طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

عندما تقتل المادية الانسان البسيط


لا شك ان مفهوم المادة في العصر الحديث، تعني كل شئ في هذه الحياة فبدون مادة لا تستطيع ان تتقدم قيد انملة فغدوت المادة ولن اقول اصبحت.
انها المحرك الرئيسي والعصب الاساسي للحياة، وينظر للإنسان بمدى مايملك من مال، لا ينظر الى دينه ولا لأخلاقه ولا علمه فأصبحت هذه الاشياء الانفة الذكر ولا اريد ان اقلل منها، لا شئ مقابل المادية، مقابل عصر النقود فينظر الى الانسان بنظرة مادية قاتله فيوجد عبارة متداولة تقول (معك قرش تسوى قرش ).

نعم هي المادية بذاتها القاتله لأحلامنا كم من طالب علم توقف واصدم بحاجز المادة ، كم من مريض توقف به العلاج لأجل المادة ، كم هم الذين ارادو ان يبنو احلامهم مع من كانوا يظنو بأنهم هم المستقبل ولكنهم ايضا اصدموا، بهم لنظرتهم الى الحياة من الناحية المادية الصرفة لم يعلموا بان الامور المادية تأتي بالصبر والعمل والمثابرة .
تلك النظرة المادية الصرفة هي من قتلت الانسان البسيط الذي بنى قصور احلامه وأماله ولكنه اصدم بواقع المادة القاتلة.
لا بل من اجل المادة وأجدت ابشع التصرفات البشرية من سرقة واختلاس واكل حقوق الغير ،وهكذا تحول العالم إلى وحوش بشرية لا يهمها إلا سحق الآخر وابتلاعه بكل شراسه إذ من وجهة نظر المادية ليس هناك حساب ولا ثواب ولا عقاب ولا غاية لهذه الحياة.
لاشك أن المادية دمرت الأخلاق وقضت على القيم، فلم يتبقَّ للإنسان الحديث ما يؤمن به سوى اللذة وحدها كمصدر يدفع الإنسان للحياة، ولذلك كان كثير من الماديين يتراجعون عن هذه الرؤية في أواخر حياتهم بعد أن يذبل الجسد ويعجز عن الشعور بأي لذة، فيعود هؤلاء باحثين عن الروح والدين من جديد . ولعل موقف الإنسان يكون أجمل عندما يستبق هذه النتيجة.
نعم انا حزين على شباب وطني حزين على اولئك الذين لا ينظرون الى الحياة سوى من الناحية المادية وكم قتلت احلام كثيرين كنا معجبين ولا زلنا بكم ولكن قتلتونا بواقع امانيكم المادية.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/104848