طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

دبلوماسيون أم إرهابيون؟!


يتجلى في أيامنا هذه بوضوح كبير مدى الاستخفاف بالجنس الأردني الذي بات من ارخص الأجناس الإنسانية بسبب المواقف السياسية والاقتصادية التي تخدم أناس كثيرون في العالم لكنها لا تخدم الأردني على أرضه .
فالعدوانية الكبيرة والصهيونية الخطيرة التي شاهدناها في المركز الثقافي الملكي أمس تدل دلالة عميقة على أن ثمة أمر مفقود في الجانب الأمني من جهة , واستخفاف بالسيادة الأردنية من جهة أخرى , فما جرى من قتال على ارض المركز بين الحضور ولا استثني منهم أحدا يدل دلالة عميقة على أن الأردن لم يعد ذلك الأردن الذي يتباهى بأمنه رغم المعيقات التي يحاصرنا بها الشقيق قبل الغريب .
فعندما يتحول احد أهم المراكز الثقافية والمواقع الأردنية في الأردن الى حلبة مصارعة وانتقام شرس من دبلوماسيين عراقيين, يجب أن لا يمر دون اتخاذ موقف يحفظ للأردني كرامته على أرضه , تلك الكرامة التي بدأت تتلاشى رويدا رويدا بعد أن حولنا المسئولين الأردنيين في مركز صناعة القرار إلى متسولين يستجدون رغم خيرات الوطن الكبيرة الماكثة في باطن الأرض , والتي لا يريدون لها الخروج لكي يتسنى لهم بيع مقدرات الوطن وبيع كرامة الشعب, تمهيدا لاتخاذ قرارات قد تكون أصعب من قرار تلاشي الكرامة الأردنية عن الوجود.
فالإفلاس في الأردن ليس إفلاسا في الموازنة وفي صناعة القرار السياسي فقط , بل تعدى إلى إفلاس للسياسة الخارجية والداخلية , فما جرى في المركز الثقافي الملكي من أعمال تخريبية قد يجري في كل بلدان العالم , ولكن ضمن نطاق أبناء البلد الواحد , فبالله عليكم دلوني على موقف واحد جري بين دبلوماسيين على ارض بلد أخر حدث في الخمسين سنة الماضية !!!!!.
إن ما جرى ليس بريئاً وليس حدثاً عابراً كما هو متوقع أن تعبر عن الدبلوماسية الأردنية , بل هو عمل ممنهج ومدروس لتخريب واحد من المعالم الأردنية التي شهدت يوما تواجدا قوياً لصدام حسين في مؤتمر قمة عمان الوفاق والاتفاق, إضافة الى أن الفاعلين أرادوا تصوير الأمن الأردني الذي وصل حد الغرور في نظر العرب , بأنه يقف عاجزاً عن حماية مقدراته وسيادته, فكيف يتفرغ لحماية الكويت والبحرين والسعودية, وهو ما على الجهات الأمنية وخاصة دائرة المخابرات التي نعتز بها ونتمنى أن تكون قد تطهرت تماما بفعل الشرفاء من رجالها من الأيادي الملوثة التي قد تكون لا زالت تابعة للبطيخي والذهبي محمد, أن تقف عنده طويلا , قبل أن يصبح الأمن الأردني في وضع حرج , قد ندفع نحن أبناء شهداء المواقع الأردنية الثمن , كما دفعه رجال فندق محمد رسول الكيلاني الذي فجّره بشراسة رئيس الديوان الملكي الأردني 'بيت الأردنيين' باسم عوض الله.
فلم يعد صعبا اكتشاف التناقض الواضح بين الشعارات التي يرفعها المسئولين في الأردن وبين حقيقة التصرفات الجارية على الأرض الأردنية, فعلى أصحاب القرار الأردني أن يدركوا أن قضية المستعمرات التي يقاومونها اليوم على ارض فلسطين هي نتاج قرار تم اتخاذه عام 1902 في بداية مرحلة نشوء الصهيونية والمنظمات اليهودية, فماذا فعلتم أيها المسئولين الأردنيين في المقابل منذ 10 سنين غير المزيد من الإذلال للمواطن الأردني الآخذ بالتلاشي كما حصل للهنود الحمر في أمريكا؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!. فيا حكومتنا الرشيدة لماذا تلاشى الوجود الامني في مثل هذا الحدث؟, وماذا تقولون عن المواطن الاردني الذي تم الاعتداء عليه في بيته وعقر داره؟.
وقفة للتأمل :'في الوقت الذي تسعى فيه المنظمات الصهيونية إلى تطهير إسرائيل من أبناء العنصر غير اليهودي بالإضافة إلى تهويد فلسطين , هناك أياد خفية في الأردن تتلحف بالوطنية ,وتتعقل بكوفية أرواح الشهداء لتطهير الأردن من الأردنيين, أقول ذلك لأنني متيقن بأن ما يجري على الأرض الأردنية من أحداث وقرارات ليست بريئة, بل منسوخة من عقل إبليس'.
الأردن للأردنيين رغم أنوف كل السماسرة والمستثمرين والمتاجرين بارواح الاردنيين.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/108630