري وأنخفض مستوى التصنيف الائتماني البنكي ، وعم الغلاء المتفشي بين فقراء مصر ، وصولاً إلى الثورة المضادة في 30 حزيران والتي أطاحت بحكم الإخوان وما نشهده على الساحة من إرهاصات وتناقضات واختراقات لأجهزة الدولة !
وحين نلتفت إلى ليبيا فإن مشهد المليشيات الذي يخون بعضهم بعضاً في كافة المحافظات يجعلنا نترحم على أيام ألقذافي مع تحفظنا على سياسة الرجل، ونتساءل ترى ما الذي جمعهم بالأمس على قتاله ، وما الذي يجعلهم اليوم يتقسمون على بعضهم بهذا الشكل المخزي ؟! ويبقى التساؤل والحيرة في المشهد الليبي إلى أن نصل على حقيقة مفادها: ماذا نسمي هذه الثورات العربية يا سادة ؟ هل من الممكن أن نبقي على أسمها ولو من الناحية الموضوعية ثورات الربيع العربي ؟ كيف؟ وهي تأكل في بعضها البعض ، ولتسمحوا لي يا قادة المحافل والمجامع الإنسانية بكافة أنحاء العالم أن أعيد تسمية الثورات العربية بوصفي مؤسساً لهيئتكم الجليلة على المستوى العالمي وأن أطلق عليها بدلاً من ثورات الربيع العربي ( ثورات القطط ) لكون القطط تأكل أبنائها حين تجوع وهذه هي ثورات ربيعنا العربي !
أما في اليمن فحدث ولا حرج الجيش ما زال في يد أبن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والجنوب يرنوا إلى الانفصال والرئيس عبد ربه منصور هادي مفعم بقصة الانفصال، والشعب يريد تغير القيادات في الجيش والدولة ، في ظل تضارب للمصالح بين محاربة القاعدة من ناحية ، والحفاظ على أمن الخليج من ناحية ثانية ،والنتيجة أن لا أحد يدفع فاتورة تضارب المصالح من أمنه الإنساني وخيراته وأبنائه إلا الشعب اليمني !
وإذا تطرقنا إلى السعودية والخليج ستجدنا أمام تعتيم إعلامي مقزز ففي البحرين انقسام طائفي مقيت وتدخل سعودي بغيض ، وفي الإمارات العربية المتحدة تصريحات أمنية توحي بأن هنالك محاولات للإخوان المسلمين لزعزعة الأمن والاستقرار ، أما المنطقة الشرقية في العربية السعودية فهذه تحتاج إلى دراسة وبحث مستقلين ، في الوقت الذي شهدنا فيه التغيير في قطر بعد أن تولى الشيخ تميم زمام الأمور ، وجميعنا يعلم أن في قطر أكبر قاعدة أمريكية تحتل غازها وخيراتها !
وفي الأردن وما أدراك ما الأردن وقد أصبح بين الحراك الشعبي المتطلع إلى غد أفضل يفك عنه أغلال الحاجة والفاقة والفقر والجوع والبطالة المركبة، وبين حكومات تعيش ما قبل القرون الوسطى ، في ظل أطماع إسرائيل التي تنتظر اللحظة المناسبة من أجل الانقضاض على هذا البلد الذي تجاوز حجم الوطن ، سيما بعد أن أطلقنا عليه كإنسانيين ( المجمع الإنساني الأعظم ) حيث أن وجوده واستمراره تحت الحكم الهاشمي وضمن السياسات الإصلاحية الإنسانية ، يعتبر في تقديرنا مصلحة إقليمه وعالمية ، غير أن نتنياهو في كتابة يسمينا مكان تحت الشمس شرق أرض إسرائيل ، هذا عدا عن التركيبة العليا في جهاز الدولة والتي تحتاج إلى تغيير جذري يضمن تجدد النظام الهاشمي بحسب قيم مبادئ الإنسانية والأمن الإنساني ،وتأتي بحكومات على الأقل لا تكون خارج التغطية السياسية ، وتعيش الانفصام المجتمعي والاقتصادي والإنساني الأردني !
ونبقى في المشهد العربي وصولاً إلى سورية والتي هدف الغرب من خلال إحداث هذه الدموية والوحشية إلى تصفية القاعدة وكافة جحافل القوى المسلحة من ناحية وضرب الدولة اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً معتمداً على أبناء البلد بعضهم ببعض لغايات اختراق المقاومة ، وهدم مثلث سوريا ـ حزب الله ـ إيران ، والتي تشكل الواجهة الأمامية لما يسمى التعدد القطبي القادم .
وفي الجانب الأخر نرى الانهيار التركي حيث سيقت تركيا إلى حرب مع الجوار، وما زال الاستنفار لقواتها سواء في الجانب السوري والإيراني والروسي مما أدى لخسارة على الصعيد الاقتصادي ، إضافة إلى ما نراه من تفكك على الصعيد الاجتماعي القومي نظراً للتنوع القومي ، والذي أصبح يرفض رفضاً قاطعاً الحزب الحاكم ، والغريب العجيب يا سادة أن إسرائيل ما زالت خارج المشهد الإقليمي ، ترى لماذا سؤال برسم عبقريتكم السياسية ؟! نطرح هذا السؤال وفي عموم المشهد لا نكاد نلمح في الأفق سياسة ( واقعية ) ، في الوقت الذي تعيش فيه أمريكا أزمات لا تمكنها من أن تدرك حدود قوتها الحقيقة ، فكيف في تطبيق السياسة الواقعية التي ننادي فيها نحن الإنسانيين ؟! والتي تعمل على حل القضية الفلسطينية ليس من خلال حل الدولتين فقط ، وإنما من خلال إعلان جامعة الدول الإنسانية بدلاً من جامعة الدول العربية والتي تضم كل من ( إيران وإسرائيل ) ، وهنا قد يتساءل البعض لماذا يصر الإنسانيين على مبدأ قيام الجامعة الإنسانية بدلاً من الجامعة العربية ، ولا بد لي كمؤسس لهيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي أن أجيب : بداية وبغض النظر عن تقصير جامعة الدول العربية تجاه كافة القضايا العربية والإقليمية والعالمية المصيرية ، إلا أن مجرد الاستمرار في نهج تحالف الشعوب الناطقة بالضاد أمر في تقديرنا وإن كان عربيا قومياً إلا أنه لا ينسجم مع مبادئ وقيم دعوتنا الإنسانية ، سيما وان نهج الجامعة العربية التقليدي يجعل بعض الدول ذات الوزن العسكري والسياسي والاقتصادي تقف خارج السرب لمجرد أنها ليست عربية ! وهذا ما يدفع تلك الدول إلى كسر هذه المنظومة حتى وإن كانت هشة، وإلا كيف تتفجر المنطقة برمتها لتصبح بحكامها أشبه بالدمى المتحركة في يد من لا يرحم ، نقول ذلك ونحن مدركين تماماً إلى أن اللغة هي أدب وفكر يشكل الوجدان الإنساني ، ويصبغه بهذه الصبغة المعرفية التي ترتبط بالتاريخ والدين ، وواعين أيضاً إلى أن إسرائيل لم تأتي لكي تذوب في المنطقة ولكن لأهداف استعمارية أهمها تأمين الهيمنة الصهيوأمريكية على مقدرات وثروات المنطقة ، ولو تدبرنا المبادرة الأمريكية الخاصة بمشروع الشرق الأوسط الكبير ، سنجد أنها عبارة عن نسخة طبق الأصل عن الطموح الإسرائيلي الذي يتعامل مع المنطقة العربية خصوصا المنطقة الوسطي منها، وكأنها امتداده الطبيعي له من النيل إلي الفرات، نريد أن نخرج من هذه السذاجة السياسية إلى مساحات توافقية ولكن كيف ؟!
علينا أن نبحث في المشروع القائم على الإنسانية والأمن الإنساني، المشروع الذي يأتي فوق القومية، ليس للرد على الأصولية التي تجتاح المنطقة فقط، وإنما لضمانة النمو الاقتصادي ذو التوزيع العادل ، خاصة وأن الأصولية هي الأرض التي لا تنبت إلا الفقر والتشرد والحرمان ، هذا عدا عن الديكتاتوريات الحاكمة التي لا تدعم التطرف والإرهاب فقط ، بل تحارب الإنسانيين أينما وجدوا والآن أريد زعيم عربي واحد يشهد له التاريخ بأنه قام بإعطاء الإنسانيين حقهم في إدارة البلاد ولو لغايات ترسيخ نهج العدالة بين العباد ؟!! لا يوجد على الإطلاق لماذا ؟ لأن سوء إداراتهم لموارد البلاد وفسادهم تمنع تواجدنا في الإدارة ، لهذا لا بد من إحداث تغيير جذري وشامل في عموم المنطقة ، تغيير يتمثل في تحقيق إنسانية وأمن الإنسان من خلال مجموعة من الإصلاحات الدستورية و القانونية والاقتصادية والتربوية والتعليمية والثقافية وفرض الممارسات الديمقراطية ولو بالقوة من خلال نصرة الحقوق العادلة وليست المزيفة .
صدقوني مشاكلنا لن تحل بجهد دولة أو دولتين أو حتى على مستوى جامعة الدول العربية ، وإنما تحل ضمن إطار ( جامعة الدول الإنسانية ) التي تضمن لنا التنظيم الدولي الإقليمي ، والذي سيكون هو المفتاح لحل كافة مشاكلنا العالقة ، وسترون كيف ستنعم المنطقة بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية الحقيقية ، وإذا كان المفهوم الثوري الإصلاحي بالأمس يتحدث عن الربيع العربي ، فإننا كإنسانيين ندعو كافة الأحرار إلى إعلان الثورة الإنسانية ، وهنا مع احترامنا وتقديرنا للقضية الفلسطينية والتي نقدر عالياً أهميتها إلا أن بعض القادة العرب والمسلمين اتخذوها قضية لدغدغة مشاعر الرأي العام العربي والإسلامي لكونها تمثل في تقديرهم ورقة قد تساعد على استمرارهم في الحكم ، علما بأن هذه السياسة أصبحت مكشوفة ، وسيدفع من يمارسها أثمان غير متوقعه ، وكإنسانيين مع أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لنا ، إلا أنها ليست محور الارتكاز في الإصلاح العربي والإقليمي عموماً ، هنالك قضايا كبرى وعلى رأسها الإيمان ( بالإنسانية والأمن الإنساني ) كنهج وكقاعدة ننطلق من خلالها لحل كافة المشكلات ، يكفي تلاعب في أمن ومقدرات الناس ، ويكفي تصدير القضية الفلسطينية في مقدمة المشكلات إلى درجة تجعلنا نتناسى السلاح النووي الذي تمتلكه إسرائيل والذي قد تمتلكه جماعات مسلحة في المنطقة ، هذا مع دعمنا للبرنامج العلمي النووي الإيراني ، والذي لا يهدف إلى امتلاك سلاح نووي وإنما إلى أمثلاك طاقة سلمية تسهم في التمنية الشاملة لكافة أرجاء المنطقة ، دعونا نحول السلاح الإسرائيلي إلى طاقة سلمية ، بدلاً من زعزعة السلم والأمن العالميين عبر امتلاك العصابات الإرهابية لهذه الأسلحة التي تهيئ الأرضية الدولية إلى نزاع عالمي نشهد صراع أدواته يومياً في منطقة الشرق الأوسط والذي يحتاج إلى مشروع قائم على الإنسانية والأمن الإنساني ! خادم الإنسانية .
التعليقات