طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

لماذا اقلقتكم العشائر هذه الايام لكي تحاربوها؟


 ملعون أياً كان من يعبث او يحاول العبث بالعشائر الاردنية مهما عظمت اخطاؤها , ومهما اساء ابناؤها, لانها كانت ولا زالت وستبقى صمام الامان للقيادة والوطن معاً, فلا القيادة تستطيع الاستمرار بدونها , ولا هي تستغني عن قيادة بها امنت وخلفها سارت, فما الذي تغير في الوضع الاردني لكي نرى الهجمة تلو الاخرى على العشائر حتى شوهوا سمعتها؟ .

ايا كانت المشاعر تجاه العشائر الاردنية, فعلى الجميع ان يعلموا بان العشائر الاردنية لم تذهب الى احد ,ولم تناجي او تستجدي احد , ولم تقاتل بصف احد ضد احد , ولم تحتل ارض احد , بل جاء جميع المناكفين لها لحضرتها وأكلوا خيرها وناموا واستظلوا بحضنها الدافئ, لذلك عليهم طائعين او مرغمين العيش بظلها وتحت قوانينها , ومن لم يعجبه ذلك فالجنسيات في العالم الذي ليس به عشائر تنتظرهم , وليس صعبا التنازل عن الجنسية الاردنية , كما انه غير مكلف مادي , ولا يحتاج الى جهد جسدي , فكل ما يلزم المرء زيارة اقرب صندوق بريد ليضعها فيه , وليغادر الى حيث القت أم قشعم رحلها .

يدعي البعض ان الاحزاب السياسية لن تنجح الا باذابة العشائرية , فأي احزاب يريد السياسيين في الاردن وهم الذين حاولوا مرارا وتكرارا صناعة الاحزاب ولكنها فشلت امام فشلا ذريعا امام قوة العشائرية وصلابتها , حتى وصل الامر بالحزبيين خوض الانتخابات باسم العشيرة .

فالحزبية في الاردن ليس من السهل ان تنجح لان تركيبة الشعب الاردني لا تصلح للاحزاب لايمانهم بانها احزاب جاءت اما للصيد بالماء العكر والاستيلاء على السلطة واما انها مدعومة بثوب الخيانة من الخارج , متسائلاً : الم يخض بعض الحزبيين الانتخابات النيابية الاخيرة بثوب منظمة فتح ماديا ومعنويا؟ , الم يخض البعض الانتخابات مدعوما من سوريا والسعودية؟ .

نعم انها الحقيقة المرة التي يجب على الحزبيين التوقف عندها جيداً والايمان بها , ألا وهي ان الحزبية في الاردن فاشلة امام القوة العشائرية رغم اهتزازها ومحاولة العبث بها , فقد استطاعت العشائرية ان توصل للبرلمان نواباً ذا تأثير كبير لو اتحدوا فيما بينهم , فقبيلة بني حسن حصدت 13 مقعداً أي ما نسبته 10% من النواب , وهي نسبة كبيرة جدا , كما حصدت قبيلة عباد 6 مقاعد , وبدو الاردن حصدوا 10 مقاعد, وابناء عشائر بئر السبع حصدوا 5 مقاعد ؟, فهل هولاء ايها الحزبيين يهود ام اردنيين متأصلين حارب ابائهم واجدادهم في كل مواقع الشرف ليقف الوطن على قدميه ولتنعم الاصوات المنددة بالعشائرية والساعية لتمزيقها بالحرية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

اعود للعشائرية لاقول ما هو الذنب الذي اقترفته بحصولها على 91 مقعداً في البرلمان, متسائلا : اين كانت الاصوات الناعقة عندما غابت العشائر الاردنية عن تشكيل الحكومات سنين طويلة كانت خلالها تشكل بأيد الاردنيين من اصول سورية وفلسطينية؟, لماذا لم ينادي ابناء العشائر لتشكيل الحكومات خلال تلك السنين الطويلة؟, الم يكونوا بصبرهم على الاهانة عامل استقرار وسط الاجواء الملتهبة منذ تأسيس الاردن وحتى عهد قريب؟ .

فمن العيب ايها السياسيون مقارنة احزابكم بالعشائر الاردنية , لانها ليست اكثر من بقالات تضم العشرات من المستفيدين والمساهمين, فأي اجحاف هذا الذي يجعل الحزب الذي لا نعرف اصل وفصل من فيه, ومن اين يتغذى مادياً ولمن يتبع سياسياً بالعشائر الاردنية الضاربة جذورها بالولاء والانتماء باطناب التاريخ .

اليس هذه ذات العشائر التي ابعدت الى الان شبح الربيع الصهيوني عن الارض الاردنية ليتمتع المنددين بها بالحرية , فمن الظلم اعتبار او تصوير العشائرية في الاردن بانها تقف حجر عثرة بوجه الاصلاح السياسي والثقافي والعلمي , اليس خيرة اطباء ومهندسوا ومفكروا الاردن من ابناء العشائر ؟, فهل المطلوب ازالة ابناء العشائر من ارضهم تمهيداً لزراعة شعب جديد للوصول الى اعلى مراتب الرقي والتطور؟.

فاذا ما تحدثنا بموضوعية عما قدمته الدولة للعشائر الاردنية مقارنة بما قدمته العشائر للدولة الاردنية واستقرارها وامنها فإن كفة العشائر سترجح بكثير, لذا يجب على ابنائها في ظل الاحداث الجارية من حولنا عدم الركوع والخنوع وترك البلد سائباً لمن هّب ودّب , تمهيداً لصناعة قيادات سياسية تتحدى مشاعرنا وعشائرنا لتنفيذ الاجندات الصهيونية الرامية والداعية لتهويد فلسطين وفلسطنة الاردن ؟.

حمى الله فلسطين من المتاجرين باهلها وارضها , وابعد عن الاردن شبح المتأمرين على شعبها, ولعن الله كل من ينادي بما ينادي به اليهود الملاعين, فليس هناك ما هو أصعب على المرء من ان يعيش المرء غريب في وطنه, وحسبي ان ذلك احساس يتلمسه الاردنيون في كل انحاء الوطن, فليحذر المتأمرون على الاردن غضب الصحراء.

وقفة للتأمل:' الحشرة قد تلسع جواداً اصيلاًً , ولكنها ستبقى حشرة والجواد يبقى اصيلاً'.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/106964