طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

وقت وأموال المواطن من تراب


أود أن أشير في البداية بأني تعمدت أن أكتب السطور اللاحقة بكثير من التفاصيل المملة ،قاصداً بذلك أن تصل الرسالة للمسؤولين (هذا أذا تسنى لأحد منهم أن يقرأها) ليشعروا بحجم الملل والقرف الذي ينتاب المواطن عند مراجعته للدوائر الحكومية لأنجاز معاملاته. 


نزق أحد رجال السير كلفنا ثلاثة أيام من الأعمال 'الشاقة 'لاسترداد رخصة السيارة .فبالأول من أمس وعند ساعة الغروب كان أبن أخي متوجهاً لزيارة والدته التي تتلقى العلاج قي مركز الحسين للسرطان ،وفبل وصوله الى المستشفى بعشرات الأمتار استوقفه أحد رجال السير ليتفحص الأضوية الأمامية للسيارة وليكتشف بأن أثنتين من 'اللمبات' المستعملة هي من نوعية 'زينون' الممنوعة من الأستخدام نظراً لما تسببه من أبهار للعيون ،حيث كان هذا ملخص ما قاله رجل السير لأبن أخي الذي بدوره سأل رجل المرور ،كيف تكون نوعية هذه اللمبات ممنوعة وقد قمت بتركيبها قبل ثلاث سنوات وقمت بترخيص السيارة ثلات مرات ولم تعترض لجان الفحص الفنية بدائرة السير على هذه اللمبات ؟ثم لماذا هي ممنوعة في الوقت الذي نشاهد به معظم السيارات الحديثة المستوردة تستخدم هذه اللمبات ؟،عندها تعنت رجل السير وحرر مخالفة وحجز رخصة السيارة وسلم أبن أخي أشعار وأبلغه بأن عليه أن يراجع مديرية السير في المحطة ليستعيد الرخصة من هناك بعد دفع قيمة المخالفة ،وهذا برغم رجاء أبن أخي له بعدم حجز الرخصة كونها تحتاج الى وقت لاستعادتها وهو ،أي أبن أخي ،مشغول بمتابعة والدته المريضة بالمستشفى وعليه أن يحضر اليها يومياً من مدينة الزرقاء ،إلا أن رجل السير رفض هذا الرجاء وابلغ أبن أخي بأنه غير معني بوالدته أو حتى بوالده وبأن عليه أن يراجع أدارة السير .وبهذا التصرف من رجل السير نجد بأن شعار جهاز الأمن العام 'الشرطة في خدمة الشعب' قد تجسد على يد هذا الشرطي.


في اليوم التالي توجهت وأبن أخي من الزرقاء الى أدارة السير في عمان وبالكاد وجدنا مكان لركن السيارة يبعد أكثر من خمسماية متر عن باب المديرية وذلك لكثرة المراجعين المخالفين لهذه الأدارة .ثم دخلنا الى قاعة المراجعين لنكتشف بأن أمة لا ألله إلا الله موجودة داخل هذه القاعة ،وكان علينا أولاً أن نسجل المخالفة ،ثم نقوم بدفع قيمة المخالفة (40 دينار...يا بلاش) وللأمانة فأن عملية دفع قيمة المخالفة لم تستغرق عدة ثواني ،تبعاً لما تتمتع به مؤسساتنا من مهارات عالية في قبض الرسوم والضرائب والمخالفات ، ثم كان علينا أن نلتقط ورقة من جهاز تحديد الدور ،لنجد بأن هناك أكثر من مئة وعشرين شخصاً يسبقنا بالدور ،هذا عدا عن المعاملات التي يتم 'تزريقها' بدون دور وهذا ما كبدنا أنتظار أكثر من ساعة لمقابلة الشخص المعني الذي قام بتسليمنا أشعار لمراجعة أدارة ترخيص المركبات في ماركا للكشف الفني على السيارة ،حيث هذا الأسلوب هو المتبع للتأكد من أزالة أسباب المخالفة .


توجهنا الى ماركا لاستكمال المعاملة و'حومنا ' لمدة ربع ساعة لنجد مكان 'لتحط' به سيارتنا في أحدى الساحات المخصصة كمواقف للسيارات في أدارة ترخيص وفحص المركبات ،وكدنا أن نشتبك مع أحد السائقين الذي حاول التذاكي ليسبقنا بركن سيارته بالمكان الذي كنا نهم بركن سيارتنا به .
ذهبنا الى المبنى رقم 1 في أدارة الترخيص وبعد عدة أستفسارات ،توصلنا الى الضابط المعني بقضيتنا ،وبعد أنتظارنا بالدور ،قام الضابط بختم الأشعار الذي أحضرناه معنا من ادارة السير وحوّلنا الى لجان الفحص الفني ،واخبرنا بأن نعود اليه بعد أنجاز معاملتنا ليقوم بدوره بتسليمنا الرخصة المحجوزة. وذهبنا من فورنا الى لجنة الفحص الفني ،واحضرنا السيارة من الموقف وبعد انتظار، كشفوا على السيارة ليخبرونا بأن لمبات الزينون غير اصلية وعلينا نزعها واستبدالها بلمبات عادية ،وفهمنا من هذا الكلام بان اللمبات لو كانت موجودة على السيارة من بلد المنشأ لما كان هناك أعتراض عليها 'وهذه مفارقة لم استوعبها ' .المهم بعد أنتهاء اللجنة الفنية من الكشف على السيارة ،كان وقت الدوام الرسمي قد شارف على الأنتهاء .ما يعني بأن الوقت لن يسعفنا باستبدال اللمبات والعودة للجنة الفنية بنفس اليوم ،وكان علينا العودة باليوم الثالي بعد استبدال اللمبات لنعاود الكرّة بالفحص الفني لنحصل على موافقة اللجنة الفنية والتي بغير رأيها لن نتمكن من استعادة الرخصة .

وهكذا نرى بأننا أهدرنا ثلاثة أيام منشغلين بمخالفة سير لم تكن لتحتاج كل هذا العناء الذي تسبب به رجل سير نزق لا يعنيه إلا تحرير آخر ورقة في دفتر المخالفات قبل أنتهاء ورديتة بالعمل.


بقي سؤال أخير ،أذا كانت لمبات الزينون غير مسموح باستعمالها ،فلماذا يسمح للتجار باستيرادها وبيعها بالأسواق الأردنية وبسعر يقارب المئة دينار للزوج منها، وأين هي الجهة الرقابية التي تلاحق التجار الذين يعرضون سلعة للبيع غير مرخص بها.


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/102513