طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

نعم .. للواسطة والمحسوبية


الواسطة والمحسوبية تلك الافه التي قتلت الإبداع وهزمت التنافس ... وأحبطت الكثير من الكفاءات ... وحولت المحسوب إلى موظف مرموق ... والمثابر والمُجتهد إلى عاطل عن العمل ينتظر ان يرى الأمل ولن يراه بدون واسطة ... تلك آلافه التي جعلت من يملكها يعتلي أعلى المراتب والمناصب ... فشهادته وخبرته ومؤهلاته ... هي واسطته... ؟؟!!

تلك آلافه التي هضمت الحقوق وخلقت العقوق ... فمن هُضم حقه سيكون عاق في عمله لأنه يعلم انه احق من ذلك في منصبه بحسب درجته ومكانته وعلمه ... ولكنه لا يملك مؤهلات الواسطة التي تؤهله لان يكون مثل او في مكان من يملك هذا المؤهل ... هذه آلافه التي حولت الحق الى باطل وقتلت في نفوس الكثير من الناس معنى القيم والإبداع والاستقامة ... تلك آلافه التي أصبحت تجري في عروقنا جميعا فلا تستطيع ان تنجز لك معامله او ان يكون لك في هذا المكان طريق الا بوجود صديق أو معرفه أو رفيق ... يسهل لك الإجراء ويخفف عنك العناء على حساب من لايملك تلك الواسطة فيبقى في الشقاء ... وليس له سوى الرجاء أو الاستجداء ومع ذلك سيقابل بالجفاء .؟؟

تلك آلافه التي جعلت المرضى درجات منهم من يُستقبل على باب المستشفى في الأحضان ومنهم من يُلف في الأكفان ... تلك آلافه التي جعلت صاحب المُعدل البالي يتدلل في اختيار التخصص والكلية والدراسة المجانية وصاحب المُعدل العالي يعاني ويعاني في الحصول على مقعد او تخصص ... تلك آلافه التي جعلت من الخريج الجديد موظف عتيد ... ومن ينتظر على الدور من قديم الزمان عن الوظيفة بعيد ... تلك آلافه التي حققت لك الدورات والسفرات والإضافات والميزات وجعلت من هو احق وأجدر منك ينتظر بعض الفتات ...!!


تلك آلافه التي جعلتك قوي وانا ضعيف ... جعلتك مدير وأنا صغير ... جعلتك عزيز وأنا ذليل ... و جعلت من الظلم عدلا ومن التفاؤل قهرا ... تلك آلافه التي لا يمكن لك الاستغناء عنها اذا وجدتها ... فقد أصبحت واقع نعيشه حتى غدت عاده واصبح لا يمكن لك ان تنجز شيء بدون واسطة... ؟ ( حتى أن الواسطة أصبحت لا تنجز بدون واسطة ) فإذا أردت أن تحصل على حقك ... أو أن تنجز معاملتك ... أو ترتاح في مرضك ... أو تنعم في عيشتك أو تكمل دراستك ... أو تنال وظيفتك أو ترقى في عملك ... فمؤهلك وشهادتك ودرجتك ومكانتك هي واسطتك وليس خبرتك وعلِمك ومؤهلك ... فلا يحق لك ما يحق لغيرك لأنك تعلم في نفسك ان واسطته اقوى من واسطتك ... فقد أصبحت المنافسة الآن بين الواسطات وليس بين الكفاءات ... فعليك إذا الاستسلام ...؟؟!!

ولتعلم أن الشيء الوحيد الذي يمكن لك الحصول عليه بدون واسطة هو الحياة و الموت ... إذا إلى متى سنبقى نحن الضعفاء بدون واسطة ... فنحن الآن لا نريد محاربه هذه آلافه ولكننا نسعى للحصول عليها لعلنا بالواسطة نستطيع أن نقضي على الواسطة ... ولن نستطيع ولو حرصنا .؟؟


زيد عبدالكريم المحارمه


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/102782