ما هي دوافع تنظيم الأخوان لتحريك ( الجبهة الشمالية ) وما الذي حرك تنظيم الأخوان تحديدا في هذا الوقت الحساس وهل كان القرار الأخواني بالتصعيد شمالا قرارا مدروسا ومستقلا ؟؟
بعيدا عن العواطف وفي القراءات العابرة للحدود وبالنظر للمصالح الأستراتيجية الاردنية العليا بات من الواضح وجود حالة تفاهم عسكري وأمني ضمني ما بين الأردن وسوريا الدولة لا النظام ولكنه لا يصل لدرجة التنسيق لأن الأستراتيجية الأردنية في الأزمة السورية تقوم على أساس الحفاظ على الوجود الأردني سواء أبقي النظام السوري أم انهار ومن الخطورة بمكان ربط هذا الوجود بوجود نظام آخر مهما كان شكله أو وصفه ..
دخول ( النصرة ) تنظيميا على خط القاعدة ووجودها على الحدود الشمالية هو من المحرمات الأردنية التي تستدعي التدخل المباشر الذي يصب بالنهاية في مصلحة جهود الأسد في تفكيك هذه التنظيمات والذي فاجأ العالم بمطلب محق متعلق بوضع النصرة على لائحة الأرهاب العالمي ..
القرار الأردني المشروع بدخول المعترك لا المعركة كان مقررا سلفا كجزء من الخطة الوطنية للتعامل مع تطورات الأوضاع في الجنوب السوري بغض النظر عن حسابات الخليج او امريكا او نظام الأسد .. بأختصار لابد للأردن من وجود أستخباري فعال ومليشيا عسكرية مضمونة الولاء على أستعداد للمشاركة في مهمة الدفاع عن الحدود الأردنية وتصفية التنظيمات الأرهابية العابرة للحدود ..
تغير المعادلة على الحدود الشمالية وأستعانة الأردن بالعنصر السوري داخل الأراضي السورية لتفكيك مخاطر الأرهاب وضبط عمليات تهريب السلاح بالاتجاهين التي ارتفعت وتيرتها بعشرة أضعاف الوضع السابق وأدخال القوات المسلحة والاجهزة الامنية التكنولوجيا الفائقة للمراقبة والأنذار المبكر وقيام جيش الاسد بتغيير المعادلة على الأرض وشنه لهجوم مضاد لأدراكه بأن امن الحدود ليس واجبا أردنيا فقط لم يكن ليصب في المصالح والخطط الأستراتيجية لدى بعض الدول الأقليمية التي لا يعنيها ما قد يترتب على ذلك في الداخل الأردني ..
ومن جانب آخر بات من الواضح أن الأطراف الدولية تدعم بكل قوة حلفاءها على الأرض لتحسين المراكز التفاوضية السياسية والتي ستأخذ شكل بقاء الأسد في السلطة لعام 2014 وعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية وأقرار دستور جديد في مرحلة انتقال سياسي وبما يفضي لأستعادة الجولان في أتفاق سلام تاريخي مما يستوجب حكما تفكيك التنظيمات الأرهابية في الداخل السوري وأيضا تفكيك حزب الله اللبناني بسحب سلاحه مما يقتضي بالضرورة تحريك الداخل العراقي لاضعاف المد والنفوذ الأيراني في المنطقة ككل وبالمحصلة اللجوء للحل السياسي والذي كان ينادي به الأردن ولا يزال وقد أدركت جميع القوى أنه لا بديل عن ذلك ..
قدرة الأردن على ضبط الحدود ودخوله المعترك الذي قد يصب في مصلحة النظام السوري يقع تحت بند ( ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد ) وهو الأمر الذي لا يخدم مصالح دول أقليمية او دول كبرى لها مصالح أقتصادية أستراتيجية فكان لابد من الضغط على الأردن من خلال ضرب نظرية الحدود الآمنة وتفجير محافظات الشمال وأفقاد الأمن الأردني السيطرة عليها والقدرة على مراقبتها وجعلها وكرا للأرهاب والتسلح ومحطة وأستراحة ومكان للتجمم والتدريب واعداد وانطلاق العمليات الاستخبارية باتجاه العمق السوري والجهة الوحيدة القادرة على تنفيذ ذلك في الأردن هي الأخوان ..
أما على الجهة الغربية فأطلاق عملية السلام وتنحية بعض الدول الأقليمية عن خط الصراع الفلسطيني الداخلي وبروز الدور الأردني الذي يمهد لاتفاقية أقامة الدولة الفلسطينية وحل عقدة القدس بجعلها مدينة مقدسة تحت الولاية الدينية الأردنية والتي سيقود الجهود الأردنية فيها عراب وادي عربة رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة كوجه مقبول دوليا في هذا الملف يفقد الأخوان في الأردن ورقة تكسب مربحة جدا تحت بند النضال والجهاد لتحرير المقدسات لا سيما في ظل الحرج الذي وقعت فيه الحركة نتيجة لاستمرار العلاقات الدافئة ما بين أسرائيل ومصر الأخوانية وعليه فكان لابد من عملية تفجير صراعي داخلي يعطل الجهود الأقليمية الأردنية دون الأشارة صراحة لموضوع السلام فمصر الأخوانية أولى بالاحتجاج على سياساتها ودفء العلاقات ودوام المحبة والحميمية أما النقطة المفصلية فالقبول بوجود دور أردني أقليمي يعني أعترافا دوليا بشرعية وحجم الأصلاح الديمقراطي الداخلي للنظام والذي يحاول تنظيم الأخوان تفنيده ونفيه وتحقيره وتبخيسه بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ..
أما على الصعيد الداخلي نجد أن المخيمات الفلسطينية في الأردن كان لها موقف شجاع تجاه تنظيم الأخوان ولقد أعتبرت حركة فتح أن الأخوان أستطالت يدهم لمعاقلهم التقليدية فكانت ردة فعل المخيمات من القوة الكافية بحيث قامت بعملية طرد مهينة للأخوان منها والجميع يعلم أن المخيمات جزء أصيل ومؤثر واستراتيجي في العاصمة عمان ولقد ارتأت المخيمات أن دخول الأخوان عليها حراكيا يؤدي لضرب الوحدة الوطنية أما الجنوب فلا خبز للأخوان فيه فيتبقى الشمال ..
الشمال ككتلة بشرية كبيرة يعمل معظم أبناءها في القوات المسلحة – عمود الدولة – برز فيها في الفترة الأخيرة ظاهرة تستحق الدراسة وهي أستقلالية الحراك الشعبي عن تنظيم الأخوان وهذا سيؤدي لنضوج الحراك وأخذه شكلا سياسيا حزبيا مؤثرا مما يخلق تيارا أصلاحيا منافسا للأجندة الحزبية الأخوانية يتم تكريسه لاحقا بتيار وطني أردني شعبي له برامج واجنده يسحب البساط والوصاية الأخوانية على الشارع وهذا جزء من الخطة الوطنية للنهوض والاصلاح الأردني فكان لابد من أعادة الشمال للحاضنة التي أختطفت الشارع وتسببت في اجهاض الحراك ووضعه تحت الأبط الأخواني مجددا في عودة قبيحة جدا لثنائية الأستقطاب دون ألوان اخرى في المشهد الأردني وفي هذه النقطة تحديدا نجح الأخوان بحرفية عالية فهم خير من يقضي على التعدد والتنوع وخير من يجهض أية قوى نظيفة وخير من يقصي الغير ..
على الأخوان أن يتوقفوا عن حماقاتهم فالأردنيون لن يتحملوا مزيدا من هرطقاتهم واذا استمر منهجهم ومسلكهم السياسي على ما هو عليه فانهم معرضون للأجتثاث الشعبي وأرهاصات ذلك جلية ولن تستطيع كل قوى الأمن والدرك حمايتهم ..
ما هي دوافع تنظيم الأخوان لتحريك ( الجبهة الشمالية ) وما الذي حرك تنظيم الأخوان تحديدا في هذا الوقت الحساس وهل كان القرار الأخواني بالتصعيد شمالا قرارا مدروسا ومستقلا ؟؟
بعيدا عن العواطف وفي القراءات العابرة للحدود وبالنظر للمصالح الأستراتيجية الاردنية العليا بات من الواضح وجود حالة تفاهم عسكري وأمني ضمني ما بين الأردن وسوريا الدولة لا النظام ولكنه لا يصل لدرجة التنسيق لأن الأستراتيجية الأردنية في الأزمة السورية تقوم على أساس الحفاظ على الوجود الأردني سواء أبقي النظام السوري أم انهار ومن الخطورة بمكان ربط هذا الوجود بوجود نظام آخر مهما كان شكله أو وصفه ..
دخول ( النصرة ) تنظيميا على خط القاعدة ووجودها على الحدود الشمالية هو من المحرمات الأردنية التي تستدعي التدخل المباشر الذي يصب بالنهاية في مصلحة جهود الأسد في تفكيك هذه التنظيمات والذي فاجأ العالم بمطلب محق متعلق بوضع النصرة على لائحة الأرهاب العالمي ..
القرار الأردني المشروع بدخول المعترك لا المعركة كان مقررا سلفا كجزء من الخطة الوطنية للتعامل مع تطورات الأوضاع في الجنوب السوري بغض النظر عن حسابات الخليج او امريكا او نظام الأسد .. بأختصار لابد للأردن من وجود أستخباري فعال ومليشيا عسكرية مضمونة الولاء على أستعداد للمشاركة في مهمة الدفاع عن الحدود الأردنية وتصفية التنظيمات الأرهابية العابرة للحدود ..
تغير المعادلة على الحدود الشمالية وأستعانة الأردن بالعنصر السوري داخل الأراضي السورية لتفكيك مخاطر الأرهاب وضبط عمليات تهريب السلاح بالاتجاهين التي ارتفعت وتيرتها بعشرة أضعاف الوضع السابق وأدخال القوات المسلحة والاجهزة الامنية التكنولوجيا الفائقة للمراقبة والأنذار المبكر وقيام جيش الاسد بتغيير المعادلة على الأرض وشنه لهجوم مضاد لأدراكه بأن امن الحدود ليس واجبا أردنيا فقط لم يكن ليصب في المصالح والخطط الأستراتيجية لدى بعض الدول الأقليمية التي لا يعنيها ما قد يترتب على ذلك في الداخل الأردني ..
ومن جانب آخر بات من الواضح أن الأطراف الدولية تدعم بكل قوة حلفاءها على الأرض لتحسين المراكز التفاوضية السياسية والتي ستأخذ شكل بقاء الأسد في السلطة لعام 2014 وعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية وأقرار دستور جديد في مرحلة انتقال سياسي وبما يفضي لأستعادة الجولان في أتفاق سلام تاريخي مما يستوجب حكما تفكيك التنظيمات الأرهابية في الداخل السوري وأيضا تفكيك حزب الله اللبناني بسحب سلاحه مما يقتضي بالضرورة تحريك الداخل العراقي لاضعاف المد والنفوذ الأيراني في المنطقة ككل وبالمحصلة اللجوء للحل السياسي والذي كان ينادي به الأردن ولا يزال وقد أدركت جميع القوى أنه لا بديل عن ذلك ..
قدرة الأردن على ضبط الحدود ودخوله المعترك الذي قد يصب في مصلحة النظام السوري يقع تحت بند ( ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد ) وهو الأمر الذي لا يخدم مصالح دول أقليمية او دول كبرى لها مصالح أقتصادية أستراتيجية فكان لابد من الضغط على الأردن من خلال ضرب نظرية الحدود الآمنة وتفجير محافظات الشمال وأفقاد الأمن الأردني السيطرة عليها والقدرة على مراقبتها وجعلها وكرا للأرهاب والتسلح ومحطة وأستراحة ومكان للتجمم والتدريب واعداد وانطلاق العمليات الاستخبارية باتجاه العمق السوري والجهة الوحيدة القادرة على تنفيذ ذلك في الأردن هي الأخوان ..
أما على الجهة الغربية فأطلاق عملية السلام وتنحية بعض الدول الأقليمية عن خط الصراع الفلسطيني الداخلي وبروز الدور الأردني الذي يمهد لاتفاقية أقامة الدولة الفلسطينية وحل عقدة القدس بجعلها مدينة مقدسة تحت الولاية الدينية الأردنية والتي سيقود الجهود الأردنية فيها عراب وادي عربة رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة كوجه مقبول دوليا في هذا الملف يفقد الأخوان في الأردن ورقة تكسب مربحة جدا تحت بند النضال والجهاد لتحرير المقدسات لا سيما في ظل الحرج الذي وقعت فيه الحركة نتيجة لاستمرار العلاقات الدافئة ما بين أسرائيل ومصر الأخوانية وعليه فكان لابد من عملية تفجير صراعي داخلي يعطل الجهود الأقليمية الأردنية دون الأشارة صراحة لموضوع السلام فمصر الأخوانية أولى بالاحتجاج على سياساتها ودفء العلاقات ودوام المحبة والحميمية أما النقطة المفصلية فالقبول بوجود دور أردني أقليمي يعني أعترافا دوليا بشرعية وحجم الأصلاح الديمقراطي الداخلي للنظام والذي يحاول تنظيم الأخوان تفنيده ونفيه وتحقيره وتبخيسه بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ..
أما على الصعيد الداخلي نجد أن المخيمات الفلسطينية في الأردن كان لها موقف شجاع تجاه تنظيم الأخوان ولقد أعتبرت حركة فتح أن الأخوان أستطالت يدهم لمعاقلهم التقليدية فكانت ردة فعل المخيمات من القوة الكافية بحيث قامت بعملية طرد مهينة للأخوان منها والجميع يعلم أن المخيمات جزء أصيل ومؤثر واستراتيجي في العاصمة عمان ولقد ارتأت المخيمات أن دخول الأخوان عليها حراكيا يؤدي لضرب الوحدة الوطنية أما الجنوب فلا خبز للأخوان فيه فيتبقى الشمال ..
الشمال ككتلة بشرية كبيرة يعمل معظم أبناءها في القوات المسلحة – عمود الدولة – برز فيها في الفترة الأخيرة ظاهرة تستحق الدراسة وهي أستقلالية الحراك الشعبي عن تنظيم الأخوان وهذا سيؤدي لنضوج الحراك وأخذه شكلا سياسيا حزبيا مؤثرا مما يخلق تيارا أصلاحيا منافسا للأجندة الحزبية الأخوانية يتم تكريسه لاحقا بتيار وطني أردني شعبي له برامج واجنده يسحب البساط والوصاية الأخوانية على الشارع وهذا جزء من الخطة الوطنية للنهوض والاصلاح الأردني فكان لابد من أعادة الشمال للحاضنة التي أختطفت الشارع وتسببت في اجهاض الحراك ووضعه تحت الأبط الأخواني مجددا في عودة قبيحة جدا لثنائية الأستقطاب دون ألوان اخرى في المشهد الأردني وفي هذه النقطة تحديدا نجح الأخوان بحرفية عالية فهم خير من يقضي على التعدد والتنوع وخير من يجهض أية قوى نظيفة وخير من يقصي الغير ..
على الأخوان أن يتوقفوا عن حماقاتهم فالأردنيون لن يتحملوا مزيدا من هرطقاتهم واذا استمر منهجهم ومسلكهم السياسي على ما هو عليه فانهم معرضون للأجتثاث الشعبي وأرهاصات ذلك جلية ولن تستطيع كل قوى الأمن والدرك حمايتهم ..
ما هي دوافع تنظيم الأخوان لتحريك ( الجبهة الشمالية ) وما الذي حرك تنظيم الأخوان تحديدا في هذا الوقت الحساس وهل كان القرار الأخواني بالتصعيد شمالا قرارا مدروسا ومستقلا ؟؟
بعيدا عن العواطف وفي القراءات العابرة للحدود وبالنظر للمصالح الأستراتيجية الاردنية العليا بات من الواضح وجود حالة تفاهم عسكري وأمني ضمني ما بين الأردن وسوريا الدولة لا النظام ولكنه لا يصل لدرجة التنسيق لأن الأستراتيجية الأردنية في الأزمة السورية تقوم على أساس الحفاظ على الوجود الأردني سواء أبقي النظام السوري أم انهار ومن الخطورة بمكان ربط هذا الوجود بوجود نظام آخر مهما كان شكله أو وصفه ..
دخول ( النصرة ) تنظيميا على خط القاعدة ووجودها على الحدود الشمالية هو من المحرمات الأردنية التي تستدعي التدخل المباشر الذي يصب بالنهاية في مصلحة جهود الأسد في تفكيك هذه التنظيمات والذي فاجأ العالم بمطلب محق متعلق بوضع النصرة على لائحة الأرهاب العالمي ..
القرار الأردني المشروع بدخول المعترك لا المعركة كان مقررا سلفا كجزء من الخطة الوطنية للتعامل مع تطورات الأوضاع في الجنوب السوري بغض النظر عن حسابات الخليج او امريكا او نظام الأسد .. بأختصار لابد للأردن من وجود أستخباري فعال ومليشيا عسكرية مضمونة الولاء على أستعداد للمشاركة في مهمة الدفاع عن الحدود الأردنية وتصفية التنظيمات الأرهابية العابرة للحدود ..
تغير المعادلة على الحدود الشمالية وأستعانة الأردن بالعنصر السوري داخل الأراضي السورية لتفكيك مخاطر الأرهاب وضبط عمليات تهريب السلاح بالاتجاهين التي ارتفعت وتيرتها بعشرة أضعاف الوضع السابق وأدخال القوات المسلحة والاجهزة الامنية التكنولوجيا الفائقة للمراقبة والأنذار المبكر وقيام جيش الاسد بتغيير المعادلة على الأرض وشنه لهجوم مضاد لأدراكه بأن امن الحدود ليس واجبا أردنيا فقط لم يكن ليصب في المصالح والخطط الأستراتيجية لدى بعض الدول الأقليمية التي لا يعنيها ما قد يترتب على ذلك في الداخل الأردني ..
ومن جانب آخر بات من الواضح أن الأطراف الدولية تدعم بكل قوة حلفاءها على الأرض لتحسين المراكز التفاوضية السياسية والتي ستأخذ شكل بقاء الأسد في السلطة لعام 2014 وعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية وأقرار دستور جديد في مرحلة انتقال سياسي وبما يفضي لأستعادة الجولان في أتفاق سلام تاريخي مما يستوجب حكما تفكيك التنظيمات الأرهابية في الداخل السوري وأيضا تفكيك حزب الله اللبناني بسحب سلاحه مما يقتضي بالضرورة تحريك الداخل العراقي لاضعاف المد والنفوذ الأيراني في المنطقة ككل وبالمحصلة اللجوء للحل السياسي والذي كان ينادي به الأردن ولا يزال وقد أدركت جميع القوى أنه لا بديل عن ذلك ..
قدرة الأردن على ضبط الحدود ودخوله المعترك الذي قد يصب في مصلحة النظام السوري يقع تحت بند ( ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد ) وهو الأمر الذي لا يخدم مصالح دول أقليمية او دول كبرى لها مصالح أقتصادية أستراتيجية فكان لابد من الضغط على الأردن من خلال ضرب نظرية الحدود الآمنة وتفجير محافظات الشمال وأفقاد الأمن الأردني السيطرة عليها والقدرة على مراقبتها وجعلها وكرا للأرهاب والتسلح ومحطة وأستراحة ومكان للتجمم والتدريب واعداد وانطلاق العمليات الاستخبارية باتجاه العمق السوري والجهة الوحيدة القادرة على تنفيذ ذلك في الأردن هي الأخوان ..
أما على الجهة الغربية فأطلاق عملية السلام وتنحية بعض الدول الأقليمية عن خط الصراع الفلسطيني الداخلي وبروز الدور الأردني الذي يمهد لاتفاقية أقامة الدولة الفلسطينية وحل عقدة القدس بجعلها مدينة مقدسة تحت الولاية الدينية الأردنية والتي سيقود الجهود الأردنية فيها عراب وادي عربة رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة كوجه مقبول دوليا في هذا الملف يفقد الأخوان في الأردن ورقة تكسب مربحة جدا تحت بند النضال والجهاد لتحرير المقدسات لا سيما في ظل الحرج الذي وقعت فيه الحركة نتيجة لاستمرار العلاقات الدافئة ما بين أسرائيل ومصر الأخوانية وعليه فكان لابد من عملية تفجير صراعي داخلي يعطل الجهود الأقليمية الأردنية دون الأشارة صراحة لموضوع السلام فمصر الأخوانية أولى بالاحتجاج على سياساتها ودفء العلاقات ودوام المحبة والحميمية أما النقطة المفصلية فالقبول بوجود دور أردني أقليمي يعني أعترافا دوليا بشرعية وحجم الأصلاح الديمقراطي الداخلي للنظام والذي يحاول تنظيم الأخوان تفنيده ونفيه وتحقيره وتبخيسه بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ..
أما على الصعيد الداخلي نجد أن المخيمات الفلسطينية في الأردن كان لها موقف شجاع تجاه تنظيم الأخوان ولقد أعتبرت حركة فتح أن الأخوان أستطالت يدهم لمعاقلهم التقليدية فكانت ردة فعل المخيمات من القوة الكافية بحيث قامت بعملية طرد مهينة للأخوان منها والجميع يعلم أن المخيمات جزء أصيل ومؤثر واستراتيجي في العاصمة عمان ولقد ارتأت المخيمات أن دخول الأخوان عليها حراكيا يؤدي لضرب الوحدة الوطنية أما الجنوب فلا خبز للأخوان فيه فيتبقى الشمال ..
الشمال ككتلة بشرية كبيرة يعمل معظم أبناءها في القوات المسلحة – عمود الدولة – برز فيها في الفترة الأخيرة ظاهرة تستحق الدراسة وهي أستقلالية الحراك الشعبي عن تنظيم الأخوان وهذا سيؤدي لنضوج الحراك وأخذه شكلا سياسيا حزبيا مؤثرا مما يخلق تيارا أصلاحيا منافسا للأجندة الحزبية الأخوانية يتم تكريسه لاحقا بتيار وطني أردني شعبي له برامج واجنده يسحب البساط والوصاية الأخوانية على الشارع وهذا جزء من الخطة الوطنية للنهوض والاصلاح الأردني فكان لابد من أعادة الشمال للحاضنة التي أختطفت الشارع وتسببت في اجهاض الحراك ووضعه تحت الأبط الأخواني مجددا في عودة قبيحة جدا لثنائية الأستقطاب دون ألوان اخرى في المشهد الأردني وفي هذه النقطة تحديدا نجح الأخوان بحرفية عالية فهم خير من يقضي على التعدد والتنوع وخير من يجهض أية قوى نظيفة وخير من يقصي الغير ..
على الأخوان أن يتوقفوا عن حماقاتهم فالأردنيون لن يتحملوا مزيدا من هرطقاتهم واذا استمر منهجهم ومسلكهم السياسي على ما هو عليه فانهم معرضون للأجتثاث الشعبي وأرهاصات ذلك جلية ولن تستطيع كل قوى الأمن والدرك حمايتهم ..
التعليقات