طريقة العرض :
كامل
الصورة الرئيسية فقط
بدون صور

اظهار التعليقات

وكالة جراسا الإخبارية

النشامى


كلمة دارجة بين الأردنيين ، وهي من العامي المشهور بينهم ، فحين تسمع كلمة نشمي تدرك أنك في الأردن ، والرجل يقال له : ' نشمي ' والفتاة يقال لها : ' نشمية' والجمع للرجال ' نشامى ' والجمع للفتيات ' نشميات' ويكثر هذا الوصف في البوادي ، وفي الأرياف ، وشاع استخدامها بين كل الأردنيين ، ويراد به المدح لمن كان متصفاً بالصفات الحميدة من الشجاعة، والنخوة ، ومساعدة المحتاج ، وإغاثة الملهوف ، والمسارعة إلى عمل الخير ، ويقابل هذه الكلمة في العامي المصري الدارج ' جدع ' ويبدو أن لكل بلد عربي بعض المفردات التي يطلقها الناس لتدل على من يسارعون إلى نجدة المحتاج ومساعدته ، وإلى تقديم العون لمن يطلبه ، ويقال أيضا في الأردن : ' نخوجي ' وهي كناية عن بذل الجهد في خدمة الآخرين ، والمسارعة إلى عونهم عندما يرى أنهم بحاجة إلى ذلك ، والنشمي لا يتصف بالأنانية باعتبارها صفة مذمومة .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هذه الأيام هل حافظ الأردنيون على هذه الصفة ؟ وكيف يمكن أن يحافظوا عليها في ظل التربية المادية ؟ وهل ما زال الأردنيون يتغنون ويفخرون بهذه الصفة ؟ وهل التغني بالماضي والأمجاد وحده يكفي ؟ .
إن نظرة فاحصة لما يجري في حياة الناس في ظل الحياة المعاصرة بما فيها من تعقد العلاقات ، وتشابك المصالح ، والحرص على المنافع المادية البحتة جعل غالب الناس يتخلون عن صفة ' النشمي ' فغاب مفهوم التعاون بصورته التي كنا نعرفها في مواسم الحصاد ، وفي بناء البيوت ، وفي قطف الزيتون ، وفي بناء بيوت الأتراح والأفراح ، وفي المساهمة في خدمة المحتاجين ، وغير ذلك من الصور الجميلة التي كانت ترمز إلى المحبة بين الناس ، وقضاء حوائجهم ، وقد حل محلها حب النفس والأنانية .
ومن أجل أن لا ينسى الأردنيون صفات النشامى والنشميات أُذكرهم ببعضها :
• النخوة بكل ما تعانيه الكلمة من إيثار ، وحب للخير ، وتجرد من الأثرة ، ومسارعة إلى تقديم العون والمساعدة لمن يطلبه بغض النظر عن المصلحة ، أو الصلة ، أو رابطة القربى .
• الشهامة بكل ما تعني من كرم ،وطيبة نفس ، وسخاء ، وعطاء ، وبذل .
• الشجاعة والإقدام في المواطن التي تتطلب الشجاعة ، وقول كلمة الحق ، وتحمل تبعات ذلك بدافع ' أن الصديق عند الضيق ' ' وما يترك صاحبه إلا الردي خاله ' .
• الرجولة بكل ما في الكلمة من معنى ، فليست الرجولة إدعاء ، ولكنها قول وفعل .
• مكارم الأخلاق وعلى رأسها عفة النظر ، وعفة اللسان ، وعفة اليد ، وعفة البطن .
• نقاء السريرة ، وصفاء القلب ، ونظافة الصدر ، فلا يعرف قاموس النشامى مصطلحات الكراهية ، والحقد ، والضغينة لأنها تتنافى مع قيم المحبة والتسامح .
وعبر هذا المقال أدعو من يحبون الاتصاف بهذه الصفات إلا ينسوا أنهم ينتمون إلى ' شعب النشامى '
د. رياض خليف الشديفات / المفرق


جميع الحقوق محفوظة
https://www.gerasanews.com/article/100911