طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

قبائل بني حسن السيف الأردني البتار


في إحدى الجلسات الاجتماعية التي جمعتنا بأهل السلط الحبيبة لخطبة شاب من بني حسن على مهرة سلطية أصيلة , انبرى شيخ كبير في السن والقدر من رموز السلط مرحبا بالجاهة الكريمة بقوله : ' أهلا بأبناء القبيلة التي ما كان لها يوماً ولائين كغيرها من قبائل الاردن, فتعجبت كما تعجب غالبية الحضور من حديث الشيخ الوقور لأننا لم نسمع به قبل ذلك قط , وأخذنا ناظر بعضنا البعض متفاجئين من حديث الشيخ , والتي وقعت عبارته على مسامعنا كالصاعقة , رغم أن جميعنا قد وصل مرحلة متقدمة من العلم والثقافة والانفتاح , حتى أن البعض قال للتاريخ : كم أنت ظالم أيها التاريخ باخفاءك تاريخا مشرفا لكبرى القبائل الأردنية.

ولمزيد من التوضيح أقول لمن لا يعرف أن التاريخ الأردني عميق جداً فيه من الأحداث ما يفخر به كل أردني ,ولكنه كُتب بأيدٍ ظالمة تدعي الفكر لكي مختبئاً في أعماق البحر حتى لا يراه الناس فيتذكره , ولو كانوا يدركون أن اللؤلو والدرر تغوص في أعماق البحر لما فعلوا.

أقول لأبناء الاردن قاطبة من أقصى الشمال إلى ابعد نقطة في جنوبه أن تاريخكم مشرف يستحق العودة اليه لكتابته من جديد , ما دام هناك شهود ثقات عليه لا زال النبض يجري في عروقهم , ويكفي تاريخكم يا أبناء العشائر الأردنية شرفاً , انه لم يسجل وجود حالة خيانة واحدة بينكم , وهذه حالة فريدة ونادرة بين الأمم , في حين تسجل الدول حولنا العشرات من الخونة يومياً .

فالشيخ السلطي الجليل كان مدرسة تاريخية ذكر بإيجاز وعجالة بان أبناء قبيلة بني حسن هم من الأشراف الجعافرة , والذين يعودون في الحسب والنسب ل ( شقب وعمش) ابني الحسن بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام , وكانوا يمتازون بالفرسة والفراسة , لذلك استعان بهم صلاح الدين الأيوبي في رحلته الجهادية لتحرير بيت المقدس من الصليبيين , كما استعان بهم لحصار قلعتي الشوبك والكرك جنوبي الاردن , فاستقر عدد لا بأس منهم في منطقة عفرا بالطفيلة وارتحل قسم كبير منهم لفلسطين لمنطقة القدس بالتحديد وسكنوا مناطق القدس الغربية في الولجة والجورة ,وبلغت قرى بني حسن في القدس 13 قرية , تسعة منها في القدس هي ( قرية شرفات ، قرية الجورة ، قرية صطاف ( سطاف ) قرية بيت صفافا ، قرية خربة اللوز ) والتي كانت تشكل منطقة أطلق عليها العثمانيين ' ناحية حسن', بالإضافة الى قرية بتير في مدينة بيت لحم ) , وعرابه وعربونه في جنين, والتي تضم العائلات التالية التي تعود بالنسب والحسب لأبناء قبيلة بني حسن ونذكر من تلك العائلات: (آل الحسيني ،أبودية ، أبو سبيت ، الأطرش ، الأعرج ، وهدان ، التويمي ، الجندي ، آل ساري ، النقرة ، الغباري ، آل علي ، الهيبة ، الحجاجلة، آل خليفة ، الصيفي ، العلاونة ، القواسمة ، آل معالي ، النواصرة ، أبو تين ، العيسى ، أيوب ، آل عرباش ، آل حمدة ، داوود ، اسليم ، المصري ، شلعب ، ابو عيشة ، الصواونة ، الصافي ، الزريقات).

اذكر ذلك في مقالي لأبين للأردنيين حقيقة تاريخية استنخلتها في عجالة من رجال عاصروا أبائكم الذين عاصروا تاريخ الملك عبدالله المؤسس وكلوب باشا الانجليزي , فأفادوا بأن كل من كان على الأرض الأردنية من تجمعات عشائرية وقبائل أردنية, كان لديهم ولائين واحد للأمير عبدالله المؤسس والأخر لكلوب باشا الحاكم المطلق للأردن في فترات الثلاثينيات والأربعينيات ومطلع الخمسينيات باستثناء قبيلة بني حسن التي كانت تحمل ولاءً واحداً للأمير عبدالله فقط. قبل أن يتحول ولاء الأردنيين كل الأردنيين للملك الحسين الباني طيب الله ثراه بعد طرده لكلوب وتعريب جيش الاردن, أنها الحقيقة الدامغة الموجودة في صلب تاريخ الاردن المفقود والضائعة عن عمد وقصد الكثير من أحداثه.

فالعشائر الأردنية المظلومة والمضطهدة هذه الأيام تحت وطأة تحول عوض الله الاقتصادي والاستثمار الكاذب والمخادع , واستغلال الكردي الخائن للمناصب ,بحاجة لهبة شخصية من جلالة الملك بعيدة عن مسامير الصحن الذين أرادوا لغايات بنفس يعقوب إبعاده عن شعبه , بعد النجاح الكبير الذي حققه في بداية مسيرته لكي يعيد التواصل الذي كان, فمؤسسة العرش ستنهار إذا ابتعدت عن العشائر , وستبقى شامخة إذا عادت للأساس الصادق, وتذكر معي يا صاحب الجلالة بأن ما حك جلدك غير ظفرك, وتذكر معي كذلك أن للأردن صاحب يتمتع بشيم العرب الأصيلة ولكنه سيف بتار لكل ضيف لا يحترم الجوار, فنحن الفقراء أبناء الشهداء أبناء الكرامة وأيلول وكل مواقع العز من يحبك ويدافع عنك في الأزمات, في حين لن تجد واحداً بالقرب منك من أبناء الفساد و وسلاطين نهب الثروات وجمع الأموال.

بقي ان نقول نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يعيش غريباً في وطنه, ويضرب على وجهه امام شاشات التلفاز , ويشتم جهارا نهارا تحت اسم القومية والوحدة الوطنية, فماذا جنت علينا القومية والوحدة الوطنية غير ضياع الارض والاعتداء على العرض؟. ولماذا تتحول اصابع الاشقاء الذين احسن الاردني اليهم لمخالب تنهش الشرفاء؟. فيا ايها الاردنيون المستقبل بيد الله وليس بيد امريكا واعوانها.

هذا سيف واحد من سيوف الاردن البتاره , فكيف اذا اتحدت مع سيوف بني حميده وبني صخر وعباد والحويطات والعدوان وعشائر المحافظات الاثنا عشر التي يصعب تعدادها هنا.
وقفة للتأمل:' هل أصبح دور أل ( CIA ) تعيين الكتّاب والروائيين , ليتم تجاهل تاريخ الاردن خدمة لأجندات بني صهيون ,فبئس التاريخ الذي لا يذكر صولات وجولات أبنائه , فالأردنيين كانوا ولا زالوا رجالا بصلابة حجارة الصوان , فلمصلحة مَن يريد البعض تصويرهم بأنهم رجال بهشاشة الطباشير؟؟؟؟؟؟؟.'.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/110777