طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

القواعد العسكرية الأمريكية في قطر



بقلم
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي

القواعد العسكرية الأمريكية في العالم:
منذ اللحظات الأولى لإستسلام اليابان واستسلام ألمانيا بانتهاء الحرب العالمية الثانية ومنذ اللحظات الأولى للتوقيع على إنشاء حلف الأطلسي وبداية الحرب الكورية فقد عمدت الولايات المتحدة الى البقاء في اراضي الدول التي كانت مسرحا للحروب السابقة ونظرا لقرب المسرح الأوروبي للإتحاد السوفياتي فلقد لجأت الولايات المتحدة الى توقيع اتفاقات لإستخدام الكثير من أراضي هذه الدول كقواعد برية وجوية وبحرية .

وقد يتفاجأ الكثيرون إذا علموا بأن هناك ما يزيد على 1500 قاعدة عسكرية أمريكية منتشرة في العالم وأن 375 قاعدة عسكرية هامة متواجدة في مواقع استراتيجية بحيث تغطي في انتشارها كل أرجاء العالم وبالذات النقاط الإستراتيجية الحساسة والهامة والتي تضمن حماية المصالح الأمريكية .

ولما كانت منطقة الشرق الأوسط وبالذات الخليج العربي ضمن هذه الأولويات فلقد عمدت الولايات المتحدة الى إنشاء الكثير من القواعد البحرية والجوية والبرية بل لقد عمدت الى إنشاء قيادات مؤقتة لأساطيلها مثل الأسطول الخامس والى جيوشها مثل القيادة المؤقتة للقيادة المركزية والى قواعدها الجوية. بالإضافة الى قيامها بغزو واحتلال بعض الدول الإسلامية والعربية كما حدث في أفغانستان والعراق وفي تقرير عسكري من إدارة الأمن الإتحادية الروسية أن هناك ما يقارب من 2000 دبابة من نوع ( إم 1 أبرامز) في العراق بالإضافة الى 2000 دبابة من نفس النوع في أفغانستان كما أن هناك أكثر من سبعة آلاف من الدبابات والدروع المختلفة المنتشرة في دول الشرق الأوسط ودول آسيا .

وبالرغم من أهمية الأسلحة التقليدية إلا أن الكثير من القواعد الجوية والقواعد البرية والقواعد البحرية تكتسب خطورتها من كونها تضم في جنباتها الأسلحة النووية . ولو تابعنا تحركات حاملة الطائرات جورج بوش والسفن المرافقة لها وانتقالها من منطقة الخليج العربي الى البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية كرد على ما يحدث في سوريا وكرد على توجه ثلاث بارجات روسية الى ميناء طرطوس السوري. ولو علمنا أن حاملة الطائرات هذه وهي أحدث حاملة طائرات أمريكية تضم في جنباتها ترسانة من الصواريخ النووية و 90 طائرة من أحدث الطائرات القادرة على حمل الرؤوس النووية والصواريخ المتعددة فهي بحد ذاتها تشكل قاعدة جوية وبحرية متنقلة تبث الرعب والهلع أينما انتقلت.


ولو عدنا الى الفترة الزمنية لرئاسة رونالد ريجان وراقبنا أعداد الصواريخ النووية والتي يمثل كل من الصاروخ ( كروز ) والصاروخ ( بيرشنج 2 ) أفضلها في تلك الحقبة فلقد تم نصب 96 صاروخ في منطقة ( جرينهام كومون ) في بريطانيا كما تم نصب 112 صاروخ في منطقة ( كومينرو ) في إيطاليا وتم نصب 96 صاروخ في منطقة ( هازل باخ ) في ألمانيا وتم نصب 48 صاروخ في منطقة (فندرخت) في هولندا كما تم نصب 64 صاروخ في منطقة ( مولز وورث ) في بريطانيا . ولا زالت الولايات المتحدة مستمرة في سياستها في نشر صواريخها على الحدود الروسية لا سيما وأنه قد تم انضمام 14 عضوا جديداً 'معظمهم من دول حلف وارسو سابقا ' لحلف الأطلسي حيث أصبح عدد أعضاء الحلف 28 دولة . ولقد قام الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيدف بالتهديد بنشر صواريخ ' اسكندر ' في ' جيب كالينغراد ' المحاذي لبولندا ولتوانيا. لضرب منشآت الدفاع الصاروخية التي تنوي الولايات المتحدة نشرها في رومانيا وبولندا في شرق أوروبا.

القواعد العسكرية الأمريكية في قطر :

إن الولايات لديها كما قلنا أكثر من 1500 قاعدة ولديها 375 قاعدة رئيسة في كل بلدان العالم وقاراته وهناك 45 قاعدة عسكرية أمريكية تحيط بإيران من جميع الإتجاهات . فلو أخذنا على سبيل المثال دولة قطر فلدى الولايات المتحدة قاعدتان رئيسيتان الأولى هي قاعدة السيلية التي اكتسبت شهرتها إبان الحرب الإسرائيلية على حزب الله عام 2006 والثانية هي قاعدة العيديد الجوية . ففي بداية عام 1995 أخذت قطر تستضيف بعضا من القوات ألأمريكية العاملة في الخليج وبالأخص القوات الجوية المشرفة على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق حيت تم نصب واحدة من أكبر شبكات الرادارات لرصد أية تحركات عراقية أو إيرانية .

خلال مرحلة التسعينات تحولت قطر الى واحدة من أكبر مخازن السلاح والعتاد الأمريكي . وقبل أحداث 11/9/2001 كانت القيادة المركزية للولايات المتحدة قد أنشأت أربعة مراكز خاصة بها في قطر تتمتع بحرية العمل العسكري والإستخباراتي بالإضافة الى الحق في استخدام 24 موقعا عسكريا كانت هذه المواقع في الأصل تابعة للقوات المسلحة القطرية . في ذلك الوقت كانت المعدات العسكرية المتقدمة ألأمريكية قد خزنت في موقعين منفصلين حماية لها . الموقع الأول في السيلية والثاني في مكان جنوب غرب الدوحة. وبين عامي 2002-2003 ولأسباب وصفت وقتها بأسباب أمنية انتقلت القيادة الجوية العسكرية من مقرها القديم في السعودية الى مقرها الجديد في قاعدة العيديد الجوية في قطر والتي تميزت بأطول وأفضل المدرجات في كل المنطقة ونظرا للتعاون الممتاز بين كل من قطر والولايات المتحدة فقد تم الإتفاق على جعل قاعدة العيديد مركزا للقيادة المركزية الأمريكية بحيث تظل على اتصال وتنسيق استراتيجي عملياتي دائم مع القيادة المركزية الأم في تامبا فلوريدا ومع وزارة الدفاع في واشنطن.

وفي 14/10/2009 قامت القيادة المركزية الأمريكية بنقل 750 فردا من مقرها في تامبا فلوريدا الى مقرها الأمامي الجديد في قاعدة العيديد الجوية في قطر كجزء من مناورة تدريبية الغرض منها ممارسة قدرة منتسبي القيادة المركزية الأمريكية على الإنتقال الإنسيابي للقيادة والسيطرة على العمليات من مقرها الجديد في قطر. أما المواصفات الفنية لقاعدة العيديد الجوية فهي تقع في الجنوب الغربي من مدينة الدوحة وتبعد مسافة 35 كيلو متر تقريباً . ويبلغ طول مدرج الإقلاع 12300 قدم كما يوجد في القاعدة 84 خزان من الوقود تخزن ما مجموعه 4200000 جالون وهي تضم ملاجىء محصنة للطائرات تمتد لعدة طوابق تحت الأرض وتنقسم هذه الملاجىء الى قسمين الملاجىء الرئيسية بعدد 2 وتبلغ القدرة الإستيعابية لكل ملجأ 40 طيارة حيث تبلغ المساحة التقديرية لكل ملجأ 76 ألف قدم مربع أما الملاجىء الثانوية فهي أربعة ملاجىء تلجأ اليها الطائرات التي تكون جاهزة للإنطلاق بحيث يتسع الملجأ الواحد الى 6 طائرات .


كما توجد منطقة لتخزين الذخائر وهي المخازن الأضخم على الإطلاق للجيش الأمريكي خارج أراضي الولايات المتحدة وهي شديدة التحصين ضد الهجوم الجوي وتمتد تحت الأرض في عمق يتجاوز عدة طوابق. كما أن هذه القاعدة مزودة بأنظمة دفاع ( باتريوت باك 3 ) توفر الغطاء الجوي لدولة قطر بالكامل بالإضافة لمياهها الإقليمية وأراضي مملكة البحرين وجزء من أراضي المملكة العربية السعودية. أي مساحة الحماية التي توفرها أنظمة الدفاع تبلغ 809 ألف كيلو متر مربع. كما أن القاعدة تضم قيادة للإستخبارات ومركزاً للقيادة والسيطرة ومنامات تتسع لثلاثة آلاف جندي قد تصل الى خمسة آلاف ومنشآت للصيانة و منشآت رياضية وخدمات طبية



جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/105890